فقه العلم ( 2 )
..
من فقه العلم = التفريق بين علوم التقعيد وعلوم التطبيق .. مع العناية شديدا بعلوم التقعيد!
- علوم التقعيد = تشمل القواعد التأسيسية ، والنظريات المؤطرة ، أو قل: البناء الذي يقوم عليه العلم التطبيقي.
- وعلوم التطبيق = تشمل المسائل التي يشملها العلم ، لكنها مبنية على قاعدة نظرية تكون في العلم التقعيدي.
.
1)
ففي #العلوم_الشرعية ؛
- نجد ( أصول الفقه ) علم تقعيد لعلم ( الفقه ) الذي هو ميدان التطبيق ،
- ونجد ( علوم القرآن ) الذي يتضمن ( أصول التفسير ) لعلم ( التفسير ) الذي هو ميدان التطبيق ،
- ونجد ( علوم الحديث ) ومصطلحه التي هي قواعد العلم لتمييز مقبوله من مردوده لعلم ( الحديث سندا ) الذي هو ميدان التطبيق.
أما ( الحديث متنا ) فقاعدته في ( أصول الفقه ).
- ونجد علم ( التجويد والقراءات ) الذي هو قاعدة علم ( التلاوة والأداء ).
- ونجد ( علم المنطق ) الذي هو قاعدة علم ( الفلسفة ) ؛ التي تبحث مسائل الوجود والمعرفة والقيم .. على قاعدة من التفكير المستقيم المستقى من العقل السليم!
.
2)
أما #العلوم_اللغوية ؛
- فعلم ( الصرف ) و( النحو ) و( البلاغة ) علوم تقعيد ، ميدانها ما ينطق به العرب ( شعرا ) و ( نثرا ) و ( قرآنا ) ؛ وفقا لكلمة طه حسين حين قال : إن كلام العرب على ثلاثة أنحاء : شعر ونثر وقرآن ؛ فعد القرآن نحوا مستقلا لا يشبه الشعر ولا النثر ، وهذا من روائعه رحمه الله!
- وقل مثله في ( علم الإملاء ) الذي هو قاعدة ( علم الإنشاء ).
وهذه أمهات علوم اللغة.
و( علوم اللغة ) ومعها #علم_الكلام جميعا بمثابة #قاعدة_كبرى لسائر ( العلوم الشرعية ).
أما علم الكلام نفسه فمأخوذ من قواعد القرآن والسنة القطعية المبنية على قواعد العقول..!!
.
3)
أما سائر #العلوم_الإنسانية_والطبيعية ؛
فقاعدتها جميعا ( نظرية المعرفة ) التى نحدد من خلالها مصادر المعرفة التي منها تستقى ونحدد من خلالها العلاقة بين تلك المصادر ؛ لذا ستختلف نتائج هذه العلوم وفقا للنظرية المعرفية التي بنيت عليها.
ولذا قلت : إن سائر العلوم الحديثة لابد من إعادة صياغتها وفقا للنظرية المعرفية الإسلامية ؛ لأنها بوضعها الحالي مؤطرة بإطار إلحادي مادي غربي!
ولذا قلت : إن دراستها من فروض الأعيان في هذا العصر لدارسي تلك العلوم..
وكما أن ( أصول الفقه ) علم واحد لكن فيه مدرستان ( حنفية ) و( شافعية ) تختلف نتائج علم ( الفقه ) في المدرستين وفقا لقاعدته الأصولية ؛ فكذلك تختلف نتائج العلوم ( الإنسانية ) و( الطبيعية ) وفقا لقاعدتها ( المعرفية )!
.
ولن تعدم في كل علم إنساني أو طبيعي علوم تقعيد لبعضها ؛ لكنها أيضا ترجع إلى ( النظرية المعرفية )
.
4)
والقاعدة هنا ، أنه : إذا صلحت القاعدة صلحت المسائل .. أو : كلما كان علم التقعيد أكثر إحكاما = كان علم التطبيق أكثر اتساقا .. وكلما كان العالم بعلم التقعيد ألصق = كلما كان علمه أمتن.
ولذا كان من الفوضى العلمية الحالية = الكلام لا عن قاعدة ..
