رويدة سالم : باتريك شاموازو: النيوليبراليّة عملية غادرة تستنزف إنسانيةَ الإنسان
#الحوار_المتمدن
#رويدة_سالم حوار: جون فيليب كازيي من الإصدارات التي جلبت انتباه النقّاد في فرنسا خلال هذه العودة الأدبية في الموسم الثقافي 2018-2019 نُلفي كتاب "أُخْوةٌ مُهاجِرون" للباحث الفلسفيّ باتريك شاموازو الحاصل على جائزة الغونكور سنة 1992، وهو عبارة عن رواية بوليفونية عالية الشعريّة، بطلتاها "جان" المتطوّعة بالعمل الجمعياتيّ، و"هند" الكاتبة المختصّة في التحقيقات، وقد صدرت ضمن منشورات الجيب لـدار النشر "بوان Points" في صائفة 2018. وبهذه المناسبة، أجرى معه الصحفي الثقافي جون فيليب كازيي حوارا حول مناخات روايته من حيثُ صلتُها بوقائع المعيش الثقافي والاجتماعي الأوروبي، وما يعتمل فيه من صراع الهُويّات، وتنامي الهجرة، وتزايد مظاهر العنف، وضيق الأفق الاقتصادي، وتنامي الأزمات السياسيّة، وهو ما يدعو إلى البحث عن سبيل إلى عالَم ممكن يعيش فيه الكلّ عيشًا سعيدًا خارج شروط العرق والدّين والحزب والجنسيّة . وقد ذكر شاموازو في حواره أنّ مصطلح "مهاجرون" لا يحيل إلى أي تصنيف قانوني مثل "طالبي اللجوء" أو اللاجئون" لأننا حين ننظر إلى التاريخ الإنساني سندرك أن تطور عملية استيطان البشر للمناطق الخالية على الكرة الأرضية قد تمّ عبر ظاهرة هجرات مكثفة ومستمرة تثبتها كل الثقافات بل وكل ADN بشري. وأكّد، أيضا، وجوبَ التنديد بأيّ سلوك يَسْبغ على المهاجرين صورةَ العدو ويُجرّدهم من إنسانيتهم و"يتركهم يموتون، أو يقمعهم، ويطردهم، ويحصرهم في مناطق فاقدي كلّ الحقوق"، مبينا في هذا الصدد أن "التجريد من الانسانية يستوجب الاستنكار"، ومطالبا ببناء عالَم جديد، عالم ترابطي، "لا وَفْقَ شروط المجتمع وإنّما على أساس تضامن متعدد الأبعاد وقابل للتطور، وعلى أساس أخويات غير متوقعة وعرضية." ونظرا لأهمية هذا الحوار، فقد تكفّلت مجلّة "الفيصل" بترجمته لعرضه على قرّائها.* مثلما هو حال شخصيات رواياتك السابقة، فالمهاجرون في كتابك الأخير "أخوة مهاجرون" لا تُحَدِّد ظُرُوفُهم وحدها سيماتِهم بل هم يكشفون، علاوة على ذلك، عن علاقات السلطة والهيمنة. فأنتَ تربط، في هذا الكتاب، الوضعَ الحالي للمهاجرين بالرأسمالية والنيوليبرالية اللتين يُمثل الربح الماديّ عقيدتَهما الوحيدة. فما الذي يمييز الليبيرالية الحالية؟ وما هي مشمولات هذه السلطة؟ وما الذي يتعرض إليه المهاجرون اليوم؟ - النيوليبرالية هي عملية غادرة لاستنزاف إنسانية الإنسان. إنها تميل إلى تجريد الفرد من الطابع الإنساني وقد نجحت في امتطاء صهوة عملية الفردانية التي كانت نهاية المجتمعات القديمة قد سرّعت من وتيرتها وقد عرفت كيف تجعل اليد الخفية للسوق تختطف الفرد المجبر على بناء ذاته وأخلاقياته ومفهوم العيش داخل ذاته وتختزله إلى مستهلك قهري. وفي الاستهلاك القهري تتلخص وتضيع كلٌّ من الرغبة الكبرى في الوجود والعيش والمصير إضافة إلى فكرة التضامن أو حسن الطوية والحياء الطبيعي.كان الرابط الرمزي في المجتمعات القديمة يغذي كل ما يشكل الإنسانية الإنسان. فهو لم يكن يشمل فقط تحقيق الأمن والشراب والغذاء لكن كان يضيف إليها الإحساس بالإلهي وطعم المقدس والمفهوم الوجودي الذي يمنحه كل من الفرح والصداقة والاحتفال والحب والمودة والهبة والمشاركة. وكان "العمل" نظامَ أنشطة تخلق مزيجا من الإبداع والفرص وتحقيق الذات. في حين أن الرابط الرمزي النيوليبرالي يمحو كل الشعرية الإنسانية. إذ يلغي كل الوسائط ولا يقدم، كعلامة وكرمز، للفرد المعزول إلا البريق الحالك للربح الشامل وخبراته ومعاييره. لم تعد توجد وساطة رمزية بين الفرد والاقتصاد، ولا بين السياسة والاقتصاد، وإنما توجد فقط السلطة الم ......
