الحوار المتمدن
3.19K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
الزا نصره : ما تبقى من جدتي
#الحوار_المتمدن
#الزا_نصره إنها الساعة الحادية عشرة صباحاً من يوم صيفي عادي من أيام شهر تموز الحار والدبق. هاهي الجدة بوجهها المتغضن الذي شهد مايزيد عن تسعين موسم زنبق بلدي تقف على باب بيتنا بكامل حضورها البهي ولياقتها الصحية . فاليوم نحن على موعد معها حسب برنامج زياراتها الشهري الحافل لبيوت أبنائها التسعة ...أسرعت لأفتح الباب وأرمي نفسي في حضنها حتى قبل أن ينهي ذاك العصفور الكهربائي زقزقته. كانت رائحة زهر عطرة تفوح من منديل الحرير الأصفر المشغول يدوياً والذي غطى رأسها وتدلى بأطراف الكروشيه على عنقها و كتفيها كتاج ذهبي يليق بوجه ظلّ جميلاً على الرغم من أنف السنين .. طبعت قبلتين على وجنتي وألحقتهما بضمة من تلك الضمات التي لا تنسى. بفرح غامرأمسكت بيدها، وشددتها للداخل وأنا أصيح مبتهجة: "تفضلي .ادخلي يا أحلى ست" ..مبتسمة، مدت يدها الى جيبها وأخرجت كمشة زهر:" هذه الزنبقات البلديات، قطفة صباحية .انها لك يا حلوة" تناولت الزهرات برفق وشممتهنّ بعمق لكأني كنت أغرف من يومي زاداً لعمري القادم ... آه .. لا تنفك الجدة عن منح الأحبة من جيبها العجيب حفنات زهر حسب المواسم.إذ تارة تلقى الياسمين وتارة أخرى الفل أو الحبق وهكذا دواليك......يا لروعتها كم هي امرأة رقيقة وروحها زاهية كجناحي فراشة!!.عاد صوتها الحنون ليوقظني من شرودي : -"هيا يا صبية ... إن كانت عجينة الكبة جاهزة أحضريها لأعلمك كيف تعدين أطيب الأقراص". -"حاضر يا أغلى الستات. كل شيء جاهز".. كانت أمي على الرغم من زواجها منذ ما يزيد عن عقدين من الزمن قد حرصت على إنهاء طحن البرغل مع اللحم، وتنظيف المنزل قبل وصول الجدة خوفاً من العتب وطمعاً في نيل الرضى ...ماهي الا دقائق معدودة حتى بدأت يداي ترقّان العجين فيما كنت أراقب يديّ الجدة بإمعان وأحاول مجاراتها كما تفعل بالظبط ... بين الفينة والأخرى كانت تلقي على مسامعي عبارات من قبيل: " رققي العجين من هذا الجانب ..كوري أكثر هنا .. قللي الحشوة قليلاً بعد .." كنت أنفذ بصبر وبدقة تعليماتها بينما كانت عيناها ترقبان بفخر ورضى يدي الحفيدة وهما تنجزان ببراعة معقولة هذا العمل المضني ..لم أترك الصمت المخيّم يسود طويلاً إذ قطعته بصوت يضجّ حماسا ً وأنا أغمز الى منديلها: " هيا يا جدة لنغني أغنية منديل الحرير الأصفر: يا ام المنديل الأصفر وين حبكتيه.... ريتو يوقع عن راسك حتى لاقيه....".افترت شفاهها عن ابتسامة مشرقة وهي تغني بصوتها الحنون مواويل قديمة .. كانت في هذه الأثناء أقراص الكبة تصطف الى جوار بعضها البعض في صينية النحاس العريضة ..ألححت عليها وأنا أتابع العمل بهمة :"الآن أخبريني احدى قصصك القديمة ".. ردت بتكاسل:" أيّ قصة؟!. لقد أخبرتك سابقاً الكثير. لم يتبق شيء جديد".-" إذاً أعيدي على مسامعي قصة كيف مشيتي حافية وجائعة مع أهلك في سفربرلك، أو كيف خبأت أمك ابنها المراهق في كهف أسفل الوادي كي لا يأخذه العثمالي الى حرب لا ناقة له فيها ولا جمل، أو حدثيني عن عرسك الذي ركبت فيه الخيل الأبيض بثوبك الزاهي واكليل الورد على شعرك و كيف طاف بك العريس والناس على دروب القرية مع دق الطبل وعزف المزمار والزغاريد ..-"حسناً. حسناً ..سأقصّ عليك مجدداً".طال الحديث... مرت ثلاث ساعات كلمح البصر. تحدثنا كثيراً، وضحكنا، وغنينا فيما غصّت الصينية حتى آخرها بأقراص الكبة التي استمتعنا بتناولها لاحقاً. كانت كبة شهية لن تشبه بمذاقها أيّ كبة أخرى...مضى النهار الطويل سريعاً، خفيفاً كنسمة صباحية . كان وقتاً أشبه بركوب أرجوحة تعلو بك الى أعالي ا ......
