الحوار المتمدن
3.17K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
عباس منعثر : حوار مع الكاتب المسرحي العراقي عباس منعثر
#الحوار_المتمدن
#عباس_منعثر س1/ لماذا اخترت المسرح كوسيلة لإيصال افكارك الى الآخر؟- أحياناً، لا نختار الأشياء بل هي التي تختارنا. بالنسبة لي، أمارس مختلف الفنون الأدبية من قصة قصيرة وشعر ومسرح ونص مفتوح. رغم ذلك، لا أحدد، لحظة الشروع في الكتابة، إلى أي شكل ستنتقل الفكرة وعبر أي وسيط. في لحظات التأمل السابقة للكتابة يتضح النمط الأدبي، تماماً كما يكتشف النحات شكل منحوتته في الصخرة الصلدة. هذا من جهة الإختيار، أما فيما يتعلق بالمسرح كوسيلة إيصال، فأظن أنه مجال حيوي للحوار وتبادل الأفكار وهي السمة التي يفتقر إليها عصرنا الذي يتكلم فيه الجميع في الوقت نفسه ولا يسمع أحد أحدا. لذلك، وللتخفيف من وحشة العالم، ترى أنه حتى حينما أكتب المونودراما فإنك ستشعر بأصوات الآخرين وأفكارهم أيضا. في المسرح، قدرة على تعويض إنحسار التبادل بين البشر، وفيه كذلك، تلخيص للدراما البشرية لكن بصيغة فنية مكثفة وموجزة. قد نطرح في ساعة ما يمكن أن تعيشه الناس في قرون. وربما لأنني أميل إلى رؤية الصراع والتصادم بين مختلف الأفكار في كلّ شيء؛ فهذا دافع مضاف الى أن أعبر عن أفكاري عن طريق المسرح أكثر من أي فن آخر أزاوله، لكن يبقى لكلّ فن خصوصيته وأهميته، بالنسبة لي، وقدرته على التعبير.س2/ هل تعتبر المسرح همّ أم وسيلة؟- هو حالة وجود. وربما أكون قد ترحلت في عالم الخيال والصور أكثر من الحياة الواقعية. أنا أميل الى العزلة، الإيجابية كما أتمنى، فتكون الدراما هي فعل تعويضي عن التواصل مع العالم أو هي وسيلة للتواصل معه. مخيلة الانسان فضاء مفتوح على عدد لا يحصى من الحبكات تتوغل في العالم بالقدر الذي تبتعد عنه، كي تعبر عنه بتوازن ودقة وعمق. إذا اعتبرت المسرح (همّاً) فهو هم لذيذ، واذا اعتبرته مسئولية فهي أكبر المسئوليات جدية. ورغم أن بقية الفنون الأدبية لا تقلّ أهمية أو حضوراً، إلا أن الكتابة بالذات، والمسرح بشكل خاص، هي واحدة من ركائز وجودي كإنسان وكاتب لا يتصور حياته بدونها.س3/ إلى من تحيل مرجعياتك الأدبية والفكرية في الكتابة؟- أنا قارئ نهم في جميع حقول المعرفة. أقرأ وأنا محمّل بالكثير من الأسئلة. وفيما يخصّ المسرح، لا أكاد أترك نصاً مسرحيا إلا وأطلقت السؤال التالي: ما بقي، كيف بقي؟ بمعنى ما هي خصائص هذا النص بحيث تجاوز زمن كتابته ووصلني وكأنه كتب البارحة. في تاريخ المسرح علامات مضيئة فيما يخص الكتابة المسرحية ابتداءً بالمسرح اليوناني وانتهاءً بالوقت الحالي. أما مرجعياتي الفكرية والفلسفية فهي من التنوع والسعة بحيث سيضيق المجال. لكنني بشكل عام لا أكتفي بالأدب وحده، بل أميل الى التوسع في حقلين محببين هما علم النفس والفلسفة. فأنا مولع بتاريخ الأفكار وعمليات تشكلها حسب العصور والمهادات الثقافية. وربما كان لذلك أثره الجوهري في كتاباتي التي تميل الى إطلاق الأسئلة والتأمل، كما يمكن أن تلاحظ ذلك في كتابي (شيزوفرينيا) و(مونو) أو في كتبي الأخرى.س4/ عباس منعثر إنسان في هذا العالم ماذا يمثل لك ذلك؟- ليس سهلا أن تكون إنساناً مع كل ما يعنيه ذلك من أعباء عقلية ونفسية كبيرة، وكأنك تحمل صخرة سيزيف التي لا يمكن احتمالها حتى باللوذ بالادب؛ مع ذلك، يبقى الزمن والزوال من جهة أخرى أحد أهم المساهمين في صناعة الخيال. وإذا تجاوزنا زاوية النظر الوجودية، وانتقلنا الى الدور؛ فإننا أمام بوابة أولى تؤدي الى الوجود الاجتماعي بكل ما يرافقه من قيود وارتباطات، وبوابة أخرى تنفتح على الخيال. كثيرا ما جذبتني بوابة الخيال التي هي في الواقع وجه آخر للبوابة الاجتماعية. وفي جميع الأحوال أرى أن البحث عن المعنى هو أساس التحرك الإنساني، ......
#حوار
#الكاتب
#المسرحي
#العراقي
#عباس
#منعثر

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=729113
عباس منعثر : موندراما.. القراد.. عباس منعثر
#الحوار_المتمدن
#عباس_منعثر مونودراما .. القراد(مكتبة مرصوصة بالكتب. شاب وسيم، يشبه الأديب، يحمل مسجل صوت صغير-ريكوردر- ويجلس على كرسي متواضع. الأديب الكبير واقف قرب رفّ الكتب ويرتدي التوكسيدو. يتحرّك بثقة كاملة ووقار؛ لكن قد تصدر عنه أحياناً حركات غير متوّقعة كما يحدث مع أيّ عبقري)الأديب: قبل كلّ شيء، إشربْ قهوتَك. هل أنتَ على ما يرام؟ أنا بصراحة توّقفتُ عن إجراءِ اللقاءاتِ الصّحفيةِ والتلفزيونية بعد حصولي على جائزةِ نوبل منذ 10 سنوات. لأنّ الأسئلةَ أصبحتْ تافهةً جداً، ودنيئة. بل تقودُها مؤامرةٌ ماسونيةٌ قذرة. هناك من يُحرّضُ الصّحفيين والإعلاميين على تحطيمي. (الشّاب يميد في مكانه). أنا أمقتُ الأسئلةَ التقليدية؛ بل لا أُحبُّ الأسئلةَ على الإطلاق. السّؤال بابُ الجهل. لم يُطلَقْ سؤالٌ قطّ إلا وسوءُ النيةِ تكبسُ على الزّناد. لذلك سأستطردُ وأتركُ لكَ المجالَ أن تستفسرَ إنْ لَزِمَ الأمر.