منى حلمي : - الكتابة - وطنى وشغفى .. فرحى ونزفى .. بيتى وقبرى
#الحوار_المتمدن
#منى_حلمي " الكتابة " وطنى و شغفى .. فرحى ونزفى .. بيتى وقبرى --------------------------------------------------------- هى وحدها ، وهبتنى معنى حياتى ، وأمطرتنى بثمار الاستغناء عن ملذات تشمئز منها روحى ، ويتقزز لها جسدى . هى وحدها ، المناعة ضد فتك الفيروسات ، و غدر الأمراض ، أنانية الأصدقاء ، وغيرة الصديقات . وحدها ، صومعتى الدافئة ، حينما يبخل الزمن البارد بغطاء يلفنى ، ويعجز قوامى الطويل الممشوق ، عن دفع الثمن المطلوب . هى شرنقة الأمان ، تشبع جوعى ، تروى ظمأى ، تسلينى ، تؤنسنى ، تعزينى ، تعوضنى عن سرقة البيت ، والسطو المسلح على عمرى القصير . كلما التقيتها ، تكون " ليلة زفاف " ، على فارس وسيم الملامح والخلق والطباع ، لا يفض غشاء البكارة ، ويرفض أن يمس امرأة غيرى . وعدتنى أن تبقينى شامخة فى السماء ، لا أنكسر ، ولا أنهزم ، لا أجزع ، اذا منحتها أيامى المعدودة على الأرض . أهدتنى اسمى ، وعنوانى ، ولون عيونى ، وغجرية شعرى الأبيض ، وجواز سفرى . لا غيرها ، ستبقى معى فى زمن الشيخوخة ، بعد رحيل أحبائى ، وتجاعيدالمرآة المشروخة . ستكون وحدها ، " العكاز" الوفى ، الذى يحمينى من السقوط ، يلتقطنى من الوقوع ، يبعد عن سحابات القنوط ، يعاشرنى دون قيد أو شروط . بعد أن فقدت أحضان أمى الحانية ، الدافئة ، أمطرتنى بدلال سخى العطاء ، وأمومة نادرة ، أرضعتنى النعيم ، جعاتنى أسافر الى كل الدنيا ، وأنا مازلت فى رحمها ، ستكون هى " الأم " ، على صدرها أشكو ، وأبكى ، واغفو . عندما ألفظ أنفاسى الأخيرة ، ستكون هى الكفن الساتر اغترابى ، والقبر المحاط بالورود الصفراء التى أحبها ، والتراب الذى أخيرا ينهى أرق الليل ، ونومى المتقلب على الأشواك . " الكتابة " .. ما أروع أن تكون همى ، وشغفى ، ونزفى ، سريرى ، وسادتى ، هنائى ، وألمى .ما أجمل أن تكون «الكلمات» قَدَرى.. وطرقات اللغة بيتى.. ما ألذ أن أقضى العُمر، فى اصطياد «الكلمات»، لا العرسان.. وأن أجلس بالساعات أمام الصفحات البيضاء ، لألونها بخواطرى ، لا أمام المرآة ، أتجمل وأتعطر وأتزوق وأزيل الشَعر الزائد ، لارضاء «رجل» أو إسعاد «زوج» ، أو التنافس المضحك الذى تمخض عنه فكر الذكور ، فيتكرم القدر ويمنحنى لقب ملكة العرب ، أو ملكة جمال كوكب الأرض، أتمختر على السجادة الحمراء ، وتنهال علىّ عقود التمثيل فى السينما وعروض الأزياء وتقديم برامج ساخنة فى الفضائيات، وعمل إعلانات الصابون والزيوت وكروت الشحن .ما أحلى أن أقوم بتفصيل «الكلمات» على مقاسى وذوقى ومواسم عواطفى وفصول أمزجتى «يرتديها الكون» ، يصبح أكثر بريقًا ، والهاما . يرسل امتنانه بارسال المزيد من " باترونات " الأبجدية .. يعدنى بتوفير جميع «أقمشة » اللغة . لا أقوم بتفصيل ملابس لأطفال ، لا يحملون إلا اسم الأب ، ويلقون باسم الأم فى سلة النفايات والسخرية والعار. لكن لا بأس من شراء هدية مخادعة لها ، تنسيهاأن «تخرس»، حين يتكلم ذكر البيت المُهاب ، وأن عمرها ضاع هدرا ، بين روائح غرف النوم والمطبخ ، متظاهرة أن " التضحية بالذات " ، هى الفضيلة الكبرى ، جائزتها " الجنة تحت أقدام الأمهات " ، فى اليوم الآخر . ما أمتع اللحظات التى تأخذنى إلى «كلمات» تعرى الكذب.. تكشف الأوصياء على عقول وأجساد النساء ، لإطفاء شهوات مكبوتة، حيث إن الكبت من الثوابت التى ترسم هويتنا ، ومن الوفاء والواجب والأخلاق القويمة والرج ......
