الحوار المتمدن
3.18K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
يوسف حمك : و يبقى الاشتياق للغائبين جارفاً .
#الحوار_المتمدن
#يوسف_حمك استوقفتني أغنية فيروز " سلملي عليه .... " لتنتشلني من قحط الحاضر الهش الموحش ، إلى فسحة زمنٍ كان زاخراً بالإنس و البسمة . أقلب صفحاته القديمة ، فأراها مليئةً بصور الراحلين أبدياً ، كما للغائبين الحاضرين على قيد الحياة . الشوق يثقل كاهل الجسد ، و الفراق يرهق عاتق النفس حينما يشعل شموع حنينٍ يجيد إتقان فن دفء قلوبٍ اُنتُزع منها أحبةٌ . على مائدة الذكريات أجتمع بهم . فأصغي إلى حكاياتٍ معطرةٍ بأريج الماضي ، و قصصٍ أحلم أن أراها في اليقظة و على مسالك ساحة الواقع . وحده طيفٌ يحوم حولي في فضاء الغياب ، يرفرف بجناحي وجع الشوق المنتظر الذي لا يماثله شوقٌ . يسرقني منهم ، يداعبني بوجهٍ وسيمٍ و كلامٍ بهيجٍ ، يُسمعني صوتاً عذباً و حديثاً جميلاً ، و يطربني بضحكةٍ بديعةٍ و بسمةٍ ساحرةٍ . معه وحده أنفق لهفة الشوق الملتهبة التي تلازمني دائماً كروحي . و أغدق عليه حنيناً جارفاً ، لأرتوي من تفاصيله . فباختلائي لهذا الطيف الودود أصل إلى شاطئ الحياة . أردد تراتيل الود بعنايةٍ ، فاختار طقوس حبٍ تليق بمقام ملامح ناعمةٍ تجذبني ، و أبذل جهداً لترويض الزمن ، كي أستعير منه مهلةً مديدةً ، لينطفئ عطش لهفتي . فأشبع من أدق تفاصيلها ، بعد أن طبعت قبلة الشوق الدافئة على جبين روحها . نعم الذكريات قد لا تعود من جديدٍ ، غير أن سحر جمالها أشد قوةً من النسيان و منه أعنف . في كل مكانٍ وطأناه ، طبعنا على صفحاته بصمةً ، و على جدرانه بقيت بعض الذكريات مرسومةً دون أن ينال منها الزمن ، فبقيت صامدةً . و على مفترق دروب محطات رحالنا و ترحالنا ، تركنا أحلاماً بعضها مازالت تنتعش نابضةً القلب ، ربما لأننا نحن كنا أبطالها أو غيرنا ، فلأنها لامست أعماق مشاعرنا . و بعضها بقيت مشلولةً ، و ما تبقى لقيت حتفها ، فابتلعها النسيان . أغنية فيروز عن السلام للمحبين الغائبين ، زادتني غوراً في أهوال أتون الحروب و ضراوة معارك بلدان الشرق المنحوسة ، في زمنٍ هُزم السلام فيه ، و حملت الطمأنينة حقيبتها فرحلت . و هيجتني بكثيرٍ من اللهفة ، لأوصل سلاماً إلى وجوهٍ ، أشتقت إليها في بلادٍ لا مكان للسلام فيها . على النقيض من زمن فيروز حيث كان السلام دعائمه ، و الأمان ركيزته .... ......
#يبقى
#الاشتياق
#للغائبين
#جارفاً

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=693208