قناة || أبي عائشة سامي هوايري
4.61K subscribers
634 photos
86 videos
59 files
639 links
[لا يُعلى عندي على الأثر]

[سلفيُّ العقيدة، حنبليُّ المذهب، أثريُّ المنهج، عربيُّ اللِّسان والبيان، جزائريُّ المُقام، أمازيغيُّ الأصل]

الخاص [للإخوة حصرا]: @SH_Abu_Aisha
حساب أخبرني: akbrny.com/abu_aisha
قناة أجوبة "أخبرني": @akbrny_abu_aisha
Download Telegram
من أخبار ابن تيمية في مدة إقامته بالقاهرة:

ومن أخبار الشيخ في تلك السفرة القصيرة إلى القاهرة: حديث جماعات من أعيان العلماء والمشايخ والكتاب معه في حقيقة مذهب الاتحادية.

يقول الشيخ: (وكان الخادم -يعني نفسه- لما ذهب إلى مصر -مع ضيق الوقت- تحدث معه في مذهب هؤلاء جماعات من أعيان العلماء والمشايخ والكتاب)

[ابن تيمية والمغول، تاريخ لم يُقرأ، تأليف: محمد براء ياسين، آفاق المعرفة، الطبعة الثالثة، صفحة: ١٣٨]

سفر الشيخ إلى القاهرة كان من أجل تحريض السلطان على حماية أهل الشام من التتار، ومع ذلك الشيخ يباحث في مسائل العقيدة من يسأله، ولم يقل: ”لا وقت لهذا الأمر، ونحن مشغولون بالتتر وأنتم تتكلمون في هذه الأبحاث!“
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
كيف ترجون النصر؟!

البعض يعتبر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في أزمنة المحن نوعا من أنواع التشفي، وهذا غلط!

نعم، قد يكون في بعض الناس مثل هذه الحال ولكن يبقى المنكر منكرا وجب تغييره أيا كان حال الناهي!

بل هذا الأمر من جملة النصح للمسلمين وتقوية شوكتهم، لأن المسلمين يستمطرون النصر بطاعة اللّٰه تعالى وترك معصيته!

أقول هذا وقد وقفت على فصل جميل من كتاب ”ابن تيمية والمغول“ لصاحبه بعنوان: إقامة الشريعة سبيل النصر (فتيا ابن تيمية في كنائس القاهرة)

جاء في أوله: ”في شهر رجب من سنة ٧٠٠ هـ زار وزير ملك المغرب -أبي يعقوب المريني- القاهرة وذلك في طريقه إلى الحج واجتمع بالسلطان وبالأميرين النافذين بيبرس الجاشنكير وسيف الدين سلار.

في ظل ظروف الحرب والقلق من الخطر التتري التي تعيشها الدولة المملوكية، قدم الوزير المغربي للسلطان والأمراء نصيحة متعلقة بشأن داخلي في الدولة، بعد ما رآه من استعمال الدولة للنصارى في بعض المناصب الإدارية، وعدم إلزام أهل الذمة من اليهود والنصارى الشروط التي اشترطها عمر بن الخطاب رضي اللّٰه عنه عليهم، والتي تقتضي التمييز بينهم وبين المسلمين، وقال الوزير المغربي للأمراء: (كيف ترجون النصر والنصارى تركب عندكم الخيول، وتلبس العمائم البيض، وتذل المسلمين، وتشبههم في خدمتكم؟)“

هذا الوزير لو كان في زماننا كان قيل له: المسلمون يعانون من التتار وأنت منشغل بالنصارى واليهود الذين يقومون على وظائف الدولة الإدارية دون أذية أحد، ومنشغل بهم هل هم يركبون الخيول أم لا؟

في حين أن من عرف دين الإسلام حق المعرفة عرف أن من أسباب تسلط الأعداء هو مثل هذه التقصيرات في الموالاة والمعاداة بناء على حقوق اللّٰه تعالى!