#تبقى
#جدتي

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=678847
الزا نصره : ما تبقى من جدتي - قصة قصيرة
#الحوار_المتمدن
#الزا_نصره إنها الساعة الحادية عشرة صباحاً من يوم صيفي عادي من أيام شهر تموز الحار والدبق. هاهي الجدة بوجهها المتغضن الذي شهد مايزيد عن تسعين موسم زنبق بلدي تقف على باب بيتنا بكامل حضورها البهي ولياقتها الصحية . فاليوم نحن على موعد معها حسب برنامج زياراتها الشهري الحافل لبيوت أبنائها التسعة ...أسرعت لأفتح الباب وأرمي نفسي في حضنها حتى قبل أن ينهي ذاك العصفور الكهربائي زقزقته. كانت رائحة زهر عطرة تفوح من منديل الحرير الأصفر المشغول يدوياً والذي غطى رأسها وتدلى بأطراف الكروشيه على عنقها و كتفيها كتاج ذهبي يليق بوجه ظلّ جميلاً على الرغم من أنف السنين .. طبعت قبلتين على وجنتي وألحقتهما بضمة من تلك الضمات التي لا تنسى. بفرح غامرأمسكت بيدها، وشددتها للداخل وأنا أصيح مبتهجة: "تفضلي .ادخلي يا أحلى ست" ..مبتسمة، مدت يدها الى جيبها وأخرجت كمشة زهر:" هذه الزنبقات البلديات، قطفة صباحية .انها لك يا حلوة" تناولت الزهرات برفق وشممتهنّ بعمق لكأني كنت أغرف من يومي زاداً لعمري القادم ... آه .. لا تنفك الجدة عن منح الأحبة من جيبها العجيب حفنات زهر حسب المواسم.إذ تارة تلقى الياسمين وتارة أخرى الفل أو الحبق وهكذا دواليك......يا لروعتها كم هي امرأة رقيقة وروحها زاهية كجناحي فراشة!!.عاد صوتها الحنون ليوقظني من شرودي : -"هيا يا صبية ... إن كانت عجينة الكبة جاهزة أحضريها لأعلمك كيف تعدين أطيب الأقراص". -"حاضر يا أغلى الستات. كل شيء جاهز".. كانت أمي على الرغم من زواجها منذ ما يزيد عن عقدين من الزمن قد حرصت على إنهاء طحن البرغل مع اللحم، وتنظيف المنزل قبل وصول الجدة خوفاً من العتب وطمعاً في نيل الرضى ...ماهي الا دقائق معدودة حتى بدأت يداي ترقّان العجين فيما كنت أراقب يديّ الجدة بإمعان وأحاول مجاراتها كما تفعل بالظبط ... بين الفينة والأخرى كانت تلقي على مسامعي عبارات من قبيل: " رققي العجين من هذا الجانب ..كوري أكثر هنا .. قللي الحشوة قليلاً بعد .." كنت أنفذ بصبر وبدقة تعليماتها بينما كانت عيناها ترقبان بفخر ورضى يدي الحفيدة وهما تنجزان ببراعة معقولة هذا العمل المضني ..لم أترك الصمت المخيّم يسود طويلاً إذ قطعته بصوت يضجّ حماسا ً وأنا أغمز الى منديلها: " هيا يا جدة لنغني أغنية منديل الحرير الأصفر: يا ام المنديل الأصفر وين حبكتيه.... ريتو يوقع عن راسك حتى لاقيه....".افترت شفاهها عن ابتسامة مشرقة وهي تغني بصوتها الحنون مواويل قديمة .. كانت في هذه الأثناء أقراص الكبة تصطف الى جوار بعضها البعض في صينية النحاس العريضة ..