ﻗﺎﻝ: ﻭﻣﺮ ﺳﺎﺋﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﺑﺮﺟﻞ ﻳﻜﻨﻰ ﺃﺑﺎ اﻟﻐﻤﺮ ﺿﺨﻢ ﻋﺮﻳﺾ ﻭﻛﺎﻥ ﺑﻮاﺑﺎ ﻟﺒﻌﺾ اﻟﻤﻠﻮﻙ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ: ﺃﻋﻦ اﻟﻤﺴﻜﻴﻦ اﻟﻀﻌﻴﻒ اﻟﻔﻘﻴﺮ اﻟﻤﺤﺘﺎﺝ. ﻓﻘﺎﻝ: ﻣﺎ ﺃﻟﺤﻒ ﺟﺎﺋﻌﻜﻢ ﻭﺃﻛﺜﺮ ﺳﺎﺋﻠﻜﻢ، ﺃﺭاﺣﻨﺎ اﻟﻠﻪ ﻣﻨﻜﻢ! ﻓﻘﺎﻝ اﻟﺴﺎﺋﻞ: اﺳﻜﺖ ﻓﻮاﻟﻠﻪ ﻟﻮ ﻓﺮﻕ ﻗﻮﺕ ﺟﺴﻤﻚ ﻓﻲ ﻋﺸﺮﺓ ﺃﺟﺴﺎﻡ ﻣﻨﺎ ﻟﻜﻔﺎﻧﺎ ﻃﻌﺎﻣﻚ ﻟﻴﻮﻡ ﺷﻬﺮا، ﻭﺇﻧﻚ ﻟﻨﺒﻴﻪ اﻟﻀﺮﻃﺔ ﻟﻮ ﺫﺭﻱ ﺑﻬﺎ ﺑﻴﺪﺭ ﻟﻜﻔﺘﻪ اﻟﺮﻳﺢ، ﻋﻈﻴﻢ اﻟﺴﻠﺤﺔ ﻟﻮ ﺿﺮﺑﺖ ﻟﺒﻨﺎء ﻟﻜﻔﺖ ﺳﻮﺭا.
( المحاسن والمساوئ )
( المحاسن والمساوئ )
ﻭﻗﺎﻝ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﺑﻮ ﻧﻮاﺱ:
ﺇﻥ ﻋﻨﺎﻥ اﻟﻨﻄﺎﻑ ﺟﺎﺭﻳﺔ ... ﻗﺪ ﺻﺎﺭ ﺣﺮﻫﺎ ﻟﻠﻨﻴﻚ ﻣﻴﺪاﻧﺎ
ﻣﺎ ﻳﺸﺘﺮﻳﻬﺎ ﺇﻻ ﺇﺑﻦ ﺯاﻧﻴﺔ ... ﻭﻗﻠﻄﺒﺎﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﻛﺎﻧﺎ!
ﺇﻥ ﻋﻨﺎﻥ اﻟﻨﻄﺎﻑ ﺟﺎﺭﻳﺔ ... ﻗﺪ ﺻﺎﺭ ﺣﺮﻫﺎ ﻟﻠﻨﻴﻚ ﻣﻴﺪاﻧﺎ
ﻣﺎ ﻳﺸﺘﺮﻳﻬﺎ ﺇﻻ ﺇﺑﻦ ﺯاﻧﻴﺔ ... ﻭﻗﻠﻄﺒﺎﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﻛﺎﻧﺎ!
ﻗﺎﻟﺖ اﻣﺮﺃﺓ ﻟﺰﻭﺟﻬﺎ: ﻳﺎ ﻣﺘﻌﻔﻦ اﻟﺨﺼﻴﺘﻴﻦ. ﻓﻘﺎﻝ: ﻛﻴﻒ ﻻ، ﻭﻫﻤﺎ ﺳﺎﻟﻜﺎﻥ ﺩﺭﺏ ﻓﺮﺟﻚ ﻣﻨﺬ ﺃﺭﺑﻌﻴﻦ ﺳﻨﺔ؟.
اشترى علي بن الجعد جارية بثلاثمائة دينار، فقال له ابن قادم النحوي: أي شيء تصنع بهذه الجارية؟ فقال: لو كان هذا شيئا يجرب على الإخوان لجربناه عليك
ﻭﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻓﺮﻋﻮﻥ اﻟﺸﺎﺷﻲ:
ﺃﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻓﺮﻋﻮﻥ ﻓﺎﻋﺮﻑ ﻛﻨﻴﺘﻲ ... ﺣﻞ ﺃﺑﻮ ﻋﻤﺮﺓ ﻭﺳﻂ ﺣﺠﺮﺗﻲ
ﻭﺣﻞ ﻧﺴﺞ اﻟﻌﻨﻜﺒﻮﺕ ﺑﺮﻣﺘﻲ ... ﺃﻋﺸﺐ ﺗﻨﻮﺭﻱ ﻭﻗﻠﺖ ﺣﻨﻄﺘﻲ
ﻭﺣﺎﻟﻒ اﻟﻘﻤﻞ ﺯﻣﺎﻧﺎ ﻟﺤﻴﺘﻲ ... ﻭﺿﻌﻔﺖ ﻣﻦ اﻟﻬﺰاﻝ ﺿﺮﻃﺘﻲ
ﻭﺻﺎﺭ ﺗﺒﺎﻧﻲ ﻛﻔﺎﻑ ﺧﺼﻴﺘﻲ ... ﺃﻳﺮ ﺣﻤﺎﺭ ﻓﻲ ﺣﺮاﻡ ﻋﻴﺸﺘﻲ
( الإمتاع والمؤانسة )
ﺃﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻓﺮﻋﻮﻥ ﻓﺎﻋﺮﻑ ﻛﻨﻴﺘﻲ ... ﺣﻞ ﺃﺑﻮ ﻋﻤﺮﺓ ﻭﺳﻂ ﺣﺠﺮﺗﻲ
ﻭﺣﻞ ﻧﺴﺞ اﻟﻌﻨﻜﺒﻮﺕ ﺑﺮﻣﺘﻲ ... ﺃﻋﺸﺐ ﺗﻨﻮﺭﻱ ﻭﻗﻠﺖ ﺣﻨﻄﺘﻲ
ﻭﺣﺎﻟﻒ اﻟﻘﻤﻞ ﺯﻣﺎﻧﺎ ﻟﺤﻴﺘﻲ ... ﻭﺿﻌﻔﺖ ﻣﻦ اﻟﻬﺰاﻝ ﺿﺮﻃﺘﻲ
ﻭﺻﺎﺭ ﺗﺒﺎﻧﻲ ﻛﻔﺎﻑ ﺧﺼﻴﺘﻲ ... ﺃﻳﺮ ﺣﻤﺎﺭ ﻓﻲ ﺣﺮاﻡ ﻋﻴﺸﺘﻲ
( الإمتاع والمؤانسة )
ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ اﻟﺸﻤﻘﻤﻖ ﻟﻤﻦ ﺃﺭاﺩ اﻟﺘﺰﻭﺝ: ﺗﺰﻭﺝ ﺑﻘﺤﺒﺔ ﻓﻘﺎﻝ: ﻣﺎ ﻫﺬا؟ ﻓﻘﺎﻝ: ﺇﺳﻤﻊ. اﻟﻘﺤﺒﺔ ﺗﻜﻮﻥ ﺃﻣﻠﺢ ﻭﺃﺣﺮﻯ ﺑﺄﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻋﺎﻟﻤﺔ ﺑﻤﺎ ﻳﺤﺒﻪ اﻟﺮﺟﺎﻝ ﻭﺗﺄﺧﺬ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺑﺎﻟﺘﻨﻈﻴﻒ، ﻭﻣﺘﻰ ﻗﻠﺖ ﻟﻬﺎ ﻳﺎ ﺯاﻧﻴﺔ ﻟﻢ ﺗﺄﺛﻢ، ﺛﻢ ﺇﻧﻬﺎ ﺗﺠﺘﻬﺪ ﺃﻥ ﻻ ﺗﺄﺗﻴﻚ ﺑﻮﻟﺪ ﺛﻢ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﻌﺮﻑ ﺃﻧﻚ ﺗﻌﺮﻓﻬﺎ ﻓﻼ ﺗﺘﻜﺒﺮ.
( محاضرات الأدباء )
( محاضرات الأدباء )
مر أعرابي بأبي الشمقمق الشاعر فقال له: يا أعرابي. قال: ما تشاء؟ قال: أتقول الشعر؟ قال: بعضه، قال: خذ هذا الدرهم واهجني. قال: فأطرق الأعرابي هنيهة ثم قال: ما رأيت أحدا يشتري الهجو بالثمن غيرك قال: وما أخذ. قال الأعرابي:
مررت بأير بغل مسبطر ... فويق الباع كالحبل المطوق
فما إن زلت أعركه بكفي ... إلى أن صار كالسهم المفوق
فلما أن طغى وربا وأندى ... ضربت به حر أم أبي الشمقمق
أزيدك، أم كفاك؟ وذاك أني ... رأيتك في التجارة لم توفق
فقال أبو الشمقمق: أعوذ بالله من الشقاء، ما كان أغناني عن هذه التجارة.
( طبقات الشعراء - ابن المعتز )
مررت بأير بغل مسبطر ... فويق الباع كالحبل المطوق
فما إن زلت أعركه بكفي ... إلى أن صار كالسهم المفوق
فلما أن طغى وربا وأندى ... ضربت به حر أم أبي الشمقمق
أزيدك، أم كفاك؟ وذاك أني ... رأيتك في التجارة لم توفق
فقال أبو الشمقمق: أعوذ بالله من الشقاء، ما كان أغناني عن هذه التجارة.