لذلك شارك ابن تيمية في هذا الأمر حتى أنه كتب فتوى في كنائس مصر وأن غالبها حادث في زمن دولة بني عبيد بسبب توليتهم وزيرا أرمينيا نصرانيا بُني في عهده عدة كنائس، وشدَّد في أمر إعادة فتحها، وجعل ذلك من أسباب تنفير قلوب الناس عن ولاة أمرهم وبغضهم لهم والدعاء عليهم!

الفصل مقتطع كاملا هنا.👇
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
عندما قرأت هذه الحادثة تذكرت الحديث الذي رواه الترمذي في سننه - ٢٤٧٠ - حدثنا ‌محمد بن بشار، قال: حدثنا ‌يحيى بن سعيد، عن ‌سفيان، عن ‌أبي إسحاق، عن ‌أبي ميسرة، عن ‌عائشة «أنهم ذبحوا شاة، فقال النبي ﷺ: ما بقي منها؟ قالت: ما بقي منها إلا كتفها، قال: بقي كلها غير كتفها»

النبي ﷺ يشير إلى كون الباقي هو الذي تم التصدق به لا ما بقي لأهل البيت!

وفي الحديث الآخر: تصدّقت فأمضيت وفي بعض الروايات تصدقت فأبقيت!

وهذا المعنى يعضده قوله تعالى: ﴿مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ ۖ وَمَا عِندَ اللَّهِ بَاقٍ﴾ [النحل: ٩٦]

والصدقة تخرج من المسلم ليأخذها الله سبحانه وتعالى، ففي سنن الترمذي - ٦٦٢ - حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء قال: حدثنا وكيع قال: حدثنا عباد بن منصور قال: حدثنا القاسم بن محمد، قال: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله ﷺ: "إن الله يقبل الصدقة ويأخذها بيمينه فيربيها لأحدكم كما يربي أحدكم مهره، حتى إن اللقمة لتصير مثل أحد، وتصديق ذلك في كتاب الله عز وجل: {هو يقبل التوبة عن عباده ويأخذ الصدقات} [التوبة: ١٠٤]، و {يمحق الله الربا ويربي الصدقات}[البقرة: ٢٧٦]

فيأخذ سبحانه وتعالى هذه الصدقة ويضاعفها حتى أن اللقمة تصير مثل جبل أحد.
=
فكيف بطلب رزق من شحم؟

هذه العادة القبيحة ألا وهي وضع شحم الخروف على الرأس ويُطلب من هذا الشحم الزوج وغيره.

كنت أظنها عادة انقرضت غير أني علمت أنها ما تزال موجودة.

وقد ورد في صحيح البخاري - ٨٤٦ - حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك، عن صالح بن كيسان، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، عن زيد بن خالد الجهني أنه قال: «صلى لنا رسول الله ﷺ صلاة الصبح بالحديبية، على إثر سماء كانت من الليلة، فلما انصرف، أقبل على الناس فقال: هل تدرون ماذا قال ربكم؟. قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر، فأما من قال: مطرنا بفضل الله ورحمته، فذلك مؤمن بي وكافر بالكوكب، وأما من قال: بنوء كذا وكذا، فذلك كافر بي ومؤمن بالكوكب»

وهذا فيما قد وقع، فكيف بمن يطلب من شحم أن يعطيه كذا وكذا؟ ويُبقي رجاءه معلقا به، وإن قدر الله له رزقه بعد هذا الصنيع القبيح كان فتنة له فيقول: رُزقت بوضع الشحم على رأسي وسؤاله كذا وكذا، وإني به داعية للناس إلى هذا الفعل القبيح!

شحم ما أغنى عن صاحبه شيئا وهو يُنحر يعطيك أنت ويرزقك؟

قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ ۚ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ ۖ وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَّا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ۚ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ • مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾ [الحج: ٧٣-٧٤]

وحتى الأماكن التي انقرضت فيها بقي من بقي يشيعها عن طريق المزاح والسخرية وحق هذه العادة أن تُطمس فلا تذكر إطلاقا، لأن هذا فيه تهوين للشرك في قلوب الناس، بدل بيان عِظَمِ هذا الجُرم الشنيع!

