ذبًّا عن الإمام النعمان
335 subscribers
50 photos
23 videos
12 files
11 links
هذه القناة أرشيف للتأصيلات والردود المنهجية على المعتدين على الإمام النعمان.

"سلامٌ على قبر ثوى فيه نعمانُ .. وكان له فيه من الله رضوانُ
ولا زال محفوفًا بأوسع رحمةٍ .. ولا زال روضًا فيه روحٌ وريحانُ"
Download Telegram
قال صاحب كتاب إيثار الحق على الخلق: وفي كتب الرجال نسب الإرجاء إلى جماعة من رجال البخاري ومسلم وغيرهما من الثقات الرفعاء؛ منهم ذر بن عبد الله الهمداني أبو عمر التابعي، حديثه في كتب الجماعة كلهم. وقال أحمد: هو أول من تكلم في الإرجاء.

وأيوب بن عائذ الطائي، حديثه عند "خ، م، ت، د"، وسالم بن عجلان الأفطس حديثه في "خ، د، س، ق"، وكان داعية إلى الإرجاء.

وشبابة بن سوار أبو عمرو المدائني، وكان داعية، وقيل: إنه رجع عنه.

وابن عبد الرحمن أبو يحيى الحماني الكوفي، حديثه عند "خ، م، ت، ق"، وكان داعية إلى ذلك.

وعثمان بن غياث الراسبي البصري، حديثه عند "خ، م، د، س"، وعمرو بن ذر الهمداني الكوفي من كبار الزهاد والحفاظ، كان رأسًا في الإرجاء، حديثه في "خ، د،ت، س".

وعمرو بن مرة الجملي، أحد الأثبات من كبار التابعين، حديثه عند الجماعة كلهم.

وإبراهيم بن طهمان الخراساني، أحد الأئمة، حديثه عندهم، وقيل رجع عن الإرجاء.

ومحمد بن خازم أبو معاوية الضرير، أثبت أصحاب الأعمش حديثه عندهم، وورقاء بن عمرو الكوفي اليشكري حديثه عندهم.

ويحيى بن صالح الوحاظي حديثه عند "خ، م، ت، د، ق"، وعبد العزيز بن أبي رواد خرج له الأربعة واستشهد به البخاري.

فهؤلاء ممن ذكرهم ابن حجر في مقدمته لـ "شرح البخاري" هذا وقد قيل: إن أبا حنيفة رجع عن قوله ووافق السلف في أن الأعمال من الإيمان. قال ابن أبي العز الحنفي:

"والظاهر أن هذه المعارضات لم تثبت عن أبي حنيفة رضي الله عنه، وإنما هي من الأصحاب، فإن غالبها ساقط لا يرتضيه أبو حنفية. وقد حكى الطحاوي حكاية أبي حنيفة مع حماد بن زيد، وأن حماد بن زيد لما روى له حديث "أي الإسلام أفضل ..." قال له: ألا تراه يقول: أي الإسلام أفضل، قال: الإيمان، ثم جعل الهجرة والجهاد من الإيمان فسكت أبو حنيفة، فقال بعض أصحابه: ألا تجيبه يا أبا حنيفة.

قال: بم أجيبه وهو يحدثني بهذا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم".

وبالجملة فهذه القصة على اعتبار صحتها، تشعر بأنه قد رجع، واتبع ما جاء به النص عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في أن الأعمال من الإيمان، وهذا هو المظنون به رحمه الله تعالى، فكيف لا وهو القائل: "إذا صح الحديث فهو مذهبي". وإن لم يكن رجع عن قوله في الإيمان، فعفا الله عنا وعنه وغفر الله له.

أصول الإيمان عند الإمام أبي حنيفة.
#رأي_جهم
كان يقال لأبي حنيفة وأصحابه مرجئة السنة. وعده كثير من أصحاب المقالات من جملة المرجئة، ولعل السبب فيه أنه لما كان يقول: الإيمان هو التصديق بالقلب، وهو لا يزيد ولا ينقص، ظنوا أنه يؤخر العمل عن الإيمان. ((والرجل مع تحريجه في العمل كيف يفتي بترك العمل؟)) وله سبب آخر، وهو أنه كان يخالف القدرية، والمعتزلة الذين ظهروا في الصدر الأول. والمعتزلة كانوا يلقبون كل من خالفهم في القدر مرجئًا، وكذلك الوعيدية من الخوارج. فلا يبعد أن اللقب إنما لزمه من فريقي المعتزلة والخوارج، والله أعلم.

ص١٤١ - كتاب الملل والنحل - للشهرستاني.
#رأي_جهم
والذي يجب علمه على العالم المشتغل بكتب التواريخ وأسماء الرجال أن الإرجاء يطلق على قسمين

أحدهما الإرجاء الذي هو ضلال وهو الذي مر ذكره آنفًا

وثانيهما الإرجاء الذي ليس بضلال ولا يكون صاحبه عن أهل ألسنة والجماعة خارجًا، ولهذا ذكروا أن المرجئة فرقتان مرجئة الضلالة ومرجئة أهل السنة وأبو حنيفة وتلامذاته وشيوخه وغيرهم من الرواة الأثبات إنما عدوا من مرجئه أهل السنة لا من مرجئه الضلالة.

