احمد جمعة : يسرا البريطانية 1
#الحوار_المتمدن
#احمد_جمعة الموت هو النداء الأخير لنا لكي نستيقظ - دوغلاس هورتونإهداء إلى ...جبار الشريف الذي مات ولم يمتوإلى ...ابنته يسرا القرمزي..آخر وردة بموسم الشتاء، عاشت لتشهد التحول الكبير (المهزلة)يسرا الزبيرية( 1 )"لماذا يختفي كل الذين أعرفهم؟""لماذا يهرب كل الذين أحبهم؟"كنت يسرا الهاربة من الزبير، وأصبحت يسرا القرمزي ثم تحولت ليسرا البريطانية لينتهي بي المطاف ليسرا الإرهابية. لماذا لم أعدم عندما حانت ساعة الإعدام؟ لعل ملاكي الصغير كان يحرسني من مكان ما في هذا الكون المجنون بالقتل.لا أذكر كل ما مررت فيه، ولكن بعضه فقط، فقد عُطبت الذاكرة لشدة الأهوال، وما سيحكى عني هنا بلسان "أحدهم" هو فحسب جزء من الرواية ولا أستبعد أن يجري التصرف ببعض الوقائع، لكن ما سيروى هو أقل بكثير مما جرى، سوى ما لم يحكِ لأسباب شخصية أو أمنية أو استخباراتية، هل كان حلماً أم كابوساً أم مجرد حياة امرأة وقعت في الفخ؟ لقد جرت الأحداث في البداية صدفة ولكنها سارت بعد ذلك بتخطيط دقيق متعمد، كنت في قلب الظلمة، قاع بارد ومعتم، وكنت أنا الضحية التي وقعت في الفخ"يسرا القرمزي****تم التصرف بجزء يسير من الوقائع والأسماء من حذف وإضافة لأن الأحداث ما زالت مستمرة لأجل السلامة.احمد جمعة****بفندق"H" بلندن تسلمت أول راتب لها كعاملة بقسم خدمة الغرف، تعلمت ترتيب الغرف من خدمتها كنزيلة بأحد السجون بدبي وأدركت من يومها أنها لن تقبل كلاجئة سياسية لأسباب عديدة، منها أنها لم تثبت انتمائها السياسي، ولا نشاطها السياسي، وإنما هناك قضية رفعت عليها في محاكم دبي بتسهيل الدعارة وحتى هذه خرجت منها ببراءة بعد شهر ونصف من الاحتجاز، ولم يثبت عليها شيء فقررت وجهتها إلى بريطانيا من خلال تأشيرة سياحية، تحولت فيما بعد إلى احتجاز وتحقيق طويل ادعت من خلاله بأنها عذبت بسبب آرائها السياسية ورغم تُوسط اثنين من رجال الأعمال الانكليز لها وتقديم التسهيلات كتوكيل محام ودفع التكاليف إلا أنها ظلت معدمة، وغير قادرة على التكيف مع الوضع المزري الذي جرى لها في بريطانيا وتمنت في وقت من الأوقات السقوط في حفرة، أو تصدمها سيارة، أو يسقط عليها سقف المكان ولا تبقى في لندن أو تذهب إلى دبي، فقد خسرت نضارتها لفترة وأصابها الهزال، وغاب بريق عينها الذي طالت بسببه المديح والغزل وهي تعمل بإحدى الوكالات السياحية التي تنظم رحلات جماعية "تورز".يسرا القرمزي، من مواليد البصرة بالعراق وخريجة، كلية الاقتصاد بجامعة حلب والمقيمة بمنطقة أبراج الحمام، لم تكمل درجة الماجستير، والعاملة والموظفة بالخطوط الجوية التركية في لبنان، هي واحدة من النساء اللواتي قذفتهن ماكينة العنف في العراق ولجأت للزواج من أحد رجال الدين، بعد أن وعدها بحياة كريمة انتهت منه بطلاق وعدد من الكدمات على وجهها التي تطلب منها أسابيع مشوبة بالمرارة، والقهر النفسي لتمحيها من سطح خدها الأبيض كالحليب، ولكنها عجزت عن مسح تلك الكدمات من داخلها، فظلت قابعة كنتواءت أزلية لم تمحها تلك الأيام الكالحة بالمرارة وهي تعبر الحدود العراقية التركية مخلفة وراءها الموت والدمار والأسرة المشردة على أطراف ثلاث دول، كانت تأمل من الليالي والنهارات السوداء بطعم الذعر، أن تزيح تلك البقع النفسية المحفورة في مشاعرها وهي تهرب من كنف الوحش البشري الذي تزوجها قبل النزوح إلى دبي أرض العسل والسهر، لكنها فوجئت بأن العسل الذي وجدته في المال والبذخ كان مغموساً بالوجع الناجم عن دهسها تحت بناية تزيد عن 120 طابقاً اسمها برج خليفة، ح ......
#يسرا
#البريطانية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=684959
#الحوار_المتمدن
#احمد_جمعة الموت هو النداء الأخير لنا لكي نستيقظ - دوغلاس هورتونإهداء إلى ...جبار الشريف الذي مات ولم يمتوإلى ...ابنته يسرا القرمزي..آخر وردة بموسم الشتاء، عاشت لتشهد التحول الكبير (المهزلة)يسرا الزبيرية( 1 )"لماذا يختفي كل الذين أعرفهم؟""لماذا يهرب كل الذين أحبهم؟"كنت يسرا الهاربة من الزبير، وأصبحت يسرا القرمزي ثم تحولت ليسرا البريطانية لينتهي بي المطاف ليسرا الإرهابية. لماذا لم أعدم عندما حانت ساعة الإعدام؟ لعل ملاكي الصغير كان يحرسني من مكان ما في هذا الكون المجنون بالقتل.لا أذكر كل ما مررت فيه، ولكن بعضه فقط، فقد عُطبت الذاكرة لشدة الأهوال، وما سيحكى عني هنا بلسان "أحدهم" هو فحسب جزء من الرواية ولا أستبعد أن يجري التصرف ببعض الوقائع، لكن ما سيروى هو أقل بكثير مما جرى، سوى ما لم يحكِ لأسباب شخصية أو أمنية أو استخباراتية، هل كان حلماً أم كابوساً أم مجرد حياة امرأة وقعت في الفخ؟ لقد جرت الأحداث في البداية صدفة ولكنها سارت بعد ذلك بتخطيط دقيق متعمد، كنت في قلب الظلمة، قاع بارد ومعتم، وكنت أنا الضحية التي وقعت في الفخ"يسرا القرمزي****تم التصرف بجزء يسير من الوقائع والأسماء من حذف وإضافة لأن الأحداث ما زالت مستمرة لأجل السلامة.احمد جمعة****بفندق"H" بلندن تسلمت أول راتب لها كعاملة بقسم خدمة الغرف، تعلمت ترتيب الغرف من خدمتها كنزيلة بأحد السجون بدبي وأدركت من يومها أنها لن تقبل كلاجئة سياسية لأسباب عديدة، منها أنها لم تثبت انتمائها السياسي، ولا نشاطها السياسي، وإنما هناك قضية رفعت عليها في محاكم دبي بتسهيل الدعارة وحتى هذه خرجت منها ببراءة بعد شهر ونصف من الاحتجاز، ولم يثبت عليها شيء فقررت وجهتها إلى بريطانيا من خلال تأشيرة سياحية، تحولت فيما بعد إلى احتجاز وتحقيق طويل ادعت من خلاله بأنها عذبت بسبب آرائها السياسية ورغم تُوسط اثنين من رجال الأعمال الانكليز لها وتقديم التسهيلات كتوكيل محام ودفع التكاليف إلا أنها ظلت معدمة، وغير قادرة على التكيف مع الوضع المزري الذي جرى لها في بريطانيا وتمنت في وقت من الأوقات السقوط في حفرة، أو تصدمها سيارة، أو يسقط عليها سقف المكان ولا تبقى في لندن أو تذهب إلى دبي، فقد خسرت نضارتها لفترة وأصابها الهزال، وغاب بريق عينها الذي طالت بسببه المديح والغزل وهي تعمل بإحدى الوكالات السياحية التي تنظم رحلات جماعية "تورز".يسرا القرمزي، من مواليد البصرة بالعراق وخريجة، كلية الاقتصاد بجامعة حلب والمقيمة بمنطقة أبراج الحمام، لم تكمل درجة الماجستير، والعاملة والموظفة بالخطوط الجوية التركية في لبنان، هي واحدة من النساء اللواتي قذفتهن ماكينة العنف في العراق ولجأت للزواج من أحد رجال الدين، بعد أن وعدها بحياة كريمة انتهت منه بطلاق وعدد من الكدمات على وجهها التي تطلب منها أسابيع مشوبة بالمرارة، والقهر النفسي لتمحيها من سطح خدها الأبيض كالحليب، ولكنها عجزت عن مسح تلك الكدمات من داخلها، فظلت قابعة كنتواءت أزلية لم تمحها تلك الأيام الكالحة بالمرارة وهي تعبر الحدود العراقية التركية مخلفة وراءها الموت والدمار والأسرة المشردة على أطراف ثلاث دول، كانت تأمل من الليالي والنهارات السوداء بطعم الذعر، أن تزيح تلك البقع النفسية المحفورة في مشاعرها وهي تهرب من كنف الوحش البشري الذي تزوجها قبل النزوح إلى دبي أرض العسل والسهر، لكنها فوجئت بأن العسل الذي وجدته في المال والبذخ كان مغموساً بالوجع الناجم عن دهسها تحت بناية تزيد عن 120 طابقاً اسمها برج خليفة، ح ......
#يسرا
#البريطانية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=684959
الحوار المتمدن
احمد جمعة - يسرا البريطانية (1)
احمد جمعة : يسرا البريطانية ج 2
#الحوار_المتمدن
#احمد_جمعة خرجت يسرا القرمزي من رحم امرأة كويتية، بشرتها بلون بصراوي في الثالث عشر من ديسمبر من عام 1985 شهدت النور في منطقة من الزبير بالبصرة بأرض مغمورة بالمياه، تنمو فيها سيقان القصب والبردي طبيعياً ويكون بارتفاع الإنسان المتوسط الطول، كانت البلاد تغرق في حرب ضروس مع الفرس ولم تترك خياراً في العيش الهادئ الذي اعتادت الأسرة المكونة من والدها العقيد جبار الشريف الذي رحل للجبهة مع إيران، والدتها نجوى القطان من عائلة كويتية تعرف عليها خلال التحاقه للعمل بالسفارة العراقية في الكويت عند تخرجه بعد انتهاء خدمته في الجيش ملحق لم تحدد هويته، وقد استدعي بعدها للجبهة إثر اشتداد المعارك وفقدان الآلاف من الضباط والجنود على الجبهة، كانت والدتها نجوى المرأة الحنطة كما كان يناديها زوجها، تعمل مدرسة بمدرسة ابتدائية بالزبير وقد أجبرت على التقاعد بسبب عاهة أصابتها نتيجة لحادث مروري، واشتملت دائرة الأسرة على شقيقين، فراس الأكبر وقد انتزع من طفولته والتحق بالجبهة، وسام الأصغر الذي ترك المدرسة وغاب في دهاليز الأحياء والأزقة وجاب غابات النخيل والمزارع يعمل بشتى المهن الصغيرة التي لم تناسب طفولته بعد أن خرج عن السيطرة بسبب غياب الأب وضياع الأم في شئون الحياة الصعبة وهي تتدبر حياتهم بقدر المستطاع، أما يسرا فقد كانت الفتاة الوحيدة في الأسرة التي ضاعت بين شقيقين غابا في حقول البردي وأم ذاقت مرارة الوحدة والبحث عن الرزق، ووالد التهمته المعارك الشرسة ولا يعلم عنه شيئاً بالشهور سوى بضع مرات يصلهم فيها لأيام، ثم يختفي، ظل راتبه الصغير يربط بينه وبينهم كأسرة وهذا ما أوجد حالة العزلة والتوحد مع ذاتها باعتبارها الفتاة الوحيدة في المحيط،، ولكنها من جهة أخرى ساعدت هذه الوحدة على خلق حيز شاسع من الوقت في التركيز على التحصيل الدراسي فيما بعد.كان هناك شقيق ثري لوالدها جبار الشريف حسب ما تناهى لسمعها مرات يعيش بمدينة حلب بسوريا، لديه أملاك ومصالح ولكنها لم تعلم أكثر عنه سوى أن اسمه هيثم الشريف، زرع ذلك برأسها أفكاراً سرعان ما نمت ونسجت من حولها عالماً خيالياً من الثراء، لم تصدق أن لها عماً في هذا العالم يمكنه أن يحقق لها الأحلام التي نبتت في عقلها منذ الطفولة، حيث تنتقل من مدرسة لعالمة آثار لطبيبة إلى عازفة بيانو ثم تستقر على سيدة أعمال، كانت تحلم بهذه العوالم وهي تتحدث مع والدتها، ولكنها لم تبح بكيفية الوصول إلى هذه المكانة، لكنها احتفظت في خزانة أفكارها السرية بالمغامرة التي توشك أن تقدم عليها، جعلت من اسم هيثم القرمزي عنواناً جديداً لمغامرة الحقبة المجهولة التالية لو سدت الأبواب في وجهها واسودت الدنيا، قفلت على الاسم في ذاكرتها واحتفظت بمفتاح لقادم الزمان لو كتب لها أن تفلت آثار الحرب القائمة.عندما بدأت تقرأ الأبراج، أيقنت أن هناك عالماً آخر يتشكل منه عالمنا الداخلي ويرتبط بالأفلاك، دأبت على ملاحقة ما تنشره المجلات والجرائد من عروض الأبراج، فتشكل عالماً سرياً اسمه برج القوس، كان عبارة عن مفتاح الولوج لسر الأسرار، فقد حصرت كل ما له علاقة بالأبراج وراحت تقصه من الجرائد والمجلات وتحتفظ به في درج خصصته لأسرارها الصغيرة التي كانت بمثابة خزنة العمر، رأت ذاتها متوقدة، متحررة امرأة من برج القوس، منفعلة باستمرار، عصبية مع صبغة من عزلة وفقدان للثقة في الآخرين، تجرح غيرها ولا تُجرح، كانت تعشق السهر وتتوق للتحدي ولا تستسلم للفشل، وتتميز بالصرامة حتى مع ذاتها، تغضب ونادراً ما تسامح مما جعلها تتساءل في وقت ما "هل أنا كذلك؟" فتبحث في أفكارها وتبدأ تقارن بين ما تقرأه وبين برجها، وتطابقه بواقعها وتك ......
#يسرا
#البريطانية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=685175
#الحوار_المتمدن
#احمد_جمعة خرجت يسرا القرمزي من رحم امرأة كويتية، بشرتها بلون بصراوي في الثالث عشر من ديسمبر من عام 1985 شهدت النور في منطقة من الزبير بالبصرة بأرض مغمورة بالمياه، تنمو فيها سيقان القصب والبردي طبيعياً ويكون بارتفاع الإنسان المتوسط الطول، كانت البلاد تغرق في حرب ضروس مع الفرس ولم تترك خياراً في العيش الهادئ الذي اعتادت الأسرة المكونة من والدها العقيد جبار الشريف الذي رحل للجبهة مع إيران، والدتها نجوى القطان من عائلة كويتية تعرف عليها خلال التحاقه للعمل بالسفارة العراقية في الكويت عند تخرجه بعد انتهاء خدمته في الجيش ملحق لم تحدد هويته، وقد استدعي بعدها للجبهة إثر اشتداد المعارك وفقدان الآلاف من الضباط والجنود على الجبهة، كانت والدتها نجوى المرأة الحنطة كما كان يناديها زوجها، تعمل مدرسة بمدرسة ابتدائية بالزبير وقد أجبرت على التقاعد بسبب عاهة أصابتها نتيجة لحادث مروري، واشتملت دائرة الأسرة على شقيقين، فراس الأكبر وقد انتزع من طفولته والتحق بالجبهة، وسام الأصغر الذي ترك المدرسة وغاب في دهاليز الأحياء والأزقة وجاب غابات النخيل والمزارع يعمل بشتى المهن الصغيرة التي لم تناسب طفولته بعد أن خرج عن السيطرة بسبب غياب الأب وضياع الأم في شئون الحياة الصعبة وهي تتدبر حياتهم بقدر المستطاع، أما يسرا فقد كانت الفتاة الوحيدة في الأسرة التي ضاعت بين شقيقين غابا في حقول البردي وأم ذاقت مرارة الوحدة والبحث عن الرزق، ووالد التهمته المعارك الشرسة ولا يعلم عنه شيئاً بالشهور سوى بضع مرات يصلهم فيها لأيام، ثم يختفي، ظل راتبه الصغير يربط بينه وبينهم كأسرة وهذا ما أوجد حالة العزلة والتوحد مع ذاتها باعتبارها الفتاة الوحيدة في المحيط،، ولكنها من جهة أخرى ساعدت هذه الوحدة على خلق حيز شاسع من الوقت في التركيز على التحصيل الدراسي فيما بعد.كان هناك شقيق ثري لوالدها جبار الشريف حسب ما تناهى لسمعها مرات يعيش بمدينة حلب بسوريا، لديه أملاك ومصالح ولكنها لم تعلم أكثر عنه سوى أن اسمه هيثم الشريف، زرع ذلك برأسها أفكاراً سرعان ما نمت ونسجت من حولها عالماً خيالياً من الثراء، لم تصدق أن لها عماً في هذا العالم يمكنه أن يحقق لها الأحلام التي نبتت في عقلها منذ الطفولة، حيث تنتقل من مدرسة لعالمة آثار لطبيبة إلى عازفة بيانو ثم تستقر على سيدة أعمال، كانت تحلم بهذه العوالم وهي تتحدث مع والدتها، ولكنها لم تبح بكيفية الوصول إلى هذه المكانة، لكنها احتفظت في خزانة أفكارها السرية بالمغامرة التي توشك أن تقدم عليها، جعلت من اسم هيثم القرمزي عنواناً جديداً لمغامرة الحقبة المجهولة التالية لو سدت الأبواب في وجهها واسودت الدنيا، قفلت على الاسم في ذاكرتها واحتفظت بمفتاح لقادم الزمان لو كتب لها أن تفلت آثار الحرب القائمة.عندما بدأت تقرأ الأبراج، أيقنت أن هناك عالماً آخر يتشكل منه عالمنا الداخلي ويرتبط بالأفلاك، دأبت على ملاحقة ما تنشره المجلات والجرائد من عروض الأبراج، فتشكل عالماً سرياً اسمه برج القوس، كان عبارة عن مفتاح الولوج لسر الأسرار، فقد حصرت كل ما له علاقة بالأبراج وراحت تقصه من الجرائد والمجلات وتحتفظ به في درج خصصته لأسرارها الصغيرة التي كانت بمثابة خزنة العمر، رأت ذاتها متوقدة، متحررة امرأة من برج القوس، منفعلة باستمرار، عصبية مع صبغة من عزلة وفقدان للثقة في الآخرين، تجرح غيرها ولا تُجرح، كانت تعشق السهر وتتوق للتحدي ولا تستسلم للفشل، وتتميز بالصرامة حتى مع ذاتها، تغضب ونادراً ما تسامح مما جعلها تتساءل في وقت ما "هل أنا كذلك؟" فتبحث في أفكارها وتبدأ تقارن بين ما تقرأه وبين برجها، وتطابقه بواقعها وتك ......
