دروب الخير 🕋
1.83K subscribers
38K photos
13.9K videos
6.55K files
44K links
إلهي أنت مقصودي ورضاك مطلوبي
Download Telegram
Forwarded from نور الوجود....
#ربيع_الحب :

مَن أخبرهم أن الصحابة لم يحتفلوا بالرحمة المهداة صلى الله عليه وسلم؟
تعالوا وانظروا لهذا الحديث، عن معاوية رضي الله عنه :
" إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ عَلَى حَلْقَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ ، فَقَالَ : " مَا أَجْلَسَكُمْ ؟ قَالُوا : جَلَسْنَا نَذْكُرُ اللَّهَ وَنَحْمَدُهُ عَلَى مَا هَدَانَا لِلإِسْلامِ ، ((وَمَنَّ عَلَيْنَا بِكَ)) ، قَالَ : آللَّهُ مَا أَجْلَسَكُمْ إِلا ذَلِكَ ؟ قَالُوا : وَاللَّهِ مَا أَجْلَسَنَا إِلا ذَلِكَ ، قَالَ : أَمَا إِنِّي لَمْ أَسْتَحْلِفْكُمْ تُهْمَةً لَكُمْ ، وَلَكِنَّهُ أَتَانِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ فَأَخْبَرَنِي أَنَّ اللَّهَ يُبَاهِي بِكُمُ الْمَلائِكَةَ " ، رَوَاهُ مُسْلِمُ فِي الصَّحِيح.
بسم الله الرحمن الرحيم

#معارف_كأنك_تراه (111)
#ربيع_الحب ( 3 )

تعظيم الحق لسيد الخلق صلى الله عليه وسلم :

قال القاضي عياض اليحصبي رضي الله عنه، في كتابه (( الشفا بتعريف حقوق المصطفى)) صلى الله عليه وسلم:

( لاخفاء على من مارس شيئا من العلم، أو خُصَّ بأدنى لمحةٍ من الفهم.. بتعظيم اللهِ قدرَ نبينا صلى الله عليه وسلم، وخصوصه إياه بفضائل ومحاسن ومناقب لا تنضبط بزمام، وتنويهه من عظيم قدره بما تكلُّ عنه الألسنةُ والأقلام، فمنها ما صرح به تعالى في كتابه ، ونبّهَ به على جليل نصابه، وأثنى به عليه من اخلاقه وآدابه، وحض العباد على التزامه وتقلد إيجابه.
فكان جل جلاله هو الذى تفضل وأولى، ثم طهر وزكى، ثم مدح بذلك وأثنى، ثم أثاب عليه الجزاء الأوفى، فله الفضل بدأ وعودا، والحمد أولى وأخرى.
ومنها ما أبرزه للعيان من خَلقه على أتم وجوه الكمال والجلال، وتخصيصه بالمحاسن الجميلة، والأخلاق الحميدة، والمذاهب الكريمة، والفضائل العديدة، وتأييده بالمعجزات الباهرة والبراهين الواضحة والكرامات البينة، التى شاهدها من عاصره، ورآها من أدركه، وعلمها علم يقين من جاء بعده، حتى انتهى علم حقيقة ذلك إلينا، وفاضت أنواره علينا، صلى الله عليه وسلم كثيرا.

عن أنس رضى الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى بالبراق ليلة أُسري به مُلجماً مُسرجا، فاستصعب عليه، فقال له جبرئيل: أبمحمد تفعل هذا؟ فما ركبك أحد أكرم على الله منه! قال: فارفضَّ [البراق] عرقاً.

واعلم أن في كتاب الله العزيز آيات كثيرة مفصحة بجميل ذكر المصطفى صلى الله عليه وسلم، وعدِّ محاسنه، وتعظيم أمره، وتنويه قدره.
وقال جعفر بن محمد رضي الله عنه : علم الله تعالى عجز خلقه عن طاعته فعرَّفهم ذلك لكي يعلموا أنهم لا ينالون الصفو من خدمته، فأقام بينه وبينهم مخلوقاً من جنسهم في الصورة، ألبسه من نعته الرأفة والرحمة، وأخرجه إلى الخلق سفيراً صادقاً، وجعل طاعته طاعته، وموافقته موافقته؛ فقال تعالى : {من يطع الرسول فقد أطاع الله} ، وقال الله تعالى: {وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين}
قال أبو بكر محمد بن طاهر: زيّنَ اللهُ تعالى محمداً صلى الله عليه وسلم بزينة الرحمة.. فكان كونه رحمةً، وجميع شمائله وصفاته رحمة على الخلق، فمن أصابه شئ من رحمته.. فهو الناجي في الدارين مِن كل مكروه، والواصلُ فيهما إلى كل محبوب، ألا ترى أن الله تعالى يقول: {وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين} ؛ فكانت حياته.. رحمة، ومماته.. رحمة؛ كما قال صلى الله عليه وسلم : (( حياتي خير لكم وموتي خير لكم )) ، وكما قال عليه الصلاة والسلام : (( إذا أراد الله رحمة بأمة.. قبض نبيها قبلها؛ فجعله لها فرَطاً وسلَفا )).
وقال السمرقندى (رحمة للعالمين)؛ يعنى للجن والإنس.
قيل : لجميع الخلق؛ للمؤمن رحمة بالهداية، ورحمة للمنافق بالأمان من القتل، ورحمة للكافر بتأخير العذاب.
قال ابن عباس رضى الله عنهما: هو رحمة للمؤمنين والكافرين؛ إذ عُوفوا مما أصاب غيرهم من الأمم المكذبة.
وروي عن جعفر بن محمد الصادق في قوله تعالى: {فسلام لك من أصحاب اليمين}؛ أي : بك إنما وقعت سلامتهم؛ من أجل كرامة محمد صلى الله عليه وسلم)
انتهى بتصرف.