- كما نشاهده لدى ( السلفية ) او لدى مدعي الاجتهاد الذين يرومون الترجيح الفقهي بناء على ما يسمونه فقه الدليل.. أي دون أن يكون لاحدهم الأصول الثابتة التي يبني عليها اجتهاده مع لزوم تلك القاعدة أبدا!
- وكما نشاهده لدى ( الحداثويين ) مدعي التجديد الذين يتكلمون في المسائل لا عن قاعدة بل وفق هوى مجرد .. رائدهم فيه التحسين العقلي الذي يؤول بهم إلى التناقض.
- وكما نشاهده لدى ( العامي ) الجاهل حين يعترض مثلا على فتاوى أهل العلم ومسائلهم المستقرة ، دون أن يسأل نفسه عن القاعدة التي بني عليها الكلام قبل إظهار الجهل بالاعتراض.
.
5)
علوم التقعيد تجعل مسائل العلم متسقة لا متناقضة عند التطبيق ، والاتساق علامة صحة العقل وعلامة قوة العلم ( ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا ) ؛ لذا كان من مفاخر هذه الأمة : إحكام التأسيس التقعيدي قبل البناء التطبيقي أو معه.
وأعلى وأفخم ما يفاخر به المسلمون ؛ علمي ( علوم الحديث ) الذي به ضبطت قاعدة الثبوت ، و( أصول الفقه ) الذي به وضعت قاعدة الفهم التي لا تكون إلا في درجة تالية بعد الثبوت!
وأعلى منهما = ما وضعه المسلمون من أسس لتصحيح الفكر الإنساني حين عمدوا إلى وضع ( نظرية معرفية ) مبكرة جعلوها مقدمة وقاعدة ( لعلم الكلام ) .. هذه النظرية المعرفية التي تفيد الإنسان في سائر أنحائه وأحواله .. والتي منها ديانته وعقيدته ؛ فتستقيم بذلك حياته لا في الدنيا فقط بل الآخرة أيضا..
فانظر : ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين؟!
.
#فقه_العلم
..
من فقه العلم = التفريق بين علوم التقعيد وعلوم التطبيق .. مع العناية شديدا بعلوم التقعيد!
- علوم التقعيد = تشمل القواعد التأسيسية ، والنظريات المؤطرة ، أو قل: البناء الذي يقوم عليه العلم التطبيقي.
- وعلوم التطبيق = تشمل المسائل التي يشملها العلم ، لكنها مبنية على قاعدة نظرية تكون في العلم التقعيدي.
.
1)
ففي #العلوم_الشرعية ؛
- نجد ( أصول الفقه ) علم تقعيد لعلم ( الفقه ) الذي هو ميدان التطبيق ،
- ونجد ( علوم القرآن ) الذي يتضمن ( أصول التفسير ) لعلم ( التفسير ) الذي هو ميدان التطبيق ،
- ونجد ( علوم الحديث ) ومصطلحه التي هي قواعد العلم لتمييز مقبوله من مردوده لعلم ( الحديث سندا ) الذي هو ميدان التطبيق.
أما ( الحديث متنا ) فقاعدته في ( أصول الفقه ).
- ونجد علم ( التجويد والقراءات ) الذي هو قاعدة علم ( التلاوة والأداء ).
- ونجد ( علم المنطق ) الذي هو قاعدة علم ( الفلسفة ) ؛ التي تبحث مسائل الوجود والمعرفة والقيم .. على قاعدة من التفكير المستقيم المستقى من العقل السليم!
.
2)
أما #العلوم_اللغوية ؛
- فعلم ( الصرف ) و( النحو ) و( البلاغة ) علوم تقعيد ، ميدانها ما ينطق به العرب ( شعرا ) و ( نثرا ) و ( قرآنا ) ؛ وفقا لكلمة طه حسين حين قال : إن كلام العرب على ثلاثة أنحاء : شعر ونثر وقرآن ؛ فعد القرآن نحوا مستقلا لا يشبه الشعر ولا النثر ، وهذا من روائعه رحمه الله!
