الحوار المتمدن
3.19K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
جلال الصباغ : دروع من البراميل
#الحوار_المتمدن
#جلال_الصباغ حدق في طويلا وكأنه يراني للمرة الأولى، بعدها طلب مني ان اجلب له لتر من العرق، وبعد ذهاب الجميع وبقائنا نحن أصدقاؤه المقربون. أبدى عدم رغبته بالشرب مع احد منا، بعد طلبي الانضمام إليه في تلك الليلة.في طريق العودة إلى المنزل عبرت جسر محمد القاسم وهو الطريق الذي يخترق المناطق الشمالية الشرقية من بغداد وتقع ساحات التحرير والخلاني بموازاته من جهة الغرب.تذكرت عصر ذلك اليوم الذي ذهبنا فيه أنا وحسن للمرة الأولى منذ سيطرة مجاميع من الشباب على الجسر، ونحن نسير مندهشين ومذهولين من إصرار شباب صغار لا تتجاوز أعمار اغلبهم العشرين عاما...كيف استطاع هؤلاء الذين لم يدخلوا حربا أن ينتظموا بهذه الطريقة، ويقيموا الحواجز ويتبادلوا الواجبات، كنا نعتقد إن هذا الجيل غير قادر على القيام بشيء، لكن قناعاتنا بشأنهم كانت غير واقعية. عبرنا الحاجز الأول بعد ساحة الطيران وكانت آثار الإطارات المحترقة منتشرة على الطريق بسبب غزارة الأمطار يوم أمس، وقد جرفت ما نتج عن الحرق لتغطي مساحات واسعة من الشارع، كانت وجوه وملابس اغلب من نلتقيهم قد تحولت إلى اللون الأسود بفعل الدخان الناتج عن الإطارات. كل ما حولنا من طرق وناس وبنايات كأنها مشاهد من أفلام ...كلما تقدمنا باتجاه الجسر تزداد آثار المعارك بين الشباب والقوات الحكومية، لم نر هذه المشاهد سوى في نشرات الأخبار أما الآن فهي حية أمامنا... تملكني شعور غريب بالمكان، فلا يمكن عيش هذه الحالة ألا بالتواجد داخلها، لان إحساس المقاتل يختلف جذريا عن إحساس من يشاهد المعركة عبر التلفزيون، فالنظر من بعيد وخارج الملعب لا يعطيك إلا مقاطع مجتزأة. اقتربنا كثيرا من جسر محمد القاسم وكنت أتحدث مع حسن عن ضحايا يوم أمس ففي المكان الذي نقف فيه، كانت شاشات التلفزيون تنقل مشاهد من هذا الموقع، حيث قتل أربعة وجرح آخرون. كان فم حسن مفتوحا وعيناه لا ترمشان، ونحن نصعد الجسر الذي يحتشد عليه المئات من الشباب والشابات ...تبدو على ملامحهم علامات الثقة والشجاعة بشكل غريب، فرغم الموت وقلة الطعام والطقس البارد، إلا أنهم خلقوا لأنفسهم أجواء من الفرح والرقص والغناء .أصبحنا مثار ضحك لمجموعة شباب تقيم حاجز تفتيش فوق الجسر وهم يتندرون ويصيحون، يبدو أنكم ذهبتم إلى الحمام قبل المجيء إلى هنا...بدأوا الهتاف: كلا كلا للحمّام.... كلا كلا أبو الشغب.... كلا كلا عبد المهدي ... وقهقهاتهم تشق سماء بغداد الملبدة بالغيوم.عبرنا الحاجز الرابع ولم يبق سوى واحد يفصلنا عن قوات مكافحة الشغب أمسكت بذراع حسن وهمست في أذنه:- أين نذهب الم يخنقك مسيل الدموع ؟!... توقف لحظة ثم واصل السير. أحدثت رشقه رصاص عند الحاجز، ضجيجا وصراخا وركضا في مختلف الاتجاهات، بعدها لم نعرف من أين أتت عربات التكتك وهي تطلق الصفارات، تراجعنا وقد جاءت خلفنا بسرعة فائقة عربات تكتك ثلاث، كانت الدماء تقطر من أحد هذه التكاتك، والآخر كانت تتدلى من بابه المفتوح يد عارية، رسم عليها وشم على شكل قلب باللون الأزرق وتضرب في الإسفلت مع كل مطب يواجه عربة التكتك.الجميع كان يصرخ افتحوا الطريق شهداء ... افتحوا الطريق... لم نتحدث حتى وصولنا إلى الحاجز الأول... كانت الأجواء هناك شبه اعتيادية فالشباب أدمنوا مشاهد الدم أو ربما لم يعد يعني لهم الموت شيئا. على الحاجز الأول قبل نزولنا من الجسر كان هنالك صحفي يُجري بعض اللقاءات مع الشباب وقفنا بالقرب منهم وقد احتشد حوله العشرات ، كان احدهم يصرخ - يجب أن يفهموا... عليهم الرحيل لن نتراجع، كلنا مستعدون للموت، قتلوا منا اليوم خمسة وجرحوا أر ......
#دروع
#البراميل

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=678153