ألححت عليها وأنا أتابع العمل بهمة :"الآن أخبريني احدى قصصك القديمة ".. ردت بتكاسل:" أيّ قصة؟!. لقد أخبرتك سابقاً الكثير. لم يتبق شيء جديد".-" إذاً أعيدي على مسامعي قصة كيف مشيتي حافية وجائعة مع أهلك في سفربرلك، أو كيف خبأت أمك ابنها المراهق في كهف أسفل الوادي كي لا يأخذه العثمالي الى حرب لا ناقة له فيها ولا جمل، أو حدثيني عن عرسك الذي ركبت فيه الخيل الأبيض بثوبك الزاهي واكليل الورد على شعرك و كيف طاف بك العريس والناس على دروب القرية مع دق الطبل وعزف المزمار والزغاريد ..-"حسناً. حسناً ..سأقصّ عليك مجدداً".طال الحديث... مرت ثلاث ساعات كلمح البصر. تحدثنا كثيراً، وضحكنا، وغنينا فيما غصّت الصينية حتى آخرها بأقراص الكبة التي استمتعنا بتناولها لاحقاً. كانت كبة شهية لن تشبه بمذاقها أيّ كبة أخرى...مضى النهار الطويل سريعاً، خفيفاً كنسمة صباحية . كان وقتاً أشبه بركوب أرجوحة تعلو بك الى أعالي ا ......
#تبقى
#جدتي
#قصيرة

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=678852
الزا نصره : رجل يعيش حلمه
#الحوار_المتمدن
#الزا_نصره إنها شمس الربيع، تشرق على بحر وغابات اللاذقية..زهر اللوز يتفتح بكل أبهة على غصونه...على الرغم من لسعة البرد، كانت الشمس النيسانية دافئة ومغرية لعجائز مدينة اللاذقية لينهضوا من أسرتهم ويفتحوا نوافذهم بعد أن جعلت دماءهم تفزّ بحيوية في أجسادهم المتعبة بعد طول شتاء بارد وقاسي .... هاهو أحد الكهول من فرسان الحياة الذين اعتركوها بكل تفاصيلها فسبروا أغوار أسرارها و اتخذوا لأنفسهم ملذات الحياة عقيدة يعود ميموناً بعد مغامرة شقية أمضاها بعيداً عن العائلة ...بكل احترافية أطفأ الرجل الطيب الستيني " اسماعيل" محرك سيارته بعد ان ركنها ملاصقة لجدار منزله المتواضع في القرية. نزل منها وهو يلقي بنظرات اعجاب أخيرة من عدة زوايا على جوانب هذه الآلية الثمينة التي اشتراها منذ عدة سنوات مضت بكامل ثروته ... بعد هنيهة ، وما إن ارتضى مكانها وطريقة ركنها حتى رمى بجاكيت بدلته على كتفه وأدار ظهره لها ومشى مترنحاً ليس بسبب قدمه العرجاء التي أصيبت بحادث سيارة سابق وإنما أيضاً بسبب عدد كؤوس الخمرالتي شربها حتى الثمالة في أحد مطاعم المدينة بصحبة امرأة سمراء جذابة تعرّف عليها بذات الطريقة التي كانت في كل مرة تبدو سهلة ونافعة معه..لم يكد الكهل الوسيم ذو الخدين المكتنزين والشعر الفضي الناعم المستسرسل بطريقة جذابة الى الخلف يطأ عتبة باب البيت حتى انهال على مسامعه سيل من الشتائم المنتظرة على نحو مألوف من فم زوجته البائسة التي استشاطت غضباً :" ويحك أيها العجوز العربيد ، أين كنت ؟!! هل تركت معك قرشاً لأصرفه على أولادك وهذا البيت المتهالك ؟! أم صرفت كل مالك على هذه السيارة الحمقاء وخمرك وعاهراتك؟!!". لم تكد المرأة تتوقف لتلتقط أنفاسها وتهيء في ذهنها الذي اشتهر بسرعة البديهة كلماتها اللاذعة وأسئلتها اللاحقة حتى اقتنص اسماعيل الفرصة كأسد ينقض على فريسة سهلة المنال وقال بدم بارد وصوت أجش بدا لشخص استيقظ لتوه من النوم مندهشاً على جلبة لم يفقه كنهها:"ماذا حدث يا امرأة؟ ألا يوجد سقف يعلو رأسك ؟ وطعام في مطبخك؟!! ألا يعجبك العجب؟!! "...عند هذه اللحظة، يبدأ الزبد بالسيلان من فم المرأة، وتجحظ عيناها، فتلطم شعرها، وتشرئب العروق في عنقها، وتصيح بشكل هستيري:" فليحرقك الرب في نار جهنم الى الأبد أيها السكير"...- "اصمتي ..كفاك.... تركت لك الجنة الأبدية لتنعمي بها وحدك..أما أنا فهنيئاً لي بجحيمك الموعود" .يقول العجوز كلماته العقيمة بحزم وانفعال وهو يتحاشى النظر إلى وجه امرأته وعينيها اللتين تقدحان شرراً، مدركاً أنّ كلامه لن يلقى آذاناً صاغية ولن ينهي جدلاً دارت رحاه منذ أمد. عندئذ وما إن ينطق بآخر حرف حتى يدير ظهره لها ثمّ يجرّ قدمه بألم وبطء الى سريره البارد.. يلقي عليه بجسده الذي لازال يحتفظ بملامح رجولية جذابة من زمن شباب مضى . يلتحف الغطاء حتى أذنيه علّ ذلك يغيّب صوت المرأة التي لم يشفى غليلها منه بعد..يدندن لنفسه أغنية كانت قد علقت بذهنه من المطعم، ثمّ يغمض عينيه حالماً . يخطط لمغامرته التالية. يقرر أنه ملّ المطاعم المطلة على البحر وضاق ذرعاً بدبقه وملوحة هوائه. يفتح عينيه لوهلة إثر فكرة التمعت لتوها في رأسه الأشيب، ثم يغمضهما مجدداً.. يتمتم بهمس:- " غداً سأذهب الى جبال صلنفة . نعم . نعم..صلنفة أفضل من كسب". يكرر لنفسه متنهداً تحت اللحاف حالماً بمنظر الغابات اللامتناهية ، مستحضراً رائحة عشب الطيون و شجر الصنوبر والأرز والسنديان...يمر الوقت ببطء. يتغلغل الدفء الى عظامه. ابتسامة ماكرة تجد طريقها الى شفتيه المتجعدتين الشاحبتين قبل أن يغرق في النوم . فغداً هو يوم فرح آخر ل ......
#يعيش
#حلمه

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=685591
الزا نصره : اعلان حب على الملأ
#الحوار_المتمدن
#الزا_نصره إنها ليلة تموزية صافية بدت اعتيادية في أغلب بيوتات اللاذقية باستثناء بيت وسيم عبد الله..كانت الساعة تشير الى الرابعة فجراً حيث كانت معظم البيوت غارقة في عتمتها، نائمة بعد سهرات صيفية لطيفة. وهذا ماكان عليه حال شارع - ت 39- الضيق الملتف صوب البحر، والذي كانت تتقابل وتتلاصق عماراته على طرفيه، وتتشارك بجدرانها، ونوافذها، وشرفاتها بحميمية أرخت سدالها على أناسها الذين يسكنونها...الوقت يمر ببطء في هذه الليلة المقمرة ..ها قد أصبحت الساعة الخامسة ..لازال ضوء فضي شاحب يسقط من أعمدة الانارة على اسفلت الطريق ..فراشة ساهرة على غير العادة تبدو بمنظر غرائبي و هي عالقة في فلك أحد تلك الأنوار تخفق بجناحيها بشكل حماسي وعبثي علها تصل الى جنتها المنشودة....لم تكن وحيدة تماماً ..