رابح لونيسي : الديمقراطية والرأسمالية بين التناقض والترابط
#الحوار_المتمدن
#رابح_لونيسي لعل سيقول البعض إنطلاقا من قراءة بسيطة للعنوان بأننا نخلط بين نظام سياسي ونظام إقتصادي، فهذه النظرة هي جديدة بسبب محاولات الخطاب الرأسمالي الجديد بعد إنهيار المعسكر الشيوعي أن يفصل السياسة عن الإقتصاد، وهو ما يؤدي في الأخير إلى إبعاد أي تدخل للقرار السياسي في المجال الإقتصادي بدعوى ترك رجال المال يفعلون ما يريدون وعدم عرقلتهم، لكنهم في الحقيقة هم المتحكمون اليوم في كل القرارات السياسية، خاصة المتعلقة بالشأن الإقتصادي، ويريدون إخفاء ذلك بالفصل بين السياسي والإقتصادي، كما تم إستبعاد تدريس الإقتصاد السياسي حتى من بعض الجامعات كي لايتم إكتشاف وفهم آليات عمل الرأسمالية ومسؤوليتها في الإستغلال والفقر والبؤس الذي يعاني منه جزء كبير من الإنسانية. فقد شاع في العالم بعد سقوط المعسكر الشيوعي فكرة إرتباط الديمقراطية بإقتصاد السوق الذي هو التعبير الناعم للرأسمالية، وقد روج المفكر الأمريكي ذو الأصل الياباني هذه الفكرة بقوة قائلا بنهاية التاريخ بعد ما يراه إنتصار هذا الثنائي ديمقراطية ورأسمالية على صعيد الأفكار والنموذج العالمي الذي يجب الإحتذاء به، وأنه يستحيل على الفكر البشري إنتاج أفضل من هذا النموذج، ويقول أنه لا يمكن نجاح الديمقراطية دون رأسمالية، لكن تبين فيما بعد بأن ليس من الضروري هذا الإرتباط الوثيق بين المبدأين، فقد أثبت مثلا الإقتصادي الفرنسي مارك فلورباييMarc Fleurbaey في كتابه "الراسمالية أم الديمقراطية-خيار القرن21-" إلى القول بأن الرأسمالية هي ضد الديمقراطية، وان إن أردنا تحقيق عدالة إجتماعية نسبية التي يستحيل تحقيقها بالمطلق يجب معاداة الرأسمالية التي هي نظام إستغلالي يخدم أقلية على حساب أغلبية سكان العالم، ويذهب أبعد عندما يناقش كل محاولات تحقيق المساواة والعدالة الإجتماعية بطرح سياسي هو الديمقراطية، أي بتعبير آخر أن الديمقراطية هي الطريق لتحقيق عدالة إجتماعية نسبية، ويقول انه هو خيار القرن21. لكن السؤال المطروح هو أي ديمقراطية تحقق ذلك، فهل الديمقراطية القائمة في الغرب اليوم تحقهها فعلا، فقد تعرضت هذه الديمقراطية لعدة إنتقادات بسبب عجزها عن تحقيق العدالة الإجتماعية، فلا يخفى على أحد أن نشوء الديمقراطية في الغرب كان بهدف خدمة الطبقة البرجوازية وتحطيم طبقة النبلاء، ولهذا أقصيت من الممارسة السياسية في القرن 19م كل القوى التي تهدد مصالح البرجوازية، فمثلا لم يُسمح للعمال بحق التصويت في إنجلترا إلا في عام 1884 تحت ضغوط نقابات وتنظيمات عمالية وبعد تعهد هذه القوى بعدم المساس بالنظام الرأسمالي ومصالح الطبقات البرجوازية السائدة واحترام الحريات، والذي لا يعني في مفهوم الديمقراطية الغربية أنذاك إلا حرية الملكية والاستغلال والنشاط الاقتصادي دون حدود، وقد نظر إلى الحرية آنذاك كملكية خاصة فالأمريكي توماس جفرسون، والأنجليزي جون ستوارت مل... قالوا أن الحرية ملكية خاصة في ذاتها لابد من الحفاظ عليها ضد أية محاولة للمساس بها، ولو كانت من حكومة منتخبة من أغلبية الشعب... ولهذا فإن حق الانتخاب كان في بدايته للملاك فقط ، نعتقد أن الأسس الفكرية للديمقراطية في الغرب مستوحاة من ديمقراطية أثينا القديمة التي ما هي "إلا سيطرة 40 ألف مواطن حر مقابل 110 ألف من العبيد، ويساندهم السوفسطائيون الذين يصنعون الرأي العام، فيظهرون التافة عظيما والعظيم تافها بواسطة قوة الخطابة والكلام"-حسب المفكر الفرنسي روجي غارودي. إن الارتباط الوثيق بين الديمقراطية والرأسمالية الاستغلالية في الغرب هو الذي جعل الماركسيون يعتبرون الدولة جهازا في يد الطبقة البرجوازية ضد البروليتاريا، كما ......