(الأديب يتحسس رفّ الكتب)معظمُ هذه الكتب هدايا من مُعجبينَ ومُعجبات. ستأخذُ معكَ بعضَها بعدَ المقابلة. إقرأها أو لا تقرأها، سيّان. لكن كُتُبي، إحفظْها. أراكَ مرتبكاً بعضَ الشيء. طبيعي. مُشاهدةُ الأسطورةِ تُذهلُ اليافعين؛ فما بالُكَ بلقائه. خُذ في بالك، إخترتُكَ من بين عشراتِ المتقدّمين لإجراءِ المقابلة بعد التأكدِ من موهبتِكَ ودعمِ العائلةِ الكريمةِ لك. وسببُ موافقتي على هذهِ المقابلةِ كي أوّضحَ المُلتبِسَ وأُخرسَ الألسُن. فلم أعدْ أحتمل. (يُسقط مجموعة من الكتب) لم أعدْ أحتمل تلكَ الإشاعاتِ وسيلَ الإتهاماتِ والتشكيكَ المستمّر. (الشّاب يعيد الكتب السّاقطة عند قدميه إلى الرّف). إنني أضرطُ عليهم. نعم أضرط. ولتوضيحِ الأمرِ بالصّوتِ والصّورة (ينحني باتجاه الشّاب ويصدر صوتاً عالياً من مؤخرته) هذا هو ردّي باختصارٍ كامل. بالطبع لن يهزّوا شعرةً من مَفْرِقي. فقطيعُ البُعرانِ يواصلُ السّيرَ رَغماً عن نُباحِ الكلاب. ما أراهُ من حقدٍ وضغينةٍ يُزيدني سعادةً. فعلاً. أنا مُغتبط، مُنشرح، في نشوةٍ هائلة! (الأديب يعدّل ربطة العنق) إنها تطحنُ أرواحَهم بقسوةٍ كلُّ لحظةٍ جديدةٍ من نجاحاتي: كُتُبي تُرجمتْ الى 70 لغة حتى الآن، أحصدُ الجوائز كما تجزُّ الحاصدةُ سنابلَ القمحِ الناضج، أُدعى الى كافةِ مهرجاناتِ العالم؛ بينما يقبعونَ في النسيانِ مثلَ قضيبِ العبدِ المخصي!(الأديب يخلع سترته)الصّيفُ عدو الحياء! سأفصّلُ في كافةِ الإتهاماتِ وأفحمُها بجملةٍ واحدة. سأبدأُ من التاريخ الواضح الجلّي، وما سأسردُهُ تبيانٌ للحقيقةِ لا أكثر. (الشّاب يعدّل جلسته). يقولون أنني كنتُ أُمجّدُ بالطّاغيةِ وأَسبَحُ في خيراتِهِ، ويتساءلونَ بخبثٍ عن المناصبِ الرّفيعةِ التي حصلتُ عليها قبلَ سقوطِ الديكتاتور وبعدَ سقوطِهِ. يتناسونَ أنهم كانوا يُلّمعونَ حذائي بألسنتِهم ويُكيلونَ لي المدائح. (يكاد الريكوردر يقع من يد الشاب، فيسنده بيده الثانية). المشكلةُ كما هي دائماً: أنا أسعى؛ هم يتسلّقون. أنا أربح؛ هم يخسرون. ليس ذنبي أنهم أولاد منكوحة يعتاشونَ على النميمةِ والدّسائس. إستحضرْ لي إسمَ مثقفٍ واحدٍ ما عدا متحدّث هذه السّطور لا يعرّصُ على أهلِهِ أو أفكارِه. كلّهم قوّادونَ لو أُتيحتْ لهم الفرصة. لكن قلْ لي أولاً من هم المثقفون؟ أليسوا خدّاماً عندَ كلّ سلطة؟ من هم المثقفون؟ شلّةٌ من العفطية، يمارسونَ الّلواط مع بعضهم ويتبادلونَ الزّوجات. سُكارى عربيدون أصليون. سلبَهم اللهُ الشّرفَ والرّجولة. صارت الرّيحُ شرقاً هبّوا إلى أقصى الشّرق؛ ذهبتْ شمالاً تذاهبوا إلى أقصى الشّمال. أنانيونَ طبّالونَ على الوحدة ونص. بلا موهبة؛ فقط إست ......
#موندراما..
#القراد..
#عباس
#منعثر

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=730913
عباس منعثر : مونودراما.. ترفكلايت.. عباس منعثر
#الحوار_المتمدن
#عباس_منعثر (في الفضاء قدرة سريعة على التحوّل. ما أن يوجد اليوتيوبر في مكان حتى ينتقل إلى آخر بلمح البصر، من غرفة نومه إلى المطعم إلى ساحل البحر إلى صالة ألعاب رياضية إلخ. الزّمن الفاصل بين حالة وأخرى لا يتجاوز ثانية واحدة.. هو الآن جالس في بيته يتناول الفواكه. يعدّل الكاميرا ويبدأ البث المباشر)اليوتيوبر:(السّرطان الحديث)أحذية أولاد أحذية، مخابيل، حثالة. جحوش غير متعلّمة وإذا تعلّموا أصبحوا جحوشاً مُستمطية. لماذا يُنافقون؟ يعيبونَ في الآخرين ما هو عيبُهم الأساسي. يقتلُني الغارقُ في الفساد؛ ويشمئزّ من فسادِ الآخرين. أنقهرُ من متسلّطٍ ظالم؛ يتباكى على حريةِ الآخرين. أتعّقدُ من أَبٍ تتمايعُ بناتُه بين الأحضان؛ ويدعو إلى العفّة والطّهارة. أمثالُ هكذا بشر، مثل شَعرِ مؤخرتي الذي أحفّهُ يومياً، أقصى تقديره مكنسة. هل يصلونَ إلى مستواي؟ تقلّدتُ عشراتِ المناصبِ في الصّحفِ والمجلاتِ لعشراتِ السنين. لم آتِ من خَلفِ الجاموس! في الماضي التليد، ترأَسَني جواميسٌ، وترأستُ جواميس. فالصّحافةُ زريبةٌ مليئةٌ بالأبقارِ والجحوشِ والخِراف. تنجحُ إذا أتقنتَ لغةَ راعي الغنم، أو إذا مشيتَ على أربعة. مطموغٌ على جبهةِ كلّ صحفي: قابلٌ للتسريب. رغم الصّعاب، نجحتُ في الحفاظِ على نفسي وموقعي في مُختلَفِ الظّروف. كان لديّ مهارةٌ في نولِ إعجاب مالكي الجرائدِ التي ترأستُها. يثقونَ بي، بقُدرتي ورؤيتي. كنتُ العبقريّ الأوحدَ القادرَ على الإتيانِ بالمعجزات. أستطيعُ بتغييرِ كلمةٍ واحدةٍ أن أقلبَ الهزيمة إلى إنتصارٍ شامل. الحدثُ غير المريح أُضيّعُهُ في التفاصيلِ الجانبيةِ الصّغيرة بشخطةِ قلم. بأسلوبِ التجاهلِ كانت الجرائدُ قادرةً على جعلِ ما حدثَ لم يحدث. هذا سابقاً، حالياً أيّ بليدٍ هو مُراسِلٌ صحفي. بالصّوتِ والصّورةِ تنبثقُ الحوادثُ وكإنما من العَدم. أهلُ الشرّ قادرونَ على إستغلالِ أحدثِ التقنياتِ فينشرونَ ذبابَهم الألكتروني الذي يبثُّ الشائعاتِ ويحرّض ويشوّه السّمعة. التهمةُ التي ألصقوها بزوجتي من هذا القبيل. حربٌ نفسيةٌ إعلاميةٌ فضائحية. نساءٌ يجتمعنَ في مكانٍ ما ويُصادفُ أن يوجدَ في المكانِ نفسِهِ بعضُ رجالِ الأعمال. هذا عشاءُ عمل. ليسَ في الصحافة فحسب؛ بل الدّينُ نفسُهُ مُعرّضٌ لرؤيتِهِ بعينِ المُحبّ فيبدو طبيعياً؛ والكارهُ يراهُ تدليساً وإفتراءات. هنا، أحدُ دواعي تحوّلي إلى يوتيوبر. نقلةٌ كبرى في حياتي. رأيتُ الآخرين يفتقرونَ إلى الشّغف، إلى الفكاهة، إلى الثقافة. صح، التقنياتُ تقرّبُنا لكنّها تعزلُنا أكثر. لي صديقٌ زوجتُهُ تُهملُهُ وتلعبُ بذيلِها وبناتُه كلّ واحدةٍ في عالمٍ منفصل، لم يجدْ من يؤنسُ وحدتَه. وبحلولِ التقاعد، أَدركَ خواءَ وبلادةَ حياتِه، بلا إثارةٍ بلا تجديدٍ بلا إبداع. تعلمونَ الذي لا شغلَ لديهِ سيلعبُ بخصيانِه. لا أحبّ اللّعبَ بخصياني، لذلك قرّرتُ، أقصد قرّرَ صديقي الفضفضةَ لنفسِه. وضعَ الكاميرا أمامَهُ وظلّ يقصُّ حكاياتِهِ عن الماضي البعيد. حكايةٌ تُغري حكاية. أَقبَلَت البحبوحةُ بعد الشّهرة. بعدها، من يقفُ في وجهِ الإستمرارية؟ الأهمّ، تخلّصَ صديقي من الوحدة. الوحدةُ قاسيةٌ مؤلمةٌ لا يفهمُ ما أعنيه إلا.. إلا من عاشَها.. أما أنا فالأمر لا يعدو كونَهُ إستعاضةً عن الإعلام. الإعلام يسري في دمي، والبثّ المباشرُ يفي بالغرض. لي كلمةٌ أخيرة. أقولُ للمُغرضين، أولادَ الحيضِ والنفاس، أبناءَ العواهر، أسلافَ الطمث اللّزج، الذين لا يتوقفون عن التقيؤ: أنتم فَتلةُ وساخةٍ من جبهةِ عاملِ نظافةٍ ناقعٍ في البالوعةِ العمومية، ولو مَسَخَني اللهُ قرداً أو شَخَطَ عقلي وصرتُ مجنوناً عريان ......
#مونودراما..
#ترفكلايت..
#عباس
#منعثر

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=731335
عباس منعثر : مونودراما.. مأدبة فرويد.. عباس منعثر
#الحوار_المتمدن
#عباس_منعثر (عالم النفس سيجموند فرويد في مكتبه. ضمادة بيضاء على فكّه الأسفل تمنعه من الكلام. يجلس على كرسي معاقين. تدخل الآنسة)الآنسة: سعادتي برؤيتِكَ دكتور غطّتْ على كآبتي، مثلما غطّتْ نظرياتُك على أجيالٍ بكاملِها. الشبابُ يلتهمُ إفرازاتِكَ بشغف، تنوّمُهم مغناطيسياً وتُطلقُ الوحوشَ التي ركدتْ في دواخلِهم لقرون. بفضلِكَ أصبحت الثقافةُ شيئاً آخر. فيها من الخيالِ الفسيح والمفاجأةِ الصّادمةِ ما يجعلُكَ تَركُنُ إليها وإنْ إرتابَ بها عقلُك. (فرويد يتحرك بكرسي المعاقين)أنا شابةٌ خجولة؛ أو كائنٌ مُحتشِمٌ جداً إذا أردْنا الدّقة. بعد صدمتي الأخيرة، لم أَتَفَوه بكلمةٍ واحدةٍ في حياتي حتى إلتقيتُ بكَ الآن. لستُ من النوعِ الذي يُفصحُ عمّا في داخلِه. لأنّ ما بداخلي رهيبٌ غريبٌ عجيب. تمنيتُني مثل صديقاتي، يخلعنَ الثيابَ من نظرة. الواحدةُ منهنّ مَهبلٌ يمشي في الشّارع. على العكس منّي، إذا خلعتُ ثيابي تظهرُ الفضيحة. لكنّكَ دكتور أعطيتَني الأمل، وجَعَلتَ المُغرِقَ في الغرابةِ حقيقةً عِلمية، إذن حالتي مُمكنة ولستُ عنصراً شاذاً خارقاً للطّبيعةِ كما كنتُ أعتقد. (فرويد يغلق الباب بالمفتاح)سأعودُ إلى البدايات. كنتُ بويضة، وجاءَ حيمنٌ ما، غيرُ معروف، أو على الأقل لا تعرفُ أمي إسمَ أو شخصيةَ صاحبِه. حيمنٌ مجهولٌ خصّبَ البويضةَ وتحوّلتْ الى جنين. لا يفكرّونَ لحظةَ الشّهوةِ بجريمتِهم، فيقذفونَ الكائناتِ الناقصةَ إلى هذا العالم بلا تفكّرٍ وحساب. حتى العقولُ الحصيفةُ، دكتور، لم تُبرّرْ ولادةَ إنسانٍ كاملٍ وقويّ، في أَتمّ صحّةٍ وأجمل قالب؛ ويأتي غيرُهُ ممسوخاً عليلاً. لا أعلمُ حكمةً في ذلك.(فرويد يتحرك بشكل دائري)مُراهَقتي كانتْ صعبةً جداً. ولِدتُ في الرّيف حيثُ العمل أهمّ من الإنسان، وحيثُ ترتفعُ قيمةُ الفردِ بارتفاعِ رضوخِه. كنتُ ميّالةً إلى الإنطواءِ للدّاخل. هنا بدأَ الصراعُ بينَ الأنا والهو والأنا العليا، وكانتْ روحي هي الملعب. الهو يركلُني، الأنا العليا تَصدّني والأنا تتلاطخُ فيما بينهما، فيزدادُ إنسحاقي كلّما تصاعدَ هُتافُ الجمهور. في الأخير، تستحيلُ ذاتي مقبرةً تضمُّ بقايا الهو ومخلّفات الأنا العليا. أتمزّقُ بلا قدرةٍ على التماشي أو الإنصياعِ الكاملِ، تختلطُ الأشياء، يتعطّلُ الإدراكُ وتنتصرُ التقاليدُ والأعرافُ البالية.(فرويد يطفئ أحد المصابيح)أوّلُ مرّة تفتّقَ وعيي الجنسي كان لحظةَ إحتارتْ أُمي هل أرتدي البنطالَ أو التنورة. وهذهِ مُشكلةٌ حضاريةٌ دكتور. خاصةً إذا إختلطَ الحابلُ بالنابلِ وما عُدتَ تميّزُ الرجلَ من المرأة. هذا يقومُ بأدوارِ هذه، وهذهِ تقومُ بأدوارِ هذا. مجتمعٌ كهذا سينهار عاجلاً أم آجلاً لأنّ الإهتمام سينصبُّ على تفريغِ الرّغبةِ الجنسيةِ فلا تعودُ تُميّزُ حَلْقَ القِدرِ من عَجيزتِهِ، أو اللّذة الفموية من اللّذةِ الشّرجية!(فرويد يطفئ المصباح الثاني)ثاني مرّة تفتقَ وعيي الجنسي حينما شاهدتُ تَزاوجَ الخيول. كانَ فهمي محدوداً أيامَها. لغبائي، صدّقتُ ما تقولُهُ أُمي أنّ لقلقاً جاءَ بي في خِرقةٍ ووضعَني في المِدخنة. وهي المرّةُ الأولى التي أرى فيها ذَكَرَ الحصان. منظرُهُ مُحرجٌ للرّجالِ بصراحة. أفحلُ فحولِ البشرِ قَزَمٌ أمامَ هذهِ المُبالغة. فعلاً، هنا تشعرُ الفتاةُ بعقدةِ الخصاء، وتتمنى لو أنّ لها هذا الإمتدادَ الخارجيّ المَهيب.(فرويد يطفئ المصباح الثالث)آلمَني عناءُ الحصانِ وهو يحاولُ ركوبَ الفرس. جسدُهُ ثقيلٌ وسمينٌ ويحتاجُ أن يرفعَ قائمتيهِ الأماميتين كما تعلم. كُلّما أرادَ أن يولِجَ ذكرَهُ الطويلَ المُنتصب؛ تت ......
