الحوار المتمدن
3.07K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
حازم ضاحي شحادة : سفينةٌ شراعية صغيرة
#الحوار_المتمدن
#حازم_ضاحي_شحادة ـ ما الذي يعرفهُ عشّاقُ هذا الزمنِ عن الشَّوقِ ولهفةِ اللقاء!عن الرسائلِ الورقيةِ التي تفوحُ عطراً وانتظارِ رنّةِ الهاتفِ الأرضي بعد منتصفِ الليلِ بسيجارتين..عن المرورِ أمامَ منزلها مرةَ وثانية وثالثة ورابعة دون التمكّن من رؤيةِ وجهِها لأنَّ والدها العبقري قرّرَ أن يشربَ الشاي على الشُّرفة.ما الذي يعرفونهُ عن الصورِ الحقيقيّةِ التي تحتاجُ خططاً خمسيّة كي تُلتَقطَ قبلَ الطباعةِ والتحميضِ ثمَّ تُحفظُ بتلكَ الألوانِ الداكنة في القلب.في أقلّ من ربعِ قرنٍ لم تقفزِ البشرية نحو عالمٍ جديدٍ ومُختلفٍ بشكلٍ شبهِ كُلِّي وحسب بل حلّقت نحو عوالم كانَ من المستحيلِ حتّى تخيلها.الرسائلُ أصبحت إلكترونيّة جامدة تسافرُ بسرعةِ الضوءِ دونَ أن يكونَ لديها الوقتُ لحملِ الشّوقِ فلا يصل والصورُ غدت كذلكَ فلا تحتاجُ خططاً خمسية ولا لحظية وبكبسةِ زر تُلتَقطُ.. وتُحذَف.. وتُنسى.حتّى الزمنُ الذي كان بحاجةٍ إلى آلةٍ عجيبةٍ في مخيلةِ الإنسان كي ينطلقَ في يمهِ بسرعةِ لم يعد بحاجةٍ إليها وأصبح هو نفسهُ آلةً تمضي بالناسِ كقطارٍ مجنونٍ خارجٍ عن السيطرة نحو المجهول.لا أحد ينكرُ أنّ الأمورَ أصبحت أسهل لكنّ بريقَ المشاعرِ ـ في اعتقادي ـ خبا كثيراً كي لا أقول خبا فقط.ذاتَ عيدٍ عشاقٍ في منتصفِ شباط قبلَ الهواتفِ الذكية والأدمغةِ الغبية لم يكن قد مضى زمن طويل على علاقتي بتلك الصبيّة الممشوقةِ القدِّ، جميلةِ الروحِ والوجهِ والجيدِ والناهدين والركبتين والساقين والقدمين، وفي جيبي 85 ليرة هي آخر ما تبقى من مخصصاتي الشهرية لدراستي الجامعية والتي تبلغ ألفي ليرة سورية.لم يستغرق الأمرُ سوى دقيقة تفكير.ارتديتُ بنطال الجينز الذي كانَ أزرق قبل عامين، كنزة الصوف التي حاكتها أمي بيديها الكريمتين كي تلازمني يفاعتي وشبابي، المعطف الزيتي الذي ربحتهُ من أخي بعد مراهنة في الشطرنج ثمّ، خرجتُ من غرفتي متجهاً صوب مركز المدينة بحثاً عن هدية بـ 85 ليرة.قبل أن ارتكبَ حماقة الصعود إلى الحافلة والتفريط بخمس ليرات استدركتُ الأمر ومشيت..من يدري، قد أحتاج تلك النقود دون نقصان ليرة منها.ـ حتى المشي في تلكَ الأيامِ كانَ أجمل.ـ لله درّ الشبابِ كم يجعلُ الأشياءَ تبدو.. أقرب.بعد ساعةٍ وسبعِ سجائرٍ وصلت ورحتُ أنقّبُ خلفَ واجهاتِ المحلّات عن هديةٍ لا يتجاوز ثمنها الـ 85 وقبل أن أيأس رأيتها..وقفتُ أمام واجهةِ المحلّ المتاخمِ لساحة الشيخ ضاهر وأشعلتُ سيجارة ثمّ رحتُ أتأملها وهي راسية في ذلك الركن الغامض.كانت السفينة الشراعية الصغيرة تبحرُ في مخيلتي صوب شواطئ ناصعة وبإمكانكَ وأنت تتأمل أشرعتها البيضاء أن تستنشق رائحة البحرِ وتلامسَ النوارس التي تصاحبها في رحلتها الأبدية.صاحبُ المتجر، حين رآني واقفاً أمام الزجاجِ ومتردداً ما كانَ منه إلا أن نهضَ عن كرسيه واتجه صوبي ثم قال بلطف:ـ بماذا أخدمك؟كنتُ أعبُّ من سيجارتي بارتباكٍ خشية أن يكون الثمن فوق استطاعتي فابتسمتُ ببلهٍ وسألتُ مشيراً بإصبعي نحوها:ـ بكم؟عادَ صاحب المتجرِ إلى الداخلِ وفتحَ باباً زجاجياً ثم أخرج الباخرة وراحَ ينظر إليها بشيءٍ من الإعجاب ثم قال:ـ سأعطيكَ إياها مقابل 200 ليرة.لم أخفِ دهشتي من سعرها لكنني حزمتُ أمري وقلتُ بجدية:ـ اسمعني جيداً صديقيأنت لا تعرفني ولا تهمكَ معرفتي أساساً لكن دعني أخبرك أمراً:ـ لا يمكنكَ أن تتخيلَ كرهي لعملية الشراء والبيع والنقاش في هذه الشؤون و ......
#سفينةٌ
#شراعية
#صغيرة

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=709915