من دنفسة التراث العربي
1.19K subscribers
2 photos
1 video
1 file
1 link
قد وصلتنا صورة ناقصة او مشوهة عن تراثنا العربي العظيم وهنا محاولة متواضعة لنقل جزء مما غيب عنا من دنفسة وخنفسة وبربسة ستجد حكم ونكت وقصص تحكي الجانب الدنفسي العظيم
نتمنى لكم أوقاتا ممتعة بين روايات الدنفسة
Download Telegram
تاب مخنث فلقيه مخنث آخر فقال: يا فلان أيش حالك؟ قال: قد تبت، قال: فمن أين معاشك؟ قال: بقيت له فضلة من الكسب القديم، قال: إذا كانت نفقتك من ذلك الكسب فلحم الخنزير طري خير منه قديد.
قال ماجن لآخر: كم صمت من هذا الشهر؟ قال: وتدعني امرأتك أصوم منه شيئا؟!
قال الفرزدق لزياد الأعجم: يا أقلف، فقال زياد: يا ابن النمامة، أمك أخبرتك بهذا!! قال رجل للفرزدق: متى عهدك بالزنا؟ قال: مذ ماتت عجوزك، لا رضي الله عنها.
( البصائر والذخائر - أبوحيان التوحيدي)
فتوى أبي ضمضم:
أتت جارية أبا ضمضم فقالت: إن هذا قبلني. فقال قبليه، فإن الله يقول:
والجروح قصاص
😁1
القاضي إبراهيم بن محمد بن علي بن أبي بكر الصالحي:


من أهاجيه التي هي فروع أفاعيه قوله في إسماعيل بن الجرشي
بالله قل لغليظ الطبع مني ما ... أنكرته من فلان كي ترى عجبا

فلم تجد غير أني لم أنكه لما ... قد عفته منه قدما كان ذا سببا

ولو أجشمه أيري وأمنحه ... إياه ما عد لي ذنبا وما رفبا

لكنني الآن أكوي قرح فقحته ... بنار أيري وأرقى عنده الرتبا

أكلف النفس تغييرا لمذهبها ... قبلي كثير لهذا الأمر قد ذهبا

لا سامح الله مأبونا يكلفني ... بغير طبعي ويبغي غاسقا وقبا

يا أير قم وادرع وادخل حشاشته ... غاز وهات لنا أمعاءه سلبا

أوسعه رهزا وإرجافا بباطنه ... وإن عجزت فعوض غيرك الخشبا

واحذر يفاجيك من جعص له بخر ... والطخه في وجهه إن دار وانقلبا

فعنه قد حدثونا أن عادته ... يخرى على الأير لا حييى ولا ندبا
وأنشد له بعض الأدباء قوله في إسماعيل هذا
يزعم أني بالهجو أذكره ... تعصبا منه ساعة الغضب

لكنني والطلاق يلزمني ... ما ملت فيه يوما إلى اكذب

نكت ابنه وأخته وخالته ... ونكت قدما أخاه وهو صبي

ناك أبي أمه وجدته ... وعمتيه لله در أبي

فنحن في بيت على دعة ... النيك ما بيننا إلى الركب

( خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر)
1
الفرزدق: لقيت نبطيا بيثرب، فقال لي: أنت الفرزدق؟ قلت: نعم. قال أنت الذي يخاف الناس لسانك؟ قلت: نعم. قال: فأنت الذي إذا هجوتني يموت فرسي هذا؟ قلت: لا. قال: فيموت ولدي؟ قلت: لا. قال: فأموت أنا؟
قلت: لا. قال: فأدخلني الله في حر أم الفرزدق، من رجلي إلى عنقي! قلت: ويلك! ولم تركت رأسك؟ قال: حتى أرى ما تصنع الزانية!

( العقد الفريد)
ذكر عند أعرابي الأولاد والانتفاع بهم؛ فقال: زوجوني امرأة أولدها ولدا أعلمه الفروسية حتى يجري الرهان؛ والنزع عن القوس حتى يصيب الحدق، ورواية الشعر حتى يفحم الفحول. فزوجوه امرأة فولدت له ابنة، فقال فيها:
قد كنت أرجو أن تكون ذكرا ... فشقها الرحمن شقا منكرا
شقا أبى الله له أن يجبرا ... مثل الذي لأمها أو أكبرا
ثم حملت حملا آخر، فدخل عليها وهي في الطلق- وكانت تسمى ربابا- فقال:
أيا ربابي طرقي بخير ... وطرقي بخصية وأير
ولا ترينا طرف البظير
ثم ولدت له أخرى، فهجر فراشها وكان يأتي جارة لها، فقالت فيه- وكان يكنى أبا حمزة-؛
ما لأبي حمزة لا يأتينا ... يظل في البيت الذي يلينا
غضبان أن لا نلد البنينا ... وإنما نأخذ ما أعطينا!
فألانه قولها ورجع إليها.