#الكتابة
#وطنى
#وشغفى
#فرحى
#ونزفى
#بيتى
#وقبرى
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=741115
#الحوار_المتمدن
#منى_حلمي " الكتابة " وطنى و شغفى .. فرحى ونزفى .. بيتى وقبرى --------------------------------------------------------- هى وحدها ، وهبتنى معنى حياتى ، وأمطرتنى بثمار الاستغناء عن ملذات تشمئز منها روحى ، ويتقزز لها جسدى . هى وحدها ، المناعة ضد فتك الفيروسات ، و غدر الأمراض ، أنانية الأصدقاء ، وغيرة الصديقات . وحدها ، صومعتى الدافئة ، حينما يبخل الزمن البارد بغطاء يلفنى ، ويعجز قوامى الطويل الممشوق ، عن دفع الثمن المطلوب . هى شرنقة الأمان ، تشبع جوعى ، تروى ظمأى ، تسلينى ، تؤنسنى ، تعزينى ، تعوضنى عن سرقة البيت ، والسطو المسلح على عمرى القصير . كلما التقيتها ، تكون " ليلة زفاف " ، على فارس وسيم الملامح والخلق والطباع ، لا يفض غشاء البكارة ، ويرفض أن يمس امرأة غيرى . وعدتنى أن تبقينى شامخة فى السماء ، لا أنكسر ، ولا أنهزم ، لا أجزع ، اذا منحتها أيامى المعدودة على الأرض . أهدتنى اسمى ، وعنوانى ، ولون عيونى ، وغجرية شعرى الأبيض ، وجواز سفرى . لا غيرها ، ستبقى معى فى زمن الشيخوخة ، بعد رحيل أحبائى ، وتجاعيدالمرآة المشروخة . ستكون وحدها ، " العكاز" الوفى ، الذى يحمينى من السقوط ، يلتقطنى من الوقوع ، يبعد عن سحابات القنوط ، يعاشرنى دون قيد أو شروط . بعد أن فقدت أحضان أمى الحانية ، الدافئة ، أمطرتنى بدلال سخى العطاء ، وأمومة نادرة ، أرضعتنى النعيم ، جعاتنى أسافر الى كل الدنيا ، وأنا مازلت فى رحمها ، ستكون هى " الأم " ، على صدرها أشكو ، وأبكى ، واغفو . عندما ألفظ أنفاسى الأخيرة ، ستكون هى الكفن الساتر اغترابى ، والقبر المحاط بالورود الصفراء التى أحبها ، والتراب الذى أخيرا ينهى أرق الليل ، ونومى المتقلب على الأشواك . " الكتابة " .. ما أروع أن تكون همى ، وشغفى ، ونزفى ، سريرى ، وسادتى ، هنائى ، وألمى .ما أجمل أن تكون «الكلمات» قَدَرى.. وطرقات اللغة بيتى.. ما ألذ أن أقضى العُمر، فى اصطياد «الكلمات»، لا العرسان.. وأن أجلس بالساعات أمام الصفحات البيضاء ، لألونها بخواطرى ، لا أمام المرآة ، أتجمل وأتعطر وأتزوق وأزيل الشَعر الزائد ، لارضاء «رجل» أو إسعاد «زوج» ، أو التنافس المضحك الذى تمخض عنه فكر الذكور ، فيتكرم القدر ويمنحنى لقب ملكة العرب ، أو ملكة جمال كوكب الأرض، أتمختر على السجادة الحمراء ، وتنهال علىّ عقود التمثيل فى السينما وعروض الأزياء وتقديم برامج ساخنة فى الفضائيات، وعمل إعلانات الصابون والزيوت وكروت الشحن .ما أحلى أن أقوم بتفصيل «الكلمات» على مقاسى وذوقى ومواسم عواطفى وفصول أمزجتى «يرتديها الكون» ، يصبح أكثر بريقًا ، والهاما . يرسل امتنانه بارسال المزيد من " باترونات " الأبجدية .. يعدنى بتوفير جميع «أقمشة » اللغة . لا أقوم بتفصيل ملابس لأطفال ، لا يحملون إلا اسم الأب ، ويلقون باسم الأم فى سلة النفايات والسخرية والعار. لكن لا بأس من شراء هدية مخادعة لها ، تنسيهاأن «تخرس»، حين يتكلم ذكر البيت المُهاب ، وأن عمرها ضاع هدرا ، بين روائح غرف النوم والمطبخ ، متظاهرة أن " التضحية بالذات " ، هى الفضيلة الكبرى ، جائزتها " الجنة تحت أقدام الأمهات " ، فى اليوم الآخر . ما أمتع اللحظات التى تأخذنى إلى «كلمات» تعرى الكذب.. تكشف الأوصياء على عقول وأجساد النساء ، لإطفاء شهوات مكبوتة، حيث إن الكبت من الثوابت التى ترسم هويتنا ، ومن الوفاء والواجب والأخلاق القويمة والرج ......
#الكتابة
#وطنى
#وشغفى
#فرحى
#ونزفى
#بيتى
#وقبرى
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=741115
الحوار المتمدن
منى حلمي - - الكتابة - وطنى وشغفى .. فرحى ونزفى .. بيتى وقبرى