قناة الفقه _ خريجات الدفعة الثالثة عشرة
3.02K subscribers
3.06K photos
308 videos
436 files
350 links
قناة لكل ما يخص دراسة مادة الفقه للمستوى الثاني _الدفعة الثالثة عشرة بأكاديمية زاد
t.me/zad_academy_arabia_13
t.me/zad_academy_tarbiyah13
t.me/zad_academy_aqidah13
t.me/zad_academy_tafsir13
t.me/zad_academy_serah13
t.me/zad_academy_hadith13
Download Telegram
#تلخيص
#مادة_الفـقـه 
#الدورة_الثانية 
#المستوى_الرابع
#المحاضرة_الثانية_والثلاثون

             " الأيمان والنذور "

▪️إن المسلم إذا أراد أن يؤكد شيئا فإنه ربما استعمل الحلف واليمين لتوكيده بل إن هذا موجود قبل أن يأتي النبي ﷺ بهذه الشريعة، فإن اليمين موجودة والعرب كانت تقسم وتحلف بالله وبغيره كمان سيأتي إن شاء الله، وإن النبي ﷺ نهى عن الحلف بغير الله جل وعلا فقال ﷺ:  " من كان حالفا فليحلف بالله " وهذه اليمين سميت بهذا الاسم لأن العرب كانوا إذا أقسم أحدهم أخذ بيمينه على يمين صاحبه

▪️واليمين في أصل وضعها في اللغة هي بمعنى القوة لذلك المرء إذا حلف على شيء فإن هذا الشيء يزداد قوة، فإذا قلت: جاء فلان من سفره، ثم قلت: والله لقد جاء فلان من سفره، فإن كلامك هذا يزداد لتأكيدك له باليمين

فاليمين فيها معنى القوة، والأيمان هي جمع يمين، واليمين فيها معنى القوة والقسم، ولذلك العرب كانوا إذا أرادوا أن يؤكدوا شيئا حلفوا ليعطوا كلامهم قوة وتأكيدا وربما ضرب بعضهم بيمينه على يمين صاحبه لذلك سميت اليمين يمينا إما من معنى القوة؛ لتأكيد الكلام وتقويته، وإما من ضرب أحدهم ليمينه على يمين صاحبه، هذه هي اليمين

والعرب عرفت القسم كما قلنا وهذا القسم له حروف؛ يقال: بالله؛ فتكون بحرف الباء، ويقسم كذلك بحرف الواو: والله، ويقسم كذلك بحرف التاء: تالله، وسمع عن العرب كالكعبة لكنه اندثر ونسي ولله الحمد، فحروف القسم هي:- والله وبالله وتالله  -:  الواو والباء والتاء، هذه اليمين من حيث اللغة.

▪️وأما اليمين في اصطلاح الفقهاء رحمهم الله فإنهم يعرفونها بأنها توكيد الشيء المحلوف عليه بذكر اسم الله تعالى أو صفة من صفاته.

إذن اليمين في اصطلاح الفقهاء واليمين الشرعية كذلك يصح أن نقول اليمين شرعا لأن هذا المعنى هو معنى شرعي لا يختص بالاصطلاح فإن اليمين على غير هذا النحو لا تكون يمينا صحيحة، فاليمين بالله جل وعلا.. باسم من أسمائه أو بصفة من صفاته، ما عدا هذه اليمين فليست يمينا شرعية

وعلمنا من هذا التعريف أن اليمين حتى تكون صحيحة منعقدة يجب أن تكون بالله جل وعلا أو باسم من أسمائه أو بصفة من صفاته

فالحلف والقسم واليمين بالله جل وعلا كأن يقول: والله، أو باسم من أسمائه يقول: والرحمان أو يقسم بالرحيم.. يقسم باللطيف.. يقول: واللطيف.. باللطيف،
ويصح كذلك القسم والحلف بصفة من صفاته سبحانه وتعالى؛ كأن يقول: وعزة الله.. وقدرة الله، وأن يحلف مثلا بعلم الله يقول: وعلم الله، فهذه اليمين تكون يمينا صحيحة منعقدة؛ لأنها كانت بالله جل وعلا أو باسم من أسمائه أو بصفة من صفاته.

▪️هذه اليمين مشروعة لكن هل يشرع أن نكثر منها؟ لا يشرع ذلك، الأصل أن الله جل وعلا أمرنا أن نحفظ أيماننا، قال سبحانه وتعالى:(وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ)، وحفظ هذه اليمين ابتداء يكون بعدم الإكثار منها

▪️وإذا أردنا أن نتحدث عن هذه اليمين؛ عن حكمها هل الأصل أن هذه اليمين محببة أم أنها مطالب بها؟ لا شك أن النبي ﷺ كان يقسم ويحلف وكان يقول: "ومقلب القلوب" وأقسم بصفات الله جل وعلا وكذلك جاء في القرآن:( قُلْ إِي وَرَبِّي)، فالمرء يحلف

