دلور ميقري : بضعة أعوام ريما: الفصل الحادي عشر 5
#الحوار_المتمدن
#دلور_ميقري سيارة الفورد، عادت لتجتاز طريق الصالحية في مهمة عائلية. آخر مرة كانت السيارة تؤدي هكذا مهمة، حينَ قادها صالح قبل نحو شهر كي يستعيد طليقته مليحة. إنه الآنَ في سبيله لرد ضرّتها، ولم يكن متأكداً من نجاحه في ذلك. ثقته بلسانه المعسول، كانت ما تفتأ راسخة. لكنه باتَ على معرفة بطبع سعاد، الصعب المراس. طبيعته أيضاً، لم تكن أقل إشكالية: ما كان من ذاك النوع من الرجال، الذي يقع في الحب بمعناه الرومانسيّ. كان مغرماً بجنس النساء جميعاً، وفي الآن نفسه، لا يرغب أن تستعبده إحداهن. في المقابل، كانت استثناءً، السيدةُ عايدة، لحين أن تخلّصَ من تأثيرها عن طريق الارتباط بابنتها. من ناحية أخرى، حفظت السيدة جميله لما كان يواجه الأخطار خلال ثلاث سنين من الحرب كيلا تموت من الجوع والبرد هيَ وابنتها. هذه الأخيرة، لاحَ أنها عادت إليه بعد طلاقها، يدفعها الشعورُ بالغيرة وهيَ تراه يتمتع بعروس جميلة وفتيّة. والدة سعاد، كانت في استقباله بوجهٍ متجهّمٍ، يَعِدُ بالمواجهة الحتمية. بمجرد أن جلسَ في صالة الاستقبال، بادرته قائلةً: " ابنتي لن تتمكن من الحضور، كونها متوعكة الصحة ". فكّرَ صالح، معيداً الجملة الأخيرة في ذهنه: " متوعكة الصحة؟ إنه تعبيرٌ مألوف، ليسَ بغريب عن سمعي! ". مع ذلك، أطلقَ لسانه متمنياً لامرأته استعادة عافيتها. قالت له الحماةُ ببرود: " ستبقى امرأتك، طالما حققت لها هذا الشرط الوحيد: أن تعيش هيَ في بيت مستقل أو أن تأتي أنتَ لتقيم معنا تحت هذا السقف "" كأنها لم تذكر لكِ أنني وجدتُ حلاً لمشكلتها مع ضرّتها، بأن تستقل في القسم التحتاني من المنزل والذي يحتوي مطبخاً فضلاً عن الحديقة؟ "" بلى، ذكرت ذلك لي. لكنها تعففت من أن تذكر لك، كيفَ وجدت ضمن وسادتها أحجبة من النوع المستعمل في السحر "" سحر؟ رباه، ما هذا أيضاً! "، هتفَ صالح في شيء من الذعر. هزت المرأة رأسها توكيداً، مرددة: " نعم سحر، يا سيد صالح ". طفقَ صامتاً برهة، وما لبثَ أن شاء العودة بالحديث إلى عقدته الأساسية: " لنفترض أنها الضرّة تلك، مَن تسحر لابنتك. إذاً أعزلها عنها تماماً، بأن أرفع جداراً بين قسمي الدار "" أنت تملك عقارين في حارتك، فهل تستكثر على ابنتي أن تقيم بأحدهما؟ لا تنسَ أنك اقترنت بها كأرملة، بينما كانت في الحقيقة بنتاً بكر "" أقدّر كل ذلك، ولا شك. بل إنك بنفسك، تبدين كما لو كنتِ أختها الكبيرة! "، أطلق إحدى نغماته المعهودة. تضرّج وجه المرأة، وغمغمت كلمة شكر. آبَ صالح إلى القول، مستعملاً هذه المرة نبرةَ رجاء: " التقاليدُ تمنعني من إبقاء امرأتي في مسكن مستقل، بعيدٍ عن والدتي. الحل المقدم من قبلي معقول تماماً، ولا يختلف في واقع الحال عما تبتغيه ابنتك "" سأنقل لها كل ما تحدثنا به، وعلى الله فليتوكل المؤمنون "، قالتها الأم بنبرة تسليم. بدا أن لسانه سحرها، حال تلك الأحجبة، المنذورة لجذب الأزواج!***حالما عاد صالح إلى المنزل، وكان الوقت على حد الأصيل، توجه إلى حجرة والدته. خاطبها بعدما أظهر الأحجبة أمام نظرها: " وجدتهم سعادُ داخل وسادتها، وسأقذفهم في وجه مليحة ثم أعيدها إلى دارها ". قال ذلك ثم همدَ جالساً على طرف السرير. طفقت الأم تتطلع إليه بنظرة حزينة، وما لبثت أن قالت: " أغلب النساء يفعلن ذلك، يا بني، لأجل الاحتفاظ بأزواجهن. ومليحة ليست استثناء. اذهب الآنَ واسترح في حجرتك، فإنك قضيت يوماً حافلاً بالمتاعب "" سأفعل ذلك، لكنني لن أفوّت مسألةَ الأحجبة "" لا خوف عليك من السحر، لأن منزل أمك محصّنٌ منه! أم أنك تجهل ذلك، بينما الحارة كلها على علم به؟ "، قالتها بنبرة مداعبة. ......
#بضعة
#أعوام
#ريما:
#الفصل
#الحادي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=681272
#الحوار_المتمدن
#دلور_ميقري سيارة الفورد، عادت لتجتاز طريق الصالحية في مهمة عائلية. آخر مرة كانت السيارة تؤدي هكذا مهمة، حينَ قادها صالح قبل نحو شهر كي يستعيد طليقته مليحة. إنه الآنَ في سبيله لرد ضرّتها، ولم يكن متأكداً من نجاحه في ذلك. ثقته بلسانه المعسول، كانت ما تفتأ راسخة. لكنه باتَ على معرفة بطبع سعاد، الصعب المراس. طبيعته أيضاً، لم تكن أقل إشكالية: ما كان من ذاك النوع من الرجال، الذي يقع في الحب بمعناه الرومانسيّ. كان مغرماً بجنس النساء جميعاً، وفي الآن نفسه، لا يرغب أن تستعبده إحداهن. في المقابل، كانت استثناءً، السيدةُ عايدة، لحين أن تخلّصَ من تأثيرها عن طريق الارتباط بابنتها. من ناحية أخرى، حفظت السيدة جميله لما كان يواجه الأخطار خلال ثلاث سنين من الحرب كيلا تموت من الجوع والبرد هيَ وابنتها. هذه الأخيرة، لاحَ أنها عادت إليه بعد طلاقها، يدفعها الشعورُ بالغيرة وهيَ تراه يتمتع بعروس جميلة وفتيّة. والدة سعاد، كانت في استقباله بوجهٍ متجهّمٍ، يَعِدُ بالمواجهة الحتمية. بمجرد أن جلسَ في صالة الاستقبال، بادرته قائلةً: " ابنتي لن تتمكن من الحضور، كونها متوعكة الصحة ". فكّرَ صالح، معيداً الجملة الأخيرة في ذهنه: " متوعكة الصحة؟ إنه تعبيرٌ مألوف، ليسَ بغريب عن سمعي! ". مع ذلك، أطلقَ لسانه متمنياً لامرأته استعادة عافيتها. قالت له الحماةُ ببرود: " ستبقى امرأتك، طالما حققت لها هذا الشرط الوحيد: أن تعيش هيَ في بيت مستقل أو أن تأتي أنتَ لتقيم معنا تحت هذا السقف "" كأنها لم تذكر لكِ أنني وجدتُ حلاً لمشكلتها مع ضرّتها، بأن تستقل في القسم التحتاني من المنزل والذي يحتوي مطبخاً فضلاً عن الحديقة؟ "" بلى، ذكرت ذلك لي. لكنها تعففت من أن تذكر لك، كيفَ وجدت ضمن وسادتها أحجبة من النوع المستعمل في السحر "" سحر؟ رباه، ما هذا أيضاً! "، هتفَ صالح في شيء من الذعر. هزت المرأة رأسها توكيداً، مرددة: " نعم سحر، يا سيد صالح ". طفقَ صامتاً برهة، وما لبثَ أن شاء العودة بالحديث إلى عقدته الأساسية: " لنفترض أنها الضرّة تلك، مَن تسحر لابنتك. إذاً أعزلها عنها تماماً، بأن أرفع جداراً بين قسمي الدار "" أنت تملك عقارين في حارتك، فهل تستكثر على ابنتي أن تقيم بأحدهما؟ لا تنسَ أنك اقترنت بها كأرملة، بينما كانت في الحقيقة بنتاً بكر "" أقدّر كل ذلك، ولا شك. بل إنك بنفسك، تبدين كما لو كنتِ أختها الكبيرة! "، أطلق إحدى نغماته المعهودة. تضرّج وجه المرأة، وغمغمت كلمة شكر. آبَ صالح إلى القول، مستعملاً هذه المرة نبرةَ رجاء: " التقاليدُ تمنعني من إبقاء امرأتي في مسكن مستقل، بعيدٍ عن والدتي. الحل المقدم من قبلي معقول تماماً، ولا يختلف في واقع الحال عما تبتغيه ابنتك "" سأنقل لها كل ما تحدثنا به، وعلى الله فليتوكل المؤمنون "، قالتها الأم بنبرة تسليم. بدا أن لسانه سحرها، حال تلك الأحجبة، المنذورة لجذب الأزواج!***حالما عاد صالح إلى المنزل، وكان الوقت على حد الأصيل، توجه إلى حجرة والدته. خاطبها بعدما أظهر الأحجبة أمام نظرها: " وجدتهم سعادُ داخل وسادتها، وسأقذفهم في وجه مليحة ثم أعيدها إلى دارها ". قال ذلك ثم همدَ جالساً على طرف السرير. طفقت الأم تتطلع إليه بنظرة حزينة، وما لبثت أن قالت: " أغلب النساء يفعلن ذلك، يا بني، لأجل الاحتفاظ بأزواجهن. ومليحة ليست استثناء. اذهب الآنَ واسترح في حجرتك، فإنك قضيت يوماً حافلاً بالمتاعب "" سأفعل ذلك، لكنني لن أفوّت مسألةَ الأحجبة "" لا خوف عليك من السحر، لأن منزل أمك محصّنٌ منه! أم أنك تجهل ذلك، بينما الحارة كلها على علم به؟ "، قالتها بنبرة مداعبة. ......
#بضعة
#أعوام
#ريما:
#الفصل
#الحادي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=681272
الحوار المتمدن
دلور ميقري - بضعة أعوام ريما: الفصل الحادي عشر/ 5
دلور ميقري : بضعة أعوام ريما: مستهل الفصل الثاني عشر
#الحوار_المتمدن
#دلور_ميقري 1برغم سنّها، المتجاوزة الثمانين، أشرفت السيدة شملكان على تحضير العشاء مع نساء ابنها، الثلاث. المطبخ، وكان مملكتها مذ أن حلّت في هذه الدار، لاحَ على أكمل وجه وفرةً وتنوعاً: غلال الحبوب ( قمح وبرغل ورز وعدس وحمّص وفاصولياء)، حفظت في أكياس خيش؛ البطاطا والبصل، قبعت في سلالها كي تصمد أمام تقلّب الفصول؛ أعواد الثوم والبامية المجففة، علقت على الجدار بواسطة خيوط تلفها أو تخترقها؛ أكياس من الدقيق الأبيض والرماديّ، عزلت على الأرفف كيلا تعبث بها الفئران؛ براميل مخلل، مختلفة الأنواع؛ قطرميزات الزيتون والباذنجان المحشو بالجوز والفليفلة الحارة، غارقة بزيت الزيتون؛ أوعية زجاجية، تحتوي على الجبنة الناصعة كالفضة، تسبح في الماء المالحة، المُنقّطة بحَبّة البركة..المنزل، من ناحية أخرى، عاشَ في شبه سلام متصل لعقد من الأعوام تقريباً؛ وتحديداً، من وقت قدوم ريما كعروس. سحر شخصيتها، لعبَ دوراً مؤثراً في تصويب مسلك الزوج وكبح نوبات انفعاله وكان في السابق سبباً للخصام والمشاحنة، المؤدية في بعض الحالات لطلاق هذه أو تلك من نسائه. على ذلك، لم يكن غريباً أن تتسم علاقتها مع ضرّتيها بالود والاحترام لدرجة أن أولادهما كانوا يخاطبونها بصفة الأم. وكان هذا يعزيها عن حرمانها من الأمومة، عقبَ وفاة ابنها خالد وكان في الرابعة من عُمره. لكنها أعطت دلائل في هذا الصيف على كونها حامل، ما يعني أنها ستنجبُ طفلها في ربيع العام القادم. وسنستبق الأحداث للقول، أن المولود أتى بالفعل وكان بنتاً: إنها والدة كاتب هذه السيرة، وقد رُزقَ بها صالح بعد ثلاثة أولاد؛ بنت وصبي من حواء، وابنة من مليحة. ***عشاءات الخميس، كانت تعدّ بصورة دائمة من أجل ضيوف عديدين، سيقضون السهرة، التي تحييها أم كلثوم أول كل شهر وتنقلها الإذاعة المصرية. صالح، كان من أوائل مَن اقتنوا جهاز راديو في الحارة. كان ذلك بعدما أدخل لأول مرة الحافلة الكبيرة، ( الأوتوبيس )، كي تعمل بين حي الأكراد ومركز الشام. في البدء، اشتغل بنفسه على الحافلة. لكنه كان يخجل ممن يعرفه، فلا يأخذ منه ثمن التذكرة. كيلا يخسر المشروع، نتيجة كرمه المتهوّر، استخدمَ سائقاً شاباً، أصله من ديركا جبل مازي. الشاب، كان يُدعى " علي دينو "، وذلك بسبب عصبيته وسهولة إثارته. لما كبرَ ابن صالح البكر من حواء، " ديبو "، حلّ بمكان ذلك الشاب. أيضاً سنخالف تسلسل الأحداث، لنذكر أن أول أوتوبيس عمل في الجزيرة، في شمال شرق سورية، كان بهمّة زوج ريما. كانا قد انتقلا للعيش هنالك، بغيَة استثمار مزرعة كبيرة بالقرب من بلدة رأس العين ( سري كاني ). إذا كانت إيرادات الأوتوبيس لم تعُد تغطي ثمن المازوت وأجرة الميكانيكي، فلأن الابن ديبو سار على شيمة الأب لناحية الكرم: كان الكثير من الركاب القرويين يستعطفونه، بأنهم لا يملكون ثمنَ التذكرة، فيشفق عليهم ويركّبهم مجاناً.***ذاتَ خميس، مرّ صالح بسيارته في سوق الجمعة وابتاع كمية كبيرة من المصران لأجل الطبخة المعروفة عند أهالي الشام ب " الحَفاتي ". لدى وصوله للحارة، جال على أقاربه وجيرانه كي يدعوهم كالعادة لسهرة الخميس، قائلاً: " وستتذوقون الحفاتي من مطبخ منزلي ". نفس البلاغة كررها على مسمع أمه، لكنها بسبب ثقل سمعها ظنت أن الوليمة لليوم التالي. وكانت محقة في ظنها، طالما أنه حضرَ إلى الدار عند الأصيل؛ وهذه الأكلة تحتاج لوقت طويل كي يتم تنظيف المصران وحشوه بالرز واللحمة الناعمة ومن ثم طهيه. " هل أعدتم المطبخ القديم للخدمة، لكي تبقى رائحة الحفاتي بعيدة عن أنوف الضيوف؟ "، تساءل صالح فيما كان يلقي نظرة على نسائه المنهمكات ......
#بضعة
#أعوام
#ريما:
#مستهل
#الفصل
#الثاني
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=681406
#الحوار_المتمدن
#دلور_ميقري 1برغم سنّها، المتجاوزة الثمانين، أشرفت السيدة شملكان على تحضير العشاء مع نساء ابنها، الثلاث. المطبخ، وكان مملكتها مذ أن حلّت في هذه الدار، لاحَ على أكمل وجه وفرةً وتنوعاً: غلال الحبوب ( قمح وبرغل ورز وعدس وحمّص وفاصولياء)، حفظت في أكياس خيش؛ البطاطا والبصل، قبعت في سلالها كي تصمد أمام تقلّب الفصول؛ أعواد الثوم والبامية المجففة، علقت على الجدار بواسطة خيوط تلفها أو تخترقها؛ أكياس من الدقيق الأبيض والرماديّ، عزلت على الأرفف كيلا تعبث بها الفئران؛ براميل مخلل، مختلفة الأنواع؛ قطرميزات الزيتون والباذنجان المحشو بالجوز والفليفلة الحارة، غارقة بزيت الزيتون؛ أوعية زجاجية، تحتوي على الجبنة الناصعة كالفضة، تسبح في الماء المالحة، المُنقّطة بحَبّة البركة..المنزل، من ناحية أخرى، عاشَ في شبه سلام متصل لعقد من الأعوام تقريباً؛ وتحديداً، من وقت قدوم ريما كعروس. سحر شخصيتها، لعبَ دوراً مؤثراً في تصويب مسلك الزوج وكبح نوبات انفعاله وكان في السابق سبباً للخصام والمشاحنة، المؤدية في بعض الحالات لطلاق هذه أو تلك من نسائه. على ذلك، لم يكن غريباً أن تتسم علاقتها مع ضرّتيها بالود والاحترام لدرجة أن أولادهما كانوا يخاطبونها بصفة الأم. وكان هذا يعزيها عن حرمانها من الأمومة، عقبَ وفاة ابنها خالد وكان في الرابعة من عُمره. لكنها أعطت دلائل في هذا الصيف على كونها حامل، ما يعني أنها ستنجبُ طفلها في ربيع العام القادم. وسنستبق الأحداث للقول، أن المولود أتى بالفعل وكان بنتاً: إنها والدة كاتب هذه السيرة، وقد رُزقَ بها صالح بعد ثلاثة أولاد؛ بنت وصبي من حواء، وابنة من مليحة. ***عشاءات الخميس، كانت تعدّ بصورة دائمة من أجل ضيوف عديدين، سيقضون السهرة، التي تحييها أم كلثوم أول كل شهر وتنقلها الإذاعة المصرية. صالح، كان من أوائل مَن اقتنوا جهاز راديو في الحارة. كان ذلك بعدما أدخل لأول مرة الحافلة الكبيرة، ( الأوتوبيس )، كي تعمل بين حي الأكراد ومركز الشام. في البدء، اشتغل بنفسه على الحافلة. لكنه كان يخجل ممن يعرفه، فلا يأخذ منه ثمن التذكرة. كيلا يخسر المشروع، نتيجة كرمه المتهوّر، استخدمَ سائقاً شاباً، أصله من ديركا جبل مازي. الشاب، كان يُدعى " علي دينو "، وذلك بسبب عصبيته وسهولة إثارته. لما كبرَ ابن صالح البكر من حواء، " ديبو "، حلّ بمكان ذلك الشاب. أيضاً سنخالف تسلسل الأحداث، لنذكر أن أول أوتوبيس عمل في الجزيرة، في شمال شرق سورية، كان بهمّة زوج ريما. كانا قد انتقلا للعيش هنالك، بغيَة استثمار مزرعة كبيرة بالقرب من بلدة رأس العين ( سري كاني ). إذا كانت إيرادات الأوتوبيس لم تعُد تغطي ثمن المازوت وأجرة الميكانيكي، فلأن الابن ديبو سار على شيمة الأب لناحية الكرم: كان الكثير من الركاب القرويين يستعطفونه، بأنهم لا يملكون ثمنَ التذكرة، فيشفق عليهم ويركّبهم مجاناً.***ذاتَ خميس، مرّ صالح بسيارته في سوق الجمعة وابتاع كمية كبيرة من المصران لأجل الطبخة المعروفة عند أهالي الشام ب " الحَفاتي ". لدى وصوله للحارة، جال على أقاربه وجيرانه كي يدعوهم كالعادة لسهرة الخميس، قائلاً: " وستتذوقون الحفاتي من مطبخ منزلي ". نفس البلاغة كررها على مسمع أمه، لكنها بسبب ثقل سمعها ظنت أن الوليمة لليوم التالي. وكانت محقة في ظنها، طالما أنه حضرَ إلى الدار عند الأصيل؛ وهذه الأكلة تحتاج لوقت طويل كي يتم تنظيف المصران وحشوه بالرز واللحمة الناعمة ومن ثم طهيه. " هل أعدتم المطبخ القديم للخدمة، لكي تبقى رائحة الحفاتي بعيدة عن أنوف الضيوف؟ "، تساءل صالح فيما كان يلقي نظرة على نسائه المنهمكات ......
#بضعة
#أعوام
#ريما:
#مستهل
#الفصل
#الثاني
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=681406
الحوار المتمدن
دلور ميقري - بضعة أعوام ريما: مستهل الفصل الثاني عشر
دلور ميقري : بضعة أعوام ريما: الفصل الثاني عشر 3
#الحوار_المتمدن
#دلور_ميقري كان من الصعب على صالح إقامةُ سهراتٍ، يتم فيها تبادل الأنخاب على وقع الألحان المنبعثة من الحاكي أو الراديو، وذلك بوجود والدته. إذ مع نضوج ثمار شجرة المشمش البلدي في حديقة الدار، قررت السيدة شملكان زيارة ابنتها في مزرعة البيطارية، ثمة أين يخدم رجلها كوكيل أعمال عند الإقطاعي المعروف، حسين بك إيبش. سيارة الفورد، التي قادها صالح، حملت أيضاً علاوة على شقيقه الكبير، شبه الأبله، كلاً من ريما وابنتها الرضيع. لولا سوء الطريق، وضرورة تجنب الحفر فيه، لكان من المفترض بالسيارة أن تصل إلى المزرعة خلال ساعة بالكثير. لكن مناظر الطريق، حيث الطبيعة تزدهر في هذا الفصل، جعلت من السفر نزهةً ممتعة. قائد السيارة، كان بحاجةٍ للرحلة على خلفية مشاكل عائلية، جدّت في الفترة الأخيرة: للمرة الثانية، رمى يمينَ الطلاق على امرأته مليحة بسببٍ يُحيل إلى أساس علاقتهما الزوجية. في حين لجأت هذه إلى دار والدتها، فإن المسكينة حواء ـ وكان طلاقها بائناً في نهاية المطاف ـ احتارت إلى أين تمضي. هنا تدخلت ريما، لتحمل البطريرك الغاضب على السماح لطليقته باتخاذ القسم التحتاني من المنزل مسكناً لها ولولديهما.منزل موسي في المزرعة، كان يقع بالقرب من قصر مالكها، الإقطاعي الكبير. هذا الأخير، بحَسَب ما علمه صالح من صهره، كان آنذاك يستعد لإحدى رحلات الصيد في أفريقيا. تحت إلحاح صهره، وافق على البقاء إلى الغد. كونه أتى في ساعة مبكرة من النهار، استغل الوقت للقيام بجولة طويلة في المزرعة. مثلما سبقَ وعلمنا، فإن صالح كان من المغرمين بأزهار الحدائق والبرية على حد سواء. في هذا الوقت، كان موسم الحصاد في أوجه، والطيور تحوم فوق القمح المحصود والمحزوم فتبدو تحت أشعة الشمس الذهبية كشهب نازلة من الفضاء. بمجرد ارتقاء إحدى الروابي الخضراء، لاحت السبخة لعينيّ الرجل الجوّال كأنها قطعة من الأفق الأزرق. موسي، وكان يُرافق صهره في الجولة، ما لبثَ أن نظر في ساعته، ليقول بنبرة فخمة: " حان موعد الغداء، وسنتناوله بمعية حسين بك، بناءً على طلبه ".*** حسين بك، كان متصدراً بعظمة طاولة الطعام، ملقياً نظرةً ثابتة على السماط الأبيض، المرصوف فوقه أنواع اللحوم المشوية وسلطات الخضار. لكن صالح لم يكن الضيفَ الوحيد، ما لو حسبنا وكيل الأعمال جزءاً من عائلة السيد الإقطاعيّ. فإلى يمين الطاولة، جلسَ رجلٌ عليه قيافة فرنجية، وجهه الأسمر يتميز بعينين لهما نظرة ثاقبة ولحية خفيفة. المضيف، قدّمَ الرجلَ لصالح بالقول في لهجة فخمة: " الأمير جلادت بك "" صالح، ابن حَميّ "، بادر وكيلُ الأعمال بالتعريف مخاطباً الضيف. ثم أردفَ موسي، مبتسماً: " ولو تذكُر، يا أمير، أنني أعلمتك مرةً بأن حَميّ أطلق على ابنه اسمَ صالح، تيمناً باسم ابن صديقه البدرخانيّ ". أحنى الأميرُ رأسه قليلاً، ثم علّقَ بالقول: " صالح بدرخان، توفي في خلال الأسر بجزيرة رودس بعدما وقع بأيدي قوات الإنكليز في الحرب "" رحمه الله "، تمتمَ صالح وهوَ ينظر بتهيّب نحو الأمير ذي الهيئة الأرستقراطية. في خلال تناول الطعام، تبادل هذا الأخير الحديثَ مع موسي ومعلّمه حول التطورات السياسية الدولية غبَّ استلام هتلر للحكم في ألمانيا. فاتفقت آراؤهم على أن الحرب ستقع مجدداً في أوروبا، وأنها ستمتد بشكل طبيعي إلى المشرق بسبب سيطرة الفرنسيين والإنكليز على عدة دول فيه. مع أن صالح من النوع الزاهد في مناقشة الأمور العامة، وجد نفسه يعقّب بالقول: " لا أرانا الله الحربَ من جديد، نحن مَن خبرناها ونجينا من آثارها بأعجوبة ". ذكريات الحرب، وكانت ومضت مثل شريط سريع أمام عينيه، سلّمته لصورة أقرب عهداً؛ صورة ......
