«وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ»¹.

ما الرابط بين الجناح والذلّ؟
ذلك أنّ الطير إذا رأى جارحًا يخافه لصق بالأرض وألصق جناحيه، وهي غاية خوفه وتذلّله.

- الشهاب الخفاجي.
#بلاغة_قرآن
#بلاغة_إعجاز
¹ القرآن الكريم، سورة الإسراء، آية 24.

قال تعالى:
«وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا».

اجعلها (اشتعل الشيب في الرأس أو اشتعل شيبُ الرأس) فهل تجد نفس ذلك الحسن وتلك الفخامة؟ وهل ترى الروعة التي كنت تراها؟
السبب أنّ «اشتعل الرأس شيبا» يفيد الشمول وأنّه عمّ جملته، ونظيره «وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا» أمّا لو أُجريَ اللفظ على ظاهره لكان المفهوم منه أنّ الماء قد فار من عيونٍ متفرّقة وانبجس من أماكن فيها.

#بلاغة_إعجاز

إنّ القرآن يدفع عن هذه اللغة العربيّة النسيان الذي لا يُدفع عن شيء، وهذا وحده إعجاز.

- الرافعي.
#بلاغة_إعجاز

«فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ».
انظر إلى (ما) كيف جاء المدّ فيها وصفًا لفظيًّا يؤكّد معنى اللين ويفخّمه!

#بلاغة_إعجاز

«إنّ العرب قد تركوا معارضة القرآن لعجزهم، وأقبلوا على محاربته لجهلهم، فكان حظّهم ممّا فرّوا إليه حظّهم ممّا فزعوا منه.».

#بلاغة_إعجاز

أجمع ملحدٌ ومهتدٍ، وناكبٌ عن الحجّة ومقتدٍ، أنّ هذا الكتاب الذي جاء به محمّدٌ ﷺ كتابٌ بهر بالإعجاز، ولقي عدوّه بالإرجاز، ما حَذِي على مثال، ولا أشبه غريب الأمثال، ما هو من القصيد الموزون، ولا في الرجز من سهل وحزون، ولا شاكل خطابة العرب، ولا سجع كهانة ذوي الأرب، وإنّ الآية منه أو بعض الآية لتعترض في أفصح كلمٍ يقدر عليه المخلوقون فتكون فيه كالشهاب المتلألئ في جنح غسق، والزهرة البادية في جدوبٍ ذات نسق...

- المعرّي في ردّه على ابن الراوندي.
#بلاغة_إعجاز

لم ترد لفظة (لُبّ) في القرآن مفردة، ذلك لأنّ لفظ الباء شديدٌ مجتمع، واللام شديدةٌ مسترخية، فلمّا لم يكن فصلٌ بين الحرفين يتهيّا معه هذا الانتقال على نسبةٍ بين الرخاوة والشدّة تحسُن اللفظة فيها، أسقطها سبحانه من نظمه البتة.

#بلاغة_إعجاز

التأكيد يكون للمنكِر، لكنّه قد يأتي لغير المنكِر، إذا غفل عن الشيء كأنّه ينكره، قال تعالى:
«ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ»
فالموت لا يُنكره أحد، ولكنّ أعمالهم تدلّ على غفلتهم عنه لدرجة تشابههم بالمنكرين فكان التأكيد.

#بلاغة_إعجاز

«خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ ۖ ».
«صلّ عليهم» ستثير في النفس تساؤلات: ماذا سيستفيدون من هذه الصلاة؟
فجاءت الإجابة مع التأكيد:
«إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ».

#بلاغة_إعجاز

لفظة «النُذُر» الضمّة ثقيلةٌ فيها لتواليها على النون والذال، تأمّل انتفاء طبيعتها في قوله تعالى: «وَلَقَدْ أَنذَرَهُم بَطْشَتَنَا فَتَمَارَوْا بِالنُّذُرِ».
أنعم ثمّ أنعم وتذوّق مواقع الحروف وأجرِ حركاتها في حسّ السمع، وتأمّل مواضع القلقلة في دال (لقد) وطاء (بطشتنا) ثمّ توالي الفتحات إلى (تمارَوا)، ثمّ انظر كيف تكون كلمة (النذر) بكلّ ثقلها مستخفّةً لا تجفّ ولا تغلظ ولا تنبو!

#بلاغة_إعجاز

قال تعالى:
«فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وتَأْسِرُونَ فَرِيقًا».

نظمٌ بديع، قارنه بقولك «فريقًا تقتلون وفريقًا تأسرون» ثمّ انظر أيّهما أبلغ في نفسك.
وفي هذا النظم من الإعجاز فوق هذا، فإنّه لمّا كان القتل أشفى للنفس من الأسر، قدّم عزّ وجلّ الفريق المقتول وأخّر المأسور.

#بلاغة_إعجاز

«إنّ مع العسر يُسرا».
إنّ: تفيد التوكيد.
تقديم الخبر على المبتدأ: يفيد التوكيد والحصر، فأصل النظم: (إن يُسرًا مع العُسر).
الجملة الاسميّة تدلّ على الثبوت والدوام.
فيصبح المعنى:
اليُسر ملازِمٌ للعُسر، حيثما وجدت عُسرًا فاليُسر ملازمه.

#بلاغة_إعجاز