وهكذا جُعل موقف النحر للّٰه تعالى وحده مشوبا بالشرك والمزاح والتهوين منه!

وقد دخل رجل النار في ذبابة طُلب منه أن يُقربها فيها فكاك رقبته!

ففي زهد لأحمد: ٨٤ - حدثنا عبد الله، أخبرنا أبي، حدثنا أبو معاوية، حدثنا الأعمش، عن سليمان بن ميسرة، عن طارق بن شهاب، عن سليمان قال: «دخل رجل الجنة في ذباب، ودخل النار رجل في ذباب» قالوا: وكيف ذلك؟ قال: "مر رجلان على قوم لهم صنم لا يجوزه أحد حتى يقرب له شيئا، فقالوا لأحدهما: قرب قال: ليس عندي شيء فقالوا له: قرب ولو ذبابا فقرب ذبابا، فخلوا سبيله" قال: "فدخل النار، وقالوا للآخر: قرب ولو ذبابا قال: ما كنت لأقرب لأحد شيئا دون الله عز وجل" قال: «فضربوا عنقه» قال: «فدخل الجنة».

وإني بهذا الذي دخل النار يقول في نفسه في هذا الموقف: ”وما ذُبابة؟“ أُقرب ذبابة فأنجو خيرا من أن أُقتل من أجل ذبابة!

أما الثاني فلما كان أمر التوحيد والشرك عظيما في نفسه لم يستهون أن يُقرب لغير اللّٰه ولو ذبابة!

فكيف بطلب رزق من شحم؟
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
قناة || أبي عائشة سامي هوايري
=
=
من علامات أن يكون الخلاف لغير وجه اللّٰه تعالى أن تساوي بين متخالفيْن عقيدتهما كما بين السماء والأرض أو تُعلي من مخالف لك أبعد غورا فقط لبغضك للطرف القريب منك عقديا!

هذا الأمر سابقا كان يصنعه المداخلة مع خصومهم الحركيين، فكانوا إذا سمعوا بحركي سيحاور عالمانيا أو رافضيا، كانوا يساوون بينهما بطريقة = الطرف الأول ضال والثاني أضل.

وهذا أحد أهم الأسباب التي تجعل العقلاء يراجعون أنفسهم في البقاء في تيار هذا حاله!

فإن من كان فيه صدق وتدين وحب للعقيدة يأبى أن يكون خلافه مع رجل بأي درجات الخلاف كانت ما لم تصل إلى خلاف عقدي أن يقف مع رجل لا يوافقه لا في الرب سبحانه ولا النبي ﷺ ولا الصحب رضوان الله عليهم!

فكان الحركي يُظهر صدمة ظهر الآن أنها مصطنعة: كيف تناصر الفلانيين على رجل مسلم يخالفك؟ أين الولاء والبراء؟ هل تريد أن ينتصر الضال الفلاني على المسلم المخالف لك

ويذهب يستشهد بكلمة ابن تيمية: ”ذهب كثير من مبتدعة المسلمين: من الرافضة والجهمية وغيرهم إلى بلاد الكفار، فأسلم على يديه خلق كثير وانتفعوا بذلك، وصاروا مسلمين مبتدعين، وهو خير من أن يكونوا كفارا“

دارت الأيام وظهر أن الحركي -في هذا الباب- مثل المدخلي تماما بل قد يكون أسوء لأنه يقبح بك أن تنهى عن خُلق ثم تأتيه!

الذي يتأمل هذه الحالة بصدق يعرف جريرة إنزال العقيدة من مكانها الطبيعي كأمر يُوالى ويُعادى عليه وتُقيَّم الشخصيات به، وإعلاء أهواء ونظريات لا تُسمن ولا تُغني من جوع!
من عادة المتكلمين نسبة من ليس منهم إليهم، وهي في المعتزلة أقوى ولكن لا يخلو منها الأشاعرة، حتى أن من صنف في طبقات المعتزلة كأحمد بن يحيى بن المرتضى جعل أول طبقة من المعتزلة هم الخلفاء الراشدون الأربعة!