#يسرا
#البريطانية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=685175
الحوار المتمدن
احمد جمعة - يسرا البريطانية ج (2)
احمد جمعة : رواية يسرا البريطانية 3
#الحوار_المتمدن
#احمد_جمعة في الغرفة رقم 246 بفندق "H " انزلقت لأول مرة في الانسياق وراء فضولها بعد ثلاثة أيام من بدء العمل في الغرف إثر انتهاء فترة التدريب، بتناول جرعة من زجاجة فودكا لا تذكر إن كانت في نصفها أو أقل كانت على طرف طاولة المرآة، الساعة الحادية عشرة عندما بدأت التنظيف وأغرتها الزجاجة وكأنها تدعوها لتفتحها، ورغم أنها وحدها لكنها لا إرادياً التفتت حولها وأخذت الزجاجة معها الحمام وهناك رشفت من غطائها جرعة ثم أسرعت بإعادتها إلى مكانها، كانت سياسة الفندق تقضي بعدم غلق الباب طوال فترة التنظيف إلا عندما تنظف الحمام أو يكون المكان سويت من شأن أي عابر أن يتسلل بغتة، شعرت بنوبة ذعر سرعان ما زالت إثر سريان الشراب في مفاصلها وأمدها بنشوة عابرة، صادفت وجهها فجأة في المرآة وهي تنظفها، فتوقفت عند خطوط رفيعة بارزة أسفل جفنيها فتوجست من أنها بدأت تكبر من دون أن تحقق أي من أحلامها التي طالما راودتها خلال دراستها الجامعية، كانت هذه بداية تورطها السري مع نزلاء الغرف ليتسع الأمر فيما بعد بالتفتيش في كل ما تقع يديها عليه من ممتلكات أو أراق ووثائق، من دون أن تتجرأ على سرقة أي شيء حتى لو كان مرمياً بالزبالة. الأيام والأسابيع ثم الأشهر، توالت وبدأت تعتاد العمل ويزول التوتر كلما أخذت في الجري وراء فضولها، راحت تتعرف على الأشخاص والجنسيات والميول والعادات التي عليها المقيم، شكل ذلك مصدر إلهاء من القلق المزمن الذي كانت عليه منذ عبرت الحدود لأول مرة، المرة الأولى التي شعرت فيها بالقلق يوم ودعت ما تبقى من أسرتها في البصرة بالعراق وتوجهت لمدينة حلب للالتحاق بالجامعة، هناك رافقها الشعور بالخوف من الوجوه والسيارات العابرة وأصوات البشر ورنين الهواتف ثم بدأ كل ذلك يزول مع بداية اختلاطها بطالبات الجامعة بالإضافة إلى اندماجها في السكن مع العائلة التي ينحدر منها والدها والتي هيأت لها مناخاً أسرياً ساعدها على الاندماج في الحياة اليومية الرتيبة بتفاصيلها المملة التي تبعث على الهروب إلى التدخين سراً وممارسة العادة السرية لتفريغ شحنة التوتر من دون أن يكون لذلك علاقة بتخيل أشخاص أو صور بقدر ما كان لجوء إلى أسهل وسيلة للخروج من حصار الوحدة، هالها فجأة وهي تجد نفسها منجذبة للفتيات أكثر من الرجال من غير ميول مثلية، مع الوقت حاولت طرد تلك المشاعر والهروب نحو عالم الرجال بالتقرب من بعض الشباب الذين شعرت بالميل والثقة نحوهم.***ما إن تفتح عينيها في الصباح، تبدأ بفحص مشاعرها قبل أن تنهض وتتجه للحمام، فإن كان شعوراً مقيتاً أو كئيباً تستسلم بضع دقائق في الفراش محاولة تغيير إحساسها تجاه الكون كله والتغلب على الحالة المزرية بإشعال فكرة مضيئة في رأسها تجاه المستقبل وترسل إشارة إلى عقلها الباطن مفادها بأن كل شيء سيكون على ما يرام، وعندها تتغير الحالة وتنهض بعد أن تفرك عينيها وتتناول كأساً ساخناً من الحليب وتفتتح يومها بالعمل مع الغرف بحسب الجدول المعد لها وسط مناخ رتيب تكسره بتبادل الأحاديث مع زملائها من العاملين بنفس المجال، وعندما تدخل أول غرفة لها للتنظيف وقبل أن تبدأ المهمة تلقى نظرة سريعة على المكان تتفحص محتوياته لتكوين فكرة خاطفة عن طبيعة الساكن فيها، ومن خلال ما تتوصل إليه من معلومات تتبلور علاقة غريبة مع المكان بتأثير الروائح والمخلفات والبقايا المتناثرة هنا وهناك، فبعض المقيمين يثيرون فيها الاشمئزاز دون أن يقلل ذلك من مستوى خدمتها للغرفة وإن كانت لا تترك لمسات خاصة أو مميزة على المكان بعكس ما إذا شعرت بارتياح من النزيل، فإنها تترك بعض البصمات المميزة على المكان كأن تثني الفراش بطريقة ......
#رواية
#يسرا
#البريطانية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=685793
#الحوار_المتمدن
#احمد_جمعة في الغرفة رقم 246 بفندق "H " انزلقت لأول مرة في الانسياق وراء فضولها بعد ثلاثة أيام من بدء العمل في الغرف إثر انتهاء فترة التدريب، بتناول جرعة من زجاجة فودكا لا تذكر إن كانت في نصفها أو أقل كانت على طرف طاولة المرآة، الساعة الحادية عشرة عندما بدأت التنظيف وأغرتها الزجاجة وكأنها تدعوها لتفتحها، ورغم أنها وحدها لكنها لا إرادياً التفتت حولها وأخذت الزجاجة معها الحمام وهناك رشفت من غطائها جرعة ثم أسرعت بإعادتها إلى مكانها، كانت سياسة الفندق تقضي بعدم غلق الباب طوال فترة التنظيف إلا عندما تنظف الحمام أو يكون المكان سويت من شأن أي عابر أن يتسلل بغتة، شعرت بنوبة ذعر سرعان ما زالت إثر سريان الشراب في مفاصلها وأمدها بنشوة عابرة، صادفت وجهها فجأة في المرآة وهي تنظفها، فتوقفت عند خطوط رفيعة بارزة أسفل جفنيها فتوجست من أنها بدأت تكبر من دون أن تحقق أي من أحلامها التي طالما راودتها خلال دراستها الجامعية، كانت هذه بداية تورطها السري مع نزلاء الغرف ليتسع الأمر فيما بعد بالتفتيش في كل ما تقع يديها عليه من ممتلكات أو أراق ووثائق، من دون أن تتجرأ على سرقة أي شيء حتى لو كان مرمياً بالزبالة. الأيام والأسابيع ثم الأشهر، توالت وبدأت تعتاد العمل ويزول التوتر كلما أخذت في الجري وراء فضولها، راحت تتعرف على الأشخاص والجنسيات والميول والعادات التي عليها المقيم، شكل ذلك مصدر إلهاء من القلق المزمن الذي كانت عليه منذ عبرت الحدود لأول مرة، المرة الأولى التي شعرت فيها بالقلق يوم ودعت ما تبقى من أسرتها في البصرة بالعراق وتوجهت لمدينة حلب للالتحاق بالجامعة، هناك رافقها الشعور بالخوف من الوجوه والسيارات العابرة وأصوات البشر ورنين الهواتف ثم بدأ كل ذلك يزول مع بداية اختلاطها بطالبات الجامعة بالإضافة إلى اندماجها في السكن مع العائلة التي ينحدر منها والدها والتي هيأت لها مناخاً أسرياً ساعدها على الاندماج في الحياة اليومية الرتيبة بتفاصيلها المملة التي تبعث على الهروب إلى التدخين سراً وممارسة العادة السرية لتفريغ شحنة التوتر من دون أن يكون لذلك علاقة بتخيل أشخاص أو صور بقدر ما كان لجوء إلى أسهل وسيلة للخروج من حصار الوحدة، هالها فجأة وهي تجد نفسها منجذبة للفتيات أكثر من الرجال من غير ميول مثلية، مع الوقت حاولت طرد تلك المشاعر والهروب نحو عالم الرجال بالتقرب من بعض الشباب الذين شعرت بالميل والثقة نحوهم.***ما إن تفتح عينيها في الصباح، تبدأ بفحص مشاعرها قبل أن تنهض وتتجه للحمام، فإن كان شعوراً مقيتاً أو كئيباً تستسلم بضع دقائق في الفراش محاولة تغيير إحساسها تجاه الكون كله والتغلب على الحالة المزرية بإشعال فكرة مضيئة في رأسها تجاه المستقبل وترسل إشارة إلى عقلها الباطن مفادها بأن كل شيء سيكون على ما يرام، وعندها تتغير الحالة وتنهض بعد أن تفرك عينيها وتتناول كأساً ساخناً من الحليب وتفتتح يومها بالعمل مع الغرف بحسب الجدول المعد لها وسط مناخ رتيب تكسره بتبادل الأحاديث مع زملائها من العاملين بنفس المجال، وعندما تدخل أول غرفة لها للتنظيف وقبل أن تبدأ المهمة تلقى نظرة سريعة على المكان تتفحص محتوياته لتكوين فكرة خاطفة عن طبيعة الساكن فيها، ومن خلال ما تتوصل إليه من معلومات تتبلور علاقة غريبة مع المكان بتأثير الروائح والمخلفات والبقايا المتناثرة هنا وهناك، فبعض المقيمين يثيرون فيها الاشمئزاز دون أن يقلل ذلك من مستوى خدمتها للغرفة وإن كانت لا تترك لمسات خاصة أو مميزة على المكان بعكس ما إذا شعرت بارتياح من النزيل، فإنها تترك بعض البصمات المميزة على المكان كأن تثني الفراش بطريقة ......
#رواية
#يسرا
#البريطانية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=685793
الحوار المتمدن
احمد جمعة - رواية يسرا البريطانية (3)
احمد جمعة : يسرا البريطانية 5 رواية
#الحوار_المتمدن
#احمد_جمعة استفزها منظر الحقيبة السوداء المحشورة أسفل السرير بالغرفة رقم 479 وقد اكتشفتها صدفة فيما كانت منحية تلتقط مشبك شعرها، أثار فضولها الطريقة التي أخفيت فيها بالمكان، نهضت واتجهت نحو الباب وأغلقته ثم عادت وأسدلت الستارة التي كانت مفتوحة وارتدت القفاز البلاستيكي المخصص لتنظيف الحمام وسحبت الحقيبة مع التركيز على وضعيتها حتى تعيدها فيما بعد إلى نفس الوضعية، لقد تدربت طوال المدة الماضية على وضع الأشياء في موضعها الأصلي مع عدم لمسها بيدها مباشرة تحسباً لأي تحقيق فيما لو حدث موقف من المواقف، لم تفاجأ بأنها مقفلة، بتلك القفول الصغيرة المتشابهة، والتي عادة ما تفتح من أي مفتاح صغير مشابه، وكثيراً من مقتني تلك الحقائب لا يلمسون هذه الحقيقة، سارعت بإدخال طرف مشبك الشعر في محاولة سريعة انتهت بالفشل، فاستعاضت عن تلك المحاولة بالاكتفاء بهز الحقيبة والتخمين بمحتوياتها، إذ راحت تضغط عليها من عدة جهات حيث كانت خفيفة ولا تحتوي على مواد صلبة وتكهنت بأنها قد تنطوي على أموال أو وثائق وقد تكون أشياء تافهة، دفعتها سريعاً لمكانها بنفس الوضعية ونهضت مسرعة تبحث عن بعض المحتويات التي قد تدل على شخصية النزيل الذي بدا من محتويات المكان أنه رجل، ومدخن من أعقاب سيجارة تركها أسفل النافذة خارج الشرفة، وله أولاد إذ وجدت أحد أكياس ماركات الملابس غير المعروفة على الأقل بالنسبة لها، تحتوى على ملابس جديدة للأولاد مع فواتيرها في الداخل، أثار فضولها أمر آخر، وهو تركه في أحد الأدراج لعلبة صغيرة من الواقي وهذا دليل على الخيانة لزوجته وأولاده، وانتبهت للوقت يجري فأسرعت بإنهاء عملها والخروج تاركة وراءها رغبة في العودة للمكان، لو لم يغادر خلال اليومين أو الثلاثة القادمة، إذا صادف وكانت غرفته من نصيبها في التنظيف. تأقلمت مع الحياة وتقبلتها كقدر مكتوب، استسلمت لها مقتنعة بأن هذا أفضل من العالم السفلي الذي جاءت منه، فعلى الأقل هنا تشرب كأس ويسكي وتستمع لأغنيات "كيتي بيري" وتقرأ كتاب أو صحيفة لا علاقة لها بحرف عربي، وتتدثر بغطاء من الصوف وتركب القطار وتعمل في لندن، بل وتأكل الأطعمة الصحية في بعض الأيام، ثم يأتي يوم آخر تنفر فيه من كل شيء حولها وتود لو تنطبق الأرض على السماء وينتهي الكون، غير عابئة بكل ما سيلحق بالبشرية من دمار، فقد انتهى الكون عندها على حدود تركيا تأكل طحين الخبز وتنتظر الوجبة التالية ولا تحلم بالويسكي وشريحة اللحم المشوي، كانت المرادفات تأتيها من لحظة لأخرى ومن يوم لأخر ومن شهر للذي يليه إلى أن أدركت وهي تتأمل الحالة ذات مرة، أن للدورة الشهرية غير المنتظمة والمصحوبة بنزيف وآلام السبب وراء تلك التقلبات، لا يد لها في النفسية المضطربة ولا تملك فائضاً من المال لاستشارة الأطباء مع العلم بأن شعورها الداخلي هو أنها بصحة ممتازة ولا تشكو من أي عطب باستثناء النزيف الشهري، وقد بدأت أعراض هذه الحالة معها منذ أن غادرت البصرة ثم ازدادت بعد النزوح إثر الحرب، وكان زواجها من الشيخ يوسف الجناح هو البركان الذي فجر النزيف وأحدث هذا الشرخ الذي رافقها حتى لندن ولن تنساه ما لم تنته حياتها بالجنسية البريطانية التي تحولت إلى هوس وكابوس وحلم وسلسلة طويلة من الأوهام والشكوك، إلى حد أن بعض العاملات معها بالفندق رحن يلقبنها يسرا البريطانية، وحتى فلين ذاته اجتر معها هذه العبارة إلى أن قامت بزجره فتوقف نهائياً عن إطلاقها.بدأت الليلة التي تلت عودتها من فندق الهوليدي إن مراجعة حساباتها، على إثر تقلص تلك الميزانية الصغيرة المضغوطة أصلاً، كونها أصبحت مرتادة لفندق بدلاً من كونها عاملة بالفندق، أحست بمذ ......
#يسرا
#البريطانية
#رواية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=686336
#الحوار_المتمدن
#احمد_جمعة استفزها منظر الحقيبة السوداء المحشورة أسفل السرير بالغرفة رقم 479 وقد اكتشفتها صدفة فيما كانت منحية تلتقط مشبك شعرها، أثار فضولها الطريقة التي أخفيت فيها بالمكان، نهضت واتجهت نحو الباب وأغلقته ثم عادت وأسدلت الستارة التي كانت مفتوحة وارتدت القفاز البلاستيكي المخصص لتنظيف الحمام وسحبت الحقيبة مع التركيز على وضعيتها حتى تعيدها فيما بعد إلى نفس الوضعية، لقد تدربت طوال المدة الماضية على وضع الأشياء في موضعها الأصلي مع عدم لمسها بيدها مباشرة تحسباً لأي تحقيق فيما لو حدث موقف من المواقف، لم تفاجأ بأنها مقفلة، بتلك القفول الصغيرة المتشابهة، والتي عادة ما تفتح من أي مفتاح صغير مشابه، وكثيراً من مقتني تلك الحقائب لا يلمسون هذه الحقيقة، سارعت بإدخال طرف مشبك الشعر في محاولة سريعة انتهت بالفشل، فاستعاضت عن تلك المحاولة بالاكتفاء بهز الحقيبة والتخمين بمحتوياتها، إذ راحت تضغط عليها من عدة جهات حيث كانت خفيفة ولا تحتوي على مواد صلبة وتكهنت بأنها قد تنطوي على أموال أو وثائق وقد تكون أشياء تافهة، دفعتها سريعاً لمكانها بنفس الوضعية ونهضت مسرعة تبحث عن بعض المحتويات التي قد تدل على شخصية النزيل الذي بدا من محتويات المكان أنه رجل، ومدخن من أعقاب سيجارة تركها أسفل النافذة خارج الشرفة، وله أولاد إذ وجدت أحد أكياس ماركات الملابس غير المعروفة على الأقل بالنسبة لها، تحتوى على ملابس جديدة للأولاد مع فواتيرها في الداخل، أثار فضولها أمر آخر، وهو تركه في أحد الأدراج لعلبة صغيرة من الواقي وهذا دليل على الخيانة لزوجته وأولاده، وانتبهت للوقت يجري فأسرعت بإنهاء عملها والخروج تاركة وراءها رغبة في العودة للمكان، لو لم يغادر خلال اليومين أو الثلاثة القادمة، إذا صادف وكانت غرفته من نصيبها في التنظيف. تأقلمت مع الحياة وتقبلتها كقدر مكتوب، استسلمت لها مقتنعة بأن هذا أفضل من العالم السفلي الذي جاءت منه، فعلى الأقل هنا تشرب كأس ويسكي وتستمع لأغنيات "كيتي بيري" وتقرأ كتاب أو صحيفة لا علاقة لها بحرف عربي، وتتدثر بغطاء من الصوف وتركب القطار وتعمل في لندن، بل وتأكل الأطعمة الصحية في بعض الأيام، ثم يأتي يوم آخر تنفر فيه من كل شيء حولها وتود لو تنطبق الأرض على السماء وينتهي الكون، غير عابئة بكل ما سيلحق بالبشرية من دمار، فقد انتهى الكون عندها على حدود تركيا تأكل طحين الخبز وتنتظر الوجبة التالية ولا تحلم بالويسكي وشريحة اللحم المشوي، كانت المرادفات تأتيها من لحظة لأخرى ومن يوم لأخر ومن شهر للذي يليه إلى أن أدركت وهي تتأمل الحالة ذات مرة، أن للدورة الشهرية غير المنتظمة والمصحوبة بنزيف وآلام السبب وراء تلك التقلبات، لا يد لها في النفسية المضطربة ولا تملك فائضاً من المال لاستشارة الأطباء مع العلم بأن شعورها الداخلي هو أنها بصحة ممتازة ولا تشكو من أي عطب باستثناء النزيف الشهري، وقد بدأت أعراض هذه الحالة معها منذ أن غادرت البصرة ثم ازدادت بعد النزوح إثر الحرب، وكان زواجها من الشيخ يوسف الجناح هو البركان الذي فجر النزيف وأحدث هذا الشرخ الذي رافقها حتى لندن ولن تنساه ما لم تنته حياتها بالجنسية البريطانية التي تحولت إلى هوس وكابوس وحلم وسلسلة طويلة من الأوهام والشكوك، إلى حد أن بعض العاملات معها بالفندق رحن يلقبنها يسرا البريطانية، وحتى فلين ذاته اجتر معها هذه العبارة إلى أن قامت بزجره فتوقف نهائياً عن إطلاقها.بدأت الليلة التي تلت عودتها من فندق الهوليدي إن مراجعة حساباتها، على إثر تقلص تلك الميزانية الصغيرة المضغوطة أصلاً، كونها أصبحت مرتادة لفندق بدلاً من كونها عاملة بالفندق، أحست بمذ ......