- وقل مثله في ( علم الإملاء ) الذي هو قاعدة ( علم الإنشاء ).
وهذه أمهات علوم اللغة.
و( علوم اللغة ) ومعها #علم_الكلام جميعا بمثابة #قاعدة_كبرى لسائر ( العلوم الشرعية ).
أما علم الكلام نفسه فمأخوذ من قواعد القرآن والسنة القطعية المبنية على قواعد العقول..!!
.
3)
أما سائر #العلوم_الإنسانية_والطبيعية ؛
فقاعدتها جميعا ( نظرية المعرفة ) التى نحدد من خلالها مصادر المعرفة التي منها تستقى ونحدد من خلالها العلاقة بين تلك المصادر ؛ لذا ستختلف نتائج هذه العلوم وفقا للنظرية المعرفية التي بنيت عليها.
ولذا قلت : إن سائر العلوم الحديثة لابد من إعادة صياغتها وفقا للنظرية المعرفية الإسلامية ؛ لأنها بوضعها الحالي مؤطرة بإطار إلحادي مادي غربي!
ولذا قلت : إن دراستها من فروض الأعيان في هذا العصر لدارسي تلك العلوم..
وكما أن ( أصول الفقه ) علم واحد لكن فيه مدرستان ( حنفية ) و( شافعية ) تختلف نتائج علم ( الفقه ) في المدرستين وفقا لقاعدته الأصولية ؛ فكذلك تختلف نتائج العلوم ( الإنسانية ) و( الطبيعية ) وفقا لقاعدتها ( المعرفية )!
.
ولن تعدم في كل علم إنساني أو طبيعي علوم تقعيد لبعضها ؛ لكنها أيضا ترجع إلى ( النظرية المعرفية )
.
4)
والقاعدة هنا ، أنه : إذا صلحت القاعدة صلحت المسائل .. أو : كلما كان علم التقعيد أكثر إحكاما = كان علم التطبيق أكثر اتساقا .. وكلما كان العالم بعلم التقعيد ألصق = كلما كان علمه أمتن.
ولذا كان من الفوضى العلمية الحالية = الكلام لا عن قاعدة ..
- كما نشاهده لدى ( السلفية ) او لدى مدعي الاجتهاد الذين يرومون الترجيح الفقهي بناء على ما يسمونه فقه الدليل.. أي دون أن يكون لاحدهم الأصول الثابتة التي يبني عليها اجتهاده مع لزوم تلك القاعدة أبدا!
- وكما نشاهده لدى ( الحداثويين ) مدعي التجديد الذين يتكلمون في المسائل لا عن قاعدة بل وفق هوى مجرد .. رائدهم فيه التحسين العقلي الذي يؤول بهم إلى التناقض.
- وكما نشاهده لدى ( العامي ) الجاهل حين يعترض مثلا على فتاوى أهل العلم ومسائلهم المستقرة ، دون أن يسأل نفسه عن القاعدة التي بني عليها الكلام قبل إظهار الجهل بالاعتراض.
.
5)
علوم التقعيد تجعل مسائل العلم متسقة لا متناقضة عند التطبيق ، والاتساق علامة صحة العقل وعلامة قوة العلم ( ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا ) ؛ لذا كان من مفاخر هذه الأمة : إحكام التأسيس التقعيدي قبل البناء التطبيقي أو معه.
وأعلى وأفخم ما يفاخر به المسلمون ؛ علمي ( علوم الحديث ) الذي به ضبطت قاعدة الثبوت ، و( أصول الفقه ) الذي به وضعت قاعدة الفهم التي لا تكون إلا في درجة تالية بعد الثبوت!
وأعلى منهما = ما وضعه المسلمون من أسس لتصحيح الفكر الإنساني حين عمدوا إلى وضع ( نظرية معرفية ) مبكرة جعلوها مقدمة وقاعدة ( لعلم الكلام ) .. هذه النظرية المعرفية التي تفيد الإنسان في سائر أنحائه وأحواله .. والتي منها ديانته وعقيدته ؛ فتستقيم بذلك حياته لا في الدنيا فقط بل الآخرة أيضا..
فانظر : ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين؟!
.
#فقه_العلم