جاءت الأشعرية فصارت تنسب إليها من لا يُعرف عقيدته بل لا تُعرف له ترجمة كأمثال البيقوني أو من في عقيدته تذبذب مع حطِّه على الأشعرية كابن الجوزي!

وهناك إطلاقات غريبة رددها بعض الأشعرية كالسبكي في قوله: «اعلم أن المالكية كلهم أشاعرة لا أستثني أحدا» مع كون شيخ المالكية في وقته والمُلقب بـ «مالك الصغير» ابن أبي زيد القيرواني -ومثله لا يُجهل من المفروض- يقول في عقيدته التي سطرها في كتابه «الرسالة»: «إنَّ اللّٰه -تعالى- فوق عرشه المجيد بذاته، وهو في كلِّ مكان بعلمه»

ورأيت من الأشعرية من ينسب ابن أبي زيد إلى مذهبه مع كون الرجل ظاهر مذهبه الإثبات!

وتعلقوا بما نُقل عنه من مدح الأشعري وقد ردَّ السجزي هذا الزعم وبيَّن عقيدة القيرواني - كيف يفهم الراسخون مدح العلماء لبعض رؤوس المبتدعة؟

كما أن الأخ ابراهيم في الصورة نقل كلاما لابن العربي الأشعري وهذا الأخير أقرب مكانيا إلى ابن أبي زيد يُقر فيه بأن الرجل مُثبت مع الحطِّ عليه وأنه نشر الإثبات بين المعلمين حتى أفسد قلوب الأطفال والكبار!

والنقل هذا على شهرة كتاب العواصم لابن العربي قليل من أشاعه ونشره!

وهذا يدلك على كون عقيدته التي في الرسالة صحيحة النسبة إليه -عكس ما يُروجه بعض الأشعرية- بل كانت مشهورة عنه حتى أن المعلمين كانوا يُعلمونها الكبار والصغار!

- يُنظر: تحدي للحكواتي الظريف! (الإحالات في هذا المقال جد مهمة!)
تعليقة خفيفة حول ما يدور في الساحة! (عن الشيخ محمد بن شمس الدين!)

من الأمور المُستغربة عندي أن يقوم مجموعة من الناس بترصد رجل واحد، فلا يقول كلمة إلا وتُؤخذ كل مأخذ وتُحلل كل تحليل!

وهذه المعاملة لأي رجل كان، إن كانت تُثبت فساد طريقة أي إنسان -حسب تفكير مستخدميها- فإنه لا يسلم من فساد الطريقة إنسان!

فإن التناقض والغلط بل والغلط الفاحش لا يسلم منه إلا معصوم يُوحى إليه!

وإنك لو استعملت طريقة المحاققة الشديدة هذه مع أي شخص فلن يسلم شخص من المتصدرين!

وقد أُحصي حوالي الأربعين شخصا يردُّ على الشيخ محمد في اليوتيوب فقط، فتخيل!

مع ما في ردود غالبيتهم من الهوى وفساد الطريقة وقلة الإنصاف وسوء الخلق، حتىى حملهم الفجور في الخصومة للوقوف مع الرافضي وليته وقوف مع رافضي منتصر بل عبارة عن إيهام الناس انتصار الرافضي ثم زيادة مناصرته والاستدلال له بما لم يُحسن أن يستدل له!

والمشكلة ليست في الرافضي، فهذا الأخير ناظره عدة متصدرين ولم يُسمع كل هذه الضجة، بل كان يُؤتى بمخابيل الملحدة يُناظرون فلا يُنكر أحد!

والرجل لو أصاب في مسألة فليس بالضرورة قد يصيب في بقية المسائل، لكن عدم إصابته في باقي المسائل لا يجعل المسألة التي أصاب فيها خطأً، فلو فرضنا أن الشيخ محمد فعلا سُحق من طرف الرافضي سحقا تاما، فهل هذا يجعل من منهجه باطلا؟ بل يجعله لا يصلح للمناظرة وينتهي الأمر!

