الحوار المتمدن
3.19K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
اسماعيل شاكر الرفاعي : آلهة البدو الجزءالثاني 5من 5
#الحوار_المتمدن
#اسماعيل_شاكر_الرفاعي مفهوم كبير الآلهة في الأزمنة البعيدة ، لم تكن السياسة مستقلة عن الدين بأهداف منفصلة خاصة بها . كان الطموح السياسي لكل دولة - مدينة يتمثل في مد نفوذها لأبعد من حدودها الزراعية والسياسية ، والسيطرة على باقي دويلات / المدن ، وتكوين شكل آخر للدولة يمتد على مساحة جغرافية مترامية الأطراف متنوعة التضاريس : جبال وسهول وصحاري ووديان وبحار ، بعد ان كانت مساحتها تمتد على مساحة سهل زراعي لا اكثر ، كما كان حال دويلات المدن السومرية في بلاد ما بين النهرين ، ودويلات المدن اليونانية لاحقاً . وكان الغطاء الآيدلوجي لهذا الطموح السياسي يتمثل بمفهوم : كبير الآلهة القادر على كل شئ : على الخلق ، ومنح الخصوبة للأرض المزروعة ، وما يتفرع عن هاتين الصفتين من صفات الخير والجمال والعدل والرزق الوفير ، وكبح الفيضان ودرء مساوئه ، ومنح النسيم العذب ، وانزال المطر في موسمه وتنظيم جريان المياه بإقامة السدود وشبكات الري . وهكذا تمت صياغة كبير الآلهة بهذه الصفات النفعية وتسويقه في سوق المنافسة السياسية في الشرق الاوسط : تمهيداً لنفوس سكنة المدن الاخرى للقبول به كبيراً لآلهتهم ، وتهيئتهم سياسياً لتقبل فكرة : الدولة الكبيرة التي تضم العديد من دول - المدن في اهابها . كبير الآلهة { آمون رع في الحضارة المصرية القديمة ، أنو كبير آلهة السومريين ، مردوخ عند البابليين ، وآشور كبير آلهة الآشوريين ، وبعل في بلاد الشام ، واهورا مزدا عند الزرادشتيين والاخمينيين ، زيوس في الحضارة الإغريقية ، جوبيتير عند الرومان ) تقليد ديني شرق أوسطي ، يشير وجوده الى أسبقية وجود دولة - المدينة على أشكال الدول الاخرى ، وانه كان الغطاء الآيدلوجي الذي استعمله : الكهنة - الملوك في التأسيس لأشكال جديدة من الدول التي تضم مدناً كثيرة ( اي مع مفهوم كبير الآلهة ولدت الامبراطوريات ) فمثلاً زحف جيش مدينة : كيش الى جميع المدن السومرية وضمها ، فأصبحت الدولة تضم عدة مدن . في هذا التقليد الديني والجيوسياسي يكون كبير الآلهة هو الاقوى في مجمع الآلهة ( والمجمع وجد لدى جميع الحضارات القديمة قبل ان ترفع الأديان السامية الثلاثة شعارها عن وحدانية الله وقتل المشركين وكل من لا يؤمن بهذه الوحدانية ) اذ كان الكهنة ينسبون كل ظاهرة طبيعية لإله في مجمع الآلهة ، فيقولون : هذا اله الرياح وذاك اله الأمطار واله الخصب والجمال والحرب .. وهكذا ، وهكذا ، ولكن جميع ظواهر الكون تنقاد بسهولة لكبير الآلهة لانه خالق كل شئ ، ومانح النظام والانسجام للطبيعة والكون : كما تقول ملاحم الخلق السومرية والبابلية وملاحم اخرى صينية وهندية ويونانية ، ودائماً يخوض كبير الآلهة الصراع مع قوى الشر ، ما عدا الفارسية التي ركزت على صراع النور والظلمة . والفكرة الأخلاقية ولدت في الشرق الاوسط مع ولادة فكرة كبير الآلهة والحرب من اجل الامبراطوريات : وليست الفكرة الأخلاقية مقصورة على الحضارة المصرية القديمة كما يرى برست في كتابه : فجر الضمير . اذ ان الآخرة والحساب والإله العادل متضمنة جميعاً في فكرة : كبير الآلهة ألذي يوزع عدالته على الارض قبل يوم الحساب الآخروي ووسيلته الى ذلك : الحرب التي يتوجه بها دائماً ضد : الشر فيوقع به الهزيمة ، وفكرة الهزيمة في الحرب مغلفة بغلاف اخلاقي كعقوبة آلهية ، والنصر في الحرب يكون دائماً مكافأة لقوى الخير . وبمرور السنين تداخلت فكرة العقوبة السماوية ( عقوبة كبير الآلهة ) بالفكرة الأخلاقية ، فاقترنت نتيجة الحروب في وعي شعوب منطقة الشرق الاوسط : بما كان قد قرره كبير الآلهة ، وليس بما ارادت اطراف الصراع لها ان تكون ، حتى وان كان ......
#آلهة
#البدو
#الجزءالثاني

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=749561