الحوار المتمدن
3.07K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
فوز حمزة : أول الغيث وآخره
#الحوار_المتمدن
#فوز_حمزة بعد مغيب الشمس بوقت قصير انتهت مراسيم العزاء ..لم يتبقَ من والدها سوى صورة تزين حائط المنزل وخزانة ملابس تعاني الفقد منذ زمن بعيد ..بالرغم من إن الموت أزاح عن كاهلها تعب كبير بدأ منذ أصابة والدها بالشلل طيلة سنوات مضت إلا إن موته حملها وقذف بها وسط دوامة من الأفكار ..تطلعت إلى مسبحته وفراشه والراديو القديم قرب سريره ..لولا هذه الأشياء لما صدقت إنه كان موجودًا ..وقفت مع الصمت ترقب الزمن وهو يتباطىء لينحسر في الظلال التي خلفها غيابه ..أدركت كيف تكون شباك الليل المثقوبة حين تسمح للخوف والوحشة بالتسرب ..طرقات خفيفة على الباب بثت شيء من الفرح داخلها رغم معرفتها بالطارق ..إنه شقيقها الوحيد ..عزاؤها في هذه الدنيا بعد فراق الأهل وغياب الأحبة ..شعرت بالحياة تعود من جديد للأبواب الصامتة والنوافذ المخنوقة ..الروح فلم تكن دافئة كما هذه اللحظة ..إنه جزء من الماضي وكل الأيام القادمة ..بدأ بإذابة السكر في كوب الشاي بينما عيناه تجولان في سقف الغرفة وجدرانها كأنه يراها لأول مرة ..خمنت بوجود شيء ما داخله يبغي البوح به ..إنه ليس شقيقها فحسب بل الطفل الذي لم تنجبه ..فمنذ وفاة أمها حين كان في سن العاشرة وهي من تولت رعايته .. اقتربت منه تستحثه على الكلام وعينيها ابتسمت قبل شفتيها ..- أريد بيع البيت .. محتاج للمال من أجل تجارتي .. جهزي نفسك للانتقال إلى منزلي ..كما تنحسر أشعة الشمس عند المغيب ..انحسرت فرحتها وتلاشت مع آخر حرف خرج من بين شفتيه ..غابت الابتسامة عن ملامحها بينما عيناها تحدقان به تحاول استيعاب ما سمعته ..كانت تريد أخباره إنها دفعت ثمن هذا البيت من شبابها وهي تعمل من أجل تأمين النفقات لوالدها العاجز وهو لم يزل فتى والثمن الأكبر دفعته حين رفضت الزواج لتعتني بوالدها في الوقت الذي كان هو يعيش حياته مع زوجته وأولاده ..ولولاها لما تمكن من إنهاء دراسته .. الكلمات وقفت في حلقها وهي تبغي سؤاله .. هل حقًا نسيت إنني من توليت أمر زواجك ؟!..بدأ المطر يهطل بغزارة .. هذه المرة في فؤادها..رغبت بشدة في إخباره إنها كانت تنام كل ليلة على وسادة يتيمة وفراش بارد وحلم سرق من جيوبها كل شيء ..إلا أن الحياء منعها ولجم تلك الرغبة ..تمنتْ في تلك اللحظة لو أنها تمتلك القدرة على فهم كيف لبعض القلوب أن تكون قاسية لهذا الحد ؟!..شعرت داخلها يتحول إلى صحراء قاحلة لايسمع فيها غير نعيق الغربان ولاينتظرها سوى ليل موحش ..وهو يخطو نحو الباب سمعت وقع الحصى في حذائه يخدش الأمان ويجرح السلام ..أغلقت الباب خلفه ..باب جديدة لمعركة قادمة معه سوف تُفتح •• ......
#الغيث
#وآخره

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=741071