( العقد الفريد)
👍2
وظلمة: امرأة من هذيل زنت أربعين عاما، فلما عجزت عن الزنا والقود اتخذت تيسا وعنزا، فكانت تنزي التيس على العنز، فقيل لها، لم تفعلين ذلك؟ قالت:
حتى أسمع أنفاس الجماع.
لما هجا جرير حنيفة بقوله:
إن اليمامة أضحت لا أنيس بها ... إلا حنيفة تفسو في مناحيها
لقيه عطية بن دعبل الحنفي فقال: يا جرير إنك قد عرفت نصرة الفخم وإن لي سيفاً يختصم الجزور فوالله لئن عدت لهجاء قومي لأسيلنه منك بشرطين. فقال: لا أنطق بعد هذا، فأعف هذه المرة! وتهدد الفرزدق رجلاً بالهجاء فقال له: قل وأصدق! فقال: إذاً أقول خيراً.

( محاضرات الادباء - الراغب الأصفهاني)
👍1
الأصمعي قال: دخلت على هارون الرشيد وبين يديه بدرة، فقال: يا أصمعي، إن حدثتني بحديث في العجز فأضحكتني وهبتك هذه البدرة. قلت: نعم يا أمير المؤمنين بينا أنا في صحارى الأعراب، إذ أنا بأعرابي قاعد على أجمة، قد احتملت الريح كساءه فألقته على الأجمة، وهو عريان؛ فقلت له: يا أعرابي، ما أجلسك ههنا على هذه الحالة؟ فقال: جارية واعدتها يقال لها سلمى، أنا منتظر لها. فقلت: وما يمنعك من أخذ كسائك؟ قال: العجز يوقفني عن أخذه. فقلت له: فهل قلت في سلمى شيئا؟ قال: نعم. قلت له: أسمعني لله أبوك! قال لا أسمعك حتى تأخذ كسائي تلقيه علي! قال: فأخذته فألقيته عليه، فأنشأ يقول:
لعل الله أن يأتي بسلمى ... فيبطحها ويلقيني عليها
ويأتي بعد ذاك سحاب مزن ... تطهرنا ولا نسعى إليها
فاستضحك هارون حتى استلقى على ظهره، وقال. خذ البدرة لا بورك لك فيها.

( العقد الفريد - ابن عبد ربه الأندلسي)
👍1
دخلت على الشيخ مستأنسا ... به وهو في دسته الأرفع
وقد دخل الناس مثل الجراد ... فمن ساجدين ومن ركع
فهش ولكن لمردانه ... وقام ولكن على أربع
وأرسل في كمه مخطة ... بدت لي على صورة الضفدع
فهوعني ما تأمتله ... وزعزع روحي من أضلعي
وأعرض إعراض مستكبر ... تصدر مثلي ومستبدع
فأقبلت أضرط من خيفة ... وأفسو على السيد الأروع
وقمت وجددت فرض الوضوء ... وكنت قعدت وطهري معي
ورام الخضوع الذي رامه ... أبي من أبيه فلم أخضع
وكيف أقبل كف امرئ ... إذا صنع الخير لم يصنع
فيقبضها عند بذل اللهى ... ويبسطها في الجدا الرضع
وإني وإن كنت ممن يهون ... عليه تكبر مستوضع
ليعجبني نتف شيب السبال ... وصفع قمحدوة الأصلع
خراها ولو أنه ابن الفرات ... وحرها ولو أنه الأصمعي

(ابن حسول الهمذاني)
دخل الصابوني إلى صاحب قيان، فوجد جماعة من أصحابه يشربون، منهم أبو حفص الكاتب، ورأى برذونه قائما في السقيفة، فقال: كم لكم ها هنا فقالوا: كذا وكذا يوم، فشرب نهاره أجمع وليلته، وأراد الانصراف من الغد، فافتقد رداه ودراهم كانت معه، وسأل القوم فما وقع على عين ولا أثر، فقال لابن أبي حفص: سألتك بالله إلا ما نزلت إلى هذا العبد الصالح، فاستوهب لنا منه بأن يفضح الله سارقنا، أو يجمع علينا ما راح منا، فإنه صائم النهار قائم الليل، قال: أي عبد يكون هذا؟ قال: هو برذونك يا سيدي. فضحك الجماعة وخرج وهو يقول:
وغرفة نكس أعلاها ... للفسق والعصيان أنشاها
قد وضع الميزان في وسطها ... وكنت من أول قتلاها
من يعرف الله فلا يأتها ... فما بها من يعرف الله ومن هجائه:
أذاب وال بسوسة مخي ... يعرف بين الأنام بالفرخ
يزعم عبد العزيز والده ... وأير عبد العزيز مسترخي

