سعيد الجعفر : في نظرية التسمية والاعتباطية والتعليلية
#الحوار_المتمدن
#سعيد_الجعفر في نظرية التسمية nomination theory ، لا تسمي الناس (الشعب، الاثنوس، الجماعة البشرية) الاشياء اعتباطا بل هنالك ابداع انساني في تسميتها ينطلق من الصفة البارزة في الشئ، ولذا فمعظم التسميات تبدأ تعليلية ثم تغدو بمرور الزمن اعتباطية ( هنا نستثني التسميات المجازية). وقد افرد لهذا الموضوع مصطلحا في اللسانيات سمي بالشكل الداخلي للكلمة وارتبط وبشكل عميق بنظرية الرؤية اللغوية للعالم . الذي تحدث عنه دي سوسير في نظريته هو اعتباطية العلاقة بين الدال والمدلول في اللحظة الحالية، حيث انه ليس معنيا بالتعاقبية او الديكرونية . لنلاحظ مثلا نبتة " المستحية" فأوراقها تنكمش عندما نلمسها، اي انها تخجل او تستحي، وهنا تعليلية الاسم وهو الأمر البارز الذي شد انتباه الناس فأطلقوا التسمية وفيها تعليلية واضحة . مثال آخر نقول computer من الفعل يحسب فالسمة الجوهرية اي الدينوتاتية له هي انه يحسب، والطائرة لأنها تطير. لكن التساؤل لماذا نرى اليوم إن العلاقة اليوم بين الدال والمدلول ذات طبيعة اعتباطية ؟ والجواب هو أن هذه العلاقة كانت تعليلية وسقطت تعليليتها بمرور الحقب. فمن يعرف لماذا سمي الورد وردا والحمامة حمامة . فهذه التسميات لها تعليلية اصلا جاءت من سمة رئيسة ظاهرة على اساسها اطلق الناس التسمية. مفردة ادب اصلها سومري ثم انتقلت الى الاكدية ولاحقا الارامية ثم العربية، حيث فقدت تعليليتها، وهي كانت تملك تعليلية في السومرية وتعني الطين ادابو، حيث كانت الكتابة تجري على الواح الطين، لكنها كانت قبل ذلك تعني الداكن ومنها اخذ اسماء جنة عدن والدم والادهم والدهماء والادمة وآدم. فيما يخص العربية فهي في عرف اللسانيات لغة حديثة جاءت على اعتاب منجز لغات سامية أخرى اقدم منها ، ولذا نجد أن معظم الكلمات اقترضت من لغات مجاورة لديها منجز ثقافي ديني وانثروبولوجي، ولذا نجد أن معظم التسميات في العربية اعتباطية، حيث أن تعليلية المفردات المستعارة من لغات اخرى اختفت بعد نقلها الى العربية، فمن يعرف لماذا سمي النهر نهرا في الاكدية أو لماذا سميت النخلة بهذا الاسم في الارامية أو ما هي تعليلية مفردة كرسي. بيد أننا نعرف من خلال المنجز اللساني الخاص بالعربية إن الجناية كمفهوم مجازي تجريدي يملك تعليلية، فهو من الفعل جنى ويعني أن تقطف الثمار بدون إذن صاحب البستان وبدون علمه، كما نعرف أن الكتابة اخذت من الفعل كتب وكتيبة وتعني مجموعة الخيول ولذا فكانت التسمية المجازية كتابة بمعنى مجموعة الاحرف . وقد حاول ابن فارس في مقاييس اللغة منطلقا من مركزية عربية متشنجة أن يجد جذرا لكل الكلمات لكننا نعرف اليوم أن العربي الاصيل في النصاب المعجمي للغتنا لا يتجاوز ١-;-٥-;-%. تصورنا أن تسمية الاشياء كانت خبط عشواء ينطلق من مركزية الانسان المعاصر الذي يتصور إن الانسان القديم كان ذا عقل معطل فاكتشاف النار كان بالصدفة واكتشاف الزراعة والشواء ايضا. أما الكلام فقد ادخلوه في ابعاد ميتافيزيقية بحيث إن آدم هبط من الفردوس وهو يتقن العبرية كما في العهد القديم ، او يتقن العربية كما هو لدينا، في حين إن الانتقال من الاشارة الى الكتابة هي الثورة التكنولوجية الأولى في تأريخ الانسانية. فالانثروبولوجيا المعاصرة تنظر الى تلك اللحظات كونها ثورات تكنولوجية كالثورات التكنولوجية لدينا مثل ختراع الكومبيوتر وقبله المحرك البخاري والطائرة. يقول فيورباخ : التعليلية هي رسم الفكرة بالكلمات... ......
