إدريس غازي : الإبستيمي والخطاب
#الحوار_المتمدن
#إدريس_غازي مما لا شك فيه أن مفهوم الإبستيمي Epistimé هو أفضل إنجاز - إن لم نقل إنجازا ثوريا - على المستوى الفضائي / الأفقي في كتاب "الكلمات والأشياء " إلى جانب مفهوم القطيعة répture على المستوى العمودي .في هذا الكتاب برهن م فوكو على وجود ترابط إبستيمولوجي عميق بين أنواع المعارف والعلوم السائدة ، في فترة زمنية معطاة ، وفي عصر معين . فمع م. فوكو لا يمكن ، وكيف ما كان الحال ، أن نؤرخ لعلم من العلوم بمعزل عن علوم أخرى وتشكيلات وممارسات خطابية discursive معاصرة له .لقد كان مؤرخوا الأفكار في السابق يتحدثون عن تاريخ علم اللغة وحده ، أو تاريخ علم الاقتصاد أو الطب أو الأدب أو الفلسفة ...دون أن يحاولوا الربط فيما بينها . وفي واقع الأمر إن نحت هذا مفهوم الابستيمي من طرف فوكو ، لهو شيء جديد في تاريخ الفكر بدلالاته الفلسفية، ذلك أن هذا المفهوم سيغدو واحدا من أهم مفاتيح الفكر في علاقته بالسلطة pouvoir عند م. فوكو الذي يعرفه بعبارات صريحة كالتالي :" نفهم من الإبستيمي في الواقع مجموعة من العلاقات القادرة في عصر معطى ، على التوحيد بين الممارسات الخطابية ، التي تظهر أشكالا إبستيمولوجية وعلوما .وإمكانية تشكل أنظمة " إلى أن يقول ليس الإبستيمي شكلا لمعرفة أو نموذجا من العقلانية يتخلل كل العلوم على اختلافها ، كاشفا بذلك عن وحدة مسيطرة لموضوع أو فكر أو عصر ، بل هي مجموعة من العلاقات التي يمكن اكتشافها في عصر معين .." ويضيف قائلا " لا يوجد قط ضمن ثقافة ما ، في لحظة معينة ، غير إبستيمي واحد يحدد شروط الإمكان بالنسبة لكل معرفة " ( ص.179 ) ..ومن هذه الزاوية يمكن القول أن الابستيمي مفهوم تأريخي، لكنه مفرغ من كل علاقة مع التشكيلة الإجتماعية، ولقد حاول فوكو رسم الحدود القصوى للفكر الغربي والخط القاسم بين ما هو ممكن التفكير فيه وما هو مستحيل الفكير فيه..وهذا ما كسر الوهم الذي جعل الكثير يعتقد بأن العقلانية خط واحد أو نظرية واحدة مهيمنة، وقد قادت هذه المنهجية الفيلسوف إلى تأسيس جينيالوجا للمعرفة في العلوم الإنسانية، وجعل ما كنا نعتقده طرازا لفكر البشرية الدائم، شيئا نسبيا .يقول فرانسوا فال عن هذا المفهوم " فقد أثبت أن تاريخ الفكر ينقسم إلى شرائح كبيرة ( اي فترات زمنية واسعة ) مفصولة عن بعضها البعض ، وكل شريحة تشبه ورقة خضراء بكل تفاريعها وعروقها ( اي كل العلوم والمعارف السائدة في فترة محددة ) وعندما تذبل هذه الورقة وتموت ، تطوى لتحل محلها ورقة جدبدة وهكذا ذواليك ..." ولكي نوضح المسالة أكثر ، سأعرض بسرعة للإبستيميات الثلاث والتي رصدها م. فوكو في كتابه" الكلمات والأشياء " في صورة مختزلة، مما سيمكننا بثبات من الوقوف على ملامح هذه العصور ، كما سيساعدنا في توضيح العلاقة بين الابستيمي والقطيعة بالنظر إلى علاقة التلازم بين المفهومين يصعب الفصل بيهما دون بيان الأسس الابستيمولوجية والمعرفية لكليهما ...فالقطيعتان المشار إليهما في الجزء السابق ؛ أي القطيعة بين العصر الوسيط والعصر الكلاسيكي من جهة، والقطيعة الثانية بين العصر الكلاسكي والعصر الحديث من جهة ثانية .فالقطيعتان المشار إليهما يفصلان بين ثلاث إبستبميات وهي على التوالي : ١-;- إبستيمي العصر الوسيط .٢-;- إبستيمي العصر الكلاسيكي ٣-;- إبستيمي العصر الحديث .وهذا ما سنقف عنده في الجزء اللاحق من هذه المقالة.يتبع ......