( طبقات الشعراء - ابن المعتز )
❤1
المبتلي بالابنة من الأكابر:
قيل: أول من ظهرت به الابنة العزيز صاحب يوسف. وكان أبو جهل مأبوناً وكان إذا حز به الداء ألقم دبره حجراً ويقول: واللات والعزى لا علاك ذكر!وكان بجالينوس ابنة، فناكه غلام خلف حائط فطارت دجاجة ففزع الغلام فعدا، فقال جالينوس: دعني والدجاج فلافنينه، فما زال يصفه للمرضى حتى قطع أصله وصار طعاماً للمرضى إلى يوم التناد.
( محاضرات الأدباء - الراغب الأصفهاني )
قيل: أول من ظهرت به الابنة العزيز صاحب يوسف. وكان أبو جهل مأبوناً وكان إذا حز به الداء ألقم دبره حجراً ويقول: واللات والعزى لا علاك ذكر!وكان بجالينوس ابنة، فناكه غلام خلف حائط فطارت دجاجة ففزع الغلام فعدا، فقال جالينوس: دعني والدجاج فلافنينه، فما زال يصفه للمرضى حتى قطع أصله وصار طعاماً للمرضى إلى يوم التناد.
( محاضرات الأدباء - الراغب الأصفهاني )
اﺟﺘﻤﻊ ﺣﻤﺎﺩ اﻟﺮاﻭﻳﺔ، ﻭﻣﻄﻴﻊ ﺑﻦ ﺇﻳﺎﺱ، ﻭﻳﺤﻴﻰ ﺑﻦ ﺯﻳﺎﺩ، ﻭﺣﻜﻢ اﻟﻮاﺩﻱ ﻳﻮﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﺷﺮاﺏ ﻟﻬﻢ ﻓﻲ ﺑﺴﺘﺎﻥ ﺑﺎﻟﻜﻮﻓﺔ، ﻭﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺯﻣﻦ اﻟﺮﺑﻴﻊ ﻭﺩﻋﻮا ﺟﻮﻫﺮ ﺟﺎﺭﻳﺔ ﺑﺮﺑﺮ ﻓﻘﺎﻝ ﻣﻄﻴﻊ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ:
ﺣﺮﺟﻨﺎ ﻧﺠﺘﻨﻲ اﻟﺰﻫﺮا ... ﻭﻧﺠﻌﻞ ﺳﻘﻔﻨﺎ اﻟﺸﺠﺮا
ﻭﻧﺸﺮﺑﻬﺎ ﻣﻌﺘﻘﺔ ... ﺗﺨﺎﻝ ﺷﻌﺎﻋﻬﺎ اﻟﺸﺮﺭا
ﻭ (ﺟﻮﻫﺮ) ﻋﻨﺪﻧﺎ ﺗﺤﻜﻲ ... ﺑﺴﻨﺔ ﻭﺟﻬﻬﺎ اﻟﻘﻤﺮا
ﻳﺰﻳﺪﻙ ﻭﺟﻬﺎ ﺣﺴﻨﺎ ... ﺇﺫا ﻣﺎ ﺯﺩﺗﻪ ﻧﻈﺮا
ﻟﻬﺎ ﻟﻮﻥ ﻛﻠﻮﻥ اﻟﻮﺭﺩ ﻟﻮ ﻗﻄﺮﺗﻪ ﻗﻄﺮا
ﻭﻏﻨﻰ ﻓﻴﻪ ﺣﻜﻢ اﻟﻮاﺩﻱ ﻟﺤﻨﺎ ﺧﻔﻴﻔﺎ ﺷﺮﺑﻮا ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻘﻴﺔ ﻳﻮﻣﻬﻢ ﻭﺛﻼﺛﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﻣﺘﻮاﻟﻴﺔ ﻭﺟﻮﻫﺮ ﺑﻴﻨﻬﻢ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﻢ ﻳﺤﻴﻰ ﺑﻦ ﺯﻳﺎﺩ: ﻭﻳﺤﻜﻢ ﻟﻨﺎ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﺳﻜﺎﺭﻯ ﻻ ﻧﻌﻘﻞ ﻭﻻ ﻳﺼﻠﻲ ﺃﺣﺪ ﻣﻨﺎ، ﻗﻢ ﻳﺎ ﻣﻄﻴﻊ ﻓﺄﺫﻥ، ﻭﻗﺎﻟﻮا: ﻣﻦ ﻳﺼﻠﻲ ﺑﻨﺎ، ﻓﻜﻠﻤﺎ ﺫﻛﺮﻭا ﺭﺟﻼ ﺃﺑﻰ، ﻓﻘﺎﻝ ﻣﻄﻴﻊ: ﻋﻠﻲ ﻭﻋﻠﻲ ﺇﻥ ﺻﻠﻰ ﺑﻨﺎ ﻏﻴﺮ ﺟﻮﻫﺮ، ﺗﻘﺪﻣﻲ ﺻﻠﻲ ﺑﻨﺎ ﺣﺘﻰ ﺗﻜﻮﻥ ﺻﻼﺗﻨﺎ ﻋﺠﺒﺎ ﺑﻴﻦ اﻟﺼﻠﻮاﺕ، ﻓﻘﺎﻟﺖ: ﻛﻴﻒ ﺗﺼﻠﻲ اﻣﺮﺃﺓ ﺑﺮﺟﺎﻝ، ﻗﺎﻟﻮا: ﺃﻧﺖ ﻟﻢ ﺗﺸﺮﺑﻲ ﻛﻤﺎ ﺷﺮﺑﻨﺎ، ﻓﺘﻘﺪﻣﺖ ﻭﻫﻲ ﺗﻀﺤﻚ، ﻭﺻﻠﺖ ﺑﻬﻢ، ﻓﻠﻤﺎ ﺳﺠﺪﺕ ﺑﺎﻥ ﻓﺮﺟﻬﺎ ﻣﻦ ﺗﺤﺖ ﻏﻼﻟﺘﻬﺎ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺭﻗﻴﻘﺔ، ﻓﻮﺛﺐ ﻣﻄﻴﻊ ﻓﻘﺒﻠﻪ ﻭﻗﺎﻣﺖ اﻟﺠﺎﺭﻳﺔ ﺧﺠﻠﺔ ﻭﺟﻌﻠﺖ ﺗﺸﺘﻤﻪ ﻭﺿﺤﻚ اﻟﻘﻮﻡ ﻭﻋﺎﺩﻭا ﺇﻟﻰ ﺷﺮاﺑﻬﻢ ﻓﻘﺎﻝ ﻣﻄﻴﻊ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ:
ﻭﻟﻤﺎ ﺑﺪا ﺣﺮﻫﺎ ﺟﺎﺛﻤﺎ ... ﻛﺮﺃﺱ ﺣﻠﻴﻖ ﻭﻟﻢ ﻳﻌﺘﻤﺮ
ﺧﺮﺭﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻘﺒﻠﺘﻪ ... ﻛﻤﺎ ﻳﻔﻌﻞ اﻟﻌﺎﺑﺪ اﻟﻤﻌﺘﻤﺮ
ﻓﺰاﺩ ﺷﺘﻤﻬﺎ ﻟﻪ ﻭاﻟﻘﻮﻡ ﻳﻀﺤﻜﻮﻥ ﻣﻨﻪ، ﻭﻓﻴﻬﺎ ﻗﻮﻝ ﻣﻄﻴﻊ:
ﻳﺎ ﺑﺄﺑﻲ ﻭﺟﻬﻚ ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﻢ ... ﻓﺈﻧﻪ ﺃﺣﺴﻦ ﻣﺎ ﺃﺑﺼﺮ
ﺟﺎﺭﻳﺔ ﺃﺣﺴﻦ ﻣﻦ ﺣﻠﻴﻬﺎ ... ﻭاﻟﺤﻠﻲ ﻓﻴﻪ اﻟﺪﺭ ﻭاﻟﺠﻮﻫﺮ
ﻭﺭﻳﺤﻬﺎ ﺃﻃﻴﺐ ﻣﻦ ﻃﻴﺒﻬﺎ ... ﻭاﻟﻄﻴﺐ ﻓﻴﻪ اﻟﻤﺴﻚ ﻭاﻟﻌﻨﺒﺮ
ﺟﺎءﺕ ﺑﻬﺎ (ﺑﺮﺑﺮ) ﺣﺘﻔﺎ ﻟﻨﺎ ... ﻳﺎ ﺣﺒﺬا ﻣﺎ ﺟﻠﺒﺖ ﺑﺮﺑﺮ
ﻛﺄﻧﻤﺎ ﺭﻳﻘﺘﻬﺎ ﻗﻬﻮﺓ ... ﺻﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﺒﺎﺭﺩ اﻷﺧﺼﺮ
ﻭﺷﺮﺏ ﺩﻋﺒﻞ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﻭﺻﺎﺣﺒﺎﻥ ﻟﻪ ﻓﻲ ﻗﺮﻳﺔ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻬﺎ " ﺑﻄﻴﺎﺛﺎ " ﻓﻘﺎﻟﻮا: ﻟﻴﻘﻞ ﻛﻞ ﻭاﺣﺪ ﻣﻨﺎ ﺑﻴﺘﺎ ﻓﻲ ﻳﻮﻣﻨﺎ ﻫﺬا، ﻓﻘﺎﻝ ﺩﻋﺒﻞ:
ﻧﻠﻨﺎ ﻟﺬﻳﺬ اﻟﻌﻴﺶ ﻓﻲ ﺑﻄﻴﺎﺛﺎ
ﻭﻗﺎﻝ اﻵﺧﺮ: ﻟﻤﺎ ﺣﺜﺜﻨﺎ ﻛﺄﺳﻨﺎ اﺣﺘﺜﺎﺛﺎ ﻭاﺭﺗﺞ ﻋﻠﻰ اﻵﺧﺮ ﻓﻠﻢ ﻳﻘﺪﺭ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﺷﻴﺌﺎ ﻓﺎﺳﺘﺤﻴﺎ، ﻓﻘﺎﻝ:
ﻭاﻣﺮﺃﺗﻲ ﻃﺎﻟﻘﺔ ﺛﻼﺛﺎ
ﻓﻘﺎﻟﻮا: ﻭﻳﺤﻚ ﻭﻣﺎ ﺫﻧﺐ اﻣﺮﺃﺗﻚ، ﻗﺎﻝ ﻭاﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﻟﻬﺎ ﺫﻧﺐ ﺇﻻ ﺃﻧﻬﺎ ﻗﻌﺪﺕ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﻘﺎﻓﻴﺔ.
( قطب السرور في أوصاف الانبذة والخمور - الرقيق القيرواني )
ﺣﺮﺟﻨﺎ ﻧﺠﺘﻨﻲ اﻟﺰﻫﺮا ... ﻭﻧﺠﻌﻞ ﺳﻘﻔﻨﺎ اﻟﺸﺠﺮا
ﻭﻧﺸﺮﺑﻬﺎ ﻣﻌﺘﻘﺔ ... ﺗﺨﺎﻝ ﺷﻌﺎﻋﻬﺎ اﻟﺸﺮﺭا
ﻭ (ﺟﻮﻫﺮ) ﻋﻨﺪﻧﺎ ﺗﺤﻜﻲ ... ﺑﺴﻨﺔ ﻭﺟﻬﻬﺎ اﻟﻘﻤﺮا
ﻳﺰﻳﺪﻙ ﻭﺟﻬﺎ ﺣﺴﻨﺎ ... ﺇﺫا ﻣﺎ ﺯﺩﺗﻪ ﻧﻈﺮا
ﻟﻬﺎ ﻟﻮﻥ ﻛﻠﻮﻥ اﻟﻮﺭﺩ ﻟﻮ ﻗﻄﺮﺗﻪ ﻗﻄﺮا
ﻭﻏﻨﻰ ﻓﻴﻪ ﺣﻜﻢ اﻟﻮاﺩﻱ ﻟﺤﻨﺎ ﺧﻔﻴﻔﺎ ﺷﺮﺑﻮا ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻘﻴﺔ ﻳﻮﻣﻬﻢ ﻭﺛﻼﺛﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﻣﺘﻮاﻟﻴﺔ ﻭﺟﻮﻫﺮ ﺑﻴﻨﻬﻢ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﻢ ﻳﺤﻴﻰ ﺑﻦ ﺯﻳﺎﺩ: ﻭﻳﺤﻜﻢ ﻟﻨﺎ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﺳﻜﺎﺭﻯ ﻻ ﻧﻌﻘﻞ ﻭﻻ ﻳﺼﻠﻲ ﺃﺣﺪ ﻣﻨﺎ، ﻗﻢ ﻳﺎ ﻣﻄﻴﻊ ﻓﺄﺫﻥ، ﻭﻗﺎﻟﻮا: ﻣﻦ ﻳﺼﻠﻲ ﺑﻨﺎ، ﻓﻜﻠﻤﺎ ﺫﻛﺮﻭا ﺭﺟﻼ ﺃﺑﻰ، ﻓﻘﺎﻝ ﻣﻄﻴﻊ: ﻋﻠﻲ ﻭﻋﻠﻲ ﺇﻥ ﺻﻠﻰ ﺑﻨﺎ ﻏﻴﺮ ﺟﻮﻫﺮ، ﺗﻘﺪﻣﻲ ﺻﻠﻲ ﺑﻨﺎ ﺣﺘﻰ ﺗﻜﻮﻥ ﺻﻼﺗﻨﺎ ﻋﺠﺒﺎ ﺑﻴﻦ اﻟﺼﻠﻮاﺕ، ﻓﻘﺎﻟﺖ: ﻛﻴﻒ ﺗﺼﻠﻲ اﻣﺮﺃﺓ ﺑﺮﺟﺎﻝ، ﻗﺎﻟﻮا: ﺃﻧﺖ ﻟﻢ ﺗﺸﺮﺑﻲ ﻛﻤﺎ ﺷﺮﺑﻨﺎ، ﻓﺘﻘﺪﻣﺖ ﻭﻫﻲ ﺗﻀﺤﻚ، ﻭﺻﻠﺖ ﺑﻬﻢ، ﻓﻠﻤﺎ ﺳﺠﺪﺕ ﺑﺎﻥ ﻓﺮﺟﻬﺎ ﻣﻦ ﺗﺤﺖ ﻏﻼﻟﺘﻬﺎ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺭﻗﻴﻘﺔ، ﻓﻮﺛﺐ ﻣﻄﻴﻊ ﻓﻘﺒﻠﻪ ﻭﻗﺎﻣﺖ اﻟﺠﺎﺭﻳﺔ ﺧﺠﻠﺔ ﻭﺟﻌﻠﺖ ﺗﺸﺘﻤﻪ ﻭﺿﺤﻚ اﻟﻘﻮﻡ ﻭﻋﺎﺩﻭا ﺇﻟﻰ ﺷﺮاﺑﻬﻢ ﻓﻘﺎﻝ ﻣﻄﻴﻊ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ:
ﻭﻟﻤﺎ ﺑﺪا ﺣﺮﻫﺎ ﺟﺎﺛﻤﺎ ... ﻛﺮﺃﺱ ﺣﻠﻴﻖ ﻭﻟﻢ ﻳﻌﺘﻤﺮ
ﺧﺮﺭﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻘﺒﻠﺘﻪ ... ﻛﻤﺎ ﻳﻔﻌﻞ اﻟﻌﺎﺑﺪ اﻟﻤﻌﺘﻤﺮ
ﻓﺰاﺩ ﺷﺘﻤﻬﺎ ﻟﻪ ﻭاﻟﻘﻮﻡ ﻳﻀﺤﻜﻮﻥ ﻣﻨﻪ، ﻭﻓﻴﻬﺎ ﻗﻮﻝ ﻣﻄﻴﻊ:
ﻳﺎ ﺑﺄﺑﻲ ﻭﺟﻬﻚ ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﻢ ... ﻓﺈﻧﻪ ﺃﺣﺴﻦ ﻣﺎ ﺃﺑﺼﺮ
ﺟﺎﺭﻳﺔ ﺃﺣﺴﻦ ﻣﻦ ﺣﻠﻴﻬﺎ ... ﻭاﻟﺤﻠﻲ ﻓﻴﻪ اﻟﺪﺭ ﻭاﻟﺠﻮﻫﺮ
ﻭﺭﻳﺤﻬﺎ ﺃﻃﻴﺐ ﻣﻦ ﻃﻴﺒﻬﺎ ... ﻭاﻟﻄﻴﺐ ﻓﻴﻪ اﻟﻤﺴﻚ ﻭاﻟﻌﻨﺒﺮ
ﺟﺎءﺕ ﺑﻬﺎ (ﺑﺮﺑﺮ) ﺣﺘﻔﺎ ﻟﻨﺎ ... ﻳﺎ ﺣﺒﺬا ﻣﺎ ﺟﻠﺒﺖ ﺑﺮﺑﺮ
ﻛﺄﻧﻤﺎ ﺭﻳﻘﺘﻬﺎ ﻗﻬﻮﺓ ... ﺻﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﺒﺎﺭﺩ اﻷﺧﺼﺮ
ﻭﺷﺮﺏ ﺩﻋﺒﻞ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﻭﺻﺎﺣﺒﺎﻥ ﻟﻪ ﻓﻲ ﻗﺮﻳﺔ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻬﺎ " ﺑﻄﻴﺎﺛﺎ " ﻓﻘﺎﻟﻮا: ﻟﻴﻘﻞ ﻛﻞ ﻭاﺣﺪ ﻣﻨﺎ ﺑﻴﺘﺎ ﻓﻲ ﻳﻮﻣﻨﺎ ﻫﺬا، ﻓﻘﺎﻝ ﺩﻋﺒﻞ:
ﻧﻠﻨﺎ ﻟﺬﻳﺬ اﻟﻌﻴﺶ ﻓﻲ ﺑﻄﻴﺎﺛﺎ
ﻭﻗﺎﻝ اﻵﺧﺮ: ﻟﻤﺎ ﺣﺜﺜﻨﺎ ﻛﺄﺳﻨﺎ اﺣﺘﺜﺎﺛﺎ ﻭاﺭﺗﺞ ﻋﻠﻰ اﻵﺧﺮ ﻓﻠﻢ ﻳﻘﺪﺭ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﺷﻴﺌﺎ ﻓﺎﺳﺘﺤﻴﺎ، ﻓﻘﺎﻝ:
ﻭاﻣﺮﺃﺗﻲ ﻃﺎﻟﻘﺔ ﺛﻼﺛﺎ
ﻓﻘﺎﻟﻮا: ﻭﻳﺤﻚ ﻭﻣﺎ ﺫﻧﺐ اﻣﺮﺃﺗﻚ، ﻗﺎﻝ ﻭاﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﻟﻬﺎ ﺫﻧﺐ ﺇﻻ ﺃﻧﻬﺎ ﻗﻌﺪﺕ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﻘﺎﻓﻴﺔ.
( قطب السرور في أوصاف الانبذة والخمور - الرقيق القيرواني )
❤3
الزبير بن بكار قال: جاءت امرأة إلى ابن الزبير تستعدي على زوجها، وتزعم أنه يصيب جاريتها، فأمر به فأحضر، فسأله عما ادعت، فقال: هي سوداء، وخادمتها سوداء، وفي بصري ضعف، ويضرب الليل برواقه وإنما آخذ من دنا مني.