وقد كان الجويني فيما أحسب على ما يُرى من كتاباته لا يُحسن أن يتكلم وإذا تكلم تلعثم!

بل أليس غالب الناقمين على الشيخ محمد يُعظمون الأشاعرة الذين -باعترافهم- ماتوا وما أحسنوا فهم العقيدة الصحيحة؟ فهل جعلهم ذلك ساقطين -عندهم- بالكلية؟

وهذا لو فهمه كثير من المتصدرين للرد على الشيخ محمد كانوا أراحوا واستراحوا، ولكن هذا من علامات استغباء متابعيهم، ومحاولة الإيهام بأي انتصار، حتى صار حالهم كحال الضُّرَّة!

ومثل هذه الأساليب في معاملة هذا الرجل تزيد وتُقوي جمهوره لا تُنقصه كما يتوهم من يتوهم، فإن الشخص الذي يُصور بصورة من لا يصيب ومن ليس له أي نفع ثم يذهب شخص فيكتشف أنه بعكس ما قيل لا يصبح له ثقة البتة فيمن غرر به أول مرة، بل قد يحمله على التعصب الزائد بعد اكتشاف التهويل، عكس النقد المنصف والذي يُبين إيجابيات الرجل وسلبياته فيعطي تصورا متزنا.

كما يقال في الأشاعرة: خذ ما صفا ودع ما كدر!
فلما غشيا المدينة [=النبي ﷺ وأبو بكر] لقيهما أبو عامر وهو يسيح في الأرض -وهو الراهب، وكان يُدعى الراهب من شدة تعبُّده وتألهه- فقال: واللّٰه يا محمد، لقد حُدثت عنك قبل أن أراك حديثا ما أدري لعله سيكون كذلك، فقال رسول اللّٰه ﷺ: «ماهو؟» قال: حُدِّثت أنك تفرق بين اثنين، ولي ابن يُقال له: حنظلة، أبرُّ من أدرك، فهبه لي، ولا تُفرق بيني وبينه. فقال رسول اللّٰه ﷺ: «لست كذلك، ولكني قد أتيتك يا أبا عامر وقومك بالهدى والبصيرة من العمى»، قال: فقال له أبو عامر: ليس كما تقول، فادع اللّٰه على الكاذب، فقال رسول اللّٰه ﷺ: «أمات اللّٰه الكاذب ضالا ذليلا تائها في الأرض»

[كتاب سيرة رسول اللّٰه ﷺ، تأليف: أبي المعتمر سليمان بن طرخان التيمي البصري (ت:١٤٣هـ)، رواية: أبي عبد اللّٰه محمد ابن منظور القيسي الإشبيلي (ت: ٤٦٩هـ)، تحقيق: رضوان الحصري، مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، صفحة: ٨٩]
فنزل رسول اللّٰه ﷺ سُفل الدار، وكان أبو أيوب وأهله في العلو، فبات أبو أيوب ساهرا مخافة أن يتحرك أحدٌ من أهله فيؤذي رسول اللّٰه ﷺ، فقال: يا رسول اللّٰه، بتُّ البارحة ساهرا أنا وأهلي مخافة أن يتحرك أحدٌ فيؤذيك، أو يقوم فينتثر عليك من التراب، فأستغفر اللّٰه، فشفِّعني يا رسول اللّٰه جعلني اللّٰه فداك، فانزل في العلو؛ فأنت أحق بذلك.

[كتاب سيرة رسول اللّٰه ﷺ، تأليف: أبي المعتمر سليمان بن طرخان التيمي البصري (ت:١٤٣هـ)، رواية: أبي عبد اللّٰه محمد ابن منظور القيسي الإشبيلي (ت: ٤٦٩هـ)، تحقيق: رضوان الحصري، مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، صفحة: ٩٠]
هذه الصفحة من كتاب سيرة رسول اللّٰه ﷺ، تأليف: أبي المعتمر سليمان بن طرخان التيمي البصري (ت:١٤٣هـ)، رواية: أبي عبد اللّٰه محمد ابن منظور القيسي الإشبيلي (ت: ٤٦٩هـ)

