دلور ميقري : بضعة أعوام ريما: بقية الفصل السادس
#الحوار_المتمدن
#دلور_ميقري 3لأول مرة منذ العيد الكبير، يستقبل منزل الأسرة هذا العدد من الضيوف وجلّهم من النساء. بل لقد بدا المنزل يومئذٍ مثل مزار دينيّ، مفتوح لموكب من الحجاج. كون الوقت ظهيرة يوم ربيعيّ دافئ، تم تخصيص غرفة الضيوف للنساء الزائرات فيما قاد عليكي الرجال إلى منظرة الحديقة. كان صاحبُ الدار يعرفُ قبلاً رجال رمّو آغا، كذلك لم تكن الزيارة مفاجئة بلا سابق إنذار. ففي يوم أسبق، مر الآغا على محل مَن غدا صديقه كي يبلغه بنبرة غامضة أنه سيشرفه بزيارة عائلية. عقبَ عودة عليكي إلى المنزل، أبلغ بدَوره امرأته بأمر الزيارة المرتقبة. إذاك، أبدت ليلو قلقها بالتساؤل: " زيارة عائلية؟ "" بلى، هكذا قال الرجل "" أغلب الظن أنه طمع في صداقتك، وذلك كي يطلب ريما لابنه الكبير "" إذا كان الأمر بحَسَب ظنك، فإنه يكون قد تجاوز حدّه "" وهذا رأيي أيضاً، لأنه من الظلم رمي ابنتنا بين أيدي قاطع طريق ولو كان أباه يحمل لقبَ آغا! "، قالتها دونَ أن يخطر ببالها قط أن الأب هوَ طالبُ القرب.***عندما انسحبَ عليكي إلى داخل المنزل، بغية الأمر بتقديم الغداء، اصطدم بامرأته في الفناء. كانت مضطربة، صدرها يخفق ولونها مخطوفٌ. قالت لرجلها وهيَ سائرة باتجاه المطبخ بشكل آليّ: " والدة الآغا، إما أنها تعاني من الخرف أو أنني لم أستوعب حقيقة ما طلبته ". عند باب المطبخ أوقفها رجلها، ليسألها عما تقصده. تنفست بعمق ثم صمتت قليلاً قبل أن تقول: " إنها طلبت ريما لابنها الآغا، هكذا فهمتُ منها بعد كثير من اللغو عن السنّة النبوية "" إذاً سأعود إليه، لأسمع ذلك بأذني "، قالها ثم ترك امرأته ناسياً أمرَ الغداء. لما رجع إلى المنظرة ليجلس في مقابل ضيفه، سأله بطريقة مباشرة: " أأنتَ قادمٌ، حقاً، بغيَة خطبة ابنتي لنفسك؟ "جمجمَ الآغا بصوتٍ ضعيف لأول مرة: " أجل، يشرفني طلب يد ابنتك ". بقيَ المضيفُ صامتاً، جامداً كما لو استحال إلى شجرة من أشجار الحديقة. عاد الآغا للقول، مستعملاً نبرة أخرى تفيض بالقوة: " جئتُ بنسوتي الثلاث كي أطلقهن حالاً، لو اشترطتم عليّ ذلك "" لن نشترط عليك شيئاً، لأن ابنتنا صغيرة بعدُ "، رد عليكي على ضيفه. وأراد أن يتابع، لما أوقفه هذا الأخير بالقول: " أكثر النساء تزوجن في مثل عُمرها، لو كانت هذه هيَ الحجّة الوحيدة لرفضي ". كان المضيف ينظر الآنَ في عينيّ ضيفة، فقرأ فيهما تصميمٌ مجنون لا حدّ له. جعلُ رجل كرمّو آغا خصماً، لم يكن بالأمر الحكيم. فكّرَ عليكي قليلاً ثم ما لبثَ أن أجابَ: " لا، ليست حجّتنا الوحيدة. ولكن لو رأيتَ أن ابنتي ناضجة، فليكن الرأي رأيها "" إذاً في الوسع جلب الفتاة إلى مجلس النساء لتُسمعهن ذلك بنفسها، وسأخرج من عندك بعدئذٍ ونحن أصدقاء "، قالها الآغا وما أبطأ في الانتصاب على قدميه بمواجهة المضيف، ضاماً يديه على عادة الريفيين في إظهار منتهى الإذعان والاحترام. ***لما حل موعدُ الغداء، طُلِبَ من ريما أن تأخذ بيد حماة المستقبل إلى السفرة الحافلة، المخصصة للنساء في غرفة الضيوف. أما حماة رمّو آغا، وكانت تصغره قليلاً بالعُمر، فإنها بقيت واقفة فوق رؤوس ضيفاتها كي تشرف على توزيع الطعام. بين حينٍ وآخر، كانت تمسحُ عينيها بمنديل ابتل تماماً من العبرات. والدة الآغا، لم تكف في الأثناء عن طمأنة الأم الملولة: " ابنتك ملاكٌ، صورةً وخُلُقاً. أي والله! سيضعنها الضرائرُ فوق رؤوسهن مدى الحياة، كونها رفضت فكرة طلاقهن كشرط لقبولها الزواج بالآغا. كما أن ابني متيّمٌ بريما، وذلك مذ أن رآها لأول مرة قبل عامين "" ليأمر الله بما فيه الخير للجميع، وليمد بعمرك ويمنحك الصحة ......
#بضعة
#أعوام
#ريما:
#بقية
#الفصل
#السادس
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=678137
#الحوار_المتمدن
#دلور_ميقري 3لأول مرة منذ العيد الكبير، يستقبل منزل الأسرة هذا العدد من الضيوف وجلّهم من النساء. بل لقد بدا المنزل يومئذٍ مثل مزار دينيّ، مفتوح لموكب من الحجاج. كون الوقت ظهيرة يوم ربيعيّ دافئ، تم تخصيص غرفة الضيوف للنساء الزائرات فيما قاد عليكي الرجال إلى منظرة الحديقة. كان صاحبُ الدار يعرفُ قبلاً رجال رمّو آغا، كذلك لم تكن الزيارة مفاجئة بلا سابق إنذار. ففي يوم أسبق، مر الآغا على محل مَن غدا صديقه كي يبلغه بنبرة غامضة أنه سيشرفه بزيارة عائلية. عقبَ عودة عليكي إلى المنزل، أبلغ بدَوره امرأته بأمر الزيارة المرتقبة. إذاك، أبدت ليلو قلقها بالتساؤل: " زيارة عائلية؟ "" بلى، هكذا قال الرجل "" أغلب الظن أنه طمع في صداقتك، وذلك كي يطلب ريما لابنه الكبير "" إذا كان الأمر بحَسَب ظنك، فإنه يكون قد تجاوز حدّه "" وهذا رأيي أيضاً، لأنه من الظلم رمي ابنتنا بين أيدي قاطع طريق ولو كان أباه يحمل لقبَ آغا! "، قالتها دونَ أن يخطر ببالها قط أن الأب هوَ طالبُ القرب.***عندما انسحبَ عليكي إلى داخل المنزل، بغية الأمر بتقديم الغداء، اصطدم بامرأته في الفناء. كانت مضطربة، صدرها يخفق ولونها مخطوفٌ. قالت لرجلها وهيَ سائرة باتجاه المطبخ بشكل آليّ: " والدة الآغا، إما أنها تعاني من الخرف أو أنني لم أستوعب حقيقة ما طلبته ". عند باب المطبخ أوقفها رجلها، ليسألها عما تقصده. تنفست بعمق ثم صمتت قليلاً قبل أن تقول: " إنها طلبت ريما لابنها الآغا، هكذا فهمتُ منها بعد كثير من اللغو عن السنّة النبوية "" إذاً سأعود إليه، لأسمع ذلك بأذني "، قالها ثم ترك امرأته ناسياً أمرَ الغداء. لما رجع إلى المنظرة ليجلس في مقابل ضيفه، سأله بطريقة مباشرة: " أأنتَ قادمٌ، حقاً، بغيَة خطبة ابنتي لنفسك؟ "جمجمَ الآغا بصوتٍ ضعيف لأول مرة: " أجل، يشرفني طلب يد ابنتك ". بقيَ المضيفُ صامتاً، جامداً كما لو استحال إلى شجرة من أشجار الحديقة. عاد الآغا للقول، مستعملاً نبرة أخرى تفيض بالقوة: " جئتُ بنسوتي الثلاث كي أطلقهن حالاً، لو اشترطتم عليّ ذلك "" لن نشترط عليك شيئاً، لأن ابنتنا صغيرة بعدُ "، رد عليكي على ضيفه. وأراد أن يتابع، لما أوقفه هذا الأخير بالقول: " أكثر النساء تزوجن في مثل عُمرها، لو كانت هذه هيَ الحجّة الوحيدة لرفضي ". كان المضيف ينظر الآنَ في عينيّ ضيفة، فقرأ فيهما تصميمٌ مجنون لا حدّ له. جعلُ رجل كرمّو آغا خصماً، لم يكن بالأمر الحكيم. فكّرَ عليكي قليلاً ثم ما لبثَ أن أجابَ: " لا، ليست حجّتنا الوحيدة. ولكن لو رأيتَ أن ابنتي ناضجة، فليكن الرأي رأيها "" إذاً في الوسع جلب الفتاة إلى مجلس النساء لتُسمعهن ذلك بنفسها، وسأخرج من عندك بعدئذٍ ونحن أصدقاء "، قالها الآغا وما أبطأ في الانتصاب على قدميه بمواجهة المضيف، ضاماً يديه على عادة الريفيين في إظهار منتهى الإذعان والاحترام. ***لما حل موعدُ الغداء، طُلِبَ من ريما أن تأخذ بيد حماة المستقبل إلى السفرة الحافلة، المخصصة للنساء في غرفة الضيوف. أما حماة رمّو آغا، وكانت تصغره قليلاً بالعُمر، فإنها بقيت واقفة فوق رؤوس ضيفاتها كي تشرف على توزيع الطعام. بين حينٍ وآخر، كانت تمسحُ عينيها بمنديل ابتل تماماً من العبرات. والدة الآغا، لم تكف في الأثناء عن طمأنة الأم الملولة: " ابنتك ملاكٌ، صورةً وخُلُقاً. أي والله! سيضعنها الضرائرُ فوق رؤوسهن مدى الحياة، كونها رفضت فكرة طلاقهن كشرط لقبولها الزواج بالآغا. كما أن ابني متيّمٌ بريما، وذلك مذ أن رآها لأول مرة قبل عامين "" ليأمر الله بما فيه الخير للجميع، وليمد بعمرك ويمنحك الصحة ......
#بضعة
#أعوام
#ريما:
#بقية
#الفصل
#السادس
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=678137
الحوار المتمدن
دلور ميقري - بضعة أعوام ريما: بقية الفصل السادس
دلور ميقري : بضعة أعوام ريما: بقية الفصل السابع
#الحوار_المتمدن
#دلور_ميقري 3في شتاء عام 1917، كانت المجاعة تفتك بأهالي الشام، وذلك نتيجة تمادي الدولة في مصادرة الحبوب والأغذية لصالح الجنود، المقاتلين على جبهات آسيا وأوروبا وأفريقيا. البلاد، شهدت في الآن نفسه هجرتين متعاكستين؛ إحداهما من الأرياف إلى المدن، والأخرى من المدن إلى الأرياف. الجماعتان كلاهما، وكأنما أصيبوا بلوثة في عقولهم بسبب الجوع والبرد والتعسف، توهموا أنهم ملاقون في الطرف الآخر ما يفتقدونه من غذاء وتدفئة وأمان. مع ذلك، بقيَ الحي الكرديّ أفضل حالاً ولم يغادره إلا القليل من سكانه. ذلك كان بالدرجة الأولى سببه كثرة العصابات في الحي، ممن كان أفرادها يمدون أهاليهم وأولاد جيرانهم بالقوت المسلوب بأغلبه من البساتين القريبة أو القرى الأبعد. كذلك يُمكن أن يقال في هذا الشأن، عن التواجد الكبير لأبناء جلدتهم في صفوف الجندرمة، ضباطاً وأفراداً، الذين كانوا يغضون النظر عن نشاط العصابات طالما أنه للمصلحة العامة. الزعيم، الحاج حسن، وكان قريبَ الشاب صالح كما علمنا، أسهمت أيضاً جهوده في استمرار وجود المؤن بالمخزن التابع لمجلس الحي، وكان يتم توزيعها دورياً على أسر المحتاجين سواءً المتوطّنة أو النازحة.في الأثناء، كان مسكن السيدة عائدة لا يخلو تقريباً من الحاجات الأساسية بالنظر لهمّة العشيق، المعلومة. على مقربة من المسكن، عند مدخل مقام الجهاركسية، كان ثمة حاجز للجندرمة يتولى قيادته ضابطٌ من المعارف القدامى لزوج الأرملة. بفضل الرجل، وكان يظن أن صالح من أقارب المرأة، أمكن لسيارة هذا الأخير أن تمر في كل مرة دونَ تفتيش. الضابط، وكان يُدعى " نورس بك "، أوقفَ ذات يوم سيارةَ القريب المُفترض وما لبثَ أن جلس بقربه: " ثمة مسألة عائلية، أود لو تكرمتَ وأعطيتني رأيك بها "، قال للسائق وهوَ يتمعن فيه بعينين مظللتين بحاجبين سميكين يتخللهما الشيبُ. " تفضّل، إنني رهنُ أمرك "، رد صالح فيما الوساوس بدأت تتناهبه. هز الآخرُ رأسه، معبّراً عن الامتنان، ودخل مباشرةً في صلب المسألة. قال أن لديه ابناً، تخرّج حديثاً من مدرسة الفرسان، ويرغب بتزويجه ابنة الأرملة. " سأعرضُ رغبتك على قريبتي، وآمل أن يتكلل الأمر بالتوفيق "، عقّبَ صالح ببساطة وقد أفرخ روعه. أعربَ الرجلُ عن الشكر، ثم غادر مكانه كي يدع السيارة تواصل طريقها.***ما لم يتوقعه صالح قط، أن يتسبب بمشادة حامية بين الأم وابنتها على أثر عرضه طلب الضابط. أعتقدَ أنه غير ملوم بشيء، كونه مجرد وسيطٍ لنقل رسالة. على ذلك، شعرَ بدهشة شديدة إزاء نظرات الفتاة، المفعمة في آنٍ معاً بالكراهية واللواعج الخفية. أخذ يتساءل في نفسه، ما لو أن الفتاة تتهمه برغبته في الخلاص منها بالزواج كي يخلو له الجو مع والدتها. لكنها من ناحية ثانية، كانت ترنو إليه في حنان ورجاء كما لو كان المخلّص المأمول. " قدّمتُ لكِ نصيحة حَسْب، ولن أجبرك على الاقتران بشخصٍ لا يحوز رضاكِ "، اختتمت الأم المجادلة. غبَّ مغادرة الابنة إلى غرفتها، التفتت السيدة عائدة إلى صالح وقد اشتعل البريق في عينيها الجميلتين: " كأني بك تعرف خلفيّة رفضها طالب القرب، أليسَ صحيحاً؟ "" أبداً. لكنني استغربتُ من نظراتها، وكأنها تتهمني بشيء "" إذاً لم تكن تنتبه إلى شيء، كونك عميت سوى عن الشهوة! "" ما هذا الكلام، بالله عليك؟ "" أقول أنك أعمى، لأنك لم تُدرك أن ابنتي تحبك أنتَ "" أنا! ما هذا الكلام؟ "" ما هذا الكلام، ما هذا الكلام..! بدلاً من ترديد هذه الجملة، فكّر معي الآنَ بطريقة للخروج من المأزق "، قالتها نافخةً بقنوط. بقيَ صالح صامتاً، يدوّرُ في ذهنه ما سمعه وأثارَ مزيد دهشت ......
#بضعة
#أعوام
#ريما:
#بقية
#الفصل
#السابع
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=678920
#الحوار_المتمدن
#دلور_ميقري 3في شتاء عام 1917، كانت المجاعة تفتك بأهالي الشام، وذلك نتيجة تمادي الدولة في مصادرة الحبوب والأغذية لصالح الجنود، المقاتلين على جبهات آسيا وأوروبا وأفريقيا. البلاد، شهدت في الآن نفسه هجرتين متعاكستين؛ إحداهما من الأرياف إلى المدن، والأخرى من المدن إلى الأرياف. الجماعتان كلاهما، وكأنما أصيبوا بلوثة في عقولهم بسبب الجوع والبرد والتعسف، توهموا أنهم ملاقون في الطرف الآخر ما يفتقدونه من غذاء وتدفئة وأمان. مع ذلك، بقيَ الحي الكرديّ أفضل حالاً ولم يغادره إلا القليل من سكانه. ذلك كان بالدرجة الأولى سببه كثرة العصابات في الحي، ممن كان أفرادها يمدون أهاليهم وأولاد جيرانهم بالقوت المسلوب بأغلبه من البساتين القريبة أو القرى الأبعد. كذلك يُمكن أن يقال في هذا الشأن، عن التواجد الكبير لأبناء جلدتهم في صفوف الجندرمة، ضباطاً وأفراداً، الذين كانوا يغضون النظر عن نشاط العصابات طالما أنه للمصلحة العامة. الزعيم، الحاج حسن، وكان قريبَ الشاب صالح كما علمنا، أسهمت أيضاً جهوده في استمرار وجود المؤن بالمخزن التابع لمجلس الحي، وكان يتم توزيعها دورياً على أسر المحتاجين سواءً المتوطّنة أو النازحة.في الأثناء، كان مسكن السيدة عائدة لا يخلو تقريباً من الحاجات الأساسية بالنظر لهمّة العشيق، المعلومة. على مقربة من المسكن، عند مدخل مقام الجهاركسية، كان ثمة حاجز للجندرمة يتولى قيادته ضابطٌ من المعارف القدامى لزوج الأرملة. بفضل الرجل، وكان يظن أن صالح من أقارب المرأة، أمكن لسيارة هذا الأخير أن تمر في كل مرة دونَ تفتيش. الضابط، وكان يُدعى " نورس بك "، أوقفَ ذات يوم سيارةَ القريب المُفترض وما لبثَ أن جلس بقربه: " ثمة مسألة عائلية، أود لو تكرمتَ وأعطيتني رأيك بها "، قال للسائق وهوَ يتمعن فيه بعينين مظللتين بحاجبين سميكين يتخللهما الشيبُ. " تفضّل، إنني رهنُ أمرك "، رد صالح فيما الوساوس بدأت تتناهبه. هز الآخرُ رأسه، معبّراً عن الامتنان، ودخل مباشرةً في صلب المسألة. قال أن لديه ابناً، تخرّج حديثاً من مدرسة الفرسان، ويرغب بتزويجه ابنة الأرملة. " سأعرضُ رغبتك على قريبتي، وآمل أن يتكلل الأمر بالتوفيق "، عقّبَ صالح ببساطة وقد أفرخ روعه. أعربَ الرجلُ عن الشكر، ثم غادر مكانه كي يدع السيارة تواصل طريقها.***ما لم يتوقعه صالح قط، أن يتسبب بمشادة حامية بين الأم وابنتها على أثر عرضه طلب الضابط. أعتقدَ أنه غير ملوم بشيء، كونه مجرد وسيطٍ لنقل رسالة. على ذلك، شعرَ بدهشة شديدة إزاء نظرات الفتاة، المفعمة في آنٍ معاً بالكراهية واللواعج الخفية. أخذ يتساءل في نفسه، ما لو أن الفتاة تتهمه برغبته في الخلاص منها بالزواج كي يخلو له الجو مع والدتها. لكنها من ناحية ثانية، كانت ترنو إليه في حنان ورجاء كما لو كان المخلّص المأمول. " قدّمتُ لكِ نصيحة حَسْب، ولن أجبرك على الاقتران بشخصٍ لا يحوز رضاكِ "، اختتمت الأم المجادلة. غبَّ مغادرة الابنة إلى غرفتها، التفتت السيدة عائدة إلى صالح وقد اشتعل البريق في عينيها الجميلتين: " كأني بك تعرف خلفيّة رفضها طالب القرب، أليسَ صحيحاً؟ "" أبداً. لكنني استغربتُ من نظراتها، وكأنها تتهمني بشيء "" إذاً لم تكن تنتبه إلى شيء، كونك عميت سوى عن الشهوة! "" ما هذا الكلام، بالله عليك؟ "" أقول أنك أعمى، لأنك لم تُدرك أن ابنتي تحبك أنتَ "" أنا! ما هذا الكلام؟ "" ما هذا الكلام، ما هذا الكلام..! بدلاً من ترديد هذه الجملة، فكّر معي الآنَ بطريقة للخروج من المأزق "، قالتها نافخةً بقنوط. بقيَ صالح صامتاً، يدوّرُ في ذهنه ما سمعه وأثارَ مزيد دهشت ......
