عباس علي العلي : لماذا نفشل في كل مرة؟
#الحوار_المتمدن
#عباس_علي_العلي سؤال كثيرا ما أرق الإنسان وأشغل فكره بعدة تساؤلات متلاحقة تصب في النهاية في دائرة الحيرة والتيه الذي يعانيه فضلا عن إشكاليات الوجود، السؤال هو لماذا يفشل الدين في كل مرة بضبط إيقاع الحياة على النحو الذي لمسه الإنسان من وجود الدين في حياته؟ السؤال ليس موجها للدين والديان بقدر ما موجه أصلا للإنسان ذاته، هل كان الدين حقيقة عاجزا عن ذلك؟ أم أن الإنسان بطبيعته الجدلية لا يرغب في المواصلة كلما أحسن أن هناك من يراقبه ومن يتتبع خطواته؟ الأحتمالات النظرية كثيرة والإجابات لم تعد شافية بالقدر الذي يخرج الإنسان من هذا السؤال الوجودي إلى سؤال أعمق.الحقيقة التي يجب أن نصرح بها أن الدين ليس وحده المعني بهذه الإجابة من خلال التجربة التاريخية للإنسان، العلم والمعرفة والأخلاق أيضا تعاني من نفس الإشكالية التاريخية تلك، برغم تجربة الإنسان مع نفسه ومع وجوده الخاص والعام فشل أيضا في أستيعاب الدرس في كل مرة، فعندما أسس أسلافنا الحضاريون قواعد العلم والمعرفة وأخرجوا أنفسهم من دائرة الجهل والغيبية وأتجهوا نحو العلم والمعرفة وكونوا أعظم الفلسفات الفكرية من أخلاق ومقولات وأجتهادات لم يتمسك الإنسان بها ويبني عليها ما هو نتاج تجاربه، بل عمد في كل مرة وتحت نوازع ما يسميها هو الشر إلى تحطيم كل تلك المعطيات والجهد الإنساني الجبار مدفوعا ليس بجهله فقط، بل برغبته في بناء نموذج أخر غير مجرب ولم يتطابق مع المنطق العقلي السليم.مثلا من هدم حضارة بابل أو حضارة مصر القديمة أو حضارات الصين والهند وكل الحضارات التي نشأت في الأرض، لم يكن مدفوعا برغبة التجديد وبناء بديل أكثر إنسانية أو أقرب له، بل لأنه يرى فيها ما لا يتطابق مع مقدماته التي تتحكم بها الأنا المتضخمة فردية كانت أم جمعية، لذا فهو لا ينظر للنتائج من المقدمات التي بنى عليها فكرته بل ينظر إلى نفسه من خلال نتائج ما يريده هو لا ما يتلائم مع السيرورة المحتمة التي تعيده في كل مرة إلى انطلاقة جديدة.بعد طوفان نوح وما جرى للإنسان من أحداث ونتائج كتجربة مريرة كان لا بد أن يضع كل ذلك في الحسبان، وينطلق من النقطة التي أنتهى لها نوح ومن معه، مجرد أن مر زمن قليل حتى نسي ما كان وعاد لنفس الدوافع والمبررات التي جعلت من نوح أن يصنع الفلك، هذا الإصرار على التخريب لا يفسر على أنه جهل ولا على أنه غباء طبيعي جمعي مرده النسيان أو التغافل عما هو واجب وأوجب.وعادت تجربة تلو تجربة ونكوص بعد نكوص دون أن يتخذ الإنسان ما يلزم من قواعد حتى لا يتراجع في كل مرة عن خطواته السلبية المهلكة مع كل اندفاعة أنانوية تطيح بتراكم معرفي وأخلاقي وعلمي ليعود للبدء من تلك النقطة المؤلمة التي أدمت تاريخيه، هنا يجب أن يكون السؤال المفتاح.. لماذا لم ينجح بوضع تلك القواعد التي تحميه من النكوص؟ لماذا لم يجسد فشله بردة فعل تحصن وتعصم تجربته من التكرار السخيف لمشهد الإنهيار والإطاحة بمنجزه هو؟.التفسير المنطقي لهذا الجواب يعتمد على حقائق عديدة يمكن دراستها في حدود ما تمنح من قدرة على إثبات فاعليتها في هذا الموضوع، في مقدمة هذه الحقائق أن الإنسان كائن جدلي لا يقبل بالإستلام والسير في طريق واحد حتى لو كان هذا الطريق هو الأفضل والأحسن له، فطبيعة البشر التكوينية طبيعة قلقة غير مستقرة بوجود عوامل الشك والفضولية والتردد والخوف، فالعقل البشري عقل يصنع وفق ظروف البيئة وليس عقلا يتوارث مكوناته من السلف السابق، بمعنى أن الإنسان هو أبن يومه وابن وجوده الخاص وليس أبن التراكم، فلو رغب كل فرد أن يدرس التجربة مثلا لا يمكنه أن يتناولها بواسطة الجينات المتتالية، بل عليه أن يدرس ......
