الحوار المتمدن
3.19K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
علي شاكر : وقفةٌ مع التّرجمة والمترجمين
#الحوار_المتمدن
#علي_شاكر من المعروف بين المشتغلين في حقول التّرجمة من المختصين مدى خطورة هذه المهمّة، فهي لا تقلّ أهميّة عن التّأليف نفسه إن لم نقل: هي تأليف، ولكنْ من نوعٍ آخر، ولعلّ مناظرة( السّيرافي) المشهورة مع( متّى بن يونس) في نقده للترجمة، وبيان خطورتها عل المعنى ما تكشف ذلك، فإنْ لم يكن المترجمُ عالماً بالنّظامَين الّلذين يُترجم منهما، وإليهما، فهو حتماً سيقعُ بإشكالاتِ (قلب المعنى، وتشويهه)!، ولهذا يطرح السّيرافي سؤالا على( متّى بن يونس) قائلاً: على أنّك تنقل من السّريانيّة فما تقول بمعانٍ متحوّلة من يونان إلى لغة أخرى سريانيّة، ومن هذه إلى لغة أُخرى عربيّة؟. لعلّ قولهُ: (لابن يونس) يُشير إلى ما اصطلح عند المحدثين، والمعاصرين ما يُعرف بمقولة: التّرجمة خيانة، وعن هذه الأولى خيانة الخيانة!. على سبيل المثال -لا الحصر- فلو جئنا لإحدى ترجمات (رواية البؤساء)؛ (البائسون) سيُلاحظ المطالع العادي، ومن العنوان الأوّلي للترجمة أنّ الرّواية تتحدّثُ عن الطبقة المحرومة، والفقيرة في فرنسا، يقرأ بعدها محتواها فيلاحظ أنّها منطبقة مع العنوان، تلك الرواية الّتي مثّل دورها(جان فالجان) بعد خروجه من السّجن، وبداية عذاباتهِ، وهذا طبيعي للمطالع العادي. أمّا أنا ولكوني متذوّق، ومطّلع على الثّقافة العربيّة لا أقبل بهذا التّصور إطلاقا، فمن العنوان الأوّلي سأتصورُ أنّها تتحدّثُ عن الشُّجعان؛ لكون ( البؤساء) جمعاً لمفردة (بئيس) وهو الأيّد الشّجاع، كما تقول معاجم اللغة العربيّة، بينما عندما أذهب لمحتواها أجدها تُخالف العنوان تماماً!، فما حدا عمّا بدا؟ صحبتني في الحجاز وأنكرتني في العراق؟!. لهذا كان الصحيح به أنْ يُترجمُ العنوان إلى (البائسون) جمع( بائس)، لكنّ المترجم؛ ولكونه قليل الثّقافة اللغويّة، أوقع نفسه في سوء التّرجمة من العنوان الأوّلي للكتاب فكيف يا ترى بباقي الرّواية؟!، حيثُ يتصوّر المطالع العادي أنّ الّذي ترجم العنوان ضليعاً في صنعتهُ، لكن وياللحسرة لمجرد أنْ تبدأ -كمختص- بقراءة محتوى الرّواية ستتفاجأُ أنّ محتواها يُخالف العنوان، فهي تتكلّم عن الفقراء والمحرومين!.طبعاً، وإنْ برّروا سوء ترجمته بأنّ الإشكال مدفوعٌ عنه؛ لكونه خللا فنّيا في وقتها شأنهُ شأن التّرجمات الشّعبيّة في حينها، لكن تبقى هفوة واردة عليه كما ذكر مصطفى جواد ذلك حمله عليه ضعفه اللغوي!. بناءً على ما تقدّم يُدّون المفكر المغربي (عبداللّه العروي) في مقدّمة كتابه الصّادر بعد سنة 1967(الآيديلوجيّات العربيّة المعاصرة): نقده اللاذع، والشّديد لهذه التّرجمات العربيّة، واصفاً إيّاها، بالمشوّهة، والردئية، والنّاقصة، فهي لم تكتفِ بتشويه اللفظ، وخلخلتهِ، بل تعدّتْ إلى قلب المعنى بكلّ جرأة، ويُحصي بعدها ما لا يقل عن 145 خطأ قد ارتكبهُ المترجمون مع نصوصهِ المترجمة، ولهذا يقول ما نصّه: إنّنا نحكم على تراجمة اليوم (أنّهم) لا يتقنون العربيّة كأسلافهم، ولا يعرفون المتداول من لغات اليوم، بل لا يعودون مثل أسلافهم إلى المراجع الّتي تُساعدهم على فهم مقاصد الكُتّاب المعاصرين، يبدو وكأنّ المترجم المعاصر يُمسك القلم باليد اليمنى، والكتاب الّذي يريد تعريبهُ باليسرى مكتفياً بما في ذهنهِ من مفاهيم، ومفردات!. بعدها يتساءل: كيف لأساليب كتّابٍ معاصرين لي، أمثال فوكو، ألتوسر، جان لاكان، جاك دريد، مع تحذلقهم وتصنّعهم، وشغهم بالتّورية، والإيماء، واعتمادهم المتواتر على تمثّل الجذور اليونانيّة، واللاتينيّة للمفردات الفرنسيّة، وإحياءهم لمصطلحات قديمة لم تعد تذكر في القواميس المتداولة؟ كيف تُترجم؟.يجيب قائلا: إذا كانت ترج ......
#وقفةٌ
#التّرجمة
#والمترجمين

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=697990