#بضعة
#أعوام
#ريما:
#بقية
#الفصل
#السابع
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=678920
الحوار المتمدن
دلور ميقري - بضعة أعوام ريما: بقية الفصل السابع
دلور ميقري : بضعة أعوام ريما: بقية الفصل التاسع
#الحوار_المتمدن
#دلور_ميقري 4هوَ ذا عام 1920، المُختتم بمقتل رمّو آغا على يد البدو؛ العام، الذي سيشهَدُ أيضاً رحيلَ ريما أبداً عن مَوطن الأسلاف. لم يكن بلا سببٍ ، إذن، أن يتلوّن هذا المَوطن في ذاكرتها بالأحمر القاني، طالما أنّ فراقها له اتفقَ مع نوازل مُستطيرَة، مُستهلّة بخبَر فناء أهلها في جائحَةِ الريح الأصفر. إنّ حدّو، أخاها الأصغر غير الشقيق، هوَ من تعهّدَ إخبار زوجها بالأمر، إثرَ فرارهِ من منفاه الأناضوليّ في عشيّة انتهاء الحرب ووصولِهِ إلى عامودا. ثمّة، ما لبث النبأ المشئومُ أن ذاعَ بطريقةٍ أو بأخرى. عندئذٍ، راحت ريما، المَلولة والمَصْدومة، تلحّ على رمّو آغا في العودة إلى ميكار، وكأنما لتتأكّد بنفسها من حقيقة الواقعة، الفاجعة. كان رَجُلها يُدرك، ولا مِراء، حَجْمَ هكذا مُخاطرَة؛ هوَ المَحكومُ بالنفي من لدن الدولة. علاوةً على ذلك، كان على المَرء التفكير بالأحكام العرفيّة، المَفروضة على كردستان مذ بدء العمليات العسكرية على الجبهة الروسيّة.شاءَ الآغا أن يَسلكَ طريقاً طويلاً، على شكل قوسٍ، كي يتجنّبَ المرور عبْرَ ماردين، خشيَة ً من عيون رجال الدولة. كان قد تريّث في الانطلاق إلى ميكار، لحين حلول الربيع، حيث اتجه بعدئذٍ في العربة المشدودة بالخيل صُحبَة زوجته نحوَ بلدة قوصر ( وكانت تدعى أيضاً " تل الأرمن " بالعربية ). ثمّة، في تلك البلدة الجبليّة، الجميلة، تسنى للآغا إنقاذ طفلةٍ نصرانيّة من براثن القتلة، المُتعصّبين، بأن عقدَ قرانه عليها، شكلياً. فعلَ ذلك بمَشورةٍ من الشيخ ذاته، الذي كان يقودُ الدهماءَ ويحرِّضهم صارخاً: " علينا كمسلمين فرضُ تنفيذ فرمان سلطاننا، خليفة رسول الله، القاضي بإبادة الكفار! ". من ناحيتها، فإنّ جدّتنا حَصَلتْ على " ضرّةٍ " جديدة، لا يتجاوز عمرها دزينة من الأعوام؛ هيَ من خلّفت وراءها في ماردين زوجات الآغا، اللواتي يكبرنها سناً. بيْدَ أن رَجُلَ ريما، الشهم والشجاع، لم يَبن بتلك الفتاة الأرمنيّة المتوحّدة، المُيتّمة للتوّ، بل صارَ يُعاملها كما لو كانت ابنته. وعلى أيّ حال، فإن الفتاة رافقت ركبَ الآغا وامرأته لنحو شهر، لا أكثر.***" سنضطرّ لتجَشم مَشقة السّفر إلى حلب، كي نحاول العثور على أقاربها "خاطبَ الآغا زوجته ريما، وهوَ يُومئ إلى ناحية مرافقتهما الأرمنية. كانوا عند ذلك يَجتازون نواحي ديريك بعربتهم، وقد بَدَت علاماتُ القلقِ والتوجّس على ملامحهم. فجراً، حينما كانت العتمة البهيمة تستأنسُ بعدُ بقرص القمر المُنير، تسللتْ العربة خِللَ الدروب المُوحِشة، المُقفِرة، في طريقها إلى حاضرة جبل ميكار. إذ سبقَ وأن أنذِرَ رمّو آغا من طرف أحد أقارب زوجته، بضرورة مغادرة القرية على إثر ورود خبَرٍ عن عِلْمِ السلطات بوجودِهِ فيها. الحق، فلم يكن ثمّة ما يُغري بالبقاء، بما أن ريما ألقت النظرة الأخيرة على تربة أهلها وقرأت الفاتحة على أرواحهم. إنّ السنجق نفسَهُ، بل والبلاد كلّها، أضحَت غريبة الآن في عيون الآغا وامرأتِهِ؛ العيون المُفعمَة بدموع الحزن والغضب والقهر، بعدما أبصرَت خلال الأيام الأخيرة أهوالَ القتل والاستباحة والنهب والسلب والحرق والتدمير.***قبل انتهاء نار الحريق العالميّ، الأول، بعام أو نحوه، قتلَ رمّو آغا أحدَ مشايخ العرب، المعروفين، من المستوطنين مع قبيلته على أطراف ماردين. زوج جدّتي هذا، الأول، حُكِمَ عليه من لدن الأتراك بالنفي إلى بلدة عامودا، في حين تمت سرغنة أخيها الأصغر، غير الشقيق، إلى غرب الأناضول بتهمة إعانة صهره خلال التخطيط للكمين القاتل. الأخ غير الشقيق، حدّو، نجا بذلك من جائحة الريح الأصفر. والدة حدّو، كانت بنفسها ا ......
#بضعة
#أعوام
#ريما:
#بقية
#الفصل
#التاسع
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=679860
#الحوار_المتمدن
#دلور_ميقري 4هوَ ذا عام 1920، المُختتم بمقتل رمّو آغا على يد البدو؛ العام، الذي سيشهَدُ أيضاً رحيلَ ريما أبداً عن مَوطن الأسلاف. لم يكن بلا سببٍ ، إذن، أن يتلوّن هذا المَوطن في ذاكرتها بالأحمر القاني، طالما أنّ فراقها له اتفقَ مع نوازل مُستطيرَة، مُستهلّة بخبَر فناء أهلها في جائحَةِ الريح الأصفر. إنّ حدّو، أخاها الأصغر غير الشقيق، هوَ من تعهّدَ إخبار زوجها بالأمر، إثرَ فرارهِ من منفاه الأناضوليّ في عشيّة انتهاء الحرب ووصولِهِ إلى عامودا. ثمّة، ما لبث النبأ المشئومُ أن ذاعَ بطريقةٍ أو بأخرى. عندئذٍ، راحت ريما، المَلولة والمَصْدومة، تلحّ على رمّو آغا في العودة إلى ميكار، وكأنما لتتأكّد بنفسها من حقيقة الواقعة، الفاجعة. كان رَجُلها يُدرك، ولا مِراء، حَجْمَ هكذا مُخاطرَة؛ هوَ المَحكومُ بالنفي من لدن الدولة. علاوةً على ذلك، كان على المَرء التفكير بالأحكام العرفيّة، المَفروضة على كردستان مذ بدء العمليات العسكرية على الجبهة الروسيّة.شاءَ الآغا أن يَسلكَ طريقاً طويلاً، على شكل قوسٍ، كي يتجنّبَ المرور عبْرَ ماردين، خشيَة ً من عيون رجال الدولة. كان قد تريّث في الانطلاق إلى ميكار، لحين حلول الربيع، حيث اتجه بعدئذٍ في العربة المشدودة بالخيل صُحبَة زوجته نحوَ بلدة قوصر ( وكانت تدعى أيضاً " تل الأرمن " بالعربية ). ثمّة، في تلك البلدة الجبليّة، الجميلة، تسنى للآغا إنقاذ طفلةٍ نصرانيّة من براثن القتلة، المُتعصّبين، بأن عقدَ قرانه عليها، شكلياً. فعلَ ذلك بمَشورةٍ من الشيخ ذاته، الذي كان يقودُ الدهماءَ ويحرِّضهم صارخاً: " علينا كمسلمين فرضُ تنفيذ فرمان سلطاننا، خليفة رسول الله، القاضي بإبادة الكفار! ". من ناحيتها، فإنّ جدّتنا حَصَلتْ على " ضرّةٍ " جديدة، لا يتجاوز عمرها دزينة من الأعوام؛ هيَ من خلّفت وراءها في ماردين زوجات الآغا، اللواتي يكبرنها سناً. بيْدَ أن رَجُلَ ريما، الشهم والشجاع، لم يَبن بتلك الفتاة الأرمنيّة المتوحّدة، المُيتّمة للتوّ، بل صارَ يُعاملها كما لو كانت ابنته. وعلى أيّ حال، فإن الفتاة رافقت ركبَ الآغا وامرأته لنحو شهر، لا أكثر.***" سنضطرّ لتجَشم مَشقة السّفر إلى حلب، كي نحاول العثور على أقاربها "خاطبَ الآغا زوجته ريما، وهوَ يُومئ إلى ناحية مرافقتهما الأرمنية. كانوا عند ذلك يَجتازون نواحي ديريك بعربتهم، وقد بَدَت علاماتُ القلقِ والتوجّس على ملامحهم. فجراً، حينما كانت العتمة البهيمة تستأنسُ بعدُ بقرص القمر المُنير، تسللتْ العربة خِللَ الدروب المُوحِشة، المُقفِرة، في طريقها إلى حاضرة جبل ميكار. إذ سبقَ وأن أنذِرَ رمّو آغا من طرف أحد أقارب زوجته، بضرورة مغادرة القرية على إثر ورود خبَرٍ عن عِلْمِ السلطات بوجودِهِ فيها. الحق، فلم يكن ثمّة ما يُغري بالبقاء، بما أن ريما ألقت النظرة الأخيرة على تربة أهلها وقرأت الفاتحة على أرواحهم. إنّ السنجق نفسَهُ، بل والبلاد كلّها، أضحَت غريبة الآن في عيون الآغا وامرأتِهِ؛ العيون المُفعمَة بدموع الحزن والغضب والقهر، بعدما أبصرَت خلال الأيام الأخيرة أهوالَ القتل والاستباحة والنهب والسلب والحرق والتدمير.***قبل انتهاء نار الحريق العالميّ، الأول، بعام أو نحوه، قتلَ رمّو آغا أحدَ مشايخ العرب، المعروفين، من المستوطنين مع قبيلته على أطراف ماردين. زوج جدّتي هذا، الأول، حُكِمَ عليه من لدن الأتراك بالنفي إلى بلدة عامودا، في حين تمت سرغنة أخيها الأصغر، غير الشقيق، إلى غرب الأناضول بتهمة إعانة صهره خلال التخطيط للكمين القاتل. الأخ غير الشقيق، حدّو، نجا بذلك من جائحة الريح الأصفر. والدة حدّو، كانت بنفسها ا ......
#بضعة
#أعوام
#ريما:
#بقية
#الفصل
#التاسع
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=679860
الحوار المتمدن
دلور ميقري - بضعة أعوام ريما: بقية الفصل التاسع
محمد الطيب بدور : سقوط الشجرة التي تغطي بقية من غابة
#الحوار_المتمدن
#محمد_الطيب_بدور لأن قضايا المجتمع ترتبط بشكل منظومي و كذلك مؤسساته الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية و الاعلامية ، و لأن صانعي السياسات في كل المجالات تقريبا يتغاضون عن التمفصل الضروري حتى لا تنهار إحداها فتجر بقية النسيج الى انهيارات متتالية ، فإن مستويات التحليل لتشخيص الأزمات الحادة يكون هو الآخر مجانبا لنظرة شاملة تبحث أصول المشكلات و ترتيبها و التوليف بينها.في الواقع لم يعرّ واقع الصحة البنى التحتية و نسيج الرعاية الصحية و استراتيجيات السياسات الصحية فحسب ، فكثيرة هي الأصوات التي نادت بضرورة الاستفاقة لوضع الصحة من أولويات المجتمع منذ الشعور بالغبن و العجز عن العلاج الذي يكفل الحياة تبعا لتداخل و تعقيد مسالك الاستفادة من الخدمات الصحية و انتشار سوق لنهب مقدرات الناس و الاستغناء عن طواقم و خبرات لم تعد تجد في البلد غيرالتحقير و التدجين و الرضا بالدون .بإمكانك أن تحصر القول بوجهة نظر أحادية الجانب و تسهب في تشريح المجال الصحي كما يكون الحال عندما يتعلق الأمر بالتعليم أو النقل أو غيرها من المجالات الحيوية و لكن بعض الأسئلة التي يمكن أن تسلط الضوء لنفهم كيف وصلنا الى هذا المستوى من التداعي في جميع المجالات .ــ ما علاقة الصحة كمجال حيوي يهم حياة الناس بالتعليم و البحث و دور المجتمع ليظل أولوية قصوى ؟هل في موازنات الدولة ما يشير صراحة غيرالخطابات السياسية الى الاستثمار في صحة الناس لصالح المجالات الأخرى ؟ــ أين تكمن العطالة في جعل الصحة مفهوما يتعلق بالبيئة ينسجم مع نظرة معينة مع التناول العلمي و ثقافة الانضباط الى الخبرة و التجربة العلمية ؟ــ أي اعتبار لمواكبة المستجدات الطبية في غياب استراتيجيات التكامل بين الموارد و مخرجات التعليم الجامعي و بنى تقنية عالية و مخابر البحث التي تدعم الاستقلالية و السبق و التوقي ؟ــ كيف تشتغل الآلة السياسية من حيث :ـ وضوح الرؤية أو عدمها بخصوص الرعاية الصحية للجميع و على أي أساس ؟ـ أي ثقافة و مآلات صحية في مناخ تسييس الكثير من الخدمات و رهن مستقبل الصحة بتوجهات متضاربة و لوبيات تتحكم في كل مفاصل الحياة ؟ـ أي خطاب صحي في علاقة بثقافة تعلي من شأن الحسم العلمي داخل النسيج المجتمعي في ضوء خطابات السلعنة و التخلف و الشعوذة و تسطيح الفكر ؟ـ أي مقاربات تعليمية منذ بداية الدراسة تهيىء الجيل الى نظرة شاملة للصحة بما في ذلك التربية على الاكتشاف و الاستشراف و خدمة الرفاه الصحي كحد أدنى لإنسان إيجابي يؤدي دوره المجتمعي دون خوف على مصيره و مصير أبنائه و بقية النسيج المترابط من المجتمع ؟أسئلة قد تفتح تحليلا منظوميا في زمن الكورونا ، و لكن سنتساءل أيضا ، هل عرّت هذه الجائحة هشاشة كل المنظومات و المناعة المزيفة ؟ يكفي أن نعد ما يتوفر من مخزون غذائي و حجم العوز و دخول لوبيات الاحتكار و النهب و نقف على أزمة قيمية حادة تعكس الكسر الذي أصاب في مقتل أخلاقيات الكثير من المهن ، أزمة كان من المتوقع أن تحصل حسب المراقبين المتابعين لشأن مجتمع تتقاذفه التجاذبات حول أهداف أنانية لم يكن من نتائجها غير تهرئة التعليم و الصحة و المزيد من الفقر و الجريمة ..قد نشهد استفاقة حينية حيث ترتب أولويات المجتمع لكن ليس الى درجة الكسب ..فآلة توزيع ما يحقق الحياة الكريمة ليست بيد من يفتقرون لوسائل تحقيقها و إنجازها ... ربما ننسى الحجر الصحي الذي قرب الأسرة في سجن الخوف و الرعب ، ربما تعودنا رؤية من يستميت في الحصول على ذرة سميد يسد بها رمق أطفال ، ربما لم ننزع الى الآن قناع النفاق و لم نعرّ الى الآن زيف جلادينا ..و خو ......