#لماذا
#نفشل
#مرة؟
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=680684
#الحوار_المتمدن
#عباس_علي_العلي سؤال كثيرا ما أرق الإنسان وأشغل فكره بعدة تساؤلات متلاحقة تصب في النهاية في دائرة الحيرة والتيه الذي يعانيه فضلا عن إشكاليات الوجود، السؤال هو لماذا يفشل الدين في كل مرة بضبط إيقاع الحياة على النحو الذي لمسه الإنسان من وجود الدين في حياته؟ السؤال ليس موجها للدين والديان بقدر ما موجه أصلا للإنسان ذاته، هل كان الدين حقيقة عاجزا عن ذلك؟ أم أن الإنسان بطبيعته الجدلية لا يرغب في المواصلة كلما أحسن أن هناك من يراقبه ومن يتتبع خطواته؟ الأحتمالات النظرية كثيرة والإجابات لم تعد شافية بالقدر الذي يخرج الإنسان من هذا السؤال الوجودي إلى سؤال أعمق.الحقيقة التي يجب أن نصرح بها أن الدين ليس وحده المعني بهذه الإجابة من خلال التجربة التاريخية للإنسان، العلم والمعرفة والأخلاق أيضا تعاني من نفس الإشكالية التاريخية تلك، برغم تجربة الإنسان مع نفسه ومع وجوده الخاص والعام فشل أيضا في أستيعاب الدرس في كل مرة، فعندما أسس أسلافنا الحضاريون قواعد العلم والمعرفة وأخرجوا أنفسهم من دائرة الجهل والغيبية وأتجهوا نحو العلم والمعرفة وكونوا أعظم الفلسفات الفكرية من أخلاق ومقولات وأجتهادات لم يتمسك الإنسان بها ويبني عليها ما هو نتاج تجاربه، بل عمد في كل مرة وتحت نوازع ما يسميها هو الشر إلى تحطيم كل تلك المعطيات والجهد الإنساني الجبار مدفوعا ليس بجهله فقط، بل برغبته في بناء نموذج أخر غير مجرب ولم يتطابق مع المنطق العقلي السليم.مثلا من هدم حضارة بابل أو حضارة مصر القديمة أو حضارات الصين والهند وكل الحضارات التي نشأت في الأرض، لم يكن مدفوعا برغبة التجديد وبناء بديل أكثر إنسانية أو أقرب له، بل لأنه يرى فيها ما لا يتطابق مع مقدماته التي تتحكم بها الأنا المتضخمة فردية كانت أم جمعية، لذا فهو لا ينظر للنتائج من المقدمات التي بنى عليها فكرته بل ينظر إلى نفسه من خلال نتائج ما يريده هو لا ما يتلائم مع السيرورة المحتمة التي تعيده في كل مرة إلى انطلاقة جديدة.بعد طوفان نوح وما جرى للإنسان من أحداث ونتائج كتجربة مريرة كان لا بد أن يضع كل ذلك في الحسبان، وينطلق من النقطة التي أنتهى لها نوح ومن معه، مجرد أن مر زمن قليل حتى نسي ما كان وعاد لنفس الدوافع والمبررات التي جعلت من نوح أن يصنع الفلك، هذا الإصرار على التخريب لا يفسر على أنه جهل ولا على أنه غباء طبيعي جمعي مرده النسيان أو التغافل عما هو واجب وأوجب.وعادت تجربة تلو تجربة ونكوص بعد نكوص دون أن يتخذ الإنسان ما يلزم من قواعد حتى لا يتراجع في كل مرة عن خطواته السلبية المهلكة مع كل اندفاعة أنانوية تطيح بتراكم معرفي وأخلاقي وعلمي ليعود للبدء من تلك النقطة المؤلمة التي أدمت تاريخيه، هنا يجب أن يكون السؤال المفتاح.. لماذا لم ينجح بوضع تلك القواعد التي تحميه من النكوص؟ لماذا لم يجسد فشله بردة فعل تحصن وتعصم تجربته من التكرار السخيف لمشهد الإنهيار والإطاحة بمنجزه هو؟.التفسير المنطقي لهذا الجواب يعتمد على حقائق عديدة يمكن دراستها في حدود ما تمنح من قدرة على إثبات فاعليتها في هذا الموضوع، في مقدمة هذه الحقائق أن الإنسان كائن جدلي لا يقبل بالإستلام والسير في طريق واحد حتى لو كان هذا الطريق هو الأفضل والأحسن له، فطبيعة البشر التكوينية طبيعة قلقة غير مستقرة بوجود عوامل الشك والفضولية والتردد والخوف، فالعقل البشري عقل يصنع وفق ظروف البيئة وليس عقلا يتوارث مكوناته من السلف السابق، بمعنى أن الإنسان هو أبن يومه وابن وجوده الخاص وليس أبن التراكم، فلو رغب كل فرد أن يدرس التجربة مثلا لا يمكنه أن يتناولها بواسطة الجينات المتتالية، بل عليه أن يدرس ......
#لماذا
#نفشل
#مرة؟
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=680684
الحوار المتمدن
عباس علي العلي - لماذا نفشل في كل مرة؟