الحوار المتمدن
3.07K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
إبراهيم جركس : شرح كتاب فريدريك نيتشه [هكذا تكلّم زرادشت]16 عَن المجرم الشاحب
#الحوار_المتمدن
#إبراهيم_جركس شرح كتاب فريدريك نيتشه[هكذا تكلّم زرادشت]16عَن المجرم الشاحبلا تريدون القتل قبل أن يحني الحيوان رقبته أيها القضاة ومقدّمي القرابين؟ انظروا، ها هو المجرم الشاحب قد حَنى رقبته، وعينه تنطق بالاحتقار الأكبر."أنايَ شيء ينبغي تجاوزه: أناَ هي الاحتقار الأكبر الذي أكُنّه للبشر"، هكذا تتكلّم تلك العين.أن يُقاضي الجاني نفسه بنفسه فتلك لحظته الأرقى: لاتدعوا الرفيع يقع مجدداً إلى حضيضه!من مِن خَلاص لذلك الذي يتعذّب بنفسه سوى في موتة عاجلة.ليَكُن قتلكم شَفَقَةً أيّها القضاة لا انتقاماً. وفيما أنتم تقتلون اعملوا على أن تعطوا بأنفسكم مبرّراً للحياة!ليس كافياً أن تتصالحوا نع الذي تقتلونه. ليكُن حُزنكم حبّاً للإنسان الأعلى: هكذا تبرّرون بقاءكم على قيد الحياة!"عدو" ينبغي أن تقولوا، وليس "شرّيراً"، "مصاب" ينبغي أن تقولوا، وليس "وَغداً"، "أحمق" ينبغي أن تقولوا، وليس "خطيئاً".وأنت، أيّها القاضي ذو العباءة الحمراء، لو أنّكَ قُلتَ بصوتٍ مسموع مايجول بصمتٍ في خاطرك، فسيصرخ كلّ امرء: "لِتُبعِدوا عَنّا هذه القذارة والدودة السامة!".لكنّ الفكرة شيء والفعل شيء، وشيء آخر هي صورة الفعل، وبينها لايتحرّك دولاب السببية.صورةٌ هي التي جَعَلَت هذا الرجل الشاحب شاحباً. لقد كان ندّاً لفعلته عندما أتي تلك الفعلة، لكنّ صورتها هي التي استعصى عليه تحمّلها بعد القيام بها.والآن لم يَعُد يرى في نفسه سوى مجرم. جنوناً أسمّي هذا: لقد تحوّل العنصر الشاذ لديه إلى جوهر.السرب يسحَر الدجاجة، والفعلة التي فعلها ذهبت بعقله المسكين – جنون مابعد الجريمة أسمّي ذلك.استمعوا أيّها القضاة! هناك جنونٌ آخر أيضاً: هو جنون ماقبل الجريمة. آه، إنكم لاتغوصون بما يكفي من العمق في أغوار هذه النفس!هكذا يتكلّم القاضي الأحمر: "بِمَ أجرَمَ هذا المجرم؟ كان يريد أن يسرق؟" أمّا أنا فأقول لكم: دَمَاً كانت تبتغي نفسه وليس غنيمةٌ: لقد كان متعطّشاً لغبطة السكين!!لكنّ عقله البائس لم يَفقَه هذا الجنون، وهكذا أقنَعَه محدّثاً إياه بهذا الكلام: "مالَكَ والدم؟ ألا تريد غنيمة على الأقل من وراء هذا؟ ثأراً تثأرهُ؟"وكان أن أصغى إلى عقله البائس: بمثل الرصاص وقع عليه حديثه، فَنَهَبَ عندما قَتَل. لأنّه لم يكن يريد أن يخجل من حُمقه.وها هو رصاص ذنبه يحطّ بثقله عليه من جديد، وإذا عقله البائس يغدو متحجّراً من جديد، كسيحاً وثقيلاً.لو أنّه يستطيع فقط أن يحرّك رأسه، فسيقع ذلك العبء الذي فوقه، لكن من ذا الذي سيحرّك هذه الرأس؟أيُّ إنسانٍ هو هذا؟ ركامٌ من الأمراض تنتشر في العالم عبر هذا العقل: فهي تريد أن تَظفَرَ بفريستها!أيُّ إنسانٍ هو هذا؟ كتلة متشابكة من الأفاعي لاتجد الراحة في ما بينها، فتتفرّق إذاً لتبحث عن فريسة في الأرض.انظروا هذا الجسد البائس! وذلك الذي يعانيه ويبتغيه قد تأوّلته النفس تأويلها الخاص – رَغبَةً في القتل ولهفةً على غبطة السكين تأوّلت ذلك الأمر.مَن يغدو الآن مريضاً، إنّما يقع عليه الشرّ الذي هو الآن شَرٌّ: إنّه يريد أن ُحدِثَ ألَماً بذلك الذي يؤلمه. لكن فينا مضى كانت هناك أزمنة أخرى وخرٌ آخر وشَرٌّ آخر.في ما مضى كان الشكّ شرّاً وكذلك إرادة الذات. في ذلك الزمن جُعِلَ من المَرضى كَفَرَة وساحِرات: وكَكَفَرَة وسَحَرَة كانوا يتألّمون ويريدون الإيلام.لكنّ هذا أمرٌ لا يجد طريقاً إلى أسماعِكُم، إنّه يسيء إلى خيركم، تقولون لي. لكن ما الذي يعنيني في خيركم!ليس شرّكم، بل الكثير من خيركم هو الذي يُقرِفني في الحقيقة. ولَكَم وَدَدتُ لو أنّ ......
#كتاب
#فريدريك
#نيتشه
#[هكذا
#تكلّم
#زرادشت]16
#المجرم
#الشاحب

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=693795