#سقوط
#الشجرة
#التي
#تغطي
#بقية
#غابة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=680492
#الحوار_المتمدن
#محمد_الطيب_بدور لأن قضايا المجتمع ترتبط بشكل منظومي و كذلك مؤسساته الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية و الاعلامية ، و لأن صانعي السياسات في كل المجالات تقريبا يتغاضون عن التمفصل الضروري حتى لا تنهار إحداها فتجر بقية النسيج الى انهيارات متتالية ، فإن مستويات التحليل لتشخيص الأزمات الحادة يكون هو الآخر مجانبا لنظرة شاملة تبحث أصول المشكلات و ترتيبها و التوليف بينها.في الواقع لم يعرّ واقع الصحة البنى التحتية و نسيج الرعاية الصحية و استراتيجيات السياسات الصحية فحسب ، فكثيرة هي الأصوات التي نادت بضرورة الاستفاقة لوضع الصحة من أولويات المجتمع منذ الشعور بالغبن و العجز عن العلاج الذي يكفل الحياة تبعا لتداخل و تعقيد مسالك الاستفادة من الخدمات الصحية و انتشار سوق لنهب مقدرات الناس و الاستغناء عن طواقم و خبرات لم تعد تجد في البلد غيرالتحقير و التدجين و الرضا بالدون .بإمكانك أن تحصر القول بوجهة نظر أحادية الجانب و تسهب في تشريح المجال الصحي كما يكون الحال عندما يتعلق الأمر بالتعليم أو النقل أو غيرها من المجالات الحيوية و لكن بعض الأسئلة التي يمكن أن تسلط الضوء لنفهم كيف وصلنا الى هذا المستوى من التداعي في جميع المجالات .ــ ما علاقة الصحة كمجال حيوي يهم حياة الناس بالتعليم و البحث و دور المجتمع ليظل أولوية قصوى ؟هل في موازنات الدولة ما يشير صراحة غيرالخطابات السياسية الى الاستثمار في صحة الناس لصالح المجالات الأخرى ؟ــ أين تكمن العطالة في جعل الصحة مفهوما يتعلق بالبيئة ينسجم مع نظرة معينة مع التناول العلمي و ثقافة الانضباط الى الخبرة و التجربة العلمية ؟ــ أي اعتبار لمواكبة المستجدات الطبية في غياب استراتيجيات التكامل بين الموارد و مخرجات التعليم الجامعي و بنى تقنية عالية و مخابر البحث التي تدعم الاستقلالية و السبق و التوقي ؟ــ كيف تشتغل الآلة السياسية من حيث :ـ وضوح الرؤية أو عدمها بخصوص الرعاية الصحية للجميع و على أي أساس ؟ـ أي ثقافة و مآلات صحية في مناخ تسييس الكثير من الخدمات و رهن مستقبل الصحة بتوجهات متضاربة و لوبيات تتحكم في كل مفاصل الحياة ؟ـ أي خطاب صحي في علاقة بثقافة تعلي من شأن الحسم العلمي داخل النسيج المجتمعي في ضوء خطابات السلعنة و التخلف و الشعوذة و تسطيح الفكر ؟ـ أي مقاربات تعليمية منذ بداية الدراسة تهيىء الجيل الى نظرة شاملة للصحة بما في ذلك التربية على الاكتشاف و الاستشراف و خدمة الرفاه الصحي كحد أدنى لإنسان إيجابي يؤدي دوره المجتمعي دون خوف على مصيره و مصير أبنائه و بقية النسيج المترابط من المجتمع ؟أسئلة قد تفتح تحليلا منظوميا في زمن الكورونا ، و لكن سنتساءل أيضا ، هل عرّت هذه الجائحة هشاشة كل المنظومات و المناعة المزيفة ؟ يكفي أن نعد ما يتوفر من مخزون غذائي و حجم العوز و دخول لوبيات الاحتكار و النهب و نقف على أزمة قيمية حادة تعكس الكسر الذي أصاب في مقتل أخلاقيات الكثير من المهن ، أزمة كان من المتوقع أن تحصل حسب المراقبين المتابعين لشأن مجتمع تتقاذفه التجاذبات حول أهداف أنانية لم يكن من نتائجها غير تهرئة التعليم و الصحة و المزيد من الفقر و الجريمة ..قد نشهد استفاقة حينية حيث ترتب أولويات المجتمع لكن ليس الى درجة الكسب ..فآلة توزيع ما يحقق الحياة الكريمة ليست بيد من يفتقرون لوسائل تحقيقها و إنجازها ... ربما ننسى الحجر الصحي الذي قرب الأسرة في سجن الخوف و الرعب ، ربما تعودنا رؤية من يستميت في الحصول على ذرة سميد يسد بها رمق أطفال ، ربما لم ننزع الى الآن قناع النفاق و لم نعرّ الى الآن زيف جلادينا ..و خو ......
#سقوط
#الشجرة
#التي
#تغطي
#بقية
#غابة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=680492
الحوار المتمدن
محمد الطيب بدور - سقوط الشجرة التي تغطي بقية من غابة
دلور ميقري : بضعة أعوام ريما: بقية الفصل العاشر
#الحوار_المتمدن
#دلور_ميقري 4 على الأثر، توقفت نيللي ثم طلبت أن يعودا أدراجهما من نفس الدرب: " لقد أخذني الحديث، فلم انتبه إلى الطريق. الحقيقة أن منزل بربارا ابنة خالتي على مقربة من محطة القطار، لكنني شئتُ سلكَ دروبٍ فرعية كيلا نصطدمَ بالجندرمة "" لكن حارسي أكّدَ أن الفرنسيين باتوا يسيطرون على المنطقة، وإلا لكان من المحال أن يدعني أهرب لما في ذلك من مسئولية عليه "" لنأمل بأنه حقيقة وليسَ شائعة، خبرُ دخول الفرنسيين. على أي حال، الدولة هُزمت في الحرب وستدفع ثمن جرائمها جميعاً "، قالتها نيللي بنبرةٍ تنبض ألماً وحقداً معاً. غير أن ذلك لم يطمئن خاطر الفتى، المحكوم بالنفي: أينجو من عقوبة ثلاثة أعوام شغل، لكي يقع بين أيدي منتقمين لن يتورعوا عن قتله ـ كما حصل في بداية الحرب، لما اجتاح الجيش الروسيّ الولايات الشمالية وتسلى مع حلفائه الأرمن والنساطرة بقتل المدنيين المسلمين من كرد وشركس وترك وغيرهم. ***كان ثمة ضباب خفيف، تغلغل في الشارع العام لحي البلديات، لم ينتبه له حدّو في خلال سيره الملهوج والمضطرب. ذلك تتميّز به فجراً، المدنُ الواقعة على مسافة قريبة من البحر والجبال. أشار إليه، وكأنما يراه لأول مرة مذ خروجه من محطة القطار: " ضباب.. "" هذا هوَ، أخيراً، منزل ابنة خالتي "، كذلك كان رد رفيقة الرحلة. كان للمنزل واجهة متواضعة، يتصل مدخله مع الباب الرئيس بسلم خشبيّ من بضع درجات. عدد من الأشجار الصنوبرية، بقامات قصيرة نوعاً، توزعت على مقربة من الجدران وكانت تلوح مثل الأشباح في هذا الوقت من الفجر. لحُسن الحظ، وصلوا في الوقت المناسب. لأن الطفل أفاقَ جائعاً، فأخذ يئنُ فيما يتطلع بفضول إلى الغلام الغريب. أخذته الأم من حدّو، وما لبثت أن ارتقت السلم الخشبيّ: " إننا في منزل خالتك مجدداً، فالشكر للرب أن منحنا النجاة "، خاطبته وهيَ تقبّله. هنيهة، واشتعل مصباح مدخل المنزل، الكهربائيّ. ثم ظهرت على الأثر سيدة شابة عند الباب الموارب، رآها الغلامُ الغريبُ حسناءً برغم علامات النوم على سحنتها. ***مثلما انقشعَ الضبابُ مع أولى خيوط الشمس، كذلك كان حال مخاوف الفتى حدّو. لكن الأمرَ لم يحصل بين يوم وضحاه، بل مع مرور الوقت في هذه المدينة الجميلة ذات الحدائق والمنتزهات المتعددة. برغم أنه قضى عاماً في أضنة، حَسْب، فإنه بقيَ يحتفظ عنها في ذهنه بأروع الذكريات. كما أن الذكرى، تواءمت مع اسم لا يقل إثارة؛ " بربارا "، التي تعرف فيها على المرأة، للمرة الأولى! حدّو، تعرف قبل كل شيء على عالم آخر، شكّلته المدينة الكبيرة. لكن الطابع الريفيّ كان غالباً على هذا الحي، برغم قدمه وقربه من المركز. سيعلمُ فيما بعد من المضيفة، أن هؤلاء الريفيين الكرد استولوا ببساطة على منازل النصارى وذلك عقبَ فتنة عام 1905. بينما آخرون استغلوا ظروفَ فرمان تهجير الأرمن، بعد عقد من السنين، كي يجلبوا المزيدَ من أقاربهم من القرى والضواحي القريبة والبعيدة. مع ذلك، حافظ جيرانُ بربارا على علاقة وثيقة معها، بحيث أنها لم تفكّر بالنزوح كما فعل عدد من أقاربها. نيللي، من ناحيتها،، بقيت على قلقٍ مقيم وحلم الاستقرار في بلد آخر ما ينفك يراودها. هذا، مع أن الفصائل الأرمنية سرعان ما سيطرت على إقليم كيليكيا كله، فشكّلت إدارة حكم بعدما رفرفت أعلامها الوطنية على المباني الرسمية في أضنة ومرسين. بسبب ندرة أبناء جلدتهم في الإقليم، اضطر هؤلاء إلى استبعاد أي إجراءات انتقامية بحق السكان المسلمين. غير أن الفضل الأساس في ذلك، كان يعود لوجود القوات الفرنسية. " فلول الجيش العثماني، تجمعت في الولايات الوسطى والشرقية تحت قيادة ......
#بضعة
#أعوام
#ريما:
#بقية
#الفصل
#العاشر
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=680678
#الحوار_المتمدن
#دلور_ميقري 4 على الأثر، توقفت نيللي ثم طلبت أن يعودا أدراجهما من نفس الدرب: " لقد أخذني الحديث، فلم انتبه إلى الطريق. الحقيقة أن منزل بربارا ابنة خالتي على مقربة من محطة القطار، لكنني شئتُ سلكَ دروبٍ فرعية كيلا نصطدمَ بالجندرمة "" لكن حارسي أكّدَ أن الفرنسيين باتوا يسيطرون على المنطقة، وإلا لكان من المحال أن يدعني أهرب لما في ذلك من مسئولية عليه "" لنأمل بأنه حقيقة وليسَ شائعة، خبرُ دخول الفرنسيين. على أي حال، الدولة هُزمت في الحرب وستدفع ثمن جرائمها جميعاً "، قالتها نيللي بنبرةٍ تنبض ألماً وحقداً معاً. غير أن ذلك لم يطمئن خاطر الفتى، المحكوم بالنفي: أينجو من عقوبة ثلاثة أعوام شغل، لكي يقع بين أيدي منتقمين لن يتورعوا عن قتله ـ كما حصل في بداية الحرب، لما اجتاح الجيش الروسيّ الولايات الشمالية وتسلى مع حلفائه الأرمن والنساطرة بقتل المدنيين المسلمين من كرد وشركس وترك وغيرهم. ***كان ثمة ضباب خفيف، تغلغل في الشارع العام لحي البلديات، لم ينتبه له حدّو في خلال سيره الملهوج والمضطرب. ذلك تتميّز به فجراً، المدنُ الواقعة على مسافة قريبة من البحر والجبال. أشار إليه، وكأنما يراه لأول مرة مذ خروجه من محطة القطار: " ضباب.. "" هذا هوَ، أخيراً، منزل ابنة خالتي "، كذلك كان رد رفيقة الرحلة. كان للمنزل واجهة متواضعة، يتصل مدخله مع الباب الرئيس بسلم خشبيّ من بضع درجات. عدد من الأشجار الصنوبرية، بقامات قصيرة نوعاً، توزعت على مقربة من الجدران وكانت تلوح مثل الأشباح في هذا الوقت من الفجر. لحُسن الحظ، وصلوا في الوقت المناسب. لأن الطفل أفاقَ جائعاً، فأخذ يئنُ فيما يتطلع بفضول إلى الغلام الغريب. أخذته الأم من حدّو، وما لبثت أن ارتقت السلم الخشبيّ: " إننا في منزل خالتك مجدداً، فالشكر للرب أن منحنا النجاة "، خاطبته وهيَ تقبّله. هنيهة، واشتعل مصباح مدخل المنزل، الكهربائيّ. ثم ظهرت على الأثر سيدة شابة عند الباب الموارب، رآها الغلامُ الغريبُ حسناءً برغم علامات النوم على سحنتها. ***مثلما انقشعَ الضبابُ مع أولى خيوط الشمس، كذلك كان حال مخاوف الفتى حدّو. لكن الأمرَ لم يحصل بين يوم وضحاه، بل مع مرور الوقت في هذه المدينة الجميلة ذات الحدائق والمنتزهات المتعددة. برغم أنه قضى عاماً في أضنة، حَسْب، فإنه بقيَ يحتفظ عنها في ذهنه بأروع الذكريات. كما أن الذكرى، تواءمت مع اسم لا يقل إثارة؛ " بربارا "، التي تعرف فيها على المرأة، للمرة الأولى! حدّو، تعرف قبل كل شيء على عالم آخر، شكّلته المدينة الكبيرة. لكن الطابع الريفيّ كان غالباً على هذا الحي، برغم قدمه وقربه من المركز. سيعلمُ فيما بعد من المضيفة، أن هؤلاء الريفيين الكرد استولوا ببساطة على منازل النصارى وذلك عقبَ فتنة عام 1905. بينما آخرون استغلوا ظروفَ فرمان تهجير الأرمن، بعد عقد من السنين، كي يجلبوا المزيدَ من أقاربهم من القرى والضواحي القريبة والبعيدة. مع ذلك، حافظ جيرانُ بربارا على علاقة وثيقة معها، بحيث أنها لم تفكّر بالنزوح كما فعل عدد من أقاربها. نيللي، من ناحيتها،، بقيت على قلقٍ مقيم وحلم الاستقرار في بلد آخر ما ينفك يراودها. هذا، مع أن الفصائل الأرمنية سرعان ما سيطرت على إقليم كيليكيا كله، فشكّلت إدارة حكم بعدما رفرفت أعلامها الوطنية على المباني الرسمية في أضنة ومرسين. بسبب ندرة أبناء جلدتهم في الإقليم، اضطر هؤلاء إلى استبعاد أي إجراءات انتقامية بحق السكان المسلمين. غير أن الفضل الأساس في ذلك، كان يعود لوجود القوات الفرنسية. " فلول الجيش العثماني، تجمعت في الولايات الوسطى والشرقية تحت قيادة ......
#بضعة
#أعوام
#ريما:
#بقية
#الفصل
#العاشر
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=680678
الحوار المتمدن
دلور ميقري - بضعة أعوام ريما: بقية الفصل العاشر
دلور ميقري : بضعة أعوام ريما: بقية الفصل الثاني عشر
#الحوار_المتمدن
#دلور_ميقري 4ونشبت الحربُ فعلاً بعد بضعة أعوام، وكانت عالمية الطابع شأن تلك، التي سبقتها وعُرفت على لسان أهالي بلاد الشام ب " سفر برلك ". السنة الأولى من الحرب، مرت دونَ أن يشعر بها الأهالي؛ اللهم إلا ممن يتابعون الأخبار، وكل منهم تحمّسَ لطرف من المتحاربين. صالح، كون شيمته لا تسمح له بالاهتمام بالقضايا العامة، بقيَ بمنأى عما يحصل في القارة العجوز من معارك كبرى، سجّل فيها الألمان انتصارات سريعة وحاسمة. لكن عليه كان أن يواجه حرباً في بيته، وعلى عدة جبهات. افتتحَ العام 1940 بوفاة السيدة شملكان، وكانت برغم شيخوختها المتأخرة تلعبُ دوراً مهماً في حياة الأسرة، بالأخص تأثيرها الكبير على ابنها. قبل ذلك بسنتين، دفنت ابنها البكر، حاجي، وكان كما علمنا يعاني منذ الصغر من تخلّف عقلي. الضربة الأخرى، التي تلقاها صالح، ولم تكن أقل إيلاماً من رحيل الأم، تمثلت في موت السيدة عايدة. إذاك، كانت ابنتها مليحة قد حصلت على الطلاق البائن، فحكم لها القاضي برعاية ولديها الصغيرين. الابنة البكر، " رودا "، كانت في التاسعة؛ فيما شقيقها، " أوسمان "، يصغرها بثلاث سنين. وكان صالح قد بقيَ على عهده حتى العام الأخير، الشاهد على مرض والدة طليقته، العضال، يمر بين يوم وآخر على منزلها وهوَ يحمل ما أمكن من الزاد فضلاً عن الهدايا لطفليه. إذا كان انقطع عن ذلك عقبَ رحيل السيدة عايدة، فلأن ابنتها طلبت منه أن يكتفي بدفع النفقة لها ولابنيهما: لم تعُد تطيق رؤيته، وكان هوَ يُبادلها نفسَ الشعور. ***هوَ ذا رجلٌ قصير القامة في قيافة عناصر الجيش الفرنسيّ، يُذكّر من يراه متبختراً في الشارع بالمحاربين على جبهات أوروبا. جاء حدّو إلى الحارة، وما لبثَ أن حل ضيفاً على أخته ريما. فاجأ الصهرَ، بينما كان يُعزيه بوفاة والدته. إذ انهمرت الدموع من عينيه، مع أنه بالكاد عرفَ السيدة شملكان أو رآها أكثر من بضع مرات منذ ظهوره فجأة في الشام قبل أربعة عشرة عاماً. الرجلُ الملول، استعادَ في حقيقة الحال صورةَ بربارا، حاميته وعشيقته، وكانت قد رحلت عن الدنيا قبل نحو سنة على أثر نوبة قلبية حادة. غبَّ استيلاء أقاربها على منزل بحمدون، استأجرَ حدّو شقة صغيرة في بيروت لحين أن سعى في نقله إلى الشام. سرعانَ ما صارَ سائقَ جنرالٍ فرنسيّ، يُشرف على إدارة القسم العسكريّ من مطار المزة في دمشق. مثلما سبقَ وذكرنا في مكان آخر، أنّ صالح عرضَ على حدّو قطعةَ أرضٍ، لصق منزل المرحومة زَري، فقام هذا الأخير بتعمير بعض الحجرات على مهل وبما يسمح له دخله. لما انتقلت خدمته إلى دمشق، كان المنزلُ قد أضحى مكتملاً تقريباً؛ فتكوّنَ من قسمٍ علويّ لغرف النوم، وقسم سفليّ للمطبخ والحمّام علاوةً على صالة الاستقبال والحديقة الصغيرة." ما شاء الله، ابنتك أضحت بعُمر العرائس. أذكرها لما كانت بعدُ طفلة في العربة، وكنتُ أمشّيها في أرض الديار! "، قالها لحواء لما حضرت كي تسلّم عليه. ابتسمت المرأة الحزينة، ولم تعلّق بشيء. كانت ابنتها، ديبة، على وشك فعلاً أن تغدو عروساً. ابن خالها، ويُدعى " محمد "، سبقَ أن خطبها من والدتها وأعربت له هذه عن قبولها. لما فاتحت طليقها صالح بالأمر، قال لها عابساً أنه يرفض تزويج ابنته لأحد شبان آل لحّو: " ألم تتعظي بما عانيتِ منهم، يا امرأة؟ "، اختتمَ محاضرته بهذا السؤال الساخر. ***أسبوعٌ على الأثر، ثم فاتحَ صالح امرأته ريما بخصوص ديبة: " لقد طلبها مني أخوك حدّو، وأنا وجدته مناسباً "" كيفَ وجدته مناسباً، وهوَ يكبرها كثيراً؟ "، تساءلت ريما باستنكار. كانت تحب أخاها، بل إنها كانت له بمثابة الأم سواءً في موطن الأسلاف ......