#يسرا
#البريطانية
#رواية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=686336
الحوار المتمدن
احمد جمعة - يسرا البريطانية (5) رواية
احمد جمعة : يسرا البريطانية 6 رواية
#الحوار_المتمدن
#احمد_جمعة ( 9 )جعلت من اليوم التالي والأيام التالية لمغامرتها الليلية نقلة جديدة في سلوكها أشبه ما تكون بالقفزة في الهواء، وقد لمح فلين التغيير المباغت الذي جرفها في الكلام والمظهر والجرأة، فساوره الشك في الأسباب، وتعمد نبشها بأكثر من إشارة منه، أنها على علاقة بأحد، كان الهدف من هذا التلميح هو التأكد من أن تحولها في المظهر خلفه شخص ما، وهي عادة غالباً ما تكون وراء العلاقات العاطفية، هذا الشعور لديه، ولد غيرة متخفية في صورة مطاردة فضولية بالأسئلة المغلفة بالمزاح، أما زميلاتها في قسم خدمة الغرف، فقد بدأن يتهامسن من ورائها حول هذا التغيير الطارئ ورحن يراقبن تصرفاتها، وبعضهن بدأن يشعرن بالغيرة خاصة مع التطور الحاصل في مظهرها واستعادتها لبريق الجمال الذي كانت عليه، فعيناها القرمزيتين، تنتميان لسلالة من عائلة عراقية مقيمة بالبصرة غالبية أفرادها تتميز عيونهم باللون القرمزي منذ عقود، ومنه استمدت العائلة لقبها "القرمزي" هذا اللون الذي أخفته الأحداث والنزوح الذي خلفته كل هذه الندوب ومسحت روحها المشبعة بالنكهة العراقية المحلية وغلفتها بطبقة من الجمود العاطفي، تحجرت مشاعرها تجاه العلاقات العاطفية إثر ما مرت به من مواجهات مع الكون برمته، حتى عندما حسمت أمرها وقررت خوض معركتها مع الآخرين والتواصل معهم واستغلالهم لم تسعفها ذاتها الداخلية الغارقة في الركود الحسي من الانصياع للعاطفة تجاه أي من الرجال، بقدر ما وظفت كل أجهزتها الداخلية الحسية والجسدية لاستقلالها في إخضاع أولئك الذين يحومون حولها لإرادتها الجديدة وهي تسعى بذلك للتغيير السريع مع إلغاء بعض الحسابات من قائمتها المتحفظة.كانت متيقنة من أن انتهاك حالة الجمود الذي عاشته طوال الفترة الماضية يتطلب منها تغييرات تبدأ بملابسها، وهو أمر مكلف ولا يتحمله راتبها المحدود وتوزيعه بين الإيجار والطعام والأدوية والمصاريف اليومية، هذه المعضلة اعترضت طريق التغيير الذي أوشكت أن تبدأه، فالمشاعر قادرة على تغييرها، والأفكار يمكن السيطرة عليها، ما عدا تغيير المظهر المكلف، وللتغلب على هذه المشكلة اتفقت مع صديقة لها من العاملات على تبادل الملابس بينهما.تنبهت إلى أنها توشك على الانخراط في مغامرة أخرى تبدأها بنزع الخجل من حياتها ولأول مرة تهدر كرامتها، كما شعرت من تصرفها بالدخول في صفقة تبادل الملابس التي ابتدعتها وهي تعلم بأنها لا تملك الملابس اللائقة التي تقايض بها الآخرين، استدعت كل المخلوقات الشيطانية النائمة منذ سنين في كهوف أعماقها لتوقظ المارد المتجمد منذ عبرت الحدود العراقية السورية باتجاه حلب ثم عبورها الثاني من الأرض السورية إلى الحدود التركية، كانت الفترة التي عملت فيها بالخطوط الجوية اللبنانية، وقت مستقطع من حياتها الهادئة والتي لم تستفد منها في ترقية ذوقها في الملابس والمظهر، رغم الفترة التي قضتها في بيروت وسط تشكيلات الأذواق النسائية المختلفة وضمن كافة أنواع الموضات العالمية التي يغص بها لبنان، كل ذلك استرجعته في ذاكرتها وهي تعيد رسم خريطة الطريق لها للقفز من حقبة لأخرى بعد أن يئست من الحصول على الجنسية البريطانية بالطرق الروتينية، وبعد الاستخارة من دون صلاة! خطت الخطوة المميتة كما سمتها في داخلها برمي الخجل وراءها، ونبذ الشعور بالدونية. بادرت في خطوتها الأولى بالتحدث إلى إحدى زميلاتها المقربات منها من أصل أيرلندي وتدعى"فلونا"عن تبادل ملابسهما توفيراً للمال وفي نفس الوقت الاستفادة من بعضهما البعض وفوجئت بتجاوبها معها، بل وأضافت فلونا معهما اثنتين من صديقاتها كانتا على قدر من اليسر وتتوفر لديهما مجموعة من المل ......
#يسرا
#البريطانية
#رواية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=687335
#الحوار_المتمدن
#احمد_جمعة ( 9 )جعلت من اليوم التالي والأيام التالية لمغامرتها الليلية نقلة جديدة في سلوكها أشبه ما تكون بالقفزة في الهواء، وقد لمح فلين التغيير المباغت الذي جرفها في الكلام والمظهر والجرأة، فساوره الشك في الأسباب، وتعمد نبشها بأكثر من إشارة منه، أنها على علاقة بأحد، كان الهدف من هذا التلميح هو التأكد من أن تحولها في المظهر خلفه شخص ما، وهي عادة غالباً ما تكون وراء العلاقات العاطفية، هذا الشعور لديه، ولد غيرة متخفية في صورة مطاردة فضولية بالأسئلة المغلفة بالمزاح، أما زميلاتها في قسم خدمة الغرف، فقد بدأن يتهامسن من ورائها حول هذا التغيير الطارئ ورحن يراقبن تصرفاتها، وبعضهن بدأن يشعرن بالغيرة خاصة مع التطور الحاصل في مظهرها واستعادتها لبريق الجمال الذي كانت عليه، فعيناها القرمزيتين، تنتميان لسلالة من عائلة عراقية مقيمة بالبصرة غالبية أفرادها تتميز عيونهم باللون القرمزي منذ عقود، ومنه استمدت العائلة لقبها "القرمزي" هذا اللون الذي أخفته الأحداث والنزوح الذي خلفته كل هذه الندوب ومسحت روحها المشبعة بالنكهة العراقية المحلية وغلفتها بطبقة من الجمود العاطفي، تحجرت مشاعرها تجاه العلاقات العاطفية إثر ما مرت به من مواجهات مع الكون برمته، حتى عندما حسمت أمرها وقررت خوض معركتها مع الآخرين والتواصل معهم واستغلالهم لم تسعفها ذاتها الداخلية الغارقة في الركود الحسي من الانصياع للعاطفة تجاه أي من الرجال، بقدر ما وظفت كل أجهزتها الداخلية الحسية والجسدية لاستقلالها في إخضاع أولئك الذين يحومون حولها لإرادتها الجديدة وهي تسعى بذلك للتغيير السريع مع إلغاء بعض الحسابات من قائمتها المتحفظة.كانت متيقنة من أن انتهاك حالة الجمود الذي عاشته طوال الفترة الماضية يتطلب منها تغييرات تبدأ بملابسها، وهو أمر مكلف ولا يتحمله راتبها المحدود وتوزيعه بين الإيجار والطعام والأدوية والمصاريف اليومية، هذه المعضلة اعترضت طريق التغيير الذي أوشكت أن تبدأه، فالمشاعر قادرة على تغييرها، والأفكار يمكن السيطرة عليها، ما عدا تغيير المظهر المكلف، وللتغلب على هذه المشكلة اتفقت مع صديقة لها من العاملات على تبادل الملابس بينهما.تنبهت إلى أنها توشك على الانخراط في مغامرة أخرى تبدأها بنزع الخجل من حياتها ولأول مرة تهدر كرامتها، كما شعرت من تصرفها بالدخول في صفقة تبادل الملابس التي ابتدعتها وهي تعلم بأنها لا تملك الملابس اللائقة التي تقايض بها الآخرين، استدعت كل المخلوقات الشيطانية النائمة منذ سنين في كهوف أعماقها لتوقظ المارد المتجمد منذ عبرت الحدود العراقية السورية باتجاه حلب ثم عبورها الثاني من الأرض السورية إلى الحدود التركية، كانت الفترة التي عملت فيها بالخطوط الجوية اللبنانية، وقت مستقطع من حياتها الهادئة والتي لم تستفد منها في ترقية ذوقها في الملابس والمظهر، رغم الفترة التي قضتها في بيروت وسط تشكيلات الأذواق النسائية المختلفة وضمن كافة أنواع الموضات العالمية التي يغص بها لبنان، كل ذلك استرجعته في ذاكرتها وهي تعيد رسم خريطة الطريق لها للقفز من حقبة لأخرى بعد أن يئست من الحصول على الجنسية البريطانية بالطرق الروتينية، وبعد الاستخارة من دون صلاة! خطت الخطوة المميتة كما سمتها في داخلها برمي الخجل وراءها، ونبذ الشعور بالدونية. بادرت في خطوتها الأولى بالتحدث إلى إحدى زميلاتها المقربات منها من أصل أيرلندي وتدعى"فلونا"عن تبادل ملابسهما توفيراً للمال وفي نفس الوقت الاستفادة من بعضهما البعض وفوجئت بتجاوبها معها، بل وأضافت فلونا معهما اثنتين من صديقاتها كانتا على قدر من اليسر وتتوفر لديهما مجموعة من المل ......
#يسرا
#البريطانية
#رواية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=687335
الحوار المتمدن
احمد جمعة - يسرا البريطانية (6) رواية
احمد جمعة : يسرا البريطانية 7
#الحوار_المتمدن
#احمد_جمعة كان الطريق إلى فندق "الهوليدي إن" قريباً ولا يشكل الوصول إليه معضلة مع هذا البرد، علقت حقيبتها على كتفها وبداخلها مظلة المطر تحسباً لتغير الطقس فجأة، سارت بخطوات متثاقلة وقد تدثرت بجاكت أسود طويل وتحته ارتدت فستان أحمر ضيق قصير من القطن الدافئ، مع كعب متوسط الارتفاع وتبرجت بكل ما استطاعت أن تبرز به مفاتنها التي أخذت تستعيد بريقها بعد أن خضعت لنظام جديد للتغذية، استبعدت منه كل النشويات والسكريات واقتصر على الزبادي والبيض ولحم الدجاج المشوي بالإضافة إلى قطعة فواكه واحدة في اليوم مع نوع من العصير الخالي من السكر، كانت خطتها التركيز على مظهرها الخارجي أكثر من الاهتمام بجوهرها الذي يخضع للحالة النفسية، كان اعتقادها بأن استعادة رونقها الخارجي سينعكس إيجابياً على نفسيتها التي بحاجة لمعنويات لا تأتي إلا مع المال، والمال بدوره لا يأتي إلا من خلال المظهر وهي النتيجة التي خلصت إليها في الآونة الأخيرة ودفعتها للتبرج والاهتمام بمظهر جسدها ونظارة وجهها، أعلنت الحرب على العزلة والخوف والعفة وكأنها بذلك تسابق الزمن الذي قطعته بلا جدوى، ولم تخرج منه إلا بسحق إنسانيتها وهدر كرامتها وبضعة جنيهات لا تكفي حتى لزجاجة نبيذ، كل ذلك وهي تعبر الجسر من ضفة لأخرى، من مطار لآخر، ومن مدينة لأخرى وكلها ضفاف ومطارات ومدن تغص بالاستلاب وتبتز ما تبقى منها كامرأة لا تحمل جواز سفر ولا تقطن في وطن ولا تعرف جيران ولا تتصل بأهل، فعندما جاءتها رسالة ذات مرة، عابرة القارات منذ سنتين من عمة لها لم تكن تحمل حنيناً بقدر ما كانت توبيخاً على سمعتها التي أهدرتها في ملاهي دبي الليلية وفي غرف فنادق الخمس نجوم، وصفتها عبارة من الرسالة بالفاجرة، "من أين جاءوا بهذا الوصف ؟" سألت نفسها من دون أن تشعر بمرارة الكلمة، فقد تجمد إحساسها بالإنتماء لأسرة في مكان ما من هذا الكون، فذكرياتها توزعت عبر الحدود والخيام والعراء وما بين العراق وحلب وتركيا ولبنان والبحرين ودبي وبريطانيا، فما معنى الفجور في رسالة تائهة من أرض مستلبة؟دلفت الفندق وصادفتها منذ الوهلة الأولى موجة دفء خيمت على البهو الذي لم يكن مكتظاً بالرواد كما توقعت، كانت هناك ثلاث نساء تحلقن حول طاولة عند مدخل البهو، فيما وقعت عيناها على رجل نحيل في منتصف العمر ارتدى بذلة كحلية اللون وقميص أزرق من دون ربطة عنق، لمحت فيه عزلة من خلال كأس الويسكي المركون أمامه وعبر وضعه يده اليسر على طرف رأسه، كما لمحت فتاتين تتحدثان بهمس في زاوية مقاربة من طرف المطعم المتصل بالبار، ورأت من بين الحضور نادلة شابة لأول مرة تلتقي بها ورجل هندي خلف البار راح يمسح الكؤوس لعدم وجود طلبات تشغله، لم ترتح في بادئ الأمر، فقد شعرت بأن العيون القليلة الموجودة تلاحقها لكون المكان شبه فارغ من الزبائن، مما يمنحهم الفرصة لرصد كل حركة داخلة أو خارجة، وتناقض ذلك الإحساس مع طبيعتها المضادة للأماكن المزدحمة التي كانت تواجه من خلالها شعوراً مختلفاً مشوباً بالذعر من عيون الآخرين وتطفل نظراتهم وكأنها تسوقها لمسلخ بشري، أدواته النظرات الثاقبة المركزة على كل حركة أو إشارة، كانت طبيعتها الهروب من النظرات في الأماكن المزدحمة وها هي الآن تواجه نفس الشعور بخلو المكان من الرواد، وفيما هي تبحث عن طاولة تكون غير مرئية من الحضور تعثرت لدى هبوطها عتبة البهو الأمامية وكادت تسقط لولا أن ألقت بحقيبتها على الأرض وأمسكت بطرف الحاجز الفاصل بين البار والمطعم المفتوحين على بعضهما، فوجئت بأن حركتها تلك لم تلفت انتباه أي من الحضور، فأيقنت بأن ما يدور في رأسها من مخاوف لم يكن سوى نتيجة خيالاتها السوداوية تج ......
#يسرا
#البريطانية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=687871
#الحوار_المتمدن
#احمد_جمعة كان الطريق إلى فندق "الهوليدي إن" قريباً ولا يشكل الوصول إليه معضلة مع هذا البرد، علقت حقيبتها على كتفها وبداخلها مظلة المطر تحسباً لتغير الطقس فجأة، سارت بخطوات متثاقلة وقد تدثرت بجاكت أسود طويل وتحته ارتدت فستان أحمر ضيق قصير من القطن الدافئ، مع كعب متوسط الارتفاع وتبرجت بكل ما استطاعت أن تبرز به مفاتنها التي أخذت تستعيد بريقها بعد أن خضعت لنظام جديد للتغذية، استبعدت منه كل النشويات والسكريات واقتصر على الزبادي والبيض ولحم الدجاج المشوي بالإضافة إلى قطعة فواكه واحدة في اليوم مع نوع من العصير الخالي من السكر، كانت خطتها التركيز على مظهرها الخارجي أكثر من الاهتمام بجوهرها الذي يخضع للحالة النفسية، كان اعتقادها بأن استعادة رونقها الخارجي سينعكس إيجابياً على نفسيتها التي بحاجة لمعنويات لا تأتي إلا مع المال، والمال بدوره لا يأتي إلا من خلال المظهر وهي النتيجة التي خلصت إليها في الآونة الأخيرة ودفعتها للتبرج والاهتمام بمظهر جسدها ونظارة وجهها، أعلنت الحرب على العزلة والخوف والعفة وكأنها بذلك تسابق الزمن الذي قطعته بلا جدوى، ولم تخرج منه إلا بسحق إنسانيتها وهدر كرامتها وبضعة جنيهات لا تكفي حتى لزجاجة نبيذ، كل ذلك وهي تعبر الجسر من ضفة لأخرى، من مطار لآخر، ومن مدينة لأخرى وكلها ضفاف ومطارات ومدن تغص بالاستلاب وتبتز ما تبقى منها كامرأة لا تحمل جواز سفر ولا تقطن في وطن ولا تعرف جيران ولا تتصل بأهل، فعندما جاءتها رسالة ذات مرة، عابرة القارات منذ سنتين من عمة لها لم تكن تحمل حنيناً بقدر ما كانت توبيخاً على سمعتها التي أهدرتها في ملاهي دبي الليلية وفي غرف فنادق الخمس نجوم، وصفتها عبارة من الرسالة بالفاجرة، "من أين جاءوا بهذا الوصف ؟" سألت نفسها من دون أن تشعر بمرارة الكلمة، فقد تجمد إحساسها بالإنتماء لأسرة في مكان ما من هذا الكون، فذكرياتها توزعت عبر الحدود والخيام والعراء وما بين العراق وحلب وتركيا ولبنان والبحرين ودبي وبريطانيا، فما معنى الفجور في رسالة تائهة من أرض مستلبة؟دلفت الفندق وصادفتها منذ الوهلة الأولى موجة دفء خيمت على البهو الذي لم يكن مكتظاً بالرواد كما توقعت، كانت هناك ثلاث نساء تحلقن حول طاولة عند مدخل البهو، فيما وقعت عيناها على رجل نحيل في منتصف العمر ارتدى بذلة كحلية اللون وقميص أزرق من دون ربطة عنق، لمحت فيه عزلة من خلال كأس الويسكي المركون أمامه وعبر وضعه يده اليسر على طرف رأسه، كما لمحت فتاتين تتحدثان بهمس في زاوية مقاربة من طرف المطعم المتصل بالبار، ورأت من بين الحضور نادلة شابة لأول مرة تلتقي بها ورجل هندي خلف البار راح يمسح الكؤوس لعدم وجود طلبات تشغله، لم ترتح في بادئ الأمر، فقد شعرت بأن العيون القليلة الموجودة تلاحقها لكون المكان شبه فارغ من الزبائن، مما يمنحهم الفرصة لرصد كل حركة داخلة أو خارجة، وتناقض ذلك الإحساس مع طبيعتها المضادة للأماكن المزدحمة التي كانت تواجه من خلالها شعوراً مختلفاً مشوباً بالذعر من عيون الآخرين وتطفل نظراتهم وكأنها تسوقها لمسلخ بشري، أدواته النظرات الثاقبة المركزة على كل حركة أو إشارة، كانت طبيعتها الهروب من النظرات في الأماكن المزدحمة وها هي الآن تواجه نفس الشعور بخلو المكان من الرواد، وفيما هي تبحث عن طاولة تكون غير مرئية من الحضور تعثرت لدى هبوطها عتبة البهو الأمامية وكادت تسقط لولا أن ألقت بحقيبتها على الأرض وأمسكت بطرف الحاجز الفاصل بين البار والمطعم المفتوحين على بعضهما، فوجئت بأن حركتها تلك لم تلفت انتباه أي من الحضور، فأيقنت بأن ما يدور في رأسها من مخاوف لم يكن سوى نتيجة خيالاتها السوداوية تج ......
#يسرا
#البريطانية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=687871
الحوار المتمدن
احمد جمعة - يسرا البريطانية (7)
احمد جمعة : يسرا البريطانية 8
#الحوار_المتمدن
#احمد_جمعة حط طائر صغير، بنافذتها عند تلك الصبيحة الرتيبة إثر ليلة ماطرة اشتد على إثرها البرد، لَوَن الأفق، شطر السماء لقطعتين من السحب أخذت الأولى شكل لسان نهر التيمز باللون الرصاصي القاتم، والقطعة الأخرى، شكل ورقة العنب المصفحة باللون الرصاصي المائل للسواد، ولأن الليل ما زال يطبع الوقت بصداه رغم بزوغ الفجر، فقد أيقظها صوت الطائر الشرشور، وذكرها بصوت الحسون الوردي الذي سافر معها من حافة سماء الزبير لأطراف برج الحمام بحلب، خيل إليها أنه يحمل رسالة من جبار الشريف" ماذا يريد أن يوصل إلي هذا الحسون في هذا الوقت المبكر من الفجر؟" تساءلت وهي تهم بترك النافذة التي يتسلل من أطرافها برد "كينغستون" لاحقها الكسل والبرد والشعور بالخمول، ودت لو يكون اليوم إجازتها لتبقى في الفراش تتأمل هذا الطائر الوحيد الضال وهو من فصيلة "الفينش" الانكليزي (finch) الشرشور بلونه البني القاتم، فيما مال لون ظهره للبني الفاتح وبرز صدره باللون البني الفاتح، أما أسفل بطنه الصغير المدبب فقد اكتسى باللون الكستنائي، بينما اتخذ رأسه اللون الرمادي، وبدا اللون الأسود يطبع منقاره وجناحيه، تأملته كما لو كان إنساناً راحلاً من موطن لآخر، ربما رسمت من خلاله رحلتها الطويلة من الزبير إلى حلب مروراً بالحدود التركية ثم البحرين ودبي وانتهاء "بكينغستون"، كانت الصورة دقيقة وعميقة سبرت غور الأزمنة كلها وعبرت الأمكنة بمطاراتها وحدودها وحقائب وتأشيرات وما صاحبها من سجون وتحقيقات، اختزلت ذلك كله في دقائق الصباح، الذي رأت فيه هذا الطائر المرهق من أهوال الطقس وكأنه استقر في محطته عند نافذتها في هذا الوقت، شبهت رحلته برحلتها ابتسمت وهي تتأمله وودت لو تمسكه وتمسح عنه التعب.عادت من الحمام لتزيح الستارة عن النافذة، فوجئت به منكمش وقد التحف البرد الذي لم يرغمه بالتوقف عن الزقزقة، كان صوته يخفت ويعود وكأنه يود التأكيد على صموده "ما الذي يرغمه على البقاء والتشبث بالنافذة؟" ارتدت روب الحمام الأبيض القطني الذي استعارته من الفندق، ونظرت للساعة التي كانت تشير إلى الخامسة وسبعة عشرة دقيقة."لن أصل لموعدي بأسفل العمارة على طرف الشارع، سيغضب فلين ويمط شفتيه ويتصنع العتب طمعاً في مزيد من الدلال"كانت الغرفة تغص بالفوضى، ملابس الليلة الماضية على الأرض، والحذاء الأسود ذي الكعب العالي عند طرف السرير"متى خلعته هنا؟" تساءلت وهي تقذفه بعيداً عن السرير حتى لا تتعثر عليه، ضوء الغرفة ما زال خافتاً، لم ترغب في إضاءة المصباح الرئيسي، لتقنع نفسها بأن الوقت مبكر والليل لم ينته، والفجر ما هو إلا مجرد كلمة لا تنطبق على هذه اللحظة التي تقترب من نزولها إلى الشارع، لم يستغرقها الوقت طويلاً، ارتدت سروال الجينز الأسود الضيق وجاكيت الصوف الثقيل وأسفله قميص القطن البني وأسرعت بالنزول وهي تحمل كيس حقيبتها مع كيس النيلون العائد لماركة زارا، وبداخله بذلة العمل وحذاء بدون كعب مع علبة حليب صغيرة، وقبل أن تغادر مسرعة عادت للنافذة وأرسلت قبلة للطائر القابع هناك مرددة بنبرة باسمة رغم شعورها بالخمول والكآبة." وداعاً يا بنشي الجميل، أراك في الغد عند نافذة الزبير"****بين صباح الزبير وصباح لندن مسافات من الذكريات والأفكار والمشاعر، ترتبط جميعها بالرغبة في التحرر من الخوف، لم تذق طعم الأمان والاستقرار، لم تعش الشعور براحة البال والاندماج في المحيط أيٍ كان، ولم تغادر القلب الذي ما فتئ يطرق بضرباته كامل جسدها المرتعش من أي حركة تقع حولها، بدأ ذلك من جديد هذا الصباح الذي ما كادت تصل الفندق في لندن وترتدي بذلة العمل حتى سبقتها رسالة موقعة من ا ......
