الحوار المتمدن
3.19K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
ادريس الواغيش : ممشى صغير يعبرني
#الحوار_المتمدن
#ادريس_الواغيش حين ألملم أحزانيأطل من ظلمة الليل على ذاكرة الضوءأفتح في القلب كنانيش الغياب وأتذكرني واحدا من قطيع الذئابأتذكر الطفل الذي كنته، يخاف من البرق لحظة الوميضيشق حواف الطرقات بالأظافريبسط أجنحة الريح فوق التلال وتزدحم النعال تحت الأقدام إذ تتشعب الطرقاتأحن إلى رقص السنابل على إيقاع ريح شتوي ورذاذ المطر الصباحي يرش وجهيأحن إلى التراب الملون في أرجل الفلاحاتإلى الممشى الصغير إذ أعبره مرددا أغاني الرعاةأذوب عشقا في لياليه المقمرةأتذكر أول خطواتي في الممشى الصغير تغير الناس وهو لم يتغيررحل الماشون وهو لم يرحلكبرت أنا وبقي صبيا لم يكبر عبرته في صغري، وها هو اليوم يعبرنيأحن إلى الطفل بداخلي، إذ أغمض عينيتطاردني ملامحه الشاردة والقسماتأهرب منه إلي حيث أنساه وأعود إليه ثانية في ذات المساءفيه، بدأت الطريق ذات عمر صبيوها هو يعيدني قسرا إلى نبع أبيمنه، أشرقت نوارة شمسيأطل قرص القمر الأحمر مكتملا على “ أيلة ” قريتيفيه تآخى الحلم بالأملتناسلت أحلام الطين بين شقوق أظافريتشابكت الأقدام مع الأشواك في مسارب العرصاتوعلى بعد خطوات منهيرفع آذان المساجد كل يوم إلى السماءوتعلو أصوات الحناحر بالمخطوط على الألواحبحثا عن حب إلهي وجاه نبيمن المَمشى الصغير بدأت رحلتيوحين كبرت، لملمت حقائبي واستعجلت الخطو كي أجد الماضي المزمن في يحاصر وحدتييتخطى حاضري، يهرول بي نحو المستقبلوالآن، ها أنذا الآن حائر مثلهلا أملك سوى صدى الكلمات وذكريات الهوامشأركض وراء الفتاة التي أحببتها ذات عمر شقيأجمع الحشائش مثل طائر اليمامأقتفي أثر الحجل المندس بين شجر العليقوالهدهد العابر فوق شجر الخروب والبطمأتبع مسار الفراشات الهائماتوحين أصبحت مسافرا محترفانسيت وصية أبي وحكماء القبيلةأن لا أسرف في الحلم حتى لا أضيع في السرابكما أصدقائي التائهين من قبليوها انذا اليوم أعود خائبا إلى ممشاي الصغيروقد طال الغياب بين تعب المسافاتأعد خطاي وأدون حسرتيونسيت كم كنت فيه وحديأقطف الزهر المشاع على جنبات الحقولمن الممشى الصغير قصدت المدرسة لأتعلم أبجديات الكلام وأرنو إلى مواعيد الغرام أنغمس في خلوات حميميّة مسروقةوإن لم يكن بعضها يمر على ما يرامأعود منها وأنا مثخن بالآلاممن المَمشى الصغير تسللت خفية من حارس الجنان لأندس مثل لص خانه الحظ بين دالية “ الشّبلى” أغامر بسرقة عناقيد العنبلأقدمها قربانا لشفتي حبيبتيألتف كالحرباء حول أغضان أشجار “ النابوت” والدردارأقطف ما شاء لي من فواكه الرمانفي انتظار رسائل أسراب حمام ......
#ممشى
#صغير
#يعبرني

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=704291