الحوار المتمدن
3.07K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
زهير صادق الحكاك : الشحاذ قصة قصيرة
#الحوار_المتمدن
#زهير_صادق_الحكاك الشحـــــــاذ (قصة قصيرة) خرج الشاب من مطعم مكدونالد وهو يحمل كيسا ورقيا كبيرا ملونا بشعار المطعم ، متجها نحو سيارته التي اركنها في مكان بعيد عن وسط المدينة الكبيرة، وما أن خطا عدة خطوات حتى رأى شحاذا مفترشا للأرض، جالسا على حصيرة كبيرة محاكة من خيوط بلاستيكية ، ساندا ظهره على أحد الأعمدة الكونكريتية في طرف الرصيف، وقد وزع حاجياته على كافة مساحة الحصيرة كانه يقول للمارة أن هذه هي أرضي، والرجاء عدم الدوس عليها. وقف الشاب ينظر إلى الشحاذ وقد شغف بمنظره، فأقترب منه ببطء وتمعن في هيئته، فوجده يقارب الأربعين من عمره، نحيف الجسد، ومتوسط الطول. يلبس بنطلونا قطنيا سميكا رصاصي اللون، ملطخا ببقع دهنية هنا وهناك، وعلى جسده لبس بلوزة سميكة من الصوف الخشن، تحت قمصلة عسكرية مبقعة بالأخضر الفاتح والزيتوني، من النوع التي يلبسها جنود القوات الخاصة لتحميهم من لسعات البرد ، وعلى رأسه وضع بيريه كبيرة من الصوف الأسود. ملامح وجهه غير واضحة بسبب الأوساخ المتراكمة عليه، لكن عيناه كانتا يشعان ببريق نفاذ لعيني كل من نظر أليهما. أنحنى الشاب على الشحاذ، وهمس بصوت خافت، مادا إليه بكيس الأكل - هل أنت جائع؟ خذ هذا الكيس، فيه سندويجين، وبطاطا مقلية. رفع الشحاذ عينيه ونظر إلى الشاب منبهرا، تمعن بوجهه للحظات بتعجب واضح ، وأراد أن يبتسم، ولكن جفاف فمه منعه، وبصوت خافت أجاب:- نعم أنا جائع، ولكن هذا كثير علي، سندويجة واحدة تكفي، معدتي لا تتحمل مثل هذه الكميات من الأكل. فرش الشاب مجلة كانت بيده على الأرض وجلس إلى جنب الشحاذ، وقال بصوت بهيج:- إذن دعنا نتعشى سوية ، لك واحدة ولي واحدة ونتقاسم بالبطاطا المقلية. مزق الكيس الورقي وفرشه مع محتوياته على ركن صغير من الحصيرة. ناول الشحاذ سندويجة، وفتح الأخرى وقضم منها بشهية واضحة دلت على سعادة كبيرة. وقال مع نفسه، سبحان الله، كانت جدتي تقول لي دائما كلما أعطاك الله، يجب عليك أن تعطي للفقير، ومدخول صالون الحلاقة هذا اليوم كان قرابة الألف دولار. سأله الشحاذ وهو يضع في فمه قطعتين من البطاطا المقلية:- من أين أنت؟ لغتك جيدة ولكن فيها لكنة غريبة، وكرمك أكثر غرابة. نعم يلقي المارة على حصيرتي بعض النقود، ولكنهم دائما يمشون أو يركضون على عجل كأن الشيطان يتبعهم. نظر إليه الشاب وهو يبتسم للتغيير الفجائي في سلوك وكلام الشحاذ.- أسمي سليم، أنا من العراق، هل تعرفه؟ جئت إلى نيوزلندة فتى صغيرا مع عائلتي قبل أكثر من عشرين سنة، وأستقر بنا المقام هنا. درست هنا وتعلمت ، وفتحت صالون للحلاقة والتجميل، وسارت الأمور على أحسن ما يرام، وبنيت بيتا جميلا، وتزوجت وأنجبت، وها انا أقضي مساء يوم عطلتي معك نظر إليه الشحاذ بتمعن أكثر هذه المرة، أبتسم له أبتسامة عريضة، وقال له بارك الله بك وبأمثالك من الرجال الطيبين. يا أخي هذه المدينة رائعة ولكن هناك العديد من المخبولين الذين يعيثون فيها، خصوصا بعض العصابات السرية، التي تحاول الحصول على المال بأي طريقة كانت لتمويل إدمانهم للمخدرات والكحول وغيرها من الموبقات. أرجو منك أن تكون حذرا جدا وأنت تسير في المدينة، وحاول تلافي الأزقة الهادئة والمظلمة فيها. حاول أن لا تحمل معك الكثير من المال، مئة أو مئتي دولار تكفي لتسكتهم ويعفوا عنك إذا ما تعرضوا إليك. وإني أشكرك جدا على هذا العشاء اللطيف.نهض الشاب، اخرج من جيبه ورقة بعشرين دولار، ووضعها في حضن الشحاذ وقال له:- من عادتنا نحن العرب نطعم الضيف ثلاثة أيام متتالية، وبما إنك ضيفي ، هذه العشرين دولار ل ......
#الشحاذ
#قصيرة

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=720639