#بضعة
#أعوام
#ريما:
#بقية
#الفصل
#الثاني
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=681777
#الحوار_المتمدن
#دلور_ميقري 4ونشبت الحربُ فعلاً بعد بضعة أعوام، وكانت عالمية الطابع شأن تلك، التي سبقتها وعُرفت على لسان أهالي بلاد الشام ب " سفر برلك ". السنة الأولى من الحرب، مرت دونَ أن يشعر بها الأهالي؛ اللهم إلا ممن يتابعون الأخبار، وكل منهم تحمّسَ لطرف من المتحاربين. صالح، كون شيمته لا تسمح له بالاهتمام بالقضايا العامة، بقيَ بمنأى عما يحصل في القارة العجوز من معارك كبرى، سجّل فيها الألمان انتصارات سريعة وحاسمة. لكن عليه كان أن يواجه حرباً في بيته، وعلى عدة جبهات. افتتحَ العام 1940 بوفاة السيدة شملكان، وكانت برغم شيخوختها المتأخرة تلعبُ دوراً مهماً في حياة الأسرة، بالأخص تأثيرها الكبير على ابنها. قبل ذلك بسنتين، دفنت ابنها البكر، حاجي، وكان كما علمنا يعاني منذ الصغر من تخلّف عقلي. الضربة الأخرى، التي تلقاها صالح، ولم تكن أقل إيلاماً من رحيل الأم، تمثلت في موت السيدة عايدة. إذاك، كانت ابنتها مليحة قد حصلت على الطلاق البائن، فحكم لها القاضي برعاية ولديها الصغيرين. الابنة البكر، " رودا "، كانت في التاسعة؛ فيما شقيقها، " أوسمان "، يصغرها بثلاث سنين. وكان صالح قد بقيَ على عهده حتى العام الأخير، الشاهد على مرض والدة طليقته، العضال، يمر بين يوم وآخر على منزلها وهوَ يحمل ما أمكن من الزاد فضلاً عن الهدايا لطفليه. إذا كان انقطع عن ذلك عقبَ رحيل السيدة عايدة، فلأن ابنتها طلبت منه أن يكتفي بدفع النفقة لها ولابنيهما: لم تعُد تطيق رؤيته، وكان هوَ يُبادلها نفسَ الشعور. ***هوَ ذا رجلٌ قصير القامة في قيافة عناصر الجيش الفرنسيّ، يُذكّر من يراه متبختراً في الشارع بالمحاربين على جبهات أوروبا. جاء حدّو إلى الحارة، وما لبثَ أن حل ضيفاً على أخته ريما. فاجأ الصهرَ، بينما كان يُعزيه بوفاة والدته. إذ انهمرت الدموع من عينيه، مع أنه بالكاد عرفَ السيدة شملكان أو رآها أكثر من بضع مرات منذ ظهوره فجأة في الشام قبل أربعة عشرة عاماً. الرجلُ الملول، استعادَ في حقيقة الحال صورةَ بربارا، حاميته وعشيقته، وكانت قد رحلت عن الدنيا قبل نحو سنة على أثر نوبة قلبية حادة. غبَّ استيلاء أقاربها على منزل بحمدون، استأجرَ حدّو شقة صغيرة في بيروت لحين أن سعى في نقله إلى الشام. سرعانَ ما صارَ سائقَ جنرالٍ فرنسيّ، يُشرف على إدارة القسم العسكريّ من مطار المزة في دمشق. مثلما سبقَ وذكرنا في مكان آخر، أنّ صالح عرضَ على حدّو قطعةَ أرضٍ، لصق منزل المرحومة زَري، فقام هذا الأخير بتعمير بعض الحجرات على مهل وبما يسمح له دخله. لما انتقلت خدمته إلى دمشق، كان المنزلُ قد أضحى مكتملاً تقريباً؛ فتكوّنَ من قسمٍ علويّ لغرف النوم، وقسم سفليّ للمطبخ والحمّام علاوةً على صالة الاستقبال والحديقة الصغيرة." ما شاء الله، ابنتك أضحت بعُمر العرائس. أذكرها لما كانت بعدُ طفلة في العربة، وكنتُ أمشّيها في أرض الديار! "، قالها لحواء لما حضرت كي تسلّم عليه. ابتسمت المرأة الحزينة، ولم تعلّق بشيء. كانت ابنتها، ديبة، على وشك فعلاً أن تغدو عروساً. ابن خالها، ويُدعى " محمد "، سبقَ أن خطبها من والدتها وأعربت له هذه عن قبولها. لما فاتحت طليقها صالح بالأمر، قال لها عابساً أنه يرفض تزويج ابنته لأحد شبان آل لحّو: " ألم تتعظي بما عانيتِ منهم، يا امرأة؟ "، اختتمَ محاضرته بهذا السؤال الساخر. ***أسبوعٌ على الأثر، ثم فاتحَ صالح امرأته ريما بخصوص ديبة: " لقد طلبها مني أخوك حدّو، وأنا وجدته مناسباً "" كيفَ وجدته مناسباً، وهوَ يكبرها كثيراً؟ "، تساءلت ريما باستنكار. كانت تحب أخاها، بل إنها كانت له بمثابة الأم سواءً في موطن الأسلاف ......
#بضعة
#أعوام
#ريما:
#بقية
#الفصل
#الثاني
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=681777
الحوار المتمدن
دلور ميقري - بضعة أعوام ريما: بقية الفصل الثاني عشر
سرسبيندار السندي : ** من مالك السفينة الحقيقي .. وأين إختفت بقية شحنة الموت **
#الحوار_المتمدن
#سرسبيندار_السندي كشف تحقيق أجرته أخيرا صحيفة "دير شبيغل" الألمانية بالتعاون مع "مشروع التغطية الصحفية لأخبار الجريمة المنظمة والفساد" ومقره سراييفو ، أن مالك السفينة الحقيقي هو „شارالامبوس مانولي„ وليس الروسي „إيغور غريتشوشكين„ وهو قبرص الجنسية وله صلات قوية مع حزب الله اللبناني ؟ كما كشفت أن كمية كبيرة من نترات الامونيوم المخزنة كانت قد إختفت قبل التفجير بأسابيع ، وان „مانولي„ على علاقة مع بنك مرتبط بحزب الله يدعى "إف بي إم إي" التنزاني ، وقد إكد محققون أميركيون في وقت سابق أن لهذا الرجل تاريخ في عمليات غسيل أموال لصالح حزب الله.كما أن التحقيقات كشفت أن شركة واجهة سورية يشتبه أنها على صلة ببرنامج الأسلحة الكيمياوية لنظام الأسد كانت أحد عملاء هذا البنك.وتقول "دير شبيغل" إن "مانولي„ بذل قصارى جهده لإخفاء ملكية السفينة عندما سئل عن ذلك ، حيث ادعى في البداية أن السفينة قد بيعت إلى „غريتشوشكين„ وبعدها إعترف أن الرجل الروسي حاول فقط شراءها ، ثم رفض بعدها تقديم أي معلومات أخرى".وتبين لاحقا أن „غريتشوشكين„ كان قد استأجر السفينة من „مانولي„ لكن التحقيق توصل إلى أن رجل الأعمال القبرصي كان هو من يعطي الأوامر لطاقم السفينة ، وهومن أمرهم بالتوقف في ميناء بيروت .وتؤكد الصحيفة أنه لازال من غير الواضح كمية نترات الأمونيوم المتفجرة ، لكن مسؤولي مخابرات أوروبيين يشاركون في التحقيق يقولون إنها تتراوح بين (700 و1000) طن ، وتتساءل الصحيفة عن مصير الجزء الأكبر المختفي من الشحنة ولصالح من هربت من المرفا ، وهل تعلم الحكومة اللبنانية بها أم لا ؟مشيرة إلى أن المحققين الدوليين يحتاجون للإإجابة على هذه الأسئلة المهمة والخطيرة التي تفرض نفسها ؟نقل بتصرف عن موقع قناة الحرة ؟ ......
#مالك
#السفينة
#الحقيقي
#وأين
#إختفت
#بقية
#شحنة
#الموت
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=689388
#الحوار_المتمدن
#سرسبيندار_السندي كشف تحقيق أجرته أخيرا صحيفة "دير شبيغل" الألمانية بالتعاون مع "مشروع التغطية الصحفية لأخبار الجريمة المنظمة والفساد" ومقره سراييفو ، أن مالك السفينة الحقيقي هو „شارالامبوس مانولي„ وليس الروسي „إيغور غريتشوشكين„ وهو قبرص الجنسية وله صلات قوية مع حزب الله اللبناني ؟ كما كشفت أن كمية كبيرة من نترات الامونيوم المخزنة كانت قد إختفت قبل التفجير بأسابيع ، وان „مانولي„ على علاقة مع بنك مرتبط بحزب الله يدعى "إف بي إم إي" التنزاني ، وقد إكد محققون أميركيون في وقت سابق أن لهذا الرجل تاريخ في عمليات غسيل أموال لصالح حزب الله.كما أن التحقيقات كشفت أن شركة واجهة سورية يشتبه أنها على صلة ببرنامج الأسلحة الكيمياوية لنظام الأسد كانت أحد عملاء هذا البنك.وتقول "دير شبيغل" إن "مانولي„ بذل قصارى جهده لإخفاء ملكية السفينة عندما سئل عن ذلك ، حيث ادعى في البداية أن السفينة قد بيعت إلى „غريتشوشكين„ وبعدها إعترف أن الرجل الروسي حاول فقط شراءها ، ثم رفض بعدها تقديم أي معلومات أخرى".وتبين لاحقا أن „غريتشوشكين„ كان قد استأجر السفينة من „مانولي„ لكن التحقيق توصل إلى أن رجل الأعمال القبرصي كان هو من يعطي الأوامر لطاقم السفينة ، وهومن أمرهم بالتوقف في ميناء بيروت .وتؤكد الصحيفة أنه لازال من غير الواضح كمية نترات الأمونيوم المتفجرة ، لكن مسؤولي مخابرات أوروبيين يشاركون في التحقيق يقولون إنها تتراوح بين (700 و1000) طن ، وتتساءل الصحيفة عن مصير الجزء الأكبر المختفي من الشحنة ولصالح من هربت من المرفا ، وهل تعلم الحكومة اللبنانية بها أم لا ؟مشيرة إلى أن المحققين الدوليين يحتاجون للإإجابة على هذه الأسئلة المهمة والخطيرة التي تفرض نفسها ؟نقل بتصرف عن موقع قناة الحرة ؟ ......
#مالك
#السفينة
#الحقيقي
#وأين
#إختفت
#بقية
#شحنة
#الموت
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=689388
الحوار المتمدن
سرسبيندار السندي - ** من مالك السفينة الحقيقي .. وأين إختفت بقية شحنة الموت **
دلور ميقري : زمن موناليزا الحزينة: بقية الفصل الثاني
#الحوار_المتمدن
#دلور_ميقري 4في مقابل ديبو، القاسي القلب والمتعجرف، كانت امرأته كأنها طيفٌ، لا تكاد تُلحظ لشدة انطوائها وامّحاء شخصيتها. كانت قد تجاوزت سنّ العشرين منذ ثلاثة أعوام، صورة عن أمها بقسماتها المتناسقة وعينيها الخضر وشعرها الأحمر. برغم خلق رجلها، فإنها أحبته وشغفت بوسامته وطوله الفارع، فضلاً عن افتخارها بهيبته في أي مكان حلّ فيه كصف ضابط بسلاح الدرك. طبعه الناريّ، كان يُصدّ أحياناً أمام لطفها وخنوعها. كذلك اعتادت على معاملته السيئة للصبيين، لدرجة أن تتعمد اهمالهما كي يشعر بالراحة. أفضل ساعات الصفاء لديه، عندما يكون بصحبة دمجانة العَرَق وجهاز المذياع يُطلق الأغاني. إذاك، كان يجب أن يحل على المنزل صمتٌ شامل وأن يُبعد الولدين عن مجال نظر والدهما.ريما، لعبت دَور الأم لحفيديها في أوان زياراتها لابنتها. وكان صالح يسمح لامرأته أن تبقى فترة طويلة في أثناء تلك الزيارات، ويسعده عودتها أحياناً برفقة الولدين إلى منزله وكأنهما حفيديه. في حقيقة الحال، أن بيروزا تربت تحت سقفه منذ نعومة أظفارها وكان لها بمثابة الأب الحنون والكريم. كان قد عارضَ امرأته، لما أبدت موافقتها على طلب موسي أن تكون ابنتها زوجةً لابنه البكر. قالت ريما لرجلها عندئذٍ، مبررةً قرارها: " كما تعلم، فإن سببَ رحيل أسرتي عن الشام إلى موطن الأسلاف كان على خلفية رفض والدي اعطاء ابنته لموسي. فلا أرغب بتكرار تلك المأساة، فأعرّض عائلتي لغائلة الحقد الأسود! ". ***كون سيارة صالح بتصرف الأسرة في آونة الزيارة، فإنها مضت بهم إلى أشهر المنتزهات والأوابد الأثرية في المنطقة. ديبو، من ناحيته، كان قد أحضرَ لأجل أسرته سيارة المخفر مع سائقها، لمرافقة ضيوفه إلى تلك الأماكن. هكذا ركب الجميعُ القاربَ، ليمخر بهم مياه بحيرة مزيريب، الهادئة الوادعة. ووقفوا أيضاً لتأمل المنظر الساحر لشلالات تل شهاب، المنسابة بصخب عبرَ الصخور. ثم ارتقوا لاحقاً درجات المسرح الرومانيّ في قلعة بصرى الشام، المحمول بعظمة وجلال على الأعمدة الحجرية الشاهقة ذات التيجان. صالح، سبقَ أن زار هذه المنتزهات والأوابد، لذلك انشغل عنها بالحديث مع المضيف وسائقه عن تطورات الحرب. لكنه دُهشَ لمعرفته أن أسرة ربيبته لم ترَ شيئاً تقريباً من طبيعة حوران وآثارها، بل بقيت في غالب الأحيان حبيسةَ جدران المنزل.بيدَ أنّ جارات بيروزا كن يحببنها ويحدبن على ولديها، بالنظر إلى بساطتها وأيضاً هيبة رجلها. ساعد على تفاهمهن معها، الجذور الريفية المتأصلة فيها من جهة أبيها الراحل. بغيَة التسلية، كانت قد زرعت حديقة الدار بالخضار بمساعدة أولئك القرويات. ديبو، المغرم بالأزهار، نظرَ بسخرية إلى تسلية امرأته وعلّقَ بالقول: " الخضار تأتينا مجاناً، مثلها في ذلك مثل اللحوم والفواكه! ". سمعة أفراد الدرك، بوصفهم أسوأ من النهّابين وقطّاع الطرق، كان يُجسّدها صف الضابط هذا. وكان أبناء الحي الكرديّ يشكلّون كتلة ثابتة في معسكر الحامية، وشكّلوا مشكلةً سواءً لرؤسائهم أو الأهالي. صهرَ عيشو، كان أحدهم، وما لبثَ شقيقها، " فَدو "، أن انضم إليه في نفس المعسكر. وكانت هيَ تلازم ابنتها، التي بقيت على قيد الحياة بعد موت شقيقتين لها. كون كلاً من ديبو وفَدو تورّطا بشكل أو بآخر في قضية مقتل ابنة عيشو البكر، فإنها أغلقت باب البيت بوجهيهما. ***بسبب حساسية العلاقة بين المضيف وعيشو، لم يشأ صالح القيام بزيارتها مع أسرته، وكانت تقيم في مزرعة خارج البلدة. لكن فَدو سرعانَ ما حضرَ لبيت ابن شقيقه، وقتما أخذ علماً بوجود ضيوفه. العم، كان مماثلاً لديبو في العُمر، ويشبهه لناحية الوسامة والطول الفارع، و ......
#موناليزا
#الحزينة:
#بقية
#الفصل
#الثاني
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=689675
#الحوار_المتمدن
#دلور_ميقري 4في مقابل ديبو، القاسي القلب والمتعجرف، كانت امرأته كأنها طيفٌ، لا تكاد تُلحظ لشدة انطوائها وامّحاء شخصيتها. كانت قد تجاوزت سنّ العشرين منذ ثلاثة أعوام، صورة عن أمها بقسماتها المتناسقة وعينيها الخضر وشعرها الأحمر. برغم خلق رجلها، فإنها أحبته وشغفت بوسامته وطوله الفارع، فضلاً عن افتخارها بهيبته في أي مكان حلّ فيه كصف ضابط بسلاح الدرك. طبعه الناريّ، كان يُصدّ أحياناً أمام لطفها وخنوعها. كذلك اعتادت على معاملته السيئة للصبيين، لدرجة أن تتعمد اهمالهما كي يشعر بالراحة. أفضل ساعات الصفاء لديه، عندما يكون بصحبة دمجانة العَرَق وجهاز المذياع يُطلق الأغاني. إذاك، كان يجب أن يحل على المنزل صمتٌ شامل وأن يُبعد الولدين عن مجال نظر والدهما.ريما، لعبت دَور الأم لحفيديها في أوان زياراتها لابنتها. وكان صالح يسمح لامرأته أن تبقى فترة طويلة في أثناء تلك الزيارات، ويسعده عودتها أحياناً برفقة الولدين إلى منزله وكأنهما حفيديه. في حقيقة الحال، أن بيروزا تربت تحت سقفه منذ نعومة أظفارها وكان لها بمثابة الأب الحنون والكريم. كان قد عارضَ امرأته، لما أبدت موافقتها على طلب موسي أن تكون ابنتها زوجةً لابنه البكر. قالت ريما لرجلها عندئذٍ، مبررةً قرارها: " كما تعلم، فإن سببَ رحيل أسرتي عن الشام إلى موطن الأسلاف كان على خلفية رفض والدي اعطاء ابنته لموسي. فلا أرغب بتكرار تلك المأساة، فأعرّض عائلتي لغائلة الحقد الأسود! ". ***كون سيارة صالح بتصرف الأسرة في آونة الزيارة، فإنها مضت بهم إلى أشهر المنتزهات والأوابد الأثرية في المنطقة. ديبو، من ناحيته، كان قد أحضرَ لأجل أسرته سيارة المخفر مع سائقها، لمرافقة ضيوفه إلى تلك الأماكن. هكذا ركب الجميعُ القاربَ، ليمخر بهم مياه بحيرة مزيريب، الهادئة الوادعة. ووقفوا أيضاً لتأمل المنظر الساحر لشلالات تل شهاب، المنسابة بصخب عبرَ الصخور. ثم ارتقوا لاحقاً درجات المسرح الرومانيّ في قلعة بصرى الشام، المحمول بعظمة وجلال على الأعمدة الحجرية الشاهقة ذات التيجان. صالح، سبقَ أن زار هذه المنتزهات والأوابد، لذلك انشغل عنها بالحديث مع المضيف وسائقه عن تطورات الحرب. لكنه دُهشَ لمعرفته أن أسرة ربيبته لم ترَ شيئاً تقريباً من طبيعة حوران وآثارها، بل بقيت في غالب الأحيان حبيسةَ جدران المنزل.بيدَ أنّ جارات بيروزا كن يحببنها ويحدبن على ولديها، بالنظر إلى بساطتها وأيضاً هيبة رجلها. ساعد على تفاهمهن معها، الجذور الريفية المتأصلة فيها من جهة أبيها الراحل. بغيَة التسلية، كانت قد زرعت حديقة الدار بالخضار بمساعدة أولئك القرويات. ديبو، المغرم بالأزهار، نظرَ بسخرية إلى تسلية امرأته وعلّقَ بالقول: " الخضار تأتينا مجاناً، مثلها في ذلك مثل اللحوم والفواكه! ". سمعة أفراد الدرك، بوصفهم أسوأ من النهّابين وقطّاع الطرق، كان يُجسّدها صف الضابط هذا. وكان أبناء الحي الكرديّ يشكلّون كتلة ثابتة في معسكر الحامية، وشكّلوا مشكلةً سواءً لرؤسائهم أو الأهالي. صهرَ عيشو، كان أحدهم، وما لبثَ شقيقها، " فَدو "، أن انضم إليه في نفس المعسكر. وكانت هيَ تلازم ابنتها، التي بقيت على قيد الحياة بعد موت شقيقتين لها. كون كلاً من ديبو وفَدو تورّطا بشكل أو بآخر في قضية مقتل ابنة عيشو البكر، فإنها أغلقت باب البيت بوجهيهما. ***بسبب حساسية العلاقة بين المضيف وعيشو، لم يشأ صالح القيام بزيارتها مع أسرته، وكانت تقيم في مزرعة خارج البلدة. لكن فَدو سرعانَ ما حضرَ لبيت ابن شقيقه، وقتما أخذ علماً بوجود ضيوفه. العم، كان مماثلاً لديبو في العُمر، ويشبهه لناحية الوسامة والطول الفارع، و ......
