الحوار المتمدن
3.07K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
جلال الاسدي : وداوها بالتي كانت هي الداءُ … قصة قصيرة
#الحوار_المتمدن
#جلال_الاسدي يدخل ابو حسن على زوجته .. يجدها كعادتها تصلي .. في الصبح تصلي في الظهر تصلي في المساء كذلك .. في أي وقت يفتقدها يجدها تصلي .. يسحب كرسي ويجلس .. ثم ينتظرها حتى تفرغ من صلاتها .. يتطلع اليها ، وهو يتشهى شهية الصائم الراغب في الطعام .. يلتهم وجهها وجسدها المكتنز بنظراته الجائعة كأنه يراهما لأول مرة ..اعضاءه متحفزة .. فائرةٌ تغلي .. معلَّقاً بين اليأس والأمل .. !تنتهي .. لكن الصلاة لم تنتهي بعد .. لا تزال مستمرة ممتدة .. بالبسبسة والحوقلة والغمغمة .. إعتاد الرجل على طريقتها هذه ، فلم يتكلم لأنها حتما لن تُجيب ، وستعتبر كلامه مداخلة غير مرغوب فيها ، وستعاتبه كعادتها ، وتكرر عليه ان ينتظر حتى انتهاء آخر ارتدادات الصلاة ، وخمود آخر انفاسها ، وعندها فليقل ما يريد .. يستغلها فرصة ، ويذهب في استغراقه ، وتصوره ، ويتمادى في خيالاته الخصبة لكن بطريقته الخاصة .. ! — حرماً .. — جمعا إنشاء الله ..قريبة هي .. تجلس أمامه لكنها غاية في البعد .. يدعوها كما كل ليلة الى الفراش كأنه يستجدي الحسنة .. تتهرب كعادتها : — لم انتهي بعد .. اريد قراءة القرآن وبعض الأدعية !يغلي حتى يكاد ينفجر ، وهو يسمعها تعيد هذه الاسطوانة كلما دعاها الى احضانه كأنها تتهرب من عمل كريه لا تطيقه .. يقول وهو يحاول ان يبدو متماسكاً :— وانا متى يأتي دوري من اهتمامك ؟ أُذكركِ .. توقفنا عن المعاشرة منذ اشهر ، وانا من لحم ودم .. اريدك زوجة وليس رابعة العدوية تتعبد الليل والنهار .. لم تكوني هكذا .. ماذا جرى لك .. من لوث دماغك ؟تقول بصوت هادئ لا يزال تحت سطوة الخشوع ، وصمت الصلاة : — لقد كبرنا على هذه الأمور ، وعندنا أحفاد .. تزوج .. قلت لك أكثر من مرة اريد ان اكرس الباقي من عمري لآخرتي .. لا اريد ان اظلمك معي .. من جانبي ما عندي مانع .يهتف مندهشاً مصدوماً :— ما هذه النغمة الصوفية الغريبة التي تدندنين بها هذه الأيام .. تزوج تزوج ؟! أتدرين .. ؟ انتِ تتكلمين بمنطق مغاير لكل نواميس الحياة الطبيعية وسُننها ؟ نحن بشر .. لسنا رهبانا ولا ملائكة ، هذه مسألة لا يصح فيها سؤال : ارفض طبعاً .. بعدين انتهى عصر الحريم .. ونحن اليوم نعيش عصر الزوجة الواحدة ، ثم نحن في بداية الخمسين ولا نزال شباباً ، ولم ندخل في العمرين .. حرام يا بنت الناس ان ندفن انفسنا ونحن أحياء .. لماذا تحيطين العلاقة الحميمة ، وهي فعل طبيعي بهالات معقدة ، وتنفرين منها ، وتصورينها وكأنها نَجَس .. ؟!يبدو أن كلامه لم يحرك فيها جارحةً واحدة من جوارحها المغيبة ، ولم تعد هنآك حاجة بعد اليوم للحوار بينهما .. يتعكر مزاجه ، وتتجهم ملامحه .. ينهض .. يأخذ طريقه بهدوء نحو الباب .. يتلكأ قليلاً لعلها تعدل عن رأيها وتناديه ، لكن شيئا من هذا لم يحدث .. لم يسمع الا هسيس الصمت البارد يتلاطم في جدران الغرفة .. !يغادر صومعتها ، وهو يكاد ينفجر من الغيض والكبت .. يتمدد على الفراش ، ولا يتوقف عن التفكير في هذه المشكلة التي لا تمر إلا بعقل مجنون أو مريض نفسي ، ويحاول البحث عن حل متوازن لها .. وبعد طول تأمل وتفكير عنَّت له فكرة جعلته يعيد التفكير فيها أكثر من مرة .. أكيد هذه العانس العلوية كريمة هي التي أثرت عليها وأدارت رأسها .. ماذا يفعل معها ؟ هل يكلمها ، ويطلب منها ان تبتعد عن زوجته ام يطردها ، ويخلص من أذاها بالمرة .. ؟ بقي يقلب هذا الخاطر الليِّن وغيره ، ويشكلهم كما يرغب بهيئات مختلفة حتى اطاح به النعاس ، فراح في سبات عميق .وفي مساء اليوم التالي .. يذهب كعادته الى المقهى ليلتقي بصديق العمر ابو مرتضى .. كئ ......
#وداوها
#بالتي
#كانت
#الداءُ

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=734311