#يسرا
#البريطانية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=688455
#الحوار_المتمدن
#احمد_جمعة حط طائر صغير، بنافذتها عند تلك الصبيحة الرتيبة إثر ليلة ماطرة اشتد على إثرها البرد، لَوَن الأفق، شطر السماء لقطعتين من السحب أخذت الأولى شكل لسان نهر التيمز باللون الرصاصي القاتم، والقطعة الأخرى، شكل ورقة العنب المصفحة باللون الرصاصي المائل للسواد، ولأن الليل ما زال يطبع الوقت بصداه رغم بزوغ الفجر، فقد أيقظها صوت الطائر الشرشور، وذكرها بصوت الحسون الوردي الذي سافر معها من حافة سماء الزبير لأطراف برج الحمام بحلب، خيل إليها أنه يحمل رسالة من جبار الشريف" ماذا يريد أن يوصل إلي هذا الحسون في هذا الوقت المبكر من الفجر؟" تساءلت وهي تهم بترك النافذة التي يتسلل من أطرافها برد "كينغستون" لاحقها الكسل والبرد والشعور بالخمول، ودت لو يكون اليوم إجازتها لتبقى في الفراش تتأمل هذا الطائر الوحيد الضال وهو من فصيلة "الفينش" الانكليزي (finch) الشرشور بلونه البني القاتم، فيما مال لون ظهره للبني الفاتح وبرز صدره باللون البني الفاتح، أما أسفل بطنه الصغير المدبب فقد اكتسى باللون الكستنائي، بينما اتخذ رأسه اللون الرمادي، وبدا اللون الأسود يطبع منقاره وجناحيه، تأملته كما لو كان إنساناً راحلاً من موطن لآخر، ربما رسمت من خلاله رحلتها الطويلة من الزبير إلى حلب مروراً بالحدود التركية ثم البحرين ودبي وانتهاء "بكينغستون"، كانت الصورة دقيقة وعميقة سبرت غور الأزمنة كلها وعبرت الأمكنة بمطاراتها وحدودها وحقائب وتأشيرات وما صاحبها من سجون وتحقيقات، اختزلت ذلك كله في دقائق الصباح، الذي رأت فيه هذا الطائر المرهق من أهوال الطقس وكأنه استقر في محطته عند نافذتها في هذا الوقت، شبهت رحلته برحلتها ابتسمت وهي تتأمله وودت لو تمسكه وتمسح عنه التعب.عادت من الحمام لتزيح الستارة عن النافذة، فوجئت به منكمش وقد التحف البرد الذي لم يرغمه بالتوقف عن الزقزقة، كان صوته يخفت ويعود وكأنه يود التأكيد على صموده "ما الذي يرغمه على البقاء والتشبث بالنافذة؟" ارتدت روب الحمام الأبيض القطني الذي استعارته من الفندق، ونظرت للساعة التي كانت تشير إلى الخامسة وسبعة عشرة دقيقة."لن أصل لموعدي بأسفل العمارة على طرف الشارع، سيغضب فلين ويمط شفتيه ويتصنع العتب طمعاً في مزيد من الدلال"كانت الغرفة تغص بالفوضى، ملابس الليلة الماضية على الأرض، والحذاء الأسود ذي الكعب العالي عند طرف السرير"متى خلعته هنا؟" تساءلت وهي تقذفه بعيداً عن السرير حتى لا تتعثر عليه، ضوء الغرفة ما زال خافتاً، لم ترغب في إضاءة المصباح الرئيسي، لتقنع نفسها بأن الوقت مبكر والليل لم ينته، والفجر ما هو إلا مجرد كلمة لا تنطبق على هذه اللحظة التي تقترب من نزولها إلى الشارع، لم يستغرقها الوقت طويلاً، ارتدت سروال الجينز الأسود الضيق وجاكيت الصوف الثقيل وأسفله قميص القطن البني وأسرعت بالنزول وهي تحمل كيس حقيبتها مع كيس النيلون العائد لماركة زارا، وبداخله بذلة العمل وحذاء بدون كعب مع علبة حليب صغيرة، وقبل أن تغادر مسرعة عادت للنافذة وأرسلت قبلة للطائر القابع هناك مرددة بنبرة باسمة رغم شعورها بالخمول والكآبة." وداعاً يا بنشي الجميل، أراك في الغد عند نافذة الزبير"****بين صباح الزبير وصباح لندن مسافات من الذكريات والأفكار والمشاعر، ترتبط جميعها بالرغبة في التحرر من الخوف، لم تذق طعم الأمان والاستقرار، لم تعش الشعور براحة البال والاندماج في المحيط أيٍ كان، ولم تغادر القلب الذي ما فتئ يطرق بضرباته كامل جسدها المرتعش من أي حركة تقع حولها، بدأ ذلك من جديد هذا الصباح الذي ما كادت تصل الفندق في لندن وترتدي بذلة العمل حتى سبقتها رسالة موقعة من ا ......
#يسرا
#البريطانية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=688455
الحوار المتمدن
احمد جمعة - يسرا البريطانية (8)
احمد جمعة : يسرا البريطانية 9
#الحوار_المتمدن
#احمد_جمعة تدفق اللاجئون السوريون على بريطانيا إثر النزوح من مناطق القتال بعد اندلاع الأحداث الدامية في العام 2011، بدأت وجوه غريبة تطل من الشوارع والأرصفة وعند المطاعم العربية وأمام المكتبات، تشير إلى بداية انتشار لتواجد السوريين مع العراقيين، الذين جاءوا بدورهم منذ الحرب في العراق، لم تستطع الاندماج مع العراقيين لأنها لم تصادف من يحمل نكهة الزبير، وها هي تبحث في وجوه السوريين ممن عاشوا بحلب لعلها تصل لخيط يؤدي لربطها من جديد بعائلة هيثم الشريف التي تشردت بدورها بعد الأحداث هناك، منهم من قتل ومنهم من اعتقل ومنهم من لجأ إلى أستراليا لوجود أقارب هناك من قبل الحرب، أما هي فقد "كتب على أعيش الحرب أينما كنت، حتى وأنا في لندن" قالت عبارتها في سرها ومضت تقطع دروب الكفاح المرير لتبقى في أمان بالعاصمة البريطانية، تبذل كل ما وسعها ألا تخطئ، فوضعها لا يمسح بالأخطاء، ومن شأن غلطة صغيرة قبل أن تحصل على الإقامة أن ترمي بها على رصيف الشرق الأوسط، هكذا كانت تتخيل الشرق الأوسط برمته، ساحة استلاب لأمثالها ممن تشردوا نتيجة الثورات المجنونة والحروب والصراعات التي لم ترحم من تورط بها ومن لم يتورط، فقد انزلق المذنب والبريء، والضحية والجلاد، وها هي الوجوه الهاربة من تلك المناطق الدامية تشاهدها في شوارع لندن "أحمد الله أنني أعيش في كينغستون" كانت لندن بالنسبة لها تهديد دائم، فخلال السنوات التي عاشتها هناك ظلت متحفزة طوال الوقت ضد تهديد لا تعلم مصدره ولا متى يقع؟ أو كيف؟، كانت ترى التهديد في كل شيء حولها، في العرب والأجانب، في الشارع وفي الشقة وفي الطريق الخلفي من لندن وسط المناطق الفقيرة والمزدحمة بالجاليات الشرق أوسطية، ومن الإنكليز أنفسهم، إذ رأت في وجوههم تحفز لاستفزاز كل من يحمل وجه أسمر من الشرق أو نبرة غريبة في حديثه، لذلك فضلت العزلة والابتعاد عن العرب لتعيش بسلام، كان السلام يعني لها الاستقرار في العمل والحصول على الجنسية البريطانية، التي حصل عليها الأفارقة والآسيويون واللاتينيون، إلا هي وحدها التي تستحق من بين كل هذه الآلاف المنتشرة في الشوارع والمدن والمقاطعات البريطانية، تم استثنائها من هذه النعمة التي تحلم بها، حينها قررت أن تبدأ المغامرة هذه المرة، ولكن مع التخطيط لها بعد أن تنتشي إثر تدخينها الحشيشة مع جرعتين من الفودكا أو النبيذ وهي الحالة التي اكتشفت أنها تمدها بالمجازفة والاندفاع وهو ما تحتاجه لتنسج لها حياة مغايرة عن تلك التي غرقت فيها منذ وطأت أقدامها الأرض البريطانية." يجب أن احصل على الجنسية بأي ثمن "****يسرا البريطانية( 1 )الوجوه الجامدة والعصية على الفهم وهي تتحرك وسط شلل من الكتل البشرية وكأنها غير عابئة بالجنسية التي تحملها" لو تمكنت منها، سأدخل الجنة الأرضية" عانت من كآبة التفكير في الأمر مدة دخولها البلاد، كانت المسافة بين حصولها على الإقامة الإنسانية والإقامة الدائمة كالصراط المستقيم، ودت لو كانت من الأطفال اللاجئين، بالنسبة إلى الأطفال، ينص قانون الجنسية البريطانية أنه تمنح الجنسية للطفل من مواليد بريطانيا إلى أبوين غير قانونيين لمجرد بلوغه سن العاشرة وتمنح تلقائياً، من أبوين قانونيين الإقامة الدائمة في سن السابعة ثم الطريق قصيرة للجنسية، هذا ما توصلت إليه من بحثها العشوائي المتوتر.ارتدت جاكت أحمر، فوق القميص الرصاصي المفتوح على الصدر، تمعنت في الغرفة حولها لتجدها ضيقة ورتيبة، يخيم عليها الهدوء البارد، تغلفها رطوبة، تصاعد شعور بالاختناق دفعها للخروج مسرعة إلى الشارع.****لم تتمكن من مواصلة السهر بالمكان ا ......
#يسرا
#البريطانية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=689339
#الحوار_المتمدن
#احمد_جمعة تدفق اللاجئون السوريون على بريطانيا إثر النزوح من مناطق القتال بعد اندلاع الأحداث الدامية في العام 2011، بدأت وجوه غريبة تطل من الشوارع والأرصفة وعند المطاعم العربية وأمام المكتبات، تشير إلى بداية انتشار لتواجد السوريين مع العراقيين، الذين جاءوا بدورهم منذ الحرب في العراق، لم تستطع الاندماج مع العراقيين لأنها لم تصادف من يحمل نكهة الزبير، وها هي تبحث في وجوه السوريين ممن عاشوا بحلب لعلها تصل لخيط يؤدي لربطها من جديد بعائلة هيثم الشريف التي تشردت بدورها بعد الأحداث هناك، منهم من قتل ومنهم من اعتقل ومنهم من لجأ إلى أستراليا لوجود أقارب هناك من قبل الحرب، أما هي فقد "كتب على أعيش الحرب أينما كنت، حتى وأنا في لندن" قالت عبارتها في سرها ومضت تقطع دروب الكفاح المرير لتبقى في أمان بالعاصمة البريطانية، تبذل كل ما وسعها ألا تخطئ، فوضعها لا يمسح بالأخطاء، ومن شأن غلطة صغيرة قبل أن تحصل على الإقامة أن ترمي بها على رصيف الشرق الأوسط، هكذا كانت تتخيل الشرق الأوسط برمته، ساحة استلاب لأمثالها ممن تشردوا نتيجة الثورات المجنونة والحروب والصراعات التي لم ترحم من تورط بها ومن لم يتورط، فقد انزلق المذنب والبريء، والضحية والجلاد، وها هي الوجوه الهاربة من تلك المناطق الدامية تشاهدها في شوارع لندن "أحمد الله أنني أعيش في كينغستون" كانت لندن بالنسبة لها تهديد دائم، فخلال السنوات التي عاشتها هناك ظلت متحفزة طوال الوقت ضد تهديد لا تعلم مصدره ولا متى يقع؟ أو كيف؟، كانت ترى التهديد في كل شيء حولها، في العرب والأجانب، في الشارع وفي الشقة وفي الطريق الخلفي من لندن وسط المناطق الفقيرة والمزدحمة بالجاليات الشرق أوسطية، ومن الإنكليز أنفسهم، إذ رأت في وجوههم تحفز لاستفزاز كل من يحمل وجه أسمر من الشرق أو نبرة غريبة في حديثه، لذلك فضلت العزلة والابتعاد عن العرب لتعيش بسلام، كان السلام يعني لها الاستقرار في العمل والحصول على الجنسية البريطانية، التي حصل عليها الأفارقة والآسيويون واللاتينيون، إلا هي وحدها التي تستحق من بين كل هذه الآلاف المنتشرة في الشوارع والمدن والمقاطعات البريطانية، تم استثنائها من هذه النعمة التي تحلم بها، حينها قررت أن تبدأ المغامرة هذه المرة، ولكن مع التخطيط لها بعد أن تنتشي إثر تدخينها الحشيشة مع جرعتين من الفودكا أو النبيذ وهي الحالة التي اكتشفت أنها تمدها بالمجازفة والاندفاع وهو ما تحتاجه لتنسج لها حياة مغايرة عن تلك التي غرقت فيها منذ وطأت أقدامها الأرض البريطانية." يجب أن احصل على الجنسية بأي ثمن "****يسرا البريطانية( 1 )الوجوه الجامدة والعصية على الفهم وهي تتحرك وسط شلل من الكتل البشرية وكأنها غير عابئة بالجنسية التي تحملها" لو تمكنت منها، سأدخل الجنة الأرضية" عانت من كآبة التفكير في الأمر مدة دخولها البلاد، كانت المسافة بين حصولها على الإقامة الإنسانية والإقامة الدائمة كالصراط المستقيم، ودت لو كانت من الأطفال اللاجئين، بالنسبة إلى الأطفال، ينص قانون الجنسية البريطانية أنه تمنح الجنسية للطفل من مواليد بريطانيا إلى أبوين غير قانونيين لمجرد بلوغه سن العاشرة وتمنح تلقائياً، من أبوين قانونيين الإقامة الدائمة في سن السابعة ثم الطريق قصيرة للجنسية، هذا ما توصلت إليه من بحثها العشوائي المتوتر.ارتدت جاكت أحمر، فوق القميص الرصاصي المفتوح على الصدر، تمعنت في الغرفة حولها لتجدها ضيقة ورتيبة، يخيم عليها الهدوء البارد، تغلفها رطوبة، تصاعد شعور بالاختناق دفعها للخروج مسرعة إلى الشارع.****لم تتمكن من مواصلة السهر بالمكان ا ......
#يسرا
#البريطانية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=689339
الحوار المتمدن
احمد جمعة - يسرا البريطانية (9)
احمد جمعة : يسرا البريطانية 10
#الحوار_المتمدن
#احمد_جمعة [لاذت عينيها بالفرار عن مواجهة ضابط الجوازات، تركت الأوراق الممزقة مع الجواز المتهرئ من قبضة يدها اللزجة بالعرق، رغم برودة الجو في القاعة الواسعة، كانت كالمختطفة تحوم عينيها في أرجاء المكان المكتظ بالجنسيات المختلفة، لا أحد يراقب الآخر الكل مشغول بتدبير أموره، شعرت بدوار وانتابتها نوبة ذعر فجأة خشية أن تتقيأ على كونتر الجوازات أمام الملأ، شغلت ذهنها بالأفكار البعيدة عن القاعة الهائلة المكتنزة بالبشر، تذكرت البصرة وأحياء الزبير، عاودتها صور وجوه الجيران وصديقات المدرسة، ثم سرعان ما تحولت الصور إلى كابوس آخر زاد من شعور الغثيان والتقيؤ ، ران لها سكان الزبير وحالهم اليوم بعد الهروب والتشرد، فكثير منهم توزعوا الكون واستقروا في بقاع الدنيا الواسعة، بعضهم لاذ إلى الموصل وبعضهم اتجه كردستان، وأغلبهم نزح خارج العراق، ومنهم من غاب تحت الثرى.لاح لها فجأة، وجه فيصل المر، أحد رواد فندق أرماني ببرج خليفة بدبي حين كان يستميلها عارضاً خدماته وهو يشرح لها كيفية الوصول لمطار هيثرو، رأت في وجهه البراءة والمكر معاً، فمن جهة يريد اقتيادها تلك الليلة لغرفته وبذات الوقت كان لطيفاً معها وهو يعرض خبرته في الأسفار، سألته عن مطار هيثرو فتورطت، تذكرت وجهه المستطيل ذو الوسامة السمراء وثغره الباسم باستمرار وهي تقف الآن أمام الجوازات والرعب يتناولها قطعة قطعة "هل نفعتني نصائحه في شيء؟" كان صوته ناعماً وهو يتصنع الأدب معها. " عندما تغادرين مطار دبي تذكري أن تسافري على طيران الإمارات أفضل لك، ومن هنا إلى لندن مباشرة على تيرمينل الإماراتية، ثم توجهي إلى الجوازات ومن بعدها إلى العفش، ولا تتطلعي في عيون موظفي الجوازات، اشغلي بالكِ بأي شيء".من مطار هيثرو إلى طلب الإقامة، رحلة السندباد الزبيري، مع يسرا القرمزي أو يسرا البريطانية، هنا تنتهي الخطوة الأولى لتبدأ المعاناة الدامية مع الجنسية "لماذا لا يخطفني الموت كما فعل مع الكثيرين؟"مرت بمراحل عدة، حدثت لها أشياء، ووقائع خلال هذه السنوات الأربع وهي تنتظر الموافقة على طلبها، ومازال ينظر فيه، لماذا هي بالذات يحدث لها ذلك؟. هل خضع الجميع لكل تلك التعقيدات؟ هل كل طلبات اللجوء بنفس الإجراءات؟عندما سمعت لأول مرة وهي تطأ قدميها الجزر البريطانية، أنه يحق لهاالحصول على المساعدة القانونية مجاناً فى طلب اللجوء، ظنت أنها بلغت أرض النعيم بعد أن اجتازت جحيم مطار هيثرو، ومن بعده الاحتجاز القسري في أحد المعسكرات المعدة لطالبي اللجوء، لقد تم احتجازها ضمن صفقة لا دخل لها فيها، وهي ألا ترحل فوراً من بريطانيا لأنها مدانة في قضية دعارة بدبي " كيف توصلوا لهذه الحادثة المروعة التي لم يكن لي يد فيها" ظلت أيام بليالي تلوك هذا السؤال؟ وأخيرأ تم التحفظ عليها كجزء من قوانين "الطلبات السريعة". "تعتقد السلطات أنك ربما قد اقترفت جريمة، ولهذا تقوم بالتحقيق معك تحت إشراف شرطة الجوازات، يظنون أنك خطراً على سلامة الدولة"" أنا؟ أنا القادمة من محرقة الزبير بلا أهل ولا أصدقاء ولا مال ولا مستقبل، خطراً على بريطانيا؟" رددت العبارة طوال الوقت والدموع محبوسة في مقلتيها لا تستطيع الخروج.بعد عودتها من المقابلة الدامية الشرسة التي سُلخ جلدها فيها، تلكأت في البداية بسبب وجود مترجم عراقي الجنسية، استشعرت منه الذعر بسبب انتمائه لطائفة أخرى، زاد من عقدتها النفسية، عندما لاذت مع الآلاف من اللاجئين من الزبير، ظنت أن اختبائها في لندن وقطع صلتها بالشرق الأوسط هو نهاية الألم، وعندما رأت المترجم الذي ذكرها بمن كان يطاردها وراء النهر وزرع فيها الخوف و ......