- الرفع والتكميل، للكنوي، ص٣٦١.
#رأي_جهم
من مقال (محنة الإمام الطبري وفتنته)
للشيخ د. علي بن عبد العزيز الشبل

...وأمرٌ آخر امتحن به مِن قِبَل بعض خصومه من الحنابلة، لمَّا صنَّف كتاب "اختلاف الفقهاء" ولم يُورد معهم الإمام أحمد بن حنبل، فلمَّا سُئل عن ذلك قال: لم يكن ابن حنبل فقيهًا؛ وإنما كان مجتهدًا، فكان هذا سببًا للتعصب عليه من بعضهم كالجصَّاص والبياضي وجعفر بن عرفة.

...ونقل الحموي عن أبي بكر بن كامل صاحب ابن جرير قال: حضرت أبا جعفر حين الوفاة فسألته أن يجعل كل من عاداه في حلٍّ، وأن يصفح عمن تجنَّوْا عليه، وكنت أقصد أبا الحسن بن الحسين الصواف؛ إذ كنت قرأت عليه القرآن، فقال أبو جعفر -رحمه الله-: كل من عاداني وتكلَّم عني في حلٍّ، إلا رجلًا رماني ببدعة.

وكان الصوَّاف من أصحاب أبي جعفر، وكانت فيه سلامة، ولم يكن من أصحاب الضبط والتدقيق، فلمَّا أملى أبو جعفر (ذيل المذيل) ذكر أبا حنيفة وأطراه، ووصفه بالعلم والورع، فاغتاظ الصوَّاف؛ لأن أبا جعفر مدح أبا حنيفة وأهمله، فجعل يتهجم على أبي جعفر. اهـ.
#ثناءات
من الثناءات التي نقلها الإمام الطبري في أبي حنيفة
جاء في المنتخب من [ذيل المذيل]:

• ذكر الوليد بن شجاع أن علي بن الحسن بن شقيق حدثه قال كان عبد الله بن المبارك يقول: إذا اجتمع هذان على شيء فذلك قولي يعني الثوري وأبا حنيفة. اهـ.

• حدثنا أحمد بن خالد الخلال قال سمعت الشافعي يقول سئل مالك يومًا عن البتي فقال كان رجلًا مقاربًا وسئل عن ابن شبرمة فقال كان رجلًا مقاربًا قيل وأبو حنيفة قال لوجاء إلى أساطينكم هذه وقايسكم لجعلها من خشب. اهـ.
#ثناءات
كتب الشيخ سعد الشيخ:

تفسير مقالة النقاد في أبي حنيفة وأصحابه: قراءة بين السطور!
_____

لكل علمٍ أصولٌ ودعائم تُبنى عليها مقالات ومناهج ومنظومات معرفية، وأي محاولة للفصل بين هذه الأصول الكلية وتطبيقاتها الجزئية، أو الذهول عن هذا الارتباط عند معالجة قضية نقدية = ستنتج عنها مقالات مولّدة مقطوعة الصلة بأصولها ومحكماتها.

حسنًا؛ لنطبق هذه المقدمة المنطقية على ملف أبي حنيفة الذي أحوجنا إلى الحديث عنه بعضُ الفارغين!

وعلى طريقة الدراسة الأكاديمية: ما هي مشكلة البحث؟ وما الذي ينبغي أن يعالجه الباحث في هذا المقال؟!
مشكلة البحث تكمن في الإجابة عن الأسئلة التالية:
١- ما هي أقوال نقاد أهل الحديث في أبي حنيفة وأصحابه؟ وهل ثمة إجماعٌ على جرحه وتركه؟
٢- ما نوع القدح في أبي حنيفة ومرتبته في سُلّم الجرح؟ولماذا تكلّم فيه نقاد أهل الحديث؟
٣- لماذا تنكّب المتأخرون أقوالَ النقاد الأوائل في أبي حنيفة، وانتهوا إلى توثيقه وإمامته وإغلاق ملف جرحه والقدح فيه؟

والإجابة عن تلك الأسئلة المحورية باختصار مركّز، هي موضوع هذه المقالة، فأقول مستعينًا بالله وحده:

١- تتابَع النقادُ على الكلام في أبي حنيفة، واتفقوا في شأنه على أمرٍ، واختلفوا في آخر.

أ- أما الذي اتفقوا عليه: فهو تركه في الرواية لضعف حفظه وقلة ضبطه وغلبة النكارة على حديثه مع قلة ما روى، وقد خرّج له النسائي والترمذي وأعرض عنه سائر الستة وغيرهم من أصحاب السنن والمسانيد والمصنفات.

ب- وأما الذي اختلفوا فيه بشأنه: فهو القدح بعدالته والطعن في دينه، وهذا أمرٌ يجب أن يُعالج بحذرٍ شديد، من ناحية ثبوت النقد، ودلالته، وفهم سياقاته، والأهم من ذلك كله: استصحاب أصول الناقد وقناعاته ونفسيّته؛ لفهم الدوافع الرئيسة لجرح أبي حنيفة وأصحابه، لا سيما أنها مفسّرة في كلام أكثرهم.

ولن أتعرض هنا لبسط ما صح ولم يصح من أقوال النقاد في أبي حنيفة، ولا تحليل ألفاظهم ومصطلحاتهم النقدية ودلالتها على نوع الجرح ودرجته، فقد كفانا ذلك العلّامة المعلّمي اليماني في التنكيل، لكني سأُسلّط الضوء على ما هو أهم من ذلك، وهو تفسير الدوافع النقدية لتلك الأقوال من خلال تحليلها في محضنها الاجتماعي الذي تولّدت فيه، وقراءتها في سياقها التاريخي وظروفها الاجتماعية، في محاولة جادّة لفهم الدوافع النقدية للناقد وتحليل أبعادها النفسية والأصولية، وهذا فنٌ شريفٌ في النقد مستعمل بكثرة في أدوات النقاد لإهدار كثير مما قيل في الرواة؛ مما دوافعه اختلاف العقائد أو المناهج أو الخصومات الشخصية.

