الحوار المتمدن
3.07K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
محمد الدرقاوي : -درب جا ونزل-
#الحوار_المتمدن
#محمد_الدرقاوي مذ بدأت أمي تسمح لي باللعب مع أبناء الحي في الدرب وأنا لا اعرف من حينا غير منزلنا ومنازل أطفال جيراننا ، وحده منزلنا كان يقع على الزنقة الرئيسية أما باقي المنازل فكانت تقع قلب الدرب المقابل لبيتنا . هما في الواقع دربان : كبير نلعب فيه ويضم أكثر المنازل ودرب صغير يسمى "جا ونزل " لا تتعدى دوره المسكونة ثلاثة ..بينما دار رابعة عبارة عن خربة مهجورة من قبل ان ارى نور الحياة ، يحكى ان النار قد شبت فيها ، فتهاوى سقف الدار على أرضها و كانت السبب في قتل كل اهل البيت عدا صبي صغير تم إخراجه من تحت الأنقاض ولا يعرف احد ماذا كان مصيره ..لم نكن نقترب من البيت المهجور،فامهاتنا كن يحذرننا منه لما يروين من حكايات عن الجن الذي تزوج بنتا نسيها رجال الإنقاذ وقد صارت البنت نفسها جنية تخطف الصبيان ، لهذا كنا كأطفال بقدر ما نخاف هذا البيت نتجنب الدخول الى" درب جا ونزل" ..حتى لا نصير رهائن في بيت يسكنه الجن واهله ...قلما كنا نحن الأطفال لا نلتقي في الدرب الكبير مساء بعد العودة من المدرسة حيث نلعب "حفيرة " بعظام المشمش او كريات طينية أو زجاجية ملونة ، أو غميضة وطايبة ،أوحابة وغيرها من اللعبات التي كنا نتسلى بها ويظهر بعضنا قوته وذكاءه من خلالها .....ذات صباح من أيام العطلة الصيفية تفاجأنا نحن الأطفال بخروج رجل وامرأة من داخل البيت المهجور،كم أرعبنا ظهورهما !! .. ،فقد كنّا نسمع ان الجن يتسيفون بشرا وحيوانات، متى دخلا وكيف خرجا ؟ لا ندري !!..لكن بعد أيام صرنا نرى رجالا يدخلون ويخرجون ،والحمير تنقل الرمال والاسمنت والحديد الى البيت ،فأدركنا ان ورثة البيت قد ظهروا وشرعوا في إعادة بناء المنزل ..لاندري الزمن الذي استغرقه إعادة بناء الدار فقد انتهت العطلة و عدنا الى مدارسنا بعد عطلة الصيف ثم اقبلت عطلة صيف أخرى والدار لازالت في آخر مراحل البناء ..كل سكان الحي صاروا يتحدثون عن البيت الجديد الذي أخذ بلب النساء خاصة ،وقد صار بهجة عين ، وعمارة تجسد الجمال والأصالة، ، نافورة ماء يتغير لونها حسب الأوقات بموسيقى أندلسية وغربية ، قبب وزليج فسيفسائي وزخارف خشبية وجبسية في الاسقف والجدران ،بلاط رخامي بتربيعات ملونة بيضاء وسوداء ، فما دخلت البيت أنثى من الحي الا وتمنت ان يصير لها بيت مثله ، فكل امرأة صار البيت لها تنهيدة ورغبة في إعادة اصلاح بيتها أو الانتقال الى بيت جديد تجد فيه ما أخذ بلبها في درب جا ونزل ..ماحرك غيرة النساء وفضولهن أكثر هو نوعية الأثاث الذي تم تجهيز الدار به ،وكان ورثتها من أكبر أغنياء البلد، وان من سيسكنها عريسان جديدان من طبقة غنية .. يحملان معهما اصالة وطن وامتزاج حضارة امازيغية عربية بألوانها من سجاد وزرابي وتلامط الافرشة وخاميات مما بعث في البيت سحرا لايعرفه أي بيت آخر في الحي ، حتى الخشب الصحراوي الافريقي له في البيت اثر ...اهتز الحي بكامله لصخب حفلة الوكيرة التي أقامها صاحب الدار ، أجواق أندلسية و أخرى للملحون ، طوائف عيساوية وكناوية ، موائد للطعام يسهر عليها ممون من اشهر ما أنجبته المدينة ، وقد كان استغرابنا كبيرا أن أكثر المدعويين كانوا نصارى ويهودا عرفناهم بطاقيتهم الصغيرة السوداء او البيضاء ..يوم بليله ونهاره لم تتوقف فيه موسيقى ولا رقص ، ولا توقف أكل، حتى أن الممون بأمر من صاحب البيت قد وزع الكسكس على كل سكان الدربين الكبير والصغير ..لا أحد كان يع ......
#-درب
#ونزل-

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=699444