#مونودراما..
#مأدبة
#فرويد..
#عباس
#منعثر

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=731464
عباس منعثر : مونودراما.. كريستوفر مارلو.. عباس منعثر
#الحوار_المتمدن
#عباس_منعثر (في بيت ألينور بول، كريستوفر مارلو منطرح على الأرض. إنكرام فرايزر يجلس على كرسي. مارلو ثمل جداً، يقف ويجلس قبالة فرايزر. لسبب مجهول ينادي مارلو على فرايزر يا مستر جونز!)مارلو:صديقي العزيز مستر جونز (إنكرام فرايزر يمتعض) نحنُ في بيت ألينور بول في 30 آيار سنةَ 1593. الجو مشحونٌ بالتوتر، الغيومُ الرّماديةُ تستنبئُ بفاجعةٍ مُريعة. ثمّةَ حدثٌ قويّ على الأبواب. مؤكداً، ستقتلُني في نهايةِ المونولوج بعد مشاجرةٍ عنيفةٍ والسّببُ المُعلَنُ: عدمُ سَدادِ ديونٍ مُتراكِمة. أعتذرُ سيدي المؤلف، أفسدتُ عليكَ الحبكة. ولذلكَ سبب: الظّلمُ ثُلاثيّ الأَبعاد. (لإنكرام فرايزر) ألا يكفي يا مستر جونز أنني أدفعُ الثمنَ مرّةً في حياتي الخاطفةِ السريعة، ومرّةً فيما سُطّرُ عنّي من تلفيق، ومرةً حينَ يستغلّني مُؤلّفٌ مُبتدئ؟! أتركُ الحكمَ لضميرِك. (إنكرام فرايزر يدخن). سأَتجاوزُ عن وجودِكَ أمامي صامتاً طيلةَ الوقتِ مستر جونز، سأتغاضى عن ثرثرتي وحدي وكأنني مجنونٌ، سأَغفرُ إستجلابي من قَبري إلى هنا وتفتيقَ الجراح، وأَعتبرُهُ شيئاً طبيعياً أن أكونَ ثملاً، لأنني أُفرطُ في الشّراب والتدخين. غير ذلكَ مرفوض. لا أسمحُ للسّيدِ المؤلف ولا لأحدٍ مهما كانَ أن يتلاعبَ بسريرتي. (إنكرام فرايزر يحتسي الخمر). للموتى لسانٌ أيضاً. لن أتوانى لحظةً عن بيانِ إستنكاري وشَجْبي لأيّةِ فكرةٍ أو جملةٍ أو كلمةٍ أو حرفٍ يوضعُ على لساني لضروراتِ التشويقِ والإثارة. سأَعترض. لن أَعِدَ بالإلتزام.(الوضيع الرّوح ينالُ مجداً)بلا مُقدّماتٍ، أنا كريستوفر مارلو. شاعرٌ وكاتبٌ مسرحي من العصر الإليزابيثي. أبي صانعُ أحذيةٍ من أصلٍ وضيع. نحنُ 10 أبناء، أنا الأكبرُ بينهم بعد وفاةِ أختي الكبرى. كنتُ ربيبَ بيئةٍ سيئةِ السّمعة: لي أختانِ عابثتانِ وماضٍ غير مشرّف. أنْ توجدَ وسطَ إنحلالٍ عائلي وأختين كأكبرِ ساقطتينِ في البلدة، وتعاشرَ السّفلةَ والسّقطة، لن تُصبحُ قديساً أو كاهناً؟ النتيجةُ المُحتملةُ أنْ تكونَ متمرداً. وهو ما حصل بالفعل. فالحياةُ لغةٌ أجنيةٌ والجميعُ لا يحسنونَ هجاءها. (إنكرام فرايزر ينظر إلى السقف). لحظة! بصرفِ النظرِ عن صفاقةِ المؤلفِ وتصويري وكأنني سعيدٌ بهذا الوصفِ المَهين، أحبُّ إخبارَكَ مستر جونز أنّ وجودَ الإنسانِ في ظروفٍ قاهرةٍ يُجبرُهُ أحياناً على مصيرٍ لا يُريدهُ بالضّرورة. فلو أنني إبنُ أبيكَ لكنتُ أنت، أو كنتُ أميراً أو حفيدَ قيصر ولما إضطررتُ إلى مُعاشرةِ الأراذلِ والأوغاد. (إنكرام فرايزر ينقر بأصابعه على الطاولة). أتقنتُ اللاتينيةَ وترجمتُ أوفيد، التي مُنِعتْ من الطّباعةِ بداعي الإساءة، مثلّما هاجموا مسرحيةَ إدوارد الثاني بسببِ الشّذوذ. للبطلِ علاقةٌ مِثليةٌ بأحدِ أعوانِهِ المُقرّبين. أما مسرحية تمبرلين فقد دشّنت العصرَ الإليزابيثي. كانت مسرحيةً ناجحةً بحقّ. صَنَعَتْ إسمي. فيها عرفتُ الشّعورَ بالمجد. كنتُ في الـ23 من عمري. في تمبرلين، إنتقلَ الرّاعي من القَعرِ إلى التاج، من الظلّ إلى الضّوء. مَنْ يرتفع هكذا بلا إعتدالٍ سيفقدُ التوازن، ويحسبُ الدّنيا كلّها تحتَ قدميهِ، وسيكونُ طبيعياً أن يفقدَ البصيرة. هو وهمُ السّلطة. أنتَ على كُرسيّ في بيتِكَ المُتضعضع، وأنتَ على عرشِ المملكة؛ لا تتشابهان. لقد إنتصرَ وفتحَ الممالِكَ، كَنَزَ الأموالَ ودانتْ لهُ الرّقاب؛ وآخرتُها؟ لا تستطيعُ إنجازاتُ العبقريّ أو القائدِ العظيم أن تصدّ ذلكَ الكيانَ الغامضَ المُكتَسِح: شبح الموت. هذهِ محطّاتٌ مهمةٌ من حياتي. (إنكرام فرايزر يبحلقُ في الفراغ). نتوّقف هنا مستر جونز. لا أجدُ تبريراً لهذهِ الإستطراداتِ ال ......
#مونودراما..
#كريستوفر
#مارلو..
