عدلي شبيطة : فنطازيا العشق والموت
#الحوار_المتمدن
#عدلي_شبيطة بقلم : عدلي شبيطه تبدل المشهد فى ذات المكان، اختلط الحابل بالنابل، تعالت الصرخات، ساد الهرج والمرج وباتت الدهشة على الوجوه وفي العيون الحائرة. تساءلت "ماذا حصل يا ترى، وأين اختفى؟" انقبض صدري وتسلل الخوف إلى قلبي.. كانت تلك ليلة صيف مقمرة في موسم الحصاد. أكوام القش ملأت البيادر والساحات العامة عكست نور القمر على الاشجار والجدران، بدا المشهد ساحرا، مكتملا يبشّر بالخير ويبعث الطمأنينة في نفوس من تجمعوا في الساحة المجاورة لبيتنا ليشاركوا بعرس ابن الجيران. الجو لطيف والنسمات تحمل شذا أزهار السهب. هكذا جرت العادة في قريتنا الوديعة، الجميع يشاركون أهل الفرح أفراحهم، الصغار منهم والكبار، النساء والرجال. كلهم يغنون" العتابا" "والميجنا" ويتراقصون فرحين، من غياب الشمس حتى ساعات الفجر الأولى.في تلك الليلة استمعت لصوته للمرة الأولى، لكنها ليست المرة الاولى التي أسمع فيها عنه، إذ أن اسمه يسبقه أينما حلّ. الكل يشهد له ارتفاع قامته، ويثنون عليه. اسمه يتردد في كل مجلس وعلى كل لسان. عندما باشر بالغناء، لم يستأذن صوته المميز الحنون بالدخول الى قلبي. جاءت كلماته عذبة سلسة خرجت طروبة من فمه لتستقر فى ذهني. إنها تفعم مشاعرى بإحساس رهيب لدرجه البكاء. استفزتني، تفاعلت معه وانفعلت حتى انهمرت الدموع.لم أره من قبل ولم أعرفه ولكننى سمعت عنه الكثير. هل أصدّق كل ما يقال ويروى عنه، وهل من الممكن ان تجتمع كل هذه الصفات في شخصية واحدة؟ تساءلت. لدي رغبة جامحة محمومة برؤيته والتعرف عليه. كيف يمكن أن أصل اليه؟ الساحة مزدحمة والمكان مكتظ يعج بالمشاركين. الرجال في حلقات الدبكة، يدبكون على انغام اليرغول مرة "طيارة" وتارة "شمالية".لا بد أن أراه وأتعرف عليه. لن اترك الفرصة تفوتني.هل في الامر حيلة؟ نظرت حولي، رأيت الكل منهمكين بالرقص والغناء. اغتنمت فرصة انهماك المحيطات بي، راوغتهن وأنا انسحب بخفة من بينهن وتسللت الى الاتجاه الآخر، حيث كان الرجال. رفعت رأسي ونظرت الى السماء، وجدتها صافية والنجوم تتلألأ، لمعت بضوء القمر حبات العرق على وجوه الرجال كأنها النجوم. أما هو، فقد وقف يتوسط الحلقة، كالمشرب العذب تزاحم حوله الرجال. يغني وهم يرددون من بعده الكلمات. أمعنت النظر به طويلا فانجذبت اليه اكثر. لم ار ولم اسمع في الساحة سواه. الكل فرحون ولكنه بنظارته السوداء بدا حزينا. أحاسيسه تتدفق عبر صوته القوي الناعم ودفء كلماته الحنونة. إنه يعتصر ألما. حاولت الاقتراب منه أكثر لأتمكن من رؤيته عن قرب ولكن لم يكن الامر سهلا. قلت لنفسى يا إلهي كم هو جذاب وعظيم بكلماته، بأغانيه وصوته العذب، بطول قامته التى برزت فوق كل من حوله، بعرض منكبيه وبنيته القوية. شعره سقط حتى عنقه. نظارته السوداء اخفت الدموع التى انهمرت بغزارة من عيونه، لكنها لم تخف عظمته. أمام هذا المارد، ورغم عماه تقزم كل من حوله. شعرت ببعض الخجل والارتباك لأننى أحببته. نعم احببته مند زمن بعيد. قبل أن أراه. الآن تأكدت من صدق مشاعرى نحوه. كم يشدنى اليه. ليته يعلم.شعرت بالحزن والأسى لعدم تمكني من الاقتراب منه اكثر. شعرت برغبة قوية تشدنى لعناقه وضمه الى صدري. أغمضت عينيّ وهو يغني كي أشعر وأحس بما يشعر به ويحسه ولأرى ما لا يراه. إنه لم يتوقف عن الغناء. صدى صوته تردد فى عمق الليل وسكونه وانساب انسياب الغدير بين الصخور. غنى للأرض، للوطن، غنى للجمال، للطبيعة وغنى للحب والعاشقين. يا له من عاشق متيم! في ذروة النشوة وسكرة الحواس تساءلت بحسرة، من تكون حبيبته يا ترى؟في لحظة الانسجام انقطع ......
