جميل النجار : الصداع -اليميني- الأمريكي المزمن
#الحوار_المتمدن
#جميل_النجار مصطلح "اليمين" هو مصطلح سياسي يرجع أصله إلى زمن الثورة الفرنسية 1789م، حيث كان النواب "اليمينيون" الاقطاعيون (المعفيون من دفع الضرائب) والموالون للملكية، يجلسون إلى اليمين في البرلمان الفرنسي. أما المعارضين "اليساريين" فكانوا يجلسون إلى اليسار.ومن الناحيتين الاجتماعية والاقتصادية؛ يؤمن اليمينيون بالتفاوت الطبقي بين البشر ويرونه شيئاً طبيعيا أيدته وأقرته الأديان تاريخياً. فالآلهة دوماً "ترزق من تشاء". ويعتقدون بأن الأغنياء ذوي دماء وقدرات متميزة، أما ذوي القدرات المحدودة يصبحون فقراء؛ وتلك قِسمة الآلهة التي قدَّرت أقدار الناس سلفاً في سجلات مُحكمة، وكتبت لكل فرد رزقه، وأجله، وعمله، وحتى عما سيكون (شقيا أو سعيدا).ولكن مع تغير الظروف السياسية والاقتصادية المرتبطة بانحسار رقعة الملكية والاقطاع؛ تأرجح رجال الدين - بمصالحهم ومواقفهم وأوقافهم وفتاويهم- بين اليمين واليسار. وإن حافظت "الإنجيلية" الأمريكية على يمينيتها؛ بعد أن ألبستها ثوب "الشعبوية" وثارت ضد "النخب" الليبرالية من الأعلى و"المخربين" و"الطفيلين" من الأسفل. وأتت بدونالد ترامب رئيسًا للولايات المتحدة في العام 2015.ثم انخرطت في نوع من السياسات المحافظة المتشددة. والتي كان من أبرز تياراتها حركة "باتريوت" المعاصرة، التي تتألف من ميليشيات ضمت عددا من المواطنين المسلحين، الذين اجتاحوا البلاد في التسعينات. واليوم تُشعل القومية المسيحية البيضاء، وتحض على كراهية الأجانب من المهاجرين، كما دعم هذا اليمين المسيحي السلطة الدينية الأبوية ومعارضة حقوق المثليين. وأخوف ما يخاف منه كل ليبرالي مستنير؛ هو أن تأتي هذه "اليمينية" المتعصبة بترامب لجولة رئاسية أخرى؛ يمكن أن يكون لها آثارها السلبية على العلم والعلماء؛ لأنهم لا يقيموا وزنا للعلم في مقابل الرأسمالية الاحتكارية والخرافة.والأخطر من كل ذلك؛ تصرفات ترامب الهوجاء؛ كتلك الواقعة التي صورها فيه الإعلام وهو يحمل "الكتاب المقدس" خارج كنيسة سانت جون عبر منتزه "لافاييت" من البيت الأبيض. في مسلك أحمق غير مسؤول (من وجهة نظري وقد أكون مخطئاً)؛ كان من الممكن أن يشعل حرباً أهلية في البلاد على خلفية معارضته للتظاهرات التي خرجت لدعم شاب أمريكي من أصول أفريقية قتلته الشرطة.وليست هذه الحادثة هي الأولى من نوعها، ولن تكون الأخيرة. لكن تظل دلالاتها أعمق من أي تفكير عابر؛ إذ تبرهن على أن عالمنا، ونحن في القرن 21؛ لازال يحتضن بين جنباته التطورية المتحضرة، مثل هؤلاء العنصريين (حتى وإن باتوا قلة)، والأكثر إدهاشاً وجود شخص مثل "ترامب" على سُدة الحكم في أكبر بلد في العالم، وهو من يحمل في رأسه المحدودة تلك كل هذا الكم من الجهل؛ وظني بأن هذ الرجل لو ظل فترة رئاسية أخرى على سُدة هذا البلد؛ أقولها بمنتهى الصراحة: "سوف تخرب مالطا". المهم بأن هذه الأجواء الباعثة على التشاؤم، وإن كان قد خفف منها وجود قدر أكبر من التفاؤل، والذي تنفست به التظاهرات السلمية والعنيفة المناهضة لهذا الجهل حول العالم. لكن هذا الحدث ذكرني بأحد المؤتمرات العلمية التاريخية والذي عقده عالم التطور الشهير "توماس هكسلي" في العام 1860 لمناقشة "نظرية التطور" والتي كانت في مهدها، ولاقت ابانها معارضة عنيفة من قِبل رجال الدين حول العالم. ووقف أحد كبارهم يسأل العالم هكسلي: هل يسمح البروفسيور هكسلي أن يقول لي، هل جده لأبيه أو جده لأمه هو القرد؟ فرد عليه هكسلي قائلا عبارته الشهيرة: "إنني لا أخجل إذا كان جدي قرداً، ولكنني كنت حتما سأخجل؛ إذا كان جدي رجلا جاهلا مثلك، ويتبجح بإقحام نفسه الوضيعة في مسائل ال ......