#يسرا
#البريطانية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=690111
#الحوار_المتمدن
#احمد_جمعة [لاذت عينيها بالفرار عن مواجهة ضابط الجوازات، تركت الأوراق الممزقة مع الجواز المتهرئ من قبضة يدها اللزجة بالعرق، رغم برودة الجو في القاعة الواسعة، كانت كالمختطفة تحوم عينيها في أرجاء المكان المكتظ بالجنسيات المختلفة، لا أحد يراقب الآخر الكل مشغول بتدبير أموره، شعرت بدوار وانتابتها نوبة ذعر فجأة خشية أن تتقيأ على كونتر الجوازات أمام الملأ، شغلت ذهنها بالأفكار البعيدة عن القاعة الهائلة المكتنزة بالبشر، تذكرت البصرة وأحياء الزبير، عاودتها صور وجوه الجيران وصديقات المدرسة، ثم سرعان ما تحولت الصور إلى كابوس آخر زاد من شعور الغثيان والتقيؤ ، ران لها سكان الزبير وحالهم اليوم بعد الهروب والتشرد، فكثير منهم توزعوا الكون واستقروا في بقاع الدنيا الواسعة، بعضهم لاذ إلى الموصل وبعضهم اتجه كردستان، وأغلبهم نزح خارج العراق، ومنهم من غاب تحت الثرى.لاح لها فجأة، وجه فيصل المر، أحد رواد فندق أرماني ببرج خليفة بدبي حين كان يستميلها عارضاً خدماته وهو يشرح لها كيفية الوصول لمطار هيثرو، رأت في وجهه البراءة والمكر معاً، فمن جهة يريد اقتيادها تلك الليلة لغرفته وبذات الوقت كان لطيفاً معها وهو يعرض خبرته في الأسفار، سألته عن مطار هيثرو فتورطت، تذكرت وجهه المستطيل ذو الوسامة السمراء وثغره الباسم باستمرار وهي تقف الآن أمام الجوازات والرعب يتناولها قطعة قطعة "هل نفعتني نصائحه في شيء؟" كان صوته ناعماً وهو يتصنع الأدب معها. " عندما تغادرين مطار دبي تذكري أن تسافري على طيران الإمارات أفضل لك، ومن هنا إلى لندن مباشرة على تيرمينل الإماراتية، ثم توجهي إلى الجوازات ومن بعدها إلى العفش، ولا تتطلعي في عيون موظفي الجوازات، اشغلي بالكِ بأي شيء".من مطار هيثرو إلى طلب الإقامة، رحلة السندباد الزبيري، مع يسرا القرمزي أو يسرا البريطانية، هنا تنتهي الخطوة الأولى لتبدأ المعاناة الدامية مع الجنسية "لماذا لا يخطفني الموت كما فعل مع الكثيرين؟"مرت بمراحل عدة، حدثت لها أشياء، ووقائع خلال هذه السنوات الأربع وهي تنتظر الموافقة على طلبها، ومازال ينظر فيه، لماذا هي بالذات يحدث لها ذلك؟. هل خضع الجميع لكل تلك التعقيدات؟ هل كل طلبات اللجوء بنفس الإجراءات؟عندما سمعت لأول مرة وهي تطأ قدميها الجزر البريطانية، أنه يحق لهاالحصول على المساعدة القانونية مجاناً فى طلب اللجوء، ظنت أنها بلغت أرض النعيم بعد أن اجتازت جحيم مطار هيثرو، ومن بعده الاحتجاز القسري في أحد المعسكرات المعدة لطالبي اللجوء، لقد تم احتجازها ضمن صفقة لا دخل لها فيها، وهي ألا ترحل فوراً من بريطانيا لأنها مدانة في قضية دعارة بدبي " كيف توصلوا لهذه الحادثة المروعة التي لم يكن لي يد فيها" ظلت أيام بليالي تلوك هذا السؤال؟ وأخيرأ تم التحفظ عليها كجزء من قوانين "الطلبات السريعة". "تعتقد السلطات أنك ربما قد اقترفت جريمة، ولهذا تقوم بالتحقيق معك تحت إشراف شرطة الجوازات، يظنون أنك خطراً على سلامة الدولة"" أنا؟ أنا القادمة من محرقة الزبير بلا أهل ولا أصدقاء ولا مال ولا مستقبل، خطراً على بريطانيا؟" رددت العبارة طوال الوقت والدموع محبوسة في مقلتيها لا تستطيع الخروج.بعد عودتها من المقابلة الدامية الشرسة التي سُلخ جلدها فيها، تلكأت في البداية بسبب وجود مترجم عراقي الجنسية، استشعرت منه الذعر بسبب انتمائه لطائفة أخرى، زاد من عقدتها النفسية، عندما لاذت مع الآلاف من اللاجئين من الزبير، ظنت أن اختبائها في لندن وقطع صلتها بالشرق الأوسط هو نهاية الألم، وعندما رأت المترجم الذي ذكرها بمن كان يطاردها وراء النهر وزرع فيها الخوف و ......
#يسرا
#البريطانية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=690111
الحوار المتمدن
احمد جمعة - يسرا البريطانية (10)
احمد جمعة : يسرا البريطانية 11
#الحوار_المتمدن
#احمد_جمعة لفرط قلقها سارعت بالتوجه نحو قسم الخدمات مباشرة واستلمت جدول الجناح المخصص لها وهو ذات الجناح منذ أسبوع، لم يطرأ أي تغيير عليه علماً بأن ثمة تغير في النزلاء الذين غادر بعضهم وحل آخرون ولعل ذلك يفتح الباب أمام إزالة الروتين من عملها، لم يكن هناك ثمة نزلاء مميزين طوال هذا الوقت باستثناء أحدهم دأب على إلقاء سراويله الداخلية على الأرض وهو ما سبب لها القرف " لا ليس اليوم" قالت في داخلها ذلك وهي تقرأ الجدول ولاحظت ساعة إضافية بعد نوبة عملها، فمنذ يومين أضيفت الساعة وشعرت بأنهم في الإدارة لم ينتبهوا لغيابها طوال هذه المدة وإلا تم استدعاؤها، ولما وضعوا لها الجدول في المكان المخصص، أخفت نفسها في الممر بسرعة باتجاه الجناح وبسرعة دلفت الغرفة 139 وأغلقت الباب، وقبل أن تلقى نظرة على الغرفة، لفت انتباهها على جدول المناوبة، وجود الرقم 146 الغرفة التي أبلغت عنها بالأمس "لست بحاجة للرعب اليوم" ثم واصل صوتها الداخلي الغليان "هل يعقل أنهم لم يبحثوا الأمر ويحققوا في هذه الغرفة المشبوهة التي لم يقتحمها نزيلها منذ أيام؟" هل هم بهذا الاستخفاف الأمني؟" زرعت الغرفة بخطواتها المتوترة مجيئاً وذهاباً لا تدري من أين تبدأ مع حجم التشويش الذي تغرق فيه، فمنذ الصباح الذي بدأ بانتزاعها من باب الفندق وحتى اللحظة تبدو الأمور جميعها مربكة، وعليها الآن أن تنهي نوبتها بلا أخطاء أو إرباكات قد تضاف لغيابها لو تم اكتشافه "ولابد من اكتشافه" سرحت لبرهة ثم واصلت" لا تجذبي السلبية، اعملي والباقي اتركيه للقدر"دون أن تنزلق لصوتها الداخلي رددت بعض الآيات القرآنية لإبعاد التوتر، ثم انخرطت في العمل وبدأت بجمع الأوساخ من الغرفة، بدلت الملاءات ثم اتجهت للحمام وقامت بتنظيفه، استبدلت مواد الاستحمام والفوط وراحت تلقى نظرة على المكان، كان الوقت يهرول ويقارب من الظهيرة فأخذت تسرع الخطى لإنهاء العمل بالغرفة، يدفعها الفضول لتلحق بالغرفة 146 الغامضة لاستكشاف ماذا جرى بعد الإبلاغ عنها بالأمس، كانت بطبيعتها وفي ضوء ما مرت فيه من أحداث، كثيرة الشكوك، وضعت مصيرها على كف عفريت من كل خطوة تخطوها وعند كل منعطف مهما كانت تفاصيله صغيرة وتافهة، تلتزم الحيطة والحذر، أمر كالغرفة 146 تثيرها وتقلقها أكثر من إدارة الفندق ذاتها لأنها تربط مصيرها بمصير التحقيق في الأمر حتى لو كانت المسألة لا تخصها فبمجرد أن تكون في المكان ذاته، فهو يؤدي للتورط فيه، هذا ما جنته من رحلتها الطويلة منذ هروبها من الزبير، تاركة من حولها جنة الله! والبيئة، وذكريات سنتها العاشرة، وغرقها في رحلة التنقيب عن موطئ قدم بعد الزبير، من دون أن تنسى قصص البيوت القديمة التي بنيت من القصب والبردي وجذوع النخيل قبل الآلاف السنين، علقت بذهنها صور الخوف من الملاحقة وطبع ذلك بصماته هنا في لندن، ما دامت لم تقبض بعد الجواز البريطاني، لم يخفف من توجسها صلة القرابة "بالنيادة" الذين ينتمون للجزيرة العربية، فهنا في لندن لا وجود للقبيلة والعشيرة، كل قوتها وثقتها بنفسها تجترها من ديمومة صورة والدها جبار الشريف محفورة في أعماقها، وتعلقها بأحاديثه المتقطعة خلال الفترات القصيرة لدى عودته من الجبهة، استرسلت في صور الماضي وسنحت لها المراجعة، مشاهد الأمس والعودة للدار في الزبير، ظل الشريف يذكرها بمن تكون؟ ولمن تنتسب؟ حررها ذلك من الخوف الدائم الذي تركته بصمات والدتها بعض الشيء، فبينما كرس جبار الشريف على النسب الأصلي العربي المنتمي للسعودية ومنطقة نجد وعبارته الشهيرة" نحن ننتمي للنبي محمد" كانت والدتها تذكرها بالكويت والهروب الدائم والملاحقة المستمرة والتيه في أرض الله الو ......
#يسرا
#البريطانية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=690277
#الحوار_المتمدن
#احمد_جمعة لفرط قلقها سارعت بالتوجه نحو قسم الخدمات مباشرة واستلمت جدول الجناح المخصص لها وهو ذات الجناح منذ أسبوع، لم يطرأ أي تغيير عليه علماً بأن ثمة تغير في النزلاء الذين غادر بعضهم وحل آخرون ولعل ذلك يفتح الباب أمام إزالة الروتين من عملها، لم يكن هناك ثمة نزلاء مميزين طوال هذا الوقت باستثناء أحدهم دأب على إلقاء سراويله الداخلية على الأرض وهو ما سبب لها القرف " لا ليس اليوم" قالت في داخلها ذلك وهي تقرأ الجدول ولاحظت ساعة إضافية بعد نوبة عملها، فمنذ يومين أضيفت الساعة وشعرت بأنهم في الإدارة لم ينتبهوا لغيابها طوال هذه المدة وإلا تم استدعاؤها، ولما وضعوا لها الجدول في المكان المخصص، أخفت نفسها في الممر بسرعة باتجاه الجناح وبسرعة دلفت الغرفة 139 وأغلقت الباب، وقبل أن تلقى نظرة على الغرفة، لفت انتباهها على جدول المناوبة، وجود الرقم 146 الغرفة التي أبلغت عنها بالأمس "لست بحاجة للرعب اليوم" ثم واصل صوتها الداخلي الغليان "هل يعقل أنهم لم يبحثوا الأمر ويحققوا في هذه الغرفة المشبوهة التي لم يقتحمها نزيلها منذ أيام؟" هل هم بهذا الاستخفاف الأمني؟" زرعت الغرفة بخطواتها المتوترة مجيئاً وذهاباً لا تدري من أين تبدأ مع حجم التشويش الذي تغرق فيه، فمنذ الصباح الذي بدأ بانتزاعها من باب الفندق وحتى اللحظة تبدو الأمور جميعها مربكة، وعليها الآن أن تنهي نوبتها بلا أخطاء أو إرباكات قد تضاف لغيابها لو تم اكتشافه "ولابد من اكتشافه" سرحت لبرهة ثم واصلت" لا تجذبي السلبية، اعملي والباقي اتركيه للقدر"دون أن تنزلق لصوتها الداخلي رددت بعض الآيات القرآنية لإبعاد التوتر، ثم انخرطت في العمل وبدأت بجمع الأوساخ من الغرفة، بدلت الملاءات ثم اتجهت للحمام وقامت بتنظيفه، استبدلت مواد الاستحمام والفوط وراحت تلقى نظرة على المكان، كان الوقت يهرول ويقارب من الظهيرة فأخذت تسرع الخطى لإنهاء العمل بالغرفة، يدفعها الفضول لتلحق بالغرفة 146 الغامضة لاستكشاف ماذا جرى بعد الإبلاغ عنها بالأمس، كانت بطبيعتها وفي ضوء ما مرت فيه من أحداث، كثيرة الشكوك، وضعت مصيرها على كف عفريت من كل خطوة تخطوها وعند كل منعطف مهما كانت تفاصيله صغيرة وتافهة، تلتزم الحيطة والحذر، أمر كالغرفة 146 تثيرها وتقلقها أكثر من إدارة الفندق ذاتها لأنها تربط مصيرها بمصير التحقيق في الأمر حتى لو كانت المسألة لا تخصها فبمجرد أن تكون في المكان ذاته، فهو يؤدي للتورط فيه، هذا ما جنته من رحلتها الطويلة منذ هروبها من الزبير، تاركة من حولها جنة الله! والبيئة، وذكريات سنتها العاشرة، وغرقها في رحلة التنقيب عن موطئ قدم بعد الزبير، من دون أن تنسى قصص البيوت القديمة التي بنيت من القصب والبردي وجذوع النخيل قبل الآلاف السنين، علقت بذهنها صور الخوف من الملاحقة وطبع ذلك بصماته هنا في لندن، ما دامت لم تقبض بعد الجواز البريطاني، لم يخفف من توجسها صلة القرابة "بالنيادة" الذين ينتمون للجزيرة العربية، فهنا في لندن لا وجود للقبيلة والعشيرة، كل قوتها وثقتها بنفسها تجترها من ديمومة صورة والدها جبار الشريف محفورة في أعماقها، وتعلقها بأحاديثه المتقطعة خلال الفترات القصيرة لدى عودته من الجبهة، استرسلت في صور الماضي وسنحت لها المراجعة، مشاهد الأمس والعودة للدار في الزبير، ظل الشريف يذكرها بمن تكون؟ ولمن تنتسب؟ حررها ذلك من الخوف الدائم الذي تركته بصمات والدتها بعض الشيء، فبينما كرس جبار الشريف على النسب الأصلي العربي المنتمي للسعودية ومنطقة نجد وعبارته الشهيرة" نحن ننتمي للنبي محمد" كانت والدتها تذكرها بالكويت والهروب الدائم والملاحقة المستمرة والتيه في أرض الله الو ......
#يسرا
#البريطانية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=690277
الحوار المتمدن
احمد جمعة - يسرا البريطانية (11)
احمد جمعة : يسرا البريطانية 12
#الحوار_المتمدن
#احمد_جمعة حل المساء وقد قضت طوال اليوم تجول في شوارع لندن "داون تاون" تحتفل بمغادرتها السياج الفوضوي لتستقر في كنف هدوء "كينغستون" تعبت من المشي والتطلع في المجمعات وقطع الشوارع سيراً كأنها المرة الأولى لها في المدينة الصاخبة، تنظر في الوجوه من أنحاء العالم، هذه الوجوه لا تصادفها في "كينغستون" فالملامح هناك إنكليزية بحته، عبرت باتجاه بيغ بن ثم انحرفت باتجاه الهايد بارك بعدها مرت على مقهى وتناولت شطيرة لحم مع القهوة ثم عاودت المشي من جديد، راحت تراقب الحركة في الشارع تأملت ساعتها وفجأة انتبهت للوقت، فأسرت بالدخول لأقرب محطة للبيع واشترت زجاجة نبيذ أحمر، توقفت عند صالة التزلج على الجدران، صورت بتلفونها بعض المواقف وكأنها سائحة عربية تسجل ذكرياتها قبل أن تغادر لندن، بعدها قطعت طريق العودة بالقطار عند الغروب بحلول الساعة السابعة وبضع دقائق، ومع تحسن الطقس في المساء إلا أنها شعرت بأنها ليست وحيدة في بريطانيا. رن هاتفها فيما كانت تستعد للخروج من المدينة، الساعة أشارت حينها للثامنة ودقيقتين، من النادر أن يأتيها اتصال لأيام وقد أثارها صوت الهاتف في تلك الساعة، حملت الجهاز وللوهلة الأولى لم تتعرف على المتصل إلى أن جاءها صوت ستيف الذي يعمل مع مايك الباكستاني يطلعها على موعدها مع لجنة الجنسية، ثم سألها، متى يأتي ليأخذها مقترحاً عليها الساعة السادسة صباح اليوم التالي، اختلطت فرحتها بالخبر مع انشراحها لصوت الشاب الذي سبق والتقت به لدى زيارتها لمنزل مايك في "جيسنتين" لم يخامرها شك هذه المرة في موضوع الجنسية لعلمها بأن الباكستاني المحتال وراء التخطيط، لكن فاجأها أنه لم تكن سارة المتصلة التي سبق وأخذتها للمحامية نهى الزيني "هل تعمد ستيف الاتصال، لقد كان ينظر إلى بشيء من الاهتمام؟" حملت بداخلها بعض المشاعر السطحية من اللقاء الأول، لمحت في سماته هدوء ينم عن ثقة بالنفس كما إنه في غاية الوسامة لكنها صرفت النظر عن التعمق في الشعور، تنهدت مع رعشة في وجنتها واكتفت بحبس أفكارها في مسألة الجنسية وما سيتم بشأنها غداً.انتهى اليوم التالي بما لم تكن تتوقع، وبعد أقل من أسبوع رن هاتفها وأبلغتها سارة بأنه تمت إجراءات الإقامة الدائمة، كانت نبرتها عادية وخالية من أي حماس كما لو أنها تبلغها عن نبأ تافه لا علاقة له بمصيرها، بدا صوتها كصوت أي امرأة إنكليزية من سلالة نساء يشبهن مارغريت ثاتشر، هكذا كانت تتخيلها يسرا في كل مرة تتعاط معها ولكنها لم تتصور أن تنقل لها الخبر المنتظر منذ الأزل بهذا البرود السقيم. " انتهت ملحمة البحث عن جنسية". قالتها المرأة الفولاذية كما تسميها يسرا في داخلها وتركتها وسط دموع طويلة وساخنة تنهمر لأول مرة فرحاً وليس حزناً كما دأبت خلال سنوات العمر المريرة، الاحتفال شمل الجميع، مايك ونهى الزيني وستيف وسارة وبالطبع هي، إذ حجز ستيف بأمر من مايك مطعماً هندياً يقع بشارع برايتون في "كينغستون" ودعا له زمرة من أصدقائه ومريديه، لم يكن الحفل ليسرا وحدها بالتأكيد، فقد اعتاد مايك أن يخلط المناسبات بعضها ببعض ويستغل المناسبة الواحدة ليجعها فرصة لتمرير أعماله من خلال عشاء يشمل الأحاديث والصفقات والأسرار وحتى التواعد بين بعض الوجوه التي تحيط به أو يستدرجها للمرح والعربدة، شعرت بأن هذا الأسبوع لابد أن يسجل في التاريخ، كان عبارة عن أوقات تفجر فيها بركان إعصار السنين كلها في شكل أمنيات بدأت تتحقق على غير المتوقع، تتالت الوقائع كأنها حلم لا تريد تصديقه، وبذات الوقت رغبت أن تغمض عينيها ولا تفتحهما للأبد حتى لا تصحو وترى الأمر سراباً في سراب " لكنه لم يكن سراب بل هو ثمن الر ......