#بضعة
#أعوام
#ريما:
#الفصل
#الثاني
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=681502
#الحوار_المتمدن
#دلور_ميقري كان من الصعب على صالح إقامةُ سهراتٍ، يتم فيها تبادل الأنخاب على وقع الألحان المنبعثة من الحاكي أو الراديو، وذلك بوجود والدته. إذ مع نضوج ثمار شجرة المشمش البلدي في حديقة الدار، قررت السيدة شملكان زيارة ابنتها في مزرعة البيطارية، ثمة أين يخدم رجلها كوكيل أعمال عند الإقطاعي المعروف، حسين بك إيبش. سيارة الفورد، التي قادها صالح، حملت أيضاً علاوة على شقيقه الكبير، شبه الأبله، كلاً من ريما وابنتها الرضيع. لولا سوء الطريق، وضرورة تجنب الحفر فيه، لكان من المفترض بالسيارة أن تصل إلى المزرعة خلال ساعة بالكثير. لكن مناظر الطريق، حيث الطبيعة تزدهر في هذا الفصل، جعلت من السفر نزهةً ممتعة. قائد السيارة، كان بحاجةٍ للرحلة على خلفية مشاكل عائلية، جدّت في الفترة الأخيرة: للمرة الثانية، رمى يمينَ الطلاق على امرأته مليحة بسببٍ يُحيل إلى أساس علاقتهما الزوجية. في حين لجأت هذه إلى دار والدتها، فإن المسكينة حواء ـ وكان طلاقها بائناً في نهاية المطاف ـ احتارت إلى أين تمضي. هنا تدخلت ريما، لتحمل البطريرك الغاضب على السماح لطليقته باتخاذ القسم التحتاني من المنزل مسكناً لها ولولديهما.منزل موسي في المزرعة، كان يقع بالقرب من قصر مالكها، الإقطاعي الكبير. هذا الأخير، بحَسَب ما علمه صالح من صهره، كان آنذاك يستعد لإحدى رحلات الصيد في أفريقيا. تحت إلحاح صهره، وافق على البقاء إلى الغد. كونه أتى في ساعة مبكرة من النهار، استغل الوقت للقيام بجولة طويلة في المزرعة. مثلما سبقَ وعلمنا، فإن صالح كان من المغرمين بأزهار الحدائق والبرية على حد سواء. في هذا الوقت، كان موسم الحصاد في أوجه، والطيور تحوم فوق القمح المحصود والمحزوم فتبدو تحت أشعة الشمس الذهبية كشهب نازلة من الفضاء. بمجرد ارتقاء إحدى الروابي الخضراء، لاحت السبخة لعينيّ الرجل الجوّال كأنها قطعة من الأفق الأزرق. موسي، وكان يُرافق صهره في الجولة، ما لبثَ أن نظر في ساعته، ليقول بنبرة فخمة: " حان موعد الغداء، وسنتناوله بمعية حسين بك، بناءً على طلبه ".*** حسين بك، كان متصدراً بعظمة طاولة الطعام، ملقياً نظرةً ثابتة على السماط الأبيض، المرصوف فوقه أنواع اللحوم المشوية وسلطات الخضار. لكن صالح لم يكن الضيفَ الوحيد، ما لو حسبنا وكيل الأعمال جزءاً من عائلة السيد الإقطاعيّ. فإلى يمين الطاولة، جلسَ رجلٌ عليه قيافة فرنجية، وجهه الأسمر يتميز بعينين لهما نظرة ثاقبة ولحية خفيفة. المضيف، قدّمَ الرجلَ لصالح بالقول في لهجة فخمة: " الأمير جلادت بك "" صالح، ابن حَميّ "، بادر وكيلُ الأعمال بالتعريف مخاطباً الضيف. ثم أردفَ موسي، مبتسماً: " ولو تذكُر، يا أمير، أنني أعلمتك مرةً بأن حَميّ أطلق على ابنه اسمَ صالح، تيمناً باسم ابن صديقه البدرخانيّ ". أحنى الأميرُ رأسه قليلاً، ثم علّقَ بالقول: " صالح بدرخان، توفي في خلال الأسر بجزيرة رودس بعدما وقع بأيدي قوات الإنكليز في الحرب "" رحمه الله "، تمتمَ صالح وهوَ ينظر بتهيّب نحو الأمير ذي الهيئة الأرستقراطية. في خلال تناول الطعام، تبادل هذا الأخير الحديثَ مع موسي ومعلّمه حول التطورات السياسية الدولية غبَّ استلام هتلر للحكم في ألمانيا. فاتفقت آراؤهم على أن الحرب ستقع مجدداً في أوروبا، وأنها ستمتد بشكل طبيعي إلى المشرق بسبب سيطرة الفرنسيين والإنكليز على عدة دول فيه. مع أن صالح من النوع الزاهد في مناقشة الأمور العامة، وجد نفسه يعقّب بالقول: " لا أرانا الله الحربَ من جديد، نحن مَن خبرناها ونجينا من آثارها بأعجوبة ". ذكريات الحرب، وكانت ومضت مثل شريط سريع أمام عينيه، سلّمته لصورة أقرب عهداً؛ صورة ......
#بضعة
#أعوام
#ريما:
#الفصل
#الثاني
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=681502
الحوار المتمدن
دلور ميقري - بضعة أعوام ريما: الفصل الثاني عشر/ 3
دلور ميقري : بضعة أعوام ريما: بقية الفصل الثاني عشر
#الحوار_المتمدن
#دلور_ميقري 4ونشبت الحربُ فعلاً بعد بضعة أعوام، وكانت عالمية الطابع شأن تلك، التي سبقتها وعُرفت على لسان أهالي بلاد الشام ب " سفر برلك ". السنة الأولى من الحرب، مرت دونَ أن يشعر بها الأهالي؛ اللهم إلا ممن يتابعون الأخبار، وكل منهم تحمّسَ لطرف من المتحاربين. صالح، كون شيمته لا تسمح له بالاهتمام بالقضايا العامة، بقيَ بمنأى عما يحصل في القارة العجوز من معارك كبرى، سجّل فيها الألمان انتصارات سريعة وحاسمة. لكن عليه كان أن يواجه حرباً في بيته، وعلى عدة جبهات. افتتحَ العام 1940 بوفاة السيدة شملكان، وكانت برغم شيخوختها المتأخرة تلعبُ دوراً مهماً في حياة الأسرة، بالأخص تأثيرها الكبير على ابنها. قبل ذلك بسنتين، دفنت ابنها البكر، حاجي، وكان كما علمنا يعاني منذ الصغر من تخلّف عقلي. الضربة الأخرى، التي تلقاها صالح، ولم تكن أقل إيلاماً من رحيل الأم، تمثلت في موت السيدة عايدة. إذاك، كانت ابنتها مليحة قد حصلت على الطلاق البائن، فحكم لها القاضي برعاية ولديها الصغيرين. الابنة البكر، " رودا "، كانت في التاسعة؛ فيما شقيقها، " أوسمان "، يصغرها بثلاث سنين. وكان صالح قد بقيَ على عهده حتى العام الأخير، الشاهد على مرض والدة طليقته، العضال، يمر بين يوم وآخر على منزلها وهوَ يحمل ما أمكن من الزاد فضلاً عن الهدايا لطفليه. إذا كان انقطع عن ذلك عقبَ رحيل السيدة عايدة، فلأن ابنتها طلبت منه أن يكتفي بدفع النفقة لها ولابنيهما: لم تعُد تطيق رؤيته، وكان هوَ يُبادلها نفسَ الشعور. ***هوَ ذا رجلٌ قصير القامة في قيافة عناصر الجيش الفرنسيّ، يُذكّر من يراه متبختراً في الشارع بالمحاربين على جبهات أوروبا. جاء حدّو إلى الحارة، وما لبثَ أن حل ضيفاً على أخته ريما. فاجأ الصهرَ، بينما كان يُعزيه بوفاة والدته. إذ انهمرت الدموع من عينيه، مع أنه بالكاد عرفَ السيدة شملكان أو رآها أكثر من بضع مرات منذ ظهوره فجأة في الشام قبل أربعة عشرة عاماً. الرجلُ الملول، استعادَ في حقيقة الحال صورةَ بربارا، حاميته وعشيقته، وكانت قد رحلت عن الدنيا قبل نحو سنة على أثر نوبة قلبية حادة. غبَّ استيلاء أقاربها على منزل بحمدون، استأجرَ حدّو شقة صغيرة في بيروت لحين أن سعى في نقله إلى الشام. سرعانَ ما صارَ سائقَ جنرالٍ فرنسيّ، يُشرف على إدارة القسم العسكريّ من مطار المزة في دمشق. مثلما سبقَ وذكرنا في مكان آخر، أنّ صالح عرضَ على حدّو قطعةَ أرضٍ، لصق منزل المرحومة زَري، فقام هذا الأخير بتعمير بعض الحجرات على مهل وبما يسمح له دخله. لما انتقلت خدمته إلى دمشق، كان المنزلُ قد أضحى مكتملاً تقريباً؛ فتكوّنَ من قسمٍ علويّ لغرف النوم، وقسم سفليّ للمطبخ والحمّام علاوةً على صالة الاستقبال والحديقة الصغيرة." ما شاء الله، ابنتك أضحت بعُمر العرائس. أذكرها لما كانت بعدُ طفلة في العربة، وكنتُ أمشّيها في أرض الديار! "، قالها لحواء لما حضرت كي تسلّم عليه. ابتسمت المرأة الحزينة، ولم تعلّق بشيء. كانت ابنتها، ديبة، على وشك فعلاً أن تغدو عروساً. ابن خالها، ويُدعى " محمد "، سبقَ أن خطبها من والدتها وأعربت له هذه عن قبولها. لما فاتحت طليقها صالح بالأمر، قال لها عابساً أنه يرفض تزويج ابنته لأحد شبان آل لحّو: " ألم تتعظي بما عانيتِ منهم، يا امرأة؟ "، اختتمَ محاضرته بهذا السؤال الساخر. ***أسبوعٌ على الأثر، ثم فاتحَ صالح امرأته ريما بخصوص ديبة: " لقد طلبها مني أخوك حدّو، وأنا وجدته مناسباً "" كيفَ وجدته مناسباً، وهوَ يكبرها كثيراً؟ "، تساءلت ريما باستنكار. كانت تحب أخاها، بل إنها كانت له بمثابة الأم سواءً في موطن الأسلاف ......
#بضعة
#أعوام
#ريما:
#بقية
#الفصل
#الثاني
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=681777
#الحوار_المتمدن
#دلور_ميقري 4ونشبت الحربُ فعلاً بعد بضعة أعوام، وكانت عالمية الطابع شأن تلك، التي سبقتها وعُرفت على لسان أهالي بلاد الشام ب " سفر برلك ". السنة الأولى من الحرب، مرت دونَ أن يشعر بها الأهالي؛ اللهم إلا ممن يتابعون الأخبار، وكل منهم تحمّسَ لطرف من المتحاربين. صالح، كون شيمته لا تسمح له بالاهتمام بالقضايا العامة، بقيَ بمنأى عما يحصل في القارة العجوز من معارك كبرى، سجّل فيها الألمان انتصارات سريعة وحاسمة. لكن عليه كان أن يواجه حرباً في بيته، وعلى عدة جبهات. افتتحَ العام 1940 بوفاة السيدة شملكان، وكانت برغم شيخوختها المتأخرة تلعبُ دوراً مهماً في حياة الأسرة، بالأخص تأثيرها الكبير على ابنها. قبل ذلك بسنتين، دفنت ابنها البكر، حاجي، وكان كما علمنا يعاني منذ الصغر من تخلّف عقلي. الضربة الأخرى، التي تلقاها صالح، ولم تكن أقل إيلاماً من رحيل الأم، تمثلت في موت السيدة عايدة. إذاك، كانت ابنتها مليحة قد حصلت على الطلاق البائن، فحكم لها القاضي برعاية ولديها الصغيرين. الابنة البكر، " رودا "، كانت في التاسعة؛ فيما شقيقها، " أوسمان "، يصغرها بثلاث سنين. وكان صالح قد بقيَ على عهده حتى العام الأخير، الشاهد على مرض والدة طليقته، العضال، يمر بين يوم وآخر على منزلها وهوَ يحمل ما أمكن من الزاد فضلاً عن الهدايا لطفليه. إذا كان انقطع عن ذلك عقبَ رحيل السيدة عايدة، فلأن ابنتها طلبت منه أن يكتفي بدفع النفقة لها ولابنيهما: لم تعُد تطيق رؤيته، وكان هوَ يُبادلها نفسَ الشعور. ***هوَ ذا رجلٌ قصير القامة في قيافة عناصر الجيش الفرنسيّ، يُذكّر من يراه متبختراً في الشارع بالمحاربين على جبهات أوروبا. جاء حدّو إلى الحارة، وما لبثَ أن حل ضيفاً على أخته ريما. فاجأ الصهرَ، بينما كان يُعزيه بوفاة والدته. إذ انهمرت الدموع من عينيه، مع أنه بالكاد عرفَ السيدة شملكان أو رآها أكثر من بضع مرات منذ ظهوره فجأة في الشام قبل أربعة عشرة عاماً. الرجلُ الملول، استعادَ في حقيقة الحال صورةَ بربارا، حاميته وعشيقته، وكانت قد رحلت عن الدنيا قبل نحو سنة على أثر نوبة قلبية حادة. غبَّ استيلاء أقاربها على منزل بحمدون، استأجرَ حدّو شقة صغيرة في بيروت لحين أن سعى في نقله إلى الشام. سرعانَ ما صارَ سائقَ جنرالٍ فرنسيّ، يُشرف على إدارة القسم العسكريّ من مطار المزة في دمشق. مثلما سبقَ وذكرنا في مكان آخر، أنّ صالح عرضَ على حدّو قطعةَ أرضٍ، لصق منزل المرحومة زَري، فقام هذا الأخير بتعمير بعض الحجرات على مهل وبما يسمح له دخله. لما انتقلت خدمته إلى دمشق، كان المنزلُ قد أضحى مكتملاً تقريباً؛ فتكوّنَ من قسمٍ علويّ لغرف النوم، وقسم سفليّ للمطبخ والحمّام علاوةً على صالة الاستقبال والحديقة الصغيرة." ما شاء الله، ابنتك أضحت بعُمر العرائس. أذكرها لما كانت بعدُ طفلة في العربة، وكنتُ أمشّيها في أرض الديار! "، قالها لحواء لما حضرت كي تسلّم عليه. ابتسمت المرأة الحزينة، ولم تعلّق بشيء. كانت ابنتها، ديبة، على وشك فعلاً أن تغدو عروساً. ابن خالها، ويُدعى " محمد "، سبقَ أن خطبها من والدتها وأعربت له هذه عن قبولها. لما فاتحت طليقها صالح بالأمر، قال لها عابساً أنه يرفض تزويج ابنته لأحد شبان آل لحّو: " ألم تتعظي بما عانيتِ منهم، يا امرأة؟ "، اختتمَ محاضرته بهذا السؤال الساخر. ***أسبوعٌ على الأثر، ثم فاتحَ صالح امرأته ريما بخصوص ديبة: " لقد طلبها مني أخوك حدّو، وأنا وجدته مناسباً "" كيفَ وجدته مناسباً، وهوَ يكبرها كثيراً؟ "، تساءلت ريما باستنكار. كانت تحب أخاها، بل إنها كانت له بمثابة الأم سواءً في موطن الأسلاف ......
#بضعة
#أعوام
#ريما:
#بقية
#الفصل
#الثاني
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=681777
الحوار المتمدن
دلور ميقري - بضعة أعوام ريما: بقية الفصل الثاني عشر
دلور ميقري : بضعة أعوام ريما: الفصل الثالث عشر 1
#الحوار_المتمدن
#دلور_ميقري ريما، شاء لها قدرها أن تعود مرة أخرى كي تستقر في منطقة الجزيرة. هذه المرة، لم يكن المستقر في عامودا؛ مع أن البلدة لعبت دوراً هنا أيضاً في المغامرة الجديدة لزوجها. إذ قيل أنّ أخوة بيروزا لأبيها، هم من نصحوا زوجَ أمها بالمجيء لاستثمار أمواله في المنطقة كون أراضيها خصبة ورخيصة الثمن. لكن هؤلاء الأخوة لم يظهروا مرة قط في الشام، ما يجعل تلك الرواية ضعيفة. لعلهم عادوا إلى ماردين عقبَ مصرع رمو آغا، ومن ثم انقطعت صلتهم بإقليم ما تحت الخط الحديديّ على أثر رسم الحدود بين الدولة التركية وسلطة الانتداب الفرنسيّ في سورية. في فترة لاحقة، هاجرَ إلى الشام " حسني "، ابن عم بيروزا، وما لبث شقيقه الأصغر، " علي "، أن لحق به. سرعان ما انضم الكبيرُ إلى سلاح الدرك، وكانت خدمته في سجن القلعة. مهما يكن الأمر، فإن والدة بيروزا وجدت نفسها في ذلك الإقليم بعد نحو عشرين سنة من مغادرتها له وكانت آنذاك أرملة، محرومة من ابنتها الوحيدة: الآن، آبت ريما وهيَ امرأة رجلٍ غنيّ، يسعى لزيادة أمواله عن طريق الاستثمار في الزراعة. وكان معهما ابنتاهما؛ إحداهما يقل عمرها عن العشرة أعوام والأخرى تصغرها بنحو ثلاثة أعوام. كذلك رافقهما الطفلان، ابنا مليحة، وكانت هذه قد تخلت عنهما لأبيهما بعيد زواجها. بينما بيروزا، كانت مع رجلها في مكان خدمته في بر الشام، وقد رزقا بثلاثة أبناء. ***من ناحيته، كان صالح يود الهربَ من جو المنزل، المتسم بالنكد والخصام. برغم تطليقه لكل من حواء ومليحة، فإنهما كانتا حاضرتين في حياته بشكل أو بآخر. هذه الأخيرة، وكنا قد علمنا باستقرارها في منزل أمها بالصالحية، أخذت بين يوم وآخر تظهر في دار طليقها. كانت على أثر وفاة السيدة عائدة تمتهن الخياطة، فتترك ولديها لوحدهما حينَ تذهب للسوق من أجل شراء القماش أو الخيوط. ذات مرة، رجعت للمنزل فلم تجد الابنان. هُرعت وقد انتابها الرعب إلى الحارة، فما أن التقت ريما في المنزل إلا وهذه تقول لها: " رودا وأوسمان حضرا منذ ساعة لوحدهما، وكنتُ أهم بأخذهما إليكِ لأنني أدركت مدى قلقك وخوفك ". تكررت الواقعة، ولم ينفع تشديد مليحة على ابنتها بعدم مغادرة الدار مع أخيها الصغير. إلى أن كان يوماً، فوجئت فيه ريما بمقدم الطفلين وعلى وجهيهما علاماتُ التعاسة. قالت رودا، باكيةً: " ماما ستتزوج، يا خالة! إنها هيَ مَن طلبت منا الذهابَ إلى أبينا ". فيما بعد، ذهبَ صالح إلى منزلها فلم يجدها. ثم تحقق من أقارب لها، يعيشون في الصالحية، أنها سافرت إلى عمّان على أثر اقترانها من رجل شركسيّ يعيش ويعمل هناك. العلاقة بين ريما وحواء، ساءت غبَّ مغادرة مليحة للدار. إذ كانت المرأتان الأخيرتان على خصام دائم، مبعثه الغيرة قبل كل شيء. في حقيقة الحال، أنها حواء مَن دبّ ذلك الشعور فيها بسبب هجر رجلها لها ومن ثم قيامه بتطليقها للمرة الثالثة. لا غرو إذاً أن تتواجه ريما مع المرأة المطلقة، مباشرةً عقبَ خروج مليحة من المنزل بشكل نهائيّ. لم تحفظ حواء جميلَ ريما، التي كان لها الفضل في بقائها بالمنزل بعيد طلاقها البائن. لقد أضحت امرأة سوداء القلب، وكانت في السابق معروفة بطيبتها ووداعتها. الخصام بين المرأتين، انتقل سريعاً من التنابذ بالكلمات إلى الضرب بالشباشب والقباقيب. ذات يوم، تنازعتا على مَن دوره في الخبز. عادةً، يوضع العجين المخمر على موقد النار في المطبخ لينضج. أغلب أهالي الحارة كانوا يتبعون هذه الطريقة لسهولتها، وتم الاستغناء عن التنور المنزليّ. لما عاد صالح من عمله، فرأى طليقته مضمدة الرأس، فإنه اتجه إلى ريما لسؤالها عن الأمر. علّقَ على ما سمعه، بالقول: " تستحقُ ال ......