وخلاصة هذه الدوافع ترجع إلى أمرين:
الأمر الأول: الاحتدام الشديد بين مدرستي أهل الحديث وأهل الرأي في منهج التفقُّه وأصول الاستنباط وطريقة التصنيف، وتبادل الردود بين المدرستين وتصنيف الكتب والأجزاء وانتصار كل طائفة لمنهجها الفقهي، وأثر ذلك في القدح بأبي حنيفة وأصحابه.

وهذا السبب -برأيي- من أعظم الدوافع التي جُرح بسببها أبو حنيفة وأصحابه، حيث اتهمه أهل الحديث: بردِّ النصوص وتغليب رأيه وأقيسته عليها، والتوسع في الرأي والجراءة على الخوض فيما سكت عنه السلف من النوازل والأحكام، ونحو ذلك مما يرجع الطعن فيه إلى اختلاف المناهج الفقهية وطرق الاجتهاد والإفتاء، حيث كان ينزع أهل الحديث إلى التخفف والتخوُّف من الرأي، والكف عن الخوض فيما لم يتكلم فيه السلف، وترك التصنيف في غير الحديث.

والحق أنَّ مردَّ هذا القدح هو نتاج قراءةٍ مذهبية لا يُسلّم لها، وأبو حنيفة لم يصرّح بردِّ النصوص، ولا أصوله تدل على ذلك، بل ولا حتى فروعه إلا مسائل معدودة شابهه في جنسها، بل زاد عليه في بعضها، مَن لا يشكُّ أهلُ الحديث بإمامته وتعظيمه للنصوص، وهو الإمام مالك، بل كان مالكٌ يصرّح بردِّ النصوص الثابتة عنده، والتي رواها عنه أصحابه في موطئاتهم، وبعضها بأسانيد ذهبية؛ لأجل عمل أهل المدينة! بل وقعتُ له على نصوصٍ ثابتةٍ عنده ردّها؛ لأنه لم يعرفها، لا لثبوت العمل بخلافها!

وردُّ مالكٍ للأحاديث التي بخلاف عمل أهل المدينة تفهَّمَها أهلُ الحديث، وإن خالفوه وردّوا عليه، كتاب اختلاف الشافعي ومالك نموذجًا؛ لأنّ مردّ ذلك لأصله الفقهي لا لهوان النصوص عنده، والأمر نفسه يُقال في أبي حنيفة وأصحابه.

بل ما من إمامٍ، ومنهم فقهاء أهل الحديث، إلا ووقع له نوعُ اجتهادٍ مقابل النص، حصل معه ما يمكن تسميته بردِّ النصوص! وتقديم الرأي عليها!

والمقصود: أن لا تغفل عن لحاظ هذا الصراع المنهجي بين أهل الحديث وأهل الرأي وأنت تقرأ أقوال نقاد أهل الحديث في أبي حنيفة، لا سيما وأنَّ أهل الرأي كانوا قد تغلبوا على أهل الحديث في مهارات تحليل النص وفهمه وحُسن الاستنباط منه، واستطالوا عليهم بذلك، وربما سخروا منهم ووصفوهم بالبلادة وقلة العقل! حتى اعترف الإمام أحمد -فيما أسنده ابن أبي حاتم في مناقب الشافعي-: أن أقفية أهل الحديث كانت بيد أبي حنيفة؛ حتى ظهر الشافعي وألّف لهم كتاب الرسالة!
الأمر الثاني: تلبُّسُ بعضِ أصحاب أبي حنيفة والمنتسبين إلى مذهبه بمقالات طوائف المبتدعة في الصفات والإيمان والطاعة، ونسبة أبي حنيفة إلى شيء منها. وقد نُسبت لأبي حنيفة مقالات بدعية كثيرة لم يثبت منها على التحقيق إلا مقالتان:

١- مقالة الإرجاء في الإيمان، وهي بدعة خفيفة ليست من غلاظ البدع ولا من كبائرها؛ لأن الإرجاء ليس شيئًا واحدًا، وأبو حنيفة كان يقول بأخفّه وأهونه وهو إرجاء الفقهاء، وهذا لا مطعن فيه بعدالة أبي حنيفة مع الصدق وحسن الديانة، وقد وثّق أهل الحديث مئات الرواة المبتدعة من طبقة أبي حنيفة ومَن قبله ومَن بعده، واحتجوا بأحاديثهم، ورووا لهم في مصنفاتهم، وفيهم من البدع المغلّظة ما لا تساوي بدعة أبي حنيفة إليها شيئا!

٢- مقالة الخروج، وهذه مقالة ثابتة عن أبي حنيفة، بل كان يدعم ثورات أئمة أهل البيت ويحرّض على الخروج معهم، وقد أُوذي بسبب ذلك وسُجن حتى مات في سجنه، ولا يضرُّه ذلك في عقيدته ولا في ديانته، ولم يكن يعتقد عقيدة الخوارج الشُّراة في تكفير أهل القبلة، وليس الخروج على الحاكم الظالم من خصائص الخوارج، بل هو مذهبٌ للسلف قديم وهو أيضًا مذهب أئمة أهل البيت وأكابر أهل الحديث، ومع ذلك فقد وثق نقاد أهل الحديث رؤوس الخوارج الاعتقاديين، واحتجوا بمروياتهم ولم يتنكّبوهم، فكان ماذا؟!

