الحوار المتمدن
3.07K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
نبيل عودة : السخرية النبيلية شيء آخر غير السخرية
#الحوار_المتمدن
#نبيل_عودة د. أفنان القاسمأولاً) أنا لا أريد أن يتفلسف الكاتب المتشائم فيسخر من المتفائل، زمني الرقمي لا يحتمل هذا النوع من الكتابة الثقيلة الدم، ولا أريد أن يطاردني زكريا تامر بأسلوبه في الكتابة عن أسلوب غيره في الحياة، أنا لا أريد حتمًا أن أقرأ أدبًا يقول عن نفسه ساخرًا لعبرة كما هو عليه في رواية "الرائحة" لصنع الله إبراهيم، أو أدبًا في المسرح الفلسطيني يحاول إضحاكي تحت الاحتلال، فيدقدق الاحتلال، ولا يخردقه بالضحك على الرغم من محنتي بالاحتلال، أنا بصراحة أريد أن يحتلني الضحك، فلا يكون للسخرية شيء آخر غير دافع الفكاهة حتى البكاء، وهذا هو ما يصير معي عندما أقرأ قصص الملحمة الساخرة التي طبعها في كتاب نبيل عودة عن المدعو "هواش"، شخصية لا يخفي عنا الكاتب لها احتقاره الساخر، فيطور الجاحظ في "البخلاء" وموليير في "المريض الخيالي"، ويقفل باب الموروث الشعبي العربي في هذا الميدان ليؤسس لموروثه.ثانيًا) كيلا يتفادى التهمة بما يلقيه أصحاب الخلق "النظيف" على ما لا يمكنهم لومه، يبني نبيل عودة نصًا عاليًا في أسلوبه، فهو يحاكي أسلوب أدب الرحالة العرب، ويتقمص شخصية الراوي الكلي العلم الكلي الوجود، فيحذق في رسم شخصية محمد أبو هزاع هواش "مكتشف البلدان الشهير عن رحلته البحثية ليبحث في مسائل بلاد الله الواسعة، ويرى ما يكون بشأنها في القادم من الأيام، وهي بلاد من المفروض أن لا يسكنها إلا الورعين الطائعين المصادقين أمثاله". هناك بنية الإطناب، فالنص كله يثني على خصائصه، لوظيفة سردية غايتها التفجير في التهكم يتبعه التفجير في الضحك.ثالثًا) لا بد للتفجير الغائي من تفاصيل سردية عن الرحلة بالقدر ذاته عن الرحالة تحت حبكة من المبالغة دافعها القصدية وهاجسها العمدية انطلاقًا من جبال عُمان مرورًا بالصحراء حتى تونس الخضراء، وتعلو النبرة في المبالغة لحد التهويل الوصفي عندما يعتبر أبو هواش والألمعية من صحبه بحر تونس بركة كبيرة وموجها يحركه الشيطان والجان، وها هو "بعد تفكير عميق تفتق ذهنه عن أمر لمجموعته بعدم ملامسة المياه خوفًا من أن يتسرب الجان لأجسادهم، ويفسد ما اكتمل من خلقهم، وما استتب من عقلهم". رابعًا) بنية التهويل في الوصف الساخر للرحالة وللرحلة لشد القارئ، إنها في الوقت نفسه بنية التشويق التي يُدخل الكاتب فيها عنصرًا جديدًا أحد شوارع تونس، وعلى غير عادة ما نسمع، اسمه "شارع ابن شرموطة". كل الموروث الساخر في الأدب العربي يتهاوى بأخلاقياته القضيبية وعِبراته الحبيبية (بالنسبة لإميل حبيبي)، فتكون اللمعة، وتكون الضحكة، ولكن أيضًا تكون التساؤلات.خامسًا) يماطل نبيل عودة في بنية الكشف ليعمق من بُعد الاستمتاع عن طريق المنطوق، فالحرف الساخر يُنْطَق من فم الكلمة الجادة، لَمَّا يتكلم هواش ابن أبيه مع الحاكم عن غريب اسم الشارع، بعطفة لغوية من أروع ما يكون (أسمح لنفسي بهذا الحكم التقييمي فأنا مع نص ساخر ومع نص ساخر ليس كغيره) عند الحديث عن: "أشخاص تفوح منهم روائح الياسمين والليمون وزهر الأقحوان، فاستعاذ بالله متشائمًا من هذه الرائحة التي تليق بالحريم". يقتنع الحاكم بتبديل اسم الشارع بعد مشاورات على شرف الرحالة الذي قدم نفسه بهذه الكلمات: "محسوبك محمد أبو هواش، كاتب وباحث لا يشق له غبار في جامعات وكليات المعمورة بشرقها وغربها."سادسًا) يتجاوز نبيل بنية السخرية إلى بنية الضحك فبنية القهقهة، بعدما تمضي الأيام، ويعود محمد أبو هزاع هواش إلى تونس على ظهر "بغل يطير"، ويسارع إلى "الشارع ذي الاسم المستهجن، لفحص ما آل اليه مطلبه الأخلاقي"، فيرى أنهم "لغبائهم" ......
#السخرية
#النبيلية
#السخرية

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=685546