( فوات الوفيات - ابن شاكر)
أبو حكيمة الكاتب
راشد بن إسحاق بن راشد أبو محمد الكاتب الأنباري، يلقب أبا حكيمة - بضم الحاء - شاعر أديب أفنى عامة شعره في مراثي متاعه.
قال ابن المرزبان: يقال إنما كان يقول ذلك لتهمة لحقته من عبد الله بن طاهر أيام خدمته له في خادم لعبد الله؛ ومن شعره:
ولي خادم يرنو بطرف غزال ... يدل بحسن فائق وجمال
دعاني إلى ما يستحل ابن أكثم ... وقد يستحل الشيخ غير حلال
ولما بدا لي ما يريد اجتنبته ... وقلت له إني لذلك قالي
وقلت له: حاولت ما لست قادرا ... عليه ولو غاليت فيه بمالي
بليت بأير لا يخف إلى الوغى ... إذا ما التقى الزحفان يوم قتال
ويجبن عن حل الإزار وتحته ... مواضع مستن له ومجالي
فأصبح لا تسمو إلى اللهو نفسه ... ولا تخطر اللذات منه ببال
تدلدل فوق الخصيتين كأنه ... رشاء على رأس الركية بالي
ولو قام لم أسعفك فيما طلبته ... أحق بأيري منك أم عيالي وقال أيضا في المعنى:
أيا أير قد صرت أحدوثة ... لمن في البلاد من العالم
ألم تك فيما مضى منعظا ... تشبه بالوتد القائم
وقد كنت تملأ كف الفتاة ... فأصبحت تدخل في خاتم
وقال في المعنى:
دعيت إلى شادن أدعج ... يشبه بالقمر الأبلج
فألفيت أيرك مستحذرا ... وقد يحرم المرء ما يرتجي
ترى تركه أيما حسرة ... وأنت به مستهام شجي
وصرت تحرج من نيكه ... ولو قام أيرك لم تحرج
سواء عليك إذا ما رنوت ... إلى مثله جئت أو لم تجي
وقال أيضا:
نام أيري والنوم ذل وهون ... واعتراه بعد الحراك سكون
بات نضوا وبت أبكي عليه ... إن همي بهمه مقرون
كيف يلتذ عيشه آدمي ... بين رجليه صاحب محزون
دب فيه البلى فماتت قواه ... وهو حي لم تخترمه المنون
أيها الأير لم تخني ولكن ... غالني فيك ريب دهر خؤون
طالما قمت كالمنارة تهتز ... اهتزازا تسمو إليه العيون
رب يوم رفعت فيه قميصي ... فكأني في مشيتي مجنون
سلبتك الأيام لذة عيش ... يقصر الوصف دونها والظنون
كانت الحادثات تنكل منه ... وخطوب الزمان فيها تهون
فتخليت من مجون التصابي ... وتخلى منك الصبا والمجون
أين إقدامك الشديد إذا ما ... شمرت بالكماة حرب زبون
فقت أبطالها طعنا وضربا ... ولكل الأشياء فوق ودون
كم صدوق اللقاء دارت عليه ... في غمار الوغى رحاك الطحون
وحصون لما وردت عليها ... أيقنت بالبلاء تلك الحصون
وصريع أبحت منه مكانا ... كان يحميه مرة ويصون
وشديد المراس أنفذت فيه ... طعنة يستلذها المطعون
تركته بعد المخافة منها ... وهو صب بحسنها مفتون
فحنى قوسك الزمان وأفنت ... ك خطوب تفنى عليها القرون
لم يدع منك حادث الدهر إلا ... جلدة كالرشاء فيها غصون