وما من بدعةٍ ينسبونها لأبي حنيفة للطعن بعدالته إلا وجئتهم بأسماء أئمة كبار من شيوخهم وأئمتهم، قد قالوا بها، ومع ذلك وثقوهم واحتجوا بهم واتخذوهم أئمة وقدوات!

إذا فهمتَ تلك المباني والأصول التي نشأت عنها مقالة القدح في أبي حنيفة، وقرأتها في سياقها التاريخي الصحيح = عرفتَ سبب تنكّب المتأخرين أقوال النقاد الأوائل في أبي حنيفة، وعلى رأسهم: ابن عبد البر، وشيخ الإسلام ابن تيمية، وابن رجب، والذهبي، وابن حجر، وغيرهم.

وقد هلكت في أبي حنيفة ثلاثة طوائف:
١- طائفة جمدت على ظواهر أقوال النقاد من غير فقهٍ ولا معرفةٍ ولا أهلية، وهؤلاء هم المستهدفون من هذه المقالة.
٢- وطائفة ثانية: انساقت مع العواطف وكذّبت، أو استبعدت صدور كثيرٍ مما قيل في أبي حنيفة عن نقاد أهل الحديث، أو تعسّفت في تأويله، وعاشت في مثالية وهمية تخيّلت فيه مجتمع أهلِ الحديث مجتمعًا ملائكيًا مجرّدًا من الانفعالات النفسية والأمزجة البشرية!
٣- وطائفة ثالثة: تورطت في القراءات المذهبية البغيضة، فشكّكت بنزاهة النقاد وقدحت في إنصافهم وأهدرت أقوالهم، كمتعصبي الحنفية أمثال الكوثري ومن لفّ لفه.

نسأل الله العافية.
#لفتة
#معاصرون
Document (1) (3).pdf
104.2 KB
مقال بعنوان: (تفسير مقالة النقاد في أبي حنيفة وأصحابه: قراءة بين السطور!).
كتبه:
سعد الشيخ
باحث في الحديث وعلومه | مرحلة الدكتوراه.
#كتاب
إن بين مرجئة الفقهاء، ومنهم الإمام أبو حنيفة، وبين بقية أئمة السنَّة قدرًا مشتركًا وقدرًا مفترقًا. فأما القدر المشترك فهو:

1) أن الإيمان مركب وليس بسيطًا، كما عليه غلاة المرجئة من الكرَّامية والماتريدية.

2) أن مرتكب الكبيرة لا يكفر ولا يُنْفى عنه مسمى الإيمان ولا يخلد في النار بل هو مؤمن فاسق.

3) أن الإقرار يزول وقت الإكراه، دون التصديق.

4) أن الاستثناء في الإيمان لا يجوز لأجل الشك.

وأما القدر المفترق فيه:

1) الإيمان عند أبي حنيفة التصديق بالجنان والإقرار باللسان فقط، وأما بقية الأئمة فهو هذان الأمران والعمل بالأركان.

2) أن الأعمال خارجة عن مسمى الإيمان عند أبي حنيفة داخلة فيه عند بقية الأئمة.

3) أن الإيمان لا يزيد ولا ينقص عند أبي حنيفة ويزيد وينقص عند بقية أئمة السنَّة.

4) لا يجوز الاستثناء في الإيمان عند أبي حنيفة مطلقًا، ويجوز في حال دون حال عند أئمة السنَّة.

لذلك ذهب الغزالي والذهبي وابن أبي العز، إلى القول بأن الخلاف هو خلاف صوري.

- الشيخ فيصل نور.

#رأي_جهم
قال قبيصة بن عقبة: "كان الإمام أبو حنيفة رحمه الله في أول أمره يجادل أهل الأهواء، حتى صار رأسًا في ذلك، منظورًا إليه، ثم ترك الجدل ورجع إلى الفقه والسنة وصار إمامًا".
- عقود الجمان، ص١٦١.
#ثناءات
بسم الله الرحمن الرحيم..

الإمام أبو حنيفة رحمه الله.... نقاط مهمة

• أولًا:
إن مما لا شك فيه أن أبا حنيفة رحمه الله ممن كتب الله تعالى لهم القبول في الأرض، يقول ابن الوزير: (وأبو حنيفة هو الإمام الأعظم الذي طبق مذهبه أكثر العالم). [العواصم من القواصم]. فليس من حكمة الله تعالى أن يجعل في قلوب عباده من المسلمين، ومن أهل السنة خصوصًا هذا الإجلال والتعظيم لشخص لا يجل ولا يعظم سنة نبيه ﷺ، فيقدم رأيه المحض عليها، أو أن يكون هذا الشخص مبتدعًا في دين الله تعالى منافحًا عن بدعته فضلًا عن أن يكون كافرًا خارجًا عن دين الله تعالى... هذا محال على حكمة الله تعالى.
بل إن في هذا القبول الموضوع له في الأرض دليل على محبة الله تعالى له، فقد جاء في الحديث واللفظ لمسلم: (إنَّ اللهَ إذا أحَبَّ عَبْدًا دَعا جِبْرِيلَ فقالَ: إنِّي أُحِبُّ فُلانًا فأحِبَّهُ، قالَ: فيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ، ثُمَّ يُنادِي في السَّماءِ فيَقولُ: إنَّ اللهَ يُحِبُّ فُلانًا فأحِبُّوهُ، فيُحِبُّهُ أهْلُ السَّماءِ، قالَ ثُمَّ يُوضَعُ له القَبُولُ في الأرْضِ...). اهـ.

