الحوار المتمدن
3.19K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
محمد كشكار : شهادة على العصر: أستاذ تونسي متعاون في الجزائر 80-88
#الحوار_المتمدن
#محمد_كشكار التحقتُ عام 1980 بــ"إعدادية زيروت يوسف" ولاية سكيكدة وكان عمري 28. وصلتُ القرية مساء. لا يوجد بها نُزْلٌ. قضيتُ ليلتي في الحمام التركي بالقرية ونمتُ على حصيرة. توجهتُ باكرا إلى المدرسة الإعدادية وقابلتُ المدير. كان جزائريا بربريا (أي أمازيغيا أو قبائليا) يتكلمُ الفرنسية فقط في زمن تعريب التعليم الجزائري. كان دعاة التعريب من الوزراء والمسؤولين الكبار يبعثون أبناءهم يدرسون التغريب بالخارج حفاظا على عقول فلذات أكبادهم من التخريب الوطني المبرمج مع سبق الإصرار والترصد بلغة القانون.انتدبوني لتدريس العلوم الطبيعية بالفرنسية لآخر دفعة نجت من نظام التعريب. نعم أقول نجت لأن التعريب يساوي تجهيلا وتفقيرا لثقافة الأستاذ والتلميذ وخاصة عنما لا نوفّرُ له مراجع علمية بالعربية ولا نحضِّر له أساتذة متكونين بالعربية ولا نطبع له مجلات علمية عربية مختصة يُنشر فيها إنتاجُنا العلمي وإنتاج غيرنا مترجم. كان أستاذ العلوم الجزائري المعرّب أستاذًا غير قادر على مطالعة الكتب المدرسية والمراجع المكتوبة بالفرنسية وغير قادر أيضا على قراءة المجلات العلمية الفرنسية المختصة مثل (La Recherche) أو شبه المختصة مثل (Sciences & Vie) فكان زميلي الجزائري أو الشرقي المتعاون (مصري، سوري، عراقي، أردني) يعتمد في إعداد دروسه على كتاب التلميذ فقط. أما التلميذ الجزائري المعرّب (يدرس الفرنسية كمادة مستقلة ويدرس باللغة العربية كل العلوم الصحيحة والتجريبية والإنسانية) الحاصل على باكلوريا علوم بالعربية والموجّه إلى سنة أولى طب، فيجد صعوبة كبيرة في مواصلة تعليمه الجامعي الطبي المفرنس تماما لأنه غير مؤهل لغويًّا للبحث في المراجع الطبية الفرنسية أو الأن&#1700-;-ليزية. لا توجد في الجزائر مراجع طبية حديثة بالعربية ولا مجلات علمية عربية مختصة أو شبه مختصة.مبدئيا، أنا من دعاة التعريب ولكن ضد تطبيقه العاجل. علينا, حسب وجهة نظري المحدودة, أن نبدأ بتوفير مراجع معرّبة في كل المجالات والاختصاصات في المكتبات المدرسية والعامة والتجارية وبيع مجلات علمية مختصة معرّبة في حينها في الأكشاك قبل أن نعرّب التعليم. عُرِّبَ التعليم الأساسي والإعدادي والثانوي في الجزائر فخُرِّبَ ولم يُنتِج إلا أجيالا مثقفة بالعربية فقط وهذا غير كاف، أجيالا لا تستطيع أن تبدع وتنتج إلا في مجال الدين, المجال الوحيد المعرّب بالكامل. عُرِّبَ التعليم الأساسي في تونس بفرعيه, الابتدائي والإعدادي, فأصبح في طريقه إلى التخريب أيضا مثل الجزائر. كنا نظن أننا في تونس أذكى منهم فأبقينا على الثانوي مفرنسا لكن نسينا أن من يكون أساسه هشّا لا يستطيع أن يُعلّى بنيانه.كان زملائي الجزائريون المعرّبون المتخرجون حديثا عاطلين بالفعل في اللغة لفرنسية. كانوا يلجئون إليّ مضطرين, يعلو وجوهم الحياء وأنا أيضًا، طالبين منّي كتاية جملة برقية بالفرنسية أو قراءة مختصر شروط استعمال آلة غسيل أو دواء (notice d emploi) . كنتُ أترجم لهم مقالات (le Monde diplomatique)] و(La Recherche) و(Sciences & Vie) وكانوا يستمعون إليّ بانبهار وإعجاب شديد لا أستحقّه (أنا ناقل) وكأنني بابلو نيرودا يلقي شعرا في ثوار اسبانيا الشيوعيين.أسكَنوني مع أستاذ عراقي وآخر سوري. كان العراقي شيوعيا هاربا من صدام ومحكومًا عليه غيابيًّا بالإعدام ككل الشيوعيين العراقيين الفارين الممنوعين من العودة إلى وطنهم الأم. أنا مَدينٌ له فهو أول مَن علّمني كره طاغية بلاده، صدّام حسين، منذ اغتصابه السلطة سنة 1980. أما السوري فكان يخرج من الدار عند إثارة أي نقاش سياسي حول الأنظمة العربية لثقته المرَضية ......
#شهادة
#العصر:
#أستاذ
#تونسي
#متعاون
#الجزائر
#80-88

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=684645