( العقد الفريد )
( العقد الفريد )
وقال دعبل: وردت قمّ وكان لي على أهلها رسم، فاتفق أن جاءني شعرور فأخذ يتأكدني ويؤذيني، فازدريت به وزجرته فذهب وهجاني فقال:
في أست دعبل بلابل ،،، ليس يشفى لقابل
ليس يشفيه منه غير ،،، أير بغل بكابل
فلهج الصبيان بذلك وصاروا يصيحون خلفي إذا رأوني، ففررت من قم استحياء وما عاودتها بعد!
في أست دعبل بلابل ،،، ليس يشفى لقابل
ليس يشفيه منه غير ،،، أير بغل بكابل
فلهج الصبيان بذلك وصاروا يصيحون خلفي إذا رأوني، ففررت من قم استحياء وما عاودتها بعد!
عشق أعرابي يكنى أبا الصباح أعرابية فجعل يطلبها ولا تمكنه حتى تزوجها؛ فلما أراد عجز عنها فقال: من الرجز:
كان أبو الصباح ينزو في وهق ... من شدة النَّعْظ ومن طول القلق
حتى إذا صادف جحراً ذا طبق ... مارسه حتى إذا ارفض العرق
( التذكرة الحمدونية )
كان أبو الصباح ينزو في وهق ... من شدة النَّعْظ ومن طول القلق
حتى إذا صادف جحراً ذا طبق ... مارسه حتى إذا ارفض العرق
( التذكرة الحمدونية )
ومر الطائف بالمدينة بمخنثين فأراد أن يقول خذوهما فقال:
نيكوهما، ثم قال: اضربوهما. فقال أحدهما: قد سبقت رحمتك عذابك فلا ترجع.
( التذكرة الحمدونية )
نيكوهما، ثم قال: اضربوهما. فقال أحدهما: قد سبقت رحمتك عذابك فلا ترجع.
( التذكرة الحمدونية )
سمعت أبا بكر ابن الأمام المقرىء البغدادي يقول: كان عندنا ببغداد رجل يهوى امرأة جار له، فقال لها ليلة وقد علاها يحشوها: علمت يا فلانة أن الناس يتهمونني بك، قالت: وما عليك أن يأثموا وتؤجر، فقال لها وهو يغوص فيها: الله عز وجل حسيب الظالم.
( البصائر والذخائر - أبوحيان التوحيدي )
( البصائر والذخائر - أبوحيان التوحيدي )
ﻭﻋﻦ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺃﻥ ﻭاﻟﻴﺎ ﺃﺗﻰ ﺑﺮﺟﻞ ﺟﻨﻰ ﺟﻨﺎﻳﺔ، ﻓﺄﻣﺮ ﺑﻀﺮﺑﻪ، ﻓﻠﻤﺎ ﻣﺪ ﻗﺎﻝ: «ﺑﺤﻖ ﺭﺃﺱ ﺃﻣﻚ ﺃﻻ ﻣﺎ ﻋﻔﻮﺕ ﻋﻨﻲ» .
ﻗﺎﻝ: ﺃﻭﺟﻊ. ﻓﻘﺎﻝ: «ﺑﺤﻖ ﺧﺪﻳﻬﺎ ﻭﻧﺤﺮﻫﺎ» ، ﻗﺎﻝ:
اﺿﺮﺏ. ﻗﺎﻝ: «ﺑﺤﻖ ﺛﺪﻳﻴﻬﺎ» ، ﻗﺎﻝ: اضرﺏ. ﻗﺎﻝ: ﺑﺤﻖ ﺳﺮﺗﻬﺎ» .
ﻗﺎﻝ: ﻭﻳﻠﻜﻢ ﺩﻋﻮﻩ ﻻ ﻳﻨﺤﺪﺭ ﻗﻠﻴﻼ» .
( المحاسن والمساوئ - الجاحظ )
ﻗﺎﻝ: ﺃﻭﺟﻊ. ﻓﻘﺎﻝ: «ﺑﺤﻖ ﺧﺪﻳﻬﺎ ﻭﻧﺤﺮﻫﺎ» ، ﻗﺎﻝ:
اﺿﺮﺏ. ﻗﺎﻝ: «ﺑﺤﻖ ﺛﺪﻳﻴﻬﺎ» ، ﻗﺎﻝ: اضرﺏ. ﻗﺎﻝ: ﺑﺤﻖ ﺳﺮﺗﻬﺎ» .
ﻗﺎﻝ: ﻭﻳﻠﻜﻢ ﺩﻋﻮﻩ ﻻ ﻳﻨﺤﺪﺭ ﻗﻠﻴﻼ» .
( المحاسن والمساوئ - الجاحظ )
👍2
الفضل بن هاشم
ابن جدير البصري، يكنى أبا أحمد، سفيه، خليع، فاسق، وهو يقول:
أنا فضل بن هاشم بن جدير ... لم أقل مذ خلقت كلمة خير
وله أشعار في الأقذار، يصف نفسه بشهوتها، وهو أول من سمع به ذكر ذلك، وقد قال أبو العبر الهاشمي شعرا كثيرا في هذا المعنى، ولكن الفضل أسبق.
وقال أبو العبر في شعره:
وهذا الفضل يحكيني ... فقولوا أينا أقذر؟
وفيه يقول:
قل لفضل بن هاشم بن جدير ... أدخل الله في حر أمك أيرى
ومن قول الفضل في إسحاق، وأنشدنيه محمد بن القاسم:
إن تكن جارتي لبنت زهير ... فأنا ابن هاشم بن جدير
قل لها أيها الرسول عساها ... إن ترد وصلنا نعيش بخير
أيش معنى لصوق صدغ بصدغ ... إنما الشأن في تقحم أير
ومن قوله في القذر أنشده أبو هفان:
فلو تراني وأنا ... أكل جعسا منتنا
وقد شووا لي جرذا ... وقد تفقا سمنا
وآكل الجعس وأحسو ... السلح حسوا مدمنا
وأشرب القيح كما ... يشرب غيري اللبنا
لخلت أن الله لم ... يخلق خلقا كأنا
ويقال: إن بعض الخلفاء حلف أن يطعمه أو أبا العبر بعض ما ذكراه في أشعارهما وطلبه فظفر به، فأحضره له، فقال: نفسي أعز الله أمير المؤمنين تعافه. فضحك منه، وكفر عن يمينه.
أنشدني إسحاق بن إبراهيم الشاعر الجبلي للفضل بن هاشم في الواثق لما أورد أن يطعمه الأقذار التي ذكرها، قال: وكان في ناحيته وهو أمير:
يا سيدي والذي أؤمله ... يبلغني عنك ما أموت له
من لم يكن مذنبا إلى أحد ... ولا مسيئا ففيم تقتله
إن كنت أبدعت في الكلام وفي الش ... عر بقولي فلست أفعله
الدم، والقيح. كيف آكله؟ ... والدود، والقمل. كيف أنقله؟
والله إني أموت إن نظرت ... عيني إليه. فكيف آكله
وأنشدني له إسحاق يمدح هارون الواثق:
أنا المخبل صرفا ... حماقتي ليس تخفى
أنا الذي كل يوم ... يزيدني الخبل حرفا
فعاجلوني بلطم ... وشججوا الرأس نقفا
ثم اقصفوا الظهر مني ... بالبشتبانات قصفا
وحرقوني بنار ... لهيبها ليس يطفى
يا ويحكم، مثلوا بي ... من قبل أن أتوفى
فإنني مستحق ... مذ كنت طفلا أن انفى
يا قوم. إني حتف ... فعجلوا لي حتفا
فلست أسوى إذا ما ... عرضت للبيع نصفا
ولم أجد قط خلقا ... كخلقتي مستخفا
لأنني كل يوم ... على المقاذر ألفى
ولو ظفرت بقيح ... يكون للنحر حلفا
أفنيته غير شك ... حسوا وسفا ولفا
دع ذا وقل في ثناء ... على الأمير المصفى
هارون بعد أبيه ... أعلى البرية كفا
ما بال عبدك فضل ... وأنت مولاه، يجفى
( الورقة - ابن الجراح )
ابن جدير البصري، يكنى أبا أحمد، سفيه، خليع، فاسق، وهو يقول:
أنا فضل بن هاشم بن جدير ... لم أقل مذ خلقت كلمة خير
وله أشعار في الأقذار، يصف نفسه بشهوتها، وهو أول من سمع به ذكر ذلك، وقد قال أبو العبر الهاشمي شعرا كثيرا في هذا المعنى، ولكن الفضل أسبق.
وقال أبو العبر في شعره:
وهذا الفضل يحكيني ... فقولوا أينا أقذر؟
وفيه يقول:
قل لفضل بن هاشم بن جدير ... أدخل الله في حر أمك أيرى
ومن قول الفضل في إسحاق، وأنشدنيه محمد بن القاسم:
إن تكن جارتي لبنت زهير ... فأنا ابن هاشم بن جدير
قل لها أيها الرسول عساها ... إن ترد وصلنا نعيش بخير
أيش معنى لصوق صدغ بصدغ ... إنما الشأن في تقحم أير
ومن قوله في القذر أنشده أبو هفان:
فلو تراني وأنا ... أكل جعسا منتنا
وقد شووا لي جرذا ... وقد تفقا سمنا
وآكل الجعس وأحسو ... السلح حسوا مدمنا
وأشرب القيح كما ... يشرب غيري اللبنا
لخلت أن الله لم ... يخلق خلقا كأنا
ويقال: إن بعض الخلفاء حلف أن يطعمه أو أبا العبر بعض ما ذكراه في أشعارهما وطلبه فظفر به، فأحضره له، فقال: نفسي أعز الله أمير المؤمنين تعافه. فضحك منه، وكفر عن يمينه.