#فنطازيا
#العشق
#والموت
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=684873
#الحوار_المتمدن
#عدلي_شبيطة بقلم : عدلي شبيطه تبدل المشهد فى ذات المكان، اختلط الحابل بالنابل، تعالت الصرخات، ساد الهرج والمرج وباتت الدهشة على الوجوه وفي العيون الحائرة. تساءلت "ماذا حصل يا ترى، وأين اختفى؟" انقبض صدري وتسلل الخوف إلى قلبي.. كانت تلك ليلة صيف مقمرة في موسم الحصاد. أكوام القش ملأت البيادر والساحات العامة عكست نور القمر على الاشجار والجدران، بدا المشهد ساحرا، مكتملا يبشّر بالخير ويبعث الطمأنينة في نفوس من تجمعوا في الساحة المجاورة لبيتنا ليشاركوا بعرس ابن الجيران. الجو لطيف والنسمات تحمل شذا أزهار السهب. هكذا جرت العادة في قريتنا الوديعة، الجميع يشاركون أهل الفرح أفراحهم، الصغار منهم والكبار، النساء والرجال. كلهم يغنون" العتابا" "والميجنا" ويتراقصون فرحين، من غياب الشمس حتى ساعات الفجر الأولى.في تلك الليلة استمعت لصوته للمرة الأولى، لكنها ليست المرة الاولى التي أسمع فيها عنه، إذ أن اسمه يسبقه أينما حلّ. الكل يشهد له ارتفاع قامته، ويثنون عليه. اسمه يتردد في كل مجلس وعلى كل لسان. عندما باشر بالغناء، لم يستأذن صوته المميز الحنون بالدخول الى قلبي. جاءت كلماته عذبة سلسة خرجت طروبة من فمه لتستقر فى ذهني. إنها تفعم مشاعرى بإحساس رهيب لدرجه البكاء. استفزتني، تفاعلت معه وانفعلت حتى انهمرت الدموع.لم أره من قبل ولم أعرفه ولكننى سمعت عنه الكثير. هل أصدّق كل ما يقال ويروى عنه، وهل من الممكن ان تجتمع كل هذه الصفات في شخصية واحدة؟ تساءلت. لدي رغبة جامحة محمومة برؤيته والتعرف عليه. كيف يمكن أن أصل اليه؟ الساحة مزدحمة والمكان مكتظ يعج بالمشاركين. الرجال في حلقات الدبكة، يدبكون على انغام اليرغول مرة "طيارة" وتارة "شمالية".لا بد أن أراه وأتعرف عليه. لن اترك الفرصة تفوتني.هل في الامر حيلة؟ نظرت حولي، رأيت الكل منهمكين بالرقص والغناء. اغتنمت فرصة انهماك المحيطات بي، راوغتهن وأنا انسحب بخفة من بينهن وتسللت الى الاتجاه الآخر، حيث كان الرجال. رفعت رأسي ونظرت الى السماء، وجدتها صافية والنجوم تتلألأ، لمعت بضوء القمر حبات العرق على وجوه الرجال كأنها النجوم. أما هو، فقد وقف يتوسط الحلقة، كالمشرب العذب تزاحم حوله الرجال. يغني وهم يرددون من بعده الكلمات. أمعنت النظر به طويلا فانجذبت اليه اكثر. لم ار ولم اسمع في الساحة سواه. الكل فرحون ولكنه بنظارته السوداء بدا حزينا. أحاسيسه تتدفق عبر صوته القوي الناعم ودفء كلماته الحنونة. إنه يعتصر ألما. حاولت الاقتراب منه أكثر لأتمكن من رؤيته عن قرب ولكن لم يكن الامر سهلا. قلت لنفسى يا إلهي كم هو جذاب وعظيم بكلماته، بأغانيه وصوته العذب، بطول قامته التى برزت فوق كل من حوله، بعرض منكبيه وبنيته القوية. شعره سقط حتى عنقه. نظارته السوداء اخفت الدموع التى انهمرت بغزارة من عيونه، لكنها لم تخف عظمته. أمام هذا المارد، ورغم عماه تقزم كل من حوله. شعرت ببعض الخجل والارتباك لأننى أحببته. نعم احببته مند زمن بعيد. قبل أن أراه. الآن تأكدت من صدق مشاعرى نحوه. كم يشدنى اليه. ليته يعلم.شعرت بالحزن والأسى لعدم تمكني من الاقتراب منه اكثر. شعرت برغبة قوية تشدنى لعناقه وضمه الى صدري. أغمضت عينيّ وهو يغني كي أشعر وأحس بما يشعر به ويحسه ولأرى ما لا يراه. إنه لم يتوقف عن الغناء. صدى صوته تردد فى عمق الليل وسكونه وانساب انسياب الغدير بين الصخور. غنى للأرض، للوطن، غنى للجمال، للطبيعة وغنى للحب والعاشقين. يا له من عاشق متيم! في ذروة النشوة وسكرة الحواس تساءلت بحسرة، من تكون حبيبته يا ترى؟في لحظة الانسجام انقطع ......
#فنطازيا
#العشق
#والموت
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=684873
الحوار المتمدن
عدلي شبيطة - فنطازيا العشق والموت