#باتريك
#شاموازو:
#النيوليبراليّة
#عملية
#غادرة
#تستنزف
#إنسانيةَ
#الإنسان
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=701417
#الحوار_المتمدن
#رويدة_سالم حوار: جون فيليب كازيي من الإصدارات التي جلبت انتباه النقّاد في فرنسا خلال هذه العودة الأدبية في الموسم الثقافي 2018-2019 نُلفي كتاب "أُخْوةٌ مُهاجِرون" للباحث الفلسفيّ باتريك شاموازو الحاصل على جائزة الغونكور سنة 1992، وهو عبارة عن رواية بوليفونية عالية الشعريّة، بطلتاها "جان" المتطوّعة بالعمل الجمعياتيّ، و"هند" الكاتبة المختصّة في التحقيقات، وقد صدرت ضمن منشورات الجيب لـدار النشر "بوان Points" في صائفة 2018. وبهذه المناسبة، أجرى معه الصحفي الثقافي جون فيليب كازيي حوارا حول مناخات روايته من حيثُ صلتُها بوقائع المعيش الثقافي والاجتماعي الأوروبي، وما يعتمل فيه من صراع الهُويّات، وتنامي الهجرة، وتزايد مظاهر العنف، وضيق الأفق الاقتصادي، وتنامي الأزمات السياسيّة، وهو ما يدعو إلى البحث عن سبيل إلى عالَم ممكن يعيش فيه الكلّ عيشًا سعيدًا خارج شروط العرق والدّين والحزب والجنسيّة . وقد ذكر شاموازو في حواره أنّ مصطلح "مهاجرون" لا يحيل إلى أي تصنيف قانوني مثل "طالبي اللجوء" أو اللاجئون" لأننا حين ننظر إلى التاريخ الإنساني سندرك أن تطور عملية استيطان البشر للمناطق الخالية على الكرة الأرضية قد تمّ عبر ظاهرة هجرات مكثفة ومستمرة تثبتها كل الثقافات بل وكل ADN بشري. وأكّد، أيضا، وجوبَ التنديد بأيّ سلوك يَسْبغ على المهاجرين صورةَ العدو ويُجرّدهم من إنسانيتهم و"يتركهم يموتون، أو يقمعهم، ويطردهم، ويحصرهم في مناطق فاقدي كلّ الحقوق"، مبينا في هذا الصدد أن "التجريد من الانسانية يستوجب الاستنكار"، ومطالبا ببناء عالَم جديد، عالم ترابطي، "لا وَفْقَ شروط المجتمع وإنّما على أساس تضامن متعدد الأبعاد وقابل للتطور، وعلى أساس أخويات غير متوقعة وعرضية." ونظرا لأهمية هذا الحوار، فقد تكفّلت مجلّة "الفيصل" بترجمته لعرضه على قرّائها.* مثلما هو حال شخصيات رواياتك السابقة، فالمهاجرون في كتابك الأخير "أخوة مهاجرون" لا تُحَدِّد ظُرُوفُهم وحدها سيماتِهم بل هم يكشفون، علاوة على ذلك، عن علاقات السلطة والهيمنة. فأنتَ تربط، في هذا الكتاب، الوضعَ الحالي للمهاجرين بالرأسمالية والنيوليبرالية اللتين يُمثل الربح الماديّ عقيدتَهما الوحيدة. فما الذي يمييز الليبيرالية الحالية؟ وما هي مشمولات هذه السلطة؟ وما الذي يتعرض إليه المهاجرون اليوم؟ - النيوليبرالية هي عملية غادرة لاستنزاف إنسانية الإنسان. إنها تميل إلى تجريد الفرد من الطابع الإنساني وقد نجحت في امتطاء صهوة عملية الفردانية التي كانت نهاية المجتمعات القديمة قد سرّعت من وتيرتها وقد عرفت كيف تجعل اليد الخفية للسوق تختطف الفرد المجبر على بناء ذاته وأخلاقياته ومفهوم العيش داخل ذاته وتختزله إلى مستهلك قهري. وفي الاستهلاك القهري تتلخص وتضيع كلٌّ من الرغبة الكبرى في الوجود والعيش والمصير إضافة إلى فكرة التضامن أو حسن الطوية والحياء الطبيعي.كان الرابط الرمزي في المجتمعات القديمة يغذي كل ما يشكل الإنسانية الإنسان. فهو لم يكن يشمل فقط تحقيق الأمن والشراب والغذاء لكن كان يضيف إليها الإحساس بالإلهي وطعم المقدس والمفهوم الوجودي الذي يمنحه كل من الفرح والصداقة والاحتفال والحب والمودة والهبة والمشاركة. وكان "العمل" نظامَ أنشطة تخلق مزيجا من الإبداع والفرص وتحقيق الذات. في حين أن الرابط الرمزي النيوليبرالي يمحو كل الشعرية الإنسانية. إذ يلغي كل الوسائط ولا يقدم، كعلامة وكرمز، للفرد المعزول إلا البريق الحالك للربح الشامل وخبراته ومعاييره. لم تعد توجد وساطة رمزية بين الفرد والاقتصاد، ولا بين السياسة والاقتصاد، وإنما توجد فقط السلطة الم ......
#باتريك
#شاموازو:
#النيوليبراليّة
#عملية
#غادرة
#تستنزف
#إنسانيةَ
#الإنسان
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=701417
الحوار المتمدن
رويدة سالم - باتريك شاموازو: النيوليبراليّة عملية غادرة تستنزف إنسانيةَ الإنسان