#بضعة
#أعوام
#ريما:
#الفصل
#الثالث
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=682844
#الحوار_المتمدن
#دلور_ميقري ريما، شاء لها قدرها أن تعود مرة أخرى كي تستقر في منطقة الجزيرة. هذه المرة، لم يكن المستقر في عامودا؛ مع أن البلدة لعبت دوراً هنا أيضاً في المغامرة الجديدة لزوجها. إذ قيل أنّ أخوة بيروزا لأبيها، هم من نصحوا زوجَ أمها بالمجيء لاستثمار أمواله في المنطقة كون أراضيها خصبة ورخيصة الثمن. لكن هؤلاء الأخوة لم يظهروا مرة قط في الشام، ما يجعل تلك الرواية ضعيفة. لعلهم عادوا إلى ماردين عقبَ مصرع رمو آغا، ومن ثم انقطعت صلتهم بإقليم ما تحت الخط الحديديّ على أثر رسم الحدود بين الدولة التركية وسلطة الانتداب الفرنسيّ في سورية. في فترة لاحقة، هاجرَ إلى الشام " حسني "، ابن عم بيروزا، وما لبث شقيقه الأصغر، " علي "، أن لحق به. سرعان ما انضم الكبيرُ إلى سلاح الدرك، وكانت خدمته في سجن القلعة. مهما يكن الأمر، فإن والدة بيروزا وجدت نفسها في ذلك الإقليم بعد نحو عشرين سنة من مغادرتها له وكانت آنذاك أرملة، محرومة من ابنتها الوحيدة: الآن، آبت ريما وهيَ امرأة رجلٍ غنيّ، يسعى لزيادة أمواله عن طريق الاستثمار في الزراعة. وكان معهما ابنتاهما؛ إحداهما يقل عمرها عن العشرة أعوام والأخرى تصغرها بنحو ثلاثة أعوام. كذلك رافقهما الطفلان، ابنا مليحة، وكانت هذه قد تخلت عنهما لأبيهما بعيد زواجها. بينما بيروزا، كانت مع رجلها في مكان خدمته في بر الشام، وقد رزقا بثلاثة أبناء. ***من ناحيته، كان صالح يود الهربَ من جو المنزل، المتسم بالنكد والخصام. برغم تطليقه لكل من حواء ومليحة، فإنهما كانتا حاضرتين في حياته بشكل أو بآخر. هذه الأخيرة، وكنا قد علمنا باستقرارها في منزل أمها بالصالحية، أخذت بين يوم وآخر تظهر في دار طليقها. كانت على أثر وفاة السيدة عائدة تمتهن الخياطة، فتترك ولديها لوحدهما حينَ تذهب للسوق من أجل شراء القماش أو الخيوط. ذات مرة، رجعت للمنزل فلم تجد الابنان. هُرعت وقد انتابها الرعب إلى الحارة، فما أن التقت ريما في المنزل إلا وهذه تقول لها: " رودا وأوسمان حضرا منذ ساعة لوحدهما، وكنتُ أهم بأخذهما إليكِ لأنني أدركت مدى قلقك وخوفك ". تكررت الواقعة، ولم ينفع تشديد مليحة على ابنتها بعدم مغادرة الدار مع أخيها الصغير. إلى أن كان يوماً، فوجئت فيه ريما بمقدم الطفلين وعلى وجهيهما علاماتُ التعاسة. قالت رودا، باكيةً: " ماما ستتزوج، يا خالة! إنها هيَ مَن طلبت منا الذهابَ إلى أبينا ". فيما بعد، ذهبَ صالح إلى منزلها فلم يجدها. ثم تحقق من أقارب لها، يعيشون في الصالحية، أنها سافرت إلى عمّان على أثر اقترانها من رجل شركسيّ يعيش ويعمل هناك. العلاقة بين ريما وحواء، ساءت غبَّ مغادرة مليحة للدار. إذ كانت المرأتان الأخيرتان على خصام دائم، مبعثه الغيرة قبل كل شيء. في حقيقة الحال، أنها حواء مَن دبّ ذلك الشعور فيها بسبب هجر رجلها لها ومن ثم قيامه بتطليقها للمرة الثالثة. لا غرو إذاً أن تتواجه ريما مع المرأة المطلقة، مباشرةً عقبَ خروج مليحة من المنزل بشكل نهائيّ. لم تحفظ حواء جميلَ ريما، التي كان لها الفضل في بقائها بالمنزل بعيد طلاقها البائن. لقد أضحت امرأة سوداء القلب، وكانت في السابق معروفة بطيبتها ووداعتها. الخصام بين المرأتين، انتقل سريعاً من التنابذ بالكلمات إلى الضرب بالشباشب والقباقيب. ذات يوم، تنازعتا على مَن دوره في الخبز. عادةً، يوضع العجين المخمر على موقد النار في المطبخ لينضج. أغلب أهالي الحارة كانوا يتبعون هذه الطريقة لسهولتها، وتم الاستغناء عن التنور المنزليّ. لما عاد صالح من عمله، فرأى طليقته مضمدة الرأس، فإنه اتجه إلى ريما لسؤالها عن الأمر. علّقَ على ما سمعه، بالقول: " تستحقُ ال ......
#بضعة
#أعوام
#ريما:
#الفصل
#الثالث
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=682844
الحوار المتمدن
دلور ميقري - بضعة أعوام ريما: الفصل الثالث عشر/ 1
دلور ميقري : بضعة أعوام ريما: الفصل الثالث عشر 2
#الحوار_المتمدن
#دلور_ميقري في السيارة، المتجهة شمالاً، أركبَ صالح إلى جانبه كبرى الأولاد، رودا، بينما امرأته والأولاد الثلاثة جلسوا في المقعد الخلفيّ. برغم ما حملوه من زاد معهم، فإنهم توقفوا في حمص لتناول الغداء في المطعم. بوصولهم إلى حلب مساءً، حلوا ضيوفاً على رجلٍ سبقَ وعهد إليه صالح قيادة الحافلة الكبيرة، التي اشتراها حديثاً لتسييرها على خط الجزيرة. هذا الرجل، وكان يدعى " عبده "، هوَ بالأساس من إحدى قرى عفرين لكنه عمل منذ شبابه في حلب كسائق. لقد تعرّفَ إليه صاحبُ الحافلة عن طريق " رشيد "، ابنُ صديق أبيه القديم، حنّان، الذي عمل في حياته مستخدماً في خانٍ على طريق الشام. رشيد، من ناحيته، خدم في سلاح الدرك بدمشق ثم تزوج ابنةَ موسي الكبيرة من امرأته الثانية؛ شقيقة صالح." هل تثق بالقرويين في المزرعة، وأنهم لن يمدوا أيديهم إلى أغراضنا؟ "، سأل صالحُ السائقَ. هذا الأخير، أغمض عينيه دلالة على الفهم ثم أجابَ: " بالطبع إنهم أمناء، مثلما أنهم يراقبون بعضهم بعضاً! ". السائق، سبقَ أن حمل في الحافلة أمتعة وأثاثاً من منزل معلّمه في دمشق، فأوصلها إلى المزرعة، الكائنة على طرف بلدة رأس العين ( سَري كاني ). على الأثر، تبادل صالح وريما نظرةً تعبّر عن الاطمئنان. آوى الضيوف إلى الفراش مبكراً، كونهم سيتابعون السفرَ في الغد إلى الجزيرة. صباحاً، اجتمعوا مع مضيفيهم على سفرة الفطور ومن ثم أسرعوا يتجهزون لمتابعة الرحلة. ريما، وكانت قد ارتاحت لامرأة السائق، طلبتُ منه في لحظة الوداع أن يصطحبها في إحدى المرات إلى المزرعة. رد الرجل مبتسماً، فيما يحدق ببطن امرأته الكبير: " بكل سرور، بعدما تضع وليدها ".***ملكية صالح الزراعية، كانت تقع على بعد عشر كيلومترات تقريباً من بلدة رأس العين. على عكس البلدة، التي مروا بها خطفاً للتمتع بمرأى مناظرها الطبيعية الخلابة، وجدوا المكان المفترض أن تبنى فيه المزرعة. لقد كان أشبه بخرابة، بالكاد يمكن تمييزه عن أكواخ القرويين الرثة. ما أن نزل الأولاد، فعرفوا أنهم وصلوا إلى نهاية الرحلة، إلا وصاحوا بصوت واحد وبنبرة استنكار: " هنا سنعيش؟ ". تجاهلهم الأب، ومضى بالسيارة كي يركنها في مكان ظليل. مع أن الوقت في أوان الربيع المبكر، سطعت الشمس بقوة في فترة الظهيرة. بينما الأولاد يركلون بحنق الأحجارَ ويدوسون على الأشواك، اتجهت ريما إلى البيت بغيَة تفقد الأثاث والأمتعة. كان ثمة حجرتان متلاصقتان، وحجرة ثالثة يبدو أنها تستخدم كمطبخ وحمّام. الأسقف كان خشبها جديداً، لكن لم تكن النوافذ قد رُكبت بعد. " في الغد، سيأتي إلينا جيشٌ من العمال بما في ذلك حدادٌ ونجار "، قالها صالح بشيءٍ من الحرج إزاء نظرات امرأته. إذ حضرَ قبل أقل من شهر إلى المزرعة، وأشرفَ على بناء البيت بنفسه. ثم أردفَ، متقدماً خطواتٍ باتجاه الخارج: " سأجعلُ المكانَ نسخةً عن منزلنا في الشام، ولهذا السبب تجدين الأرض المخصصة للحديقة قد تم حفرها بعمق عدة أمتار. إذ سيُصعد منها إلى أرض الديار بوساطة سلم حجريّ من عدة أدراج "" وهل يعرفون البلاط في هذه البقعة الريفية، النائية؟ "، قاطعته ريما بسؤالها. ابتسمَ وهوَ يخلع الطربوش الأحمر، لتجفيف رأسه من العرق بمنديل أخرجه من جيب سترته: " بالطبع لا يعرفون، لكننا مع ذلك سنتدبّر الأمرَ منذ الغد "، أجابَ في ثقة. ***بالفعل، قدم ذلك الجيش الموسوم وكان على رأسه مشرفٌ، متوسط العُمر، عليه هيئة رجال الدين. " عشير " هذا، لاحَ كأنه معلّم بجميع الاختصاصات بما في ذلك أمور الزراعة. عند ذلك، شبّهته ريما بصوفيّ سوق بلدة ديريك؛ بحَسَب ما كان والدها يصفه. سرعان ما عقدت صداقة مع ا ......
#بضعة
#أعوام
#ريما:
#الفصل
#الثالث
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=682987
#الحوار_المتمدن
#دلور_ميقري في السيارة، المتجهة شمالاً، أركبَ صالح إلى جانبه كبرى الأولاد، رودا، بينما امرأته والأولاد الثلاثة جلسوا في المقعد الخلفيّ. برغم ما حملوه من زاد معهم، فإنهم توقفوا في حمص لتناول الغداء في المطعم. بوصولهم إلى حلب مساءً، حلوا ضيوفاً على رجلٍ سبقَ وعهد إليه صالح قيادة الحافلة الكبيرة، التي اشتراها حديثاً لتسييرها على خط الجزيرة. هذا الرجل، وكان يدعى " عبده "، هوَ بالأساس من إحدى قرى عفرين لكنه عمل منذ شبابه في حلب كسائق. لقد تعرّفَ إليه صاحبُ الحافلة عن طريق " رشيد "، ابنُ صديق أبيه القديم، حنّان، الذي عمل في حياته مستخدماً في خانٍ على طريق الشام. رشيد، من ناحيته، خدم في سلاح الدرك بدمشق ثم تزوج ابنةَ موسي الكبيرة من امرأته الثانية؛ شقيقة صالح." هل تثق بالقرويين في المزرعة، وأنهم لن يمدوا أيديهم إلى أغراضنا؟ "، سأل صالحُ السائقَ. هذا الأخير، أغمض عينيه دلالة على الفهم ثم أجابَ: " بالطبع إنهم أمناء، مثلما أنهم يراقبون بعضهم بعضاً! ". السائق، سبقَ أن حمل في الحافلة أمتعة وأثاثاً من منزل معلّمه في دمشق، فأوصلها إلى المزرعة، الكائنة على طرف بلدة رأس العين ( سَري كاني ). على الأثر، تبادل صالح وريما نظرةً تعبّر عن الاطمئنان. آوى الضيوف إلى الفراش مبكراً، كونهم سيتابعون السفرَ في الغد إلى الجزيرة. صباحاً، اجتمعوا مع مضيفيهم على سفرة الفطور ومن ثم أسرعوا يتجهزون لمتابعة الرحلة. ريما، وكانت قد ارتاحت لامرأة السائق، طلبتُ منه في لحظة الوداع أن يصطحبها في إحدى المرات إلى المزرعة. رد الرجل مبتسماً، فيما يحدق ببطن امرأته الكبير: " بكل سرور، بعدما تضع وليدها ".***ملكية صالح الزراعية، كانت تقع على بعد عشر كيلومترات تقريباً من بلدة رأس العين. على عكس البلدة، التي مروا بها خطفاً للتمتع بمرأى مناظرها الطبيعية الخلابة، وجدوا المكان المفترض أن تبنى فيه المزرعة. لقد كان أشبه بخرابة، بالكاد يمكن تمييزه عن أكواخ القرويين الرثة. ما أن نزل الأولاد، فعرفوا أنهم وصلوا إلى نهاية الرحلة، إلا وصاحوا بصوت واحد وبنبرة استنكار: " هنا سنعيش؟ ". تجاهلهم الأب، ومضى بالسيارة كي يركنها في مكان ظليل. مع أن الوقت في أوان الربيع المبكر، سطعت الشمس بقوة في فترة الظهيرة. بينما الأولاد يركلون بحنق الأحجارَ ويدوسون على الأشواك، اتجهت ريما إلى البيت بغيَة تفقد الأثاث والأمتعة. كان ثمة حجرتان متلاصقتان، وحجرة ثالثة يبدو أنها تستخدم كمطبخ وحمّام. الأسقف كان خشبها جديداً، لكن لم تكن النوافذ قد رُكبت بعد. " في الغد، سيأتي إلينا جيشٌ من العمال بما في ذلك حدادٌ ونجار "، قالها صالح بشيءٍ من الحرج إزاء نظرات امرأته. إذ حضرَ قبل أقل من شهر إلى المزرعة، وأشرفَ على بناء البيت بنفسه. ثم أردفَ، متقدماً خطواتٍ باتجاه الخارج: " سأجعلُ المكانَ نسخةً عن منزلنا في الشام، ولهذا السبب تجدين الأرض المخصصة للحديقة قد تم حفرها بعمق عدة أمتار. إذ سيُصعد منها إلى أرض الديار بوساطة سلم حجريّ من عدة أدراج "" وهل يعرفون البلاط في هذه البقعة الريفية، النائية؟ "، قاطعته ريما بسؤالها. ابتسمَ وهوَ يخلع الطربوش الأحمر، لتجفيف رأسه من العرق بمنديل أخرجه من جيب سترته: " بالطبع لا يعرفون، لكننا مع ذلك سنتدبّر الأمرَ منذ الغد "، أجابَ في ثقة. ***بالفعل، قدم ذلك الجيش الموسوم وكان على رأسه مشرفٌ، متوسط العُمر، عليه هيئة رجال الدين. " عشير " هذا، لاحَ كأنه معلّم بجميع الاختصاصات بما في ذلك أمور الزراعة. عند ذلك، شبّهته ريما بصوفيّ سوق بلدة ديريك؛ بحَسَب ما كان والدها يصفه. سرعان ما عقدت صداقة مع ا ......
#بضعة
#أعوام
#ريما:
#الفصل
#الثالث
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=682987
الحوار المتمدن
دلور ميقري - بضعة أعوام ريما: الفصل الثالث عشر/ 2
دلور ميقري : بضعة أعوام ريما: الفصل الثالث عشر 3
#الحوار_المتمدن
#دلور_ميقري مع حلول الربيع التالي، كانت المزرعة قد أضحت من الازدهار أنّ بعضَ الأعيان في المنطقة أتوا للتعرّف على صاحبها، القادم من الشام. فخوراً، كان صالح يُطلعهم على الآبار والزرائب والكروم والحقول والمراعي، ومن ثم يدعوهم إلى سفرته الكريمة، الحافلة بالمأكولات الغريبة عليهم. ريما من ناحيتها، استقبلت نساء أولئك الأعيان وعقدت مع مرور الأيام صداقة مع عدد منهن. هذا خففَ وطأة العزلة عن ساكني ذلك المكان، النائي بنفسه عن أسباب المدنية. البنات بدَورهن، لم يعدن إلى شيمة التذمر، بالنظر لانهماكهن في المدرسة طوال النهار ورغبتهن بالتفوق على أقرانهن، اللواتي كن بغالبيتهن من النصارى. الأب، كان يسمح في كل مرة لإحدى البنات باصطحاب زميلتها في سيارته إلى المزرعة ويعيدها بعدئذٍ إلى منزلها في البلدة. أحياناً، كان يقابل أم الزميلة، فيدعوها أيضاً لزيارة امرأته. هكذا انفتحت ريما على نوع آخر من نساء المنطقة، كن أكثر تمدناً ورقياً. طوال أشهر، وجد صالح نفسه مغموراً بأشغال كانت غير مألوفة له من قبل. لكنه أقبل على العمل بهمة ونشاط، أدهشتا حتى مستخدميه. المعاون، ملا عشير، أظهرَ أيضاً كفاءته في مراقبة الأشغال وعدم السماح بتجاوزات مرؤوسيه وأفراد أسرهم ممن أقاموا في الأكواخ على طرف المزرعة. عن طريق امرأة الملا، كانت ريما تقدم النصائح إلى أولئك النساء فيما يخص النظافة والصحة وتدبير المنزل. كانت تزودهن أيضاً بالوصفات الطبية الشعبية، التي تعلمتها والدتها من مربيتها، السيدة شملكان. هذه الجهود كانت تؤتي ثمارها، وذلك بقلة عدد المصابين بالأمراض إن كانوا صغاراً أو كباراً. أما لو تعلق الأمرُ بحالة مرضية حرجة، فإن صالح كان يصطحب الشخصَ المعنيّ إلى بلدة الدرباسية القريبة؛ ثمة أينَ توجد عيادة الطبيب، وكانت الوحيدة في المنطقة. الطبيب، " نافذ بك "، سبقَ وأقام في الحي الكرديّ في أوان نزوحه إلى دمشق هرباً من اضطهاد أتاتورك. لقد سكن آنذاك لفترةٍ في منزل علي آغا زلفو مع شقيقه الأصغر " نور الدين " وعدد من اللاجئين السياسيين، فارتبط بصداقة مع وكيل أعمال الآغا؛ موسي، قريب صالح وصهره.***" هل تعلم أنّ ابن حارتك، أكرم جميل باشا، يعيش منذ فترة في الدرباسية بهدف استثمار أرض كبيرة فيها؟ "، قال الطبيب لصالح في أثناء وجود الأخير في العيادة مع أحد مرضى مزرعته. ثم واصل الطبيب القول: " لو شئتَ في مقدورنا زيارة مزرعته معاً، وذلك في أحد أيام الجمعة ". هكذا اتفقا على موعد للزيارة، ملائم لكليهما. كان الطبيبُ لا يكتفي برفض أخذ الأجرة من صديقه، وإنما يزوده أيضاً بالأدوية اللازمة مجاناً. في المقابل، دعاه صالح عدة مرات إلى مزرعته. كانا عندئذٍ يقضيان معاً النهار في الجولات على الكروم والحقول والإسطبلات، حتى إذا حل المساء جلسا في المنظرة للاستماع إلى الأغاني من الراديو أو جهاز الحاكي. في نهار يوم الجمعة، المحدد لزيارة مزرعة أكرم جميل باشا، قرع أحدهم بابَ منزل صالح. الابنة البكر لريما، هيَ من ذهبت لترى من الطارق. عادت لتخاطب والدتها، وكانت آنئذٍ تنهي زينتها أمام المرآة استعداداً للزيارة المرتقبة: " إنه العم جمّو، أماه ". صالح، استقبلَ على الأثر أصغرَ أبناء الحاج حسن، وكان هذا يخدم في الفوج الكرديّ بجيش الشرق ومقره مدينة الحسكة. الفوج، كان بقيادة الكولونيل " بكري "؛ وهوَ من آل " قوطرش "، المقيمين في غرب الحي. في ذلك الوقت، كان الكولونيل مقترناً من الابنة البكر لنورا هلّو، أخت جمّو بالرضاع. إلى هذا الأخير، اتجه صالح بالقول مبتسماً: " حضرتَ في الوقت المناسب، لأنني على موعد مع أصدقاء تعرفهم أنتَ جيداً ".***<b ......
#بضعة
#أعوام
#ريما:
#الفصل
#الثالث
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=683096
#الحوار_المتمدن
#دلور_ميقري مع حلول الربيع التالي، كانت المزرعة قد أضحت من الازدهار أنّ بعضَ الأعيان في المنطقة أتوا للتعرّف على صاحبها، القادم من الشام. فخوراً، كان صالح يُطلعهم على الآبار والزرائب والكروم والحقول والمراعي، ومن ثم يدعوهم إلى سفرته الكريمة، الحافلة بالمأكولات الغريبة عليهم. ريما من ناحيتها، استقبلت نساء أولئك الأعيان وعقدت مع مرور الأيام صداقة مع عدد منهن. هذا خففَ وطأة العزلة عن ساكني ذلك المكان، النائي بنفسه عن أسباب المدنية. البنات بدَورهن، لم يعدن إلى شيمة التذمر، بالنظر لانهماكهن في المدرسة طوال النهار ورغبتهن بالتفوق على أقرانهن، اللواتي كن بغالبيتهن من النصارى. الأب، كان يسمح في كل مرة لإحدى البنات باصطحاب زميلتها في سيارته إلى المزرعة ويعيدها بعدئذٍ إلى منزلها في البلدة. أحياناً، كان يقابل أم الزميلة، فيدعوها أيضاً لزيارة امرأته. هكذا انفتحت ريما على نوع آخر من نساء المنطقة، كن أكثر تمدناً ورقياً. طوال أشهر، وجد صالح نفسه مغموراً بأشغال كانت غير مألوفة له من قبل. لكنه أقبل على العمل بهمة ونشاط، أدهشتا حتى مستخدميه. المعاون، ملا عشير، أظهرَ أيضاً كفاءته في مراقبة الأشغال وعدم السماح بتجاوزات مرؤوسيه وأفراد أسرهم ممن أقاموا في الأكواخ على طرف المزرعة. عن طريق امرأة الملا، كانت ريما تقدم النصائح إلى أولئك النساء فيما يخص النظافة والصحة وتدبير المنزل. كانت تزودهن أيضاً بالوصفات الطبية الشعبية، التي تعلمتها والدتها من مربيتها، السيدة شملكان. هذه الجهود كانت تؤتي ثمارها، وذلك بقلة عدد المصابين بالأمراض إن كانوا صغاراً أو كباراً. أما لو تعلق الأمرُ بحالة مرضية حرجة، فإن صالح كان يصطحب الشخصَ المعنيّ إلى بلدة الدرباسية القريبة؛ ثمة أينَ توجد عيادة الطبيب، وكانت الوحيدة في المنطقة. الطبيب، " نافذ بك "، سبقَ وأقام في الحي الكرديّ في أوان نزوحه إلى دمشق هرباً من اضطهاد أتاتورك. لقد سكن آنذاك لفترةٍ في منزل علي آغا زلفو مع شقيقه الأصغر " نور الدين " وعدد من اللاجئين السياسيين، فارتبط بصداقة مع وكيل أعمال الآغا؛ موسي، قريب صالح وصهره.***" هل تعلم أنّ ابن حارتك، أكرم جميل باشا، يعيش منذ فترة في الدرباسية بهدف استثمار أرض كبيرة فيها؟ "، قال الطبيب لصالح في أثناء وجود الأخير في العيادة مع أحد مرضى مزرعته. ثم واصل الطبيب القول: " لو شئتَ في مقدورنا زيارة مزرعته معاً، وذلك في أحد أيام الجمعة ". هكذا اتفقا على موعد للزيارة، ملائم لكليهما. كان الطبيبُ لا يكتفي برفض أخذ الأجرة من صديقه، وإنما يزوده أيضاً بالأدوية اللازمة مجاناً. في المقابل، دعاه صالح عدة مرات إلى مزرعته. كانا عندئذٍ يقضيان معاً النهار في الجولات على الكروم والحقول والإسطبلات، حتى إذا حل المساء جلسا في المنظرة للاستماع إلى الأغاني من الراديو أو جهاز الحاكي. في نهار يوم الجمعة، المحدد لزيارة مزرعة أكرم جميل باشا، قرع أحدهم بابَ منزل صالح. الابنة البكر لريما، هيَ من ذهبت لترى من الطارق. عادت لتخاطب والدتها، وكانت آنئذٍ تنهي زينتها أمام المرآة استعداداً للزيارة المرتقبة: " إنه العم جمّو، أماه ". صالح، استقبلَ على الأثر أصغرَ أبناء الحاج حسن، وكان هذا يخدم في الفوج الكرديّ بجيش الشرق ومقره مدينة الحسكة. الفوج، كان بقيادة الكولونيل " بكري "؛ وهوَ من آل " قوطرش "، المقيمين في غرب الحي. في ذلك الوقت، كان الكولونيل مقترناً من الابنة البكر لنورا هلّو، أخت جمّو بالرضاع. إلى هذا الأخير، اتجه صالح بالقول مبتسماً: " حضرتَ في الوقت المناسب، لأنني على موعد مع أصدقاء تعرفهم أنتَ جيداً ".***<b ......