أنشدني إسحاق بن إبراهيم الشاعر الجبلي للفضل بن هاشم في الواثق لما أورد أن يطعمه الأقذار التي ذكرها، قال: وكان في ناحيته وهو أمير:
يا سيدي والذي أؤمله ... يبلغني عنك ما أموت له
من لم يكن مذنبا إلى أحد ... ولا مسيئا ففيم تقتله
إن كنت أبدعت في الكلام وفي الش ... عر بقولي فلست أفعله
الدم، والقيح. كيف آكله؟ ... والدود، والقمل. كيف أنقله؟
والله إني أموت إن نظرت ... عيني إليه. فكيف آكله
وأنشدني له إسحاق يمدح هارون الواثق:
أنا المخبل صرفا ... حماقتي ليس تخفى
أنا الذي كل يوم ... يزيدني الخبل حرفا
فعاجلوني بلطم ... وشججوا الرأس نقفا
ثم اقصفوا الظهر مني ... بالبشتبانات قصفا
وحرقوني بنار ... لهيبها ليس يطفى
يا ويحكم، مثلوا بي ... من قبل أن أتوفى
فإنني مستحق ... مذ كنت طفلا أن انفى
يا قوم. إني حتف ... فعجلوا لي حتفا
فلست أسوى إذا ما ... عرضت للبيع نصفا
ولم أجد قط خلقا ... كخلقتي مستخفا
لأنني كل يوم ... على المقاذر ألفى
ولو ظفرت بقيح ... يكون للنحر حلفا
أفنيته غير شك ... حسوا وسفا ولفا
دع ذا وقل في ثناء ... على الأمير المصفى
هارون بعد أبيه ... أعلى البرية كفا
ما بال عبدك فضل ... وأنت مولاه، يجفى
( الورقة - ابن الجراح )
اعلم ... يرحمك اللّه ... أيها الوزير أن هذا الباب فيه منافع كثيرةً و جميلةً تقوي علـى
الجماع للشيخ الكبير و الطفل الصغير و هؤلاء قال فيهم الشيخ الناصح لخلق اللّه :
من داوم على
مخاخ البيض كل يوم بلا بياض على الريق هيج الجماع، و من سلق أهيلول أو قـلاه بالسـمن و صب عليه صفار البيض مع الإبزار الموقوف و هي العطرية و داوم على أكلها قوي الجماع و هاج عليه و اشتاقه شوقاً عظيماً، و من دقّ البصل و وضعه في برمة و جعل عليه الإبزار العطريـة و قلاها فيه بزيت مع صفار البيض و داوم عليها أياما رأى من القوة على الجماع ما لا توصف به،
و لبن النوق أيضا ممزوج بعسل و داوم عليه يرى من القوة عجباً و لا ينام عليه إيره لـيلاً و لا
نهاراً، و من داوم على المشوي مع البر و الدار الصيني و الفلفل أياما زاد قوة في الجمـاع و دام عنده الانتشار حتى لا يكاد ينام، و من أراد النكاح بالليل كله و أتاه ذلك على غفلة قبل أن يستعمل جميع ما ذكرنا فليأخذ من البيض قدر ما يجد به شبعاً ثم يلقيه في طاجين و يضع معه سمناً طرياً أو زبداً و يلقيه في النار حتى يطيب في ذلك السمن و يكون كثيراً ثم يلقي عليه ما يغمره عسلاً و يخلط بعضه على بعض و يأكله بشي من الخبز شبعاً فإنه لا ينام إيره في تلك الليلة، و قال بعضهم
في ذلك أبياتا :
و حبي أبو الهيلوج قد قام إيره ثلاثين يوما من تقوية البصل
و أيضا أبو الهيجاء قد اقتض ليله ثمانين بكرا عن تمام ولم يكل
و كـان أبالهيجاء يأكل حمصا ويشرب لبناً النوق ممزوجا بالعسل
و لا تـنس ميمونا فقد بلغ المنى على نكحها خمسين يوما بلا مهل
فما برح الميمون يوما لشرطها و زاد على الخمسين عشراً ولم يبل
و كان غذاء العبد ميمون دائما مخاخ اصفرار البيض بالخبز إن أكل
و حكي ... يرحمك اللّه ... أن أبي الهيجاء و العبد ميمون و أبي الهيلوج مشهور و قصتهم
معروفه، و حكايتها هي أن الشيخ النّاصر لدين اللّه قال : كان فيما مضى قبلكم من سالف الأزمان
و قديم العصر و الأوان ملك عظيم السلطان كثير الجنود، و كان له سبع بنات بارعات في الحسن و الجمال و البهاء و الكمال و الدلال، و سبعة على رؤوس بعضهم بعضاً ليس بينهن ذكر؛ خطـبهن ملوك الزمان فأبين أن يتزوجن و كن يلبسن ملابس الرجال و يركبن على الخيـول الموسـومة و يتبارزن بالسيوف و يقاتلن الرجال في ميدان الحرب و كان لكلّ واحده منهن قصر عظيم و خدام و عبيد قائمون بأمور القصر في كل ما يحتجن إليه من أكل و شرب و غير ذلك، فإذا أتى خطيب إلى أبيهن يبعث إليهن و يشاورهن، فيقلن هذا لا يكن أبداً، فأخذ الناس يتكلمون في أعراضهن، فبعض الناس يقول فيهن الخير و بعضهم يقول فيهن الشر و ذلك مدة من الزمان، و لكن لم يطلع أحـد على أخبارهن إلى أن توفي أبوهن فاستولت البنت الكبيرة على الملك و كان اسمها فوتر و اسـم الثانية سلطانة الأقمار و الثالثة البديعة و الرابعة ورده و الخامسة محمودة و السادسة الكاملـه و السابعة الزهرة و هي أصغرهن و أرجحهن عقلاً و أوفقهن رأياً و كانت مولعةً بالصيد فبينما هـي يوما في صيدها و قنصها إذْ التقت في طريقها بفارس و معه عشرون مملوكاً فسلم فـردت عليـه السلام امرأة ثم أتى لبعض عبيدها و استخبر هم فأخبروه بالقضية كلها فسار معها فسمع كلامها و هي ضاربة النقاب؛ فقال : ليت شعري من يكن هذا ؟ أهو رجل أو امرأة ؟، إلى أن أتى فصل الغداء فجلس معها للأكل يريد أن ينظر وجهها فأبت أن تأكل و قالت : إني صائمة؛ فلمح عينيها و يـديها فتمكن قلبه من تغنيج عينيها و قدها و إعتدالها فقال لها : هل لك في الصحبة من شئ ؟؛ فقالـت: صحبة الرجال لا تليق بالنساء لأنه اذا التقت الأنفاس وقع في قلوبهما الهـواس و دخـل بينهمـا
الوسواس و وصلت أخبارهما للناس؛ فقال : صحبة الوفاء بلا غش و لا هفاء؛ فقالـت لـه : إذا صحبت النساء الرجال كثرت فيهم الأقوال فيرجعون بأسوأ الأحوال فيقعون في نكال و أهوال؛ فقال:
تكون صحبتنا خفية و أمورنا هنية و نلتقي في هذه البادية؛ فقالت : هذا شئ لا يكـون و أمـراً لا يهون و إن وقع وقعنا في الظنون و تغامزت بنا العيون؛ فقال لها : تكون صحبة وصال و متعة و جمال و تعنيق و دلال و بدل نفس و مال؛ فقالت : حديثك شهي و نظرك بهي فلو كنت عـن هـذا نهي؛ فقال لها : حديثك يفوت و خبرك منعوت و وجهك في قلبي منبوت، و إن فـارقتني لا شـك أموت؛ فقالت : تروح لمكانك و أروح لمكاني و إن قدر اللّه نراك و تراني؛ ثم افترقا و تواعـدا و سارا كل واحد منهما إلى منزله، فلم يطق الصبر و كان منزله منفرداً خارج البلد التي هو بهـا و كان أبوه تاجراً عظيماً له أموال لا تحصى يقال له حبرور و إبنه هذا أسمه أبو الهيجاء و بينـه و بين منزله يوم المجد، فلما جن اللّيل نزع ثيابه و ركب جواده و تقلّد سيفه و استصحب أحد عبيده
يقال له ميمون و سار خفية تحت الظلام و لم يزل سائراً الليل كله إلى أن قرب الصبح فنزل علـى جبل و دخل في مغارة هناك و عبده ميمون و جوداه ثم أوصى العبد على الجواد و خرج
الجماع للشيخ الكبير و الطفل الصغير و هؤلاء قال فيهم الشيخ الناصح لخلق اللّه :
من داوم على
مخاخ البيض كل يوم بلا بياض على الريق هيج الجماع، و من سلق أهيلول أو قـلاه بالسـمن و صب عليه صفار البيض مع الإبزار الموقوف و هي العطرية و داوم على أكلها قوي الجماع و هاج عليه و اشتاقه شوقاً عظيماً، و من دقّ البصل و وضعه في برمة و جعل عليه الإبزار العطريـة و قلاها فيه بزيت مع صفار البيض و داوم عليها أياما رأى من القوة على الجماع ما لا توصف به،
و لبن النوق أيضا ممزوج بعسل و داوم عليه يرى من القوة عجباً و لا ينام عليه إيره لـيلاً و لا
نهاراً، و من داوم على المشوي مع البر و الدار الصيني و الفلفل أياما زاد قوة في الجمـاع و دام عنده الانتشار حتى لا يكاد ينام، و من أراد النكاح بالليل كله و أتاه ذلك على غفلة قبل أن يستعمل جميع ما ذكرنا فليأخذ من البيض قدر ما يجد به شبعاً ثم يلقيه في طاجين و يضع معه سمناً طرياً أو زبداً و يلقيه في النار حتى يطيب في ذلك السمن و يكون كثيراً ثم يلقي عليه ما يغمره عسلاً و يخلط بعضه على بعض و يأكله بشي من الخبز شبعاً فإنه لا ينام إيره في تلك الليلة، و قال بعضهم