#يسرا
#البريطانية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=690630
#الحوار_المتمدن
#احمد_جمعة حل المساء وقد قضت طوال اليوم تجول في شوارع لندن "داون تاون" تحتفل بمغادرتها السياج الفوضوي لتستقر في كنف هدوء "كينغستون" تعبت من المشي والتطلع في المجمعات وقطع الشوارع سيراً كأنها المرة الأولى لها في المدينة الصاخبة، تنظر في الوجوه من أنحاء العالم، هذه الوجوه لا تصادفها في "كينغستون" فالملامح هناك إنكليزية بحته، عبرت باتجاه بيغ بن ثم انحرفت باتجاه الهايد بارك بعدها مرت على مقهى وتناولت شطيرة لحم مع القهوة ثم عاودت المشي من جديد، راحت تراقب الحركة في الشارع تأملت ساعتها وفجأة انتبهت للوقت، فأسرت بالدخول لأقرب محطة للبيع واشترت زجاجة نبيذ أحمر، توقفت عند صالة التزلج على الجدران، صورت بتلفونها بعض المواقف وكأنها سائحة عربية تسجل ذكرياتها قبل أن تغادر لندن، بعدها قطعت طريق العودة بالقطار عند الغروب بحلول الساعة السابعة وبضع دقائق، ومع تحسن الطقس في المساء إلا أنها شعرت بأنها ليست وحيدة في بريطانيا. رن هاتفها فيما كانت تستعد للخروج من المدينة، الساعة أشارت حينها للثامنة ودقيقتين، من النادر أن يأتيها اتصال لأيام وقد أثارها صوت الهاتف في تلك الساعة، حملت الجهاز وللوهلة الأولى لم تتعرف على المتصل إلى أن جاءها صوت ستيف الذي يعمل مع مايك الباكستاني يطلعها على موعدها مع لجنة الجنسية، ثم سألها، متى يأتي ليأخذها مقترحاً عليها الساعة السادسة صباح اليوم التالي، اختلطت فرحتها بالخبر مع انشراحها لصوت الشاب الذي سبق والتقت به لدى زيارتها لمنزل مايك في "جيسنتين" لم يخامرها شك هذه المرة في موضوع الجنسية لعلمها بأن الباكستاني المحتال وراء التخطيط، لكن فاجأها أنه لم تكن سارة المتصلة التي سبق وأخذتها للمحامية نهى الزيني "هل تعمد ستيف الاتصال، لقد كان ينظر إلى بشيء من الاهتمام؟" حملت بداخلها بعض المشاعر السطحية من اللقاء الأول، لمحت في سماته هدوء ينم عن ثقة بالنفس كما إنه في غاية الوسامة لكنها صرفت النظر عن التعمق في الشعور، تنهدت مع رعشة في وجنتها واكتفت بحبس أفكارها في مسألة الجنسية وما سيتم بشأنها غداً.انتهى اليوم التالي بما لم تكن تتوقع، وبعد أقل من أسبوع رن هاتفها وأبلغتها سارة بأنه تمت إجراءات الإقامة الدائمة، كانت نبرتها عادية وخالية من أي حماس كما لو أنها تبلغها عن نبأ تافه لا علاقة له بمصيرها، بدا صوتها كصوت أي امرأة إنكليزية من سلالة نساء يشبهن مارغريت ثاتشر، هكذا كانت تتخيلها يسرا في كل مرة تتعاط معها ولكنها لم تتصور أن تنقل لها الخبر المنتظر منذ الأزل بهذا البرود السقيم. " انتهت ملحمة البحث عن جنسية". قالتها المرأة الفولاذية كما تسميها يسرا في داخلها وتركتها وسط دموع طويلة وساخنة تنهمر لأول مرة فرحاً وليس حزناً كما دأبت خلال سنوات العمر المريرة، الاحتفال شمل الجميع، مايك ونهى الزيني وستيف وسارة وبالطبع هي، إذ حجز ستيف بأمر من مايك مطعماً هندياً يقع بشارع برايتون في "كينغستون" ودعا له زمرة من أصدقائه ومريديه، لم يكن الحفل ليسرا وحدها بالتأكيد، فقد اعتاد مايك أن يخلط المناسبات بعضها ببعض ويستغل المناسبة الواحدة ليجعها فرصة لتمرير أعماله من خلال عشاء يشمل الأحاديث والصفقات والأسرار وحتى التواعد بين بعض الوجوه التي تحيط به أو يستدرجها للمرح والعربدة، شعرت بأن هذا الأسبوع لابد أن يسجل في التاريخ، كان عبارة عن أوقات تفجر فيها بركان إعصار السنين كلها في شكل أمنيات بدأت تتحقق على غير المتوقع، تتالت الوقائع كأنها حلم لا تريد تصديقه، وبذات الوقت رغبت أن تغمض عينيها ولا تفتحهما للأبد حتى لا تصحو وترى الأمر سراباً في سراب " لكنه لم يكن سراب بل هو ثمن الر ......
#يسرا
#البريطانية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=690630
الحوار المتمدن
احمد جمعة - يسرا البريطانية (12)
احمد جمعة : يسرا البريطانية 13
#الحوار_المتمدن
#احمد_جمعة "ولادتي كانت وسط مناخ تشع منه رائحة النفط ودخان سعف النخيل المحروق، يتعمد الفلاحون في بساتين البصرة حرقها لينبعث منها الدخان الرصاصي، متعمدين ذلك لقتل الحشرات الضارة التي تفسد الشجر، ما زالت محفورة في ذكرياتي ولا أنساها، ولا أعرف ما ذكرني بها الليلة"كانت مستلقية على الفراش لا ترتدي سوى قطعتي ملابس داخلية، حمالة الصدر والسروال الأزرق الفاتح الضيق، فيما كان مايك الباكستاني مستلقياً على ظهره وتفصل بينهما الوسادة الحريرية المزخرفة برسوم قطع الفستق بألوان فاقعة، كان يستمع إليها وهو يتأمل السقف وما أن انتهت من جملتها حتى التفت إليها قائلاً وما زال مهتماً بالتفاصيل."ما مناسبة تذكرك هذه الصورة الليلة؟"ضحك ثم استرسل بنبرة تسعى للتفصيل." ذهبتِ بعيداً في الزمن كأنك تهربين من الحاضر"كانا بالغرفة المطلة على فناء المنزل، برزت بعض الأشجار تتدلى من وراء النافذة الواسعة، بقربها السرير الخشبي المطلي بالوارنيس والمصنوع كما يبدو من خشب الورد يحتويهما وظهر لون الغرفة مائل للأزرق السماوي والسجاد من القطع الفارسي المنسوج يدوياً، علقت لوحتان على كلا الجدارين المتقابلين، إحداهما لفتاة ريفية من الريف الأوروبي وبدت أصلية وباهظة الثمن ودلت على ذوق راقٍ صعقت منه وهي تتأمل اللوحة وتستعيد فكرتها عن شخصية الرجل الذي ظنت أنه غجرياً ومنعدم المشاعر والذوق، اللوحة الثانية كانت لجرة تقليدية تضمنتها نقوش برتقالية اللون على الجانبين فيما توسطها شرخ عند الأعلى انبثقت منه زهرة اللوتس باللون الأحمر القاني القريب من لون الورد المحمدي السلطاني، وأسفل الجرة برزت بضع بتلات ورود حمراء صغيرة، سرحت في اللوحة وتنقلت عينيها بين كأس النبيذ الأحمر المركون على طرف الطاولة المحاذية لطرف السرير من جهتها، وبين زهرة اللوتس على رسم الجرة في اللوحة المعلقة على الجدار، تنفست ببطء ونظرات نحو مايك قائلة." من أين اقتنيت هذه اللوحة، أشعر بأنها تشبهني، مشروخة وجميلة، أعني الجرة"" أنت كذلك جميلة، لكن لا فكرة لدي عن الشرخ"قالها وامتدت يده وأمسكت بيدها وضغط عليها برفق، كان هادئاً وبارداً ولا توحي ملامحه عن رغبة في مطارحتها من جديد، أحست فيه يبدي بعض التودد لمجرد أنه انتهى منها للتو ولا يريد أن يلوذ بالفرار، حفرت السنوات المنصرمة أخاديد من الشكوك والهواجس، كل شيء حولها وكل حركة وكل علاقة، خاضعة للتحليل الصارم الذي ينتهي بالشكوك " لن أعرف الحقيقة أبدأً"فوجئت به ينهض من السرير ملتفاً في الملاءة من ذات القماش المزخرف للوسادة، اتجه نحو الحائط ونزع لوحة الجرة برفق من على الجدار ووضعها على الكنبة المحاذية للسرير، عاد للسرير واستلقى قائلاً من دون أن يشعرها بقيمة اللوحة مستخدماً نبرة ساكنة." تستحقينها ما دامت تشبهك"كان رد فعلها الأولي الصمت المطبق، إلى أن استوعبت العبارة فاعتدلت في وضعها على السرير وردت بشيء من الاستحياء والرفض." لا يمكنني قبولها فاللوحة ثمينة بالإضافة إلى أنك تقتنيها" كانت الصدمة مباغته لها ونسفت كل أفكارها عنه وعدم رغبته فيها " لو لم أسعده ما أهداني لوحته الثمينة" أدركت لحظتها رغبتها فيه هذه المرة، فقد مارست المضاجعة معه من دون رغبة ولم تصل لنشوة أو حتى لذة عابرة رغم أنها أشعرته باستمتاعها، كان جسدها أشبه بكتلة لحم وضعت في البراد لسنوات طويلة فتجمدت الخلايا فيها وجفت المشاعر والأحاسيس من أي تذوق للاحتكاك بأجساد أخرى، لم تمر في حياتها منذ غادرت الطفولة مروراً بالمراهقة برغبة أو حتى مجرد شهوة لجسد رجل وكادت تشك في غريزتها حتى تجاه جنسها، كانت الأحداث وال ......
#يسرا
#البريطانية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=690973
#الحوار_المتمدن
#احمد_جمعة "ولادتي كانت وسط مناخ تشع منه رائحة النفط ودخان سعف النخيل المحروق، يتعمد الفلاحون في بساتين البصرة حرقها لينبعث منها الدخان الرصاصي، متعمدين ذلك لقتل الحشرات الضارة التي تفسد الشجر، ما زالت محفورة في ذكرياتي ولا أنساها، ولا أعرف ما ذكرني بها الليلة"كانت مستلقية على الفراش لا ترتدي سوى قطعتي ملابس داخلية، حمالة الصدر والسروال الأزرق الفاتح الضيق، فيما كان مايك الباكستاني مستلقياً على ظهره وتفصل بينهما الوسادة الحريرية المزخرفة برسوم قطع الفستق بألوان فاقعة، كان يستمع إليها وهو يتأمل السقف وما أن انتهت من جملتها حتى التفت إليها قائلاً وما زال مهتماً بالتفاصيل."ما مناسبة تذكرك هذه الصورة الليلة؟"ضحك ثم استرسل بنبرة تسعى للتفصيل." ذهبتِ بعيداً في الزمن كأنك تهربين من الحاضر"كانا بالغرفة المطلة على فناء المنزل، برزت بعض الأشجار تتدلى من وراء النافذة الواسعة، بقربها السرير الخشبي المطلي بالوارنيس والمصنوع كما يبدو من خشب الورد يحتويهما وظهر لون الغرفة مائل للأزرق السماوي والسجاد من القطع الفارسي المنسوج يدوياً، علقت لوحتان على كلا الجدارين المتقابلين، إحداهما لفتاة ريفية من الريف الأوروبي وبدت أصلية وباهظة الثمن ودلت على ذوق راقٍ صعقت منه وهي تتأمل اللوحة وتستعيد فكرتها عن شخصية الرجل الذي ظنت أنه غجرياً ومنعدم المشاعر والذوق، اللوحة الثانية كانت لجرة تقليدية تضمنتها نقوش برتقالية اللون على الجانبين فيما توسطها شرخ عند الأعلى انبثقت منه زهرة اللوتس باللون الأحمر القاني القريب من لون الورد المحمدي السلطاني، وأسفل الجرة برزت بضع بتلات ورود حمراء صغيرة، سرحت في اللوحة وتنقلت عينيها بين كأس النبيذ الأحمر المركون على طرف الطاولة المحاذية لطرف السرير من جهتها، وبين زهرة اللوتس على رسم الجرة في اللوحة المعلقة على الجدار، تنفست ببطء ونظرات نحو مايك قائلة." من أين اقتنيت هذه اللوحة، أشعر بأنها تشبهني، مشروخة وجميلة، أعني الجرة"" أنت كذلك جميلة، لكن لا فكرة لدي عن الشرخ"قالها وامتدت يده وأمسكت بيدها وضغط عليها برفق، كان هادئاً وبارداً ولا توحي ملامحه عن رغبة في مطارحتها من جديد، أحست فيه يبدي بعض التودد لمجرد أنه انتهى منها للتو ولا يريد أن يلوذ بالفرار، حفرت السنوات المنصرمة أخاديد من الشكوك والهواجس، كل شيء حولها وكل حركة وكل علاقة، خاضعة للتحليل الصارم الذي ينتهي بالشكوك " لن أعرف الحقيقة أبدأً"فوجئت به ينهض من السرير ملتفاً في الملاءة من ذات القماش المزخرف للوسادة، اتجه نحو الحائط ونزع لوحة الجرة برفق من على الجدار ووضعها على الكنبة المحاذية للسرير، عاد للسرير واستلقى قائلاً من دون أن يشعرها بقيمة اللوحة مستخدماً نبرة ساكنة." تستحقينها ما دامت تشبهك"كان رد فعلها الأولي الصمت المطبق، إلى أن استوعبت العبارة فاعتدلت في وضعها على السرير وردت بشيء من الاستحياء والرفض." لا يمكنني قبولها فاللوحة ثمينة بالإضافة إلى أنك تقتنيها" كانت الصدمة مباغته لها ونسفت كل أفكارها عنه وعدم رغبته فيها " لو لم أسعده ما أهداني لوحته الثمينة" أدركت لحظتها رغبتها فيه هذه المرة، فقد مارست المضاجعة معه من دون رغبة ولم تصل لنشوة أو حتى لذة عابرة رغم أنها أشعرته باستمتاعها، كان جسدها أشبه بكتلة لحم وضعت في البراد لسنوات طويلة فتجمدت الخلايا فيها وجفت المشاعر والأحاسيس من أي تذوق للاحتكاك بأجساد أخرى، لم تمر في حياتها منذ غادرت الطفولة مروراً بالمراهقة برغبة أو حتى مجرد شهوة لجسد رجل وكادت تشك في غريزتها حتى تجاه جنسها، كانت الأحداث وال ......
#يسرا
#البريطانية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=690973
الحوار المتمدن
احمد جمعة - يسرا البريطانية (13)
احمد جمعة : يسرا البريطانية 14
#الحوار_المتمدن
#احمد_جمعة يسرا القرمزي ( 1 )ولادته انبثقت من صيف قيض له أن يكون أشبه بيوم القيامة، امتلأت السماء بالغيوم السوداء وغطت الأرض رطوبة نزقة اختلطت فيها الروائح الكريهة للأجساد المحشورة في رقعة ضيقة من الأرض بمحاذاة الحدود الباكستانية الهندية، كانت ولادته تحت اسم "سميع الله الرحمن" لُف في أوراق بلاستيك لمنع لسعات الحشرات من تلويث جسده الطري حتى تتم مغادرة المنطقة الحدودية المشبعة بالدخان ورذاذ الغازات المنبعثة من المخازن والمصانع الرثة الموجودة في منازل بعض الأسر التي تعمل في المواد الأولية البدائية، كدبغ الجلود والصباغة وتجفيف روث الحيوانات لصنع السماد الزراعي."ماذا حدث لسميع حتى ينقلب لمايك؟"عندما سألته يسرا ذلك في إحدى المرات التي صادف وفضفض لها عن طفولته، أجابها باقتضاب كعادته حين لا يريد التوغل في حديث ما لا يرغبه."الخوف من البقاء في ذات المكان، ورغبة في الإفلات من المجهول"شعرت حينها أنه يتكلم عنها، ردت عليه وقد انبثق الماضي، الموغل في الرمادية المزحوم بالصور والمشاهد التي تذكرها بأن العالم ينهار من حولها."كأنك عشت في الزبير أيام القصف الأمريكي المجنون"ذكرته عبارتها بليالٍ طويلة متكررة، حالكة السواد والعتمة، كانت تشتعل فيها الحرائق في أماكن مختلفة قريبة منهم وما زال طعم الطفولة يتذوقه من خلالها، تعج الأجواء بطلقات الرصاص، وضجيج المطاردات التي لا تُعرف لها أسباب، صراخ الأطفال من حوله لا يفزعه كما الأطفال الآخرين، يكتفي بالتكور في الفراش العتيق الذي تعيث فيه البراغيث والحشرات، فيصحو بالنهار ليجد جسده ملطخاً ببقع الدماء. "كنت طريداً بالليل ومطارداً بالنهار، أطارد الكلاب الصغيرة الهائمة على وجوهها""ولماذا تطارد الكلاب؟"تسبر غوره بالأسئلة لتصل إلى مضمون الرجل الذي كانت في البداية تكن له الكراهية وحتى الاشمئزاز، تبحث عن خلفيته بالتنقيب في ماضيه وكانت الأسئلة التي تطرحها عليه من وقت لآخر المغزى منها الوصول إلى أعماقه الدفينة، كانت مولعة بالتنقيب في دهاليز حياته الغامضة وكلما أتيحت لها الفرصة للسؤال والتقصي تجري وراءه من دون أن يشعر أو يتململ، فقد كانت من الذكاء بأن تختار اللحظات الحميمة التي ينساب فيها الحديث بينهما بدون تكلف."كنت أحب الكلاب وأشعر بأني أسيطر على الكون من خلالها"تعلم حمل السلاح وهو في سن الثانية عشرة عندما جمع أحد شيوخ القرية مجموعة من الأطفال كعادة شيوخ المناطق الحدودية حينما يحشدون المسلحين على هيئة ميلشيات يدافعون بها عن مصالحهم الصغيرة، وحالما تنمو تلك المجموعات المسلحة، ينظم بعضها للتنظيمات السياسية الدينية المسلحة كالقاعدة والأحزاب الباكستانية والأفغانية، وبعضها ينضوي تحت مظلة تجار المخدرات والتهريب، كانت طفولته متوحشة تميل للانتقام من الغرباء، غادر مرحلة الشعور بالرغبة في مطاردة الكلاب لمطاردة البشر في سن الثالثة عشرة، شعر بأنه رجلاً مكتمل الرجولة ويتفوق على بقية الأطفال من خلال سلاح البندقية الآلية التي كان يحملها على كتفه ويجني من خلالها بضعة روبيات سرعان ما يصرفها على الحشيشة والسجائر، لم يتعرف على المشروبات الكحولية إلا وهو بسن التاسعة عشرة بالرغم من قيامه مرات عدة بتمرير وتهريب صناديق الويسكي التي كانت تأتي عبر الحدود الهندية والأفغانية، مازال يذكر الأيام التي احتجز فيها لدى "الملا محبس الله عفير" الذي اعتبره رهينة لديه حتى يتسلم شخصاً آخر كانت تحتجزه مجموعة أفغانية متاجرة بالحشيش، واستغرب من هذا الاحتجاز لأنه لم يكن ينتمي لتلك المجموعة التي كان يطالب بها الملا عفير وحين طالت ا ......
