السيد علي القاضي
49.8K subscribers
8.6K photos
320 videos
465 files
1.48K links
أنر قناديل هذا المجد مشرقة
فليس قنديل مجد في الضياء خبا

قبس من التوحـيد
Download Telegram
- بحثٌ في سَكنِ دَم الإمام الحُسين عليه السلام


نحاول الوقوف بإيجاز على بعض مضامين هذه الزيارة العظيمة.
قوله عليه الصلاة والسلام :
أشهدُ أن دَمك سَكن الخُلد وأقشعرت له أظلة العَرش ، وبكى له جميع الخَلائق ، وبكت له السموات السبع والأرضون السبع وما فيهن وما بينهن ومن يتقلب في الجنة والنار من خلق ربنا ، وما يُرى وما لايُرى .

قوله عليه السلام أشهدُ بمعنى من معانيها هي إخبار عن عَيان لمن شَهد على أمرٍ ما ، ويتبين ذلك في قوله تعالى شَهد الله أن لا إله إلا هو .
والمهم في المقام أن الإمام الصادق يقول أشهدُ اي شَهدتُ هذه الحقيقة وأشهدُ بها .
لأن أشهد تدُل على إستمرارية الشهادة وعدم إنقطاعها لحظة من اللحظات ، ولذا نقول أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله وأشهد أن علياً وليُّ الله ، وهذا التثليث له بحثه الخاص في علم العرفان ، ومنها تلثيثٌ آخر ياعلي ما عَرف الله إلا انا وأنت، وما عَرفني إلا الله وأنت ، وماعَرفك إلا الله وأنا
فهذا التثليث وغيره مهم جداً عن أصحاب الذوق والكَشف والشهود.
وبالتالي فالإمام الصادق شَهد حادثة إستشهاد الإمام الحسين عليه السلام في عالم الشهادة !!! وفي عوالم أخرى قبل عالم الشهادة ، ويؤيد هذا المعنى الكثير من الروايات منها بكاء رسول الله وآلـﷺـه على مقتل الإمام الحُسين ، ومنها بكاء النبي إبراهيم عليه السلام ، وبقيَّة الأنبياء عليهم السلام ، وكذلك الملائكة الكروبيِّن وكل ملائكة الله الصالحين عليهم السلام ، وهذا المعنى مرتكزٌ في أذهان المُتشرعة كما هو معلومٌ .

ثم أن قوله عليه الصلاة والسلام وأشهدُ أن دٕمك سَكن الخُلد واقشعرت له إظلة العرش وبكت له السموات السبع والأرضون السبع
تُحيِّر العقول وتُدهش لُبَّ كل لَبيبًّ بل كُل صاحب فَطرة صافية لم تَتدنس بالأوهام وزَبَد الأفكار الطائشة .
ولا يَشمُ هذه الحقيقة من الزيارة إلا أصحاب الأذواق والكَشف والشهود أو اصحاب الضمائر الحيَّة والفطرة السليمة ممن يعتقد بِوحدة النبوَّة و وَحدَّة الولاية........
أن دَمك سَكن الخُلد واقشعرَّت له أظلة العرش فإذا اقشعرت له أظلة العرش معناها أقشعرَّ العرش والكُرسي تباعاً لهذه الحادثة التي جعلت جَمعٌ من الملائكة شغلهم وتَسبيحُهم البكُاء على مصاب الحُسين إلى يومِ القيامة !!!!!

ثم أي دَمٍ هذا الذي يَصعد إلي السماء ويَسكن مقام الخُلد الذي لامقامَ أعلى وأسمى منه !!!!!
مقتضى القاعدة أن الدَم ينزل إلى الأرض ، إلا إذا كان هذا الدَم الطاهر المُطَّهر يحمل إسم الله الأعظم ، لأن حقيقة إسم الله الأعظم ليست لفظاً ، وإنما هي حقيقةٌ عَينيَّة خارجيَّة تتمثل بإمامِ كُل زمانٍ ، فالإمام الحُسين هو إسم الله الأعظم الأعز الأجل الأكرم ، والإمام صاحب العصر والزمان هو إسم الله الأعظم الأعز والإجل الأكرم ، مع ملاحظة مهمة جدا جدا وهي:
أن إسم الله غير الله فلا تَلتبس عليك الإمور!!!
فهذا الدَمُ الزكي الطاهر المُطَّهر سَكن مَقام الخُلد ، وأقشعرت له جميع الأرواح العالية والنفوس الزاكية في مقام العَرش والكُرسي وفي مقامِ أظلة العرش حيث لا عينٌ رأت ولا أُذنٌ سَمت ولا خطر على قلبِ بَشر من الآدميين ، إلا صاحب الإسم الأعظم عليهم الصلاة والسلام .

#السيد_الفاضل_محمد_الأيدامي