إذ كان برفقتها وسيم الذي بقي ساهراً يرقبها بصمت من شرفة منزله في الطابق الخامس..بالأحرى كان يتطلع اليها عندما يملّ النظر الى الستارة المغلقة لغرفة "سحر" المقابلة له في الطابق الثالث، فيما كان ذهنه يعيد مراراً وتكراراً تفاصيل قراره الجريء الذي اتخذه هذا المساء. الدقائق تمضي ..ضوء الفجر ينبلج.. الهدوء المخيّم يولي الأدبار تحت وقع دعسات في الشارع بدت مستعجلة لأناس قلائل دبّ النشاط في أجسادهم مبكراً.. حدّق اليهم وسيم بعينيه المحمرتين الذابلتين وأدرك أنه يعرفهم حق المعرفة..إنه أبو جورج –الفرّان-..وأبو محمد -بائع الخضار- ..شعر برغبة صارخة كي يصيح ويلقي عليهم تحية الصباح ويخبرهم كيف أن الحبّ لم يترك للنعاس سبيلاً ليصل إلى عينيه وكيف أن صورة الحبيبة " سحر" تتربص به في كل لحظة و مع كل شهقة نفس لدرجة بات معها النوم والعيش المريح مستحيلين...لكنّ ما بدا عليهم من انشغال للسعي الى أرزاقهم جعله ينكفئ عن رغبته.الساعة الآن تشير الى الخامسة ونصف ..وأخيراً..أزيحت الستارة، وفتحت النافذة ..أطل ّ وجه سحر الناعس...نظرت الى أسفل الشارع وهي تتنفس الهواء المنعش من دون أن يرفّ لها جفن الى الشرفة العلوية للمبنى المقابل ولا مرة واحدة..غابت قليلاً وعادت وهي تحمل فنجان قهوتها كعادتها وبدأت ترشفه وهي تغدو في غرفتها جيئة وذهاباً ...أمسكت قلم الكحل وخطت جفنيها ببراعة ..ثم انتقت قلم الحمرة ذو اللون البني الضارب الى الأحمر وأغدقت بطراوته ولزوجته على شفتيها الرقيقتين ..كاد قلب وسيم يذوب حسرة مع قلم الحمرة ...سمع صوت عواء كلاب يضجّ في رأسه وحده..لم يلتفت إليه ..فاليوم قد اتخذ قراره ..لتعوي الكلاب كما تشاء فهو على موعد مع اعلان حبه لسحرعلى الملأ...هاهو جاره عبد العال - بائع السمك - يدير محرك سيارته البيك آب ويبتعد ...أراد وسيم مجدداً أن يصرخ بأعلى صوته ويخبره أن حبه لسحر أكبر من البحر الذي يقصده كل يوم...نعم لقد كبر واتسع منذ أن كان مراهقاً ووقع في حبها قبل عشرة أعوام في ذات اليوم الذي وقعت هي فيه في كراهيتها المطلقة له.. وعلى الرغم من نفورها منه لم ينقص حبه لها مقدار أنملة بل على العكس ازداد تشبثاً وولعاً بها ..كانت مجرد فتاة صغيرة تحلم بفتى يضحكها ويجعل قلبها يخفق بمجرد النظر اليه..وهو ما عجز وسيم بكل بساطة عن فعله ...آه كم كرهت الحاحه، وتربصه، وجنونه.!!..وزادت على ذلك بأن كرهت القدر الذي لم يجعل رجلاً واحداً آخر كما تحب وتشتهي يتعثر في دربها ....عاد صوت عواء الكلاب ليصمّ آذان وسيم ويقطع تخيلاته...شعر بالصداع ..واليأس .حاول جاهداً تجاهل الأصوات الا أنها أبت أن تفارقه .. رنّ في أذنيه صوت والده العاتب :" السعادة هي فن الاقتناع بالمتاح" ..لكن لسان حاله كان يردد تلقائياً:" روحي فرس جامحة لا يمكن ترويضها ". ......