تأمل صنيع المشركين، صنيعهم هذا ذكرني بأسلوب ينتهجه كثير من أعداء الإسلام إلى اليوم، خاصة في الإعلام، فيعمدون إلى المسلمين فيُؤذونهم أشد الأذية، فإذا ردَّ المسلمون بعض ذلك، جاءك المرجفون: ألستم تزعمون الإسلام؟ هكذا يصنع من يزعم الإسلام؟

وانظر نفس صنيع المشركين: أنتم زعمتم تعبدون اللّٰه، أفوجدتم هذا في دين اللّٰه؟!

وهذا أسلوب يُكثر من استعماله أيضا دعاة التدين المصلحي.

فردَّ عليهم سبحانه وتعالى أن ماهم عليه من الشرك وإخراج المؤمنين من ديارهم أكبر وأشد من ذلك كله!
عجيبة؛ سكتوا مخافة القتال فكان ماذا؟

وأنا بصدد كتابة مقال معين احتجت إلى البحث عن سلف من قال بأن قول النبي ﷺ: «الندم توبة» هو من خصائص هذه الأمة.

عكس الأمم السالفة التي كانت توبتها القتل في قوله ﷻ:

﴿وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِۦ يَٰقَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنفُسَكُم بِٱتِّخَاذِكُمُ ٱلْعِجْلَ فَتُوبُوٓاْ إِلَىٰ بَارِئِكُمْ فَٱقْتُلُوٓاْ أَنفُسَكُمْ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِندَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ ۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ﴾ [البقرة]

فراجعت عددا من التفاسير فوقفت على أثر عجيب في تفسير الطبري، يقول أبو جعفر: «قال ابن جريج، وقال ابن عباس: بلغ قتلاهم سبعين ألفا، ثم رفع اللّٰه عز وجل عنهم القتل، وتاب عليهم.

قال ابن جريج: قاموا صفين فاقتتلوا بينهم، فجعل اللّٰه القتل لمن قتل منهم شهادة، وكانت توبة لمن بقي.

وكان قتل بعضهم بعضا أن اللّٰه علم أن ناسا منهم علموا أن العجل باطل، فلم يمنعهم أن ينكروا عليهم إلا مخافة القتال، فلذلك أمر أن يقتل بعضهم بعضا

تأمل الكلام المسطور فإنه من أعجب الكلام وفيه عبرة وعِظة!

فإن طائفة من بني إسرائيل عبدت العجل، وكانت هناك طائفة لم تعبده وأدركت أن عبادته باطلة ولكنها سكتت عن الإنكار على من عبد العجل خوف الفتنة والتفرق والاقتتال!

فماذا حكم اللّٰه ﷻ؟

حكم بأن من لم يعبد العجل يقتل من عبد، فكان كل من عبد العجل يحبو فيأتي من لم يعبد العجل فيقتله، فإذا تحرَّك أو قاوم لُعن ولم تُقبل توبته، فقتل الرجل أباه وأخاه وولده وعمه وابن عمه وجاره، والنساء والذراري يركضن نحو موسى ﷺ يبكين طلبا أن يدعو ربه ﷻ فيعفو عنهم، فتضرع موسى وهارون ﷺ لربهما ﷻ أن قد هلكت بنو إسرائيل، فرفع اللّٰه ﷻ القتل عنهم وقد قُتل أزيد من سبعين ألف رجل منهم!

الأمر هذا يتكرر في أمتنا، أن يُرى الشرك باللّٰه ﷻ وتعطيل صفاته ﷻ وقوة شوكة المحدثات والبدع فيسكت كثير ممن يعلم بطلان هذه الطُّرق مخافة تفريق الأمة تارة، ومخافة الجماهير تارة، ومخافة الإعراض عن ما يُسمى بـ "قضايا الأمة" تارة أخرى!

فكان ماذا؟

ما تفرقت الأمة وجماهيرها كتفرقهم في زماننا، وما تسلط أعداءها كتسلطهم في زماننا!

وفي هذا عبرة وعِظة.