#موناليزا
#الحزينة:
#بقية
#الفصل
#الثاني
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=689675
الحوار المتمدن
دلور ميقري - زمن موناليزا الحزينة: بقية الفصل الثاني
دلور ميقري : زمن موناليزا الحزينة: بقية الفصل العاشر
#الحوار_المتمدن
#دلور_ميقري 4رضخَ فَدو لخطّة امرأته، بأن تحصل أيضاً على مطبخ وحمّام، جديدين. ذلك، كان من حُسن حظ شقيقه جمّو، الذي أراد أن يكون مستقلاً في حصّته من دار والدهما الكبير. إذ تحصّن بيته بالجدران، باستثناء بقعة صغيرة تضمّ بئر الماء، المحاذي للباب الرئيس. ثم انتهت صلاحية البئر، لما عمد كلّ من الأخوة إلى تسجيل نفسه كمشترك في مؤسسة عين الفيجة، التي تمد المواطنين في دمشق بالمياه العذبة. الإنارة الكهربائية، كانت كذلك قد وجدت طريقها إلى الدار الكبيرة قبيل تقسيمها بأشهر قليلة. ملاحظة من هَدي، طرقت سمعَ جمّو، بأن امرأته تصرف الكهرباء طوال النهار باستماعها إلى الراديو، جعلته يركّبُ عداداً خاصاً لمنزله. في فترة لاحقة، قام أيضاً بسدّ فتحة الجدار، التي تتيح لأسرة سلو استعمال الباب الرئيس. ما اضطر هذا الأخير لإحضار نجّار، ليصنع باباً لمنزله. مع انتقال النجّار إلى منزل فَدو للغاية نفسها، أضحى الأخوة الثلاثة مستقلين تماماً في دورهم.حالما أنتهى الحِداد على السيّدة سارة، وكان موتها مناسبةً لأقاربها كي يحضروا من الزبداني، أقترحَ جمّو على امرأته أن يقضيا ما تبقى من الصيف في تلك البلدة. لأول مرة، تسافر بيان مستعملةً سيارة أجرة. لأن سيارة أبيها، مضت به مع الأسرة إلى الجزيرة، وذلك في نهاية الربيع. كانت محتضنةً ابنتها الرضيع، بينما الابنة الأكبر جلست على ركبتيّ والدها، فما هيَ إلا ساعة وكانت سيارة الأجرة تقف في ساحة البلدة الرئيسة. أولاد خال جمّو، ما لبثوا أن استقبلوه بحفاوة في دارهم الأشبه بالفيلا، فيما عانقت نساؤهم بيانَ وقبلن ابنتيها. أخليت للضيوف حجرةٌ واسعة في الدور العلويّ، مفروشة بسريرين، نوافذها تطل على بستانٍ حافل بأنواع عديدة من الأشجار المثمرة. لكن جمّو ترك أسرته مع حلول اليوم الرابع للزيارة، ليعود إلى دمشق كي يستأنف عمله في مصنع النسيج، على أن يعود للزبداني في أول ليلة خميس. طبعُ بيان الخجول، جعلها تقرر الإياب مع رجلها في مساء يوم الجمعة التالي. لما وصلوا إلى دارهم، قال لها جمّو مبتسماً: " ثمة مفاجأة في الداخل، أعددتها لكِ ". بفتح الباب الخارجيّ، رأت على ضوء المصباح الكهربائيّ أن الدهليزَ قد فُرشَ بطبقة صقيلة من الاسمنت. لكن المفاجأة كانت هنالك، في أرض الديار، التي جُعلت من بلاط لونه أحمر فاتح؛ وهوَ اللون، المفضّل عند جمّو منذ انتسابه لحزب العمال والفلاحين! ***بعد عودتها من الزبداني بفترة وجيزة، زارتها صديقتها، أمية. وكانت مصادفة سعيدة لبيان، أنّ الصديقة جاءت عقبَ خضوع البيت لعملية ترميم شاملة. استقبلتها في الإيوان، وكان يفوح بدَوره بجدّة كلس الجدران ورطوبة الأرضية الإسمنتية. لا غرو أن تبدي الضيفة إعجابها بما تراه، دونما أن تخفي أيضاً دهشتها. قالت لبيان بنبرة مداعبة: " هل عثرَ زوجك على كنز، مطمور في جرّة فخار؟ ". ثم أردفت، رداً على لكزة خفيفة في خاصرتها: " لأنني كنتُ هنا في الربيع مع والدتي، لأخذ خاطر حماتك، وكان المنزل كأنه خرابة "" ألم أقل لك من قبل، أنّ زوجي حصل على تعويضٍ مُجْزٍ لقاء خدمته في الجيش الفرنسيّ؟ "، قالتها المضيفة مشددةً على المفردة الأخيرة للتباهي. ثم ذكّرت ضيفتها بحقيقةٍ، سمعتها أكثر من مرة على لسان رجلها جمّو، وهيَ أنّ رثاثة دار الزعيم دليلٌ على ما تمتع به في حياته من نظافة اليد والنزاهة. لوّحت الأخرى يدها بحركة لا مبالاة، ثم قالت بلهجة جدية: " دعكِ من سيرة الأموات، وخبريني ما لو كان في عشيرتكم شبانٌ يصلحون للزواج؟ ". ضحكة بيان المقتضبة، رافقت قرصها ليد الفتاة العزباء: " عشيرتكم أكبر من عشيرتنا بأربعة أضعاف، أليسَ حقيقةً؟ "" لكن ......
#موناليزا
#الحزينة:
#بقية
#الفصل
#العاشر
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=694459
#الحوار_المتمدن
#دلور_ميقري 4رضخَ فَدو لخطّة امرأته، بأن تحصل أيضاً على مطبخ وحمّام، جديدين. ذلك، كان من حُسن حظ شقيقه جمّو، الذي أراد أن يكون مستقلاً في حصّته من دار والدهما الكبير. إذ تحصّن بيته بالجدران، باستثناء بقعة صغيرة تضمّ بئر الماء، المحاذي للباب الرئيس. ثم انتهت صلاحية البئر، لما عمد كلّ من الأخوة إلى تسجيل نفسه كمشترك في مؤسسة عين الفيجة، التي تمد المواطنين في دمشق بالمياه العذبة. الإنارة الكهربائية، كانت كذلك قد وجدت طريقها إلى الدار الكبيرة قبيل تقسيمها بأشهر قليلة. ملاحظة من هَدي، طرقت سمعَ جمّو، بأن امرأته تصرف الكهرباء طوال النهار باستماعها إلى الراديو، جعلته يركّبُ عداداً خاصاً لمنزله. في فترة لاحقة، قام أيضاً بسدّ فتحة الجدار، التي تتيح لأسرة سلو استعمال الباب الرئيس. ما اضطر هذا الأخير لإحضار نجّار، ليصنع باباً لمنزله. مع انتقال النجّار إلى منزل فَدو للغاية نفسها، أضحى الأخوة الثلاثة مستقلين تماماً في دورهم.حالما أنتهى الحِداد على السيّدة سارة، وكان موتها مناسبةً لأقاربها كي يحضروا من الزبداني، أقترحَ جمّو على امرأته أن يقضيا ما تبقى من الصيف في تلك البلدة. لأول مرة، تسافر بيان مستعملةً سيارة أجرة. لأن سيارة أبيها، مضت به مع الأسرة إلى الجزيرة، وذلك في نهاية الربيع. كانت محتضنةً ابنتها الرضيع، بينما الابنة الأكبر جلست على ركبتيّ والدها، فما هيَ إلا ساعة وكانت سيارة الأجرة تقف في ساحة البلدة الرئيسة. أولاد خال جمّو، ما لبثوا أن استقبلوه بحفاوة في دارهم الأشبه بالفيلا، فيما عانقت نساؤهم بيانَ وقبلن ابنتيها. أخليت للضيوف حجرةٌ واسعة في الدور العلويّ، مفروشة بسريرين، نوافذها تطل على بستانٍ حافل بأنواع عديدة من الأشجار المثمرة. لكن جمّو ترك أسرته مع حلول اليوم الرابع للزيارة، ليعود إلى دمشق كي يستأنف عمله في مصنع النسيج، على أن يعود للزبداني في أول ليلة خميس. طبعُ بيان الخجول، جعلها تقرر الإياب مع رجلها في مساء يوم الجمعة التالي. لما وصلوا إلى دارهم، قال لها جمّو مبتسماً: " ثمة مفاجأة في الداخل، أعددتها لكِ ". بفتح الباب الخارجيّ، رأت على ضوء المصباح الكهربائيّ أن الدهليزَ قد فُرشَ بطبقة صقيلة من الاسمنت. لكن المفاجأة كانت هنالك، في أرض الديار، التي جُعلت من بلاط لونه أحمر فاتح؛ وهوَ اللون، المفضّل عند جمّو منذ انتسابه لحزب العمال والفلاحين! ***بعد عودتها من الزبداني بفترة وجيزة، زارتها صديقتها، أمية. وكانت مصادفة سعيدة لبيان، أنّ الصديقة جاءت عقبَ خضوع البيت لعملية ترميم شاملة. استقبلتها في الإيوان، وكان يفوح بدَوره بجدّة كلس الجدران ورطوبة الأرضية الإسمنتية. لا غرو أن تبدي الضيفة إعجابها بما تراه، دونما أن تخفي أيضاً دهشتها. قالت لبيان بنبرة مداعبة: " هل عثرَ زوجك على كنز، مطمور في جرّة فخار؟ ". ثم أردفت، رداً على لكزة خفيفة في خاصرتها: " لأنني كنتُ هنا في الربيع مع والدتي، لأخذ خاطر حماتك، وكان المنزل كأنه خرابة "" ألم أقل لك من قبل، أنّ زوجي حصل على تعويضٍ مُجْزٍ لقاء خدمته في الجيش الفرنسيّ؟ "، قالتها المضيفة مشددةً على المفردة الأخيرة للتباهي. ثم ذكّرت ضيفتها بحقيقةٍ، سمعتها أكثر من مرة على لسان رجلها جمّو، وهيَ أنّ رثاثة دار الزعيم دليلٌ على ما تمتع به في حياته من نظافة اليد والنزاهة. لوّحت الأخرى يدها بحركة لا مبالاة، ثم قالت بلهجة جدية: " دعكِ من سيرة الأموات، وخبريني ما لو كان في عشيرتكم شبانٌ يصلحون للزواج؟ ". ضحكة بيان المقتضبة، رافقت قرصها ليد الفتاة العزباء: " عشيرتكم أكبر من عشيرتنا بأربعة أضعاف، أليسَ حقيقةً؟ "" لكن ......
#موناليزا
#الحزينة:
#بقية
#الفصل
#العاشر
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=694459
الحوار المتمدن
دلور ميقري - زمن موناليزا الحزينة: بقية الفصل العاشر
دلور ميقري : زمن موناليزا الحزينة: بقية الفصل الحادي عشر
#الحوار_المتمدن
#دلور_ميقري 3منزل السيّد " تَمّو "، كان يلفّه الحِداد حينَ قدِمَ المعزّون لأجل أخذ خاطر والدته، التي توفيت على أثر معاناة طويلة مع المرض. رابعة، اصطحبت ابنها للعزاء، كون كنّة الدار عمّته. سبقَ أن التقى بهذه الأخيرة في مناسبة مشابهة، وكان طفلاً. قالت له الأم آنذاك، أنّ تلك المرأة، التي بادرت لاحتضانه في حنان، هيَ شقيقة والده الوحيدة. لكنه في زيارته الأولى لمنزل العمّة، وكان في أوان مراهقته، رأى ابنتها الوسطى، أمّو، وهيَ تصغره بنحو خمسة أعوام. رغم سنّها الصغيرة، حدّقت فيه مليّاً بعينيها الرائعتين، ثم رسمت ابتسامة على فمها الكرزيّ. منذئذٍ، صارَ يواظبُ على الحضور إلى الدار، وكانت العمّة ترحّب به دوماً. مع مرور الأيام، صارَ يرافقُ ابنَ عمّته، المدعو " طالو "، مع أن هذا يكبره كثيراً بالعُمر.إذ شُبّهَت أمّو بوالدتها الحسناء، فإن شقيقها الوحيد أخذ ملامح جدّتهما الراحلة؛ بلونه الأسمر وشدقه المريع، كما وبعينيه اللتين تقدحان شرراً أسود. كان طويل القامة، يخرج إلى الجادّة بقمباز رماديّ وعلى رأسه العمامة الكردية، التي بقيَ يفتخر بها طيلة حياته. هذا التناقض في ملبسه، يُحيل ربما لما في شخصيته من مفارقات. ‘ذ قيلَ عن قسوته في التعامل مع الآخرين، بما فيهم شقيقاته الثلاث، فيما كانَ يفيضُ بالعطف على أطفاله. كان متزوّجاً من امرأة من ريف دمشق، مع أنه ضغط على والديه مراراً كي يردّوا أي خاطبٍ لإحدى شقيقاته لو لم يكن كردياً. بيد أن امرأته الأولى كانت من بني جلدته، تطلقت منه بعد مدة يسيرة دونَ أن تنجب أولاداً. ملابسات هذا الزواج، الخاطف والعاصف، كانت في ذهن رابعة حينَ رفضت بإصرار رغبة ابنها في الاقتران من ابنة عمّته.***امرأة طالو الأولى، لم تكن سوى " زهرة "؛ الابنة البكر لخطيب رابعة، المُزمن، المَدعو " بَدو ". لقد تقدّمَ كطالب قُرب، وكانت بعدُ بنتاً. الحاج حسن، المحافظ والعَسِر، رفضه آنذاك بحجّة أن موافقته ستُبرر الأقاويلَ عن حكاية عشقه لابنته. ثم عاودَ الرجلُ محاولاته مراتٍ، عقبَ ترمّل رابعة. في الأثناء، كان هوَ قد تزوّجَ ثلاث نساء. لعل خصلة بَدو تلك، أي مسألة تكراره الطلاق، كانت سبباً إضافياً لأشقاء رابعة الكبار في رفضهم زواجها منه. كذلك تداول العارفون مسألة أخرى، تتعلّق بغض نظره عن سوء معاملة امرأته الأخيرة لأولاده الثلاثة، المنجبين من زيجتين سابقتين. شأن معظم دور الحارة، كان منزله الكبير يقتصر على حجرة نوم واحدة وأخرى للاستقبال. بحجّة إبقاء حجرة الإستقبال في رونقٍ جميل، لم تكن امرأة الأب تسمح للأولاد بالنوم فيها. فوضعت لهم فراشهم تحت ظلّةٍ، كائنة بين حجرة النوم والمطبخ، تهبّ عليها في الأيام الباردة الريحُ المحمّلة بالأمطار.ما أن بلغت زهرة سنّ الخامسة عشرة، إلا وامرأة الأب تعمدُ لتسليمها إلى أول طالب قُرب. والدة طالو، كانت قد رأتها في حفل زفاف، فبُهرت بما حظيت به من جمال وقوام فارع رشيق. فيما تلى من أعوام، مع شُهرة الممثلة المصرية، " مريم فخر الدين "، من خلال أفلامها المعروضة بالصالات الدمشقية، شُبّهَت زهرة بها؛ بل وبالغ البعضُ، بأنها تتفوق عليها حُسناً وفتنة. هكذا انتقلت ابنة بَدو البكر إلى منزل الزوج، الكائن على الجادّة الرئيسة بمقابل مدخل حارة الكيكان. علاوة على قبح الرجل وقسوة قلبه، كان يكبر العروسَ بدزينة من الأعوام على الأقل. يلوحُ أنها قبلت بقسمتها، خلاصاً من وضعها المزري تحت سطوة امرأة الأب. يُضاف إلى ذلك، ما وجدته من عطف من لدُن الحماة. الحمو أيضاً، أظهر للعروس مشاعرَ مشابهة؛ ولو أنها ستكتشف لاحقاً " ثعباناً تحت الزهور " ـ كما يقول المثلُ.* ......
#موناليزا
#الحزينة:
#بقية
#الفصل
#الحادي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=694807
#الحوار_المتمدن
#دلور_ميقري 3منزل السيّد " تَمّو "، كان يلفّه الحِداد حينَ قدِمَ المعزّون لأجل أخذ خاطر والدته، التي توفيت على أثر معاناة طويلة مع المرض. رابعة، اصطحبت ابنها للعزاء، كون كنّة الدار عمّته. سبقَ أن التقى بهذه الأخيرة في مناسبة مشابهة، وكان طفلاً. قالت له الأم آنذاك، أنّ تلك المرأة، التي بادرت لاحتضانه في حنان، هيَ شقيقة والده الوحيدة. لكنه في زيارته الأولى لمنزل العمّة، وكان في أوان مراهقته، رأى ابنتها الوسطى، أمّو، وهيَ تصغره بنحو خمسة أعوام. رغم سنّها الصغيرة، حدّقت فيه مليّاً بعينيها الرائعتين، ثم رسمت ابتسامة على فمها الكرزيّ. منذئذٍ، صارَ يواظبُ على الحضور إلى الدار، وكانت العمّة ترحّب به دوماً. مع مرور الأيام، صارَ يرافقُ ابنَ عمّته، المدعو " طالو "، مع أن هذا يكبره كثيراً بالعُمر.إذ شُبّهَت أمّو بوالدتها الحسناء، فإن شقيقها الوحيد أخذ ملامح جدّتهما الراحلة؛ بلونه الأسمر وشدقه المريع، كما وبعينيه اللتين تقدحان شرراً أسود. كان طويل القامة، يخرج إلى الجادّة بقمباز رماديّ وعلى رأسه العمامة الكردية، التي بقيَ يفتخر بها طيلة حياته. هذا التناقض في ملبسه، يُحيل ربما لما في شخصيته من مفارقات. ‘ذ قيلَ عن قسوته في التعامل مع الآخرين، بما فيهم شقيقاته الثلاث، فيما كانَ يفيضُ بالعطف على أطفاله. كان متزوّجاً من امرأة من ريف دمشق، مع أنه ضغط على والديه مراراً كي يردّوا أي خاطبٍ لإحدى شقيقاته لو لم يكن كردياً. بيد أن امرأته الأولى كانت من بني جلدته، تطلقت منه بعد مدة يسيرة دونَ أن تنجب أولاداً. ملابسات هذا الزواج، الخاطف والعاصف، كانت في ذهن رابعة حينَ رفضت بإصرار رغبة ابنها في الاقتران من ابنة عمّته.***امرأة طالو الأولى، لم تكن سوى " زهرة "؛ الابنة البكر لخطيب رابعة، المُزمن، المَدعو " بَدو ". لقد تقدّمَ كطالب قُرب، وكانت بعدُ بنتاً. الحاج حسن، المحافظ والعَسِر، رفضه آنذاك بحجّة أن موافقته ستُبرر الأقاويلَ عن حكاية عشقه لابنته. ثم عاودَ الرجلُ محاولاته مراتٍ، عقبَ ترمّل رابعة. في الأثناء، كان هوَ قد تزوّجَ ثلاث نساء. لعل خصلة بَدو تلك، أي مسألة تكراره الطلاق، كانت سبباً إضافياً لأشقاء رابعة الكبار في رفضهم زواجها منه. كذلك تداول العارفون مسألة أخرى، تتعلّق بغض نظره عن سوء معاملة امرأته الأخيرة لأولاده الثلاثة، المنجبين من زيجتين سابقتين. شأن معظم دور الحارة، كان منزله الكبير يقتصر على حجرة نوم واحدة وأخرى للاستقبال. بحجّة إبقاء حجرة الإستقبال في رونقٍ جميل، لم تكن امرأة الأب تسمح للأولاد بالنوم فيها. فوضعت لهم فراشهم تحت ظلّةٍ، كائنة بين حجرة النوم والمطبخ، تهبّ عليها في الأيام الباردة الريحُ المحمّلة بالأمطار.ما أن بلغت زهرة سنّ الخامسة عشرة، إلا وامرأة الأب تعمدُ لتسليمها إلى أول طالب قُرب. والدة طالو، كانت قد رأتها في حفل زفاف، فبُهرت بما حظيت به من جمال وقوام فارع رشيق. فيما تلى من أعوام، مع شُهرة الممثلة المصرية، " مريم فخر الدين "، من خلال أفلامها المعروضة بالصالات الدمشقية، شُبّهَت زهرة بها؛ بل وبالغ البعضُ، بأنها تتفوق عليها حُسناً وفتنة. هكذا انتقلت ابنة بَدو البكر إلى منزل الزوج، الكائن على الجادّة الرئيسة بمقابل مدخل حارة الكيكان. علاوة على قبح الرجل وقسوة قلبه، كان يكبر العروسَ بدزينة من الأعوام على الأقل. يلوحُ أنها قبلت بقسمتها، خلاصاً من وضعها المزري تحت سطوة امرأة الأب. يُضاف إلى ذلك، ما وجدته من عطف من لدُن الحماة. الحمو أيضاً، أظهر للعروس مشاعرَ مشابهة؛ ولو أنها ستكتشف لاحقاً " ثعباناً تحت الزهور " ـ كما يقول المثلُ.* ......