#الصداع
#-اليميني-
#الأمريكي
#المزمن
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=685784
#الحوار_المتمدن
#جميل_النجار مصطلح "اليمين" هو مصطلح سياسي يرجع أصله إلى زمن الثورة الفرنسية 1789م، حيث كان النواب "اليمينيون" الاقطاعيون (المعفيون من دفع الضرائب) والموالون للملكية، يجلسون إلى اليمين في البرلمان الفرنسي. أما المعارضين "اليساريين" فكانوا يجلسون إلى اليسار.ومن الناحيتين الاجتماعية والاقتصادية؛ يؤمن اليمينيون بالتفاوت الطبقي بين البشر ويرونه شيئاً طبيعيا أيدته وأقرته الأديان تاريخياً. فالآلهة دوماً "ترزق من تشاء". ويعتقدون بأن الأغنياء ذوي دماء وقدرات متميزة، أما ذوي القدرات المحدودة يصبحون فقراء؛ وتلك قِسمة الآلهة التي قدَّرت أقدار الناس سلفاً في سجلات مُحكمة، وكتبت لكل فرد رزقه، وأجله، وعمله، وحتى عما سيكون (شقيا أو سعيدا).ولكن مع تغير الظروف السياسية والاقتصادية المرتبطة بانحسار رقعة الملكية والاقطاع؛ تأرجح رجال الدين - بمصالحهم ومواقفهم وأوقافهم وفتاويهم- بين اليمين واليسار. وإن حافظت "الإنجيلية" الأمريكية على يمينيتها؛ بعد أن ألبستها ثوب "الشعبوية" وثارت ضد "النخب" الليبرالية من الأعلى و"المخربين" و"الطفيلين" من الأسفل. وأتت بدونالد ترامب رئيسًا للولايات المتحدة في العام 2015.ثم انخرطت في نوع من السياسات المحافظة المتشددة. والتي كان من أبرز تياراتها حركة "باتريوت" المعاصرة، التي تتألف من ميليشيات ضمت عددا من المواطنين المسلحين، الذين اجتاحوا البلاد في التسعينات. واليوم تُشعل القومية المسيحية البيضاء، وتحض على كراهية الأجانب من المهاجرين، كما دعم هذا اليمين المسيحي السلطة الدينية الأبوية ومعارضة حقوق المثليين. وأخوف ما يخاف منه كل ليبرالي مستنير؛ هو أن تأتي هذه "اليمينية" المتعصبة بترامب لجولة رئاسية أخرى؛ يمكن أن يكون لها آثارها السلبية على العلم والعلماء؛ لأنهم لا يقيموا وزنا للعلم في مقابل الرأسمالية الاحتكارية والخرافة.والأخطر من كل ذلك؛ تصرفات ترامب الهوجاء؛ كتلك الواقعة التي صورها فيه الإعلام وهو يحمل "الكتاب المقدس" خارج كنيسة سانت جون عبر منتزه "لافاييت" من البيت الأبيض. في مسلك أحمق غير مسؤول (من وجهة نظري وقد أكون مخطئاً)؛ كان من الممكن أن يشعل حرباً أهلية في البلاد على خلفية معارضته للتظاهرات التي خرجت لدعم شاب أمريكي من أصول أفريقية قتلته الشرطة.وليست هذه الحادثة هي الأولى من نوعها، ولن تكون الأخيرة. لكن تظل دلالاتها أعمق من أي تفكير عابر؛ إذ تبرهن على أن عالمنا، ونحن في القرن 21؛ لازال يحتضن بين جنباته التطورية المتحضرة، مثل هؤلاء العنصريين (حتى وإن باتوا قلة)، والأكثر إدهاشاً وجود شخص مثل "ترامب" على سُدة الحكم في أكبر بلد في العالم، وهو من يحمل في رأسه المحدودة تلك كل هذا الكم من الجهل؛ وظني بأن هذ الرجل لو ظل فترة رئاسية أخرى على سُدة هذا البلد؛ أقولها بمنتهى الصراحة: "سوف تخرب مالطا". المهم بأن هذه الأجواء الباعثة على التشاؤم، وإن كان قد خفف منها وجود قدر أكبر من التفاؤل، والذي تنفست به التظاهرات السلمية والعنيفة المناهضة لهذا الجهل حول العالم. لكن هذا الحدث ذكرني بأحد المؤتمرات العلمية التاريخية والذي عقده عالم التطور الشهير "توماس هكسلي" في العام 1860 لمناقشة "نظرية التطور" والتي كانت في مهدها، ولاقت ابانها معارضة عنيفة من قِبل رجال الدين حول العالم. ووقف أحد كبارهم يسأل العالم هكسلي: هل يسمح البروفسيور هكسلي أن يقول لي، هل جده لأبيه أو جده لأمه هو القرد؟ فرد عليه هكسلي قائلا عبارته الشهيرة: "إنني لا أخجل إذا كان جدي قرداً، ولكنني كنت حتما سأخجل؛ إذا كان جدي رجلا جاهلا مثلك، ويتبجح بإقحام نفسه الوضيعة في مسائل ال ......
#الصداع
#-اليميني-
#الأمريكي
#المزمن
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=685784
الحوار المتمدن
جميل النجار - الصداع -اليميني- الأمريكي المزمن