حازم شحادة : رحلة صيدٍ غير واضحةِ المَعَالِم
#الحوار_المتمدن
#حازم_شحادة بعدَ أن مشيتُ على غيرِ هدىً ساعةً من الزمن أجترُّ الأفكارَ السخيفة وجدتُ نفسي قربَ مرفأ الصيادين.حينَ استنشقتُ رائحةَ البحرِ ممزوجة بعطرِ زيتِ مُحركاتِ الشخاتيرِ والرطوبةِ ازدادت في عروقي رغبتان.. واحدةٌ تؤدِّي إلى مهبلِ المرأة، والأخرى إلى السجائر.الحصولُ على امرأةٍ في هذا المكانِ صعبٌ جداً ولا مال عندي كفاية كي أنقدهُ لبائعةِ هوى فنحنُ في العشر الأواخر من الشهر.علبة التبغِ كانت في متناولِ يدي وهكذا امتشقتُ سيجارة أشعلتها ثمّ رحتُ أعبُّ منها وأنا أراقبُ مجموعة من الهنود يُجهِّزونَ المركبَ استعداداً للإبحارِ في مياهِ الخليج.فضولي للحديثِ مع أبناء جلدتي ولغتي لا يتجاوزُ الرقم واحد بعد فاصلة الصفر فما بالكَ بمن هم ليسوا من أبناء جلدتي ولغتي وصدقاً لستُ أدري يومها لماذا سألتُ أحد الصيادين بإنكليزيةٍ مُكسَّرة:ـ إلى أين تبحرون؟على الفورِ هزّ الشابُ الأسمرُ رأسهُ كما يفعلُ مليارُ هندي من وطنه وأجاب بإنكليزيةٍ مُكسَّرةٍ أيضاً:ـ إلى الصيد.سحبتُ نفساً قوياً من سيجارتي وقبلَ أن أبادرَ إلى سؤالي التالي نفثتُ الدخانَ واعتقد أنني حرّكتُ رأسي كما فعلَ الهندي قبل قليل ثمّ قلت:ـ كم تستغرقُ الرحلة؟ـ ست ساعات تقريباً.أجابَ وأردفَ مازحاً:ـ هل ترغبُ في الإبحار معنا؟ثمّ واصل تجهيز شباكِ الصيد.رميتُ عقبَ سيجارتي في الماءِ وبقفزةٍ واحدةٍ أصبحتُ على متنِ القارب.تفاجأ الهنودُ من وجودي بينهم لكنني طمأنتهم وأخبرتهم أنني أبحرُ معهم للصيدِ من باب التسلية ولا أريدُ شيئاً فالمللُ والوسواسُ القهري ناكَا حياتي بما فيه الكفاية.هنا سألني أحدهم:ـ ماذا تعملُ كي تكسبَ لقمةَ عيشك؟شرحتُ لهم بإيجازٍ طبيعة عملي كموظفٍ في إحدى المؤسساتِ الخاصة وعندما وجدتهم مهتمين أضفت:ـ قدمتُ إلى هذه البلاد منذ 12 عاماً، أستيقظُ كلَّ يومٍ عند السادسة صباحاً وأعود إلى غرفتي عند الخامسة عصراً، لا أصدقاء عندي لأنني أمقتُ الناس وغباءهم (باستثنائكم طبعاً ايها السادة المحترمون)، أتناولُ الطعام وحدي، أشاهدُ التلفاز وحدي، ونظراً لأن المرتبَ الذي أتقاضاه متواضعٌ أكتفي بمضاجعةِ عاهرة ما مرَّة واحدةً خلال الشهرِ كله.من ثلاجةٍ صغيرةٍ أخرجَ رجلٌ خمسيني نحيلٌ جداً علبةَ بيرة معدنية من النوع الحقير ورماها صوبي بينما كان المركبُ يمخرُ عباب اليمِّ الأزرق فأمسكتها وأومأتُ برأسي شاكراً فقد كانت عندي أثمن من زجاجة كونياك فاخر.قبلَ قليلٍ كان سيقتلني السأم وها أنا الآن في عرضِ البحرِ برفقةِ مجموعة من الهنودِ الشجعان الذين لا يتقنون من العربية إلا مفردات قليلة وإنكليزيتهم أسوأ من إنكليزتي بمراحل.حين أصبحت الأبراجُ السكنية المتاخمة للشاطئ كالخيالاتِ بالنسبة لنا راحَ صيادو المركبِ ينشرونَ شِباكهم في الماءِ على أملِ أن يعلقَ فيها أكبرُ قدرٍ من الأسماك.الطقسُ جميلٌ في هذا الوقتِ من العام لكن على حين غرّة انقلبَ كلُّ شيءٍ وبعدَ أن كانَ لونُ الحياة (بامبي) أصبحَ رمادياً.اكتظَّتِ السماءُ بغيومٍ مُدجَّجةٍ وهبّت رياحٌ عاتيةٌ فغدا ارتفاعُ الموجةِ لا يقلُّ عن مترين أو ثلاثة.عندما بدأ المطرُ ينهمرُ بغزارةٍ أدركنا جميعاً أن الله لا يمزح.هذا المركبُ الصغيرُ غير مزودٍ بسقفٍ أو خيمةٍ تقي والأمواجُ المُضطربة راحت تتقاذفهُ ذاتَ اليمينِ وذات الشمالِ حتَّى أن شباكَ الصيدِ الموصولة بهِ باتت خطراً وعلى الجميع المساعدة في جمعها.طلبَ منِّ ......