#عباس
#منعثر

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=731676
عباس منعثر : مونودراما.. الشّقشقةُ الألمعيّة في العُصبةِ النعاليّة.. عباس منعثر
#الحوار_المتمدن
#عباس_منعثر (يدخل الزّعيم وهو رجل سمين يضع نعالاً كبيراً على رأسه. لحيته فيها فراغات مُنسّقة على شكل خطوط: شَعر فراغ، شَعر فراغ. له شارب واحد طويل فوق شفته اليسرى، والفراغ يمتدّ فوق شفته اليمنى. كذلك حاجبه الأيمن ممتدّ فوق عينه اليمنى، ويختفي تماماً فوق عينه اليسرى. يمسك بعصا طويلة جداً، رفيعة جداً ولامعة، يحرّكها حسب الإنفعال والحالة الحماسية للجموع الغفيرة التي تستمع إليه. يتوّجه الى منبر غريب الشّكل مرتفع عن جمهرة الناس التي تجلس على الأرض)الزعيم:هوهو بوهو هالاهو. هو التحدي! فهل نحنُ أهلٌ له؟(أصوات موافقة)هل يهزموننا؟(أصوات نافية)بوركتْم! في الشّهرِ الفائت، تحدّاني زعيمُ جماعةِ الحذاءِ المدنّس. (صافرات إستهجان)هؤلاء لا يعرفونَ أنّ إعتقادَنا نابعٌ من العقلِ والقلبِ معاً، من أصالةِ إتصالِنا بالآباءِ الأوائلِ وقوّةِ إرتباطِنا بالعلمِ والواقع. مجتمعُنا علمي ومجتمعُهم علمي، هذا صحيح. نحنُ أكثرُ علميةً منهم، لأنّ العلمَ تداخلَ في وجدانِ أفرادِنا بينما ظلّ علمُهم خارجياً ومستورداً. لسنا مجرّدَ قطيعٍ ولِدَ في مكانٍ ما ووجدَ أهلَهُ يعتنقونَ فكرةً ما، فقلّدَهم مثل أبقارِ اللهِ في أرضِ الله! لا، وألف لا! لدينا عقيدة راسخة! أليسَ كذلك؟(هتاف حماسي)تحدّاني زعيمُهم أنْ أعرضَ مبادءَهم على جمهورِنا ويبقى إنسانٌ عاقلٌ رشيدٌ واحدٌ في رَهطِنا المُبجّل. حسن إذن. سأفعلُ ذلكَ بحياديةٍ تامّةٍ وتجرّد، وسأتركُ لبصيرتِكم القرارَ فيمن يستأهلُ البقاءَ ومن يُلقى إلى بيتِ الخلاء.(نداءات مساندة)إذا فَشَلَ ونجحتُ، ولم يغادرْ هذا المكانَ أحدٌ من الأتباع الأفاضل، سيتحوّلُ من زُمرةِ الحذاءِ المُدنّس إلى فِرقةِ النّعالِ المقدّس.(فرح غامر)وإذا فشلتُ أنا سأنتقلُ إلى زُمرتِهم.(همهمات معترضة)هل أفشل؟(إحتجاج رافض)لقد أدخلوا رؤوسَهم في وكرِ الأفاعي! لا يستريبُ إنسانٌ بما نَغتبِطُ بهِ من سعادة، بحيثُ يقدرُ الفردُ الحافي، الذي لا يملكُ عشاءَ يومهِ من عُصبتِنا، على العيشِ 70 عاماً بكامِلِها؛ بينما أغنى أغنيائهم لا يتجاوزُ 69 عاماً إلا بسنةٍ أو سنتين.(تصفيق هائل)هل ينافسوننا بالمساواةِ التامّة وتكافؤ الفرصِ والعدالةِ الإجتماعيةِ والتكاتفِ الطّبقي والتوزيعِ العادلِ للثروة؟(صمت مطبق)لديهِم طبقةٌ فوقَ الناس، لها الرّفاهية والجاهُ والثراء؛ ويعيشُ بقيةُ القطيعِ في شظفِ العيش! أما نحنُ فَيَحقُّ للمُعدمِ منّا مُجالسةَ عِلْيةَ القوم، ولا فرقَ بين فَحلٍ أو مَخصيّ إلا بالإنتصاب.(إنشراح صاخب)وقضاؤنا العادلُ الذي لا يُحابي ولا يجامل؟ سأضربُ لكم مثلاً يدحضُ تخرّصاتِهم. بنَصّ القانون: يُكافأُ السّارقُ الذي لا يتمّ القبضُ عليهِ بوسامِ الشّرفِ وتاجِ الزّعامةِ في نهايةِ كلّ عام. هذا شيءٌ مُشترَكٌ بيننا وموافِقٌ للعدلِ والمنطق. لكنّهم يضعونَ إكليلاً من روثِ البقرِ المائع على رأسهِ؛ بدلَ أن ينثروا عليهِ حُبيباتٍ مُقدّسةً من بعرورِ الخِراف اليابس!(صياح هائج ونحيب مهووس)ثمّ ما بها تعاليمُنا؟ أين الخطأُ فيها؟ ولماذا التحاملُ في النّظرِ إليها؟ ما السّبب وراءَ رؤيتِهم للقشّةِ في عيونِنا ويُنكرونَ الخشبةَ النابتةَ في عيونِهم؟! أيوجدُ مُنصِفٌ يرفضُ مبادءَنا السّمِحةَ المتواضعةَ الأصيلة؟(ضوضاء عالية)أيرضى عاقلٌ بطقوسِهم وأفكارِهم الدّنيويةِ المُنحطة التي.. التي تُفكّرُ الدجاجةُ ألفَ مرّة قبلَ أن تقتنعَ بها؟(ضحك وضجيج مستهجن)يقولون: لا تنتعشُ طقوسُنا العجيبةُ الغريبةُ إلا في ظلّ الجهلِ والفقر؛ وما أن يتنوّرَ ال ......
#مونودراما..
#الشّقشقةُ
#الألمعيّة
#العُصبةِ
#النعاليّة..