• ثانيًا:
إن الله تعالى عصم علماء هذه الأمة من أن تجتمع كلمتهم على باطل، فقال ﷺ: (إِنَّ اللهَ لَا يَجْمَعُ أُمَّتِي عَلَى ضَلَالَةٍ، وَيَدُ اللهِ مَعَ الْجَمَاعَةِ). [رواه الترمذي - وحسنه الألباني]. وثبت عن ابن مسعود قوله: (فما رَأى المُسلمونَ حَسنًا؛ فهو عندَ اللهِ حَسنٌ، وما رأَوا سيِّئًا؛ فهو عندَ اللهِ سيِّئٌ). [أخرجه أحمد - وحسنه شعيب]. ومن ثمَّ فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية في [جامع المسائل]: "((فإن من أئمة الإسلام الذين أجمع المسلمون على هدايتهم ودرايتهم، ولهم في الأمة لسان صدق)) من الصحابة والتابعين وتابعيهم، كالخلفاء الراشدين: أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وابن مسعود وابن عباس ونحوهم، ومثل سعيد بن المسيب والحسن البصري وإبراهيم النخعي وعطاء بن أبي رباح، ومثل مالك والثوري والليث بن سعد والأوزاعي ((وأبي حنيفة))، ومثل الشافعي وأحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه وأبي عبيد، وأمثال هؤلاء من كفرهم فقد خالف إجماع الأمة وفارق دينها، ((فإن المؤمنين كلهم يعظمون هؤلاء ويحسنون القول فيهم))"، وقال ابن رجب في [الرد على من اتبع غير المذاهب الأربعة]: "فاقتضت حكمة الله سبحانه أن ضبط الدين وحفظه: بأن نصب للناس ((أئمة مجتمعًا على علمهم ودرايتهم وبلوغهم الغاية المقصودة في مرتبة العلم بالأحكام والفتوى))، من أهل الرأي والحديث. ((فصار الناس كلهم يعولون في الفتاوى عليهم، ويرجعون في معرفة الأحكام إليهم))..."، وقال ابن هبيرة في [اختلاف الأئمة العلماء]: "ولما انتهى تدوين الفقه إلى الأئمة الأربعة، وكل منهم عدل رضي الله عنهم، ((ورضى عدالتهم الأئمة))، وأخذوا عنهم لأخذهم عن الصحابة والتابعين والعلماء ((واستقر ذلك))، وإن كلا منهم مقتدى به، ولكل واحد منهم له من الأمة أتباع من شاء منهم فيما ذكره وهم: أبو حنيفة، ومالك، والشافعي، وأحمد رضي الله عنهم.". اهـ.
= وهذا يقتضي أن أبا حنيفة رحمه الله لم يستقر حاله على ابتداع ومنابذة للسنة فضلًا عن أن يكون كافرًا... لذلك ترى شيخ الإسلام ابن تيمية قد شهد له بالجنة، فيقول في [مجموع الفتاوى]: "...وقال طائفة: بل من استفشى من بين الناس إيمانه وتقواه (واتفق المسلمون) على الثناء عليه كعمر بن عبد العزيز... وسفيان الثوري (وأبي حنيفة) ومالك والشافعي... شهدنا لهم بالجنة"، ثم يقول في موضع آخر مرجحًا قول هذه الطائفة: "وأما من شاع له لسان صدق في الأمة بحيث اتفقت الأمة على الثناء عليه فهل يشهد له بذلك؟ هذا فيه نزاع بين أهل السنة ((والأشبه أن يشهد له بذلك))". اهـ.

• ثالثًا:
يكذب من يدعي إجماع السلف على ذم أبي حنيفة، وليس كل إجماع مذكور في الكتب صحيح، فقد ثبت عن شعبة، وعن يحيى بن سعيد القطان، وعن ابن معين، وغيرهم من الأئمة الثناء على أبي حنيفة رحمه الله، ولا يدفع ذلك إلا جاهل أو متكلف، وتنبه لقول شيخ الإسلام ابن تيمية هذا: "(وأكثر) أهل الحديث طعنوا في أبي حنيفة..". اهـ.

