الحوار المتمدن
3.19K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
منسى موريس : الله والحوذى والحصان
#الحوار_المتمدن
#منسى_موريس هناك مواقف وأحداث قد نمر بها و تبدو ربما للكثيرين عادية أوبسيطة ولكن حين نتأملها نجدها تكشف لنا عن أشياء في قمة العمق والمعنى تمس وجودنا الإنسانى فأغلب مايظهر لنا على أنه عادى وبسيط يمكننا أن نستخلص ونستنبط منه معانى ودلالات لاحدود لها ، ومن ضمن المواقف التي صادفتها وكان لها أثر بالغ على فكرى وعلى رؤيتى للحياة أيضاً كان هذا الموقف عبارة عن مشهد قصير جداً لايتخطى بضع دقائق لكن برغم قصره شعرت أنه مشهد كبير يُمثل حياة بأكملها. " كنت ذاهباً إلى بلدة مجاورة ومن عادتى أحب الجلوس بجانب نافذة السيارة لأننى أهوى تأمل الطريق وبالقرب من الجسر أبطأ السائق بسبب الازدحام الشديد و رأيت أثناء عبورنا للجسر حوذى يحمل بيده اليمنى سوطه ويمسك بيده اليسرى لجام حصانه بكل قوة وعندما توقف حصانه عن السير إنهال عليه بالضرب المبرح العنيف بدون شفقة ورحمة وراح يشتمه بأقذع الألفاظ وأقذرها وكل هذا بسبب أن هذا الحصان المسكين لم يعد يستطيع أن يجر العربة التي تحمل أوزاناً فوق طاقته وقدرته وإحتماله والحوذى يعتقد بغباء لانظير له أن كثرة الضرب سوف تزيد من قوته وتجعله يعاود السير مرة أخرى لكن الذى حدث هو العكس تماماً إنهار الحصان الضعيف وفقد كل قوته وسقط أرضاً وإلتفت الناس حوله كى تساعده ليقف مجدداً لكن هيهات كل محاولاتهم باءت بالفشل وأصبح الحصان ساكن في مكانه لا يوجد فيه شيء يتحرك إلا عينيه كانت تنظر إلى الجميع نظرة معجونة باليأس والألم كأنها تقول " لا أريد مساعدة أحد كنت بطلاً في قصتى يوماً ما لكنى الآن أقف كالمتفرج " ثم إنطلقت السيارة بسرعة وغاب هذا المشهد المأساوى لكنه لم يغيب عن ذهنى حتى هذه اللحظة" وكثيراً ما طرحت على نفسى عدة أسئلة بخصوص هذا الموقف العابر هل هناك علاقة تشابه بين ما مر به هذا الحصان المسكين وبين وجودنا الإنسانى؟ هل يمكن للإنسان أن ينتقل من مرحلة البطل الذى يشكل حياته والعالم بنفسه إلى مرحلة المتفرج في لحظات اليأس وغياب المعنى؟ وكيف يستطيع الإنسان القيام بعد السقوط وبعد أن فارقته قوته في عالم بلا مخلص؟ كل هذه الأسئلة تعد جوهرية في حياتنا وتاريخنا كبشر كوننا نعيش داخل أطر إجتماعية وحضارية وسياسية وفكرية ووجودية ودينية وإنسانية أخلاقية هذه طبيعة حياة الإنسان هي حياة جماعية إنتمائية لايمكن أن تستقيم بدون هذه الأطر والقوالب والنظم والمفارقة العجيبة أن كل هذه الأمور التي لايستطيع المرء أن يعيش بدونها ربما تلعب هي دور " الحوذى" ويصبح الإنسان هو "الحصان" الحصان التعيس البائس الذى إستحال وجوده من البطل إلى المتفرج ووقتها تسحقه المصاعب والهموم والتحديات الكبرى والضربات الموجعة فيكتفى بتحريك عينيه ليشاهد حالته المأساوية أثناء إغتصاب الواقع لها ويُساق لمصائرمجهولة رغماً عنه بدون إرادة منه ويفقد إتزانه ويُدرك مدى ضعفه وعجزه وإنكساره أمام هذه الحياة وهنا يسقط أرضاً ويرفض كل محاولات الوقوف والصمود من جديد لأنه أدرك أن لا وجود أصيل له لأن الوجود الأصيل والهوية الحقيقية يحققها الإنسان عندما يكون "هو هو" فالهوية مقرونة بالوقوف ومعاودة السير من جديد فالطريق يبدأ وينتهى "بالأنا " لا " بالأنت والنحن" وهذا بالضبط ما شعر به "الحصان" فكيف له أن يسير ويمشى في طريق غيره ويحمل أوزان غيره فأين هو ؟ أين وجوده ؟ اين ذاته ؟ أين كيانه وجوهره؟ من أين يستمد كل هذه المعانى وكل الأطر التي تضمه تمحيه بدم بارد؟ أين المخلص إذن ؟ أين ينبوع الطاقة والقوة الذى لاينضب في عالم تفوح منه رائحة الموت والهلاك والفناء والتحلل والتمزق؟ كيف يمكن للإنسان أن يجد هويته الحقيقية في عالم نسبى متغير عالم قد يدم ......
#الله
#والحوذى
#والحصان

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=710023