يتثنى كانه صولجان ... أو كما عوجت من الخط نون
فإذا أبصرت خزاياك عيني ... شرقت بالدموع مني الجفون
فمتى أنت مفلح بعد هذا ... أترى ذاك في حياتي يكون
من دنفسة التراث العربي
أبو حكيمة الكاتب راشد بن إسحاق بن راشد أبو محمد الكاتب الأنباري، يلقب أبا حكيمة - بضم الحاء - شاعر أديب أفنى عامة شعره في مراثي متاعه. قال ابن المرزبان: يقال إنما كان يقول ذلك لتهمة لحقته من عبد الله بن طاهر أيام خدمته له في خادم لعبد الله؛ ومن شعره: ولي خادم…
وقال أيضا في المعنى:
إذا وصفت من كل أير شجاعة ... أبى جبن ايري أن يحيط به وصف
يفر حذار الزحف من رأس فرسخ ... فكيف تراه حين يقرب بي الزحف
ويكسل بين الغانيات عن الذي ... يتم لإخوان السرور به القصف
ينام على كف الفتاة وتارة ... له حركات ما تحس به الكف
كما يرفع الفرخ ابن يومين رأسه ... إلى أبويه ثم يدركه الضعف
تطوق فوق الخصيتين كأنه ... رشاء على رأس الركية ملتف
تقول سليمى حين غيره البلى ... وأعقبه من صرف أيامه صرف
لئن دق واسترخى لقد كان مرة ... له مقبض في كف لامسه يجفو
صبيحة يغدو للنطاح بهامة ... من الصخر لا قرنان فيها ولا قحف
إذا شئت لاقاني بمتن مقوم ... ومشحوذة مثل السنان لها حرف
فمالي أراه ضاربا بجرانه ... كذي سكرة مالت به الخمرة الصرف
يعز عليه أن يقوم لحاجة ... ولو قام لم يتبعه عضو ولا عطف
تكرد عيشي مذ رأيت انحناءه ... وللدهر أحداث تكدر ما يصفو وقال:
ومنتبه بين الندامى رأيته ... وقد رقد الندمان دب إلى الساقي
فأولج فيه مثل أسود سالخ ... أصم من الحيات ليس له راقي
فلما انتحى فيه تحرك واتكا ... وأطرق عند الرهز أحسن إطراق
فقلت له لا تلفين مقصرا ... ولا مشفقا في غير موضع إشفاق
أجد تحت خصييه فإن سكوته ... سكوت فتى صب إلى النيك مشتاق
فلو لم يكن يقظان ما قام أيره ... ولا لف عند النيك ساقا إلى ساق وقال:
كأن أيري من رخو مفصله ... خريطة قد خلت من الكتب
أو حية أرقم مطوقة ... قد جعلت رأسها إلى الذنب وقال في مرضه الذي مات فيه وهو بطريق مكة:
أطبقت للنوم جفنا ليس ينطبق ... وبت والدمع في خديك يستبق
لم يسترح من له عين مؤرقة ... وكيف يعرف طعم الراحة الأرق
وددت لو تم لي حجي ففزت به ... ما كل ما تشتهيه النفس يتفق وكانت وفاته بطريق مكة بعد الأربعين ومائتين، رحمه الله تعالى.
خاصمت امرأةٌ زوجها، فطلّقها فقالت له: يا هذا، لم طلّقتني وقد كنت لك ناصحةً، وعليك شفيقةً، وما فيّ عيبٌ إلاّ ضيقٌ بجبهتي? فقال لها زوجها: لو كان الضّيق في حرك ما طلّقتك أبداً! .