#بضعة
#أعوام
#ريما:
#الفصل
#الثالث
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=683096
الحوار المتمدن
دلور ميقري - بضعة أعوام ريما: الفصل الثالث عشر/ 3
دلور ميقري : بضعة أعوام ريما: الفصل الثالث عشر 4
#الحوار_المتمدن
#دلور_ميقري من مكانه تحت ظلال أشجار الحديقة، صار صالح ينقل بصره بين الدروب الفرعية للمزرعة، والطريق العام المؤدي إلى البلدة. مضطرباً وحانقاً أشد الحنق، كان يدوّر في ذهنه فكرة سيئة عن الطبيب وما لو ساقه إلى مسكن ابن جميل باشا كي يوقعه في فخٍّ مع كرامته وعزة نفسه. ثم يعود ويستدرك: " لا، إن ما جرى كان بمحض المصادفة على أغلب تقدير. وإلا لتوجّبَ أيضاً الظنّ بأن لابن عمنا جمّو يداً في الموضوع. وفي آخر المطاف، أيّ مأربٍ لطبيب محترم، كنافذ بك، من وراء جعلي أضحوكة للآخرين؟ ". ما أن هدأت نفسه قليلاً، حتى أظلمت من جديد عند تخيّله صورة مَن كانت سبباً في هذا المأزق، الذي تورط فيه. " سأجعلها تدفع الثمنَ غالياً، ابنة زنكَلي! طردها من منزلي نهائياً لا يكفي، بل لأحرمها من ابنها أيضاً. ديبو، غلام طائش نوعاً ما، لكنه متعلقٌ بي بشدة "، اختتم مونولوجه الداخليّ وقد برقت فكرة أكثر جدّة في رأسه. مع ذلك، شاءَ مشاركةَ امرأته الرأي. ريما من ناحيتها، كانت بين فينةٍ وأخرى تخرج من مدخل المنزل لمحاولة دراسة ملامح الزوج. ولقد هُرعت نحوه بخفة، حالما أرسل إليها إشارة من يده. قال لها ما أن استوت على كرسيّ بمقابله: " قررتُ جلبَ ديبو إلى المزرعة، بهدف تعليمه قيادة الحافلة الكبيرة "" أم تعليمه ضد أمه؟ "، قاطعت كلامه بهذا السؤال. ألقى عليها نظرة مؤنبة، ثم واصل الكلام بصرامة: " بالطبع سيتخذ موقفاً من حواء، بمجرد علمه أنها تخدم في بيوت الأكابر ". أصدر زفرةً من صدره، وأسرع بالاستطراد قبل أن يُقاطع ثانيةً: " إنني فعلاً بحاجة إليه، ليكون في البدء معاوناً لسائق الحافلة كونه أحرص على مال أبيه من الغرباء ".***الأرضُ انشقت على حين فجأة، ليظهر السائقُ وكأنما سمعَ مَن يناديه إلى حضرة المعلّم. وإذا هوَ يقود الحافلة الكبيرة إلى مقربة من مدخل المزرعة، ليقف على بعد أمتار من سيّدها. همَّ عبده بمغادرة عربته في غمرة الغبار، المثار من عجلاتها. بيد أنه لم يكن وحيداً. إذ امتدت يده إلى باب الحافلة، لتُساعدَ رجلاً متوسط العُمر في النزول. وجه الرجل الغريب، كان مصبوغاً بالدم عند الأنف والشفتين. صاحَ السائقُ، بمجرد وقوع عينيه على صالح: " سامحه الله.. تعلّق بمؤخرة الحافلة، فسقط على الأرض وأذى نفسه. لكن إصابته ليست خطرة "" دعك الآنَ من الشرح، وأوصل الرجلَ إلى صالة الدار كي نهتم به "، صاحَ صالح بدَوره في السائق. بينما كانت تلحق برجلها إلى الصالة، تساءلت ريما ما لو كان الأنسب أخذ الرجل الجريح إلى عيادة الدكتور نافذ. همهم الزوج بجملة غير مفهومة، وهوَ يهز رأسه. ثمة في الصالة، وعلى أثر فحص الرجل الغريب، تبيّنَ أن شفته السفلى مصابة بجرح عميق في باطنها. هبّ صالح عندئذٍ واقفاً، ليأمر السائق بإحضار السيارة من موقفها على طرف الإسطبلات. ثم قال لامرأته، فيما يعين الجريح على العودة أوباً إلى مدخل المنزل: " شفته بحاجة إلى خياطة، ونسأل الله أن تكون حالته متوقفة عند هذا الحد ". بقيَ الجريح صامتاً طوال الوقت، وكان على الأرجح خجلاً من نفسه.***عقبَ رجوع الرجال الثلاثة إلى المزرعة، أسرعت ريما تتحرى عما جرى في عيادة الطبيب. الأولاد كانوا أيضاً متجمهرين حولها، وقد غلبهم الفضولُ. إلى حجرتهم، الملتصقة بحجرة نومه، قاد صالح الجريحَ. أسلمه ثمة لسرير الابنة الكبرى، قائلاً: " سترتاح هنا بضعة أيام، لحين أن نعرضك ثانية على الطبيب لينتزع الخيوط من شفتك بعدما يبرأ جرحها "" جازاك الله خيراً، يا سيدي. أشعر بالعار لفعلتي، ولكن الفقر هوَ مَن دفعني للتعلق بمؤخرة الحافلة كوني لا أملك ثمن التذكرة "" لا حرج عليك، والمهم ......
#بضعة
#أعوام
#ريما:
#الفصل
#الثالث
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=683235
#الحوار_المتمدن
#دلور_ميقري من مكانه تحت ظلال أشجار الحديقة، صار صالح ينقل بصره بين الدروب الفرعية للمزرعة، والطريق العام المؤدي إلى البلدة. مضطرباً وحانقاً أشد الحنق، كان يدوّر في ذهنه فكرة سيئة عن الطبيب وما لو ساقه إلى مسكن ابن جميل باشا كي يوقعه في فخٍّ مع كرامته وعزة نفسه. ثم يعود ويستدرك: " لا، إن ما جرى كان بمحض المصادفة على أغلب تقدير. وإلا لتوجّبَ أيضاً الظنّ بأن لابن عمنا جمّو يداً في الموضوع. وفي آخر المطاف، أيّ مأربٍ لطبيب محترم، كنافذ بك، من وراء جعلي أضحوكة للآخرين؟ ". ما أن هدأت نفسه قليلاً، حتى أظلمت من جديد عند تخيّله صورة مَن كانت سبباً في هذا المأزق، الذي تورط فيه. " سأجعلها تدفع الثمنَ غالياً، ابنة زنكَلي! طردها من منزلي نهائياً لا يكفي، بل لأحرمها من ابنها أيضاً. ديبو، غلام طائش نوعاً ما، لكنه متعلقٌ بي بشدة "، اختتم مونولوجه الداخليّ وقد برقت فكرة أكثر جدّة في رأسه. مع ذلك، شاءَ مشاركةَ امرأته الرأي. ريما من ناحيتها، كانت بين فينةٍ وأخرى تخرج من مدخل المنزل لمحاولة دراسة ملامح الزوج. ولقد هُرعت نحوه بخفة، حالما أرسل إليها إشارة من يده. قال لها ما أن استوت على كرسيّ بمقابله: " قررتُ جلبَ ديبو إلى المزرعة، بهدف تعليمه قيادة الحافلة الكبيرة "" أم تعليمه ضد أمه؟ "، قاطعت كلامه بهذا السؤال. ألقى عليها نظرة مؤنبة، ثم واصل الكلام بصرامة: " بالطبع سيتخذ موقفاً من حواء، بمجرد علمه أنها تخدم في بيوت الأكابر ". أصدر زفرةً من صدره، وأسرع بالاستطراد قبل أن يُقاطع ثانيةً: " إنني فعلاً بحاجة إليه، ليكون في البدء معاوناً لسائق الحافلة كونه أحرص على مال أبيه من الغرباء ".***الأرضُ انشقت على حين فجأة، ليظهر السائقُ وكأنما سمعَ مَن يناديه إلى حضرة المعلّم. وإذا هوَ يقود الحافلة الكبيرة إلى مقربة من مدخل المزرعة، ليقف على بعد أمتار من سيّدها. همَّ عبده بمغادرة عربته في غمرة الغبار، المثار من عجلاتها. بيد أنه لم يكن وحيداً. إذ امتدت يده إلى باب الحافلة، لتُساعدَ رجلاً متوسط العُمر في النزول. وجه الرجل الغريب، كان مصبوغاً بالدم عند الأنف والشفتين. صاحَ السائقُ، بمجرد وقوع عينيه على صالح: " سامحه الله.. تعلّق بمؤخرة الحافلة، فسقط على الأرض وأذى نفسه. لكن إصابته ليست خطرة "" دعك الآنَ من الشرح، وأوصل الرجلَ إلى صالة الدار كي نهتم به "، صاحَ صالح بدَوره في السائق. بينما كانت تلحق برجلها إلى الصالة، تساءلت ريما ما لو كان الأنسب أخذ الرجل الجريح إلى عيادة الدكتور نافذ. همهم الزوج بجملة غير مفهومة، وهوَ يهز رأسه. ثمة في الصالة، وعلى أثر فحص الرجل الغريب، تبيّنَ أن شفته السفلى مصابة بجرح عميق في باطنها. هبّ صالح عندئذٍ واقفاً، ليأمر السائق بإحضار السيارة من موقفها على طرف الإسطبلات. ثم قال لامرأته، فيما يعين الجريح على العودة أوباً إلى مدخل المنزل: " شفته بحاجة إلى خياطة، ونسأل الله أن تكون حالته متوقفة عند هذا الحد ". بقيَ الجريح صامتاً طوال الوقت، وكان على الأرجح خجلاً من نفسه.***عقبَ رجوع الرجال الثلاثة إلى المزرعة، أسرعت ريما تتحرى عما جرى في عيادة الطبيب. الأولاد كانوا أيضاً متجمهرين حولها، وقد غلبهم الفضولُ. إلى حجرتهم، الملتصقة بحجرة نومه، قاد صالح الجريحَ. أسلمه ثمة لسرير الابنة الكبرى، قائلاً: " سترتاح هنا بضعة أيام، لحين أن نعرضك ثانية على الطبيب لينتزع الخيوط من شفتك بعدما يبرأ جرحها "" جازاك الله خيراً، يا سيدي. أشعر بالعار لفعلتي، ولكن الفقر هوَ مَن دفعني للتعلق بمؤخرة الحافلة كوني لا أملك ثمن التذكرة "" لا حرج عليك، والمهم ......
#بضعة
#أعوام
#ريما:
#الفصل
#الثالث
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=683235
الحوار المتمدن
دلور ميقري - بضعة أعوام ريما: الفصل الثالث عشر/ 4
دلور ميقري : بضعة أعوام ريما: الفصل الثالث عشر 5
#الحوار_المتمدن
#دلور_ميقري شأن مواطنه الدمشقيّ، المستثمر مزرعةً على طرف بلدة سَري كاني، فإن أكرم جميل باشا اختار منطقة الدرباسية كي يستزرع قطعة أرض كبيرة. اعتمد أيضاً على الآبار، لألا تبقى مواسمه تحت رحمة الطقس المتقلب. كذلك ألحق حديقة أزهار بمسكنه الريفيّ، وكان يستقبل فيها زائريه في الأيام المشمسة. وهوَ ذا صالح، يؤوب مرة أخرى إلى المزرعة، لكن بطريقة أقرب ما تكون للتسلل. ديبو ابنه، وكان عُمره على حدّ المراهقة، دلفَ من السيارة لوحده وما لبثَ أن توجه إلى مدخل المسكن الريفيّ. كان في مشيته عرجٌ واضح، سببه كسر في رجله لوقوعه من أعلى إحدى الأشجار في بساتين الحارة لما كان صغيراً. بقيَ الأب ينتظره في السيارة، المتوقفة على قارعة الطريق. الحر كان خانقاً في هذا الوقت من الصيف المتأخر، والهواء الساخن، المحمّل بالتراب، جعل سائق السيارة يُحكم إغلاق النافذة. نحو نصف ساعة على الأثر، لما عاد الغلامُ إلى أبيه، بادره بالقول حالما جلس بجانبه: " تكلمتُ مع والدتي على انفراد، مثلما أوصيتني. إنها تقولُ أن الخالة ريما فهمت خطأً، أمرَ خدمتها لأكرم بك. فهي تعمل مربية عند ابن عمه، وكان هذا غائباً مع أسرته في زيارة عائلية وقتما حضرتم للمزرعة أول مرة "" تخدم أكرم بك أو ابن عمه، ما الفرق؟ "، هتفَ صالح مقاطعاً ابنه. ثم سأله بنبرة مرتابة: " كأني بك لم تنقل لها تهديدي، بأنني سأطردها من المنزل وأجعلها لا تراك أبداً لو لم تترك الخدمة حالاً وتعود إلى الشام؟ ". بقيَ ديبو واجماً هنيهة، يهرب بعينيه من النظرات النارية. رد أخيراً وكان صوته متهدجاً قليلاً: " بلى قلتُ لها كل ذلك، لكنها اشتكت من حاجتها للنقود. إنها ستعود إلى دمشق مع أسرة مخدومها بعد أيام قليلة، على ما فهمته منها "" إذاً، هيَ لم تأخذ تهديدي على محمل الجد؟ "، دمدم صالح وكأنما يُخاطب نفسه. غير أنه أشفق على الابن من التأثر أكثر، وسط دوامة الخلاف العائليّ الجديد. سأله بصوت هادئ، فيما كان يُدير محرك السيارة للتحرك بها: " هل ذكرت لك شيئاً آخر؟ "" بلى، طلبت مني إخبارك أن من تقيم لديهم لم يسألوها مرةً قط عنك "" آه، خبرٌ مفرح! "، قالها صالح ساخراً وكانت السيارة قد أضحت عندئذٍ على الطريق العام.***موضوع حواء، لم يطوَ بعودتها إلى دمشق مع أسرة مخدومها. إذ بقيَ مزاج طليقها سيئاً، فانعكس ذلك على مسلكه وأضحى أكثر عصبية. وما أسرع أن رجع إلى عادة الشرب، سواء في المنزل أو خارجه. كان قد عقد بعض الصداقات مع أعيان المنطقة، وأيضاً مع عدد من آباء زميلات بناته، النصارى. هؤلاء وأولئك، سروا بصُحبة رجل طريف الطبع، نديم ومغرم بالأغاني والنساء. شأن حاله في الشام، كانت سهراته تستهل مساءً ولا تنتهي قبل طلوع الفجر. بعدئذٍ كان ينام إلى ما بعد الظهر، ثم يستيقظ متعباً ليقضي بقية النهار داخل جدران المنزل. امرأته ريما، وكانت تُدرك بالطبع سببَ هذا التحول في خلقه، لجأت إلى معاونه لمحاولة إعادته للصراط المستقيم. ملا عشير، كان بدَوره قد لحظ المنحى الجديد في مسلك معلّمه، لكنه كان يتهيّب من مواجهته بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية، التي تَعِدُ شاربَ الخمر بالويل والثبور. لعله كان في داخله مسروراً من الحالة تلك، طالما أنها جعلته يحكم قبضته على المزرعة وفلاحيها. قال لامرأة سيّده، بنبرة العاجز، بعدما استمع لشكواها: " هكذا هيَ حياة معظم الأعيان، يا أختاه. لكن أمورهم تسير بشكل حسن، بفضل وكلاء أعمالهم ". هذه الصفة، وكيل الأعمال، لم تكن في حقيقة الحال معروفة في مكان بدائيّ كالجزيرة. فالزراعة هنا اعتمدت غالباً على الحبوب، المروية بماء المطر، ما جعل الفلاحين بمثابة عمال ......
#بضعة
#أعوام
#ريما:
#الفصل
#الثالث
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=683365
#الحوار_المتمدن
#دلور_ميقري شأن مواطنه الدمشقيّ، المستثمر مزرعةً على طرف بلدة سَري كاني، فإن أكرم جميل باشا اختار منطقة الدرباسية كي يستزرع قطعة أرض كبيرة. اعتمد أيضاً على الآبار، لألا تبقى مواسمه تحت رحمة الطقس المتقلب. كذلك ألحق حديقة أزهار بمسكنه الريفيّ، وكان يستقبل فيها زائريه في الأيام المشمسة. وهوَ ذا صالح، يؤوب مرة أخرى إلى المزرعة، لكن بطريقة أقرب ما تكون للتسلل. ديبو ابنه، وكان عُمره على حدّ المراهقة، دلفَ من السيارة لوحده وما لبثَ أن توجه إلى مدخل المسكن الريفيّ. كان في مشيته عرجٌ واضح، سببه كسر في رجله لوقوعه من أعلى إحدى الأشجار في بساتين الحارة لما كان صغيراً. بقيَ الأب ينتظره في السيارة، المتوقفة على قارعة الطريق. الحر كان خانقاً في هذا الوقت من الصيف المتأخر، والهواء الساخن، المحمّل بالتراب، جعل سائق السيارة يُحكم إغلاق النافذة. نحو نصف ساعة على الأثر، لما عاد الغلامُ إلى أبيه، بادره بالقول حالما جلس بجانبه: " تكلمتُ مع والدتي على انفراد، مثلما أوصيتني. إنها تقولُ أن الخالة ريما فهمت خطأً، أمرَ خدمتها لأكرم بك. فهي تعمل مربية عند ابن عمه، وكان هذا غائباً مع أسرته في زيارة عائلية وقتما حضرتم للمزرعة أول مرة "" تخدم أكرم بك أو ابن عمه، ما الفرق؟ "، هتفَ صالح مقاطعاً ابنه. ثم سأله بنبرة مرتابة: " كأني بك لم تنقل لها تهديدي، بأنني سأطردها من المنزل وأجعلها لا تراك أبداً لو لم تترك الخدمة حالاً وتعود إلى الشام؟ ". بقيَ ديبو واجماً هنيهة، يهرب بعينيه من النظرات النارية. رد أخيراً وكان صوته متهدجاً قليلاً: " بلى قلتُ لها كل ذلك، لكنها اشتكت من حاجتها للنقود. إنها ستعود إلى دمشق مع أسرة مخدومها بعد أيام قليلة، على ما فهمته منها "" إذاً، هيَ لم تأخذ تهديدي على محمل الجد؟ "، دمدم صالح وكأنما يُخاطب نفسه. غير أنه أشفق على الابن من التأثر أكثر، وسط دوامة الخلاف العائليّ الجديد. سأله بصوت هادئ، فيما كان يُدير محرك السيارة للتحرك بها: " هل ذكرت لك شيئاً آخر؟ "" بلى، طلبت مني إخبارك أن من تقيم لديهم لم يسألوها مرةً قط عنك "" آه، خبرٌ مفرح! "، قالها صالح ساخراً وكانت السيارة قد أضحت عندئذٍ على الطريق العام.***موضوع حواء، لم يطوَ بعودتها إلى دمشق مع أسرة مخدومها. إذ بقيَ مزاج طليقها سيئاً، فانعكس ذلك على مسلكه وأضحى أكثر عصبية. وما أسرع أن رجع إلى عادة الشرب، سواء في المنزل أو خارجه. كان قد عقد بعض الصداقات مع أعيان المنطقة، وأيضاً مع عدد من آباء زميلات بناته، النصارى. هؤلاء وأولئك، سروا بصُحبة رجل طريف الطبع، نديم ومغرم بالأغاني والنساء. شأن حاله في الشام، كانت سهراته تستهل مساءً ولا تنتهي قبل طلوع الفجر. بعدئذٍ كان ينام إلى ما بعد الظهر، ثم يستيقظ متعباً ليقضي بقية النهار داخل جدران المنزل. امرأته ريما، وكانت تُدرك بالطبع سببَ هذا التحول في خلقه، لجأت إلى معاونه لمحاولة إعادته للصراط المستقيم. ملا عشير، كان بدَوره قد لحظ المنحى الجديد في مسلك معلّمه، لكنه كان يتهيّب من مواجهته بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية، التي تَعِدُ شاربَ الخمر بالويل والثبور. لعله كان في داخله مسروراً من الحالة تلك، طالما أنها جعلته يحكم قبضته على المزرعة وفلاحيها. قال لامرأة سيّده، بنبرة العاجز، بعدما استمع لشكواها: " هكذا هيَ حياة معظم الأعيان، يا أختاه. لكن أمورهم تسير بشكل حسن، بفضل وكلاء أعمالهم ". هذه الصفة، وكيل الأعمال، لم تكن في حقيقة الحال معروفة في مكان بدائيّ كالجزيرة. فالزراعة هنا اعتمدت غالباً على الحبوب، المروية بماء المطر، ما جعل الفلاحين بمثابة عمال ......
#بضعة
#أعوام
#ريما:
#الفصل
#الثالث
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=683365
الحوار المتمدن
دلور ميقري - بضعة أعوام ريما: الفصل الثالث عشر/ 5
دلور ميقري : بضعة أعوام ريما: الفصل الرابع عشر 1
#الحوار_المتمدن
#دلور_ميقري عامٌ على أثر زواج ابنة ريما البكر، وإذا هيَ ذات يوم تملأ منزل أبيها عويلاً. قالت بحضور والديها، أنها لم يعُد في وسعها تحمّل تصرفات سلفتيها، اللئيمتين والماكرتين. إحداهما كانت هَدي، امرأة سلو، وهيَ تقريباً من عُمر ريما. الأخرى، " مزيّن "، كانت الزوجة الثانية لشقيقه الأصغر، فَدو، لكنها لم تنجب برغم مرور سنوات على زواجهما. لقد بدأت تكيد لامرأة جمّو منذ ظهور علامات حبل هذه بوليدها الأول، وكان بنتاً. في أوان وجودها بمنزل والديها، بهدف الشكوى، كانت حبلى مجدداً. ظلت ابنة صالح معتكفة في منزله لبضعة أيام، إلى أن دعا صهرَهُ إلى الإقامة لديه ريثما يتدبّر مخرجاً للمشكلة. الوقتُ كان ربيعاً، استقبلت فيه حديقةُ الدار الشمسَ بانتفاضة شاملة لأزهارها. شأن حميه، كان جمّو مغرماً بالزهور؛ فما لبثَ أن شاركه في الاعتناء بالحديقة وتمضية الوقت في ظلال أشجارها المثمرة." علمتُ أنك حصلتَ على تعويضٍ مُجزٍ عن خدمتك العسكرية، فماذا أنتَ فاعلٌ به؟ "، سأل صالحُ صهرَهُ يوماً وكانا لوحدهما في منظرة الحديقة. تردد جمّو في الجواب، ما جعل حماه يستطرد بالقول: " حصلتَ على ألف ليرة، أليسَ صحيحاً؟ فلو أنك استطعتَ تأمينَ خمسمائة ليرة أخرى، إذاً لبعتك هذا المنزل ". أشرقَ وجهُ الصهر، وما عتمَ أن رد بعد وهلة تفكير: " بإمكاني بيعَ حصتي في منزل أبي لشقيقي حسينو، كونه يحبّ تملك العقارات؛ ولا أظن أنها تساوي أقل من خمسمائة ليرة ". استدرك على الأثر، متسائلاً: " وأنتم، يا عماه، أينَ ستقيمون عقبَ بيع المنزل؟ " " لقد فكّرتُ في الأمر، بطبيعة الحال. مزرعتي في الجزيرة على حال سيئة، مثلما أن الحافلة الكبيرة، العاملة هناك على خط حلب، مردودها أضحى بالكاد يغطي مصاريفها. على ذلك، سأذهب بنفسي للإقامة في المزرعة ولن أعود قبل الاطمئنان على مصالحي وأنها على ما يرام ".كمألوف عادته، كان صالح يُشارك امرأته الرأيَ؛ ولكنه في الأخير يعمل ما برأسه. تلقت ريما خبرَ عزمه على العودة إلى الجزيرة بارتياع، وكان من الممكن أن يُثمر اعتراضها لولا أن ذلك كان يعني حرمان ابنتها البكر من فرصة الاستقرار في بيت تملكه، بعيداً عن المشاحنات والضغائن. بيدَ أنها ستندم باقي حياتها، كونها انصاعت لفكرة بيع البيت: طرفٌ ثالث، تدخل في الموضوع فقلبَ الحسابات رأساً على عقب. ***حدّو، صهر صالح وابن عمه، كان يكن حقداً عميقاً على جمّو. الغيرة، كانت معقد إزار المسألة. إذ كان يتباهى في العشيرة بمعرفته لخمس لغات، بينها الفرنسية، فضلاً عن خدمته في فترة الانتداب الفرنسيّ كسائقٍ لجنرال مشرف على إدارة مطار دمشق. من ناحيته، كان جمّو قد غدا معروفاً في الحي بسبب عمله في الحركة الثقافية القومية؛ فغدا معلماً للغته الأم في نادي كردستان ومن ثم انتخب سكرتيراً له. ذلك، جعله ولا غرو على صلة صداقة وثيقة بعدد من أبرز السياسيين والوجهاء؛ كالأمير جلادت بدرخان وخالد بكداش وعلي بوظو ومحمد زلفو وعبد الرحمن شقير وحسين بك الإيبش. " كيفَ ترضى بإعطاء ابنتك لشخص شيوعيّ، ملحد، مثل جمّو هذا؟ "، كانَ حدّو قد قال لقريبه صالح حينَ سمع بأمر خطبة ابنته. لكن حماه هز رأسه مبتسماً، وتساءل بدَوره: " أنسيتَ ما كانوا يشيعونه عنك في العائلة، على خلفية ارتباطك بتلك المرأة النصرانية؟ ". غير أنّ حدّو سكت على مضض، ومن ثم صار يتحين الفرصَ للنيل ممَن يظن أنه منافسه على المقام الرفيع في العشيرة. صالح، هوَ في حقيقة الحال مَن منحَ صهره الفرصة المأمولة. إذ عقبَ تأمين جمّو المبلغ المطلوب ثمناً للبيت، ذهبا إلى أمانة العاصمة لكي يكتبا العقد. فوجدا الدوام قد انتهى باكراً، كونه يوم ......