وفي حديث غثاء السيل للنبي الكريم ﷺ ذكر أن الوهن يأتي من ”حب الدنيا“.

وهل هناك حب للدنيا أعظم من أن تترك المشرك يموت على شركه والمعطل يموت على تعطيله والمبتدع يموت على بدعته دون أن تدعوهم، فقط رجاء أن يتوحدوا معك على مشروع؟
التعليق على كلام حسن لابن القيم!

ذكر العلامة ابن القيم في «أحكام أهل الذمة» ١٠٧/١  قولا للإمام الشافعي في مسألة، ثم أبطله من عشرين وجها، ثم ختم كلامه بقوله:

«فهذه الوجوه ونحوها وإن كانت مُبطِلةً لهذا الأصل= فإنها من أصول الشافعي رحمه الله تعالى وقواعده،
فمن كلامه وكلام أمثاله من الأئمة استفدناها، ومنه ومنهم تعلَّمناها، ولم نخرج فيها عن أصوله وقواعده.


وليس المعتنون بالوجوه والطرق واختلافِ المنتسبين إليه والاعتناء بعباراتهم أقربَ إليه منا ولا أولى به، بل هذه طريقته وأصوله التي أوصى بها أصحابه، فمن وافقه في نفس أصوله= أحقُّ به ممن أعرض عنها، والله المستعان».

هذا النص أفاد به بعض المشايخ هنا في التيليجرام وعلَّق عليه هو بما يحضره.

والنص هذا أثار في نفسي شجونا عجيبا، فسابقا كتبت عددا كبيرا من المقالات في هذا الباب، وهو بيان أن من خالف إماما في فروع المسائل سائرا على أصول هذا الإمام، فإنه -تحقيقا- غير مخالف له.

وكانت الكتابات -يراجعها في القناة من أرادها- ردا على طائفتين، ألا وهما:

الأولى:

غلاة المذهبية المتأخرة الذين يتعصبون لاختيارات فقهية في مذاهبهم قام الدليل بخلافها، أو يتعصبون لبعض الفروع التي استحدثها عدد من متأخريهم وخالفهم غيرهم فيعتبرون كل من خرج عن طريقتهم في التمذهب فهو لا مذهبي وغيرها من التهم!

ويُستشهد عليهم بما ذكره الذهبي في تاريخ الإسلام في ترجمته للكرجي الشافعي، يقول:

”الإمام، أبو الحسن الكرجي، الفقيه، الشافعي.

وكان لا يقنت في الفجر ويقول: قال الشافعي: إذا صح الحديث فاتركوا قولي وخذوا بالحديث. وصح عندي أن النبي صلى الله عليه وسلم ترك القنوت في صلاة الصبح.“

فهو خالف الشافعي في مسألة معينة ولكن بأصل الشافعي في تقديم الحديث الصحيح على قوله، فهذا لا يُمكن أن يُنسب لغير الشافعي، عوضا عن اتهامه بالطعن فيه أو انتقاصه!

وقد تكلم الحسن بن حامد الحنبلي في كتابه ”تهذيب الأجوبة“ عن هذه المسألة، فقال -بالمعنى، والنقل لمن أراد أن يراجعه، يجده هــنــا-

”فجعل من مخالفة اجتهاد أحمد إلى الكتاب والسنة هو تحقيق لما أمر به الإمام أحمد وأنه غير مستلزم لفاعل ذلك أن يكون مزريا على أحمد عِوضا عن جعله غير متمذهب لأحمد!“

الثاني:

صنف من المنتسبين للسنة ممن غرق في التعصب بطريقة أفحش من طريقة المتمذهبين.

