الحوار المتمدن
3.19K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
كروان صباح : ها نحن نعود معاً كما حلمنا ..
#الحوار_المتمدن
#كروان_صباح / عادةً وهذا ليس غربياً ، هناك علاقة وثيقة بين الحلاقين والفنانون والأدباء بصفة عامة ، لكن جميعها لا تتجاوز الثرثرة والإدعاء ، فالحلاق كما هو معروف ، لا يكف عن تقديم الفتاوي والمبالغة لاحترافيته بالحلاقة ، أما المثقف يكيل عليه بالمجاملات طالما رأسه واقع تحت رحمته ، فكيف إذا كان الرأس الذي بين يديه مبدعاً ، وايضاً كما لكل قاعدة استثناء ، فإن الاستثناء هنا حاضر مع اوخيو ارياس 1905-2008م الشهير بحلاق بيكاسو ، الرسام الإسباني ، صحيح أن ارياس كان مغموراً كباقي الحلاقيين ، لكن موقفه جعله من المشاهير ، وهو لا سواه ، كان قد ترك مقاعد الدراسة في عمر باكر بحكم الحرب الأيديولوجية التى يطلق عليها بالأهلية ( الإسبانية ) لكي يلتحق في مدرسة البؤساء في صالون عمه فيكتور هيجو والتى مكنته من مهنة الحلاقة وايضاً وضعته على طريق القراءة ، وبالتالي المواظبة على المطالعة شكلت لديه وعي يساري / وبات من دعاة النظام الجمهوري ، الذي دفعه إلى ساحات القتال ، وكما أغلبية الجمهوريون التى لاحقتهم قوات الجنرال فرانكو وزجت الكثير منهم بالسجون ، وأعدمت آخرين وفي مقدمتهم الشاعر الإسباني لوركا الذي بعده عجت الحياة بكثير من الشعراء لكنها أصبحت أقل شعراً ، وهو لا سواه كان لوركا قد تنبأ ليس بموته فقط بل في إختفاء جثمانه ، ففي واحدة من القصائد النادرة والتى لم يصنعها في التاريخ الشعري سوى الشاعر مالك بن الريب التميمي التى لسعته الأفعى أثناء سفره ، قال لوركا الغرناطي ( وعرفت أنني قُتلتُ / وبحثوا عن جثتي في المقاهي والمدافن والكنائس / فتحوا البراميل والخزائن / وسرقوا ثلاثة جثث / ونزعوا أسنانها الذهبية / ولكنهم لم يجدوني قط ، ألم يعثروا عليّ / نعم لم يعثروا عليّ )، وبالفعل قُتل في موقع يُطلق عليه حتى الآن ( بعين الدمعة ) ، ومازالت العين تدمع على قتله ، وبالرغم من جملة اتهامات أراد النظام الفاشي إلصاقها به ، إلا أن الرجل كان أكبر من أن يكون منتمي لجهة معينه ، بل أكد أكثر من مرة أنه شاعر الفلاحيين ، وبهذه الافتراءات التى حاول النظام الديكتاتور تشويهه ومع منع نشر شعره طيلة حكم فرانكو ، كانتا دالتان هامتين على قتله وإخفاء جثته بهدف تجريده من الصفة القومية التى كان يتمتع بها كشاعر للإسبان كافة ، وبالتالي ، الحرب الأيديولوجية وسيطرة نظام فرانكو دفعتا الأغلبية من الجمهوريين الفرار إلى أوروبا . عند أُكتشفت الطاقة ، كانت ولادة جديدة للبشرية ، منحَّ الوعي الذي اكتسبه الحلاق ارياس من القراءة مكان خاص في قلب بيكاسو ، رفيقه في المنفى ، وخلال هذه السنوات تمكن من الاحتفاظ لأكثر من ستين ( 60 ) لوحة موقعة جميعها باسم الرسام ، لأن الأول كان يرفض تقاضي أجره عن الحلاقة ، ومن بين تلك اللوحات توجد أغلاها ، لزوجة بيكاسو الفرنسية جاكلين الذي رسم وجهها في 160 لوحة ، صحيح أنها كانت تصغره ب53 عاماً وأقدمت بعد رحيله بسنوات على الانتحار ، لكنها تحولت إلى إمرأة ثرية وكئيبة معاً ، وبالرغم ايضاً من تناطح المتاحف العالمية على شراء اللوحات بعد موت بيكاسو ، لكن ارياس رفض جميع العروض وأصر الذهاب بهم إلى قريته ، بالفعل بعد وفاة الديكتاتور دخل الحلاق إسبانيا وهو يردد ( ها نحن نعود ، لقد مات الديكتاتور وعاشت إسبانيا ، ها نحن نعود معاً كما حلمنا يا صديقي ) وتحولت القرية بفضل لوحات الرسام الشهير إلى موقع جاذب للعالم بأسره وساهمت في خلق نشاط سياحي على مدار السنة .هناك فارق واهٍ بين اللعاب السائل والكرامة المحفوظة ، وبالتالي ما صنعه ارياس يستدعي وقفة عميقة وطويلة معاً ، لأن هذا الفعل حتى عائلات المشاهير لم يصنعوه من ق ......
#نعود
#معاً
#حلمنا

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=701217