#بضعة
#أعوام
#ريما:
#الفصل
#الرابع
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=683476
#الحوار_المتمدن
#دلور_ميقري عامٌ على أثر زواج ابنة ريما البكر، وإذا هيَ ذات يوم تملأ منزل أبيها عويلاً. قالت بحضور والديها، أنها لم يعُد في وسعها تحمّل تصرفات سلفتيها، اللئيمتين والماكرتين. إحداهما كانت هَدي، امرأة سلو، وهيَ تقريباً من عُمر ريما. الأخرى، " مزيّن "، كانت الزوجة الثانية لشقيقه الأصغر، فَدو، لكنها لم تنجب برغم مرور سنوات على زواجهما. لقد بدأت تكيد لامرأة جمّو منذ ظهور علامات حبل هذه بوليدها الأول، وكان بنتاً. في أوان وجودها بمنزل والديها، بهدف الشكوى، كانت حبلى مجدداً. ظلت ابنة صالح معتكفة في منزله لبضعة أيام، إلى أن دعا صهرَهُ إلى الإقامة لديه ريثما يتدبّر مخرجاً للمشكلة. الوقتُ كان ربيعاً، استقبلت فيه حديقةُ الدار الشمسَ بانتفاضة شاملة لأزهارها. شأن حميه، كان جمّو مغرماً بالزهور؛ فما لبثَ أن شاركه في الاعتناء بالحديقة وتمضية الوقت في ظلال أشجارها المثمرة." علمتُ أنك حصلتَ على تعويضٍ مُجزٍ عن خدمتك العسكرية، فماذا أنتَ فاعلٌ به؟ "، سأل صالحُ صهرَهُ يوماً وكانا لوحدهما في منظرة الحديقة. تردد جمّو في الجواب، ما جعل حماه يستطرد بالقول: " حصلتَ على ألف ليرة، أليسَ صحيحاً؟ فلو أنك استطعتَ تأمينَ خمسمائة ليرة أخرى، إذاً لبعتك هذا المنزل ". أشرقَ وجهُ الصهر، وما عتمَ أن رد بعد وهلة تفكير: " بإمكاني بيعَ حصتي في منزل أبي لشقيقي حسينو، كونه يحبّ تملك العقارات؛ ولا أظن أنها تساوي أقل من خمسمائة ليرة ". استدرك على الأثر، متسائلاً: " وأنتم، يا عماه، أينَ ستقيمون عقبَ بيع المنزل؟ " " لقد فكّرتُ في الأمر، بطبيعة الحال. مزرعتي في الجزيرة على حال سيئة، مثلما أن الحافلة الكبيرة، العاملة هناك على خط حلب، مردودها أضحى بالكاد يغطي مصاريفها. على ذلك، سأذهب بنفسي للإقامة في المزرعة ولن أعود قبل الاطمئنان على مصالحي وأنها على ما يرام ".كمألوف عادته، كان صالح يُشارك امرأته الرأيَ؛ ولكنه في الأخير يعمل ما برأسه. تلقت ريما خبرَ عزمه على العودة إلى الجزيرة بارتياع، وكان من الممكن أن يُثمر اعتراضها لولا أن ذلك كان يعني حرمان ابنتها البكر من فرصة الاستقرار في بيت تملكه، بعيداً عن المشاحنات والضغائن. بيدَ أنها ستندم باقي حياتها، كونها انصاعت لفكرة بيع البيت: طرفٌ ثالث، تدخل في الموضوع فقلبَ الحسابات رأساً على عقب. ***حدّو، صهر صالح وابن عمه، كان يكن حقداً عميقاً على جمّو. الغيرة، كانت معقد إزار المسألة. إذ كان يتباهى في العشيرة بمعرفته لخمس لغات، بينها الفرنسية، فضلاً عن خدمته في فترة الانتداب الفرنسيّ كسائقٍ لجنرال مشرف على إدارة مطار دمشق. من ناحيته، كان جمّو قد غدا معروفاً في الحي بسبب عمله في الحركة الثقافية القومية؛ فغدا معلماً للغته الأم في نادي كردستان ومن ثم انتخب سكرتيراً له. ذلك، جعله ولا غرو على صلة صداقة وثيقة بعدد من أبرز السياسيين والوجهاء؛ كالأمير جلادت بدرخان وخالد بكداش وعلي بوظو ومحمد زلفو وعبد الرحمن شقير وحسين بك الإيبش. " كيفَ ترضى بإعطاء ابنتك لشخص شيوعيّ، ملحد، مثل جمّو هذا؟ "، كانَ حدّو قد قال لقريبه صالح حينَ سمع بأمر خطبة ابنته. لكن حماه هز رأسه مبتسماً، وتساءل بدَوره: " أنسيتَ ما كانوا يشيعونه عنك في العائلة، على خلفية ارتباطك بتلك المرأة النصرانية؟ ". غير أنّ حدّو سكت على مضض، ومن ثم صار يتحين الفرصَ للنيل ممَن يظن أنه منافسه على المقام الرفيع في العشيرة. صالح، هوَ في حقيقة الحال مَن منحَ صهره الفرصة المأمولة. إذ عقبَ تأمين جمّو المبلغ المطلوب ثمناً للبيت، ذهبا إلى أمانة العاصمة لكي يكتبا العقد. فوجدا الدوام قد انتهى باكراً، كونه يوم ......
#بضعة
#أعوام
#ريما:
#الفصل
#الرابع
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=683476
الحوار المتمدن
دلور ميقري - بضعة أعوام ريما: الفصل الرابع عشر/ 1
دلور ميقري : بضعة أعوام ريما: مستهل الفصل الرابع عشر
#الحوار_المتمدن
#دلور_ميقري 1عامٌ على أثر زواج ابنة ريما البكر، وإذا هيَ ذات يوم تملأ منزل أبيها عويلاً. قالت بحضور والديها، أنها لم يعُد في وسعها تحمّل تصرفات سلفتيها، اللئيمتين والماكرتين. إحداهما كانت هَدي، امرأة سلو، وهيَ تقريباً من عُمر ريما. الأخرى، " مزيّن "، كانت الزوجة الثانية لشقيقه الأصغر، فَدو، لكنها لم تنجب برغم مرور سنوات على زواجهما. لقد بدأت تكيد لامرأة جمّو منذ ظهور علامات حبل هذه بوليدها الأول، وكان بنتاً. في أوان وجودها بمنزل والديها، بهدف الشكوى، كانت حبلى مجدداً. ظلت ابنة صالح معتكفة في منزله لبضعة أيام، إلى أن دعا صهرَهُ إلى الإقامة لديه ريثما يتدبّر مخرجاً للمشكلة. الوقتُ كان ربيعاً، استقبلت فيه حديقةُ الدار الشمسَ بانتفاضة شاملة لأزهارها. شأن حميه، كان جمّو مغرماً بالزهور؛ فما لبثَ أن شاركه في الاعتناء بالحديقة وتمضية الوقت في ظلال أشجارها المثمرة." علمتُ أنك حصلتَ على تعويضٍ مُجزٍ عن خدمتك العسكرية، فماذا أنتَ فاعلٌ به؟ "، سأل صالحُ صهرَهُ يوماً وكانا لوحدهما في منظرة الحديقة. تردد جمّو في الجواب، ما جعل حماه يستطرد بالقول: " حصلتَ على ألف ليرة، أليسَ صحيحاً؟ فلو أنك استطعتَ تأمينَ خمسمائة ليرة أخرى، إذاً لبعتك هذا المنزل ". أشرقَ وجهُ الصهر، وما عتمَ أن رد بعد وهلة تفكير: " بإمكاني بيعَ حصتي في منزل أبي لشقيقي حسينو، كونه يحبّ تملك العقارات؛ ولا أظن أن تساوي أقل من خمسمائة ليرة ". استدرك على الأثر، متسائلاً: " وأنتم، يا عماه، أينَ ستقيمون عقبَ بيع المنزل؟ " " لقد فكّرتُ في الأمر، بطبيعة الحال. مزرعتي في الجزيرة على حال سيئة، مثلما أن الحافلة الكبيرة، العاملة هناك على خط حلب، مردودها أضحى بالكاد يغطي مصاريفها. على ذلك، سأذهب بنفسي للإقامة في المزرعة ولن أعود قبل الاطمئنان على مصالحي وأنها على ما يرام ".كمألوف عادته، كان صالح يُشارك امرأته الرأيَ؛ ولكنه في الأخير يعمل ما برأسه. تلقت ريما خبرَ عزمه على العودة إلى الجزيرة بارتياع، وكان من الممكن أن يُثمر اعتراضها لولا أن ذلك كان يعني حرمان ابنتها البكر من فرصة الاستقرار في بيت تملكه، بعيداً عن المشاحنات والضغائن. بيدَ أنها ستندم باقي حياتها، كونها انصاعت لفكرة بيع البيت: طرفٌ ثالث، تدخل في الموضوع فقلبَ الحسابات رأساً على عقب. ***حدّو، صهر صالح وابن عمه، كان يكن حقداً عميقاً على جمّو. الغيرة، كانت معقد إزار المسألة. إذ كان يتباهى في العشيرة بمعرفته لخمس لغات، بينها الفرنسية، فضلاً عن خدمته في فترة الانتداب الفرنسيّ كسائقٍ لجنرال مشرف على إدارة مطار دمشق. من ناحيته، كان جمّو قد غدا معروفاً في الحي بسبب عمله في الحركة الثقافية القومية؛ فغدا معلماً للغته الأم في نادي كردستان ومن ثم انتخب سكرتيراً له. ذلك، جعله ولا غرو على صلة صداقة وثيقة بعدد من أبرز السياسيين والوجهاء؛ كالأمير جلادت بدرخان وخالد بكداش وعلي بوظو ومحمد زلفو وعبد الرحمن شقير وحسين بك الإيبش. " كيفَ ترضى بإعطاء ابنتك لشخص شيوعيّ، ملحد، مثل جمّو هذا؟ "، كانَ حدّو قد قال لقريبه صالح حينَ سمع بأمر خطبة ابنته. لكن حماه هز رأسه مبتسماً، وتساءل بدَوره: " أنسيتَ ما كانوا يشيعونه عنك في العائلة، على خلفية ارتباطك بتلك المرأة النصرانية؟ ". غير أنّ حدّو سكت على مضض، ومن ثم صار يتحين الفرصَ للنيل ممَن يظن أنه منافسه على المقام الرفيع في العشيرة. صالح، هوَ في حقيقة الحال مَن منحَ صهره الفرصة المأمولة. إذ عقبَ تأمين جمّو المبلغ المطلوب ثمناً للبيت، ذهبا إلى أمانة العاصمة لكي يكتبا العقد. فوجدا الدوام قد انتهى باكراً، كونه ......
#بضعة
#أعوام
#ريما:
#مستهل
#الفصل
#الرابع
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=687707
#الحوار_المتمدن
#دلور_ميقري 1عامٌ على أثر زواج ابنة ريما البكر، وإذا هيَ ذات يوم تملأ منزل أبيها عويلاً. قالت بحضور والديها، أنها لم يعُد في وسعها تحمّل تصرفات سلفتيها، اللئيمتين والماكرتين. إحداهما كانت هَدي، امرأة سلو، وهيَ تقريباً من عُمر ريما. الأخرى، " مزيّن "، كانت الزوجة الثانية لشقيقه الأصغر، فَدو، لكنها لم تنجب برغم مرور سنوات على زواجهما. لقد بدأت تكيد لامرأة جمّو منذ ظهور علامات حبل هذه بوليدها الأول، وكان بنتاً. في أوان وجودها بمنزل والديها، بهدف الشكوى، كانت حبلى مجدداً. ظلت ابنة صالح معتكفة في منزله لبضعة أيام، إلى أن دعا صهرَهُ إلى الإقامة لديه ريثما يتدبّر مخرجاً للمشكلة. الوقتُ كان ربيعاً، استقبلت فيه حديقةُ الدار الشمسَ بانتفاضة شاملة لأزهارها. شأن حميه، كان جمّو مغرماً بالزهور؛ فما لبثَ أن شاركه في الاعتناء بالحديقة وتمضية الوقت في ظلال أشجارها المثمرة." علمتُ أنك حصلتَ على تعويضٍ مُجزٍ عن خدمتك العسكرية، فماذا أنتَ فاعلٌ به؟ "، سأل صالحُ صهرَهُ يوماً وكانا لوحدهما في منظرة الحديقة. تردد جمّو في الجواب، ما جعل حماه يستطرد بالقول: " حصلتَ على ألف ليرة، أليسَ صحيحاً؟ فلو أنك استطعتَ تأمينَ خمسمائة ليرة أخرى، إذاً لبعتك هذا المنزل ". أشرقَ وجهُ الصهر، وما عتمَ أن رد بعد وهلة تفكير: " بإمكاني بيعَ حصتي في منزل أبي لشقيقي حسينو، كونه يحبّ تملك العقارات؛ ولا أظن أن تساوي أقل من خمسمائة ليرة ". استدرك على الأثر، متسائلاً: " وأنتم، يا عماه، أينَ ستقيمون عقبَ بيع المنزل؟ " " لقد فكّرتُ في الأمر، بطبيعة الحال. مزرعتي في الجزيرة على حال سيئة، مثلما أن الحافلة الكبيرة، العاملة هناك على خط حلب، مردودها أضحى بالكاد يغطي مصاريفها. على ذلك، سأذهب بنفسي للإقامة في المزرعة ولن أعود قبل الاطمئنان على مصالحي وأنها على ما يرام ".كمألوف عادته، كان صالح يُشارك امرأته الرأيَ؛ ولكنه في الأخير يعمل ما برأسه. تلقت ريما خبرَ عزمه على العودة إلى الجزيرة بارتياع، وكان من الممكن أن يُثمر اعتراضها لولا أن ذلك كان يعني حرمان ابنتها البكر من فرصة الاستقرار في بيت تملكه، بعيداً عن المشاحنات والضغائن. بيدَ أنها ستندم باقي حياتها، كونها انصاعت لفكرة بيع البيت: طرفٌ ثالث، تدخل في الموضوع فقلبَ الحسابات رأساً على عقب. ***حدّو، صهر صالح وابن عمه، كان يكن حقداً عميقاً على جمّو. الغيرة، كانت معقد إزار المسألة. إذ كان يتباهى في العشيرة بمعرفته لخمس لغات، بينها الفرنسية، فضلاً عن خدمته في فترة الانتداب الفرنسيّ كسائقٍ لجنرال مشرف على إدارة مطار دمشق. من ناحيته، كان جمّو قد غدا معروفاً في الحي بسبب عمله في الحركة الثقافية القومية؛ فغدا معلماً للغته الأم في نادي كردستان ومن ثم انتخب سكرتيراً له. ذلك، جعله ولا غرو على صلة صداقة وثيقة بعدد من أبرز السياسيين والوجهاء؛ كالأمير جلادت بدرخان وخالد بكداش وعلي بوظو ومحمد زلفو وعبد الرحمن شقير وحسين بك الإيبش. " كيفَ ترضى بإعطاء ابنتك لشخص شيوعيّ، ملحد، مثل جمّو هذا؟ "، كانَ حدّو قد قال لقريبه صالح حينَ سمع بأمر خطبة ابنته. لكن حماه هز رأسه مبتسماً، وتساءل بدَوره: " أنسيتَ ما كانوا يشيعونه عنك في العائلة، على خلفية ارتباطك بتلك المرأة النصرانية؟ ". غير أنّ حدّو سكت على مضض، ومن ثم صار يتحين الفرصَ للنيل ممَن يظن أنه منافسه على المقام الرفيع في العشيرة. صالح، هوَ في حقيقة الحال مَن منحَ صهره الفرصة المأمولة. إذ عقبَ تأمين جمّو المبلغ المطلوب ثمناً للبيت، ذهبا إلى أمانة العاصمة لكي يكتبا العقد. فوجدا الدوام قد انتهى باكراً، كونه ......
#بضعة
#أعوام
#ريما:
#مستهل
#الفصل
#الرابع
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=687707
الحوار المتمدن
دلور ميقري - بضعة أعوام ريما: مستهل الفصل الرابع عشر
دلور ميقري : بضعة أعوام ريما: الفصل الرابع عشر 3
#الحوار_المتمدن
#دلور_ميقري آخر شيء قام به صالح في المزرعة، أنه استدعى الملا عشير كي يوصيه بساكنيها خيراً. هذا مع علمه بعدم جدوى ذلك، كون المالك الجديد سيقرر بنفسه مصيرَ القرويين. هؤلاء الأخيرين، وحالما علموا بتجهز سيارة المالك القديم للسفر، هرعوا لوداعه تسبقهم عبراتهم السخية. لقد كان صالح أيضاً كريماً معهم، فضلاً عما أسهم به مع امرأته في تنويرهم بأمور الرعاية الصحية. ما لم يتناهى لعلمهم آنذاك، أنه بنفسه أهمل صحته لدرجة اصابته بمرض عضال في كبده. ولا حتى ريما أخذت علماً بحقيقة مرض رجلها، لحين انقضاء أشهر على عودتهما إلى دمشق. لكنها لحظت منذ سماعها بخبر عزم الرجل على بيع المزرعة، أنه غدا أكثر عصبية وتوتراً. ما دعاها لايقاف الجدل بخصوص موضوع الثمن المقترح للبيع، الذي راعها ما فيه من غبن واستهتار. من ناحيته، وبمجرد وصوله إلى دمشق مع العائلة، سلّم صالح نفسه ليد أخصائيّ بمرض الكبد. بيد أنه حرصاً على سريّة مرضه، كان قد اختار طبيباً غريباً. إذ كانت العادة في الحارة التطبب لدى الدكتور محمد خضر، المنتمي للعشيرة الآله رشية. أغلب جيران صالح وأصدقائه، كانوا من هذه العشيرة؛ وكان بعضهم من الأقارب المباشرين لذلك الدكتور. هؤلاء وأولئك، كانوا عادةً يندفعون للترحيب بجارهم القديم، المُعرّف بالكرم والظرافة، وذلك في أوان عودته من سفر طويل. في هذه المرة، وجدوه قد حل كضيف ثقيل لدى شقيقته الوحيدة، المختلفة في الطبع والخلق. مما أجبرهم على الانسحاب بسرعة، عقبَ تبادل كلمات التحية والمجاملة. كذلك شعروا، ولا غرو، بأن العائدَ افتقد روحه العذبة، ولو أنهم أحالوا الأمرَ لتعثر استثماراته الزراعية في الجزيرة. ***لم يمكث صالح وأسرته في ضيافة سلطانة سوى يومين، ولقد خرجوا شبه مطرودين. الصهر موسي، الطاعن في السن كثيراً، كان بلا حول ولا سلطة في منزله. هرباً من سلاطة لسان امرأته، اضطر لفتح دكان سمانة في مدخل زقاق الكيكان، وكان يقضي فيه جل ساعات النهار. وإليه اتجهت امرأته، عندما أنكرت أن يكون في ذمتها خمسمائة ليرة: " ألم أسدد لشقيقي كامل ثمن البيت، وكنتَ أنتَ حاضراً؟ ". دمدم الرجل العجوز بكلمات مبهمة، وما لبثَ أن نهضَ ليغادرَ المجلس. على الأثر، قدّم صالح هذا الاقتراح لشقيقته: " لننسَ تلك الخمسمائة ليرة، وسأمنحك فوقها ألف وخمسمائة ليرة مقابل إعادة المنزل لي. ما رأيك، يا أختاه؟ "" أعيد المنزل إليك؟ لا بد أن الخرفَ أصابك، شأن صهرك! "، ردت عليه قبل أن تنهض بدَورها متجهةً إلى حجرة النوم. جرى الحديث في الحديقة، التي لم يبقَ منها سوى أطلال الأشجار. فإن سلطانة، المعرّفة بالشح والتقتير، كانت تجده إسرافاً سقي أحواض الزهور. هكذا راحَ شقيقها يلقي نظراتٍ ملؤها الأسى على ما حوله، وكان في السابق ينبض بالحياة والبهجة والجمال. كذلك استعاد ذكريات المنزل، الذي قضى فيه أروع أيام عمره، وكأنه أدرك أنه لن يراه مرة أخرى أبداً: هنا في الحديقة، كان والده يستمتع بالمكوث في ظلال الأشجار بعد عودته من العمل على العربة المشدودة بالخيل. وثمة في أرض الديار، اعتادت الوالدة على الجلوس على فروة خروف بينما هيَ تراقب زوجات ابنها وأولادهن. وتلك شجرة اللوز، الكائنة وراء مدخل الدار مباشرةً، والتي سقط من أعلاها الابنُ ديبو وكان لا يتجاوز السابعة من عُمره ما سببت له عاهة مستديمة في قدمه. حاجي المسكين، وكان يعاني إعاقة من نوع آخر جعلته أبله العائلة، دأبَ على الجلوس بقرب أمه مثل طفل مدلل. ثم تلك السهرات على صوت أم كلثوم، وكان سلو يرقص فيها على أنغام الموسيقى وعلى وقع تصفيق المدعوين من الجيران والأقارب. ***في ساعة من المساء، و ......
#بضعة
#أعوام
#ريما:
#الفصل
#الرابع
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=687846
#الحوار_المتمدن
#دلور_ميقري آخر شيء قام به صالح في المزرعة، أنه استدعى الملا عشير كي يوصيه بساكنيها خيراً. هذا مع علمه بعدم جدوى ذلك، كون المالك الجديد سيقرر بنفسه مصيرَ القرويين. هؤلاء الأخيرين، وحالما علموا بتجهز سيارة المالك القديم للسفر، هرعوا لوداعه تسبقهم عبراتهم السخية. لقد كان صالح أيضاً كريماً معهم، فضلاً عما أسهم به مع امرأته في تنويرهم بأمور الرعاية الصحية. ما لم يتناهى لعلمهم آنذاك، أنه بنفسه أهمل صحته لدرجة اصابته بمرض عضال في كبده. ولا حتى ريما أخذت علماً بحقيقة مرض رجلها، لحين انقضاء أشهر على عودتهما إلى دمشق. لكنها لحظت منذ سماعها بخبر عزم الرجل على بيع المزرعة، أنه غدا أكثر عصبية وتوتراً. ما دعاها لايقاف الجدل بخصوص موضوع الثمن المقترح للبيع، الذي راعها ما فيه من غبن واستهتار. من ناحيته، وبمجرد وصوله إلى دمشق مع العائلة، سلّم صالح نفسه ليد أخصائيّ بمرض الكبد. بيد أنه حرصاً على سريّة مرضه، كان قد اختار طبيباً غريباً. إذ كانت العادة في الحارة التطبب لدى الدكتور محمد خضر، المنتمي للعشيرة الآله رشية. أغلب جيران صالح وأصدقائه، كانوا من هذه العشيرة؛ وكان بعضهم من الأقارب المباشرين لذلك الدكتور. هؤلاء وأولئك، كانوا عادةً يندفعون للترحيب بجارهم القديم، المُعرّف بالكرم والظرافة، وذلك في أوان عودته من سفر طويل. في هذه المرة، وجدوه قد حل كضيف ثقيل لدى شقيقته الوحيدة، المختلفة في الطبع والخلق. مما أجبرهم على الانسحاب بسرعة، عقبَ تبادل كلمات التحية والمجاملة. كذلك شعروا، ولا غرو، بأن العائدَ افتقد روحه العذبة، ولو أنهم أحالوا الأمرَ لتعثر استثماراته الزراعية في الجزيرة. ***لم يمكث صالح وأسرته في ضيافة سلطانة سوى يومين، ولقد خرجوا شبه مطرودين. الصهر موسي، الطاعن في السن كثيراً، كان بلا حول ولا سلطة في منزله. هرباً من سلاطة لسان امرأته، اضطر لفتح دكان سمانة في مدخل زقاق الكيكان، وكان يقضي فيه جل ساعات النهار. وإليه اتجهت امرأته، عندما أنكرت أن يكون في ذمتها خمسمائة ليرة: " ألم أسدد لشقيقي كامل ثمن البيت، وكنتَ أنتَ حاضراً؟ ". دمدم الرجل العجوز بكلمات مبهمة، وما لبثَ أن نهضَ ليغادرَ المجلس. على الأثر، قدّم صالح هذا الاقتراح لشقيقته: " لننسَ تلك الخمسمائة ليرة، وسأمنحك فوقها ألف وخمسمائة ليرة مقابل إعادة المنزل لي. ما رأيك، يا أختاه؟ "" أعيد المنزل إليك؟ لا بد أن الخرفَ أصابك، شأن صهرك! "، ردت عليه قبل أن تنهض بدَورها متجهةً إلى حجرة النوم. جرى الحديث في الحديقة، التي لم يبقَ منها سوى أطلال الأشجار. فإن سلطانة، المعرّفة بالشح والتقتير، كانت تجده إسرافاً سقي أحواض الزهور. هكذا راحَ شقيقها يلقي نظراتٍ ملؤها الأسى على ما حوله، وكان في السابق ينبض بالحياة والبهجة والجمال. كذلك استعاد ذكريات المنزل، الذي قضى فيه أروع أيام عمره، وكأنه أدرك أنه لن يراه مرة أخرى أبداً: هنا في الحديقة، كان والده يستمتع بالمكوث في ظلال الأشجار بعد عودته من العمل على العربة المشدودة بالخيل. وثمة في أرض الديار، اعتادت الوالدة على الجلوس على فروة خروف بينما هيَ تراقب زوجات ابنها وأولادهن. وتلك شجرة اللوز، الكائنة وراء مدخل الدار مباشرةً، والتي سقط من أعلاها الابنُ ديبو وكان لا يتجاوز السابعة من عُمره ما سببت له عاهة مستديمة في قدمه. حاجي المسكين، وكان يعاني إعاقة من نوع آخر جعلته أبله العائلة، دأبَ على الجلوس بقرب أمه مثل طفل مدلل. ثم تلك السهرات على صوت أم كلثوم، وكان سلو يرقص فيها على أنغام الموسيقى وعلى وقع تصفيق المدعوين من الجيران والأقارب. ***في ساعة من المساء، و ......