• رابعًا:
كثير من آثار الذم التي وردت عن السلف في أبي حنيفة لا تثبت كما قرر أهل التحقيق، وليعلم أن الثابت منها على أقسام:
*ما كان منسوبًا إليه ولا يصح عنه.
= قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "وكذلك الحنفي يخلط بمذاهب أبي حنيفة شيئًا من أصول المعتزلة والكرامية والكلابية، ويضيفه إلى مذهب أبي حنيفة.". [منهاج السنة].
*ما كان يقول به ثم رجع عنه.
= كقوله بخلق القرآن، ثم رجع عنه. قال أبو يوسف: (ناظرت أبا حنيفة ستة أشهر فاتفق رأينا على أن من قال القرآن مخلوق فهو كافر). [مختصر العلو - قال الألباني: إسناد جيد].
وعند البيهقي في [الأسماء والصفات]: "وقرأت في كتاب أبي عبد الله محمد بن يوسف بن إبراهيم الدقاق بروايته عن القاسم بن أبي صالح الهمذاني عن محمد بن أيوب الرازي قال: سمعت محمد بن سابق يقول: (سألت أبا يوسف فقلت: أكان أبو حنيفة يقول: القرآن مخلوق؟ قال معاذ الله، ولا أنا أقوله، فقلت أكان يرى رأي جهم؟ فقال: معاذ الله، ولا أنا أقوله). قال البيهقي: رواته ثقات. اهـ. وعده اللالكائي في [اعتقاد أهل السنة] من فقهاء أهل الكوفة الذين قالوا إن القرآن غير مخلوق.
*ما كان يقول به وثبت عليه.
= كقوله أن الأعمال لا تدخل في مسمى الإيمان -إرجاء الفقهاء كما سمي-، وهو إرجاء مقيد، إذ كان رحمه الله يرى أن مرتكب الذنب مستحق للعقاب، وأمره إلى الله، إن شاء عذبه، وإن شاء غفر له. [ينظر: أصول الدين عند أبي حنيفة]، "وفي كتب الرجال نسب الإرجاء إلى جماعة من رجال البخاري ومسلم وغيرهما من الثقات الرفعاء؛ منهم ذر بن عبد الله الهمداني أبو عمر التابعي، حديثه في كتب الجماعة كلهم. وقال أحمد: هو أول من تكلم في الإرجاء"، لكن لماذا كان التشنيع على أبي حنيفة أكبر من غيره؟ قال ابن عبد البر في [جامع بيان العلم وفضله]: "ونقموا أيضًا على أبي حنيفة الإرجاء، (ومن أهل العلم من يُنسب إلى الإرجاء كثير)، لم يُعن أحد بنقل قبيح ما قيل فيه، كما عُنوا بذلك في أبي حنيفة (لإمامته).."، وقد كان رحمه الله متأولًا، إذ نظر إلى الإيمان باصطلاحه اللغوي -التصديق- لا الشرعي، وقد استقر أهل العلم على اغتفار هذه الزلة له، وقد قال ﷺ: (إنَّ اللهَ تعالى وضع عن أُمَّتي الخطأَ، و النسيانَ، وما اسْتُكرِهوا عليه). [صحيح الجامع]، ويقول ابن تيمية في [منهاج السنة]: "إن المتأوِّل الذي قصد متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم لا يكفر، بل ولا يفسق إذا اجتهد فأخطأ، وهذا مشهور عند الناس في المسائل العملية، وأما مسائل العقائد: فكثير من الناس كفَّر المخطئين فيها، وهذا القول لا يُعرف عن أحد من الصحابة والتابعين لهم بإحسان ولا عن أحد من أئمة المسلمين، وإنما هو في الأصل من أقوال أهل البدع.". اهـ.

+ نسبة الإرجاء الغالي إليه؟
= إما أن تحمل تلك الروايات على أنها من باب ذكر اللوازم التي ألزم بها لبيان فساد منهجه، وإما أنه كان يقول به ثم رجع عنه، وهذا الأقرب، وقد ثبت -كما في السنة لعبد الله- عن ابن عيينة قوله: "استتيب أبو حنيفة مرتين"، وأن من استتابه هم طلبته، ففي رواية أخرى عنه -في السنة أيضًا- كذلك: "...فرأى أصحابه أن يستتيبوه. فقال: أتوب.". اهـ. ويعضد هذا ما نقلت عن أبي يوسف في مناظرته لأبي حنيفة.

+ القول بالخروج على أئمة الجور؟
= هو مذهب للسلف قديم، وقد ثبت عن ابن عمر رضي الله عنه -كما عند ابن سعد في الطبقات وغيره- قوله: "ما آسى على شيء من الدنيا إلا على ثلاث: ظمأ الهواجر، ومكابدة الليل، وأني لم أقاتل هذه الفئة الباغية التي نزلت بنا -يعني الحجاج-.". اهـ.

+ تقديم الرأي والقياس على السنة؟
= أدفع هذه فرية بالآتي:

(الإجماع)
• قال ابن حزم في [إبطال القياس]: "جميع أصحاب أبي حنيفة مجمعون على أن مذهب أبي حنيفة أن ضعيف الحديث أولى عنده من القياس والرأي.". اهـ.
• قال ابن القيم في [إعلام الموقعين]: "وأصحاب أبي حنيفة رحمه الله مجمعون على أن مذهب أبي حنيفة أن ضعيف الحديث عنده أولى من القياس والرأي، وعلى ذلك بنى مذهبه.". اهـ.

