لماذا يأثم عامة النساء المتحرش بهن؟
اختزال المشهد في إدانة شاب فاجر، تحرّش بفتاة تمشي في الشارع.. سطحية في النظر لمشكلة عميقة الجذور، صنّاعها بالملايين.. *القضية ليست في إدانة المتحرش؛ فجنايته ظاهرة، وإنما في أسباب صناعته*..
التحرش ليس هو المرض، وإنما هو عَرَض من أعراض المرض، والمرض هو تعطيل الشريعة على مستوى الدولة، والإعراض عن الشرع تربية وسلوكًا على مستوى الأسر والأفرد.. والنساء المتحرش بهن جزء من المشكلة كما أنني أنا وأنتَ جزء منها.. فبعيدًا عن إثم طبقة المتحرش بهن لأجل عريهن، تقع الأمة تحت حكم الإدانة لأنها رأت الدعوة للفجور على القنوات فلم تنكرها، ورأت (فن) الإثارة واستفزاز شهوات الشباب فلم تنكره، بل ربما دفعت المال لمشاهدته، وإذا رأت "أبطال" هذا الفن احتفت بهم وعظمتهم. وإذا قام قائم لله بالحجة ينكر الباطل، شوهه الناس أو قعدوا عن نصرته، والتزموا (الحياد)، وربما أكلوا عرضه ولحمه على مشهد من الخلق. وإذا اعترض داع إلى الله على سلب الأمة ثرواتها حتى عجز كثير من الرجال عن الزواج، لم يجد على الحق عونا غير حماسة سريعة الذبول.
المرء في المجتمع لا يجني فقط ذنب فعله للباطل، وإنما يجني أيضا وزر سكوته عن الباطل .. ومن سكت عن باطل لأنه بعيد عن "بيته" ؛ جنى في عقر بيته وزر صمته ولو بعد حين.
المتبرجة شريكة في استدعاء المتحرش بها، فهي بريد الشيطان إلى الفاجر من الشباب، وهي آثمة قبل ذلك لأنها تركت أمر الله لها بالستر .
وغير المتبرجة آثمة لتركها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في حدود سلطانها (في بيتها، وبين صاحباتها، وعلى كل من لها عليه أمر أو نصح)؛ فانتشرت أسباب الإثارة بشكل وبائي، وأَمِن المتحرش العقوبة بعد أن عطلت الحدود.
= عندما نترك الذي يخرق السفينة يفعل ما يشاء ؛ لأنه بعيد عنا بأمتار، سنغرق جميعا؛ لأنّ هذا الخرق باب لكل شر.
وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ *يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ* وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ أُولَٰئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ
أولئك سيرحمهم الله .. اللهم اجعلنا منهم!
#حتى_لا_تكون_فتنة_1
د. سامي عامري
اختزال المشهد في إدانة شاب فاجر، تحرّش بفتاة تمشي في الشارع.. سطحية في النظر لمشكلة عميقة الجذور، صنّاعها بالملايين.. *القضية ليست في إدانة المتحرش؛ فجنايته ظاهرة، وإنما في أسباب صناعته*..
التحرش ليس هو المرض، وإنما هو عَرَض من أعراض المرض، والمرض هو تعطيل الشريعة على مستوى الدولة، والإعراض عن الشرع تربية وسلوكًا على مستوى الأسر والأفرد.. والنساء المتحرش بهن جزء من المشكلة كما أنني أنا وأنتَ جزء منها.. فبعيدًا عن إثم طبقة المتحرش بهن لأجل عريهن، تقع الأمة تحت حكم الإدانة لأنها رأت الدعوة للفجور على القنوات فلم تنكرها، ورأت (فن) الإثارة واستفزاز شهوات الشباب فلم تنكره، بل ربما دفعت المال لمشاهدته، وإذا رأت "أبطال" هذا الفن احتفت بهم وعظمتهم. وإذا قام قائم لله بالحجة ينكر الباطل، شوهه الناس أو قعدوا عن نصرته، والتزموا (الحياد)، وربما أكلوا عرضه ولحمه على مشهد من الخلق. وإذا اعترض داع إلى الله على سلب الأمة ثرواتها حتى عجز كثير من الرجال عن الزواج، لم يجد على الحق عونا غير حماسة سريعة الذبول.
المرء في المجتمع لا يجني فقط ذنب فعله للباطل، وإنما يجني أيضا وزر سكوته عن الباطل .. ومن سكت عن باطل لأنه بعيد عن "بيته" ؛ جنى في عقر بيته وزر صمته ولو بعد حين.
المتبرجة شريكة في استدعاء المتحرش بها، فهي بريد الشيطان إلى الفاجر من الشباب، وهي آثمة قبل ذلك لأنها تركت أمر الله لها بالستر .
وغير المتبرجة آثمة لتركها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في حدود سلطانها (في بيتها، وبين صاحباتها، وعلى كل من لها عليه أمر أو نصح)؛ فانتشرت أسباب الإثارة بشكل وبائي، وأَمِن المتحرش العقوبة بعد أن عطلت الحدود.
= عندما نترك الذي يخرق السفينة يفعل ما يشاء ؛ لأنه بعيد عنا بأمتار، سنغرق جميعا؛ لأنّ هذا الخرق باب لكل شر.
وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ *يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ* وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ أُولَٰئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ
أولئك سيرحمهم الله .. اللهم اجعلنا منهم!
#حتى_لا_تكون_فتنة_1
د. سامي عامري