الحوار المتمدن
3.19K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
كمال التاغوتي : السؤال الحجاجي في المقابسات
#الحوار_المتمدن
#كمال_التاغوتي تصدير: قيل لأبي بكر الصيمري: لِمَ لمْ يكن لكل مسألة من العلم جوابٌ واحد؟ فقال: من المسائل ما هو كذب، ومن المسائل مسائل لها توجهات وحواشٍ، فيختلف الجواب من المُجِيبين بحسب نظرهم من تلك الجهات والحواشي، أو بحسب العبارات التي تَجْزُل مرة وتضعُـف أخرى (المقابسات ص.233)يميز أرسطو بين ضربين من الأسئلة: الضرب الأول منها يمكن حله بالتوصل إلى إجابات قطعية نهائية، ومثاله على ذلك القياس المنطقي ذو المقدمات اليقينية؛ والثاني ضرب من الأسئلة لا تطرح إلا لتنفتح على أسئلة أخرى، وتظل الإجابات عنها ترجيحية ظنية، ومثاله على ذلك الخطابة. هذا التمييز يفقد صلاحيته في النظريات الحجاجية الحديثة، فكل جواب لا يمكن اعتباره نهائيا حتى تلك الأجوبة الناجمة عن العلوم الدقيقة؛ لأنها إنما تضيء جهة من السؤال وتظل الجهات الأخرى في حاجة إلى بحث متجدد يتفجر معه دفق الأسئلة ما دام الذهن البشري في اشتغال وانشغال بالعالم. في هذا السياق تتنزل أطروحة ميشال ماير وهو يعيد النظر في جوهر اللغة الطبيعية، فيؤكد أن الدافع الأساسي للكائن البشري ليتكلم إنما هو السؤال في انتظار جواب؛ فتاريخ الفكر البشري هو هذا الجدل الأبدي بين السؤال والجواب. وعلى هذا النحو ينهض السؤال وجِدَّته وتوهجه علامة على حيوية الفكر ونشاطه. وحركة الفكر في نظر ماير تقوم على اتجاهين متضادين: ففي مراحل يعمُّها الاستقرار النفسي والاجتماعي وتكون فيها الهوية ثابتة واضحة المعالم ينحو الفكر في اتجاه كبح التّسآل refoulement du questionnement لتهيمن الإجابة القطعية réponse apocritique نتيجة الاطمئنان إلى يقين لا يراوده شك. أما في مراحل الاضطراب، حين يشرع التاريخ في التسارع، تضعف الهوية وتفقد الأجوبة المألوفة صفتها هذه ليتجلى فيها البعد الإشكالي مما يدفع الفكر إلى كبحها والعودة من جديد إلى السؤال، وتطفو على السطح أسئلة بعضها جديد وبعضها الآخر قديم تعجز الحلول الدائرة في فلكها عن لجمها. في مثل هذه المراحل – أي عند تسارع التاريخ – ينتبه الفكر إلى الاختلافات الآخذة في التوسع أفقيا والتوغل عموديا، لذلك فإن الأجوبة جميعها تنهار بوصفها حلولا. يقول ماير معبرا عن أهم خصائص هذه الظاهرة: "ثمةَ نُظُم للغيرية معروفة أرست دعائمَها المجتمعاتُ كافة لمواجهة هذه المشكلات. وينتج عن هذا ثلاثة أصناف من الأجوبة: أما على المستوى القيمي éthos فإن الذات تصبح مشكلا حقيقيا لذاتها؛ وأما على المستوى العقلي logos فإن العالم هو المُخْتَرَق بالاختلافات؛ وأما على المستوى العاطفي pathos فإن الآخر هو المشكل". وعلى هذا النحو تفقد النفس يقينها وتسترجع دهشتها أمام العالم من خلال استعادتها للسؤال وعدم الاستكانة إلى أجوبة جاهزة، بل إن الأسئلة المطروحة تخفي في طياتها أسئلة أخرى تتوالد باستمرار. لعل تسارع حركة التاريخ واتساع رقعة الاختلافات وتراجع الشعور بالهوية الثابتة بعض إحداثيات القرن الرابع للهجرة. وأبو حيان التوحيدي يدرك بحدسه وبصيرته عبء تلك المرحلة التاريخية على المستويين السياسي والمعرفي، إنها مرحلة الاكتناز والتكثيف من جهة والتبعثر والسيولة من جهة ثانية، وهي مفارقة يجابهها التوحيدي في حذر شديد: كيف يتسنى له تجميع معارف شتى في نظام واحد؟ هل أن الخطاب العربي بعد الإسلام يفتقر إلى موجة تقطيع جديدة أم هل يكتفي المرء بالتصنيف المتوارث، أعني ثنائية العقل والنقل ذائعة الصيت؟ وهل يصمد هذا المعيار أمام تشابك العلوم النقلية بالعلوم العقلية بل وتبادل المواقع بينهما؟ إن مرحلة التأسيس (ما اصطلح عليه بمرحلة التدوين) يشرع أفقها في الانكشاف وتأخذ الحقول المعرفية في ا ......
#السؤال
#الحجاجي
#المقابسات

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=683595