#اعلان
#الملأ

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=688170
الزا نصره : الطفولة
#الحوار_المتمدن
#الزا_نصره عندما أغلق والد "قمر" دفتي كتاب -الحكايا - متمنياً لصغيرته نوماً هانئاً في غرفتها المعتمة المطلة على دار تتوسطه شجرة توت لم يكن يتصور أنّ بعضاً من تلك المخلوقات ستقفز من بين الصفحات لتصبح ظلالاً متحركة ومتربصة على ستارة النافذة تبثّ الرعب في قلب الصغيرة، وتسرق النوم من عينيها ...ومع تكرار الحال كل ليلة و عدم فائدة عبارات من قبيل " بيتنا آمن ..لا يوجد وحوش ..الذئاب فقط في الغابة البعيدة" اهتدت الأم بعد حين الى فكرة همست بها في أذن " قمر"....وسرعان ما نما لبعض تلك الكلمات السحرية أجنحة وحلقت في فضاء خيالاتها.. في الليلة التالية لم تغمض عينا الصغيرة وهي في انتظار رؤية جنيات شجرة التوت الطيبات..و بعد مرور وقت يقدر بالطويل نسبياً في حسابات صغار البشر و تحديداُ عندما توسط القمر السماء وأشرق بأشعته الفضية من فوق أعالي شجرة التوت المهيبة ظهرت من اللامكان قزمات صغيرات جميلات بدأن بالقفز على الأغصان وهن يلوحن بذيولهن البديعة كذيل الطاووس و بعصيهن السحرية اللامعة من فوق قرونهن الذهبية و آذانهن الصغيرة المدببة ..كانت أصواتهن سحرية وغناؤهن يسحر الألباب و لكن الأجمل على الإطلاق هو ما حدث تالياً...أثناء رقص الجنيات حدث أن استرعى انتباههن وجود ظلال الذئاب والوحوش المخيفة على الستارة فبدأت معركة حامية الوطيس بين الطرفين استطاعت فيه إحدى الجنيات من امتطاء ظهر ذئب ولسعته بعصاتها السحرية فقفز من مكانه وولى الأدبار بعيداً .أما الجنية ذات الشعر الأحمر فقد لوحت بعصاها و ألقت بتعويذتها على وحش ذو عينين صفراوين فتحول من على فوره الى دخان متبدد في السماء ..كانت قمر تساعد الجنيات بالإشارة لهن وإعلامهن بمخبأ كل ذئب متواري عن الأنظار وهكذا استمر الأمر دواليك، وما إن انقشع غبار المعركة الذهبي حتى اختفت الجنيات فجأة كما ظهرن..في اليوم التالي تحلقت ثلاث فتيات في حارة من قرية صغيرة لم تتجاوز أكبرهن التسع سنوات وهنّ متلاصقات بالأكتف، ومتقاربات بالجباه، وكنّ يكممن أفواههن بأكفهن الصغيرة بينما يصغين بدهشة الى السر العجيب الذي ينساب من بين شفاه قمر وهي تشعر بنوع من نشوة التعالي لمعرفتها به دوناً عن الأخريات:" إنّ جنيات شجرة التوت قزمات جداً..والأهم من كل ذلك أنهن طيبات و يحققن أمنيات الأطفال .. ". فجأة قاطعتها "مريم" بتشكك:" حقاً!!.ومن أخبرك بذلك؟!"هزّت قمر كتفيها بثقة العارف، و داعبت جديلتها الشقراء وهي تقول:" طبعاً أمي تعرف كل شيء"...عاد صوت "مريم" المتشكك ليسرق الفتيات من أحلام يقظتهن:- " وهل رأيت الجنيات بعينيك؟"- " نعم. وأنتن يمكنكن المجيء الى بيتي لنسهر معاً و ننتظر ظهور الجنيات . ويمكنكن عند ذلك تمني أمنية"...وافقت سعاد وصاحت بابتهاج:" نعم. أنا سأستأذن أمي لأسهر عندك "... وفيما ضربت الفتاتان كفيهما ببعضهما كتوثيق على إتمام الصفقة كانت "مريم" على المقلب الآخر تنظر اليهما شَزراً قالبة شفتها السفلى ورافعة حاجبيها، ثمّ ما لبثت أن اشرأبت بعنقها وهي تصرخ في وجهيهما بغضب :" هذا كله هراء . فالجن أشرارو قبيحون . يعيشون فقط في المقابر والأماكن المظلمة. لن أسهر معكما أبداً". وما إن ألقت على مسامعهما بكلماتها الحاسمة حتى أدارت لهما ظهرها ورحلت. في تلك الليلة ..جارتان من ذاك الزقاق كانتا تتسامران وتشربان الشاي في غرفة الضيوف بينما بكل غبطة استلقت " سعاد " الى جوار " قمر" على السرير وعيونهن لا تفارق نصف النافذة المفتوح والذي ظهرت من ورائه أغصان شجرة التوت الجميلة واللامعة تحت ضوء القمر ..فيما كانت ظلال الأوراق التي يداعبها النسيم تتخايل متراقصة على ......
#الطفولة

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=695465