الحوار المتمدن
3.18K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
نوفل شاكر : لن ننسى... كيلا يتناسل الشر
#الحوار_المتمدن
#نوفل_شاكر أمام تلفازه متابعاً آخر التطورات على الساحة. متنقلاً بين القنوات، استوقفه مشهد لشاب عشريني صاخب في السنك، بعنفوان الشباب، وبنشوة حب الظهور ، وبهالة القيادة التي تصورها عدسة الكاميرا الموجهة عليه، أخذ هذا الشاب يتحدث بزهو عن "الثورة العظيمة التي لم يكن لها مثيل في تأريخ العراق"! وما ستفعله في المستقبل بعد " إسقاط النظام"... تتحرك الكاميرا يميناً وشمالاً لرصد حركة الشارع، بينما الشاب الثوري يرتجل خطابه الحماسي. تتوقف الكاميرا فجأة، مركزة عدستها هذه المرة على شيخ كبير، كان يحث الخطى للعودة إلى المنزل ( على ما يبدو)، توجه له الشاب قائلاً باستعلاء " ثوري":" حجي! لو جيلنا هذا موجود قبل 35 سنة چان خلصناكم من صدام... بس حرامات چنه ما موجودين بذاك الوكت!".تفاجأ الشيخ من هذه " الإزاحة الجيلية" العابرة للزمن، أجابه بحكمة الشيوخ وببلاغتهم الساخرة:" شنسوي يا بويه...هو هذا هم حظنا"!ضحك الرجل الجالس أمام التلفاز من كل قلبه. ضحكة تمتزج فيها السخرية بالألم والمرارة وذلك الشعور باللاجدوى، إحساس بعبثية الحياة، أقدارٌ سخرت ومازالت تسخر بحياة العراقيين. سفينة العمر وصلت به مسرعة إلى عقده السادس، بلحية بيضاء، وظهرٍ محدودب، وشظايا متناثرة في جسمه، وساقٍ مصنوعة من البلاستيك، هي حصته من " قادسية صدام المجيدة".يُقال" بأنّ الذات الفردية تكيّف نفسها مع الوسط المحيط بها بوساطة مبدأ النسيان". أنعش المشهد ذاكرة الرجل، فعادت به الذكريات إلى أربعين عاماً مضت، عندما كان شاباً بعمر شاب السنگ الثائر، تطوف برأسه أحلام الشباب، وطموحاتهم البسيطة بمنظار زماننا الآن، وظيفة وزوجة وبيت بسيط مليء بالدفء. في جلسة كهذه وقبل أربعة عقود، شاهد صدام يخرج من على شاشات التلفاز ليمزق غاضباً "معاهدة الجزائر" ويقول بأنها لاغية، وأن "من يقبل بشراكة في شط العرب كمن يقبل بشراكة زوجته مع جاره"! معلناً بذلك حربه على إيران.دُقّت طبول الحرب في العراق، تغيرت الحياة الهادئة، واتجه المجتمع نحو العسكرتاريا: تعبئة شاملة... اللون الكاكي يصبغ البلاد بأسرها، والأغاني " الوطنية" تصدح ليل نهار... لا صوت يعلو على صوت المعركة. تحت شعار " كل شيءٍ من أجل المعركة" تمت أكبر عملية تدوين أدبي تعبوي للحرب " أدب قادسية صدام": أكثر من 75 رواية تمجد بالحرب، و 90 مجموعة قصصية تحتفي بالمعركة. 400 قصة فقط نُشرت في الأشهر الأولى من الحرب. " دار المأمون" تكفلت بترجمة روايات الحرب العالمية، وعبد الرزاق عبد الواحد ، يزمجر بصوته المعدني، المشحون بالحقد القومي ليل نهار، محتسياً أنخاب شعره على أشلاء الضحايا:" وهؤلاء الذين استنفروا دمهمكأنما همُ إلى أعراسهم نفرواالسابقون هبوب النار ماعصفتوالراكضون اليها حيث تنفجرُالواقفون عماليقاً تحيط بهم خيل المنايا ولا ورد ولاصدرُ".سيق الآلاف من شباب العراق إلى حربٍ لا يعرفون كيف ولماذا اندلعت، وفيما يتم قذفهم في أتون المعركة، كانت فرق الإعدامات تكمن لهم في الخطوط الخلفية، وسيارات اللاندكروزر تجوب تلك الخطوط لإعدام من يفر من هذا الجحيم البشري؟ ولكن الشعراء الشعبيون كانت لهم نظرة أخرى، نظرة رومانسية تتخيل الحرب طقساً من طقوس الحب...يقول كاظم الركابي متغزلاً بالحرب:" احنه مشينه للحرب عاشگ يدافع من اجل محبوبته ..احنا مشينه للحرب ...وهذا العراقي من يحب ...يفنى و لا عايل يمس محبوبته .. احنه مشينه للحرب حتى الوطن سالم يظل لجيالنالجل الطفولة وا ......
#ننسى...
#كيلا
#يتناسل
#الشر

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=692144