الحوار المتمدن
3.07K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
جميلة الزيتي : الصلة بين المدرسة التاريخية و التأويلية الرومانسية.
#الحوار_المتمدن
#جميلة_الزيتي 1- المأزق الذي تتضمنه فكرة التاريخ الكلي: إن الوعي التاريخي بالنسبة لغادامير Gadamerخطوة أساسية في عملية التأويل، وهو الأساس الذي تقوم عليه علوم الروح من حيث إنه يمكننا من فهم ذاتنا والآخر، وإنشاء علاقة تواصل مع التاريخ والتراث. ومن أجل هذا فإن تأويلية الوعي التاريخي تسعى إلى تحديد شروط الفهم. لهذا السبب فإنه انتقد أساس الوعي التاريخي الشائع من خلال نقد المبادئ التي يتأسس عليها. تساءل عن الكيفية التي يفهم بها المؤرخون عملهم انطلاقا من نظريتهم التأويلية، ولقد توصل إلى نتيجة مفادها أن عمل المؤرخين يركز أساسا على دراسة التاريخ في كليته وليس النص الفردي، ولذلك فإن المؤرخ غير قادر على فهم التاريخ الإنساني في كليته، لأن النص الفردي ليس قيمة في ذاته، بل هو مجرد وثيقة تخبرنا عن الأحداث التي وقعت في سياق تاريخي معين. وهذا ما يفسر عدم اعتماد المدرسة التاريخية على تأويلية شلايرماخر Schleiermacher، لأن هذا الأخير يؤكد على ضرورة تأويل النص انطلاقا من البعدين النحوي والسيكولوجي، وذلك من خلال التركيز على البنية النحوية للنص ودخول العالم النفسي لمؤلفه. لا يهتم المؤرخ بالفرد، بل الأحداث التاريخية في كليتها، إلا أن الرومانسية قد ركزت على الفرد، حيث اتخذت من مبدأ الفر دانية منطلقا لها. اهتمت المدرسة التاريخية بدراسة التراث وجعلته في متناول الحاضر، الأمر الذي جعلها تتصور أن الدراسة المنهجية المطبقة على كل نص تصلح كمنهجية للتاريخ الكلي. فكما ننطلق في دراسة النص من الأجزاء لكي نفهم السياق العام أو الكلي للنص، فإن المدرسة التاريخية فهمت النصوص الفردية انطلاقا من السياق التاريخي العام، و هذا ما جعلها تهمل الجانب الفردي لصالح الجانب التاريخي. يمكن القول إن نقد غادامير للوعي التاريخي السائد كان منصبا أساسا على المدرسة التاريخية التي كان يمثلها في القرن التاسع عشر كل من درويزن Droyzen و رانك Ranke ، والتي تشكل امتدادا للتأويلية الرومانسية التي مثلها شلايرماخر ودلتاي Dilthey. فهذا الأخير وسع التأويلية الرومانسية لتصبح منهجا تاريخيا وابستمولوجيا لعلوم الروح، لأنه طبق على التاريخ المبدأ التأويلي الذي يقول بفهم الأجزاء انطلاقا من الكل، وهو ما جعله يعتبر أن الواقع التاريخي نص يجب أن نفهمه. ورغم انتقاد دلتاي للمدرسة التاريخية لأنها أكدت على ضرورة التزام المؤرخ بالحياد والموضوعية عند دراسة التاريخ، فإنه قد سقط في الأخير فيما فكر فيه رانك و درويزن وتحول إلى مجرد مؤول للمدرسة التاريخية. نفهم الآن سبب انتقاد غادامير تأويلية دلتاي الرومانسية، فهذا الأخير في نظر غادامير لم يخرج عن تصورات المدرسة التاريخية حول التأويل. بل أثرت التأويلية الرومانسية على نظرية البحث التاريخي في القرن التاسع عشر. وكان لهذا التأثير حسب غادامير تأثيرا سلبيا على علوم الروح و على الرؤية التي قدمتها المدرسة التاريخية عن العالم. إن لفلسفة التاريخ عند هيغل دلالة بالنسبة لكينونة الروح، أكبر مما أدركه المؤرخون الكبار، مع العلم أن المدرسة التاريخية لم تقبل تصور هيغل للتاريخ، وتمردت عليه واعتبرته منهجا لا يصلح لها. وأخذت بدلا من ذلك مفهوم شلايرماخر عن الفردية الذي كان مجرد وسيلة لنقد التركيب القبلي لفلسفة التاريخ، وأعطى للعلوم التاريخية توجها منهجيا.وهكذا أصبحت الدراسات التاريخية شبيهة بالفيلولوجيا La philologie التي تركز على تدقيق النصوص وتحقيقها دون الاهتمام بالأفراد والوقائع التاريخية التي تحكم التاريخ. وهو ما دفع المدرسة التاريخية إلى اعتبار أنه لا غاية للتاري ......
#الصلة
#المدرسة
#التاريخية
#التأويلية
#الرومانسية.

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=693723