#بضعة
#أعوام
#ريما:
#الفصل
#الرابع
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=687846
الحوار المتمدن
دلور ميقري - بضعة أعوام ريما: الفصل الرابع عشر/ 3
دلور ميقري : بضعة أعوام ريما: الفصل الرابع عشر 4
#الحوار_المتمدن
#دلور_ميقري سنواته الثلاث في الجزيرة، قضاها صالح بسعادة بالغة مع سِعَة العيش واحترام من حوله له باعتباره أحد الملّاكين الكبار. ما لن يعرفه أبداً، أن المزرعة ستكبر في المستقبل وتغدو قريةً تحمل اسمه؛ " الصالحية ". هذا الاسم، طابقَ أيضاً النعت القديم لمسقط رأس الرجل، الذي عُرف على ألسنة الشوام ب " صالحية الأكراد ". في المقابل، عاشَ صالح أعوامه الثلاثة الأخيرة ليشهدَ حالةً أقرب إلى العوز بعدما تبدد ما حمله من المال على الأطباء بشكل خاص. لكنه لم يغادر الحياة قبل مغامرة تجارية أخرى، فاشلة: عمد عقبَ بنائه البيت إلى استئجار دكانٍ لبيع الخضار والفواكه، يقع على بعد أمتار من دكان السمانة، المملوك من لدُن ابن عمه آكو. الابن الكبير، ديبو، كان يحمل البضاعة في سيارة أبيه من سوق الجمعة إلى المحل. وقد دأبَ أن يشكو لامرأة أبيه من عثرة هذه التجارة: " والدي يشتري الخضار والفواكه بافراط، ثم يتعفن أكثرها ويرمى في القمامة "" والدك باتَ من ضيق الخلق، أنّ أحداً لا يستطيع مناقشته في أمر من الأمور "، ردت ريما وهيَ تفرد يديها بحركة تعبّر عن العجز. هنا، أفلت لسان ديبو عفواً: " لم يكن إلى هذه الدرجة من العناد قبل مرضه ". قال ذلك، ثم أخلد إلى الصمت وقد انتبه إلى زلة لسانه. جاست نظرة امرأة الأب في الشاب، المقارب عُمره الخامسة والعشرين، متسائلة في دهشة: " أيّ مرضٍ تعني؟ ". أمام إلحاح نظرتها، اضطر ديبو لإخبارها أن أباه يذهب كل بضعة أيام إلى طبيب أخصائي بمرض الكبد: " لقد طلبَ مني أن أتكتم على الموضوع، وها أنني بدَوري أرجوك ألا تذكري ذلك له ولا لأيّ كان "، اختتم كلامه بنبرة ضارعة. فكّرت ريما في نفسها، المشحونة بالغم والحزن: " آه، لهذا السبب انقطع عن منادمة شاربي الخمر ومن ثم جاءته فكرة بيع المزرعة والعودة إلى دمشق ". غيرَ أنها التزمت فيما تلى من أيام بكتمان الخبر، ثم غفلت عنه حينَ فوجئت ذات أصيل برجلها يدخل عليها ليقول بنبرة مرحة: " ضيف من الجزيرة، قدم كي تنالي بركة الله على يديه! ". ***كانت أمّي حاملاً بي في أشهرها الأخيرة، حينما توفيَ والدها وهوَ في حال رثة من العوز والإحباط والعزلة. لقد عاد من الجزيرة مُرغماً، طالما أنّ وضعه الماديّ كان يتدهور حثيثاً. ثمّة، في حجرة بائسةٍ من منزل متداع ( هوَ كلّ ما بقيَ من عقاراته العديدة )، وَضعَ جدّنا رأسه على كتف زوجته الأخيرة، الوفيّة، ثمّ راحَ يستعيدُ مراحلَ حياته المثيرة، الحافلة. هناك أيضاً، علِمَ من امرأته بخبر قدوم أسرة صديقه ذاك، الجزراويّ، إلى حِمَى الشام الشريف. فحينما كانت جدّتنا تهمّ بتوديع امرأة عشير، قبيل ركوبها السيارة المتجهة لدمشق، قالت لها هذه بحسرَة وألم: " ما بقاؤنا هنا من بعدكِ، ديا أوسمان..؟ ". بمعونة من العمّ الكبير، المماثل في خلقِهِ للجدّ، استطاعت الأسرة الجزراويّة تأمين منزلٍ متواضع يقع مباشرة في منحدر تربة مولانا النقشبندي. إثرَ وفاة صديقه الأثير، أضحى عشير زائراً مثابراً لزقاقنا، أين كانت تقيم جدّتي لدينا غالباً. وبالرغم من حداثة سني وقتذاك، إلا أن ملامح هذه الرّجل الكهل ما فتئت مرتسمَة الى اليوم في ذاكرتي؛ بلحيته الكثة، المُسترسلة والناصعة، وبملابسه البسيطة الشبيهة بما كان يرتديه الدراويش الزهّاد." لا أقبل أيّ طعام أو شراب من منزل هذا الشيوعيّ "، كذلك كان يُجيب عشير كلّ مرة كان يحلّ فيها بضيافتنا وفي مكانه الحميم، المعتاد، في منظرة الحديقة. كان يُشير إلى والدي بالصّفة تلك، المُشنِعَة، والتي كان يُشدّد عليها باللفظة الكرديّة " كَاور "؛ أيْ الكافر. بيْدَ أنّ الأبّ، كان عادة ً يُمازح قريبنا الزاهد فيما هو ......
#بضعة
#أعوام
#ريما:
#الفصل
#الرابع
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=687953
#الحوار_المتمدن
#دلور_ميقري سنواته الثلاث في الجزيرة، قضاها صالح بسعادة بالغة مع سِعَة العيش واحترام من حوله له باعتباره أحد الملّاكين الكبار. ما لن يعرفه أبداً، أن المزرعة ستكبر في المستقبل وتغدو قريةً تحمل اسمه؛ " الصالحية ". هذا الاسم، طابقَ أيضاً النعت القديم لمسقط رأس الرجل، الذي عُرف على ألسنة الشوام ب " صالحية الأكراد ". في المقابل، عاشَ صالح أعوامه الثلاثة الأخيرة ليشهدَ حالةً أقرب إلى العوز بعدما تبدد ما حمله من المال على الأطباء بشكل خاص. لكنه لم يغادر الحياة قبل مغامرة تجارية أخرى، فاشلة: عمد عقبَ بنائه البيت إلى استئجار دكانٍ لبيع الخضار والفواكه، يقع على بعد أمتار من دكان السمانة، المملوك من لدُن ابن عمه آكو. الابن الكبير، ديبو، كان يحمل البضاعة في سيارة أبيه من سوق الجمعة إلى المحل. وقد دأبَ أن يشكو لامرأة أبيه من عثرة هذه التجارة: " والدي يشتري الخضار والفواكه بافراط، ثم يتعفن أكثرها ويرمى في القمامة "" والدك باتَ من ضيق الخلق، أنّ أحداً لا يستطيع مناقشته في أمر من الأمور "، ردت ريما وهيَ تفرد يديها بحركة تعبّر عن العجز. هنا، أفلت لسان ديبو عفواً: " لم يكن إلى هذه الدرجة من العناد قبل مرضه ". قال ذلك، ثم أخلد إلى الصمت وقد انتبه إلى زلة لسانه. جاست نظرة امرأة الأب في الشاب، المقارب عُمره الخامسة والعشرين، متسائلة في دهشة: " أيّ مرضٍ تعني؟ ". أمام إلحاح نظرتها، اضطر ديبو لإخبارها أن أباه يذهب كل بضعة أيام إلى طبيب أخصائي بمرض الكبد: " لقد طلبَ مني أن أتكتم على الموضوع، وها أنني بدَوري أرجوك ألا تذكري ذلك له ولا لأيّ كان "، اختتم كلامه بنبرة ضارعة. فكّرت ريما في نفسها، المشحونة بالغم والحزن: " آه، لهذا السبب انقطع عن منادمة شاربي الخمر ومن ثم جاءته فكرة بيع المزرعة والعودة إلى دمشق ". غيرَ أنها التزمت فيما تلى من أيام بكتمان الخبر، ثم غفلت عنه حينَ فوجئت ذات أصيل برجلها يدخل عليها ليقول بنبرة مرحة: " ضيف من الجزيرة، قدم كي تنالي بركة الله على يديه! ". ***كانت أمّي حاملاً بي في أشهرها الأخيرة، حينما توفيَ والدها وهوَ في حال رثة من العوز والإحباط والعزلة. لقد عاد من الجزيرة مُرغماً، طالما أنّ وضعه الماديّ كان يتدهور حثيثاً. ثمّة، في حجرة بائسةٍ من منزل متداع ( هوَ كلّ ما بقيَ من عقاراته العديدة )، وَضعَ جدّنا رأسه على كتف زوجته الأخيرة، الوفيّة، ثمّ راحَ يستعيدُ مراحلَ حياته المثيرة، الحافلة. هناك أيضاً، علِمَ من امرأته بخبر قدوم أسرة صديقه ذاك، الجزراويّ، إلى حِمَى الشام الشريف. فحينما كانت جدّتنا تهمّ بتوديع امرأة عشير، قبيل ركوبها السيارة المتجهة لدمشق، قالت لها هذه بحسرَة وألم: " ما بقاؤنا هنا من بعدكِ، ديا أوسمان..؟ ". بمعونة من العمّ الكبير، المماثل في خلقِهِ للجدّ، استطاعت الأسرة الجزراويّة تأمين منزلٍ متواضع يقع مباشرة في منحدر تربة مولانا النقشبندي. إثرَ وفاة صديقه الأثير، أضحى عشير زائراً مثابراً لزقاقنا، أين كانت تقيم جدّتي لدينا غالباً. وبالرغم من حداثة سني وقتذاك، إلا أن ملامح هذه الرّجل الكهل ما فتئت مرتسمَة الى اليوم في ذاكرتي؛ بلحيته الكثة، المُسترسلة والناصعة، وبملابسه البسيطة الشبيهة بما كان يرتديه الدراويش الزهّاد." لا أقبل أيّ طعام أو شراب من منزل هذا الشيوعيّ "، كذلك كان يُجيب عشير كلّ مرة كان يحلّ فيها بضيافتنا وفي مكانه الحميم، المعتاد، في منظرة الحديقة. كان يُشير إلى والدي بالصّفة تلك، المُشنِعَة، والتي كان يُشدّد عليها باللفظة الكرديّة " كَاور "؛ أيْ الكافر. بيْدَ أنّ الأبّ، كان عادة ً يُمازح قريبنا الزاهد فيما هو ......
#بضعة
#أعوام
#ريما:
#الفصل
#الرابع
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=687953
الحوار المتمدن
دلور ميقري - بضعة أعوام ريما: الفصل الرابع عشر/ 4
دلور ميقري : بضعة أعوام ريما: الفصل الرابع عشر 5
#الحوار_المتمدن
#دلور_ميقري على أثر وفاة رجلها، شغلت ريما وقتها في الاهتمام ببناتها الثلاث وأولادهن. كبيرة البنات، كانت تتنقل باستمرار بين بلدات ريف الشام مع رجلها؛ وكان هذا، مثلما ذكرنا أكثر من مرة، دركياً برتبة صف ضابط لا تكاد خدمته تستقر في مكان بسبب شكاوى رؤسائه منه. صغرى البنات، تزوجت من فَدو، ابن الحاج حسن، وكان ذلك بعد وفاة والدها بنحو عامين. عام آخر، ووجدت ريما نفسها مضطرة للاستقرار في منزل الحاج: زوج ابنة ريما الوسطى، جمّو، أعتقل في خلال حملة حكومة الوحدة على القوى اليسارية. كون ابنتها الأخرى تعيش مع رجلها في منزل الحاج حسن ذاته، فإن ريما بقيت إلى آخر أيامها في الحياة تقضي معظم أوقاتها هنا. في حقيقة الحال، أن ارتياح بطلتنا لذلك المنزل يعود أيضاً إلى وجوده في زقاق يعيش فيه أكثر أقاربها؛ وكان منهم أخوها غير الشقيق، حدّو، وكذلك ابن عمها، معمو. والد هذا الأخير، عليكي آغا الكبير، سبقَ أن توفي في بداية الحرب العالمية الثانية؛ هوَ مَن كان قد نجا بروحه في أثناء الحرب العظمى. ابن زَري، كان منزله يستقبل ريما باستمرار، كونها ارتبطت بصداقة وثيقة مع امرأته الصالحانية. آكو، وكان الجار الأقرب لشقيقته الوحيدة، طلق امرأته خاني ولم يكونا قد رزقا بذرية. قبيل سفرة ريما الأخيرة إلى الجزيرة، خطبت له امرأةً أرملة أصلها من ماردين وكانت تقيم مع ابنتيها في بيت أهلها، الكائن في غرب الحي. عقبَ عودة ريما من تلك السفرة العاثرة، سُعدت بخبر انجاب امرأة شقيقها لصبيّ. منذئذٍ، أضحت شقيقة آكو بمثابة الحامية لامرأته، تتدخل في مشاكلهما لصالحها وتحثه دوماً على معاملتها بالحُسنى والرقة. أول ضربة قاسية تلقتها ريما، كان ذلك بعد وفاة رجلها بحوالي عشرة أعوام. شقيقها الوحيد، آكو، كان يقوم ببناء حجرة جديدة في بيته، عندما وقعت بلوكة على رجله. في المستشفى، أبلغوه بضرورة بتر الرجل المصابة، بالنظر لانتشار الغرغرينا فيها. لكنه لم يعش بعد بتر قدمه سوى أياماً قليلة، ففارق الحياة وكان ابنه الوحيد لمّا يبلغ بعد سن البلوغ. عشر سنين على الأثر، وكان موعد بطلتنا مع مأساة أخرى كادت أن تقصم ظهرها.*** كان محض اتفاقٍ، أن يتوافق موتُ خالتي، بيروزا، مع نهاية العام 1976، الذي شهِدَ صَيفهُ زيارتي الأولى لبلدة عامودا؛ وكانت هذه كما علمنا هيَ مكان منفى والد الخالة الراحلة. كان يوماً مطيراً، كأنما عين السماء قد انهمرت مدراراً لتغسلَ النعش الضئيل، المَرفوع للتوّ من تابوته الخشبيّ. إنّ أيّ نظرةٍ جانبيّة، مواربَة، كنت ألقيها وقتئذٍ نحوَ جدّتي، ريما، كان يتبعها خنجرٌ مَضّاء يُغرس في قلبي: كانت المسكينة هناك، على طرف التربة، مقرفصة بقامتها القصيرة وهيَ خائرة القوى، ملتفة بملاءتها القاتمة، المبتلة تماماً، فيما رأسها يهتزّ كمروحة. في الليلة المنصرمة، كانت جدّتي تغني فوق رأس عزيزتها الراحلة، بلغتنا القومية؛ وهيَ عادةٌ كرديّة، أصيلة، لا بدّ أنها اندثرت لدينا في الحي مذ فترة بعيدة." الجدّة ريما في حالٍ سيئة للغاية "، هكذا افتتحت " نازي " حديثها بالخبَر المُروّع. إن ابنة عمّنا الكبير، المُقيمة على أطراف تربة آله رشي، هيَ من أرسلت هذه الفتاة السمراء، اللطيفة والطيّبة، لكي تنذرنا. ويبدو أنّ ابنة العمّ قد أخبرَت من لدن الفتاة ( وهيَ ابنة زوجها، العفرينيّ الأصل )، بما لحظته يومياً من تكرّر وجود جدّتنا عند قبر ابنتها ومنذ الصباح الباكر. على ذلك، عرفنا داعي امتناع المسكينة عن زيارتنا لأكثر من أسبوع؛ هيَ من اعتادت الاقامة في منزلنا غالباً. وحقّ لي استعادة ملامح خالتي الراحلة، المثخنة بجراح الزمن، ما أن حط بَصَري يومئذٍ على هيئة وال ......
#بضعة
#أعوام
#ريما:
#الفصل
#الرابع
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=688064
#الحوار_المتمدن
#دلور_ميقري على أثر وفاة رجلها، شغلت ريما وقتها في الاهتمام ببناتها الثلاث وأولادهن. كبيرة البنات، كانت تتنقل باستمرار بين بلدات ريف الشام مع رجلها؛ وكان هذا، مثلما ذكرنا أكثر من مرة، دركياً برتبة صف ضابط لا تكاد خدمته تستقر في مكان بسبب شكاوى رؤسائه منه. صغرى البنات، تزوجت من فَدو، ابن الحاج حسن، وكان ذلك بعد وفاة والدها بنحو عامين. عام آخر، ووجدت ريما نفسها مضطرة للاستقرار في منزل الحاج: زوج ابنة ريما الوسطى، جمّو، أعتقل في خلال حملة حكومة الوحدة على القوى اليسارية. كون ابنتها الأخرى تعيش مع رجلها في منزل الحاج حسن ذاته، فإن ريما بقيت إلى آخر أيامها في الحياة تقضي معظم أوقاتها هنا. في حقيقة الحال، أن ارتياح بطلتنا لذلك المنزل يعود أيضاً إلى وجوده في زقاق يعيش فيه أكثر أقاربها؛ وكان منهم أخوها غير الشقيق، حدّو، وكذلك ابن عمها، معمو. والد هذا الأخير، عليكي آغا الكبير، سبقَ أن توفي في بداية الحرب العالمية الثانية؛ هوَ مَن كان قد نجا بروحه في أثناء الحرب العظمى. ابن زَري، كان منزله يستقبل ريما باستمرار، كونها ارتبطت بصداقة وثيقة مع امرأته الصالحانية. آكو، وكان الجار الأقرب لشقيقته الوحيدة، طلق امرأته خاني ولم يكونا قد رزقا بذرية. قبيل سفرة ريما الأخيرة إلى الجزيرة، خطبت له امرأةً أرملة أصلها من ماردين وكانت تقيم مع ابنتيها في بيت أهلها، الكائن في غرب الحي. عقبَ عودة ريما من تلك السفرة العاثرة، سُعدت بخبر انجاب امرأة شقيقها لصبيّ. منذئذٍ، أضحت شقيقة آكو بمثابة الحامية لامرأته، تتدخل في مشاكلهما لصالحها وتحثه دوماً على معاملتها بالحُسنى والرقة. أول ضربة قاسية تلقتها ريما، كان ذلك بعد وفاة رجلها بحوالي عشرة أعوام. شقيقها الوحيد، آكو، كان يقوم ببناء حجرة جديدة في بيته، عندما وقعت بلوكة على رجله. في المستشفى، أبلغوه بضرورة بتر الرجل المصابة، بالنظر لانتشار الغرغرينا فيها. لكنه لم يعش بعد بتر قدمه سوى أياماً قليلة، ففارق الحياة وكان ابنه الوحيد لمّا يبلغ بعد سن البلوغ. عشر سنين على الأثر، وكان موعد بطلتنا مع مأساة أخرى كادت أن تقصم ظهرها.*** كان محض اتفاقٍ، أن يتوافق موتُ خالتي، بيروزا، مع نهاية العام 1976، الذي شهِدَ صَيفهُ زيارتي الأولى لبلدة عامودا؛ وكانت هذه كما علمنا هيَ مكان منفى والد الخالة الراحلة. كان يوماً مطيراً، كأنما عين السماء قد انهمرت مدراراً لتغسلَ النعش الضئيل، المَرفوع للتوّ من تابوته الخشبيّ. إنّ أيّ نظرةٍ جانبيّة، مواربَة، كنت ألقيها وقتئذٍ نحوَ جدّتي، ريما، كان يتبعها خنجرٌ مَضّاء يُغرس في قلبي: كانت المسكينة هناك، على طرف التربة، مقرفصة بقامتها القصيرة وهيَ خائرة القوى، ملتفة بملاءتها القاتمة، المبتلة تماماً، فيما رأسها يهتزّ كمروحة. في الليلة المنصرمة، كانت جدّتي تغني فوق رأس عزيزتها الراحلة، بلغتنا القومية؛ وهيَ عادةٌ كرديّة، أصيلة، لا بدّ أنها اندثرت لدينا في الحي مذ فترة بعيدة." الجدّة ريما في حالٍ سيئة للغاية "، هكذا افتتحت " نازي " حديثها بالخبَر المُروّع. إن ابنة عمّنا الكبير، المُقيمة على أطراف تربة آله رشي، هيَ من أرسلت هذه الفتاة السمراء، اللطيفة والطيّبة، لكي تنذرنا. ويبدو أنّ ابنة العمّ قد أخبرَت من لدن الفتاة ( وهيَ ابنة زوجها، العفرينيّ الأصل )، بما لحظته يومياً من تكرّر وجود جدّتنا عند قبر ابنتها ومنذ الصباح الباكر. على ذلك، عرفنا داعي امتناع المسكينة عن زيارتنا لأكثر من أسبوع؛ هيَ من اعتادت الاقامة في منزلنا غالباً. وحقّ لي استعادة ملامح خالتي الراحلة، المثخنة بجراح الزمن، ما أن حط بَصَري يومئذٍ على هيئة وال ......