#عباس
#منعثر

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=731710
عباس منعثر : مونودراما.. صولو.. عباس منعثر
#الحوار_المتمدن
#عباس_منعثر (تحت طاولة قديمة يختبئ الرّجل خائفا. يرفع رأسه ويلتفت يمينا ويسارا) الرّجل:الخوفُ يضعُكَ في موقفٍ محرجٍ مع الرّجولة. تُحسُّ أنكَ تُهان حين تخاف. لكن ما الرّجولة؟! ولماذا نعطيها أيَّ اعتبارٍ حين يتهددُنا الخطر؟! بعينيّ رأيتُ ألفَ شاب، يقودهم أربعةُ مسلحين كالأضاحي. قفوا، يقفون. انبطحوا، ينبطحون. تمددوا وأيديكم على رؤوسِكم، يفعلون. ثم يقتلونَهم واحداً واحدا.. ما أستغربُه، أنهم يتقبّلون ذلك بلا أيةِ مقاومة. رأيتُهم يتقلّبونَ حينما يخترقُ الرّصاصُ أجسادَهم.. وماتوا جميعاً في أقلّ من ساعة.(يتحرك تحت الطّاولة)عالمٌ مريب. الوجهُ الغريب: مريب. النّظرةُ الحادة: مريبة. الفمُ المتجهم: مريب. السّحنةُ السّمراء: مريبة. اللّكنةُ الغريبة: مريبة. في زمن مضى كان يكفي أن تبتعدَ عن الخطر لتعيشَ بسلام. الآن ستنالُكَ البشاعة ولو اختبأتَ في خرمِ إبرة.. تركتُ صخبَ العالمِ خلفي، وجئتُ إلى هذه القريةِ النّائية. فهل حصلتُ على الأمان؟ (يعود إلى الطّاولة حيث يختبئ)لو ألصقتَ فمَكَ بلاصق، لو ملأتَ إذنيكَ بالقطن، لو كبّلتَ قدميكَ بأصفاد، لو ربطتَ جسدَكَ بحبل، فإنكَ مُدان.. مُدانٌ لأنكَ أنت، مُدانٌ لأنكَ إنسان، مُدانٌ لأنكَ تستهلِكُ من الهواءِ أكثرَ مما ينبغي. (يذهب إلى الشّباك الأول. يراقب منبطحا) يُقال، إنهم سيصلونَ اللّيلة.. سيأتون.. واللهُ وحدهُ يعلمُ ما هو ثمنُ مجيئهم!(من إحدى الزّوايا يجلب بندقية)حتى أحافظَ على حياتي، إشتريتُ هذه البندقية. السّلاحُ يُشعركَ بالقوة. حين تُمسكُ به يُصبح الكونُ كلّهُ هدفاً لمرماك. يُغريكَ السّلاحُ بالقتل. بعينيّ رأيتُهُ يقنصُ الرّجالَ و النّساءَ والأطفال وكأنهُ يلعب، وكلّما تحداهُ جسدٌ وراوغَه، زادَ من رغبتِهِ في اقتناصِ مزيدٍ من الأجساد. (يفتح صمام الأمان)مع وجودِها بين يديّ؛ غابَ الاطمئنان. أخافُ من نفسي. قد تغلِبُني لحظةُ يأسٍ وأوجّهُ فوّهةَ البندقيةِ إلى صدري، أو قد يتمكّنُ منّي الغضب، فيُسرعُ إصبعي إلى الزّناد ويقع جاري صريعاً.. وربما يُغويني غزالٌ يمرُّ بالقربِ من نافذتي على إيغالِ رصاصةٍ في لحمِه!(يغلق صمام الأمان)لكنّني لا أعرفُ كيف استخدمُها. لم أجرّبْ ذلكَ إلا مرّةً واحدة. البندقيةُ فلتتْ من يدي وكادتْ تُطشّرُ مخي.. الآليةُ يعرفُها حتى الطّفل في مهدِه: تحرّكُ صمّامَ الأمانِ هكذا، تضعُ الإصبعَ على الزّناد، تفتحُ عيناً وتُغمِضُ أُخرى، تحددُ الهدفَ في المركز، وتُطلق.. (صوت إطلاقة يعيده إلى الإختباء تحت الطّاولة)هل جاؤوا؟! هيَ إطلاقةٌ نارية، أَم أننّي أتخيل؟ (صمت طويل)لا شيء! كثيراً ما تأتيني الكوابيس.. أكونُ فيها وحيداً.. وحيداً، في مواجهةِ كائناتٍ بلا ملامح.. كائناتٍ تحوّلتْ إلى فكرةٍ مخيفة.. إلى هاجس.. إلى إحساس أنّ الهواءَ خانقٌ والشّفقةَ معدومة.. آه.. أحياناً نموتُ وأجسادنا تبقى على قيدِ الحياة. هذا ما كانَ يشعرُ بهِ الرّجلُ ذو البذلةِ الحمراء.. مكتوفَ اليدينِ إلى الخلف. كانَ وجهُهُ قد ودّعَ الحياة: أصفرَ مُغبر، شفتاهُ فضيتان، وفي عينيهِ نظرةٌ جامدة. إلى يسارِهِ يقفُ رجلٌ؛ بل وحش ملّثم، يدهُ اليسرى متشنجة، ومستعدةٌ لفعلٍ قوي. السّكينُ متصلةٌ بكفّهِ وكأنها أحدُ أصابعِه. أما صاحبُنا، الضّحية، فقد كانَ ميّتاً منذُ ساعاتٍ رغمَ قلبِهِ الذّي ينبضُ ورئتيه اللّتينِ تتنفسان.. هكذا، تنحني رقبةُ الضّحية، وتبدأُ السّكين بالعمل.. صعوداً ونزولاً صعوداً ونزولاً صعوداً ونزولا.. ويطفرُ الدّمُ مثل نافورة.. (يزيل البندقية التّي وضعها على الطّاولة بيديه)لا، لا، لا، لا. أَهْ ......
#مونودراما..
#صولو..
#عباس
#منعثر

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=732245
عباس منعثر : مونودراما.. الإسراء والمعراج.. عباس منعثر
#الحوار_المتمدن
#عباس_منعثر (كومة من النّفايات. الذّباب جوقات. المخلفات مائعة. الرّائحة نتنة. ثمة قطعة خشب مقوسة، صغيرة، فيها شروخ عديدة)قطعة الخشب:أين أنا؟ أيُعقلُ هذا؟ أنا هنا؟! مع هذه النّفاياتِ المقززة؟! في هذه البقعةِ البشعة؟ تطيرُ فوقي أسرابُ الذّباب، تعزفُ طنينَها المقرف؟! لا أصدّق!(تبتعد عن الكومة)آه.. رائحتي نتنة! تنخرُ جسدي الأرَضة! أف! إيهٍ أيتها النّفسُ الطّموحةُ التّي هوَتْ إلى أسفلِ سافلين! إيهٍ أيتها الحياةُ الغادرة! إيهٍ أيها الجهلُ الذّي يفتِكُ بالسّمو ويُحيلُهُ إلى حطام!(تبحث عن قطعة قماش نظيفة وتبدأ بتنظيف نفسها)أُنظّفُ نفسي بنفسي! (تتحسر) قبلَ سنوات، لم يكنْ شأني كذلك. كانت الخادماتُ المرحات، بقطعةِ حريرٍ، يُمسدنَ جسدي برقة، برفق وحنان. على مهلهنّ، يُلّطفنَ لَمْعتي من الغبار. أثناءَ الانحناء، يبينُ تفاحُ الصّدور: مشمشي، أبيض، أسمر، مُنّمش. وكنتُ أنظرُ إلى الأخدودِ بين النّهدين بلذةٍ وتلصص! يُدلكنني بالماءِ، والرّغوة تُدغدغُ روحي وتُنعّمُ جِلدي الصّقيل. آه! تلك أيامُ البابِ العالي! (صوت باب ضخم يفتح)البابُ العالي! كم من الوزراء، كم من الأُمراء، كم من النّبلاء، يقفونَ عندَهُ وقلوبُهم تخفقُ بالرّجاء. حينما يفتحونَ دُرفتي الباب، تبتهجُ القلوب. يا ما دخل النّاس مبتئسين وخرجوا فرحين مُهللين! يا ما دخل المرء مشمخر الأنفِ، مرفوعَ الجبين، واثقا من نفسِهِ، وخرج بلا رأس! كنتُ أتابعُ بحنان آمالَ النّاسِ وأحلامَهم وهي ترتعشُ قلقةً؛ وكنتُ أراقبُها وهيَ تتحطّم! (صوت حيوانات بدائية)قبلَ ذلك بآلاف السّنين.. أيامَ يزحفُ الإنسانُ على أربع ويغطي الشّعرُ وجهَهُ مثل قرد، كانت أمي أوّلَ شجرةٍ على سطحِ الأرض. جاءت