(كلام أئمة وعلماء وقفوا على روايات الذم)
• قال ابن تيمية في [مجموع الفتاوى]: "ومن ظنّ بأبي حنيفة أوغيره من أئمة المسلمين أنهم يتعمدون مخالفة الحديث الصحيح لقياس أو غيره فقد أخطأ عليهم، وتكلّم إما بظنّ وإما بهوى.". اهـ.
• قال العلامة المعلمي:
"أقول: لزم أبو حنيفة حماد بن أبي سليمان يأخذ عنه مدة، وكان حماد كثير الحديث، ثم أخذ عن عدد كثير غيره كما تراه في مناقبه، وقلة الأحاديث المروية عنه لا تدل على قلة ما عنده، ذلك أنه لم يتصدى للرواية، وقد قدمنا أن العالم لا يكلف جمع السنة كلها، بل إذا كان عارفا بالقرآن وعنده طائفة صالحة من السنة بحيث يغلب على اجتهاده الصواب كان له أن يفتي، وإذا عرضت قضية لم يجدها في الكتاب والسنة سأل من عنده علم بالسنة، فإن لم يجد اجتهد رأيه. وكذلك كان أبو حنيفة يفعل، وكان عنده في حلقته جماعة من المكثرين في الحديث كمسعر وحبان ومندل، والأحاديث التي ذكروا أنه خالفها قليلة بالنسبة إلى ما وافقه، وما من حديث خالفه إلا وله عذر لا يخرج إن شاء الله عن أعذار العلماء، ولم يدع هو العصمة لنفسه ولا ادعاها له أحد، وقد خالفه كبار أصحابه في كثير من أقواله، وكان جماعة من علماء عصره ومن قرب منه ينفرون عنه وعن بعض أقواله، فإن فرض أنه خالف أحاديث صحيحة بغير حجة بينة فليس معنى ذلك أنه زعم أن العمل بالأحاديث الصحيحة غير لازم، بل المتواتر عنه ما عليه غيره من أهل العلم أنها حجة، بل ذهب إلى أن القهقهة في الصلاة تنقض الوضوء اتباعًا لحديث ضعيف ومن ثم ذكر أصحابه أن من أصله تقديم الحديث الضعيف -بله الصحيح- على القياس.".
[الأنوار الكاشفة].
• وقال: وإذا كان أبو حنيفة قد يأخذ برأي رجل واحد من التابعين، كشريح في الوقف، وإبراهيم في المزارعة، فكيف يترك سنة لتفرد بعض الصحابة بها؟!. [التنكيل].

(كلام أصحاب أبي حنيفة)
• ارتحل أصحاب الإمام أبي حينفة وسمعوا الحديث فرجعوا عن مسائل لهم إلى السنة، وثبت عن أبي يوسف قوله: (لو رأى صاحبي مثل ما رأيت لرجع مثل ما رجعت). [مناقب الشافعي للبيهقي / مجموع الفتاوى لابن تيمية].
• عن زفر قال: كنا نختلف إلى أبي حنيفة، ومعنا أبو يوسف ومحمد بن الحسن، فكنا نكتب عنه، قال زفر فقال يومًا أبو حنيفة لأبي يوسف: (ويحك يا يعقوب؛ لا تكتب كل ما تسمع مني، فإني قد أرى الرأي اليوم وأتركه غدًا، وأرى الرأي غدًا وأتركه بعد غد). [تاريخ ابن معين للدوري، تاريخ بغداد للخطيب، بإسناد صحيح].

(كلام أبي حنيفة نفسه)
• قال أبو حنيفة: (إذا لم يكن في كتاب الله ولا في سنة رسول الله، نظرت في أقاويل أصحابه، ولا أخرج عن قولهم إلى قول غيرهم، فإذا انتهى الأمر، أو جاء الأمر إلى ابراهيم والشعبي وابن سيرين والحسن وعطاء وسعيد بن جبير وعدد رجالًا؛ فقوم اجتهدوا، فأجتهد كما اجتهدوا). [الانتقاء لابن عبد البر، بإسناد صحيح].
• عن أبي حمزة السكري، قال سمعت أبا حنيفة يقول: (إذا جاء الحديث، الصحيح الإسناد، عن النبي صلى الله عليه وسلم أخذنا به ولم نَعْدُه. وإذا جاء عن الصحابة: تخيرنا، وإن جاء عن التابعين زاحمناهم، ولم نخرج عن أقوالهم). [الانتقاء لابن عبد البر، ابن نصر في فوائده، بإسناد صحيح].
• قال العراقي في [المستخرج على المستدرك]: "صح عن أبي حنيفة أنه قال: إذا صح الحديث فهو مذهبي.". اهـ.
• قال ابن عابدين في [حاشيته على الدر المختار]: "صح عن أبي حنيفة أنه قال إذا صح الحديث فهو مذهبي.". اهـ.

• خامسًا:
اتضح مما سبق أنه لا مجال للتترس بالسلف في إسقاط أبي حنيفة، وأن مجرد اعتبار ذم أبي حنيفة قول سائغ مخالف لما استقر عليه عمل أهل العلم بل المسلمون جميعًا، إذ عبارة (الأئمة الأربعة) مما اتفق عليه العامة والخاصة، والخروج عن سبيل المؤمنين خروج إلى شر وإن زخرف بعبارات نحو (اتباع السلف)، فإن العبرة بحقائق الأمور.

والحمد لله رب العالمين.
استفدت من مجموعة مواد بين مقروءة ومسموعة لخصت منها ما سبق.

كتبه
خويدم أهل العلم
أحمد مكي.
الإمام أبو حنيفة - نقاط مهمة.pdf
183.5 KB
(الإمام أبو حنيفة - نقاط مهمة).

