الحوار المتمدن
3.19K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
سليم نصر الرقعي : عندما تموت وتكون آخر من يعلم
#الحوار_المتمدن
#سليم_نصر_الرقعي من مذكرات رجل ميت!؟(البداية)***********حينما متُّ منذ ما يزيد عن 120 سنة مضتْ لم أكن أدري بأنني قد متُّ !، فلم أشعر حينها بأنني بِتُّ ميتًا ! ، ولا أحد اخبرني بأنني متُّ ، فقد كنت آخر من يعلم !!.... كل ما هنالك أنني لاحظتُ فقط أن نظرة كل من حولي لي قد تغيرتْ 180 درجة!، فمن بعد ان كان الجميع يُولوني اهتمامًا خاصًا واحترامًا كبيرًا وبعضهم كان يقف احترامًا لمقامي إذا مررت بقربه وهو جالس، فجأةً وجدتُ أن كل ذلك الاهتمام والاحترام صار هباءً منثوراً!، حيث شعرتُ بأن كل هؤلاء الذين يحيطون بي من كل جانب لم يعد يعنيهم أمري!، كما لو انني اختفيتُ من امامهم وتحولت إلى شبح غير مرئي أو إلى ميكروب لا يكاد يرى بالمجهر الالكتروني!، حتى زوجتي واولادي لاحظتُ بأنهم اصبحوا يتجاهلونني فجأة كأن شيئًا لم يكن!، وزوجتي التي كانت تهتم بكل صغيرة وكبيرة في حياتي وطريقة ملابسي لم تعد تهتم حتى بالإجابة عن سؤالي الموجه اليها كل صباح عن ما هي ربطة العنق المناسبة للبدلة التي ارتديها في ذلك الصباح!؟ ، فهي كحال الآخرين لم تعد على طبيعتها التي عهدتها عليها من قبل!، فقد اكتشفت بأنها لم تعد تعيرني اهتمامها بل وتظل ساهمة العينين شاردة الذهن تنظر في الفراغ كما لو انني بت جزءا من ذلك الفراغ اللانهائي المجهول الذي كانت تحملق فيه بحزن وضياع!!، هكذا بدأت اتفطن إلى كل ذلك التغيير الذي اعترى سلوك كل من حولي في بيتي وفي مقر عملي!، بل حتى بواب وحارس البرج السكني الذي كنت اقطنه والذي كان طوال الفترة الماضية يودعني ويستقبلني دائمًا بشكل حار وابتسامته العذبة لا تغادر محياه هو الآخر اعتراه ما اعترى الآخرين من تغيّر مفاجئ ولم يعد يعيرني أي اهتمام، بل ولم يعد يلقي عليَ حتى السلام!!.. لقد كان ذلك الانقلاب في سلوك محيطي الاجتماعي يُحيرني ويكاد يطيح بعقلي، ولم اجد تفسيرًا يومها لكل ذلك الانقلاب وكل ذلك البرود وكل تلك اللامبالاة سوى أن كل ذلك حدث عقب خسارتي المؤلمة للانتخابات في المؤسسة الحكومية العريقة التي كنت أجلس على كرسي قمة هرمها، تلك الخسارة المريرة التي رجعت من بعدها كما كنت في سالف الأوان موظفًا في الطابق الأرضي في قسم الارشيف!!، هذا هو التفسير المنطقي والمعقول والوحيد الذي توصلت إليه كسبب في كل ذلك الانقلاب الكبير في سلوك من حولي ناحيتي وتلاشي كل ذلك الاهتمام والاحترام الحار الذي كانوا يولونه لي!، إنه كرسي السلطة وما يرتبط به من نفوذ وهيلمان وتأثير على الآخرين!، فما إن خسرتُ تلك الانتخابات حتى تحولتُ، بقدرة قادر وجرة قلم، من عملاق مهاب يقيم له الجميع الف حساب إلى قزم صغير وحقير تزدريه العيون!، بل إلى ذرة هباء لا يلحظها احد حتى أقرب المقربين!!..... هكذا فسرتُ يومذاك كل ذلك الانقلاب الذي حدث وكل تلك اللامبالاة التي اجتاحت كل من حولي حيالي!، فعندما تهوي من هرم السلطة تظل العيون معلقة بمن سيحل محلك هناك في قمة الهرم على ذلك الكرسي الكبير ولن يلحظ احد وجودك ولن يبالي احد في أي حفرة سقطت!، لذا وقد ظننتُ يومها أن هذا هو السبب الحقيقي في كل ذلك الانقلاب الاجتماعي الذي حدث حولي حيالي فإنني ابتلعت تلك المرارة في صمت ثم وللتغلب على شعوري بالخسارة والنبذ والتهميش واللامبالاة ركزتُ جهدي ووقتي في تلك الحفرة التي تم نقلي اليها اثر سقوطي في الانتخابات!، أقصد حفرتي في الطابق الارضي السفلي في قسم الأرشيف..... لكن هذا الوضع لم يستمر طويلًا ، فقد زارني ذات مساء في حفرتي تلك وأنا منهمك في تقليب و ترتيب الملفات القديمة المغبرة شخص غريب المظهر وغريب الاطوار!!، شخص دلف لغرفة الارشيف بشكل مفاجئ وبصحبته رجلان ......
#عندما
#تموت
#وتكون
#يعلم

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=677879