#يسرا
#البريطانية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=691600
#الحوار_المتمدن
#احمد_جمعة يسرا القرمزي ( 1 )ولادته انبثقت من صيف قيض له أن يكون أشبه بيوم القيامة، امتلأت السماء بالغيوم السوداء وغطت الأرض رطوبة نزقة اختلطت فيها الروائح الكريهة للأجساد المحشورة في رقعة ضيقة من الأرض بمحاذاة الحدود الباكستانية الهندية، كانت ولادته تحت اسم "سميع الله الرحمن" لُف في أوراق بلاستيك لمنع لسعات الحشرات من تلويث جسده الطري حتى تتم مغادرة المنطقة الحدودية المشبعة بالدخان ورذاذ الغازات المنبعثة من المخازن والمصانع الرثة الموجودة في منازل بعض الأسر التي تعمل في المواد الأولية البدائية، كدبغ الجلود والصباغة وتجفيف روث الحيوانات لصنع السماد الزراعي."ماذا حدث لسميع حتى ينقلب لمايك؟"عندما سألته يسرا ذلك في إحدى المرات التي صادف وفضفض لها عن طفولته، أجابها باقتضاب كعادته حين لا يريد التوغل في حديث ما لا يرغبه."الخوف من البقاء في ذات المكان، ورغبة في الإفلات من المجهول"شعرت حينها أنه يتكلم عنها، ردت عليه وقد انبثق الماضي، الموغل في الرمادية المزحوم بالصور والمشاهد التي تذكرها بأن العالم ينهار من حولها."كأنك عشت في الزبير أيام القصف الأمريكي المجنون"ذكرته عبارتها بليالٍ طويلة متكررة، حالكة السواد والعتمة، كانت تشتعل فيها الحرائق في أماكن مختلفة قريبة منهم وما زال طعم الطفولة يتذوقه من خلالها، تعج الأجواء بطلقات الرصاص، وضجيج المطاردات التي لا تُعرف لها أسباب، صراخ الأطفال من حوله لا يفزعه كما الأطفال الآخرين، يكتفي بالتكور في الفراش العتيق الذي تعيث فيه البراغيث والحشرات، فيصحو بالنهار ليجد جسده ملطخاً ببقع الدماء. "كنت طريداً بالليل ومطارداً بالنهار، أطارد الكلاب الصغيرة الهائمة على وجوهها""ولماذا تطارد الكلاب؟"تسبر غوره بالأسئلة لتصل إلى مضمون الرجل الذي كانت في البداية تكن له الكراهية وحتى الاشمئزاز، تبحث عن خلفيته بالتنقيب في ماضيه وكانت الأسئلة التي تطرحها عليه من وقت لآخر المغزى منها الوصول إلى أعماقه الدفينة، كانت مولعة بالتنقيب في دهاليز حياته الغامضة وكلما أتيحت لها الفرصة للسؤال والتقصي تجري وراءه من دون أن يشعر أو يتململ، فقد كانت من الذكاء بأن تختار اللحظات الحميمة التي ينساب فيها الحديث بينهما بدون تكلف."كنت أحب الكلاب وأشعر بأني أسيطر على الكون من خلالها"تعلم حمل السلاح وهو في سن الثانية عشرة عندما جمع أحد شيوخ القرية مجموعة من الأطفال كعادة شيوخ المناطق الحدودية حينما يحشدون المسلحين على هيئة ميلشيات يدافعون بها عن مصالحهم الصغيرة، وحالما تنمو تلك المجموعات المسلحة، ينظم بعضها للتنظيمات السياسية الدينية المسلحة كالقاعدة والأحزاب الباكستانية والأفغانية، وبعضها ينضوي تحت مظلة تجار المخدرات والتهريب، كانت طفولته متوحشة تميل للانتقام من الغرباء، غادر مرحلة الشعور بالرغبة في مطاردة الكلاب لمطاردة البشر في سن الثالثة عشرة، شعر بأنه رجلاً مكتمل الرجولة ويتفوق على بقية الأطفال من خلال سلاح البندقية الآلية التي كان يحملها على كتفه ويجني من خلالها بضعة روبيات سرعان ما يصرفها على الحشيشة والسجائر، لم يتعرف على المشروبات الكحولية إلا وهو بسن التاسعة عشرة بالرغم من قيامه مرات عدة بتمرير وتهريب صناديق الويسكي التي كانت تأتي عبر الحدود الهندية والأفغانية، مازال يذكر الأيام التي احتجز فيها لدى "الملا محبس الله عفير" الذي اعتبره رهينة لديه حتى يتسلم شخصاً آخر كانت تحتجزه مجموعة أفغانية متاجرة بالحشيش، واستغرب من هذا الاحتجاز لأنه لم يكن ينتمي لتلك المجموعة التي كان يطالب بها الملا عفير وحين طالت ا ......
#يسرا
#البريطانية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=691600
الحوار المتمدن
احمد جمعة - يسرا البريطانية (14)
احمد جمعة : يسرا البريطانية 15
#الحوار_المتمدن
#احمد_جمعة رمقها بنظرة وهو يعد لها السيجارة باحثاً عن كلمات يرد بها على تساؤلها حول شخصية سعاد البشراوي، لمحت في عينيه بريقاً خافتاً يوحي بغموض مستور، استبق الإجابة بسيجارة حشيشة أشعلها لها وقدمها تعلو ثغره ابتسامه ماكرة على عادته عندما ينوى المناورة، كانت المرة الثالثة خلال هذا الأسبوع تتعاط فيها الحشيشة، ترددت في المرة الأولى ولكنها انخرطت فيها في المرة الثانية وتقبلتها أخيراً." استفيدي من المرأة"خُيل لها بأنه يعرفها، تحسست من طرح الأسئلة، اطمأنت إلى أنها غير متورطة في شيء وتقبلت رده ببرود ما دفعه لاستئناف الحديث حولها قائلاً وهو يرمقها تنفذ دخان الحشيشة." ربما كانت تراقبك من فترة"" هذا ما بدا لي، بل أشعر أنها تلاحقني"مالت عليه وعضت طرف إذنه اليمنى، سحب بقية الحشيشة من يدها ووضعها في المطفأة ومال عليها وهما فوق الكنبة، قبلها ونهض متجهاً نحو الحمام بعد أن خفف إضاءة الغرفة وقال وهو يدخل الحمام من دون أن يغلق بابه." غيري من حياتك بسرعة"كانت تشعر بدوار في رأسها يصاحبه شعور بالاسترخاء ورغبة تجتاح جسدها أشبه ما تكون بفورة شبق، لكنها تماسكت في الإفصاح عنها واكتفت بالتظاهر بالتثاؤب عند خروجه من الحمام." يثيرني جسدها"سألها متجاهلاً ما عنته."ماذا؟"" سعاد البشروي"انفجر ضاحكاً وقد وقف في مكانه بالقرب من الباب المؤدي لخارج الغرفة ثم توجه نحوها وأمسك بيدها وتطلع في وجهها."لا تذكري ذلك مرة أخرى وإلا شككت فيك"خلال الأيام التالية، اختفت البشراوي من الفندق، ولكنها فاجأتها ذات مساء وهي تتسوق "بماركس سبنسر" سوبرماركت، تقف خلفها والابتسامة الماكرة تعلو ثغرها، نظرت في عينيها مباشرة، لم تكن تتسوق بل صدمتها قائلة."تبعتك هنا حتى نكون بعيدين عن العيون، قبل ساعة كنتِ تتسوقين في "كلارنس ستريت" ما رأيك الليلة نتناول العشاء معاً ونتعرف على بعضنا؟"" ماذا عنت بعيدين عن العيون؟ كانت تلاحقني من كلارنس ستريت" لم تعد قلقة منها كما في السابق، لم تشعر بالخوف من سلوكها، بل شعرت بأن ثمة خيط يربط بينها وبين مايك الذي هو بدوره غريب الأطوار، يقينها بأن الرجل يحميها من أي زلة نفض عنها القلق، كانت تتوق للتعرف على خبايا المرأة السعودية ذات المظهر الأوروبي لتسبر غورها وتقتحم عالمها الذي يبدو مزيجاً من النفوذ والثراء والغموض، كانت قد قررت منذ سلمت أمرها للباكستاني بأنها غادرت جحر الخوف والعزلة وخاضت مغامرة التعرف على العالم الخلفي للثراء والنفوذ، الذين من وجهة نظرها يمثلان صمامي الأمان في هذا الكون "سأنفذ لما وراء المظهر وأغوص في قاع العالم السري الذي كنت أراه من الخارج مظلماً ولكنه من الداخل فردوساً" "لم لا، لكني أعمل طوال الوقت"قالت ذلك دون توجس وبصورة من تبدو غير مكترثة باللقاء، لا تريد أن تبدو صغيرة أمامها، فمنذ أن انزلقت في عالم مايك لم تر في نفسها أصغر من الآخرين "كفاني سنين المرارة والذل" "أي يوم إجازتك من العمل؟"سألتها كما لو هناك خطة مفصلة للقائها، كانت تبدو في إيجازها الحديث أنها في عجلة من أمرها، حتى ابتساماتها المتكررة مع الكلام تبدو سريعة الإيقاع، أطلعتها يسرا بأنها ما بعد الغد وتصادف السبت، أعطتها ورقة بها رقم هاتفها النقال وقالت وهي تهم بالانفصال عنها." انتظري الساعة العاشرة مساءً باللوبي في الفندق"تساءلت في سرها "لماذا هذا الوقت المتأخر" تنفست وهي تلتفت حولها، رأت الوجوه من حولها في السوبرماركت ورسمت لنفسها شكلاً تخيلته باعتبارها مواطنة بريطانية، لم تستلم الجواز بعد ولكنها حصلت على وثيقة الإصدار التي ......
#يسرا
#البريطانية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=692131
#الحوار_المتمدن
#احمد_جمعة رمقها بنظرة وهو يعد لها السيجارة باحثاً عن كلمات يرد بها على تساؤلها حول شخصية سعاد البشراوي، لمحت في عينيه بريقاً خافتاً يوحي بغموض مستور، استبق الإجابة بسيجارة حشيشة أشعلها لها وقدمها تعلو ثغره ابتسامه ماكرة على عادته عندما ينوى المناورة، كانت المرة الثالثة خلال هذا الأسبوع تتعاط فيها الحشيشة، ترددت في المرة الأولى ولكنها انخرطت فيها في المرة الثانية وتقبلتها أخيراً." استفيدي من المرأة"خُيل لها بأنه يعرفها، تحسست من طرح الأسئلة، اطمأنت إلى أنها غير متورطة في شيء وتقبلت رده ببرود ما دفعه لاستئناف الحديث حولها قائلاً وهو يرمقها تنفذ دخان الحشيشة." ربما كانت تراقبك من فترة"" هذا ما بدا لي، بل أشعر أنها تلاحقني"مالت عليه وعضت طرف إذنه اليمنى، سحب بقية الحشيشة من يدها ووضعها في المطفأة ومال عليها وهما فوق الكنبة، قبلها ونهض متجهاً نحو الحمام بعد أن خفف إضاءة الغرفة وقال وهو يدخل الحمام من دون أن يغلق بابه." غيري من حياتك بسرعة"كانت تشعر بدوار في رأسها يصاحبه شعور بالاسترخاء ورغبة تجتاح جسدها أشبه ما تكون بفورة شبق، لكنها تماسكت في الإفصاح عنها واكتفت بالتظاهر بالتثاؤب عند خروجه من الحمام." يثيرني جسدها"سألها متجاهلاً ما عنته."ماذا؟"" سعاد البشروي"انفجر ضاحكاً وقد وقف في مكانه بالقرب من الباب المؤدي لخارج الغرفة ثم توجه نحوها وأمسك بيدها وتطلع في وجهها."لا تذكري ذلك مرة أخرى وإلا شككت فيك"خلال الأيام التالية، اختفت البشراوي من الفندق، ولكنها فاجأتها ذات مساء وهي تتسوق "بماركس سبنسر" سوبرماركت، تقف خلفها والابتسامة الماكرة تعلو ثغرها، نظرت في عينيها مباشرة، لم تكن تتسوق بل صدمتها قائلة."تبعتك هنا حتى نكون بعيدين عن العيون، قبل ساعة كنتِ تتسوقين في "كلارنس ستريت" ما رأيك الليلة نتناول العشاء معاً ونتعرف على بعضنا؟"" ماذا عنت بعيدين عن العيون؟ كانت تلاحقني من كلارنس ستريت" لم تعد قلقة منها كما في السابق، لم تشعر بالخوف من سلوكها، بل شعرت بأن ثمة خيط يربط بينها وبين مايك الذي هو بدوره غريب الأطوار، يقينها بأن الرجل يحميها من أي زلة نفض عنها القلق، كانت تتوق للتعرف على خبايا المرأة السعودية ذات المظهر الأوروبي لتسبر غورها وتقتحم عالمها الذي يبدو مزيجاً من النفوذ والثراء والغموض، كانت قد قررت منذ سلمت أمرها للباكستاني بأنها غادرت جحر الخوف والعزلة وخاضت مغامرة التعرف على العالم الخلفي للثراء والنفوذ، الذين من وجهة نظرها يمثلان صمامي الأمان في هذا الكون "سأنفذ لما وراء المظهر وأغوص في قاع العالم السري الذي كنت أراه من الخارج مظلماً ولكنه من الداخل فردوساً" "لم لا، لكني أعمل طوال الوقت"قالت ذلك دون توجس وبصورة من تبدو غير مكترثة باللقاء، لا تريد أن تبدو صغيرة أمامها، فمنذ أن انزلقت في عالم مايك لم تر في نفسها أصغر من الآخرين "كفاني سنين المرارة والذل" "أي يوم إجازتك من العمل؟"سألتها كما لو هناك خطة مفصلة للقائها، كانت تبدو في إيجازها الحديث أنها في عجلة من أمرها، حتى ابتساماتها المتكررة مع الكلام تبدو سريعة الإيقاع، أطلعتها يسرا بأنها ما بعد الغد وتصادف السبت، أعطتها ورقة بها رقم هاتفها النقال وقالت وهي تهم بالانفصال عنها." انتظري الساعة العاشرة مساءً باللوبي في الفندق"تساءلت في سرها "لماذا هذا الوقت المتأخر" تنفست وهي تلتفت حولها، رأت الوجوه من حولها في السوبرماركت ورسمت لنفسها شكلاً تخيلته باعتبارها مواطنة بريطانية، لم تستلم الجواز بعد ولكنها حصلت على وثيقة الإصدار التي ......
#يسرا
#البريطانية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=692131
الحوار المتمدن
احمد جمعة - يسرا البريطانية (15)
احمد جمعة : يسرا البريطانية 16
#الحوار_المتمدن
#احمد_جمعة نامت حتى منتصف النهار واستيقظت على صوت سمر يام وهو الاسم الحقيقي لسعاد البشرواي، كانت منطلقة وسعيدة وبدا من صوتها حيوية من فاز بمليون جنيه وهي تستنهضها بعبارات التوبيخ واللوم على إضاعة النهار من دون أن تفعل شيئاً ذا قيمة."أنت من ضيع في الأوهام عمره"بدت منفتحة الأسارير ومرحة للغاية وقد لفت ذلك انتباه يسرا التي لم تتمالك نفسها من القول بعبارة مازحة." هل فزت برجل أحلامك؟"ردت الأخرى مازحة بدورها." فزت بالجنة ولو سايرتيني فسأحجز لكي مكان فيها""موعدي هذا المساء مع الطبيب جوليان، ومن المحتمل أن أُحتجز الليلة بالمستشفى حتى الغد"لم تستسلم سمر يام مرة في حياتها، بنهاية المطاف أخرجتها في اليوم التالي من العيادة فيما يشبه عملية الاختطاف بعد تضميد وجهها بغشاء جلدي رقيق شفاف للوقاية من المؤثرات الخارجية وصحبتها في رحلة ليلية بدت في ذروة الغموض وهي تعبر بها السيارة طريق زراعي طويل خارج "كينغستون" يعزيها الحديث المتقطع مع المرأة التي راحت تحدثها عن الإسلام واستهداف السنة لتصفيتهم في جهات العالم المختلفة، هالها الخطاب الحماسي الذي خرج من لسانها وكأنها زعيم سلفي خرج للتو من جلد امرأة فاتنة متحررة وثاقبة لا تتوقف عن التدخين واحتساء الكحول وارتداء الأزياء الضيقة الثمينة والمفضوحة في أغلب الأوقات، كانت تتطلع لوجهها الذي تكسوه طبقة الأساس مع طبقة الروج الداكن "وراء هذه المرأة يكمن سر الشرق الأوسط" ابتسمت في داخلها وقد دارت في خاطرها هذه الفكرة الأوسطية، راحت السيارة تنهب الطريق الزراعي باتجاه منعطف خارجي بدأت من خلاله أضواء آتية من بعيد على شكل أعمدة متناثرة عبر سلسلة من البيوت الخشبية المغطى بالقرميد الأحمر، لمحت حانة صغيرة في طرف الطريق الذي انعطفت إليه السيارة وسط تعليق من سعاد أو سمر التي راحت يسرا تنظر إليها ولا تعلم ماذا تخفي سعاد وماذا تخفي سمر وأيهما الحقيقية، شعرت بوهج بارد تحت طبقة الغطاء الشفاف على وجهها وأيقنت بأنها بدأت تتوتر مع بزوغ هذه الأمكنة النائية التي توحي عادة بالنفي الذي عانت منه سنين الغربة والتشرد، ومع توقف السيارة أمام فيلا كبيرة بعيدة بضع عشرات من الأمتار، هبطت المرأتان وقادتها سمر أو سعاد نحو البوابة الملاصقة لكراج عريض يتسع لثلاث أو أربع سيارات، كانت هناك سيارة ميني باص محشورة في زاوية فيما بدت مقدمة المبنى من الداخل عبارة عن حديقة متوسطة تملؤها بضعة أشجار مختلفة ويحيط بها سياج خشبي أبيض فيما توزعت داخل الحديقة عدد من الألعاب الخاصة بالأطفال، لا شيء يوحي بوجود أشخاص بالداخل لشدة الهدوء الذي خيم على المكان بالخارج، التفتت المرأة الغريبة نحوها مرسلة ابتسامة وردية قريبة من لون روجها لتطمئنها لدى رؤية ملامح طفيفة لقلق متسرب من نظراتها لدى اقترابهما من الولوج للمنزل الكبير.اقتربت من صالة موصدة بخطوات صامتة بعد إشارة من سمر، خلعت على إثرها حذاءها عند الدخول، ولدى بلوغ الصالة تناهت إليها أصوات لأحاديث مختلفة من غرفة أخرى محاذية للصالة الكبيرة لم تعرها انتباه لدى تصاعد دقات قلبها " لماذا أساير هذه المرأة بدون أسئلة، تجرني في كل مرة لمواقف رغم إرادتي المعارضة في الداخل؟" كانت فرحة بأشياء كثيرة منها، منحها الجنسية البريطانية وإجراء العمليات التجميلية وحصولها على اهتمام مايك وإغداقه عليها المال والهدايا، ونيلها الترقية بعملها الفندقي، كل ذلك زال ولم يعد له طعم لأنها تركت المرأة الغامضة تنتزع كل تلك الجوائز منها بإقحامها في هذه المناورات السرية المبهمة "أي قدر وضع هذه السيدة التي ترتدي أكثر من قناع وجلد في طريقي؟" شعرت ......