#نظرية
#التسمية
#والاعتباطية
#والتعليلية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=690918
#الحوار_المتمدن
#سعيد_الجعفر في نظرية التسمية nomination theory ، لا تسمي الناس (الشعب، الاثنوس، الجماعة البشرية) الاشياء اعتباطا بل هنالك ابداع انساني في تسميتها ينطلق من الصفة البارزة في الشئ، ولذا فمعظم التسميات تبدأ تعليلية ثم تغدو بمرور الزمن اعتباطية ( هنا نستثني التسميات المجازية). وقد افرد لهذا الموضوع مصطلحا في اللسانيات سمي بالشكل الداخلي للكلمة وارتبط وبشكل عميق بنظرية الرؤية اللغوية للعالم . الذي تحدث عنه دي سوسير في نظريته هو اعتباطية العلاقة بين الدال والمدلول في اللحظة الحالية، حيث انه ليس معنيا بالتعاقبية او الديكرونية . لنلاحظ مثلا نبتة " المستحية" فأوراقها تنكمش عندما نلمسها، اي انها تخجل او تستحي، وهنا تعليلية الاسم وهو الأمر البارز الذي شد انتباه الناس فأطلقوا التسمية وفيها تعليلية واضحة . مثال آخر نقول computer من الفعل يحسب فالسمة الجوهرية اي الدينوتاتية له هي انه يحسب، والطائرة لأنها تطير. لكن التساؤل لماذا نرى اليوم إن العلاقة اليوم بين الدال والمدلول ذات طبيعة اعتباطية ؟ والجواب هو أن هذه العلاقة كانت تعليلية وسقطت تعليليتها بمرور الحقب. فمن يعرف لماذا سمي الورد وردا والحمامة حمامة . فهذه التسميات لها تعليلية اصلا جاءت من سمة رئيسة ظاهرة على اساسها اطلق الناس التسمية. مفردة ادب اصلها سومري ثم انتقلت الى الاكدية ولاحقا الارامية ثم العربية، حيث فقدت تعليليتها، وهي كانت تملك تعليلية في السومرية وتعني الطين ادابو، حيث كانت الكتابة تجري على الواح الطين، لكنها كانت قبل ذلك تعني الداكن ومنها اخذ اسماء جنة عدن والدم والادهم والدهماء والادمة وآدم. فيما يخص العربية فهي في عرف اللسانيات لغة حديثة جاءت على اعتاب منجز لغات سامية أخرى اقدم منها ، ولذا نجد أن معظم الكلمات اقترضت من لغات مجاورة لديها منجز ثقافي ديني وانثروبولوجي، ولذا نجد أن معظم التسميات في العربية اعتباطية، حيث أن تعليلية المفردات المستعارة من لغات اخرى اختفت بعد نقلها الى العربية، فمن يعرف لماذا سمي النهر نهرا في الاكدية أو لماذا سميت النخلة بهذا الاسم في الارامية أو ما هي تعليلية مفردة كرسي. بيد أننا نعرف من خلال المنجز اللساني الخاص بالعربية إن الجناية كمفهوم مجازي تجريدي يملك تعليلية، فهو من الفعل جنى ويعني أن تقطف الثمار بدون إذن صاحب البستان وبدون علمه، كما نعرف أن الكتابة اخذت من الفعل كتب وكتيبة وتعني مجموعة الخيول ولذا فكانت التسمية المجازية كتابة بمعنى مجموعة الاحرف . وقد حاول ابن فارس في مقاييس اللغة منطلقا من مركزية عربية متشنجة أن يجد جذرا لكل الكلمات لكننا نعرف اليوم أن العربي الاصيل في النصاب المعجمي للغتنا لا يتجاوز ١-;-٥-;-%. تصورنا أن تسمية الاشياء كانت خبط عشواء ينطلق من مركزية الانسان المعاصر الذي يتصور إن الانسان القديم كان ذا عقل معطل فاكتشاف النار كان بالصدفة واكتشاف الزراعة والشواء ايضا. أما الكلام فقد ادخلوه في ابعاد ميتافيزيقية بحيث إن آدم هبط من الفردوس وهو يتقن العبرية كما في العهد القديم ، او يتقن العربية كما هو لدينا، في حين إن الانتقال من الاشارة الى الكتابة هي الثورة التكنولوجية الأولى في تأريخ الانسانية. فالانثروبولوجيا المعاصرة تنظر الى تلك اللحظات كونها ثورات تكنولوجية كالثورات التكنولوجية لدينا مثل ختراع الكومبيوتر وقبله المحرك البخاري والطائرة. يقول فيورباخ : التعليلية هي رسم الفكرة بالكلمات... ......
#نظرية
#التسمية
#والاعتباطية
#والتعليلية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=690918
الحوار المتمدن
سعيد الجعفر - في نظرية التسمية والاعتباطية والتعليلية