من لا شيء. بقوةٍ غامضة، وبالحظِّ السّعيد وَجَدَتْ الماءَ والهواءَ والتّراب، فطلعتْ لها أغصانٌ وأوراقٌ وثمار. تحمّلت الثّلوجَ والشّموس، حتى احتطبَها أوّلُ حطّاب. حملوا أخشابَها من مكانٍ إلى مكان عبرَ الأزمنة، وفي نهايةِ المطاف، استقرّتْ في الباب العالي. (صوت انهيار بنيان ضخم)وانهارَ البابُ العالي. وقوعٌ مهيب. دماءٌ وضحايا. رمتْني الأقدارُ بعد العزِّ مع كومةٍ من الخشب. اختلطتُ بهم. إبائي يمنعُني من التّواصل. إنها أصعبُ أيامِ حياتي. أنا، في المكانِ نفسِهِ مع الخشبِ العادي! من جهة، ثلّةٌ من الخشبِ الجاهلِ المنحط؛ ومن جهةٍ أخرى فمُ التّنور. إنهم يقطعونَ الخشبَ إلى قطع، ويرمونه إلى النّار. أووه! نارٌ راعشةٌ مخيفة! فيتحولُ إلى جمر، يُطلِقُ آخرَ أنفاسِهِ ثم يخمدُ إلى رماد! (صوت النّار، تنور يفور وقطع خشب تحترق)لسببٍ أجهلُه، التّقطتْني يد. ربما لأنني أقدمُ قطعةِ خشبٍ في العالم، أو لأنني ابنة أسرةٍ عريقة، أو لأنني محظوظة، أخذوني حيثُ التّقيتُ بالقارِ والمساميرِ وآلافِ القطع الأخرى. عمالٌ مجتهدون، ينضحونَ عرقاً وحماسةً، يرتبوننا بانتظامٍ لنصبحَ جزءاً من سفينة. (صوت باخرة، بحر، عباب وعواصف)سفينةٌ ضخمةٌ، لها كبرياء. انتميتُ إلى مجموعةٍ من قطعِ الخشبِ الصّلدةِ القويةِ المغامرة. ذهبْنا في رحلاتٍ طويلة، مع العواصفِ العاتيةِ والأمواجِ الهائلةِ والأمطار. في البحار، في المحيطات، في الأعالي. كان الملحُ يتخللُ مساماتي وكنتُ أنظرُ إلى الحيتان تلتهم، وأرى أسماكَ القرشِ تفترسُ، بينما الشّعاب المرجانية ترقص مع الأمواج.. عالمٌ ساحرٌ اكتشفتُه وعشقتُه وانتميتُ إليه. (صوت قراصنة صاخبين)احتلَّ دفّةَ القيادةِ تارةً القبطانُ الوسيمُ الماهر، وتارةً قراصنةٌ يطاردُهم الخوفُ وتحدوهم المغامرات. كثيراً ما مررنا بجبالِ الثّلجِ الغائرة ......
#مونودراما..
#الإسراء
#والمعراج..
#عباس
#منعثر

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=732307
عباس منعثر : مونودراما.. الخنازير.. عباس منعثر
#الحوار_المتمدن
#عباس_منعثر (المكان أستوديو إحدى القنوات الفضائية. الخلفية مضاءة بطريقة تدل على ذوق رفيع. منضدة فخمة رغم صغرها. كرسي بعجلات، وميكروفون. يدخل الحارس، ذو الجسد الرّياضي الممشوق وهو يبتهج ابتساماً، ويحيي المصفقين له، وبعدة إتجاهات. يرتدي عمامة بيضاء وعباءة سوداء شفافة وخاتم في إصبعه. يجلس، ومن عينيه تشع الفرحة)الحارس:شكراً.. شكراً.. شكراً لكم. أشكركم على الدّعوة. أنا سعيدٌ جداً أن أكونَ بينكم، سعيدٌ بتواجدِ هذهِ النّخبةِ من الإعلاميين و الصّحفيين ممثلِينَ عن (400) قناة فضائية، وبجميعِ اللّغات، لتنقلَ مباشرةً، شهادتي للتاريخ، الذّي تربّعتْ فيهِ على عرش: أكثر الرّجالِ تأثيراً في العالم..(وقفة)منذ طفولتي وأنا أمتازُ عن أقراني بشيءٍ سري، غير محددٍ وغامض. بعد وفاةِ أبي عملتُ حارساً ليلياً بأجرٍ زهيد. وقمتُ بما يقومُ به الحارسُ عادةً من واجب. بالطّبع لستُ مسئولاً عن النّار التّي شبّتْ في المخازنِ التّي كنتُ أحرسُها، لا في المرّةِ الأولى ولا الثّانية. مجرّدُ تماسٍ كهربائي. وما سرقةُ المخازنِ في المرّة الثالثة إلا امتدادٌ لما يمرُّ به البلدُ من فوضى؛ لا لأنّ الحارسَ لم يكنْ يحرسُ أثناءَ الحراسة.(وقفة)حينما ظهرَ إعلانٌ في التّلفاز، عن حاجةِ المنتخبِ للمواهب، قدّمتُ نفسي. كنتُ الحاضرَ الوحيدَ في الإختبار فتمَّ اختياري.. صرتُ حارسَ المرمى رقم (3) بعد الحارسِ الأساسي الخبير، والحارسِ الاحتياطي القدير. بقيةُ القصّةِ معروفةٌ للجميع: توفي الحارسُ الأولُ لأسبابٍ غامضة، وتعرّضَ الحارسُ الثاني لحادثِ سيرٍ قبلَ ليلةٍ من موعدِ المباراة، فأخذتُ مكانَهما.(وقفة)استثماراً للوقت، نبدأُ بما عُدّ أهمَّ حدثٍ في التّاريخِ المعاصر. مِنَ المعروف أنّ أوّلَ مباراةٍ لنا في كأسِ العالم مع بطلِ العالم لـ (50) سنةً متتالية. الفريقُ الحديديُّ الذّي لا يُقهر. كان من المتوقعِ أن نخسرَ بـ (75) هدفاً على الأقل. لكنّ المفاجأةَ حدثتْ وتعادلنا صفر- لصفر.. كانت مباراةً غريبة. فبعدَ أن أُصيبَ تسعةُ لاعبينَ من الفريقِ المنافس، بقيَ منهم في الملعبِ خمسة فقط. مِنَ الغباءِ أن يُعزى انتصارُنا إلى هذا السّبب؛ فكم من فئةٍ قليلةٍ غلبتْ فئةً كثيرة! من جانبٍ آخر، كلّ لاعبٍ منهم يُعادلُ عشرة: ( 5 في 10 يساوي 50)، رياضياتٌ وحساب.(وقفة)كانَ من بين لاعبيهم الشّرسين: الصّاروخ. إنه علمٌ لا يحتاجُ إلى تعريف. أفضلُ لاعبٍ في العالم للسنواتِ الثلاثينَ الأخيرة. ضرباتُهُ تُقاسُ بسرعةِ الضّوء. عددُ ضحاياه من حرّاسِ المرمى بلغ (45) ضحية. إذا سدّدَ الكرةَ فلن تقفَ إلا في الدّولةِ المجاورة.. في الثّانيةِ الأخيرةِ من المباراة، تسبّبَ مدافعٌ غبيّ بضربةٍ حرّةٍ مباشرةٍ على قوسِ منطقةِ الجزاء. اسمحوا لي أنْ أصفَ الحالة.(وقفة)تقدّمَ الصّاروخ. وضعَ الكرةَ على الحشيش. نظرَ إليها ثمّ رمقَني بنظرةٍ تقول: قبرُكَ جاهز! حائطُ الصّدّ من المدافعين يرتعش. كلّ واحدٍ منهم ودّعَ أهلَه، منهم من صلّى صلاةَ المسلمين ومنهم من ابتهلَ بابتهالاتِ المسيحيين ومنهم من ترنمَ بنشيدِ الملحدين..(وقفة)ركضَ الصّاروخُ بسرعة.. أطلقَ الكرةَ.. اخترقتْ بطنَ المدافعِ.. تناثرتْ أمعاؤهُ إلى أخطبوطاتٍ صغيرة، طرتُ باتجاه اليمين. لحظة، لحظة. الكرةُ إلى اليسار؛ أنا إلى اليمين. قد يتمنطقُ معتوهٌ أنني خفتُ من مواجهةِ الضّربة! لم يدركوا ما دارَ في خَلَدي.. ابتهلتُ إلى الله.. يا إلهَ الكونِ.. أن تضربَ الكرةُ المدافِعَ وتنحرفَ بزاويةِ (90). يا إلهي، فلتضربِ الكرةُ بطنَ المدافع وتنحرف بزاوية (90)، يا أرحمَ الرّاحمين! استجابَ ......