في ذلك أبياتا :
و حبي أبو الهيلوج قد قام إيره ثلاثين يوما من تقوية البصل
و أيضا أبو الهيجاء قد اقتض ليله ثمانين بكرا عن تمام ولم يكل
و كـان أبالهيجاء يأكل حمصا ويشرب لبناً النوق ممزوجا بالعسل
و لا تـنس ميمونا فقد بلغ المنى على نكحها خمسين يوما بلا مهل
فما برح الميمون يوما لشرطها و زاد على الخمسين عشراً ولم يبل
و كان غذاء العبد ميمون دائما مخاخ اصفرار البيض بالخبز إن أكل
و حكي ... يرحمك اللّه ... أن أبي الهيجاء و العبد ميمون و أبي الهيلوج مشهور و قصتهم
معروفه، و حكايتها هي أن الشيخ النّاصر لدين اللّه قال : كان فيما مضى قبلكم من سالف الأزمان
و قديم العصر و الأوان ملك عظيم السلطان كثير الجنود، و كان له سبع بنات بارعات في الحسن و الجمال و البهاء و الكمال و الدلال، و سبعة على رؤوس بعضهم بعضاً ليس بينهن ذكر؛ خطـبهن ملوك الزمان فأبين أن يتزوجن و كن يلبسن ملابس الرجال و يركبن على الخيـول الموسـومة و يتبارزن بالسيوف و يقاتلن الرجال في ميدان الحرب و كان لكلّ واحده منهن قصر عظيم و خدام و عبيد قائمون بأمور القصر في كل ما يحتجن إليه من أكل و شرب و غير ذلك، فإذا أتى خطيب إلى أبيهن يبعث إليهن و يشاورهن، فيقلن هذا لا يكن أبداً، فأخذ الناس يتكلمون في أعراضهن، فبعض الناس يقول فيهن الخير و بعضهم يقول فيهن الشر و ذلك مدة من الزمان، و لكن لم يطلع أحـد على أخبارهن إلى أن توفي أبوهن فاستولت البنت الكبيرة على الملك و كان اسمها فوتر و اسـم الثانية سلطانة الأقمار و الثالثة البديعة و الرابعة ورده و الخامسة محمودة و السادسة الكاملـه و السابعة الزهرة و هي أصغرهن و أرجحهن عقلاً و أوفقهن رأياً و كانت مولعةً بالصيد فبينما هـي يوما في صيدها و قنصها إذْ التقت في طريقها بفارس و معه عشرون مملوكاً فسلم فـردت عليـه السلام امرأة ثم أتى لبعض عبيدها و استخبر هم فأخبروه بالقضية كلها فسار معها فسمع كلامها و هي ضاربة النقاب؛ فقال : ليت شعري من يكن هذا ؟ أهو رجل أو امرأة ؟، إلى أن أتى فصل الغداء فجلس معها للأكل يريد أن ينظر وجهها فأبت أن تأكل و قالت : إني صائمة؛ فلمح عينيها و يـديها فتمكن قلبه من تغنيج عينيها و قدها و إعتدالها فقال لها : هل لك في الصحبة من شئ ؟؛ فقالـت: صحبة الرجال لا تليق بالنساء لأنه اذا التقت الأنفاس وقع في قلوبهما الهـواس و دخـل بينهمـا
الوسواس و وصلت أخبارهما للناس؛ فقال : صحبة الوفاء بلا غش و لا هفاء؛ فقالـت لـه : إذا صحبت النساء الرجال كثرت فيهم الأقوال فيرجعون بأسوأ الأحوال فيقعون في نكال و أهوال؛ فقال:
تكون صحبتنا خفية و أمورنا هنية و نلتقي في هذه البادية؛ فقالت : هذا شئ لا يكـون و أمـراً لا يهون و إن وقع وقعنا في الظنون و تغامزت بنا العيون؛ فقال لها : تكون صحبة وصال و متعة و جمال و تعنيق و دلال و بدل نفس و مال؛ فقالت : حديثك شهي و نظرك بهي فلو كنت عـن هـذا نهي؛ فقال لها : حديثك يفوت و خبرك منعوت و وجهك في قلبي منبوت، و إن فـارقتني لا شـك أموت؛ فقالت : تروح لمكانك و أروح لمكاني و إن قدر اللّه نراك و تراني؛ ثم افترقا و تواعـدا و سارا كل واحد منهما إلى منزله، فلم يطق الصبر و كان منزله منفرداً خارج البلد التي هو بهـا و كان أبوه تاجراً عظيماً له أموال لا تحصى يقال له حبرور و إبنه هذا أسمه أبو الهيجاء و بينـه و بين منزله يوم المجد، فلما جن اللّيل نزع ثيابه و ركب جواده و تقلّد سيفه و استصحب أحد عبيده
يقال له ميمون و سار خفية تحت الظلام و لم يزل سائراً الليل كله إلى أن قرب الصبح فنزل علـى جبل و دخل في مغارة هناك و عبده ميمون و جوداه ثم أوصى العبد على الجواد و خرج
يسير إلى أن قرب من القصر الذي فيه الزاهرة فوجد جداراً زاهراً شاهقاً فرجع و جعل يرصد من يخرج منه إلى أن تناصف الليل فنام و رأسه على ركبة العبد فبينما هو نائم و إذا بالعبد ميمون يوقظه، فقال :
ما الخبر؛ فقال : يا سيدي إني أسمع حساً داخل المغارة و رأى ضوءاً قليلا فقام و نظر إلى الضوء فخرج هو و العبد و أتى إلى مغارة أخرى بعيداً عنها و قال لعبده إجلس حتى أرى ما الخبـر، ثـم غاب ساعةً و قصد المغارة التي كان بها و دخل إلى أقصاها فوجد دهليزاً فهبط إليه فإذا فيه ضوء يخرج من بعض الثقب فوضع عينه في ثقبه و نظر فإذا هو بتلك البنت و معها ما يقرب من مئـة بكرٍ في قصرٍ عجيبٍ في ذلك الجبل، و فيه أنواع الفرش المذهبة على أشكال شتى و هن يـأْكلن و
يشربن و يتنادمن، فقال للعبد ميمون : آتني بأخي في اللّه أبا الهيلوج، فركب العبد و سار اللّيـل كلّه، و كان أبو الهيلوج من أقرب أصحابه و أعزهم عليه، و هو أبن الوزير، و كان أبو الهيلوج و أبو الهيجاء و العبد ميمون لم يكن في زمانهم أقوى منهم و أشجع، و كانوا من الطغـاة الـذين لا طاقة لأحد عليهم في الحرب، فلما وصل العبد ميمون أخبره بما وقع، فقال : إنّا للّه و إنّـا إليه راجعون، ثم ركب جوداه و أخذ معه أعز عبيده و سار إلى أن وصل المغارة فدخل و سلّم، فأخبره بما وقع له من حب الزاهرة و أخبره بما وقع في قعر المغارة، فتعجب أبو الهيلـوج مـن ذلـك و أخبره أيضاً أنه أراد الهجوم على قصرها فوجده نافذاً إلى هذه المغارة تحت الأرض، فلمـا جن الليل سمع لغط و كثرة الضحك و الحديث فقال له أدخل و أنظر لكي تعذر أخـاك، فـدخل و نظـر
فافتتن من حسنها و جمالها، فقال له : من الزاهرة من هذه البنات الأبكار ؟، فقال : هي صـاحبةُ القد البهي و المبسم الشهي، صاحبة الخد الأحمر و التاج المجوهر و الجبـين الأزهـر و الحلّـة المذهبة و الكرسي المرصع الذي ترصيعه كثير و مساميره من فضة و أحلاقه من ذهب، ألتي يدها على ثغرها؛ فقال : إني رأيتها بينهن كالعلم، و لكن يا أخي أخبرك بشي أنت عنه غافل !! قال : ما هو ؟، قال : يا أخي لا شك أن هذا القصر عندهن للخلاعة لأنّهن يدخلن فيه من اللّيل إلى اللّيل، و هو محل خلوه و أكل و شرب و خلاعة، و إن حدثتْك نفسك أن تصل إليها من غير هذا المكان فإنك
لا تقدر على شئ لأنها مولعة بحب البنات، فلذلك لا تلتفت إليك و لا إلى صحبتك؛ فقال : يـا أبا الهيلوج، ما عرفتك إلاّ عارفاً ناصحاً و لهذا بعثت لك، لأني لم أستغن عن رأيك و مشورتك؛ فقـال له : يا أخي لولا أن اللّه من عليك المكان لما كنت تتصل بها أبداً، و لكن من هنا يكـون الـدخول
لهذا القصر إن شاء اللّه، فلما أضاء الصباح أمر العبيد بحفر ذلك المكان، فهدموا منه قدر الحاجة ثم أنهم غيبوا خيولهم في مغارة و زربوا عليها من الوحوش و اللصوص ثم رجعوا و دخلوا هم و العبيد لتلك المغارة، و بلغوا إلى القصر و كل واحد منهم بسيفه و درقته و ردوا الثقب كما كـان و دخلوا القصر فوجدوه مظلماً، فقدح أبو الهيلوج الزناد و أشعل شمعة كانت هناك، و جعلوا يدورون يميناً و شمالاً فوجدوا فيه عجائب و غرائب و فرش عجيبة و مساند على كل لـون و ثريـات و موائد و أطعمة و أشربة و فواكه و فرش عظيمة، فتعجبوا من ذلك و جعلوا يدورون فيه و يعدون منازله، فوجدوا فيه منازل كثيرة، و وجدوا في آخره بابا داخله خوخةً صغيرةً مقفولةً بقفل؛ فقـال