- أحمد مكي.
#كتاب
جلوس الإمام القاسم بن معن¹ إلى أبي حنيفة وتعلمه منه ورده على من أنكر عليه ذلك

١٤٤٤ - سمعت يحيى يقول: كان القاسم بن معن رجلًا نبيلًا وكان قاضي الكوفة. وهو القاسم بن معن بن عبد الله بن مسعود. قال له شريك بن عبد الله يومًا: مثلك يجلس إلى أبي حنيفة يتعلم منه؟! فقال له القاسم: يا أبا عبد الله، هذا ميدان من جاراك فيه سبقته! يعني إن لك لسانًا. اهـ.
[تاريخ ابن معين، رواية الدوري].
_
1: جاء في السير للذهبي: ابن عبد الرحمن بن صاحب النبي -صلى الله عليه وسلم- عبد الله بن مسعود، الإمام الفقيه المجتهد، قاضي الكوفة، ومفتيها في زمانه، أبو عبد الله الهذلي المسعودي الكوفي، أخو الإمام أبي عبيدة بن معن، ولد بعد سنة مائة.
...قال أبو حاتم: ثقة، كان أروى الناس للحديث والشعر، وأعلمهم بالعربية والفقه.
...قلت -يعني: الذهبي-: وكان عفيفًا صارمًا، (من أكبر تلامذة الإمام أبي حنيفة). اهـ.
#ثناءات
فائدة..

يستدل بعضهم بكلام ابن عبد البر هذا: "وَكُلُّ مَنْ قَالَ مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ الإِيمَانُ قَوْلٌ وَعَمَلٌ يُنْكِرُونَ قَوْلَهُ -أي: قول أبي حنيفة- وَيُبَدِّعُونَهُ بِذَلِكَ"، على حكاية الإجماع على تبديع أبي حنيفة لإخراجه العمل عن مسمى الإيمان، أو لقوله بما سمي بعد بإرجاء الفقهاء.

• أولًا: الاستدلال على هذا النحو بكلام الإمام ابن عبد البر يوهم وقوع التناقض في كلامه، إذ هو نفسه القائل: "الذين رووا عن أبي حنيفة ووثقوه وأثنوا عليه، أكثر من الذين تكلموا فيه"، وقد صنف في فضائله، وجعله من الأئمة الفقهاء.

• ثانيًا: ينتبه إلى أن ابن عبد البر قال: "وكل من قال ((من -للتبعيض- أهل السنة)) الإيمان قول وعمل"، ولم يقل أن كل -أو أن أهل السنة- أهل السنة يقولون أن الإيمان قول وعمل، بالتالي هناك من أهل السنة على قوله من قال أن الإيمان قول، ويقصد من هم مثل حماد بن أبي سليمان، ويبين ذلك أيضًا قوله: "ونقموا أيضًا على أبي حنيفة الإرجاء، (ومن أهل العلم من يُنسب إلى الإرجاء كثير)، لم يُعن أحد بنقل قبيح ما قيل فيه، كما عُنوا بذلك في أبي حنيفة (لإمامته)"، وقد قال ابن تيمية: "ولهذا لم يكفر أحد من السلف أحدًا من مرجئة الفقهاء بل جعلوا هذا من بدع الأقوال والأفعال، لا من بدع العقائد، (فإن كثيرًا من النزاع فيها لفظي)، لكن اللفظ المطابق للكتاب والسنة هو الصواب"، ولأن البدعة تبدأ شبرًا ثم تصير فرسخًا، قال: "وقد صار ذلك ذريعة إلى بدع أهل الكلام من أهل الإرجاء، وغيرهم، وإلى ظهور الفسق، فصار ذلك الخطأ اليسير في اللفظ سببًا لخطأ عظيم في العقائد والأعمال".

• ثالثًا: جمع من الأئمة والعلماء وقع في البدعة، بل خالف بعضهم أصولًا، ورد إجماعات، وإنما غايته أنهم كانوا متأولين، فلم يمنع ذلك المسلمين من الاتفاق على إمامتهم، كما في مثال شريح القاضي، وكذلك اتفقوا على إمامة أبي حنيفة رحمه الله، كما في كلام ابن تيمية، وابن رجب، وغيرهما.
#لفتة
#رأي_جهم
...تجد البعض سب أبا حنيفة، تكلم في أبي حنيفة، وطعن في أبي حنيفة، ولن تجد رواية صحيحة عن أبي حنيفة رحمة الله عليه تكلم في أحد منهم، كان من أكثر الناس حفظًا للسانه.
- الشيخ فايز الكندري.
#لفتة
توظيف_النقد_الحديثيّ_في_التوثُّق_من_نسبة_الكتب_إلى_مؤلِّفيها_كتب.pdf
1.5 MB
توظيف النقد الحديثيّ في التوثُّق من نسبة الكتب إلى مؤلِّفيها، كتب الحيل المنسوبة إلى الحنفية في القرن الثاني نموذجًا.
- الباحث: حمزة البكري (الأستاذ المساعد بجامعة ابن خلدون باسطنبول).
#كتاب
النكير على المداخلة الجدد.pdf
3.4 MB
- مجموع للشيخ أبي عبيدة النقادي فيه منشوراته وردوده على الطاعنين بالإمام أبي حنيفة.
#كتاب
نهاية #سلسلة الانتصار للإمام المظلوم أبي حنيفة، وبداية إتمام الكتاب.
أسأل الله أن يجزي الشيخ فايز الكندري عنا كل خير، وأن يذب النار عن وجهه... بقدر ما أطال النفس في هذه السلسلة بقدر ما كان يؤذى إلى حد تكفيره أو الإلماح بذلك، والله لا يضيع أجر المحسنين.
رابط السلسلة:
https://youtube.com/playlist?list=PLJDIWmiFzpZALR9l3I7tGhZ7SElDl_jd6
#معاصرون