الحوار المتمدن
3.19K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
احمد زكرد : إشكالية الوضع البشري بين الخضوع للضرورة والانفتاح على الحرية الجزء الأول
#الحوار_المتمدن
#احمد_زكرد الإنسان هو الكائن الوحيد الذي يبحث باستمرار في ذاته وعن ذاته، فهو لا يستطيع أن يعيش دون أن يجري وراء ذاته، وذلك راجع بأنه( الكائن الوحيد) الذي يمتلك وعي يخول له الوعي بهذا الوجود. نحن لا نعرف ما إذا كانت الكائنات والأشياء الأُخرى التي تشاركنا الوجود، تملك هي أيضا وبطريقتها الخاصة، ما يمكن أن ندعوه وعيها الذاتي بوجودها. ولكن من المؤكد أننا لسنا نملك وجودا وحسب، وإنما وجود ووعي بهذا الوجود. ما يدفع الانسان و في كل لحظة أن يتحقق بدقة شروط وجوده ووضعه البشري؛ لأن الفحص النقدي والدقيق للذات والوضع البشري هو ما يمنح الإنسان قيمته الحقيقية داخل العالم . إن مساءلة الوضع الإنساني هي استشكال لمنزلة الانسان في الكون من تحديد أحواله النفسية وظروفه وأنشطته الاجتماعية وآثاره الثقافية وانتاجاته الاقتصادية وأفعاله السياسية واللغوية وتصوراته الوجودية وممارساته الأخلاقية... أي وعي الانسان بكل المحددات والشروط التي تحصر الذات الإنسانية داخل هذا الوجود، كل ما يحيط بالذات الإنسانية من عوامل وشروط ثقافية واقتصادية وسياسية ...الغاية من تحديد الشرط الإنساني ( الوضع البشري ) ليس التسليم به كقدر محتوم بل شرط ينبغي الثورة عليه، وذلك بتأكيد عدم ذوبان الإنسان في الجماعية التي تذوبه وتعدم هويته. ويعتبر التاريخ في ظل هذا الشرط هو المحرك الأكبر الذي ينبغي أن يواجه بالرفض. هنا سأستحضر رواية الشرط الانساني La condition humaine لاندريه ماليرو التي تترجم في اللغة العربية إلى الوضع البشري " وهنا ومن أجل التدقيق اللغوي ، فقد نميز بين الوضع position، الوضعية situation، المنزلةStatut ، الشرطcondition ، في الحياة العادية قد يبدو لفظ الوضع غامضا ولكن استعماله في تعبيرات معينة يعطيه معنى مخصوص، وفي استعمالنا نحن نريد تحديد الحالة و كذلك الشرط لنقل condition humaine أو . statut humaine بدون الخوض في التفاصيل التمولوجية للمفهوم ، لكن المهم هو عبارة "الوضع البشري" التي ظهرت لاول مرة كعنوان للرواية أندريه مالرو ونُشرت سنة 1933،يطرح عبارة "الوضع البشري" من خلال معاناة شخصيات الرواية في الصين وهي تعيش أوجاع الصراع والتحول نحو النظام الاشتراكي في بدايات القرن الماضي. والفكرة الرئيسية، التي تنتهي إليها الرواية هي قدرة الإنسان على الانتصار على قدره عبر الإصرار على اختياره الواعي في الحياة، حيث يرفض بطل الرواية الانتحار بواسطة السم داخل السجن، ويفضل الصمود ومواجهة التعذيب، وينتصر في النهاية، بينما انتحر سجناء آخرون تحت تأثير التعذيب. هكذا فرهان الوعي بالوضع البشري و تحديد مقوماته هو الثورة و التمرد عليه، لإنّ الثورة ضد الشرط الإنساني مهمة جدًا وذلك بأن يقدم الحاضر على كل الأزمنة، وألا يسرقنا الماضي عن الخطوة الصحيحة المفترضة في الحاضر، بمعنى ان نتخلص من هيمنة الموروث الثقافي الذي يثقل كاهلنا والتحرر من منطق التاريخ وحتمياته، لنؤسس الانسان المعاصر بقيم اخلاقية كونية و إنسانية ... يتخلص من قبضة الماضي وتفتح له افاق المستقبل.سيظل الوضع البشري بنية مركبة تتميّز بالتعقيد، حيث تتداخل فيه عدة مستويات، إذ يتحدد الكائن البشري ذاتيًا بالوعي ( الشخص )، وموضوعيًا بالتواجد مع الغير، والعلاقة التي تربط بينهما (الشخص-الغير)، إضافةً إلى الامتداد في الزمان التاريخي ( التاريخ )؛ حيث أن الكائن البشري فرد ذو صفات بيولوجيّة ونفسيّة وذهنيّة خاصّة تجعل منه شخصًا يتمتع بقسط من حرية الإرادة، لكنه في نفس الوقت مشروط بمحددات اجتماعية وثقافية و تاريخية ونفسية لاواعية، لكن الانسان كما قلنا ......
#إشكالية
#الوضع
#البشري
#الخضوع
#للضرورة
#والانفتاح
#الحرية

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=694516