#بضعة
#أعوام
#ريما:
#الفصل
#الرابع
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=688064
الحوار المتمدن
دلور ميقري - بضعة أعوام ريما: الفصل الرابع عشر/ 5
دلور ميقري : بضعة أعوام ريما: الخاتمة
#الحوار_المتمدن
#دلور_ميقري في صيف عام 1976، عندما زرت بلدة رأس العين للمرة الأولى ( وكانت الوحيدة على أيّ حال )، لم يَدُر في خلدي أن خطى أسلافنا قد سبقتني إليها. بعد ذلك، وكنت في سنّ أنضج نوعاً، وقعَ بَصَري على صورة قديمة، محفوظة ضمن ألبوم الأسرة. عادةً، فإن الصوَر العائدة إلى ذلك الزمن كانت تؤخذ بكاميرا خال أمّي؛ وهيَ الكاميرا، التي بقيت محفوظة في منزله كما لو أنها آبدة أثرية. في الصورة، كان يبدو كلّ من جديَّ لأمي وهما محاطان ببعض الأولاد والأشخاص الغرباء." أهما هنا في عين الخضرة أم الزبداني؟ "، سألتُ والدتي. فكم أدهشتني، حينما أكّدت أن تلك الصورة مأخوذة في " الجزيرة "؛ أي المنطقة الشمالية الشرقية من البلاد. مبعث الدهشة، هوَ ما أحاط أصحاب الصورة من مناظر مونقة، مخضوضرة، تشبه إلى حدّ بعيد ما ألفناه عن طبيعة ريفنا الشاميّ، الساحر. وما ضافرَ من فضولي عندئذٍ، أنّ الأمّ أعلمتني بحقيقة تملّك أبيها لمزرعة في تلك الأنحاء، لم تلبث أن دُعيَت باسمِهِ؛ " الصالحيّة ". أعوام قليلة، على الأثر، وحضرت امرأة من تلك القرية، المشرفة على نهر الخابور، لزيارة الجدّة ريما، المقيمة لدينا غالباً. برفقة تلك المرأة الغريبة، المُسنة نوعاً، كان ثمّة شابّ بمقتبل العمر قدّمته لي وهيَ تشير باحتفاء إلى ناحية مضيفتها: " هذا هوَ حفيدي، المفروز للخدمة العسكرية بدمشق. لقد أسميناه صالح، تيمناً باسم بافي أوسمان، رحمه الله ".***عامودا، كانت في زمن أسلافي هيَ حاضرة منطقة الجزيرة، الأكبر. بين هذه البلدة ومدينة حلب، فإنّ الحافلة الكبيرة ( الباص )، الوحيدة، التي عملت آنذاك في خدمة الأهالي، كانت من أملاك " صالح شملكي ". هذا الجدّ الوَجيه، الشهم والجواد، يبدو أنه اكتشفَ لاحقاً رأس العين ( أو سري كاني بالكرديّة ) عندما كان يتجوّل ذات مرّة في سيارته الخاصّة خِللَ تلك البلاد، البعيدة. سوء أعماله التجارية في الشام، جعلت جدّنا يقبل بمشورة أحد الأصدقاء عن فائدة الاستثمار في الجزيرة؛ لكون أراضيها خصبة ووفيرة المياه، وفوق ذلك شبه مشاعيّة. ثمّة، ما أسرعَ أن اهتدى إلى بقعة رائعة، شبيهة ولا مَراء بالفردوس الدمشقيّ، أين سيستهلّ رويداً بتأسيس مزرعته، المزدهرة. هوَ العليل بالروماتيزم ( ربما جرّاء العمل المُضني على حافلته الكبيرة )، كان قد استبشرَ بوجود عين الكبريت في ذات المنطقة والتي مياهها شفاءٌ للعليل؛ مثلما اشتهرت بذلك. اضطرار جدّنا للعمل بنفسه على الحافلة، كان مردّه طيش من اؤتمن عليها، وهوَ ابنه البكر. هذا الابن، سبق له أن رافق والدته إلى الجزيرة؛ هيَ من شاءت الخدمة في منزل أكرم جميل باشا وذلك نكاية ً بالجدّ الذي طلّقها بعدما تزوّج آخر نسائه الأربع؛ جدّتي ريما. ولكن هيَ ذي أسرةٌ صديقة، تبادرُ بدَورها للخدمة في مزرعة الجدّ. إنّ عشير، المنحدر مثلنا من إحدى العشائر الدومليّة، كان آنذاك فقيهاً معروفاً في المنطقة. هذا الرّجلُ الطيّب والطريف، صارَ من أقرب أصدقاء صالح، وخصوصاً حينما شاء الانتقال مع امرأته وأولاده إلى المزرعة. من ناحيتها، كانت ريما شبه متوحّدة ثمّة، حيث لم يكن في معيّتها سوى فتاتين حَسْب؛ هما ابنتها الصغرى وحفيدتها من ابنتها البكر، التي كانت الثمرة الوحيدة لزواجها الأول. هاتان الصغيرتان، الأثيرتان جداً على قلب الجدّ، اعتادتا على الاندفاع إليه في كلّ مرة يحضر فيها من الخارج، لتصرخا به وهما تجذبان شعرَ رأسه بحنق ومَوْجدة: " نريد العودة إلى الشام، فما قعودنا في هذه البلاد الغريبة، الموحشة؟ ". جدّنا، ذو الطبع الودود والمرح، كان عندئذٍ يَعدهما بقرب الفرَج فيما هوَ يتضاحك بتسامح، مُماهياً ما يعتمل في داخ ......
#بضعة
#أعوام
#ريما:
#الخاتمة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=688267
#الحوار_المتمدن
#دلور_ميقري في صيف عام 1976، عندما زرت بلدة رأس العين للمرة الأولى ( وكانت الوحيدة على أيّ حال )، لم يَدُر في خلدي أن خطى أسلافنا قد سبقتني إليها. بعد ذلك، وكنت في سنّ أنضج نوعاً، وقعَ بَصَري على صورة قديمة، محفوظة ضمن ألبوم الأسرة. عادةً، فإن الصوَر العائدة إلى ذلك الزمن كانت تؤخذ بكاميرا خال أمّي؛ وهيَ الكاميرا، التي بقيت محفوظة في منزله كما لو أنها آبدة أثرية. في الصورة، كان يبدو كلّ من جديَّ لأمي وهما محاطان ببعض الأولاد والأشخاص الغرباء." أهما هنا في عين الخضرة أم الزبداني؟ "، سألتُ والدتي. فكم أدهشتني، حينما أكّدت أن تلك الصورة مأخوذة في " الجزيرة "؛ أي المنطقة الشمالية الشرقية من البلاد. مبعث الدهشة، هوَ ما أحاط أصحاب الصورة من مناظر مونقة، مخضوضرة، تشبه إلى حدّ بعيد ما ألفناه عن طبيعة ريفنا الشاميّ، الساحر. وما ضافرَ من فضولي عندئذٍ، أنّ الأمّ أعلمتني بحقيقة تملّك أبيها لمزرعة في تلك الأنحاء، لم تلبث أن دُعيَت باسمِهِ؛ " الصالحيّة ". أعوام قليلة، على الأثر، وحضرت امرأة من تلك القرية، المشرفة على نهر الخابور، لزيارة الجدّة ريما، المقيمة لدينا غالباً. برفقة تلك المرأة الغريبة، المُسنة نوعاً، كان ثمّة شابّ بمقتبل العمر قدّمته لي وهيَ تشير باحتفاء إلى ناحية مضيفتها: " هذا هوَ حفيدي، المفروز للخدمة العسكرية بدمشق. لقد أسميناه صالح، تيمناً باسم بافي أوسمان، رحمه الله ".***عامودا، كانت في زمن أسلافي هيَ حاضرة منطقة الجزيرة، الأكبر. بين هذه البلدة ومدينة حلب، فإنّ الحافلة الكبيرة ( الباص )، الوحيدة، التي عملت آنذاك في خدمة الأهالي، كانت من أملاك " صالح شملكي ". هذا الجدّ الوَجيه، الشهم والجواد، يبدو أنه اكتشفَ لاحقاً رأس العين ( أو سري كاني بالكرديّة ) عندما كان يتجوّل ذات مرّة في سيارته الخاصّة خِللَ تلك البلاد، البعيدة. سوء أعماله التجارية في الشام، جعلت جدّنا يقبل بمشورة أحد الأصدقاء عن فائدة الاستثمار في الجزيرة؛ لكون أراضيها خصبة ووفيرة المياه، وفوق ذلك شبه مشاعيّة. ثمّة، ما أسرعَ أن اهتدى إلى بقعة رائعة، شبيهة ولا مَراء بالفردوس الدمشقيّ، أين سيستهلّ رويداً بتأسيس مزرعته، المزدهرة. هوَ العليل بالروماتيزم ( ربما جرّاء العمل المُضني على حافلته الكبيرة )، كان قد استبشرَ بوجود عين الكبريت في ذات المنطقة والتي مياهها شفاءٌ للعليل؛ مثلما اشتهرت بذلك. اضطرار جدّنا للعمل بنفسه على الحافلة، كان مردّه طيش من اؤتمن عليها، وهوَ ابنه البكر. هذا الابن، سبق له أن رافق والدته إلى الجزيرة؛ هيَ من شاءت الخدمة في منزل أكرم جميل باشا وذلك نكاية ً بالجدّ الذي طلّقها بعدما تزوّج آخر نسائه الأربع؛ جدّتي ريما. ولكن هيَ ذي أسرةٌ صديقة، تبادرُ بدَورها للخدمة في مزرعة الجدّ. إنّ عشير، المنحدر مثلنا من إحدى العشائر الدومليّة، كان آنذاك فقيهاً معروفاً في المنطقة. هذا الرّجلُ الطيّب والطريف، صارَ من أقرب أصدقاء صالح، وخصوصاً حينما شاء الانتقال مع امرأته وأولاده إلى المزرعة. من ناحيتها، كانت ريما شبه متوحّدة ثمّة، حيث لم يكن في معيّتها سوى فتاتين حَسْب؛ هما ابنتها الصغرى وحفيدتها من ابنتها البكر، التي كانت الثمرة الوحيدة لزواجها الأول. هاتان الصغيرتان، الأثيرتان جداً على قلب الجدّ، اعتادتا على الاندفاع إليه في كلّ مرة يحضر فيها من الخارج، لتصرخا به وهما تجذبان شعرَ رأسه بحنق ومَوْجدة: " نريد العودة إلى الشام، فما قعودنا في هذه البلاد الغريبة، الموحشة؟ ". جدّنا، ذو الطبع الودود والمرح، كان عندئذٍ يَعدهما بقرب الفرَج فيما هوَ يتضاحك بتسامح، مُماهياً ما يعتمل في داخ ......
#بضعة
#أعوام
#ريما:
#الخاتمة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=688267
الحوار المتمدن
دلور ميقري - بضعة أعوام ريما: الخاتمة
جعفر المظفر : بضعة أفكار عن قضية الإعتراف الإماراتي بإسرائيل.
#الحوار_المتمدن
#جعفر_المظفر 1- ليس من الحكمة إغفال الخطوة المجحفة بالحق الفلسطيني التي إتخذتها الإمارات لكن ليس من الحق الإتيان بردود أفعال لا تتفق وحجم الضرر الذي تؤسس لها هذه الخطوة. كلاهما التعقيد والتبسيط يجعلاننا نخطأ إصابة المعنى.هناك دول عديدة, وهي دول معينة بالقضية الفلسطينية أكثر من الإمارات, كانت قد إعترفت منذ عقود بإسرائيل وتبادلت معها السفارات, وأعني بهما هنا الأردن ومصر. كما أن هناك دول أخرى تقف على الخط بإنتظار فرصتها السانحة مثل السعودية التي تبطئ الخطوة لمسائل إعتبارية أهمها موقعها في العالم الإسلامي كونها تضم أكثر الأماكن الإسلامية المقدسة.2- ردود الفعل, وبخاصة العربية والفلسطينية, تعاملت مع الخطوة الإماراتية وكأنها تتعامل مع دولة عظمى. من الحق إدانة تلك الخطوة بتصريح لناطق رسمي وإدامة الإتصال بأغلب دول العالم الرافضة لمكرمات ترامب الصهيونية لحثها على الإلتزام بشرط الدولتين وعدم الإعتراف مطلقا بكل خطوة إسرائيلية وأمريكية تتعارض مع قرارات الأمم المتحدة الخاصة بهذا الشأن.3- لنتذكر أن دول الخليج وخاصة الإمارات هي أقرب إلى شركات منها إلى دول. هل عمركم رأيتم دولة عربية شعبها من الهند والباكستان وبنغلادش وجيشها عبارة عن مرتزقة هنود وباكستانيين. هذه الشركات مملوكة من قبل عائلات قليلة ناطقة بالعربية ويديرها موظفون من مختلف الأجناس. فلا تراهنوا أبدا على إمكانية أن تتصرف شركة كدولة ولا يصيبكم الإحباط حينما تسعى شركة إلى زيادة رقعة مكاسبها وحماية نفسها وفقا لقوانين البورصة والسوق العالمية. الواقع أن حملة التعاطي مع الخطوة الإماراتية جعلتني أظن أن الإمارات دولة عظمى وليست شركة خليجية ولا علاقة لها بإلتزامات الدول وأخلاقيات الإنتماء والهوية.4- أسمع وأقرأ نقدا وهجوما حادا ضد الخطوة الإماراتية من القوى الإسلامية الحاكمة في العراق في الوقت الذي تتناسى فيه هذه القوى فضل إسرائيل عليها يوم كان للصهيونية العالمية دورا وثيقا مع أمريكا للإطاحة بصدام حسين والإتيان بهم, مثلما تتناسى هذه القوى أن شركائها في الحكم, وهي القوى السياسية الكردية المتنفذة, لا تخفي علاقاتها التاريخية مع إسرائيل, بل وربما تهدد بها من يهددها, ورأينا كم علما إسرائيليا قد رُفِع من قبل تظاهرات الإستفتاء التي كان قد دعا إليها البارزاني.5- ليس شرطا أن يكون البلد الذي لا يقيم علاقة دبلوماسية مع إسرائيل بلدا بارا بشعبه وليس بالضرورة أن يكون البلد الذي يعترف بإسرائيل ضارا بشعبه بل قد يكون هذا الأخير أفضل علاقة وإنجاز لشعبه من ذلك الذي يرفع راية النضال ضد إسرائيل, صدقا أو كذب.كانت علاقة صدام سيئة مع إسرائيل وكذلك هي علاقة الحاكم الإيراني. الإثنان كانا عدوين لإسرائيل في الظاهر, لكننا نجد أنهما أساءا لشعبهما كثيرا وإلى الدرجة التي جعلت الكثير من أبناء شعبيهما يكرهان إسم فلسطين, أو لا يحبذان العودة إلى الإفتراض الذي يقول أن فلسطين هي القضية المركزية.6- إن الإخلاص للقضية الفلسطينية لا يمنح الحاكم المتجبر صك الغفران, كما أن الحاكم الذي لا يكون رحيما بشعبه لن يكون رحيما بالفلسطينيين إلا لأغراض الدعاية والإعلان.7- أفضل مثال للإرتباك الأخلاقي هو ذلك الذي رأيناه في موقف بعض الفلسطينيين من العراق. صدام كان بارعا في تسويق زعامته القومية الوهمية عن طريق سلعنة القضية الفلسطينية, اي محاولة تسويق أحلامه بالزعامة القوميةعن طريق تقديم نفسه صلاح الدين عصره. إنخدع الفلسطينيون وفجر العديد منهم نفسه على الأبرياء في شوارع المدن العراقية حقدا على العراقيين الذين قتلوا صدام الدين ال ......
#بضعة
#أفكار
#قضية
#الإعتراف
#الإماراتي
#بإسرائيل.
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=688545
#الحوار_المتمدن
#جعفر_المظفر 1- ليس من الحكمة إغفال الخطوة المجحفة بالحق الفلسطيني التي إتخذتها الإمارات لكن ليس من الحق الإتيان بردود أفعال لا تتفق وحجم الضرر الذي تؤسس لها هذه الخطوة. كلاهما التعقيد والتبسيط يجعلاننا نخطأ إصابة المعنى.هناك دول عديدة, وهي دول معينة بالقضية الفلسطينية أكثر من الإمارات, كانت قد إعترفت منذ عقود بإسرائيل وتبادلت معها السفارات, وأعني بهما هنا الأردن ومصر. كما أن هناك دول أخرى تقف على الخط بإنتظار فرصتها السانحة مثل السعودية التي تبطئ الخطوة لمسائل إعتبارية أهمها موقعها في العالم الإسلامي كونها تضم أكثر الأماكن الإسلامية المقدسة.2- ردود الفعل, وبخاصة العربية والفلسطينية, تعاملت مع الخطوة الإماراتية وكأنها تتعامل مع دولة عظمى. من الحق إدانة تلك الخطوة بتصريح لناطق رسمي وإدامة الإتصال بأغلب دول العالم الرافضة لمكرمات ترامب الصهيونية لحثها على الإلتزام بشرط الدولتين وعدم الإعتراف مطلقا بكل خطوة إسرائيلية وأمريكية تتعارض مع قرارات الأمم المتحدة الخاصة بهذا الشأن.3- لنتذكر أن دول الخليج وخاصة الإمارات هي أقرب إلى شركات منها إلى دول. هل عمركم رأيتم دولة عربية شعبها من الهند والباكستان وبنغلادش وجيشها عبارة عن مرتزقة هنود وباكستانيين. هذه الشركات مملوكة من قبل عائلات قليلة ناطقة بالعربية ويديرها موظفون من مختلف الأجناس. فلا تراهنوا أبدا على إمكانية أن تتصرف شركة كدولة ولا يصيبكم الإحباط حينما تسعى شركة إلى زيادة رقعة مكاسبها وحماية نفسها وفقا لقوانين البورصة والسوق العالمية. الواقع أن حملة التعاطي مع الخطوة الإماراتية جعلتني أظن أن الإمارات دولة عظمى وليست شركة خليجية ولا علاقة لها بإلتزامات الدول وأخلاقيات الإنتماء والهوية.4- أسمع وأقرأ نقدا وهجوما حادا ضد الخطوة الإماراتية من القوى الإسلامية الحاكمة في العراق في الوقت الذي تتناسى فيه هذه القوى فضل إسرائيل عليها يوم كان للصهيونية العالمية دورا وثيقا مع أمريكا للإطاحة بصدام حسين والإتيان بهم, مثلما تتناسى هذه القوى أن شركائها في الحكم, وهي القوى السياسية الكردية المتنفذة, لا تخفي علاقاتها التاريخية مع إسرائيل, بل وربما تهدد بها من يهددها, ورأينا كم علما إسرائيليا قد رُفِع من قبل تظاهرات الإستفتاء التي كان قد دعا إليها البارزاني.5- ليس شرطا أن يكون البلد الذي لا يقيم علاقة دبلوماسية مع إسرائيل بلدا بارا بشعبه وليس بالضرورة أن يكون البلد الذي يعترف بإسرائيل ضارا بشعبه بل قد يكون هذا الأخير أفضل علاقة وإنجاز لشعبه من ذلك الذي يرفع راية النضال ضد إسرائيل, صدقا أو كذب.كانت علاقة صدام سيئة مع إسرائيل وكذلك هي علاقة الحاكم الإيراني. الإثنان كانا عدوين لإسرائيل في الظاهر, لكننا نجد أنهما أساءا لشعبهما كثيرا وإلى الدرجة التي جعلت الكثير من أبناء شعبيهما يكرهان إسم فلسطين, أو لا يحبذان العودة إلى الإفتراض الذي يقول أن فلسطين هي القضية المركزية.6- إن الإخلاص للقضية الفلسطينية لا يمنح الحاكم المتجبر صك الغفران, كما أن الحاكم الذي لا يكون رحيما بشعبه لن يكون رحيما بالفلسطينيين إلا لأغراض الدعاية والإعلان.7- أفضل مثال للإرتباك الأخلاقي هو ذلك الذي رأيناه في موقف بعض الفلسطينيين من العراق. صدام كان بارعا في تسويق زعامته القومية الوهمية عن طريق سلعنة القضية الفلسطينية, اي محاولة تسويق أحلامه بالزعامة القوميةعن طريق تقديم نفسه صلاح الدين عصره. إنخدع الفلسطينيون وفجر العديد منهم نفسه على الأبرياء في شوارع المدن العراقية حقدا على العراقيين الذين قتلوا صدام الدين ال ......
#بضعة
#أفكار
#قضية
#الإعتراف
#الإماراتي
#بإسرائيل.
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=688545
الحوار المتمدن
جعفر المظفر - بضعة أفكار عن قضية الإعتراف الإماراتي بإسرائيل.
نادية محمود : جمرة -الصراع الطبقي- تحت الرماد- بضعة مسائل عن انتفاضة اكتوبر
#الحوار_المتمدن
#نادية_محمود يبدو ان الخيبة والاحباط تسيطر على اجواء المحتجين الذين دعوا وبهمة عالية الى استمرار الثورة او الانتفاضة. بعد ان بدأت التعبئة الجماهيرية لإدامة واستمرار الانتفاضة في يومي 1 ويوم 25 اكتوبر وانخرطت الجموع الشبابية المحتجة، الطلبة والشباب والنساء. رفعت اعلام العراق، ارتفعت الهتافات ضد احزاب ومليشيات السلطة الحاكمة، حملوا صور الضحايا، وكالعادة، تعرضوا للقمع من قبل القوات الامنية، وحدثت اصابات بين المتظاهرين.الا انه في نهاية يوم 25 اكتوبر، تغّير المزاج العام بعد ان اتضح للمتظاهرين بأن ساحة التحرير ملغومة، كما عبرت عنها احد المحتجات، " بالعصابات والمخربين والمندسين والمستغلين" يحملون اسلحة، ولديهم مواد متفجرة، متغلغلين في قلب ساحة الاعتصام التي كان قد توطن فيها الشباب المنتفض ولعدة لشهور. اعلن المنتفضون والمنتفضات الانسحاب من الساحة وتعليق التظاهرات في مزاج عام يشبه الشعور ب" العجز". وبدأ، في يوم 31 افراغ ساحة التحرير من الخيام، وغسل شوارعها بالماء من قبل القوات الحكومية. بدأ المتظاهرون الساخطون والغاضبون بإلقاء كلمات اللوم على بغداد واهاليها، بانهم لم يقوموا " بفزعة" لحماية الساحة، وكأن القضية " عشائرية"، او بسبب "الخيانات"، انخداع المتظاهرين بأحابيل الاحزاب الحاكمة” تشكيل احزاب شبابية وانخراط في الانتخابات". توصل المتظاهرون/ات بان وقت الساحات قد انتهى. رغم هذه الاجواء المكفهرة والمعنويات المنكسرة، الا ان السؤال الذي طرح من قبل البعض والذي يستحق ان يجري تناوله هو” وماذا بعد، كيف يمكن تغيير الواقع اذا ساحة التحرير فرغت؟".ان بضعة نقاط تمهيدية قد تكون مفيدة في الاجابة على السؤال وماذا بعد؟ ولكن قبل هذا، لا بد ان نراجع بسرعة صفحات انتفاضتنا.1- طغت الشعارات الوطنية على الساحات وغابت الشعارات الطبقية. رغم كون الذي مهد واطلق شرارة الانتفاضة هي، المطالب الاقتصادية للعمال وعمال العقود والاجور، والخريجين والخريجات المعطلين، والعاطلين عن العمل. الا ان كل ذلك لم يذكر في سياق شعارات الانتفاضة. حيث كان الشعار السائد " نريد وطن". قد يكون هذا الشعار اختزل كل المطالب التي يريدها المنتفضون/ات، ولكنه لم يفصح ويعبر بشكل واضح عن تلك المطالب التي اشعلت شرارة الانتفاضة. على العكس، اصبح من يرفع تلك المطالب في حرارة ايام الانتفاضة وكأنه يتكلم خارج السياق. 2- ان التغني بالشعارات الوطنية كان من جهة اخرى تعبيرا عن موقف الجماهير ضد الطائفية، ومن اجل اظهار " اللحمة الوطنية" بين الجماهير. تجلى ذلك في انشاد النشيد الوطني ورفع العلم العراقي والتغني بالعراقية والوطنية. والتأكيد على ان الانتفاضة جلبت الناس من مختلف الطوائف، وانه لم يعد للخطاب الطائفي، الذي تعكزت عليه الاحزاب الاسلامية، اي مشترٍ. اتفق الجميع على ان العراقيين " الوطنيين" هم في قارب واحد ضد الاحزاب الطائفية المحاصصاتية. في ظل التغني بالهتافات الوطنية وضد الطائفية، وضد نظام المحاصصة تم نسيان الاهداف والمطالب الاقتصادية التي اشعلت شرارة الانتفاضة في المقام الاول.3- تم ركن المطالب الاقتصادية جانبا التي يمكن حسابها وقياسها ومعرفة مدى تحققها بالأرقام. و لم تتم الاشارة الى جوهر الصراع الطبقي الذي يقع في قلب الصراع الدائر بين الجماهير في انتفاضتها ضد السلطات المليشياتية وحكومتها.4- مع هذا، ومع اننا رأينا انفضاض اغلبية الجماهير المنتفضة عن ساحات الاعتصام بعد جائحة كورونا، الا ان العشرات من الاحتجاجات العمالية والشبابية للعاطلات والعاطلين عن العمل والذين تضررت ......
