الحوار المتمدن
3.12K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
فاروق عطية : رمضان جانا في الحجر ويانا
#الحوار_المتمدن
#فاروق_عطية نحن الآن في شهر رمضان وكل سنة والبشرية جميعا مسلمين ومسيحيين ويهود وبوذيين وهندوس وسيخ وكونفشيوس وبراهمة ومجوس وبهائيين وأزيديين ومندائيين وكل من له دين أو ملحدين جميها في سلام ومحبة في شهر الصوم وعبادة الرحمن بالرغم من كورونا والحجر والكرنتينا. ولرمضان عندي الكثير من الذكريات التي أحب أن تشاركوني فيها. ففي الطفولة ومرحلة الدراسة الابتدائية (بداية أربعينيات القرن الماضي) كانت الأضواء ذات الألوان الجميلة المبهجة المعلقة علي مآذن المساجد وعلي مداخل الشوارع والبيوت بمدينتنا طهطا تخطف أبصارنا وتبهر أنظارنا. نتجمع كأطفال الشارع مع بعضنا البعض إميل وحسن وعلي وسيد وجورج وحلمي ومصطغي وأنا، ومعنا الفوانيس بداخلها شموع موقدة بعد الأفطار ونمر علي بيوت جيراننا طارقين الأبواب ونحن ننشد: إدونا العادة ألله خليكم. وكل بيت من بيوت الجيران يعطينا حاجة، سوداني بندق لوز جوز ملبس أو قطع قمر الدين، وبعد الجولة نُقسّم ما حصلنا عليه من هبات. الحياة كانت بسيطة وحلوة وكل شيئ موجود في الأسواق ومتاح لكل البيوت، ولا يحتاج الصائمون لشراء شيئ جديد وخاص برمضان كما يحدث الآن. ورغم أن رمضان كان يأتي في عز الحر ودرجة الحرارة لا تقل في الصعيد عن 45 درجة مائوية لكني لم ألحظ يوما نرفزة أو خناقات بين الناس تعللا بالحر والصيام كما يحدث الآن. وكانت الطيبة والسماحة تملأ الوجوه ولم يحدث يوما أن اعترض صائم شخصا يأكل في مطعم أو حتي في الطريق، وإن كنا نحن المسيحيون نحاول قدر الإمكان مراعاة شعور جيراننا الصائمين فلا يظهر أحدنا شاربا أو آكلا أمامهم. ذات يوم حدثت وعكة صحية لجارتنا الحاجة أم مصطفي وكعادة الصعايدة عند زيارة جار مريض لا بد من بعض الفواكه والمشروبات كهدية، وبالطبع أنا من يحمل هذه الهدية في صحبة أمي. وبعد الترحيب بنا إذ بصاحبة الدار تحضر لنا بعض العصائر لنشربها. حاولنا الاعتذار مراعاة لشعورها كصائمة ولكن السيدة أصرت قائلة والابتسامة تملأ وجهها: نحن صائمون فريضة فما ذنبكم أنتم لتصوموا معنا، نحن نسعد حين نراكم تأكلون وتشربون ولا يضيرنا ذلك. وأتبعت ذلك بالنداء علي ابنها مصطفي الذي كان في حجرة نومه قائلة: واد يا مطصفي هات طبق الكنافة من النملية (لم يكن هناك ثلاجات في البيوت) وأردفت: تعالي صاحبك عندنا..وأصرت مع القسم بأغلظ الأيمان بأن لابد لنا من أكل الكنافة. وفي فترة الفتوة ومرحلة الدراسة الثانوية تشعبت صداقاتنا وامتدت لتشمل زملاء الدراسة دون تفرقة أو حتي معرفة من منا مسلم ومن منا مسيحي. وفي ليالي رمضان كانت بعض الأسر الكبيرة كعائلة رفاعة الطهطاوي أوعائلة عبد الآخر أوعائلة عنبر يقيمون ليالي رمضانية يُتلى فيها القرآن وتُنشد الموشحات الدينية في سرادقات بجوار دورهم. كان الشيخ عبد الباسط عبد الصمد في ذلك الوقت في بداية العشرينات من عمره ولازال طاليا أزهريا ولم يكن بعد قد اشتهر إلا في موطنه (مديرية قنا) وبعض مدن الصعيد كمدينتنا. كان الشيخ عبد الباسط هو المقرئ الدائم لعائلة عنبر (الوفدية) وكنا مسحورين بصوته العذب الرخيم. بعد أن بنتهي من تلاوة القرآن ينشد بعض التواشيح الدينية والمدائح ثم يعرج علي أغاني أم كلثوم وعبد الوهاب وكنا نتحلق حوله لنردد معه الأغنيات. أما عائلة عبد الآخر (الدستورية) كان يصدح في لياليها الشيخ سيد النقشبندي. كان الشيج سيد في ذلك الوقت في الثلاثينات من عمره وكان مشهورا عندنا باسم سيد الماواردي. انتقلت أسرته من قرية دميرة بالدقهلية إلي طهطا وهو في العاشرة تقريبا مع أمه وأخته لواحظ وزوج أمه الشيخ الماوردي الذي كان يمتهن تجارة الماورد والزيوت ا ......
#رمضان
#جانا
#الحجر
#ويانا

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=677032