أبو الهيلوج: أظن هذا هو الباب الذي يدخلن منه، ثم قال : يا أخي تعال نمكث في بعض منازل هذا القصر؛ فمكثوا في منزلٍ عظيمٍ مستورٍ عن الأبصار إلى أن أتى الليل و إذا بجارية فتحت الخوخة و خرجت و بيدها شمعة، فأشعلت تلك الثريات جميعاً و رتبت الفرش و نصبت الموائد و أحضرت تلك
الأطعمة و صففت الأقداح و قدمت تلك الزجاجات و بخرته بأنواع الطيب، فلم تكن إلاّ ساعة و إذا بتلك الجواري و الأبكار يدخلن، يتبخترن في مشيتهن على الفرش، و مدت لهن الموائد بالأطعمة و الأشربة، فأكلن و شربن و غنين بأنواع الألحان، فلما امتلأن خمراً خرج الأربعة من أماكنهم و كل ضارب نقابه على وجهه؛ فقالت الزاهرة : من هؤلاء الهاجمين علينا في هذا الليل ؟ أمـن الأرض
خرجتم أو من السماء نزلتم ؟ و ما الذي تريدون ؟؛ قال : الوصال؛ قالت الزاهرة : ممن ؟، قال أبو الهيجاء : منك؛ فقالت : من أين تعرفني؟؛ فقال لها : أنا الذي التقيت بك في الصيد؛ فقالت : مـن أدخلك لهذا المكان ؟، قال : قدرت فخمنت ما الذي نفعل؟، و كان عندها أبكار مصفحات لـم يقـدر
على دخولهن أحد و عندها امرأة يقال لها المنى لم يهيجها رجل في نكاحها؛ فقالت في نفسها : ما
لي لا أكيدهم بهؤلاء الأبكار و أنا أنجو، ثم قالت : ما نفعل إلاّ بشرط؛ فقالوا لها : شرطك مقبـول؛
قالت : و إن لم تقبلوه، فأنتم الآن عندي أسرى، و نحكم فيكم بما نريد؛ فقـالوا : نعـم؛ فأخـذت
المواثيق و العهود عليهم ثم ضربت يدها على يد أبي الهيجاء و قالت له : أما أنـت فشـرطك أن تدخل في هذه الليلة على ثمانين بكراً من غير إنزال؛ فقال : قبلت هذ
ما الخبر؛ فقال : يا سيدي إني أسمع حساً داخل المغارة و رأى ضوءاً قليلا فقام و نظر إلى الضوء فخرج هو و العبد و أتى إلى مغارة أخرى بعيداً عنها و قال لعبده إجلس حتى أرى ما الخبـر، ثـم غاب ساعةً و قصد المغارة التي كان بها و دخل إلى أقصاها فوجد دهليزاً فهبط إليه فإذا فيه ضوء يخرج من بعض الثقب فوضع عينه في ثقبه و نظر فإذا هو بتلك البنت و معها ما يقرب من مئـة بكرٍ في قصرٍ عجيبٍ في ذلك الجبل، و فيه أنواع الفرش المذهبة على أشكال شتى و هن يـأْكلن و
يشربن و يتنادمن، فقال للعبد ميمون : آتني بأخي في اللّه أبا الهيلوج، فركب العبد و سار اللّيـل كلّه، و كان أبو الهيلوج من أقرب أصحابه و أعزهم عليه، و هو أبن الوزير، و كان أبو الهيلوج و أبو الهيجاء و العبد ميمون لم يكن في زمانهم أقوى منهم و أشجع، و كانوا من الطغـاة الـذين لا طاقة لأحد عليهم في الحرب، فلما وصل العبد ميمون أخبره بما وقع، فقال : إنّا للّه و إنّـا إليه راجعون، ثم ركب جوداه و أخذ معه أعز عبيده و سار إلى أن وصل المغارة فدخل و سلّم، فأخبره بما وقع له من حب الزاهرة و أخبره بما وقع في قعر المغارة، فتعجب أبو الهيلـوج مـن ذلـك و أخبره أيضاً أنه أراد الهجوم على قصرها فوجده نافذاً إلى هذه المغارة تحت الأرض، فلمـا جن الليل سمع لغط و كثرة الضحك و الحديث فقال له أدخل و أنظر لكي تعذر أخـاك، فـدخل و نظـر
فافتتن من حسنها و جمالها، فقال له : من الزاهرة من هذه البنات الأبكار ؟، فقال : هي صـاحبةُ القد البهي و المبسم الشهي، صاحبة الخد الأحمر و التاج المجوهر و الجبـين الأزهـر و الحلّـة المذهبة و الكرسي المرصع الذي ترصيعه كثير و مساميره من فضة و أحلاقه من ذهب، ألتي يدها على ثغرها؛ فقال : إني رأيتها بينهن كالعلم، و لكن يا أخي أخبرك بشي أنت عنه غافل !! قال : ما هو ؟، قال : يا أخي لا شك أن هذا القصر عندهن للخلاعة لأنّهن يدخلن فيه من اللّيل إلى اللّيل، و هو محل خلوه و أكل و شرب و خلاعة، و إن حدثتْك نفسك أن تصل إليها من غير هذا المكان فإنك
لا تقدر على شئ لأنها مولعة بحب البنات، فلذلك لا تلتفت إليك و لا إلى صحبتك؛ فقال : يـا أبا الهيلوج، ما عرفتك إلاّ عارفاً ناصحاً و لهذا بعثت لك، لأني لم أستغن عن رأيك و مشورتك؛ فقـال له : يا أخي لولا أن اللّه من عليك المكان لما كنت تتصل بها أبداً، و لكن من هنا يكـون الـدخول
لهذا القصر إن شاء اللّه، فلما أضاء الصباح أمر العبيد بحفر ذلك المكان، فهدموا منه قدر الحاجة ثم أنهم غيبوا خيولهم في مغارة و زربوا عليها من الوحوش و اللصوص ثم رجعوا و دخلوا هم و العبيد لتلك المغارة، و بلغوا إلى القصر و كل واحد منهم بسيفه و درقته و ردوا الثقب كما كـان و دخلوا القصر فوجدوه مظلماً، فقدح أبو الهيلوج الزناد و أشعل شمعة كانت هناك، و جعلوا يدورون يميناً و شمالاً فوجدوا فيه عجائب و غرائب و فرش عجيبة و مساند على كل لـون و ثريـات و موائد و أطعمة و أشربة و فواكه و فرش عظيمة، فتعجبوا من ذلك و جعلوا يدورون فيه و يعدون منازله، فوجدوا فيه منازل كثيرة، و وجدوا في آخره بابا داخله خوخةً صغيرةً مقفولةً بقفل؛ فقـال
أبو الهيلوج: أظن هذا هو الباب الذي يدخلن منه، ثم قال : يا أخي تعال نمكث في بعض منازل هذا القصر؛ فمكثوا في منزلٍ عظيمٍ مستورٍ عن الأبصار إلى أن أتى الليل و إذا بجارية فتحت الخوخة و خرجت و بيدها شمعة، فأشعلت تلك الثريات جميعاً و رتبت الفرش و نصبت الموائد و أحضرت تلك
الأطعمة و صففت الأقداح و قدمت تلك الزجاجات و بخرته بأنواع الطيب، فلم تكن إلاّ ساعة و إذا بتلك الجواري و الأبكار يدخلن، يتبخترن في مشيتهن على الفرش، و مدت لهن الموائد بالأطعمة و الأشربة، فأكلن و شربن و غنين بأنواع الألحان، فلما امتلأن خمراً خرج الأربعة من أماكنهم و كل ضارب نقابه على وجهه؛ فقالت الزاهرة : من هؤلاء الهاجمين علينا في هذا الليل ؟ أمـن الأرض
خرجتم أو من السماء نزلتم ؟ و ما الذي تريدون ؟؛ قال : الوصال؛ قالت الزاهرة : ممن ؟، قال أبو الهيجاء : منك؛ فقالت : من أين تعرفني؟؛ فقال لها : أنا الذي التقيت بك في الصيد؛ فقالت : مـن أدخلك لهذا المكان ؟، قال : قدرت فخمنت ما الذي نفعل؟، و كان عندها أبكار مصفحات لـم يقـدر
على دخولهن أحد و عندها امرأة يقال لها المنى لم يهيجها رجل في نكاحها؛ فقالت في نفسها : ما
لي لا أكيدهم بهؤلاء الأبكار و أنا أنجو، ثم قالت : ما نفعل إلاّ بشرط؛ فقالوا لها : شرطك مقبـول؛
قالت : و إن لم تقبلوه، فأنتم الآن عندي أسرى، و نحكم فيكم بما نريد؛ فقـالوا : نعـم؛ فأخـذت
المواثيق و العهود عليهم ثم ضربت يدها على يد أبي الهيجاء و قالت له : أما أنـت فشـرطك أن تدخل في هذه الليلة على ثمانين بكراً من غير إنزال؛ فقال : قبلت هذ
ا الشرط؛ فأدخلته إلى بيـت و جعلت ترسل إليه واحدةً بعد واحدة و هو يدخل بهن إلى أن دخل على الجواري كلهن و لـم ينـزل منه مني، فتعجبت من قوته و جميع من كان حاضراً، ثم قالت له : و هذا العبد ما أسمه ؟ فقـال :
ميمون؛ فقالت : ينكح هذه المرأة خمسين مرةً بلا فتور سواء أنزل أو لم ينزل إلاّ إذا أتته الضرورة
التي لا بد منها؛ فتعجبوا من هذا الشرط؛ فقال العبد ميمون : أنا أفعل، و كان يحب النّساء كثيـراً، فدخلت معه المنى إلى أحد البيوت و أمرتها إذا تعب أن تخبرها، ثم قالت للأخير : و أنت ما أسمك ، فقال : أبو الهيلوج؛ فقالت له : نريد منك أن تدخل على هؤلاء النساء الأبكار ثلاثـين يومـاً و
إيرك واقف لا ينام ليلاً و لا نهاراً، ثم قالت للرابع : ما أسمك ؟، فقال : فلاح؛ فقالت : و أنت نريد