#جمرة
#-الصراع
#الطبقي-
#الرماد-
#بضعة
#مسائل
#انتفاضة
#اكتوبر
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=697825
#الحوار_المتمدن
#نادية_محمود يبدو ان الخيبة والاحباط تسيطر على اجواء المحتجين الذين دعوا وبهمة عالية الى استمرار الثورة او الانتفاضة. بعد ان بدأت التعبئة الجماهيرية لإدامة واستمرار الانتفاضة في يومي 1 ويوم 25 اكتوبر وانخرطت الجموع الشبابية المحتجة، الطلبة والشباب والنساء. رفعت اعلام العراق، ارتفعت الهتافات ضد احزاب ومليشيات السلطة الحاكمة، حملوا صور الضحايا، وكالعادة، تعرضوا للقمع من قبل القوات الامنية، وحدثت اصابات بين المتظاهرين.الا انه في نهاية يوم 25 اكتوبر، تغّير المزاج العام بعد ان اتضح للمتظاهرين بأن ساحة التحرير ملغومة، كما عبرت عنها احد المحتجات، " بالعصابات والمخربين والمندسين والمستغلين" يحملون اسلحة، ولديهم مواد متفجرة، متغلغلين في قلب ساحة الاعتصام التي كان قد توطن فيها الشباب المنتفض ولعدة لشهور. اعلن المنتفضون والمنتفضات الانسحاب من الساحة وتعليق التظاهرات في مزاج عام يشبه الشعور ب" العجز". وبدأ، في يوم 31 افراغ ساحة التحرير من الخيام، وغسل شوارعها بالماء من قبل القوات الحكومية. بدأ المتظاهرون الساخطون والغاضبون بإلقاء كلمات اللوم على بغداد واهاليها، بانهم لم يقوموا " بفزعة" لحماية الساحة، وكأن القضية " عشائرية"، او بسبب "الخيانات"، انخداع المتظاهرين بأحابيل الاحزاب الحاكمة” تشكيل احزاب شبابية وانخراط في الانتخابات". توصل المتظاهرون/ات بان وقت الساحات قد انتهى. رغم هذه الاجواء المكفهرة والمعنويات المنكسرة، الا ان السؤال الذي طرح من قبل البعض والذي يستحق ان يجري تناوله هو” وماذا بعد، كيف يمكن تغيير الواقع اذا ساحة التحرير فرغت؟".ان بضعة نقاط تمهيدية قد تكون مفيدة في الاجابة على السؤال وماذا بعد؟ ولكن قبل هذا، لا بد ان نراجع بسرعة صفحات انتفاضتنا.1- طغت الشعارات الوطنية على الساحات وغابت الشعارات الطبقية. رغم كون الذي مهد واطلق شرارة الانتفاضة هي، المطالب الاقتصادية للعمال وعمال العقود والاجور، والخريجين والخريجات المعطلين، والعاطلين عن العمل. الا ان كل ذلك لم يذكر في سياق شعارات الانتفاضة. حيث كان الشعار السائد " نريد وطن". قد يكون هذا الشعار اختزل كل المطالب التي يريدها المنتفضون/ات، ولكنه لم يفصح ويعبر بشكل واضح عن تلك المطالب التي اشعلت شرارة الانتفاضة. على العكس، اصبح من يرفع تلك المطالب في حرارة ايام الانتفاضة وكأنه يتكلم خارج السياق. 2- ان التغني بالشعارات الوطنية كان من جهة اخرى تعبيرا عن موقف الجماهير ضد الطائفية، ومن اجل اظهار " اللحمة الوطنية" بين الجماهير. تجلى ذلك في انشاد النشيد الوطني ورفع العلم العراقي والتغني بالعراقية والوطنية. والتأكيد على ان الانتفاضة جلبت الناس من مختلف الطوائف، وانه لم يعد للخطاب الطائفي، الذي تعكزت عليه الاحزاب الاسلامية، اي مشترٍ. اتفق الجميع على ان العراقيين " الوطنيين" هم في قارب واحد ضد الاحزاب الطائفية المحاصصاتية. في ظل التغني بالهتافات الوطنية وضد الطائفية، وضد نظام المحاصصة تم نسيان الاهداف والمطالب الاقتصادية التي اشعلت شرارة الانتفاضة في المقام الاول.3- تم ركن المطالب الاقتصادية جانبا التي يمكن حسابها وقياسها ومعرفة مدى تحققها بالأرقام. و لم تتم الاشارة الى جوهر الصراع الطبقي الذي يقع في قلب الصراع الدائر بين الجماهير في انتفاضتها ضد السلطات المليشياتية وحكومتها.4- مع هذا، ومع اننا رأينا انفضاض اغلبية الجماهير المنتفضة عن ساحات الاعتصام بعد جائحة كورونا، الا ان العشرات من الاحتجاجات العمالية والشبابية للعاطلات والعاطلين عن العمل والذين تضررت ......
#جمرة
#-الصراع
#الطبقي-
#الرماد-
#بضعة
#مسائل
#انتفاضة
#اكتوبر
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=697825
الحوار المتمدن
نادية محمود - جمرة -الصراع الطبقي- تحت الرماد- بضعة مسائل عن انتفاضة اكتوبر
سعد السعيدي : بضعة اسئلة الى امين العاصمة الجديد
#الحوار_المتمدن
#سعد_السعيدي لم تحظى العاصمة بغداد منذ فترة طويلة بشخص ذو خبرة ادارية ربما منذ ان جرى استحداث المنصب قبل قرن من الزمان. وفي فترة ما بعد سقوط النظام السابق تراكمت مشاكل العاصمة فوق بعضها وتفاقمت بسبب تعمد إهمالها. لذلك كان لا بد من تولي شخص عارف بها زمامها.ثم جرى في تشرين الاول الماضي تعيين امينا جديدا لبغداد هو علاء معن العماري خلفا للامين السابق الذي قدم استقالته. وكسابقه فالامين الجديد هو مهندس معماري.قبل الدخول في التفاصيل يجب توضيح نقطة مهمة. إن قرار ذاك الذي اتى بالامين الحالي الى المنصب هو كسابقيه ذو هدف سياسي. اي ان ذاك الشخص يستخدم منصب الامانة كغطاء لضعفه هو وانكشافه السياسي. بينما المنصب خدمي ويجب ان يبقى كذلك. بهذا يكون الامين المختار امينا للغطاء لا للعاصمة. نتائج هذه الاتفاقات كانت وبالا على الخدمات في العاصمة وعلى سكانها. إذ تراجعت هذه وانهارت إن لم تتلاشى في بعض الاماكن. وصار هناك مستويين من الخدمات واحد حاضر كامل للسياسيين وآخر متلاش ومعدوم لعموم السكان. ولدينا شعور بان غاية اختيار الداعم لهذا الشخص بالذات ليست بعيدة عن محاولة رشوة اهالي العاصمة ليتذكروه عند الانتخابات القادمة. لكن الغاية الاهم هو استخدام المنصب لضمان موطيء قدم في ظل تعدد الولاءات في مدينة تمثل مركز ثقل كبير وتضم مقر الداعم. فمنها تدار الدولة وفيها مقرات الخصوم السياسيين ، عدا عن فوائد اخرى تتعلق بضرورات ادارة الفساد.ولما كان منصب امانة بغداد خدميا اولا واخيرا ولا يمكن تسييسه ، فلا يمكن بمعيته توفير الخدمات ما لم يكن هناك برنامجا متفقا عليه مع اهالي العاصمة ، لا التصرف حسب المزاج مثلما تكرر في السابق. فاين هو برنامج الامين الجديد لخدمة بغداد؟ وعلى فرض وجود مثل هذا البرنامج فباية آماد زمنية سينجزه الامين؟ فعلى الرغم مما يبدو على الامين الجديد من كونه شخص مثقف وعملي ، هل لديه ايضا خبرة ادارية كافية لادارة مدينة كبيرة مترامية الاطراف ومكتظة بالسكان والمشاكل كبغدادنا ؟إن مشاكل بغداد التي يعرفها الجميع هي تلك المتعلقة بازمات الكهرباء والماء والمجاري ، وانشاء الحدائق والاهتمام بالمساحات الخضراء ، والطرق وصيانتها ونظافتها والمرور ، وازمة النفايات ومعامل التدوير. ثم هناك مشاكل الهجرة الى العاصمة التي تفاقم ازمات السكن. والاخيرة تأخذنا الى ازمات الاكتظاظ السكاني والتمدد العمراني. ومع التغيرات المناخية وتزايد حالات سقوط الامطار الكثيفة لا بد من التخطيط بسرعة للاستفادة من المياه المتحصلة وتحويلها مباشرة نحو اسالة ماء بغداد.من اشكال التعتيم على اهالي العاصمة هو ما يتعلق بمشاريع البنية التحتية لمدينتهم ، مثل مشروع القطار المعلق. فهذا قد عثرنا على اخباره في الاعلام فقط. فغير واضح لحد الآن إن كان هذا القطار معلقا فقط ام انه سيكون تحت ارضي ايضا. فإن كان كذلك الا يتوجب هدم مبان وبيوت وحفر شوارع لانشاء فتحات دخوله وخروجه من الارض فضلا عن دعائمه؟ هل قامت الامانة بعرض تصاميم القطار وخرائط سيره على اهالي العاصمة كونه سيبنى باموال ثرواتهم؟ يلاحظ انه قد جرى تجنب توضيح كيف سيتحرك هذا القطار. فهل سيكون بالكهرباء مثلا ام بوقود التلوث الجوي؟ وإن كان بالكهرباء ، فهل سيكون على حساب توفيرها للمواطن التي يفترض بالامانة ان تضمنها له؟ يلاحظ انه قد جرى مع كل هذا الاحتفاظ بكلفة مليارات الدولارات التي سيبتلعها هذا المشروع سرا. لم تتجشم الامانة ولا الخدمات النيابية توضيح هذه الامور لسكان العاصمة وسط الازمة المالية الحالية حيث تعمل وتصرح كل منهما بمعزل عن الاخرى. ولا يعرف إن ......
#بضعة
#اسئلة
#امين
#العاصمة
#الجديد
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=703780
#الحوار_المتمدن
#سعد_السعيدي لم تحظى العاصمة بغداد منذ فترة طويلة بشخص ذو خبرة ادارية ربما منذ ان جرى استحداث المنصب قبل قرن من الزمان. وفي فترة ما بعد سقوط النظام السابق تراكمت مشاكل العاصمة فوق بعضها وتفاقمت بسبب تعمد إهمالها. لذلك كان لا بد من تولي شخص عارف بها زمامها.ثم جرى في تشرين الاول الماضي تعيين امينا جديدا لبغداد هو علاء معن العماري خلفا للامين السابق الذي قدم استقالته. وكسابقه فالامين الجديد هو مهندس معماري.قبل الدخول في التفاصيل يجب توضيح نقطة مهمة. إن قرار ذاك الذي اتى بالامين الحالي الى المنصب هو كسابقيه ذو هدف سياسي. اي ان ذاك الشخص يستخدم منصب الامانة كغطاء لضعفه هو وانكشافه السياسي. بينما المنصب خدمي ويجب ان يبقى كذلك. بهذا يكون الامين المختار امينا للغطاء لا للعاصمة. نتائج هذه الاتفاقات كانت وبالا على الخدمات في العاصمة وعلى سكانها. إذ تراجعت هذه وانهارت إن لم تتلاشى في بعض الاماكن. وصار هناك مستويين من الخدمات واحد حاضر كامل للسياسيين وآخر متلاش ومعدوم لعموم السكان. ولدينا شعور بان غاية اختيار الداعم لهذا الشخص بالذات ليست بعيدة عن محاولة رشوة اهالي العاصمة ليتذكروه عند الانتخابات القادمة. لكن الغاية الاهم هو استخدام المنصب لضمان موطيء قدم في ظل تعدد الولاءات في مدينة تمثل مركز ثقل كبير وتضم مقر الداعم. فمنها تدار الدولة وفيها مقرات الخصوم السياسيين ، عدا عن فوائد اخرى تتعلق بضرورات ادارة الفساد.ولما كان منصب امانة بغداد خدميا اولا واخيرا ولا يمكن تسييسه ، فلا يمكن بمعيته توفير الخدمات ما لم يكن هناك برنامجا متفقا عليه مع اهالي العاصمة ، لا التصرف حسب المزاج مثلما تكرر في السابق. فاين هو برنامج الامين الجديد لخدمة بغداد؟ وعلى فرض وجود مثل هذا البرنامج فباية آماد زمنية سينجزه الامين؟ فعلى الرغم مما يبدو على الامين الجديد من كونه شخص مثقف وعملي ، هل لديه ايضا خبرة ادارية كافية لادارة مدينة كبيرة مترامية الاطراف ومكتظة بالسكان والمشاكل كبغدادنا ؟إن مشاكل بغداد التي يعرفها الجميع هي تلك المتعلقة بازمات الكهرباء والماء والمجاري ، وانشاء الحدائق والاهتمام بالمساحات الخضراء ، والطرق وصيانتها ونظافتها والمرور ، وازمة النفايات ومعامل التدوير. ثم هناك مشاكل الهجرة الى العاصمة التي تفاقم ازمات السكن. والاخيرة تأخذنا الى ازمات الاكتظاظ السكاني والتمدد العمراني. ومع التغيرات المناخية وتزايد حالات سقوط الامطار الكثيفة لا بد من التخطيط بسرعة للاستفادة من المياه المتحصلة وتحويلها مباشرة نحو اسالة ماء بغداد.من اشكال التعتيم على اهالي العاصمة هو ما يتعلق بمشاريع البنية التحتية لمدينتهم ، مثل مشروع القطار المعلق. فهذا قد عثرنا على اخباره في الاعلام فقط. فغير واضح لحد الآن إن كان هذا القطار معلقا فقط ام انه سيكون تحت ارضي ايضا. فإن كان كذلك الا يتوجب هدم مبان وبيوت وحفر شوارع لانشاء فتحات دخوله وخروجه من الارض فضلا عن دعائمه؟ هل قامت الامانة بعرض تصاميم القطار وخرائط سيره على اهالي العاصمة كونه سيبنى باموال ثرواتهم؟ يلاحظ انه قد جرى تجنب توضيح كيف سيتحرك هذا القطار. فهل سيكون بالكهرباء مثلا ام بوقود التلوث الجوي؟ وإن كان بالكهرباء ، فهل سيكون على حساب توفيرها للمواطن التي يفترض بالامانة ان تضمنها له؟ يلاحظ انه قد جرى مع كل هذا الاحتفاظ بكلفة مليارات الدولارات التي سيبتلعها هذا المشروع سرا. لم تتجشم الامانة ولا الخدمات النيابية توضيح هذه الامور لسكان العاصمة وسط الازمة المالية الحالية حيث تعمل وتصرح كل منهما بمعزل عن الاخرى. ولا يعرف إن ......
#بضعة
#اسئلة
#امين
#العاصمة
#الجديد
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=703780
الحوار المتمدن
سعد السعيدي - بضعة اسئلة الى امين العاصمة الجديد
سعد السعيدي : بضعة ملاحظات حول جلسة رئيس السن
#الحوار_المتمدن
#سعد_السعيدي نكتب هذه الملاحظات بعجالة بعدما لاحظنا عدم قيام ايا كان بالكتابة حول موضوع الجلسة. وهو يتعلق بموضوع الجلبة والفوضى اللتان اندلعتا حول رئيس السن في جلسة البرلمان الاولى في 9 كانون الثاني الماضي.اننا مع تكرار احداث وتصرفات مرفوضة مع رئيس السن ومن لدنه في تلك الجلسة قد انتبهنا الى فائدتها في ما تثير لدينا من ملاحظات. وهي ما رأينا ضرورة وضعها في مقالة.لم يكن محمود المشهداني النائب السابق ومرة اخرى الحالي قادرا على ادارة الجلسة كرئيس للسن. فعمره حسب الاخبار يقارب الثمانين عاما. وكان يتوجب تنظيم امر رئيس السن وذلك بتحديد حد العمر الاقصى الذي يسمح به لاي شخص من الترشح لهذه الرئاسة. وذلك لكي لا نجد انفسنا في اية مرات اخرى مستقبلا بحضرة كهل غير قادر...وكانت هذه هي المرة الثانية حسب علمنا التي يحدث فيها انفلات وفوضى. فالاولى كانت مع رئيس السن النائب محمد علي زيني قبل 3 سنوات.وبالنسبة للجلسة ذاتها فقد كان على المشهداني السيطرة عليها وعدم ترك الامور تنفلت الى الشكل الذي جرت فيه. ونذكّر بانه هو المتسبب اصلا في هذا الانفلات عندما تجاوز وظيفته كرئيس للسن. وكان عليه ايضا التراجع عما قام به من تجاوز وتوجيه الامر الى مجموعة ذوي الاكفان وغيرهم ممن صعدوا الى المنصة بالعودة الى مقاعدهم وعدم محاولة التسبب بفوضى. فلما تردد عن القيام بهذا الامور ثم تعرض الى انهيار لاسباب حقيقية ام لا، يكون قد اثبت عدم اهليته لادارة تلك الجلسة واية جلسة اخرى مستقبلا. وكان يتوجب عزله فورا. لا نحبذ الخوض في البديهيات، لكن لا بد من ان يكون معلوما للجميع من ان المنطق في ادارة الجلسات يكون في عدم السماح بالفوضى مطلقا. ولكي يكون كذلك لا بد ان يثبت الامر باضافته الى النظام الداخلي لمجلس النواب او بتشريع نيابي. فالمسؤولية هي مسؤولية جميع النواب.كذلك فهناك ما كان يجب ان يسقط حق المشهداني في ترشيحه لرئاسة السن. وهو ما كان قد اعلنه مسبقا بنفسه او بطريق آخرين عن ترشحه لرئاسة مجلس النواب. لذلك فقد كان يجب حذف اسمه من رئاسة السن تلقائيا بمجرد التأكد من امر ترشيحه هذا، لا تأجيله لما بعد وفسح المجال عن دراية او عن سذاجة لغايات تخريب عقد الجلسة الاولى...وغير هذا فهناك السجل الشخصي لهذا النائب السابق. يعرف الجميع انه بعدما استقال من رئاسة الدورة الاولى لمجلس النواب صار يتسلم راتبا تقاعديا يبلغ 40 الف دولار شهريا حسب الاخبار. ولما لا يوجد اساس من قانون يسمح له بهذا المبلغ يكون الامر فيه سرقة، ويتوجب تدقيق ذمته المالية خصوصا مع وجود من يبحث عن قوته يوميا في القمامة. وبغض النظر عما تكون نتيجة مثل هذا العمل في حالة مراجعته نشدد بان يكون رئيس السن شخصا نزيها بلا شائبة. فالترشيح كنائب في مجلس النواب هو لاداء خدمة عامة، لا لتبوؤ منصب. ولا يجوز صرف راتبا للنائب وإنما مكافأة له على عمله. ولما لا يحق الراتب للنائب فلا يستحق بالتالي تقاعدا مهما كان. وكان يجب اعادة تدقيق سجله مع احتفاظه بأفواج حماية تعدادها مئات من الجنود مع عجلات ونثريات حتى بعد خروجه من عمله كنائب في البرلمان، وعن شكوك من كون هؤلاء فضائيين. وكذلك امتيازات اولاده وما اشيع في وقت ما من علاقته بالارهاب مع حمايته. لذلك فحتى لو لم يجر الانتهاء من التحقيقات يحذف اسمه من اي ترشيح حتى ولو كان مجرد شبهة. وكل هذا كان يجب ايضا ان يكون مثبتا في النظام الداخلي للمجلس او بقانون مشرع.اما صبيان كتلة الاكفان واية مجموعة اخرى مشابهة غيرهم فكان يجب توجيه عقوبة اليهم للفوضى المتعمدة التي تسببوا بها كيلا يعاودوا ا ......
#بضعة
#ملاحظات
#جلسة
#رئيس
#السن
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=745127
#الحوار_المتمدن
#سعد_السعيدي نكتب هذه الملاحظات بعجالة بعدما لاحظنا عدم قيام ايا كان بالكتابة حول موضوع الجلسة. وهو يتعلق بموضوع الجلبة والفوضى اللتان اندلعتا حول رئيس السن في جلسة البرلمان الاولى في 9 كانون الثاني الماضي.اننا مع تكرار احداث وتصرفات مرفوضة مع رئيس السن ومن لدنه في تلك الجلسة قد انتبهنا الى فائدتها في ما تثير لدينا من ملاحظات. وهي ما رأينا ضرورة وضعها في مقالة.لم يكن محمود المشهداني النائب السابق ومرة اخرى الحالي قادرا على ادارة الجلسة كرئيس للسن. فعمره حسب الاخبار يقارب الثمانين عاما. وكان يتوجب تنظيم امر رئيس السن وذلك بتحديد حد العمر الاقصى الذي يسمح به لاي شخص من الترشح لهذه الرئاسة. وذلك لكي لا نجد انفسنا في اية مرات اخرى مستقبلا بحضرة كهل غير قادر...وكانت هذه هي المرة الثانية حسب علمنا التي يحدث فيها انفلات وفوضى. فالاولى كانت مع رئيس السن النائب محمد علي زيني قبل 3 سنوات.وبالنسبة للجلسة ذاتها فقد كان على المشهداني السيطرة عليها وعدم ترك الامور تنفلت الى الشكل الذي جرت فيه. ونذكّر بانه هو المتسبب اصلا في هذا الانفلات عندما تجاوز وظيفته كرئيس للسن. وكان عليه ايضا التراجع عما قام به من تجاوز وتوجيه الامر الى مجموعة ذوي الاكفان وغيرهم ممن صعدوا الى المنصة بالعودة الى مقاعدهم وعدم محاولة التسبب بفوضى. فلما تردد عن القيام بهذا الامور ثم تعرض الى انهيار لاسباب حقيقية ام لا، يكون قد اثبت عدم اهليته لادارة تلك الجلسة واية جلسة اخرى مستقبلا. وكان يتوجب عزله فورا. لا نحبذ الخوض في البديهيات، لكن لا بد من ان يكون معلوما للجميع من ان المنطق في ادارة الجلسات يكون في عدم السماح بالفوضى مطلقا. ولكي يكون كذلك لا بد ان يثبت الامر باضافته الى النظام الداخلي لمجلس النواب او بتشريع نيابي. فالمسؤولية هي مسؤولية جميع النواب.كذلك فهناك ما كان يجب ان يسقط حق المشهداني في ترشيحه لرئاسة السن. وهو ما كان قد اعلنه مسبقا بنفسه او بطريق آخرين عن ترشحه لرئاسة مجلس النواب. لذلك فقد كان يجب حذف اسمه من رئاسة السن تلقائيا بمجرد التأكد من امر ترشيحه هذا، لا تأجيله لما بعد وفسح المجال عن دراية او عن سذاجة لغايات تخريب عقد الجلسة الاولى...وغير هذا فهناك السجل الشخصي لهذا النائب السابق. يعرف الجميع انه بعدما استقال من رئاسة الدورة الاولى لمجلس النواب صار يتسلم راتبا تقاعديا يبلغ 40 الف دولار شهريا حسب الاخبار. ولما لا يوجد اساس من قانون يسمح له بهذا المبلغ يكون الامر فيه سرقة، ويتوجب تدقيق ذمته المالية خصوصا مع وجود من يبحث عن قوته يوميا في القمامة. وبغض النظر عما تكون نتيجة مثل هذا العمل في حالة مراجعته نشدد بان يكون رئيس السن شخصا نزيها بلا شائبة. فالترشيح كنائب في مجلس النواب هو لاداء خدمة عامة، لا لتبوؤ منصب. ولا يجوز صرف راتبا للنائب وإنما مكافأة له على عمله. ولما لا يحق الراتب للنائب فلا يستحق بالتالي تقاعدا مهما كان. وكان يجب اعادة تدقيق سجله مع احتفاظه بأفواج حماية تعدادها مئات من الجنود مع عجلات ونثريات حتى بعد خروجه من عمله كنائب في البرلمان، وعن شكوك من كون هؤلاء فضائيين. وكذلك امتيازات اولاده وما اشيع في وقت ما من علاقته بالارهاب مع حمايته. لذلك فحتى لو لم يجر الانتهاء من التحقيقات يحذف اسمه من اي ترشيح حتى ولو كان مجرد شبهة. وكل هذا كان يجب ايضا ان يكون مثبتا في النظام الداخلي للمجلس او بقانون مشرع.اما صبيان كتلة الاكفان واية مجموعة اخرى مشابهة غيرهم فكان يجب توجيه عقوبة اليهم للفوضى المتعمدة التي تسببوا بها كيلا يعاودوا ا ......
#بضعة
#ملاحظات
#جلسة
#رئيس
#السن
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=745127
الحوار المتمدن
سعد السعيدي - بضعة ملاحظات حول جلسة رئيس السن