#موناليزا
#الحزينة:
#بقية
#الفصل
#الحادي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=694807
الحوار المتمدن
دلور ميقري - زمن موناليزا الحزينة: بقية الفصل الحادي عشر
خلود الحسناوي : قصة قصيرة وللحديث بقية
#الحوار_المتمدن
#خلود_الحسناوي دخل من باب الغرفة .. وجلٌ قليلا ً،ارتبك بعض الشيء ..عاد واستجمع قواه .. بعد كل تلك السنين ... بعد أن وقع بصره على ذات الشعر الاصفر قال في نفسه : يا إلهي أمنَ المعقول ان تكون هي؟؟! وبتعجب واستغراب وفي حالة من الذهول وبدون أدنى تفكير وتردد سألها : منى ؟ استدارت قليلا قليلا وبنظرات مليئة بالدهشة التي اختلطت ببعض براءة طفولية أجابته :من تقصد أنا ؟بعد لحظات تفحص وشرود ولاوعي مرت كأنها ساعات ، عاد لوعيه وجرب أن يكون شجاعا أكثر أمامها .. حينها استنفر كل طاقته واستجمع شجاعته واعتذر منها قائلاً : عفوا ًعفواً سيدتي توقعت شخصا أخر ، فلكِ نفس مواصفاتها ،أعتذر منك سيدتي .أخبرته بأن لا يبالي ولايهتم وإنه قد حصل خيرا .ذُهل أكثر حينما ردت عليه ، فقد كانت نبرات صوتها ناعمة باردة هادئة كطفل بريء يتحدث مع شخص صادفه في الطريق .كان ينوي الخروج.. لكن ذلك جعله يصرُّ على البقاء في الغرفة وأن يجد أي ّ عذر يكون سبباً في بقائه أطول وقت بصحبتها .أخبرها عن إسمه..انا لؤي : أعمل في دائرة الكمارك بالقرب من هنا وجئت لأخذ بعض الأوراق من مديركم . كان بهذا الحديث يحاول أن يجبرها بطريقة لطيفة على تعرفيه بنفسها له سيما وأنه قد أُعجب بها من أول نظرة .قالت : أنا منى وأعمل سكرتيرة للمدير منذ شهر تقريبا .. لم أركَ من قبل هنا ؟هكذا بدأ الحديث ثم استمر الى فنجانيّ قهوة حتى يصل المدير .. ثم .. وللحديث بقية . ......
#قصيرة
#وللحديث
#بقية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=694975
#الحوار_المتمدن
#خلود_الحسناوي دخل من باب الغرفة .. وجلٌ قليلا ً،ارتبك بعض الشيء ..عاد واستجمع قواه .. بعد كل تلك السنين ... بعد أن وقع بصره على ذات الشعر الاصفر قال في نفسه : يا إلهي أمنَ المعقول ان تكون هي؟؟! وبتعجب واستغراب وفي حالة من الذهول وبدون أدنى تفكير وتردد سألها : منى ؟ استدارت قليلا قليلا وبنظرات مليئة بالدهشة التي اختلطت ببعض براءة طفولية أجابته :من تقصد أنا ؟بعد لحظات تفحص وشرود ولاوعي مرت كأنها ساعات ، عاد لوعيه وجرب أن يكون شجاعا أكثر أمامها .. حينها استنفر كل طاقته واستجمع شجاعته واعتذر منها قائلاً : عفوا ًعفواً سيدتي توقعت شخصا أخر ، فلكِ نفس مواصفاتها ،أعتذر منك سيدتي .أخبرته بأن لا يبالي ولايهتم وإنه قد حصل خيرا .ذُهل أكثر حينما ردت عليه ، فقد كانت نبرات صوتها ناعمة باردة هادئة كطفل بريء يتحدث مع شخص صادفه في الطريق .كان ينوي الخروج.. لكن ذلك جعله يصرُّ على البقاء في الغرفة وأن يجد أي ّ عذر يكون سبباً في بقائه أطول وقت بصحبتها .أخبرها عن إسمه..انا لؤي : أعمل في دائرة الكمارك بالقرب من هنا وجئت لأخذ بعض الأوراق من مديركم . كان بهذا الحديث يحاول أن يجبرها بطريقة لطيفة على تعرفيه بنفسها له سيما وأنه قد أُعجب بها من أول نظرة .قالت : أنا منى وأعمل سكرتيرة للمدير منذ شهر تقريبا .. لم أركَ من قبل هنا ؟هكذا بدأ الحديث ثم استمر الى فنجانيّ قهوة حتى يصل المدير .. ثم .. وللحديث بقية . ......
#قصيرة
#وللحديث
#بقية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=694975
الحوار المتمدن
خلود الحسناوي - قصة قصيرة / وللحديث بقية
دلور ميقري : زمن موناليزا الحزينة: بقية الفصل الثالث عشر
#الحوار_المتمدن
#دلور_ميقري 4أنجبت بيان طفلها الثالث، وكان صبياً، وهيَ ما تزال في ربيع العُمر. إتفاقاً، أنها وضعت طفلها عقبَ انزياح شتاءٍ ثقيل عن كاهل المدينة، غطت الثلوج في أثنائه السلسلة الجبلية، لتبدو عن بعد أشبه بسحب بيضاء. الجو السياسيّ، لم يكن أفل تجهّماً؛ وذلك بسبب إعتقال زعماء المعارضة، الذين وجهوا للديكتاتور العسكريّ في بداية العام إنذاراً بإعادة الحريات العامة وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين ووقف حملة القمع في السويداء. ردة فعل الشارع، كانت عنيفة للغاية، شملت العاصمة والمدن الكبرى. التظاهرات الطلابية أضحت يومية، مترافقة مع الإضرابات العمالية. لكن الديكتاتور كان رده أعنف، بإنزاله قوى الأمن للتصدي للمتظاهرين، مستخدمة الغاز المسيل للدموع. كذلك حاول كسر الإضرابات العمالية، عن طريق توقيف النشطاء النقابيين. إلى هذه الفئة الأخيرة، كان يُحسَب رجلُ بيان؛ فما لبث أن وجد نفسه في السجن مع عدد من رفاقه.أطلق سراح جمّو بعد شهرٍ من الاعتقال، وكان الوقتُ قد أضحى على مشارف الربيع. لما ذهب إلى المصنع في صبيحة اليوم التالي، كان اسمه بين المفصولين من العمل. عادةً، في مثل هذه الأحوال، كان يُلجأ لبعض المعارف من ذوي النفوذ؛ كعلي بك بوظو، الذي قام جمّو بتدريسه قواعد اللغة الأم في نادي الحي. لكن الرجل أذيع اسمه سلفاً في نشرات الأخبار، كأحد الزعماء المعتقلين على أثر ذلك الانذار المعلوم، الموجّه للديكتاتور. هذا الأخير، أحاط نفسه بعدد من أبناء جلدته الضباط والسياسيين، وكان من أبرزهم قريبه؛ حسني برازي. في حقيقة الحال، أنهم أشقاء جمّو مَن كانوا يضغطون عليه كي يستعين بالوساطة مع هذا المسئول الحزبيّ أو ذاك الموظف الحكوميّ. موسي، تعهّد هذه المرة إعادة شقيقه الأصغر لعمله من خلال علاقته القديمة بحسين بك الإيبش. البك، كان صديقاً مقرباً لحسني البرازي. فلم يمضِ شهرٌ آخر، إلا وجمّو يُستقبل شخصياً من لدُن صاحب المصنع لإبلاغه بالموافقة على عودته للعمل. ***بغيَة إبعاد رجلها عن العراك المحتدم في الشارع، ألحّت بيان عليه لقضاء جانبٍ من الصيف في بلدة والدته الراحلة. بالطبع بحثت عن ذريعة مناسبة، لجذبه إلى فكرتها. قالت له ذات يوم من مبتدأ الصيف: " أردتَ أن تولم للأقارب بمناسبة مولد الصبيّ، لكن الظروف لم تسمح بذلك. وها هوَ الطقسُ أصبح رائعاً، يُمَكّننا من إيفاء النذر ". ذكّرها عندئذٍ بضيق ذات يده، كونه بقيَ موقوفاً عن العمل قرابة الشهرين. وكان هذا بالضبط ما أرادت سماعه منه، فبادرت للقول: " إذاً نقيم النذر في الزبداني، ويحضره من يريد من أشقائك علاوة على أولاد خالك؟ ". قبل أن تسمع منه اعتراضاً، أضافت للفور: " يكفي التضحية بخروف واحد، وسيجلبه شقيقك فَدو كالعادة من البستان ".بديع نورا هلّو، كان يملك فيلا كبيرة في الزبداني، ورثها عن أبيه. الفيلا كانت تقع بجوار مسكن أسرة المرحومة سارة، وكانت في حياتها قد وطدت صداقتها مع نورا هلّو من خلال هذا الباب. في ذلك الصيف، تعهّد بديعُ إيصالَ صديقه جمّو وعائلته إلى البلدة. في اليوم التالي، قدم فَدو مع امرأته وشقيقته رابعة، مستخدمين سيارة أجرة. في المقابل، لم يدعُ أحداً سلو وأسرته. أما موسي، الذي أضحى شبيهاً بالمستحاثة، فاعتذر عن المجيء لعجزه عن تحمل مشاق السفر. ثم انتظروا يوماً آخر، قبل الشروع في إحياء وليمة النذر. المضيفون من أبناء الخال، ضحّوا بدَورهم خروفاً في المناسبة، كذلك أحضروا عازفَ ناي وقارعَ طبلٍ كي يرقّصا المدعوين؛ على عادة أهل الريف. كانت هذه سانحة سعيدة، للقاء جمّو مع معلّمه السابق، الزعيم بكري بك. امرأته، وكانت صديقة حميمة لهَدي، سألت بيان عن ......
#موناليزا
#الحزينة:
#بقية
#الفصل
#الثالث
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=696104
#الحوار_المتمدن
#دلور_ميقري 4أنجبت بيان طفلها الثالث، وكان صبياً، وهيَ ما تزال في ربيع العُمر. إتفاقاً، أنها وضعت طفلها عقبَ انزياح شتاءٍ ثقيل عن كاهل المدينة، غطت الثلوج في أثنائه السلسلة الجبلية، لتبدو عن بعد أشبه بسحب بيضاء. الجو السياسيّ، لم يكن أفل تجهّماً؛ وذلك بسبب إعتقال زعماء المعارضة، الذين وجهوا للديكتاتور العسكريّ في بداية العام إنذاراً بإعادة الحريات العامة وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين ووقف حملة القمع في السويداء. ردة فعل الشارع، كانت عنيفة للغاية، شملت العاصمة والمدن الكبرى. التظاهرات الطلابية أضحت يومية، مترافقة مع الإضرابات العمالية. لكن الديكتاتور كان رده أعنف، بإنزاله قوى الأمن للتصدي للمتظاهرين، مستخدمة الغاز المسيل للدموع. كذلك حاول كسر الإضرابات العمالية، عن طريق توقيف النشطاء النقابيين. إلى هذه الفئة الأخيرة، كان يُحسَب رجلُ بيان؛ فما لبث أن وجد نفسه في السجن مع عدد من رفاقه.أطلق سراح جمّو بعد شهرٍ من الاعتقال، وكان الوقتُ قد أضحى على مشارف الربيع. لما ذهب إلى المصنع في صبيحة اليوم التالي، كان اسمه بين المفصولين من العمل. عادةً، في مثل هذه الأحوال، كان يُلجأ لبعض المعارف من ذوي النفوذ؛ كعلي بك بوظو، الذي قام جمّو بتدريسه قواعد اللغة الأم في نادي الحي. لكن الرجل أذيع اسمه سلفاً في نشرات الأخبار، كأحد الزعماء المعتقلين على أثر ذلك الانذار المعلوم، الموجّه للديكتاتور. هذا الأخير، أحاط نفسه بعدد من أبناء جلدته الضباط والسياسيين، وكان من أبرزهم قريبه؛ حسني برازي. في حقيقة الحال، أنهم أشقاء جمّو مَن كانوا يضغطون عليه كي يستعين بالوساطة مع هذا المسئول الحزبيّ أو ذاك الموظف الحكوميّ. موسي، تعهّد هذه المرة إعادة شقيقه الأصغر لعمله من خلال علاقته القديمة بحسين بك الإيبش. البك، كان صديقاً مقرباً لحسني البرازي. فلم يمضِ شهرٌ آخر، إلا وجمّو يُستقبل شخصياً من لدُن صاحب المصنع لإبلاغه بالموافقة على عودته للعمل. ***بغيَة إبعاد رجلها عن العراك المحتدم في الشارع، ألحّت بيان عليه لقضاء جانبٍ من الصيف في بلدة والدته الراحلة. بالطبع بحثت عن ذريعة مناسبة، لجذبه إلى فكرتها. قالت له ذات يوم من مبتدأ الصيف: " أردتَ أن تولم للأقارب بمناسبة مولد الصبيّ، لكن الظروف لم تسمح بذلك. وها هوَ الطقسُ أصبح رائعاً، يُمَكّننا من إيفاء النذر ". ذكّرها عندئذٍ بضيق ذات يده، كونه بقيَ موقوفاً عن العمل قرابة الشهرين. وكان هذا بالضبط ما أرادت سماعه منه، فبادرت للقول: " إذاً نقيم النذر في الزبداني، ويحضره من يريد من أشقائك علاوة على أولاد خالك؟ ". قبل أن تسمع منه اعتراضاً، أضافت للفور: " يكفي التضحية بخروف واحد، وسيجلبه شقيقك فَدو كالعادة من البستان ".بديع نورا هلّو، كان يملك فيلا كبيرة في الزبداني، ورثها عن أبيه. الفيلا كانت تقع بجوار مسكن أسرة المرحومة سارة، وكانت في حياتها قد وطدت صداقتها مع نورا هلّو من خلال هذا الباب. في ذلك الصيف، تعهّد بديعُ إيصالَ صديقه جمّو وعائلته إلى البلدة. في اليوم التالي، قدم فَدو مع امرأته وشقيقته رابعة، مستخدمين سيارة أجرة. في المقابل، لم يدعُ أحداً سلو وأسرته. أما موسي، الذي أضحى شبيهاً بالمستحاثة، فاعتذر عن المجيء لعجزه عن تحمل مشاق السفر. ثم انتظروا يوماً آخر، قبل الشروع في إحياء وليمة النذر. المضيفون من أبناء الخال، ضحّوا بدَورهم خروفاً في المناسبة، كذلك أحضروا عازفَ ناي وقارعَ طبلٍ كي يرقّصا المدعوين؛ على عادة أهل الريف. كانت هذه سانحة سعيدة، للقاء جمّو مع معلّمه السابق، الزعيم بكري بك. امرأته، وكانت صديقة حميمة لهَدي، سألت بيان عن ......
#موناليزا
#الحزينة:
#بقية
#الفصل
#الثالث
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=696104
الحوار المتمدن
دلور ميقري - زمن موناليزا الحزينة: بقية الفصل الثالث عشر
دلور ميقري : زمن موناليزا الحزينة: بقية الفصل الرابع عشر
#الحوار_المتمدن
#دلور_ميقري 4أساس الأحداث الدامية، التي هزّت البلد في صيف العام 1953، تحدد بالانتخابات البرلمانية. إذ سبقها مراسيمٌ بحل الأحزاب جميعاً، باستثناء القومي الاجتماعي؛ وكان شقيق الديكتاتور، " صلاح "، من منتسبيه. هذا الشقيق، وكان ضابطاً برتبة نقيب، كان بطلَ حادثةٍ ألقت الضوءَ على مسلك الديكتاتور، المتسم بالنزاهة والاستقامة. ففي أحد الأيام، شاء النقيبُ أن يدخل إلى مقر قيادة الأركان لمقابلة شقيقه. الأوامر، كانت تشدد على منع دخول السيارات المدنية إلى المقر. لما أراد الملازمُ المناوب تنفيذَ النظام، نزلَ النقيبُ من سيارته وانهال عليه ضرباً. إتفاقاً، كان المقدم محمد زلفو مناوباً، فاتخذ إجراءاً بحق المعتدي وزجّه في سجن المقر. وقد بقيَ محتجزاً أياماً لحين انتهاء عقوبته، ولم يتدخل شقيقه لإطلاق سراحه.بعد نحو خمسة عشرة عاماً، كان ذلك الضابط المعتدى عليه ( وهو عبد الرحمن خليفاوي )، قد تذكّرَ شجاعةَ المقدم الشهم حينَ مر اسمه بين يديه وتحته خط أحمر؛ أي أنه من المعادين لثورة البعث. فما كان من الرجل، المتسنّم منصب وزير الداخلية، إلا شطب الاسم، متيحاً من ثم لصاحبه العودة لحياته الطبيعية. محمد زلفو ( صديق عُمْر جمّو )، كان آنذاك قيد الاقامة الجبرية وذلك منذ وصوله من المنفى، في براغ، وكان قد عاش هناك عقبَ إعلان الوحدة مع مصر.***في ذلك الصيف، وبينما كان جمّو ملاحقاً بتهمة تحريض العمال ضد الوضع العام في البلد، كان شقيقه فَدو قد أبدى استعداده للمساعدة في الحملة الانتخابية لأحد المرشحين للبرلمان. المرشح، لم يكن سوى نوري بك الإيبش، شقيق الملّاك حسين بك، الذي عمل موسي كوكيل لأعماله لما يزيد عن العقدين من الأعوام. لعل ثقة نوري بك بشقيق موسي، تعززت لذلك السبب. استقبله مراراً في قصره الفخم، الكائن في سوق ساروجة، نافحاً إياه في بعض الأحيان بمبالغ كبيرة لتمويل الحملة الانتخابية في حي الأكراد. ريسور وشيخ عيد، كانا بالمعية في أثناء تلك الزيارات ودأبا على المبالغة أمام البك في القدرة على كسب معظم الأصوات لصالحه. في حقيقة الحال، أن مالَ الحملة كان ينفقه الأصدقاءُ الثلاثة في الملاهي، ولسان حالهم يقول: " البك سينجح ولا شك، طالما أن تزوير الانتخابات تقليدٌ راسخ في البلد! ".جرت الانتخابات في جو عاصف من الاحتجاج، وشهدت مقاطعة شبه شاملة. لا غروَ أن ينجحَ مرشحو السلطة العسكرية، وكان على رأسهم نوري بك. في الحال، اتجه الثلاثي المحتالُ إلى القصر لتهنئة صاحبه؛ وكان المساءُ قد حلّ. الصالون الكبير، لم يستقبل طوال ساعة من وجودهم سوى ثلاثة أو أربعة مهنئين آخرين. في الأثناء، كان البك يُجامل الأصدقاءَ الثلاثة ويقهقه لدى قص أحدهم طرائفَ مزعومة، حصلت في خلال الحملة الانتخابية. لدى نهوضهم واستئذانهم بالذهاب، استمهلهم البك لدقيقة وغادر الصالون. بعد قليل، عاد وهوَ يحملُ لفةً سميكة من الأوراق النقدية: " هذه، من أجل تكلفة الاحتفالات بفوزي في حيكم! ". تناوبوا على شكره، ثم خرجوا ليأخذوا شطرهم فوراً إلى أحد الملاهي في مركز المدينة. ***اشتدت الاضطرابات في البلد، وهذه المرة على خلفية ترشّح قائد الانقلاب العسكريّ لمنصب رئاسة الجمهورية. لأول مرة في التاريخ السوريّ المعاصر، تواجه السلطة هكذا حشدٍ شعبيّ متحدٍ ضدها. المظاهرات أضحت يومية، تعطلت في خلالها المدارس والمعامل ومصالح الدولة الأخرى. مطالب المحتجين، كانت محددة بعودة الحياة المدنية وعدم تدخل الجيش في السياسة. بعدما ضمن الديكتاتورُ منصبَ الرئاسة، حاولَ احتواءَ الموقفِ المتفجّر عن طريق إطلاق سراح المعتقلين السياسيين وإعادة عمل الأحزاب و ......