#الإبستيمي
#والخطاب
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=676225
#الحوار_المتمدن
#إدريس_غازي مما لا شك فيه أن مفهوم الإبستيمي Epistimé هو أفضل إنجاز - إن لم نقل إنجازا ثوريا - على المستوى الفضائي / الأفقي في كتاب "الكلمات والأشياء " إلى جانب مفهوم القطيعة répture على المستوى العمودي .في هذا الكتاب برهن م فوكو على وجود ترابط إبستيمولوجي عميق بين أنواع المعارف والعلوم السائدة ، في فترة زمنية معطاة ، وفي عصر معين . فمع م. فوكو لا يمكن ، وكيف ما كان الحال ، أن نؤرخ لعلم من العلوم بمعزل عن علوم أخرى وتشكيلات وممارسات خطابية discursive معاصرة له .لقد كان مؤرخوا الأفكار في السابق يتحدثون عن تاريخ علم اللغة وحده ، أو تاريخ علم الاقتصاد أو الطب أو الأدب أو الفلسفة ...دون أن يحاولوا الربط فيما بينها . وفي واقع الأمر إن نحت هذا مفهوم الابستيمي من طرف فوكو ، لهو شيء جديد في تاريخ الفكر بدلالاته الفلسفية، ذلك أن هذا المفهوم سيغدو واحدا من أهم مفاتيح الفكر في علاقته بالسلطة pouvoir عند م. فوكو الذي يعرفه بعبارات صريحة كالتالي :" نفهم من الإبستيمي في الواقع مجموعة من العلاقات القادرة في عصر معطى ، على التوحيد بين الممارسات الخطابية ، التي تظهر أشكالا إبستيمولوجية وعلوما .وإمكانية تشكل أنظمة " إلى أن يقول ليس الإبستيمي شكلا لمعرفة أو نموذجا من العقلانية يتخلل كل العلوم على اختلافها ، كاشفا بذلك عن وحدة مسيطرة لموضوع أو فكر أو عصر ، بل هي مجموعة من العلاقات التي يمكن اكتشافها في عصر معين .." ويضيف قائلا " لا يوجد قط ضمن ثقافة ما ، في لحظة معينة ، غير إبستيمي واحد يحدد شروط الإمكان بالنسبة لكل معرفة " ( ص.179 ) ..ومن هذه الزاوية يمكن القول أن الابستيمي مفهوم تأريخي، لكنه مفرغ من كل علاقة مع التشكيلة الإجتماعية، ولقد حاول فوكو رسم الحدود القصوى للفكر الغربي والخط القاسم بين ما هو ممكن التفكير فيه وما هو مستحيل الفكير فيه..وهذا ما كسر الوهم الذي جعل الكثير يعتقد بأن العقلانية خط واحد أو نظرية واحدة مهيمنة، وقد قادت هذه المنهجية الفيلسوف إلى تأسيس جينيالوجا للمعرفة في العلوم الإنسانية، وجعل ما كنا نعتقده طرازا لفكر البشرية الدائم، شيئا نسبيا .يقول فرانسوا فال عن هذا المفهوم " فقد أثبت أن تاريخ الفكر ينقسم إلى شرائح كبيرة ( اي فترات زمنية واسعة ) مفصولة عن بعضها البعض ، وكل شريحة تشبه ورقة خضراء بكل تفاريعها وعروقها ( اي كل العلوم والمعارف السائدة في فترة محددة ) وعندما تذبل هذه الورقة وتموت ، تطوى لتحل محلها ورقة جدبدة وهكذا ذواليك ..." ولكي نوضح المسالة أكثر ، سأعرض بسرعة للإبستيميات الثلاث والتي رصدها م. فوكو في كتابه" الكلمات والأشياء " في صورة مختزلة، مما سيمكننا بثبات من الوقوف على ملامح هذه العصور ، كما سيساعدنا في توضيح العلاقة بين الابستيمي والقطيعة بالنظر إلى علاقة التلازم بين المفهومين يصعب الفصل بيهما دون بيان الأسس الابستيمولوجية والمعرفية لكليهما ...فالقطيعتان المشار إليهما في الجزء السابق ؛ أي القطيعة بين العصر الوسيط والعصر الكلاسيكي من جهة، والقطيعة الثانية بين العصر الكلاسكي والعصر الحديث من جهة ثانية .فالقطيعتان المشار إليهما يفصلان بين ثلاث إبستبميات وهي على التوالي : ١-;- إبستيمي العصر الوسيط .٢-;- إبستيمي العصر الكلاسيكي ٣-;- إبستيمي العصر الحديث .وهذا ما سنقف عنده في الجزء اللاحق من هذه المقالة.يتبع ......
#الإبستيمي
#والخطاب
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=676225
الحوار المتمدن
إدريس غازي - الإبستيمي والخطاب