#الديمقراطية
#والرأسمالية
#التناقض
#والترابط
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=703572
#الحوار_المتمدن
#رابح_لونيسي لعل سيقول البعض إنطلاقا من قراءة بسيطة للعنوان بأننا نخلط بين نظام سياسي ونظام إقتصادي، فهذه النظرة هي جديدة بسبب محاولات الخطاب الرأسمالي الجديد بعد إنهيار المعسكر الشيوعي أن يفصل السياسة عن الإقتصاد، وهو ما يؤدي في الأخير إلى إبعاد أي تدخل للقرار السياسي في المجال الإقتصادي بدعوى ترك رجال المال يفعلون ما يريدون وعدم عرقلتهم، لكنهم في الحقيقة هم المتحكمون اليوم في كل القرارات السياسية، خاصة المتعلقة بالشأن الإقتصادي، ويريدون إخفاء ذلك بالفصل بين السياسي والإقتصادي، كما تم إستبعاد تدريس الإقتصاد السياسي حتى من بعض الجامعات كي لايتم إكتشاف وفهم آليات عمل الرأسمالية ومسؤوليتها في الإستغلال والفقر والبؤس الذي يعاني منه جزء كبير من الإنسانية. فقد شاع في العالم بعد سقوط المعسكر الشيوعي فكرة إرتباط الديمقراطية بإقتصاد السوق الذي هو التعبير الناعم للرأسمالية، وقد روج المفكر الأمريكي ذو الأصل الياباني هذه الفكرة بقوة قائلا بنهاية التاريخ بعد ما يراه إنتصار هذا الثنائي ديمقراطية ورأسمالية على صعيد الأفكار والنموذج العالمي الذي يجب الإحتذاء به، وأنه يستحيل على الفكر البشري إنتاج أفضل من هذا النموذج، ويقول أنه لا يمكن نجاح الديمقراطية دون رأسمالية، لكن تبين فيما بعد بأن ليس من الضروري هذا الإرتباط الوثيق بين المبدأين، فقد أثبت مثلا الإقتصادي الفرنسي مارك فلورباييMarc Fleurbaey في كتابه "الراسمالية أم الديمقراطية-خيار القرن21-" إلى القول بأن الرأسمالية هي ضد الديمقراطية، وان إن أردنا تحقيق عدالة إجتماعية نسبية التي يستحيل تحقيقها بالمطلق يجب معاداة الرأسمالية التي هي نظام إستغلالي يخدم أقلية على حساب أغلبية سكان العالم، ويذهب أبعد عندما يناقش كل محاولات تحقيق المساواة والعدالة الإجتماعية بطرح سياسي هو الديمقراطية، أي بتعبير آخر أن الديمقراطية هي الطريق لتحقيق عدالة إجتماعية نسبية، ويقول انه هو خيار القرن21. لكن السؤال المطروح هو أي ديمقراطية تحقق ذلك، فهل الديمقراطية القائمة في الغرب اليوم تحقهها فعلا، فقد تعرضت هذه الديمقراطية لعدة إنتقادات بسبب عجزها عن تحقيق العدالة الإجتماعية، فلا يخفى على أحد أن نشوء الديمقراطية في الغرب كان بهدف خدمة الطبقة البرجوازية وتحطيم طبقة النبلاء، ولهذا أقصيت من الممارسة السياسية في القرن 19م كل القوى التي تهدد مصالح البرجوازية، فمثلا لم يُسمح للعمال بحق التصويت في إنجلترا إلا في عام 1884 تحت ضغوط نقابات وتنظيمات عمالية وبعد تعهد هذه القوى بعدم المساس بالنظام الرأسمالي ومصالح الطبقات البرجوازية السائدة واحترام الحريات، والذي لا يعني في مفهوم الديمقراطية الغربية أنذاك إلا حرية الملكية والاستغلال والنشاط الاقتصادي دون حدود، وقد نظر إلى الحرية آنذاك كملكية خاصة فالأمريكي توماس جفرسون، والأنجليزي جون ستوارت مل... قالوا أن الحرية ملكية خاصة في ذاتها لابد من الحفاظ عليها ضد أية محاولة للمساس بها، ولو كانت من حكومة منتخبة من أغلبية الشعب... ولهذا فإن حق الانتخاب كان في بدايته للملاك فقط ، نعتقد أن الأسس الفكرية للديمقراطية في الغرب مستوحاة من ديمقراطية أثينا القديمة التي ما هي "إلا سيطرة 40 ألف مواطن حر مقابل 110 ألف من العبيد، ويساندهم السوفسطائيون الذين يصنعون الرأي العام، فيظهرون التافة عظيما والعظيم تافها بواسطة قوة الخطابة والكلام"-حسب المفكر الفرنسي روجي غارودي. إن الارتباط الوثيق بين الديمقراطية والرأسمالية الاستغلالية في الغرب هو الذي جعل الماركسيون يعتبرون الدولة جهازا في يد الطبقة البرجوازية ضد البروليتاريا، كما ......
#الديمقراطية
#والرأسمالية
#التناقض
#والترابط
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=703572
الحوار المتمدن
رابح لونيسي - الديمقراطية والرأسمالية بين التناقض والترابط