فصار حاله كأنه يقول: ’’إما أن تأخذ بكلام الشيخ فلان كما هو وإلا فأنت مزرٍ عليه، طاعن فيه“ مع كونك تخالف الشيخ في مسألة فرعية مع الموافقة على الأصل الكلي الذي بنى عليه هذا الشيخ، أو أن هذا الأخير حصل له نوع تقصير وخطأ في تحرير بعض الأمور فصار قوله ككل فيه إشكال، فيُجعل من راجع المسألة على أصول الشيخ -وهي أصول أهل السنة- مساويا لمن راجع هذه الأصول بمرجعيات خارجة عن دائرة السنة أو حتى خارجة عن دائرة الإسلام، فحصل الشطط فصار يُساوى بين ما لا يتساوى وحصلت الفتنة وغاب الإنصاف!

فكلام ابن القيم هذا جمع المسألة في عبارة دقيقة بيَّن فيها الأمر!

خاصة قوله: ”وليس المعتنون بالوجوه والطرق واختلافِ المنتسبين إليه والاعتناء بعباراتهم أقربَ إليه منا ولا أولى به، بل هذه طريقته وأصوله التي أوصى بها أصحابه، فمن وافقه في نفس أصوله = أحقُّ به ممن أعرض عنها“

ولو كان الرجل هذا بكلامه هذا في زماننا لقيل له: ’’ومن أنت حتى تخالف الشافعي؟“ وكأنه قد خالف لمحض الرأي، ولنُسب لمن يطعن في الشافعي من متهتكة منكري السنة وغيرهم!

واللّٰه المستعان!
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
هذا الرجل هو أحمد الشريف، وهو رجل أزهري كثيرا ما تظهر له مقاطع وهو في محاضرات يقدمها لسكان دول آسيا، وقد علقت على مقطع سابق له هــنــا!

هذه التي يسميها "قاعدة" هي كلام أئمته، من أمثال الصاوي الأشعري حيث يقول: ”الأخذ بظواهر الكتاب والسنة من أصول الكفر“

وكذا السنوسي جعل من أصول الكفر: ”التمسك في أصول العقائد بمجرد ظواهر الكتاب والسنة من غير عرضها على البراهين العقلية والقواطع الشرعية؛ للجهل بأدلة العقول، وعدم الارتباط بأساليب العرب.“

وقد صنف السنوسي هذا كتابا أسماه "تأويل مشكلات البخاري'' ومن المصادفات أن غالب هذه المشكلات التي تحتاج إلى تأويل هي في أخبار الصفات!

وهذا نتيجة لقاعدتهم الطاغوتية في تقديم العقل على النقل!

ما فرق كلامهم هذا عن كلام من يقول أن القرآن والسنة التزامهما من أسباب الجهل والتخلف؟ الذي يردده كثير من العالمانيين والليبراليين؟

وهذا يدلُّك أن للقوم أصولا غير أصول أهل الإسلام في التلقي، وأنهم لا يعتدون لا بالكتاب والسنة إلا على جهة اللمز والحط منهما، مُعتقدين أن اللّٰه ﷻ ونبيه ﷺ خاطبا الناس بما إذا أخذوا بظاهره كفروا وارتدوا لا بما فيه هدى وشفاء لما في الصدور!

لذلك نقل الشيخ عبد العزيز بن فيصل الراجحي عن شيخه إسماعيل الأنصاري أنه كان يكثر من ذكر كلام الصاوي هذا، ويستقبحه، ويشنع عليه، حتى ذكر ذلك له في مرض موته، وهو منوم في المستشفى، وكان يقول: الكفر هو في قول هذا الكلام، أما ظواهر الكتاب والسنة ففيها الهدى والنور.

(وكلام الشيخ عبد العزيز هذا استفدته من أخينا صاحب قناة راجي العلا)

ثم من السخرية تجدهم في كل محفل يُلقبون أنفسهم بـ "أهل السنة" السنة التي يكفر من أخذ بظاهرها!

وقد قال النبي ﷺ مرة: ضحك ربنا من قنوطِ عباده وقربِ غيرِهِ، فقال الصحابي: يا رسولَ اللهِ أوَيضحك الرب؟ قال: نعم.
فقال: لن نُعدم من ربٍّ يضحَك خيرًا.

فأقرَّه النبي ﷺ على المعنى الظاهر من الصفة والصحابي فَهِم من الصفة ما يفهمه أي عاقل من لفظ الضحك!