منك أن تخدم بين أيدينا، و يبقى علي شرطكم، فشرطوا عليها أن تحضر لهم حليب النوق و عسل
صافي شراب من غير ماء لأبي الهيجاء و غذاؤه الحمص مطبوخا باللحم و البصل، ثم طلب أبـو
الهيلوج البصل الكبير مع اللحم و شرابه البصل المدقوق مع بعض ماؤه و يوضع في العسـل، و
تأتي صفة ذلك إن شاء اللّه، ثم قالت : ما تريد من الأغذية يا ميمون؛ فقال : غذائي مخاخ البيض
مع الخبز؛ ثم أوفت لكل واحد بما طلب، فقال أبو الهيجاء : قد أوفيت لك شرطك فأوفي لي الوصال يا زهرة فقالت : هيهات شرطكم سواء عندي أنت و أصحابك، فان كمل شـرط أصـحابك قضـيت
حوائجكم جميعاً و إن عجز واحداً منكم نقضت و أسرتكم بحول اللّه، ثم أن أبا الهيجاء جلس مـع المرأة و البنات و الأكل و الشرب إلى أن أوفى أصحابه بالشرط، و كانت قبل ذلـك طامعـةً فـي أسرهم، و هي في كل يوم تزداد حسناً و جمالاً و فرحاً إلى أن اكتملت عشرون يوماً فتغيرت، فلما بلغوا الثلاثين بكت و كان أبو الهيلوج قد تمم الشّرط، و أتى و جلس مع صاحبه و هم في أكـل و شرب و هي طامعة في العبد ميمون لعله يكلّ أو يتعب من النكاح، و في كل يوم ترسل إلى المنى و تسألها عنه فتقول لها كل يوم يزداد قوة، و ما أرى هؤلاء إلاّ غالبين، ثم خرجت و قالت لهم : إني سألت عن العبد فقالوا لي إنه تعب و مرض، فيقول لها أبو الهيجاء : إن لم يوف شرطه و يزيـد فوقه عشرة أيام لأقلتنه؛ و لم يزل كذلك حتى كملت الخمسين يوماً ففرحت المنى لأنه كان أهلكهـا
في نكاحها فتعدت الخمسين يوماً و لم يبعد عنها، فبعثت المنى للزهرة تقول لها : يا مولاتي الشرط تعداه و لا أراه يفارقني، سألتك باللّه العظيم إلاّ ما أرحتني مما أنا فيه، فقـد انفكـت أفخـاذي و أصبحت لا أقدر على الجلوس؛ فحلف أن لا يخرج إلاّ بعد عشرة أيام زيادةً فوق شـرطها عشـرة أيام، فتعجبوا من ذلك؛ و بعد الوفاء بالشروط جميعهاً حازوا على ما في القصر من أموالٍ و بنات و خدمٍ و نساء و حشم؛ و قسموا ذلك بالسواء فيما بينهم، و سبب هذه الغنيمة من البنات المتقدم
ذكرهن هو الأشربة التي تهيج على الجماع و ذلك مما يستحسنه العقل، و هو أن تـدق البصـل و تعصر ماؤه و تأخذ من ذلك الماء كيلاً و من العسل المنزوع الرغوة كيلاً فتخلط الجميع و تطبخـه بنار لينة حتى يذهب ماء البصل و يبقى العسل في قوام الأشربة فتنزله من فوق النار و تبرده في زجاجة لوقت الحاجة، فخذ منه أوقية و أمزجها مع ثلاثة آواق من ماء قد نُقّع فيه مـاء الحمـص
يوماً و ليلةً، و يشرب في ليالي الشتاء قبل النوم قليلاً، فإن من يشربه لا يهدأ تلك الليلة، و مـن داوم عليه لا يزال قائما إيره منتشراً متيقظاً لا ينام، و من كان حار المزاج فلا يشرب منه لأنه يولد الحمى، و لا ينبغي لأحد أن يداوم عليه ثلاثة أيامٍ إلاّ أن يكون شيخاً أو بارداً في مزاجه و لا يشرب في الصيف أبداً .
انتهى و أنا استغفر اللّه من أضاليل اللّهو و أباطيل اللّغو و هو حسبي و نعم الوكيل
و لا حول و لا قوة إلا باللّه العلي العظيم و صلى اللّه على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم تسليما؛ لا اله إلا اللّه محمد رسول اللّه
( الروض العاطر في نزهة الخاطر - النفزاوي )
ميمون؛ فقالت : ينكح هذه المرأة خمسين مرةً بلا فتور سواء أنزل أو لم ينزل إلاّ إذا أتته الضرورة
التي لا بد منها؛ فتعجبوا من هذا الشرط؛ فقال العبد ميمون : أنا أفعل، و كان يحب النّساء كثيـراً، فدخلت معه المنى إلى أحد البيوت و أمرتها إذا تعب أن تخبرها، ثم قالت للأخير : و أنت ما أسمك ، فقال : أبو الهيلوج؛ فقالت له : نريد منك أن تدخل على هؤلاء النساء الأبكار ثلاثـين يومـاً و
إيرك واقف لا ينام ليلاً و لا نهاراً، ثم قالت للرابع : ما أسمك ؟، فقال : فلاح؛ فقالت : و أنت نريد
منك أن تخدم بين أيدينا، و يبقى علي شرطكم، فشرطوا عليها أن تحضر لهم حليب النوق و عسل
صافي شراب من غير ماء لأبي الهيجاء و غذاؤه الحمص مطبوخا باللحم و البصل، ثم طلب أبـو
الهيلوج البصل الكبير مع اللحم و شرابه البصل المدقوق مع بعض ماؤه و يوضع في العسـل، و
تأتي صفة ذلك إن شاء اللّه، ثم قالت : ما تريد من الأغذية يا ميمون؛ فقال : غذائي مخاخ البيض
مع الخبز؛ ثم أوفت لكل واحد بما طلب، فقال أبو الهيجاء : قد أوفيت لك شرطك فأوفي لي الوصال يا زهرة فقالت : هيهات شرطكم سواء عندي أنت و أصحابك، فان كمل شـرط أصـحابك قضـيت
حوائجكم جميعاً و إن عجز واحداً منكم نقضت و أسرتكم بحول اللّه، ثم أن أبا الهيجاء جلس مـع المرأة و البنات و الأكل و الشرب إلى أن أوفى أصحابه بالشرط، و كانت قبل ذلـك طامعـةً فـي أسرهم، و هي في كل يوم تزداد حسناً و جمالاً و فرحاً إلى أن اكتملت عشرون يوماً فتغيرت، فلما بلغوا الثلاثين بكت و كان أبو الهيلوج قد تمم الشّرط، و أتى و جلس مع صاحبه و هم في أكـل و شرب و هي طامعة في العبد ميمون لعله يكلّ أو يتعب من النكاح، و في كل يوم ترسل إلى المنى و تسألها عنه فتقول لها كل يوم يزداد قوة، و ما أرى هؤلاء إلاّ غالبين، ثم خرجت و قالت لهم : إني سألت عن العبد فقالوا لي إنه تعب و مرض، فيقول لها أبو الهيجاء : إن لم يوف شرطه و يزيـد فوقه عشرة أيام لأقلتنه؛ و لم يزل كذلك حتى كملت الخمسين يوماً ففرحت المنى لأنه كان أهلكهـا
في نكاحها فتعدت الخمسين يوماً و لم يبعد عنها، فبعثت المنى للزهرة تقول لها : يا مولاتي الشرط تعداه و لا أراه يفارقني، سألتك باللّه العظيم إلاّ ما أرحتني مما أنا فيه، فقـد انفكـت أفخـاذي و أصبحت لا أقدر على الجلوس؛ فحلف أن لا يخرج إلاّ بعد عشرة أيام زيادةً فوق شـرطها عشـرة أيام، فتعجبوا من ذلك؛ و بعد الوفاء بالشروط جميعهاً حازوا على ما في القصر من أموالٍ و بنات و خدمٍ و نساء و حشم؛ و قسموا ذلك بالسواء فيما بينهم، و سبب هذه الغنيمة من البنات المتقدم
ذكرهن هو الأشربة التي تهيج على الجماع و ذلك مما يستحسنه العقل، و هو أن تـدق البصـل و تعصر ماؤه و تأخذ من ذلك الماء كيلاً و من العسل المنزوع الرغوة كيلاً فتخلط الجميع و تطبخـه بنار لينة حتى يذهب ماء البصل و يبقى العسل في قوام الأشربة فتنزله من فوق النار و تبرده في زجاجة لوقت الحاجة، فخذ منه أوقية و أمزجها مع ثلاثة آواق من ماء قد نُقّع فيه مـاء الحمـص
يوماً و ليلةً، و يشرب في ليالي الشتاء قبل النوم قليلاً، فإن من يشربه لا يهدأ تلك الليلة، و مـن داوم عليه لا يزال قائما إيره منتشراً متيقظاً لا ينام، و من كان حار المزاج فلا يشرب منه لأنه يولد الحمى، و لا ينبغي لأحد أن يداوم عليه ثلاثة أيامٍ إلاّ أن يكون شيخاً أو بارداً في مزاجه و لا يشرب في الصيف أبداً .
انتهى و أنا استغفر اللّه من أضاليل اللّهو و أباطيل اللّغو و هو حسبي و نعم الوكيل
و لا حول و لا قوة إلا باللّه العلي العظيم و صلى اللّه على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم تسليما؛ لا اله إلا اللّه محمد رسول اللّه
( الروض العاطر في نزهة الخاطر - النفزاوي )
جاءت امرأة إلى طبيب بقارورة. فقال: ما يجد صاحبها؟ قالت به حرارة وضيق ويبوسة، فقال: ليت ذاك في حر امرأتي.
( محاضرات الأدباء - الراغب الأصفهاني )
( محاضرات الأدباء - الراغب الأصفهاني )