#يسرا
#البريطانية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=692783
#الحوار_المتمدن
#احمد_جمعة نامت حتى منتصف النهار واستيقظت على صوت سمر يام وهو الاسم الحقيقي لسعاد البشرواي، كانت منطلقة وسعيدة وبدا من صوتها حيوية من فاز بمليون جنيه وهي تستنهضها بعبارات التوبيخ واللوم على إضاعة النهار من دون أن تفعل شيئاً ذا قيمة."أنت من ضيع في الأوهام عمره"بدت منفتحة الأسارير ومرحة للغاية وقد لفت ذلك انتباه يسرا التي لم تتمالك نفسها من القول بعبارة مازحة." هل فزت برجل أحلامك؟"ردت الأخرى مازحة بدورها." فزت بالجنة ولو سايرتيني فسأحجز لكي مكان فيها""موعدي هذا المساء مع الطبيب جوليان، ومن المحتمل أن أُحتجز الليلة بالمستشفى حتى الغد"لم تستسلم سمر يام مرة في حياتها، بنهاية المطاف أخرجتها في اليوم التالي من العيادة فيما يشبه عملية الاختطاف بعد تضميد وجهها بغشاء جلدي رقيق شفاف للوقاية من المؤثرات الخارجية وصحبتها في رحلة ليلية بدت في ذروة الغموض وهي تعبر بها السيارة طريق زراعي طويل خارج "كينغستون" يعزيها الحديث المتقطع مع المرأة التي راحت تحدثها عن الإسلام واستهداف السنة لتصفيتهم في جهات العالم المختلفة، هالها الخطاب الحماسي الذي خرج من لسانها وكأنها زعيم سلفي خرج للتو من جلد امرأة فاتنة متحررة وثاقبة لا تتوقف عن التدخين واحتساء الكحول وارتداء الأزياء الضيقة الثمينة والمفضوحة في أغلب الأوقات، كانت تتطلع لوجهها الذي تكسوه طبقة الأساس مع طبقة الروج الداكن "وراء هذه المرأة يكمن سر الشرق الأوسط" ابتسمت في داخلها وقد دارت في خاطرها هذه الفكرة الأوسطية، راحت السيارة تنهب الطريق الزراعي باتجاه منعطف خارجي بدأت من خلاله أضواء آتية من بعيد على شكل أعمدة متناثرة عبر سلسلة من البيوت الخشبية المغطى بالقرميد الأحمر، لمحت حانة صغيرة في طرف الطريق الذي انعطفت إليه السيارة وسط تعليق من سعاد أو سمر التي راحت يسرا تنظر إليها ولا تعلم ماذا تخفي سعاد وماذا تخفي سمر وأيهما الحقيقية، شعرت بوهج بارد تحت طبقة الغطاء الشفاف على وجهها وأيقنت بأنها بدأت تتوتر مع بزوغ هذه الأمكنة النائية التي توحي عادة بالنفي الذي عانت منه سنين الغربة والتشرد، ومع توقف السيارة أمام فيلا كبيرة بعيدة بضع عشرات من الأمتار، هبطت المرأتان وقادتها سمر أو سعاد نحو البوابة الملاصقة لكراج عريض يتسع لثلاث أو أربع سيارات، كانت هناك سيارة ميني باص محشورة في زاوية فيما بدت مقدمة المبنى من الداخل عبارة عن حديقة متوسطة تملؤها بضعة أشجار مختلفة ويحيط بها سياج خشبي أبيض فيما توزعت داخل الحديقة عدد من الألعاب الخاصة بالأطفال، لا شيء يوحي بوجود أشخاص بالداخل لشدة الهدوء الذي خيم على المكان بالخارج، التفتت المرأة الغريبة نحوها مرسلة ابتسامة وردية قريبة من لون روجها لتطمئنها لدى رؤية ملامح طفيفة لقلق متسرب من نظراتها لدى اقترابهما من الولوج للمنزل الكبير.اقتربت من صالة موصدة بخطوات صامتة بعد إشارة من سمر، خلعت على إثرها حذاءها عند الدخول، ولدى بلوغ الصالة تناهت إليها أصوات لأحاديث مختلفة من غرفة أخرى محاذية للصالة الكبيرة لم تعرها انتباه لدى تصاعد دقات قلبها " لماذا أساير هذه المرأة بدون أسئلة، تجرني في كل مرة لمواقف رغم إرادتي المعارضة في الداخل؟" كانت فرحة بأشياء كثيرة منها، منحها الجنسية البريطانية وإجراء العمليات التجميلية وحصولها على اهتمام مايك وإغداقه عليها المال والهدايا، ونيلها الترقية بعملها الفندقي، كل ذلك زال ولم يعد له طعم لأنها تركت المرأة الغامضة تنتزع كل تلك الجوائز منها بإقحامها في هذه المناورات السرية المبهمة "أي قدر وضع هذه السيدة التي ترتدي أكثر من قناع وجلد في طريقي؟" شعرت ......
#يسرا
#البريطانية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=692783
الحوار المتمدن
احمد جمعة - يسرا البريطانية (16)
احمد جمعة : يسرا البريطانية 17
#الحوار_المتمدن
#احمد_جمعة "أخيراً ستدخلين الزبير"نزلت عليها العبارة وهي تستمع إلى صوت عبد الباسط عبد الصمد يتلو سورة الحشر عند الآية (لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) كما لو أن السماء أطبقت على الأرض، رفعت رأسها للأعلى لتصطدم نظراتها بالسقف فوقها وترتد نحو الأسفل لتتأكد بأن الأرض تحتها لم تنهار، جاء تأثير العبارة ليزيح عن صدرها كتلة ثقيلة من الأفكار التي ظلت محبوسة منذ سنين، لم يكن معها في الغرفة المزركشة بالنقوش واللوحات البيانية سوى سمر يام تقف خلف النافذة وتنظر للطريق من دون أن تتأمل وقع كلماتها على المرأة القابعة على المقعد، تنتظر التعليق وقد طال عن الوقت الذي ساده الصمت المطبق، إلا من صوت دقات لساعة معلقة على الجدار، بدا في تلك اللحظة مقيتاً كأنه قطرات زئبق تحفر قاع رأسها ما دفعها الابتعاد عن النافذة وتتوجه نحوها وتعيد رسم العبارة من جديد."لا تقلقي من العودة لبيتك، كم أنت محظوظة أن اختارك القدير من بين الآخرين لتكوني من العائدين، (إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ). ما أن انتهت من تلاوة الآية وبلحن مجود حزين حتى مسحت على وجهها وكمن انتهت من الصلاة، رفعت رأسها وتطلعت لوجه يسرا التي كانت مأخوذة بكل ما يجري حولها، لم تر في حياتها منظر فيه من السريالية والواقعية والخيالية كهذا المشهد النوراني وقد سحرها شعاع خيل لها يتسرب من وجه المرأة المتبرجة، بشعرها البني الغليظ وبشرتها البرونزية المشعة فتنة وساقيها العاريتين وقد تحولت لشيء لا تعرف اسماً له، يفيض سحراً ربانياً، لم تشهد من قبل في أي من رجال وشيوخ الدين الذين التقت بهم في محطات الغربة واللجوء حينما كانوا يتلون القرآن ويتحدثون بالدين ولكن وجوههم لا تشع إلا بالمكر الذي سرعان ما كشفته من سلوكهم، ويكفيها أن تزوجت لبضعة أشهر من أحدهم وكان ذلك الزواج العرفي بمثابة اغتصاب لها."ما رأيته منك الآن بهرني"اقتربت منها المرأة وأخذتها من يدها ودلفت بها غرفة صغيرة أخرى في نهاية الممر المؤدي لقسم آخر من المكان، كانت الحجرة صغيرة وذات نسق يدل على سريتها، وهناك جلستا معاً على كنبة تسع اثنين وفتحت لها صندوقاً صغيراً أخرجت منه بضعة صور وراحت تُفَرجها عليها واحدة تلو الأخرى حتى انتهت، ثم أعادت الصور للصندوق وأغلقته بمفتاح صغير ووضعته بقربها على الأرض وتوجهت لها بسؤال حمل نبرة التشفي من شيء مبهم يدل على غموض الصورة."مارأيك؟"تطلعت يسرا نحوها ولم تفهم ماذا يحمل السؤال ولا على وماذا يدل، خشيت إن تسرعت في الرد يأتي جوابها دليلاً على حمقها رغم الإيحاء الأولي الذي أوحت به الصور، تريثت في الرد وجالت في عيني المرأة باحثة عن رد فعل لترددها فما كان من الأخرى إلا أن هزت رأسها مبتسمة تحثها على الجواب، حشدت يسرا كل ما خطر ببالها واختزلته في عبارة سريعة كمن تتخلص من عبئ ثقيل على كاهلها."هذه صور مجاهدات عربيات""هؤلاء مؤمنات"بدأ يتسرب إليها الشك من وجود علاقة بين المرأة الرقيقة الشفافة وبين جهات مبهمة لا تريد التسرع في الحكم عليها، خليط من التوقعات والاحتمالات دفعها ......
#يسرا
#البريطانية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=693337
#الحوار_المتمدن
#احمد_جمعة "أخيراً ستدخلين الزبير"نزلت عليها العبارة وهي تستمع إلى صوت عبد الباسط عبد الصمد يتلو سورة الحشر عند الآية (لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) كما لو أن السماء أطبقت على الأرض، رفعت رأسها للأعلى لتصطدم نظراتها بالسقف فوقها وترتد نحو الأسفل لتتأكد بأن الأرض تحتها لم تنهار، جاء تأثير العبارة ليزيح عن صدرها كتلة ثقيلة من الأفكار التي ظلت محبوسة منذ سنين، لم يكن معها في الغرفة المزركشة بالنقوش واللوحات البيانية سوى سمر يام تقف خلف النافذة وتنظر للطريق من دون أن تتأمل وقع كلماتها على المرأة القابعة على المقعد، تنتظر التعليق وقد طال عن الوقت الذي ساده الصمت المطبق، إلا من صوت دقات لساعة معلقة على الجدار، بدا في تلك اللحظة مقيتاً كأنه قطرات زئبق تحفر قاع رأسها ما دفعها الابتعاد عن النافذة وتتوجه نحوها وتعيد رسم العبارة من جديد."لا تقلقي من العودة لبيتك، كم أنت محظوظة أن اختارك القدير من بين الآخرين لتكوني من العائدين، (إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ). ما أن انتهت من تلاوة الآية وبلحن مجود حزين حتى مسحت على وجهها وكمن انتهت من الصلاة، رفعت رأسها وتطلعت لوجه يسرا التي كانت مأخوذة بكل ما يجري حولها، لم تر في حياتها منظر فيه من السريالية والواقعية والخيالية كهذا المشهد النوراني وقد سحرها شعاع خيل لها يتسرب من وجه المرأة المتبرجة، بشعرها البني الغليظ وبشرتها البرونزية المشعة فتنة وساقيها العاريتين وقد تحولت لشيء لا تعرف اسماً له، يفيض سحراً ربانياً، لم تشهد من قبل في أي من رجال وشيوخ الدين الذين التقت بهم في محطات الغربة واللجوء حينما كانوا يتلون القرآن ويتحدثون بالدين ولكن وجوههم لا تشع إلا بالمكر الذي سرعان ما كشفته من سلوكهم، ويكفيها أن تزوجت لبضعة أشهر من أحدهم وكان ذلك الزواج العرفي بمثابة اغتصاب لها."ما رأيته منك الآن بهرني"اقتربت منها المرأة وأخذتها من يدها ودلفت بها غرفة صغيرة أخرى في نهاية الممر المؤدي لقسم آخر من المكان، كانت الحجرة صغيرة وذات نسق يدل على سريتها، وهناك جلستا معاً على كنبة تسع اثنين وفتحت لها صندوقاً صغيراً أخرجت منه بضعة صور وراحت تُفَرجها عليها واحدة تلو الأخرى حتى انتهت، ثم أعادت الصور للصندوق وأغلقته بمفتاح صغير ووضعته بقربها على الأرض وتوجهت لها بسؤال حمل نبرة التشفي من شيء مبهم يدل على غموض الصورة."مارأيك؟"تطلعت يسرا نحوها ولم تفهم ماذا يحمل السؤال ولا على وماذا يدل، خشيت إن تسرعت في الرد يأتي جوابها دليلاً على حمقها رغم الإيحاء الأولي الذي أوحت به الصور، تريثت في الرد وجالت في عيني المرأة باحثة عن رد فعل لترددها فما كان من الأخرى إلا أن هزت رأسها مبتسمة تحثها على الجواب، حشدت يسرا كل ما خطر ببالها واختزلته في عبارة سريعة كمن تتخلص من عبئ ثقيل على كاهلها."هذه صور مجاهدات عربيات""هؤلاء مؤمنات"بدأ يتسرب إليها الشك من وجود علاقة بين المرأة الرقيقة الشفافة وبين جهات مبهمة لا تريد التسرع في الحكم عليها، خليط من التوقعات والاحتمالات دفعها ......
#يسرا
#البريطانية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=693337
الحوار المتمدن
احمد جمعة - يسرا البريطانية (17)
احمد جمعة : يسرا البريطانية 18
#الحوار_المتمدن
#احمد_جمعة في مطار دبي الخاص بطيران الإمارات شيئان رددا الصدى بداخلها، أغنية نجاة الصغيرة ما أحلى الرجوع إليه التي طالما كانت تستمع إليها أبان فترة الجامعة بحلب، والشيء الآخر هو مدينة دبي ذاتها، التي خرجت منها لاجئة منكسة الرأس كادت تكون حافية القدمين، بعد احتجازها في السجن، لتعود إليها بجنسية بريطانية مرفوعة الرأس وبحوزتها مضخة مالية وشبكة تجنيد سرية، عبرت بوابة الجوازات ولم يخفق قلبها أو تتلبد مشاعرها، تذكرت عبارة الفريق الركن حازم عبد الرحيم "واجهي مصيرك بشجاعة، فالله وحده يعلم مصيرك" وضعت تلك العبارة على صدرها واستوعبت التدريب الذاتي والنفسي وحفظت قائمة الأسماء من دون أن تدونها في ورقة وحفرت رسم خريطة طريق حياتها القادمة كما تم التخطيط لها من دون أرقام هواتف ولا أسماء أشخاص ولا عناوين مكتوبة، كل شيء في القلب " قلبك هو خزانة أسرارك" عبارة سمر يام وهي تودعها آخر مرة وقد زرعت في رأسها كنز الأسرار وخريطة الطريق "العبي كيفما شئت ولكن لا تدعي أحداً يقترب منك ويزيل الحواجز حتى تصلين هدفك، تعلمين وحدك أين؟"تدربت على ألا يكون أحداً في الكون يتوقع منها الحركة التالية "اجعلي حركتك القادمة سراً عن أقرب من لديك، لا تثقي حتى بجبار الشريف""يا الله" هكذا ردت للوهلة الأولى قبل أن تستوعب المعنى " ربما لا يكون جبار الشريف هو نفسه والدك"العودة لدبي هذه المرة كانت مسرحية، استعانت بلعبة الأبراج التي أتقنتها سن المراهقة بالزبير، أبعدتها لندن عن تلك الأسرار الفلكية وها هي تستعيد مع الدور الجديد سحر تلك الأيام "من أين أبدأ؟"حركت سر الأبراج وجلبت سحرها الرباني المكون من حلقات الماء والأرض والنار والهواء، نشطت خيالها وبدأت باختراع حلقة، وهي حلقة الثلج بحكم كونها من مواليد ديسمبر وجعلت من برج القوس وهو البرج التاسع في دائرة الأبراج الذي ينتهي به فصل الخريف برجها العاجي! الذي لا يصله أحداً ممن يحيطون بها، ولن تسمح لأي كائن أو فضولي بالتسلل إلى عالمها أو يقتحمه، ولهذا اختارت فندق "أتلنتس" للإقامة فيه بما كان يمثله من حلم في المرة الأولى التي وطأت قدماها دبي، أول ما نفذ إليها وهي تخطو في المطار رائحة المكان تذكرها بشريط صور الأمس، وهي صور ذات مرارة عالقة بذهنها، صممت على محوها بصور أخرى تتشكل في بالها. لم تعد هاربة من كنف الوحوش البشرية، لقد حان موعد استرداد الوديعة والانتقام، لم تعد ذكرى الزوج المغتصب، محتها الأرقام الفلكية والمهمة السرية، هناك فقط رسم قديم للرجل الذي تزوجها قبل النزوح إلى دبي أرض العسل، وجدته في مال معجون بالخطيئة والبذخ، مغموساً بالوجع الناجم عن رضوخها في قاع بناية مكونة من 120 طابقاً اسمها "برج خليفة" لم تنفع كل تلك السحب الرمادية وهي تعبر الطوابق العليا من البناية في محو ذكرياتها، حتى رائحة الصنوبر المنبعثة من حمامات الغرف العليا لم تستطع محو آثار ليلة واحدة اغتصبت من دبرها من قبل الزوج الطارئ، لتهرب بعد أن كرهت عادته الشاذة حين يقرأ القرآن ويصلي ركعتين ثم يغتصبها كل ليلة. ****( 2 )لم يغب عن بالها مايك، وهي تقضي أغلب وقتها ليلاً لتناول العشاء بالمطعم اللبناني بفندق "أتلنتس" المقيمة فيه، كانت تستغرق في العادة، أكثر من أربعين دقيقة لتكمل زينتها، أغلب ما كانت ترتدي بالليل قميصاً وردياً فاتحاً أو قميصاً أزرقاً فاتحاً في بعض الليالي، مع سترة خفيفة سوداء، وتنورة حمراء عند الأسفل، كان الوقت الذي تبدأ فيه سهرتها، عادة ما تكون الساعة الحادية عشرة، شعورها دائماً ما يكون خليطاً بين الامتعاض من الوحدة التي ظلت فيها بضعة أيام تنتظر شيئاً يحدث ولك ......
#يسرا
#البريطانية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=693996
#الحوار_المتمدن
#احمد_جمعة في مطار دبي الخاص بطيران الإمارات شيئان رددا الصدى بداخلها، أغنية نجاة الصغيرة ما أحلى الرجوع إليه التي طالما كانت تستمع إليها أبان فترة الجامعة بحلب، والشيء الآخر هو مدينة دبي ذاتها، التي خرجت منها لاجئة منكسة الرأس كادت تكون حافية القدمين، بعد احتجازها في السجن، لتعود إليها بجنسية بريطانية مرفوعة الرأس وبحوزتها مضخة مالية وشبكة تجنيد سرية، عبرت بوابة الجوازات ولم يخفق قلبها أو تتلبد مشاعرها، تذكرت عبارة الفريق الركن حازم عبد الرحيم "واجهي مصيرك بشجاعة، فالله وحده يعلم مصيرك" وضعت تلك العبارة على صدرها واستوعبت التدريب الذاتي والنفسي وحفظت قائمة الأسماء من دون أن تدونها في ورقة وحفرت رسم خريطة طريق حياتها القادمة كما تم التخطيط لها من دون أرقام هواتف ولا أسماء أشخاص ولا عناوين مكتوبة، كل شيء في القلب " قلبك هو خزانة أسرارك" عبارة سمر يام وهي تودعها آخر مرة وقد زرعت في رأسها كنز الأسرار وخريطة الطريق "العبي كيفما شئت ولكن لا تدعي أحداً يقترب منك ويزيل الحواجز حتى تصلين هدفك، تعلمين وحدك أين؟"تدربت على ألا يكون أحداً في الكون يتوقع منها الحركة التالية "اجعلي حركتك القادمة سراً عن أقرب من لديك، لا تثقي حتى بجبار الشريف""يا الله" هكذا ردت للوهلة الأولى قبل أن تستوعب المعنى " ربما لا يكون جبار الشريف هو نفسه والدك"العودة لدبي هذه المرة كانت مسرحية، استعانت بلعبة الأبراج التي أتقنتها سن المراهقة بالزبير، أبعدتها لندن عن تلك الأسرار الفلكية وها هي تستعيد مع الدور الجديد سحر تلك الأيام "من أين أبدأ؟"حركت سر الأبراج وجلبت سحرها الرباني المكون من حلقات الماء والأرض والنار والهواء، نشطت خيالها وبدأت باختراع حلقة، وهي حلقة الثلج بحكم كونها من مواليد ديسمبر وجعلت من برج القوس وهو البرج التاسع في دائرة الأبراج الذي ينتهي به فصل الخريف برجها العاجي! الذي لا يصله أحداً ممن يحيطون بها، ولن تسمح لأي كائن أو فضولي بالتسلل إلى عالمها أو يقتحمه، ولهذا اختارت فندق "أتلنتس" للإقامة فيه بما كان يمثله من حلم في المرة الأولى التي وطأت قدماها دبي، أول ما نفذ إليها وهي تخطو في المطار رائحة المكان تذكرها بشريط صور الأمس، وهي صور ذات مرارة عالقة بذهنها، صممت على محوها بصور أخرى تتشكل في بالها. لم تعد هاربة من كنف الوحوش البشرية، لقد حان موعد استرداد الوديعة والانتقام، لم تعد ذكرى الزوج المغتصب، محتها الأرقام الفلكية والمهمة السرية، هناك فقط رسم قديم للرجل الذي تزوجها قبل النزوح إلى دبي أرض العسل، وجدته في مال معجون بالخطيئة والبذخ، مغموساً بالوجع الناجم عن رضوخها في قاع بناية مكونة من 120 طابقاً اسمها "برج خليفة" لم تنفع كل تلك السحب الرمادية وهي تعبر الطوابق العليا من البناية في محو ذكرياتها، حتى رائحة الصنوبر المنبعثة من حمامات الغرف العليا لم تستطع محو آثار ليلة واحدة اغتصبت من دبرها من قبل الزوج الطارئ، لتهرب بعد أن كرهت عادته الشاذة حين يقرأ القرآن ويصلي ركعتين ثم يغتصبها كل ليلة. ****( 2 )لم يغب عن بالها مايك، وهي تقضي أغلب وقتها ليلاً لتناول العشاء بالمطعم اللبناني بفندق "أتلنتس" المقيمة فيه، كانت تستغرق في العادة، أكثر من أربعين دقيقة لتكمل زينتها، أغلب ما كانت ترتدي بالليل قميصاً وردياً فاتحاً أو قميصاً أزرقاً فاتحاً في بعض الليالي، مع سترة خفيفة سوداء، وتنورة حمراء عند الأسفل، كان الوقت الذي تبدأ فيه سهرتها، عادة ما تكون الساعة الحادية عشرة، شعورها دائماً ما يكون خليطاً بين الامتعاض من الوحدة التي ظلت فيها بضعة أيام تنتظر شيئاً يحدث ولك ......
#يسرا
#البريطانية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=693996
الحوار المتمدن
احمد جمعة - يسرا البريطانية (18)