#موناليزا
#الحزينة:
#بقية
#الفصل
#الرابع
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=696441
#الحوار_المتمدن
#دلور_ميقري 4أساس الأحداث الدامية، التي هزّت البلد في صيف العام 1953، تحدد بالانتخابات البرلمانية. إذ سبقها مراسيمٌ بحل الأحزاب جميعاً، باستثناء القومي الاجتماعي؛ وكان شقيق الديكتاتور، " صلاح "، من منتسبيه. هذا الشقيق، وكان ضابطاً برتبة نقيب، كان بطلَ حادثةٍ ألقت الضوءَ على مسلك الديكتاتور، المتسم بالنزاهة والاستقامة. ففي أحد الأيام، شاء النقيبُ أن يدخل إلى مقر قيادة الأركان لمقابلة شقيقه. الأوامر، كانت تشدد على منع دخول السيارات المدنية إلى المقر. لما أراد الملازمُ المناوب تنفيذَ النظام، نزلَ النقيبُ من سيارته وانهال عليه ضرباً. إتفاقاً، كان المقدم محمد زلفو مناوباً، فاتخذ إجراءاً بحق المعتدي وزجّه في سجن المقر. وقد بقيَ محتجزاً أياماً لحين انتهاء عقوبته، ولم يتدخل شقيقه لإطلاق سراحه.بعد نحو خمسة عشرة عاماً، كان ذلك الضابط المعتدى عليه ( وهو عبد الرحمن خليفاوي )، قد تذكّرَ شجاعةَ المقدم الشهم حينَ مر اسمه بين يديه وتحته خط أحمر؛ أي أنه من المعادين لثورة البعث. فما كان من الرجل، المتسنّم منصب وزير الداخلية، إلا شطب الاسم، متيحاً من ثم لصاحبه العودة لحياته الطبيعية. محمد زلفو ( صديق عُمْر جمّو )، كان آنذاك قيد الاقامة الجبرية وذلك منذ وصوله من المنفى، في براغ، وكان قد عاش هناك عقبَ إعلان الوحدة مع مصر.***في ذلك الصيف، وبينما كان جمّو ملاحقاً بتهمة تحريض العمال ضد الوضع العام في البلد، كان شقيقه فَدو قد أبدى استعداده للمساعدة في الحملة الانتخابية لأحد المرشحين للبرلمان. المرشح، لم يكن سوى نوري بك الإيبش، شقيق الملّاك حسين بك، الذي عمل موسي كوكيل لأعماله لما يزيد عن العقدين من الأعوام. لعل ثقة نوري بك بشقيق موسي، تعززت لذلك السبب. استقبله مراراً في قصره الفخم، الكائن في سوق ساروجة، نافحاً إياه في بعض الأحيان بمبالغ كبيرة لتمويل الحملة الانتخابية في حي الأكراد. ريسور وشيخ عيد، كانا بالمعية في أثناء تلك الزيارات ودأبا على المبالغة أمام البك في القدرة على كسب معظم الأصوات لصالحه. في حقيقة الحال، أن مالَ الحملة كان ينفقه الأصدقاءُ الثلاثة في الملاهي، ولسان حالهم يقول: " البك سينجح ولا شك، طالما أن تزوير الانتخابات تقليدٌ راسخ في البلد! ".جرت الانتخابات في جو عاصف من الاحتجاج، وشهدت مقاطعة شبه شاملة. لا غروَ أن ينجحَ مرشحو السلطة العسكرية، وكان على رأسهم نوري بك. في الحال، اتجه الثلاثي المحتالُ إلى القصر لتهنئة صاحبه؛ وكان المساءُ قد حلّ. الصالون الكبير، لم يستقبل طوال ساعة من وجودهم سوى ثلاثة أو أربعة مهنئين آخرين. في الأثناء، كان البك يُجامل الأصدقاءَ الثلاثة ويقهقه لدى قص أحدهم طرائفَ مزعومة، حصلت في خلال الحملة الانتخابية. لدى نهوضهم واستئذانهم بالذهاب، استمهلهم البك لدقيقة وغادر الصالون. بعد قليل، عاد وهوَ يحملُ لفةً سميكة من الأوراق النقدية: " هذه، من أجل تكلفة الاحتفالات بفوزي في حيكم! ". تناوبوا على شكره، ثم خرجوا ليأخذوا شطرهم فوراً إلى أحد الملاهي في مركز المدينة. ***اشتدت الاضطرابات في البلد، وهذه المرة على خلفية ترشّح قائد الانقلاب العسكريّ لمنصب رئاسة الجمهورية. لأول مرة في التاريخ السوريّ المعاصر، تواجه السلطة هكذا حشدٍ شعبيّ متحدٍ ضدها. المظاهرات أضحت يومية، تعطلت في خلالها المدارس والمعامل ومصالح الدولة الأخرى. مطالب المحتجين، كانت محددة بعودة الحياة المدنية وعدم تدخل الجيش في السياسة. بعدما ضمن الديكتاتورُ منصبَ الرئاسة، حاولَ احتواءَ الموقفِ المتفجّر عن طريق إطلاق سراح المعتقلين السياسيين وإعادة عمل الأحزاب و ......
#موناليزا
#الحزينة:
#بقية
#الفصل
#الرابع
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=696441
الحوار المتمدن
دلور ميقري - زمن موناليزا الحزينة: بقية الفصل الرابع عشر
دلور ميقري : زمن موناليزا الحزينة: بقية الفصل الخامس عشر
#الحوار_المتمدن
#دلور_ميقري 3خطت الراقصة مارغو بجسمها الجميل والرشيق في اتجاه طاولة ضابط الصف العتيد، راسمةً على شفتيها ابتسامة حانقة. عند ذلك انسحبت الفتاة الهزيلة، ولعلها ظنت أنّ هذا الزبونَ قادمٌ للتحقيق في قضيةٍ ما. في المقابل، بدا أن الأخرى قدمت كي تلقن درساً لهذا الشخص البدائيّ، الذي خلط بينها وبين فتيات الصالة. ألقت أولاً نظرة احتقار على الطاولة الفارغة، ثم سألت صاحبها دونَ أن تحييه: " هل يمكنني خدمتك بشيء..؟ ". لكنها في اللحظة التالية عضّت على شفتيها، ثم تمتمت وقد اتسعت عيناها: " آه، أهذا أنت؟ "" عرفتني متأخرة قليلاً، أما أنا فقرأتُ اسمك على الرسم القبيح في خارج الصالة "، قال لها ضاحكاً. وكان قد وقفَ، ليزيح الكرسيَّ المقابل كي تجلس هيَ عليه. سألته مجدداً، عقبَ جلوسها بمواجهته: " مضت أعوام عديدة على آخر مرة التقينا فيها ببيروت، أليسَ صحيحاً؟ "" نعم، وكنتِ آنذاك من فتيات الصالة "" تعلمتُ الرقصَ الشرقيّ، لأتخلص من الزبائن المزعجين أمثالك "، أوضحت ضاحكةً. شاركها المرح، قائلاً: " ومع ذلك، وقعتِ بيدي مرة أخرى ". سحبت سيجارة من علبة أنيقة، مذهّبة، ثم قربت وجهها من الشمعة لاشعالها. استفهمت منه بعدئذٍ عن خدمته في الدرك، وما لو كانت ما تزال في مدينة زحلة. رد مقهقهاً: " كأنك في غير عالم، مارغو؛ لأن لبنان بلدٌ مستقل عن سورية منذ خمسة عشرة عاماً ". ضحكت ببرود، ثم ما لبثت أن لوحت بإشارة للنادل. طلبت على الأثر زجاجة شمبانيا، قائلة لصديق الأيام الغابرة: " سنحتفل بتجدد لقائنا، وأيضاً باستقلال لبنان عن سورية! ". طفق ديبو يتأملها عن قرب، وكانت تدخن سيجارتها بهدوء: الزمن غيّر قليلاً من ملامحها، هيَ من تراوح في منتصف الحلقة الثالثة من عُمرها؛ بوجه مستطيل ذي قسمات محددة، وعينين كبيرتين، تظلل كل منهما هالة زرقاء من كثرة السهر. أكثر ما يلفت النظر فيها، الشعر الأشقر الغزير؛ وربما كانت تصبغه. بعدما فتح النادلُ زجاجةَ الشمبانيا وانسحبَ رامقاً الزبون بنظرة تعبّر عن الدهشة، مال الأخيرُ برأسه على مارغو وهمسَ: " لا بد أن نلتقي في آخر السهرة "" في مرة أخرى، يا آغا؛ لأنني مرتبطة بمواعيد هذه الليلة"، قالتها ثم أضافت مبتسمة: " لا تكن طمّاعاً، واقنع بهذه الجلسة الجميلة ". بقيت معه، تتبادل الحديث مع الأنخاب لحين أن دُعيت لوصلةٍ راقصة جديدة. لكن لم يقدر لديبو رؤية مارغو مرة أخرى، إلا بعد مضي عقدٍ من الأعوام على الأقل. لقد عاد للملهى في إحدى إجازاته، شهراً إثر اللقاء الأخير معها، فلم يجد رسمها على المدخل. قالوا له هنالك، أنها ارتبطت بعقد للرقص في أحد النوادي العربية ببلد الاغتراب؛ المكسيك. حوالي عشرة أعوام مرت، وكان قد ترك سلاحَ الدرك وحصل على تعويض كبير عن خدمته. المال، وضعه في حزام طلقات قديم، أخفاه تحت ملابسه، ثم سافر إلى بيروت كي ينفقه كله على مارغو وفتياتها. التقى معها صدفةً في أحد الملاهي، فعرف أنها هيَ مالكته وذلك عقبَ إيابها من بلد الاغتراب مع ثروة لا بأس بها. عندما نفدَ ما معه من مال، في خلال ثلاثة أشهر، توارى بكل هدوء حتى دونَ أن يودّعها. عزة النفس والكبرياء والأنفة، كانت من خصاله الايجابية، النادرة. ***لم يكن ديبو بهذه الأريحية والكرم مع أفراد أسرته، بل لقد كاد أن يحطم كيانها بسبب حماقاته وتصرفاته الرعناء. واقعة الأرملة، أفضت إلى هروب ابنه البكر من البيت ومن ثم سفره إلى عمّان. ثمة، حظيَ على الفور باستقبال حسنٍ من لدُن ابن عم والدته، السيّد حسني. وكان الرجل قد أصبح من الأثرياء، بتوظيف أمواله في مشاريع عديدة رابحة. صلاحو، القوي البنية واللامع الذكاء، أثبت ......
#موناليزا
#الحزينة:
#بقية
#الفصل
#الخامس
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=696775
#الحوار_المتمدن
#دلور_ميقري 3خطت الراقصة مارغو بجسمها الجميل والرشيق في اتجاه طاولة ضابط الصف العتيد، راسمةً على شفتيها ابتسامة حانقة. عند ذلك انسحبت الفتاة الهزيلة، ولعلها ظنت أنّ هذا الزبونَ قادمٌ للتحقيق في قضيةٍ ما. في المقابل، بدا أن الأخرى قدمت كي تلقن درساً لهذا الشخص البدائيّ، الذي خلط بينها وبين فتيات الصالة. ألقت أولاً نظرة احتقار على الطاولة الفارغة، ثم سألت صاحبها دونَ أن تحييه: " هل يمكنني خدمتك بشيء..؟ ". لكنها في اللحظة التالية عضّت على شفتيها، ثم تمتمت وقد اتسعت عيناها: " آه، أهذا أنت؟ "" عرفتني متأخرة قليلاً، أما أنا فقرأتُ اسمك على الرسم القبيح في خارج الصالة "، قال لها ضاحكاً. وكان قد وقفَ، ليزيح الكرسيَّ المقابل كي تجلس هيَ عليه. سألته مجدداً، عقبَ جلوسها بمواجهته: " مضت أعوام عديدة على آخر مرة التقينا فيها ببيروت، أليسَ صحيحاً؟ "" نعم، وكنتِ آنذاك من فتيات الصالة "" تعلمتُ الرقصَ الشرقيّ، لأتخلص من الزبائن المزعجين أمثالك "، أوضحت ضاحكةً. شاركها المرح، قائلاً: " ومع ذلك، وقعتِ بيدي مرة أخرى ". سحبت سيجارة من علبة أنيقة، مذهّبة، ثم قربت وجهها من الشمعة لاشعالها. استفهمت منه بعدئذٍ عن خدمته في الدرك، وما لو كانت ما تزال في مدينة زحلة. رد مقهقهاً: " كأنك في غير عالم، مارغو؛ لأن لبنان بلدٌ مستقل عن سورية منذ خمسة عشرة عاماً ". ضحكت ببرود، ثم ما لبثت أن لوحت بإشارة للنادل. طلبت على الأثر زجاجة شمبانيا، قائلة لصديق الأيام الغابرة: " سنحتفل بتجدد لقائنا، وأيضاً باستقلال لبنان عن سورية! ". طفق ديبو يتأملها عن قرب، وكانت تدخن سيجارتها بهدوء: الزمن غيّر قليلاً من ملامحها، هيَ من تراوح في منتصف الحلقة الثالثة من عُمرها؛ بوجه مستطيل ذي قسمات محددة، وعينين كبيرتين، تظلل كل منهما هالة زرقاء من كثرة السهر. أكثر ما يلفت النظر فيها، الشعر الأشقر الغزير؛ وربما كانت تصبغه. بعدما فتح النادلُ زجاجةَ الشمبانيا وانسحبَ رامقاً الزبون بنظرة تعبّر عن الدهشة، مال الأخيرُ برأسه على مارغو وهمسَ: " لا بد أن نلتقي في آخر السهرة "" في مرة أخرى، يا آغا؛ لأنني مرتبطة بمواعيد هذه الليلة"، قالتها ثم أضافت مبتسمة: " لا تكن طمّاعاً، واقنع بهذه الجلسة الجميلة ". بقيت معه، تتبادل الحديث مع الأنخاب لحين أن دُعيت لوصلةٍ راقصة جديدة. لكن لم يقدر لديبو رؤية مارغو مرة أخرى، إلا بعد مضي عقدٍ من الأعوام على الأقل. لقد عاد للملهى في إحدى إجازاته، شهراً إثر اللقاء الأخير معها، فلم يجد رسمها على المدخل. قالوا له هنالك، أنها ارتبطت بعقد للرقص في أحد النوادي العربية ببلد الاغتراب؛ المكسيك. حوالي عشرة أعوام مرت، وكان قد ترك سلاحَ الدرك وحصل على تعويض كبير عن خدمته. المال، وضعه في حزام طلقات قديم، أخفاه تحت ملابسه، ثم سافر إلى بيروت كي ينفقه كله على مارغو وفتياتها. التقى معها صدفةً في أحد الملاهي، فعرف أنها هيَ مالكته وذلك عقبَ إيابها من بلد الاغتراب مع ثروة لا بأس بها. عندما نفدَ ما معه من مال، في خلال ثلاثة أشهر، توارى بكل هدوء حتى دونَ أن يودّعها. عزة النفس والكبرياء والأنفة، كانت من خصاله الايجابية، النادرة. ***لم يكن ديبو بهذه الأريحية والكرم مع أفراد أسرته، بل لقد كاد أن يحطم كيانها بسبب حماقاته وتصرفاته الرعناء. واقعة الأرملة، أفضت إلى هروب ابنه البكر من البيت ومن ثم سفره إلى عمّان. ثمة، حظيَ على الفور باستقبال حسنٍ من لدُن ابن عم والدته، السيّد حسني. وكان الرجل قد أصبح من الأثرياء، بتوظيف أمواله في مشاريع عديدة رابحة. صلاحو، القوي البنية واللامع الذكاء، أثبت ......