( أخبار النساء - ابن الجوزي)
وزعم أبو الحسن المدائني أن رجلاً تبع جاريةً لقوم، فراوغَتْه فلم ينقطع عنها، فحثّتْ في المشي فلم ينقطع عنها، فلمّا جازَتْ بمجلس قومٍ قالت: يا هؤلاء، لي طريقٌ ولهذا طريق، ومولاي ينيكني؛ فسَلوا هذا ما يريدُ مني؟


وزَعَمَ أيضاً أن سياراً البرقيّ قال: مرّت بنا جاريةٌ، فرأينا فيها الكِبْرَ والتجبُّر، فقال بعضنا: ينبغي أن يكون مولى هذه الجارية ينيكها قالت: كما يكون.

فلم أسمع بكلمة عامّية أشَنََعَ ولا أدلّ على ما أرادت، ولا أقصَر من كلمتها هذه.

وقد قال جحشويهِ في شعر شبيهاً بهذا القول، حيث يقول:
تواعدُني لتنكِحني ثلاثاً ولكن يا مَشُوم بأيِّ أيْرِ

فلو خُطِبَتْ في صفة أيرٍ خُطبةٌ أطولُ من خطبة قيس بن خارجة بن سنان في شأن الحمالة - لما بلغ مبلغَ قول جحشويه:
ولكن يا مَشُوم بأيِّ أير،
وقول الخادم: كما يكون.
( الحيوان - الجاحظ)
😁1
ودخل قاسم منزل الخُوارزمي النخَّاس، فرأى عنده جارية كأنها جانّ، وكأنها خُوط بانٍ، وكأنّها جَدْل عِنان، وكأنه الياسمين؛ نعْمةً وبياضاً؛ فقال لها: أشتريك يا جارية? فقالت: افتحْ كيسَك تسرَّ نفسَك ودخلت الجارية منزل النخّاس، فاشتراها وهي لا تعلم ومضى إلى المنزل ودفعها الخوارزميُّ إلى غلامه، فلم تشعر الجارية إلا وهي معه في جَوف بيت، فلما نظرتْ إليه وعرفتْ ما وقعَتْ فيه قالت له: ويلكَ إنك واللّه لن تَصِل إليّ إلا بعد أن أموت فإن كنت تجسُرُ على نَيك من قد أدرجوه في الأكفان فدونَك واللّهِِ إن زلتُ منذ رأيتك، ودخلتُ إلى الجواري، أصف لهنَّ قبحك وبليّةَ امرأتك بك فأقبل عليها يكلِّمها بكلام المتكلمين، فلم تقبل منه، فقال: فلم قلتِ لي: افتَحْ كيسَك تسرَّ نفسك? وقد فتحت كيسي فدَعيني أَسُرُّ نفْسي وهو يكلِّمها وعينُ الجارية إلى الباب، ونفْسُها في توهُّم الطّريق إلى منزل النخّاس، فلم يشعر قاسمٌ حتّى وثبَتْ وثبةً إلى الباب كأنّها غزال، ولم يشعر الخوارزمي إلاّ والجارية بين يدَيه مغشيٌّ عليها، فكرَّ قاسمٌ إليه راجعاً وقال: ادفعْها إليّ أشفي نفسي منها، فطلبوا إليه فصفَح عنها، واشتراها في ذلك المجلس غلامٌ أملحُ منها، فقامت إليه فقبَّلت فاه، وقاسمٌ ينظرُ، والقومُ يتعجَبون ممّا تهيأ له وتهيَّأ لها.
وأما عيسى بن مروان كاتب أبي مروان عبد الملك بن أبي حمزة فإنّه كان شديد التغزُّل والتّصندل، حتَّى شرب لذلك النبيذَ وتَظَرَّف بتقطيع ثيابه وتغنَّى أصواتاً، وحفظ أحاديثَ من أحاديث العشّاق ومن الأحاديث التي تشتهيها النساء وتفهمُ معانِيها، وكان أقبحَ خلْق اللّه تعالى أنفاً، حتَّى كان أقبحَ من الأخنَس، ومن الأفطس، والأَجدع، فإمّا أن يكون صادقَ ظريفةً، وإما أنْ يكونَ تزوَّجها فلما خَلاَ معها في بيتٍ وأرادها على ما يريد الرَّجلُ من المرأة، امتنعت، فوهب لها، ومنَّاها، وأظهر تعشقها، وأرَاغَها بكلِّ حيلة، فلما لم تُجِب قال لها: خبِّريني، ما الذي يمنعُك? قالت: قبح أنفِك وهو يَستقِبلُ عيني وقتَ الحاجة، فلو كان أنفُك في قفَاك لكان أهونَ عليَّ قال لها: جعِلْت فِداك? الذي بأنفي ليسَ هو خِلقةً وإنّما هو ضربةٌ ضُرِبتُها في سبيل اللّه تعالى، فقالت واستغربَتْ ضحِكاً: أنا ما أبالي، في سبيل اللّه كانَتْ أو في سبيل الشَّيطان، إنَّما بيَ قبحُه، فخذْ ثوابَك على هذه الضَّربة من اللّه أمَّا أنَا فلا.
( الحيوان - الجاحظ)
🔥1
ﻭﺳﺌﻞ ﺃﻋﺮاﺑﻲ ﻋﻦ اﻟﻌﺸﻖ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻫﻮ اﻟﻠﺤﻈﺔ ﻭاﻟﻨﻈﺮﺓ، ﻭاﻷﺧﺬ ﻣﻦ ﻟﻄﺎﺋﻒ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﺑﻨﺼﻴﺐ، ﻓﻜﻴﻒ ﻫﻮ ﻋﻨﺪﻛﻢ ﻳﺎ ﺣﻀﺮﻱ؟ ﻓﻘﺎﻝ: اﻟﻌﺾ اﻟﺸﺪﻳﺪ ﻭاﻟﺠﻤﻊ ﺑﻴﻦ اﻟﺮﻛﺒﺔ ﻭاﻟﻮﺭﻳﺪ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻭاﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﻳﻔﻌﻞ ﻫﺬا اﻟﻌﺪﻭ ﺑﻌﺪﻭﻩ، ﻓﻜﻴﻒ اﻟﺤﺒﻴﺐ ﺑﺤﺒﻴﺒﻪ.