#رحلة
#صيدٍ
#واضحةِ
#المَعَالِم
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=709491
#الحوار_المتمدن
#حازم_شحادة بعدَ أن مشيتُ على غيرِ هدىً ساعةً من الزمن أجترُّ الأفكارَ السخيفة وجدتُ نفسي قربَ مرفأ الصيادين.حينَ استنشقتُ رائحةَ البحرِ ممزوجة بعطرِ زيتِ مُحركاتِ الشخاتيرِ والرطوبةِ ازدادت في عروقي رغبتان.. واحدةٌ تؤدِّي إلى مهبلِ المرأة، والأخرى إلى السجائر.الحصولُ على امرأةٍ في هذا المكانِ صعبٌ جداً ولا مال عندي كفاية كي أنقدهُ لبائعةِ هوى فنحنُ في العشر الأواخر من الشهر.علبة التبغِ كانت في متناولِ يدي وهكذا امتشقتُ سيجارة أشعلتها ثمّ رحتُ أعبُّ منها وأنا أراقبُ مجموعة من الهنود يُجهِّزونَ المركبَ استعداداً للإبحارِ في مياهِ الخليج.فضولي للحديثِ مع أبناء جلدتي ولغتي لا يتجاوزُ الرقم واحد بعد فاصلة الصفر فما بالكَ بمن هم ليسوا من أبناء جلدتي ولغتي وصدقاً لستُ أدري يومها لماذا سألتُ أحد الصيادين بإنكليزيةٍ مُكسَّرة:ـ إلى أين تبحرون؟على الفورِ هزّ الشابُ الأسمرُ رأسهُ كما يفعلُ مليارُ هندي من وطنه وأجاب بإنكليزيةٍ مُكسَّرةٍ أيضاً:ـ إلى الصيد.سحبتُ نفساً قوياً من سيجارتي وقبلَ أن أبادرَ إلى سؤالي التالي نفثتُ الدخانَ واعتقد أنني حرّكتُ رأسي كما فعلَ الهندي قبل قليل ثمّ قلت:ـ كم تستغرقُ الرحلة؟ـ ست ساعات تقريباً.أجابَ وأردفَ مازحاً:ـ هل ترغبُ في الإبحار معنا؟ثمّ واصل تجهيز شباكِ الصيد.رميتُ عقبَ سيجارتي في الماءِ وبقفزةٍ واحدةٍ أصبحتُ على متنِ القارب.تفاجأ الهنودُ من وجودي بينهم لكنني طمأنتهم وأخبرتهم أنني أبحرُ معهم للصيدِ من باب التسلية ولا أريدُ شيئاً فالمللُ والوسواسُ القهري ناكَا حياتي بما فيه الكفاية.هنا سألني أحدهم:ـ ماذا تعملُ كي تكسبَ لقمةَ عيشك؟شرحتُ لهم بإيجازٍ طبيعة عملي كموظفٍ في إحدى المؤسساتِ الخاصة وعندما وجدتهم مهتمين أضفت:ـ قدمتُ إلى هذه البلاد منذ 12 عاماً، أستيقظُ كلَّ يومٍ عند السادسة صباحاً وأعود إلى غرفتي عند الخامسة عصراً، لا أصدقاء عندي لأنني أمقتُ الناس وغباءهم (باستثنائكم طبعاً ايها السادة المحترمون)، أتناولُ الطعام وحدي، أشاهدُ التلفاز وحدي، ونظراً لأن المرتبَ الذي أتقاضاه متواضعٌ أكتفي بمضاجعةِ عاهرة ما مرَّة واحدةً خلال الشهرِ كله.من ثلاجةٍ صغيرةٍ أخرجَ رجلٌ خمسيني نحيلٌ جداً علبةَ بيرة معدنية من النوع الحقير ورماها صوبي بينما كان المركبُ يمخرُ عباب اليمِّ الأزرق فأمسكتها وأومأتُ برأسي شاكراً فقد كانت عندي أثمن من زجاجة كونياك فاخر.قبلَ قليلٍ كان سيقتلني السأم وها أنا الآن في عرضِ البحرِ برفقةِ مجموعة من الهنودِ الشجعان الذين لا يتقنون من العربية إلا مفردات قليلة وإنكليزيتهم أسوأ من إنكليزتي بمراحل.حين أصبحت الأبراجُ السكنية المتاخمة للشاطئ كالخيالاتِ بالنسبة لنا راحَ صيادو المركبِ ينشرونَ شِباكهم في الماءِ على أملِ أن يعلقَ فيها أكبرُ قدرٍ من الأسماك.الطقسُ جميلٌ في هذا الوقتِ من العام لكن على حين غرّة انقلبَ كلُّ شيءٍ وبعدَ أن كانَ لونُ الحياة (بامبي) أصبحَ رمادياً.اكتظَّتِ السماءُ بغيومٍ مُدجَّجةٍ وهبّت رياحٌ عاتيةٌ فغدا ارتفاعُ الموجةِ لا يقلُّ عن مترين أو ثلاثة.عندما بدأ المطرُ ينهمرُ بغزارةٍ أدركنا جميعاً أن الله لا يمزح.هذا المركبُ الصغيرُ غير مزودٍ بسقفٍ أو خيمةٍ تقي والأمواجُ المُضطربة راحت تتقاذفهُ ذاتَ اليمينِ وذات الشمالِ حتَّى أن شباكَ الصيدِ الموصولة بهِ باتت خطراً وعلى الجميع المساعدة في جمعها.طلبَ منِّ ......
#رحلة
#صيدٍ
#واضحةِ
#المَعَالِم
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=709491
الحوار المتمدن
حازم شحادة - رحلة صيدٍ غير واضحةِ المَعَالِم