#موناليزا
#الحزينة:
#بقية
#الفصل
#الخامس
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=696775
الحوار المتمدن
دلور ميقري - زمن موناليزا الحزينة: بقية الفصل الخامس عشر
دلور ميقري : زمن موناليزا الحزينة: بقية الفصل السادس عشر
#الحوار_المتمدن
#دلور_ميقري 4كان من نتائج حرب السويس، أن التيار القوميّ استمد قوة كبيرة، تجلّت في الجيش. التجاذبات كانت محتدمة بين ذلك التيار والمجموعة اليسارية، بقيادة عفيف البزري رئيس الأركان. وقد تمت إجراءات أخيراً، لعدم حصول الصدام؛ من ذلك تسريح البعض من الضباط أو نقلهم لمراكز غير حساسة. معلّم جمّو السابق، الزعيم بكري، أُبعد إلى موسكو كملحق عسكريّ في السفارة السورية. في أول زيارة لها للوطن عقبَ انتقالها للعاصمة السوفييتية، استعملت بديعة، زوجة الزعيم، السفينة للوصول إلى ميناء اللاذقية إنطلاقاً من ميناء أوديسا على البحر الأسود. سببُ تجشمها الرحلة الطويلة، أنها حملت معها نفائس ومقتنيات نادرة؛ كالسجاد العجمي والثريات الكريستال والمعاطف المبطّنة بالفرو. لقد وضعت هذه الأشياء، كالعادة، في عُهدة صديقتها القديمة، هَدي، وذلك تحوّطاً لضربات القدَر، الغادرة: رجلها الزعيم، مثلما سبقَ وذكرنا أكثر من مرة، كان مبتلياً بإدمان المقامرة، وكانت تخشى أن يخسر باللعب أملاكها أيضاً. هَدي، برغم طبيعتها العدوانية، كانت ترتاح كثيراً لصُحبة بيان، كونها تجدها امرأة ودودة ومسالمة. غبَّ مغادرة ضيفتها، عالية المقام،، استدعت امرأةَ جمّو: " سأريكِ شيئاً عجيباً، كالسحر "، قالتها مبتسمة. ثم كشفت غطاءً كتانياً عن صندوقٍ معدنيّ ذي إطار من الخشب الأنيق اللامع، تتوسّطه بلورة ضخمة. ثم عادت هَدي لتقول لبيان: " هذا الجهاز، يسمونه التلفزيون. إنه سينما، ولكن بشاشة صغيرة. لا يكتفي بعرض الأفلام، حَسْب، بل وأيضاً كل ما يخطر في البال من طرائف وأخبار وأغاني وموسيقى "" شيءٌ عجيب، فعلاً. ألا يمكنك تشغيل الجهاز الآنَ؟ "، تساءلت بيان بنبرة متشكّكة. ابتسمت الأخرى، متكلّفةً مظهرَ العارف، وأجابت: " في روسيا، كل مواطن يملك هذا الجهاز، والدولة تبث الصورَ المطلوبة من خلال محطة إرسال تغطي البلاد كلها. أي مثل محطة الإذاعة "" ولكنك قلتِ أن هذا الجهاز مثل السينما، فكيف سيدخل الممثلون فيه وهو بهذا الحجم الصغير؟ "" كما فهمتُ من بديعة، أن الصورَ تأتي إلى الجهاز بنفس الطريقة، الذي يأتي فيها الصوتُ إلى جهاز الراديو. عندما تقوم الدولة عندنا مستقبلاً ببناء محطة إرسال تلفزيونية، سيمكنُ عندئذٍ تشغيل هذا الجهاز "، ردت المضيفة. بقيت بيان حائرة، لا يستوعب ذهنها هذه المعلومة، الجديدة والغريبة. ***حماسُ مرتادي صالات السينما، وغالبيتهم من الرجال، تماهى مع فهمٍ طريف لحقيقة الشاشة الكبيرة. ينبغي التنويه أولاً بحقيقة أخرى، وهيَ أن أغلب صالات السينما كانت مسارحَ. على ذلك، ندرك لِمَ كان مشاهدو الأفلام يعتقدون أنهم أمام عالم واقعيّ مجسّد كما كان الامر مع فصول المسرحية. وإذاً، توهموا أن كل شيء يجري حقاً في الشاشة الكبيرة، سواء أكان المشهد يُجسّد لقاءً بين أبطال الفيلم أو ينقل سيرَ الناس في سوق من الأسواق. وقد جرت حوادث مضحكة، على خلفية تلك الأوهام. في إحدى المرات، كان جمّو مع أصدقائه في صالة السينما، وكان بعدُ عازباً. لعلها كانت المرة الأولى، يدخل فيها إلى هذا العالم المسحور. أطفئت الأنوار، وما لبثت الشاشة الكبيرة أن أضيئت وتم تسجيل أسماء أبطال الفيلم وكأنها على لوحٍ مما يستعمله شيخ الكتّاب مع الأطفال. على الأثر، توالى المشهد تلوَ المشهد من الفيلم الناطق باللهجة المصرية. على حين فجأة، ظهرت سيارة من بعيد وكانت تجري بسرعة جنونية. لما اقتربت من مقدمة الشاشة الكبيرة، ما كان من جمّو ورفاقه، الذين جلسوا في الصف الأمامي، إلا القفز من أماكنهم، هاربين مرعوبين، وهم يرددون: " وَلْ، ول، ول..! ".وهوَ ذا " علي "، زوج ابنة عيشو، ......
#موناليزا
#الحزينة:
#بقية
#الفصل
#السادس
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=697300
#الحوار_المتمدن
#دلور_ميقري 4كان من نتائج حرب السويس، أن التيار القوميّ استمد قوة كبيرة، تجلّت في الجيش. التجاذبات كانت محتدمة بين ذلك التيار والمجموعة اليسارية، بقيادة عفيف البزري رئيس الأركان. وقد تمت إجراءات أخيراً، لعدم حصول الصدام؛ من ذلك تسريح البعض من الضباط أو نقلهم لمراكز غير حساسة. معلّم جمّو السابق، الزعيم بكري، أُبعد إلى موسكو كملحق عسكريّ في السفارة السورية. في أول زيارة لها للوطن عقبَ انتقالها للعاصمة السوفييتية، استعملت بديعة، زوجة الزعيم، السفينة للوصول إلى ميناء اللاذقية إنطلاقاً من ميناء أوديسا على البحر الأسود. سببُ تجشمها الرحلة الطويلة، أنها حملت معها نفائس ومقتنيات نادرة؛ كالسجاد العجمي والثريات الكريستال والمعاطف المبطّنة بالفرو. لقد وضعت هذه الأشياء، كالعادة، في عُهدة صديقتها القديمة، هَدي، وذلك تحوّطاً لضربات القدَر، الغادرة: رجلها الزعيم، مثلما سبقَ وذكرنا أكثر من مرة، كان مبتلياً بإدمان المقامرة، وكانت تخشى أن يخسر باللعب أملاكها أيضاً. هَدي، برغم طبيعتها العدوانية، كانت ترتاح كثيراً لصُحبة بيان، كونها تجدها امرأة ودودة ومسالمة. غبَّ مغادرة ضيفتها، عالية المقام،، استدعت امرأةَ جمّو: " سأريكِ شيئاً عجيباً، كالسحر "، قالتها مبتسمة. ثم كشفت غطاءً كتانياً عن صندوقٍ معدنيّ ذي إطار من الخشب الأنيق اللامع، تتوسّطه بلورة ضخمة. ثم عادت هَدي لتقول لبيان: " هذا الجهاز، يسمونه التلفزيون. إنه سينما، ولكن بشاشة صغيرة. لا يكتفي بعرض الأفلام، حَسْب، بل وأيضاً كل ما يخطر في البال من طرائف وأخبار وأغاني وموسيقى "" شيءٌ عجيب، فعلاً. ألا يمكنك تشغيل الجهاز الآنَ؟ "، تساءلت بيان بنبرة متشكّكة. ابتسمت الأخرى، متكلّفةً مظهرَ العارف، وأجابت: " في روسيا، كل مواطن يملك هذا الجهاز، والدولة تبث الصورَ المطلوبة من خلال محطة إرسال تغطي البلاد كلها. أي مثل محطة الإذاعة "" ولكنك قلتِ أن هذا الجهاز مثل السينما، فكيف سيدخل الممثلون فيه وهو بهذا الحجم الصغير؟ "" كما فهمتُ من بديعة، أن الصورَ تأتي إلى الجهاز بنفس الطريقة، الذي يأتي فيها الصوتُ إلى جهاز الراديو. عندما تقوم الدولة عندنا مستقبلاً ببناء محطة إرسال تلفزيونية، سيمكنُ عندئذٍ تشغيل هذا الجهاز "، ردت المضيفة. بقيت بيان حائرة، لا يستوعب ذهنها هذه المعلومة، الجديدة والغريبة. ***حماسُ مرتادي صالات السينما، وغالبيتهم من الرجال، تماهى مع فهمٍ طريف لحقيقة الشاشة الكبيرة. ينبغي التنويه أولاً بحقيقة أخرى، وهيَ أن أغلب صالات السينما كانت مسارحَ. على ذلك، ندرك لِمَ كان مشاهدو الأفلام يعتقدون أنهم أمام عالم واقعيّ مجسّد كما كان الامر مع فصول المسرحية. وإذاً، توهموا أن كل شيء يجري حقاً في الشاشة الكبيرة، سواء أكان المشهد يُجسّد لقاءً بين أبطال الفيلم أو ينقل سيرَ الناس في سوق من الأسواق. وقد جرت حوادث مضحكة، على خلفية تلك الأوهام. في إحدى المرات، كان جمّو مع أصدقائه في صالة السينما، وكان بعدُ عازباً. لعلها كانت المرة الأولى، يدخل فيها إلى هذا العالم المسحور. أطفئت الأنوار، وما لبثت الشاشة الكبيرة أن أضيئت وتم تسجيل أسماء أبطال الفيلم وكأنها على لوحٍ مما يستعمله شيخ الكتّاب مع الأطفال. على الأثر، توالى المشهد تلوَ المشهد من الفيلم الناطق باللهجة المصرية. على حين فجأة، ظهرت سيارة من بعيد وكانت تجري بسرعة جنونية. لما اقتربت من مقدمة الشاشة الكبيرة، ما كان من جمّو ورفاقه، الذين جلسوا في الصف الأمامي، إلا القفز من أماكنهم، هاربين مرعوبين، وهم يرددون: " وَلْ، ول، ول..! ".وهوَ ذا " علي "، زوج ابنة عيشو، ......
#موناليزا
#الحزينة:
#بقية
#الفصل
#السادس
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=697300
الحوار المتمدن
دلور ميقري - زمن موناليزا الحزينة: بقية الفصل السادس عشر
دلور ميقري : زمن موناليزا الحزينة: بقية الفصل السابع عشر
#الحوار_المتمدن
#دلور_ميقري 4أطلت ديبا من الشرفة، لتبصر جارتها والنار تشتعل بشعرها وتنتقل إلى ملابسها. فاتجهت إلى الدرج، لتنزل بسرعة نحو المرأة المسكينة. حاولت إطفاءَ النار، بأن رمت على المرأة بطانيةً سميكة، كانت منشورة على حبل الغسيل. لم تُصب الجارة بحروق خطيرة، مثلما تبيّن في المستشفى؛ لكنها فقدت شَعرها تقريباً. لما حضرَ شرطيٌّ لتسجيل الحادثة، فإن المرأةُ المصابةُ اتهمت المستأجرةَ في منزلها بتعمد إعطائها البنزين وهيَ تعلمُ مسبقاً أنها بطريقها إلى المطبخ لإعداد الطعام على موقد النار. آنذاك، كان والدُ ديبا في الجزيرة، قد استهل باستثمار المزرعة هناك. حدّو، عهد لمحامٍ من الحي بالدفاع عنها في المحكمة. بعد ساعاتٍ طويلة ممضّة من الأسئلة والأجوبة والمرافعات، حكم القاضي ببراءة ديبا. قبل ذلك، كان حدّو قد نقل العفشَ من منزل الإيجار إلى دار أخيه. أشهر قليلة على الأثر، وقررت فرنسا إلغاءَ انتدابها على سورية. بالنتيجة، حصل حدّو على تعويض مُجزٍ من خدمته في جيش الانتداب. فوضع جانباً من المال في إكمال تعمير ذلك المنزل في زقاق الحج حسين، الذي سبقَ أن مُنحَ أرضه من لدُن حميه. عندما رمى صالح ابنته ديبا إلى ابن عمه حدّو، الذي يكبرها بقرابة العشرين عاماً، فعل ذلك غالباً كيداً بوالدتها. الآن، والأب يشعر بدنو أجله، أحسَّ أكثر من أي وقتٍ مضى بفداحة فعله بالابنة العاثرة الفأل. قلة زياراتها له وهوَ على فراش المرض، كانت ولا شك من واردات العلاقة السيئة بينهما. لكن من الصعب القول، أنّ غراميات حدّو أزعجت كثيراً والدَ امرأته؛ بالأخص، ونحن نعرف أن هذا الأخير كان في زمنه زيرَ نساء. كما أن صالح، من ناحية أخرى، تجاهل خبثَ صهره، طالما أنه موجّه ضدّ الآخرين: لما سُدِدَ إلى بيان، فحرمها من منزل أبيها وكان رجلها يود شراءه كما مر معنا، فإن تقدير صالح للرجل الماكر أنحدرَ إلى الحضيض. في حقيقة الحال، أن صالح كان يود قضاء ما بقيَ من عُمره في دار والديه ذاك، الشاهد على معظم فصول حياته. فضيحة أخرى، فاحت من ناحية حدّو، وما أسرعَ أن نمّت لعلم حميه وكان هذا على فراش المرض الأخير. ***منزل صبيح، مثلما علمنا، كان مجاوراً لذلك المنزل، الذي عمّره حدّو. كان الجاران على علاقة سيئة، لا يكاد الواحد منهما يزور الآخر حتى في الأعياد. لكن ديبا، بطبعها المعلوم، كانت تستقبلُ امرأةَ صبيح وابنته البكر. هذه الابنة، واسمها " أصيلة "، نُظِرَ إليها بين نساء العشيرة كفتاة خفيفة العقل؛ بزعم أنها نسخة عن عمّتها وجدّتها لوالدها. لم تحظ قط بفرصة للذهاب إلى المدرسة أو إلى مشغل الخياطة، وقنعت بتأدية واجبات المنزل. هيئتها المُنفّرة، وملامحها غير المتناسقة، أبعدت طالبي القُرب. هذا، برغم ما اتسمت به من بساطة وطيبة وتفانٍ بخدمة الآخرين. كانت أيضاً تتقبّلُ الغمزَ واللمز بصبر وعدم مبالاة، كما لو كانت تقرّ بأنها تستحقُ الإهانات. حدّو، لم يختلف مسلكه مع الفتاة المسكينة، وذلك عندما يلقاها في منزله. إلى أن غيّرَ، على حين فجأة، نظرته لها.ديبا، وقعت وقتئذٍ فريسةً لمرضٍ غامض بعد إنجابها لخامس أطفالها. إذاك، كان زوجها الزيرُ قد قارب عُمره الخمسين؛ فلم يعُد مقبولاً، كعشيقٍ، من لدُن النساء، المُهْمَلات والمهجورات. إذا به يتجه يوماً إلى جاره صبيح، في زيارة نادرة. عقبَ تقديمه تمهيداً عن حالته العائلية المعلومة، ووضعه الميسور مادياً، طلبَ يدَ أصيلة. استمهله الأبُ في الجواب، لكي يُفاتح الابنة المعنية. مع أن صبيح معرّفٌ بدَوره بالسذاجة، لم يشأ جرحَ كرامة قريبته ديبا. قابل على الأثر السيّدة ريما على انفراد، ليبلغها بطلب أخيها، المُفاجئ والمُست ......
#موناليزا
#الحزينة:
#بقية
#الفصل
#السابع
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=697755
#الحوار_المتمدن
#دلور_ميقري 4أطلت ديبا من الشرفة، لتبصر جارتها والنار تشتعل بشعرها وتنتقل إلى ملابسها. فاتجهت إلى الدرج، لتنزل بسرعة نحو المرأة المسكينة. حاولت إطفاءَ النار، بأن رمت على المرأة بطانيةً سميكة، كانت منشورة على حبل الغسيل. لم تُصب الجارة بحروق خطيرة، مثلما تبيّن في المستشفى؛ لكنها فقدت شَعرها تقريباً. لما حضرَ شرطيٌّ لتسجيل الحادثة، فإن المرأةُ المصابةُ اتهمت المستأجرةَ في منزلها بتعمد إعطائها البنزين وهيَ تعلمُ مسبقاً أنها بطريقها إلى المطبخ لإعداد الطعام على موقد النار. آنذاك، كان والدُ ديبا في الجزيرة، قد استهل باستثمار المزرعة هناك. حدّو، عهد لمحامٍ من الحي بالدفاع عنها في المحكمة. بعد ساعاتٍ طويلة ممضّة من الأسئلة والأجوبة والمرافعات، حكم القاضي ببراءة ديبا. قبل ذلك، كان حدّو قد نقل العفشَ من منزل الإيجار إلى دار أخيه. أشهر قليلة على الأثر، وقررت فرنسا إلغاءَ انتدابها على سورية. بالنتيجة، حصل حدّو على تعويض مُجزٍ من خدمته في جيش الانتداب. فوضع جانباً من المال في إكمال تعمير ذلك المنزل في زقاق الحج حسين، الذي سبقَ أن مُنحَ أرضه من لدُن حميه. عندما رمى صالح ابنته ديبا إلى ابن عمه حدّو، الذي يكبرها بقرابة العشرين عاماً، فعل ذلك غالباً كيداً بوالدتها. الآن، والأب يشعر بدنو أجله، أحسَّ أكثر من أي وقتٍ مضى بفداحة فعله بالابنة العاثرة الفأل. قلة زياراتها له وهوَ على فراش المرض، كانت ولا شك من واردات العلاقة السيئة بينهما. لكن من الصعب القول، أنّ غراميات حدّو أزعجت كثيراً والدَ امرأته؛ بالأخص، ونحن نعرف أن هذا الأخير كان في زمنه زيرَ نساء. كما أن صالح، من ناحية أخرى، تجاهل خبثَ صهره، طالما أنه موجّه ضدّ الآخرين: لما سُدِدَ إلى بيان، فحرمها من منزل أبيها وكان رجلها يود شراءه كما مر معنا، فإن تقدير صالح للرجل الماكر أنحدرَ إلى الحضيض. في حقيقة الحال، أن صالح كان يود قضاء ما بقيَ من عُمره في دار والديه ذاك، الشاهد على معظم فصول حياته. فضيحة أخرى، فاحت من ناحية حدّو، وما أسرعَ أن نمّت لعلم حميه وكان هذا على فراش المرض الأخير. ***منزل صبيح، مثلما علمنا، كان مجاوراً لذلك المنزل، الذي عمّره حدّو. كان الجاران على علاقة سيئة، لا يكاد الواحد منهما يزور الآخر حتى في الأعياد. لكن ديبا، بطبعها المعلوم، كانت تستقبلُ امرأةَ صبيح وابنته البكر. هذه الابنة، واسمها " أصيلة "، نُظِرَ إليها بين نساء العشيرة كفتاة خفيفة العقل؛ بزعم أنها نسخة عن عمّتها وجدّتها لوالدها. لم تحظ قط بفرصة للذهاب إلى المدرسة أو إلى مشغل الخياطة، وقنعت بتأدية واجبات المنزل. هيئتها المُنفّرة، وملامحها غير المتناسقة، أبعدت طالبي القُرب. هذا، برغم ما اتسمت به من بساطة وطيبة وتفانٍ بخدمة الآخرين. كانت أيضاً تتقبّلُ الغمزَ واللمز بصبر وعدم مبالاة، كما لو كانت تقرّ بأنها تستحقُ الإهانات. حدّو، لم يختلف مسلكه مع الفتاة المسكينة، وذلك عندما يلقاها في منزله. إلى أن غيّرَ، على حين فجأة، نظرته لها.ديبا، وقعت وقتئذٍ فريسةً لمرضٍ غامض بعد إنجابها لخامس أطفالها. إذاك، كان زوجها الزيرُ قد قارب عُمره الخمسين؛ فلم يعُد مقبولاً، كعشيقٍ، من لدُن النساء، المُهْمَلات والمهجورات. إذا به يتجه يوماً إلى جاره صبيح، في زيارة نادرة. عقبَ تقديمه تمهيداً عن حالته العائلية المعلومة، ووضعه الميسور مادياً، طلبَ يدَ أصيلة. استمهله الأبُ في الجواب، لكي يُفاتح الابنة المعنية. مع أن صبيح معرّفٌ بدَوره بالسذاجة، لم يشأ جرحَ كرامة قريبته ديبا. قابل على الأثر السيّدة ريما على انفراد، ليبلغها بطلب أخيها، المُفاجئ والمُست ......
#موناليزا
#الحزينة:
#بقية
#الفصل
#السابع
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=697755
الحوار المتمدن
دلور ميقري - زمن موناليزا الحزينة: بقية الفصل السابع عشر