الحوار المتمدن
3.18K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
عبد الله النملي : حارتي.. حينما تفيض بحار الحنين حروفاً وكلمات
#الحوار_المتمدن
#عبد_الله_النملي تتداعى الصور والكلمات إلى الأذهان، في محطات كثيرة، لتعيد إلى أنفسنا دفء مكان لا يزال يحيا في الوجدان، ويستدعيه العقل واللسان، من آن إلى آخر. ولا شك أن حبنا لبعض الأماكن وارتباطنا بها وذكرياتنا التي نسجت نفسها فيها، هو ما يبعث في جماداتها نبض الحياة، ويجعلها حية فينا تعيد لنا كل ما مضى. وصدق الشاعر العباسي أبو تمام حين قال: "كم منزلٍ في الأرض يألفُه الفتى.. وحنينُه أبداً لأوّلِ منزلِ. فالحب ليس محصورا دائما بين كائنين بيولوجيين، بل هناك أيضا حب للمدائن والأمكنة والحواري، وهو إحساس لا يمكن تعليمه أو اكتسابه، فإما أن تملكه أو لا تملكه. و دعوني أعترف لكم بأني شديد الحنين إلى حي "درب التيمون"، ذلك الحي الصغير في أقصى جنوب آسفي، فقد جالت ذكراه في نفسي، وزارت حنايا قلبي، وفاضت بحار الحنين حروفاً وكلمات. وفي اعتقادي أن الوفاء أسمى من الرثاء، والوفاء يملي علي أن أفتح بعضا من نوستالجيا الحي الذي سيظل كالوشم في ظاهر اليد، ففيه عشت جزءا من طفولتي وشبابي، وقضيت، مع أصدقائي، بساحاته وزواياه وشوارعه وملاعبه بعضا من سنوات حياتي. ما زالت صورة حينا القديم على جدار الذاكرة تستعصي على النسيان. وعندما يعتريني الحنين لأيام خلت تقفز صورته على شاطئ الذكريات توخز الحنين وتستدر الذكريات. ففي رحاب "درب التيمون" ، كانت طفولتي وجزء من شبابي، حتى إذا شببنا، واشتد عودنا، تفرقنا في دروب الأرض، وتركناه هناك، وتركنا هدوئه الحالم، وناسه الطيبين، لتتلقفنا دروب أخرى. عشت في أحياء مختلفة، ألفتها جميعاً و ربما ألفتني، احتضنت ذكرياتٍ لي غالية، وأريقت بين جدرانها سنواتٌ من عمري. لكن يظل "درب التيمون" ذلك الحي الذي لا يدانيه أي حي آخر، ويظل الحنين الدائم له، ولأهله، ولأيامه الزاهرة لا ينقطع، سيظل أروع الأحياء وأقربها إلى قلبي. و في البيت الذي سكناه فوق "الصاكة" وجيرانه، الطيبين جدا، كانت نشأتي، و بين غرفه رسمت أحلامي، كما طبعت ذكرياتي، عشقت حجراته الصغيرة و بهوه الضيق ونوافذه المطلة على الحي، و أحببت سطحه الذي يتوسطه حبل الغسيل ويرتاده الحمام. ولهذا ما زلت أذكر حينا القديم وأحنُّ إليه، لم تكن ملامحه مختلفة عن بقية الأحياء، ولم يكن حيا كأحياء الأثرياء، ولم يكن فسيحاً كبيراً كأحياء الأغنياء. كان بسيطاً كقاطنيه، لكنه كان نابضاً بالحياة مثل قلوبنا، حانياً، يحتوي القريب والبعيد، مفعماً بالحياة والرضا، صامتاً وهامساً حيناً وأحياناً صاخبا، مبتسماً، وأحياناً مكتئباً. ذكريات طفولتنا تناثرت في أرجائه، بقاياها تنطق على جدرانه، ويرنُّ صداها في جنباته. لازالت عالقة على النوافذ والأبواب والزوايا، تتقافز في الغرف، وفي الردهات، ضحكاتنا ما زال صداها يطرق مسامع قلبي. في حينا القديم، عشت، وفي زوايا الحي كانت جلساتي مع أصدقائي حتى وقت متأخر من الليل، وفي ملاعبه مارست كرة القدم، ومن هناك سأظلّ أحنّ إلى الصباحات التي كنت أمشي فيها مخترقا هذا الحي حاملاً كتبي بحقيبتي الصغيرة، وممسكاً بأحلامي الكبيرة، وأنا أدرجُ باتجاه "ثانوية الهداية الإسلامية". في هذه الحارة الصغيرة، ما تزال “الدكاكين” تحافظ على مكانتها، وتحتفظ بخصوصيتها عند الأطفال وأرباب الأسر، لأنها تزود البيوت بالمؤن من الأغذية ومستلزمات البيت “المتواضعة”.وعبر سنوات ماضية، كان “مول الحانوت” ب"درب التيمون" يحمل الكثير من أسرار البيوت في “دفتر الديون”، يعرف الأوضاع الاقتصادية للبيوت التي حوله، وتفاصيل حياتهم، وكان “الدكان” أحيانا مكانا يستريح به رب الأسرة ليفضفض عما بداخله لصاحبه. وكلنا يتذكر أيام زمان وكيف عشناها بأدق تفاصيلها وخاصة ذك ......
#حارتي..
#حينما
#تفيض
#بحار
#الحنين
#حروفاً
#وكلمات

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=678177