#مونودراما..
#الخنازير..
#عباس
#منعثر

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=732325
عباس منعثر : مونودراما.. حديقة اوفيليا.. عباس منعثر
#الحوار_المتمدن
#عباس_منعثر (اوفيليا جالسة تحت شجرة صفصاف، تقع على حافة نهر. بيدها باقة ورد ملونة. يبدو عليها أحياناً منتهى العقل وأحياناً أقصى الجنون) اوفيليا: يا وردةَ التفريط! في الحياة، أقسى ما لا يُحتمل أن يتحوّلَ المرءُ إلى شيء، شيءٍ قريبٍ إلى اليد، تستعملُهُ وتُسلّمُهُ إلى أنيابِ النسيان. ثُمَّ لا يعودُ يطرقُ اهتمامَكَ أبداً مثلَ دُميةٍ وطفل. هكذا كنتُ أنا: ابنة فلان، حبيبة فلان، وأخت فلان. لم أوجدْ إلا بالإضافة: مرّةً، حبيبة كي تذهبَ إلى الدّير، ومرّةً، إبنة كي تصبحَ مصيدة، ومرّةً، أُخت كي تنالَ نبالةُ أخيها المديح! لم أكنْ لذاتي ولا من أجلِ ذاتي، بل إكمالٌ للحبكة، وما كلماتي إلا ألفاظٌ لا تعبّرُ عنّي. قضَيّتُ سنواتٍ لا أقول سوى: نعم سيدي، حاضر مولاي، صحيح سيدتي. خضوعٌ يليهِ خضوعٌ متبوعٌ بخضوع! وحانَ زمنُ الكلام. سينطقُ فمي بالأغاني أو بالنّوح أو بالصّراخ. عُذري أنني مجنونة! هذهِ الحنجرةُ التي قُيدتْ بالأخلاقِ والحياءِ والاستكانةِ لن يُسكِتَها أحد: لا خالقٌ غائب، لا صانعٌ مغفّل، ولا أندادٌ أنانيون!(تلقي بالورود في النّهر)العادةُ تصبّ المرءَ في قوالب. صاحبُ المنصبِ الرّفيعِ عبدٌ لمنصبِه. كلّما خلا من المسئوليةِ؛ نبتتْ لهُ أجنحة. وما أنْ ترتفعَ المكانةُ حتى يهبطَ الاختيار. فالشّبكةُ تتفرعُ وتزدادُ تشعباً والحشرةُ الصغيرةُ عالقةٌ في بيتِ عنكبوت. (ترمي وردة في النّهر)بائعُ كلام! إذا كانت أقوالُهُ أطفالاً لا يُبالونَ بالنتائج؛ فمن يُحاكم الوعدَ إذا نكثَ! كيفَ نحرجُ الكلامَ بالاختبار قبلَ أن يذوبَ في الهواء ويختفي؟! النّاسُ يُنجبونَ الكلماتِ؛ ولا يكلّفونَ أنفسَهم عناءَ تربيتِها. بدافعِ مطاردةِ الإعجاب، إعجابِ الآخرين، أو دحضاً لأفكارِهم، أو دفعاً للإحراج، أو من بابِ المجاملة، يُلقي النّاسُ بأطنانٍ من الوعود، إرضاءً لنزوةٍ عابرة.. ذلكَ ما فَعَلْتَهُ أنتَ ثمّ تنصلّتَ وضميرُكَ نائم. (ترمي بباقة من الورد في النّهر)قالوا: الشّرفُ رهينٌ بالمرأة؛ فصارَ الرّجلُ يقترفُ ولا يعترف، وصارتِ الضحيةُ مشكوكاً فيها قبلَ أنْ تفعل. (تجمعُ وروداً مختلفة الألوان)تلكَ الوردةُ صادقة؛ وفي صدقِها تُخادعُ نفسَها مرّتين: مرّةً حينَ تُصدّقُ أنّها تُصدّق، ومرّةً حينَ توهمُ نفسَها أنّ الآخرَ صادقٌ فتصدّقُه. (تلقي وردة في النهر)هذهِ الوردةُ مسكينة. تتحكمُ فيها عواطفُها فتُصبحُ سهلةَ الانقياد، سهلةَ الإنخداع، سهلةً في إعطاءِ الرّحيق. النحلُ قراد. (تدوس وردة بقدميها)هذهِ الوردةُ لا تفهمُ نفسَها. ما معنى أن يفهمَ الإنسانُ نفسَهُ؟ كيف؟ هل عرفتُ هدفي، هل كانَ لي هدف، هل سعيتُ إليه؟ (تلقي وردة في النهر)مثلما قال حبيبي ذاتَ لقاء: النّساء تجعلُ من الرّجالِ بهائم مخدوعة. أتُرانا فعلاً نتزوجُ كي نمارسَ البغاءَ تحت غطاءِ الزّوجية؟ أليسَ حبيبي أحمق غبياً متعالماً؟! على نظرةٍ ضيقةٍ يُغلِقُ رموشَه! ألا تتزوج المرأةُ هرباً من جحيمِ الأبِ وأعباءِ العائلة؟ ألا تسعى إلى تغيير هواءِ المنزلِ الخانق؟ ألا تحلمُ بعضُ النّساء ببيتٍ أكثرَ دفئاً، حيثُ الأمومةُ تنتظرُ على الباب؟ ألا تتزوجُ لأنها أنثى؟ أنثى تحنّ إلى ذَكَر؟ ألا تغالبُها الشهوةُ، ويناديها الفراش؟ ألا تتزوجُ المرأةُ تغطيةً لغشاءِ البكارةِ حينما يزول، بالخطأ أو بالرغبة؟ ألا تتزوجُ النّساء لكلّ هذهِ الأسبابِ مجتمعةً أو متفرّقة؟ كم أنتَ غبيّ يا هملت! (تمسك وردة أخرى وترميها في النّهر)تبدينَ أيتها الوردةُ الذّابلةُ عمياءَ عن التّمييز، لذلك أنتِ نحلةٌ تتعثرُ بالعسل. المُفلسُ من المكرِ؛ ليس أذكى ......
#مونودراما..
#حديقة
#اوفيليا..
#عباس
#منعثر

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=732346