والنبي ﷺ أقسم وأمر بالقسم على صحة البعث والنشور، وكذلك حلف الأئمة رحمهم الله وربما حلف المرء والهدف والغاية من حلف أن يؤكد ما قاله وأن يؤكد أن صادق فيه

ولذلك ربما احتاج المرء لهذه اليمين ولهذا القسم فكانت الشريعة قد أذنت بهذه اليمين وبينت جوازها، فالأصل في اليمين أنها مباحةح، هذا هو الأصل فيقسم المرء على ما شاء تأكيدا له، وربما كانت هذه اليمين واجبة

إعداد الطالبة #سارة_السيد
رابط المحاضرة على #اليوتيوب
👇👇👇
https://youtu.be/7VSLsN7AGaY
#تلخيص
#مادة_الفقه
#الدورة_الثانية
#المستوى_الرابع
#فريق_زاد_التقوى
#المحاضرة_الثالثة_والثلاثون

                  🌺🌺(( كفارة اليمين))

🌺قلنا أن اليمين ينقسم إلى ثلاثة أقسام: يمين لغو، يمين غموس، يمين منعقدة.

🌺اليمين المنعقدة:
- هي اليمين على أمر مستقبل قاصدًا لليمين، ويلزم الوفاء بها، أو إخراج الكفارة في حالة الحنث؛ لقوله تعالى:((لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَٰكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الْأَيْمَانَ ۖ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ ۖ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ۚ ذَٰلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ ۚ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ ۚ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)) ( المائدة:٨٩)

🌺كفارة اليمين على الترتيب المذكور في الآية:
- فيخير بين إطعام عشرة مساكين، أو كسوتهم، أو عتق رقبة مؤمنة.
- فمن عجز عن الثلاثة انتقل إلى صوم ثلاثة أيام ، ولا يجوز الإقدام على الصيام إذا استطاع الإطعام أو الكسوة أو عتق الرقبة.

🌺وقت الكفارة:
- تجب الكفارة على الشخص إذا حنث في يمينه، ولم يف بموجبها.
- ويجوز تقديم الكفارة على الحنث، ويجوز تأخيرها عنه، فإن قدمها سميت( تحلة الأيمان)، وإن أخرها( كانت كفارة).

🌺حكم الحنث في اليمين:
- يختلف حكم الحنث في اليمين بحسب المحلوف عليه:
- فإن كان واجبا لزمه الوفاء باليمين.
- وإن كان محرما لزمه الحنث والتكفير عنها.
- وإن كان مباحا يكره له أن يحنث.

🌺الحلف بغير الله تعالى:
- لا يجوز الحلف بغير الله تعالى؛ كقوله : والنبي ، وحياتك، وحياة أمي، وحياني عندك، والنعمة، وقبر فلان، والعشرة، والعيش والملح، وشرفي ، والحسين، لقوله صلى الله عليه وسلم:(( مَنْ حَلَفَ بِغَيرِ اللهِ فقد أَشْرَكَ)) أخرجه أبو داود وصححه الألباني.

-فالحلف بغير الله تعالى :من الشرك الذي ينبغي للمسلم أن يتنبه له فإذا حلف بغير قصد بغير الله فليقل لا إله إلا الله، فإن هذه كفارته ليعتاد لسانه على التوحيد.

إعداد الطالبة #مريم_أحمد 
رابط المحاضرة على #اليوتيوب
👇👇👇
https://m.youtube.com/watch?v=qqlAx77CORI&list=PLH4NxcjPhgkn9RPwWnE2XDkNReqibk4Hq&index=33&pp=iAQB
#تلخيص
#مادة_الفـقـه
#الدورة_الثانية
#المستوى_الرابع
#المحاضرة_الرابعة_والثلاثون


                    " حكم النذر  "

فإن النذر ملحق باليمين بالله جل وعلا إلا أن ثمة بعض الفروق بين النذر وبين اليمين بالله عز وجل، ومن أعظم هذه الفروق أن النذر بالله جل وعلا هو التزام لله، وأما اليمين فهو التزام بالله

ولذلك فإن الأيمان والنذور من العبادات التي لا ينبغي أن تصرف إلا لله جل وعلا
- فكما أنه لا يجوز لأمرئ أن يحلف بغير الله وأن يلتزم بشيء لغير الله جل وعلا
- وكذلك فإنه يحرم على المسلم أن يلتزم شيء بغير الله جل وعلا  - ، فلا ينذر لغير الله، فلا ينذر لقبر ولا لصالح ولا لولي ولا لأحد من البشر، بل إن النذر لا ينبغي أن يصرف لغير الله جل وعلا  - لذلك من خصائص أهل الإيمان أنهم لا ينذرون إلا لله جل وعلا وأنهم يوفون بالنذر ابتغاء ما عند الله جل وعلا : ( يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا {7} وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا ) " الإنسان : ٧ - ٨ "

فإن أهل الإيمان لا ينذرون إلا لله جل وعلا

🔹 وهذا النذر المقصود به في لغة العرب هو: الإيجاب ، يقال: نذر فلان دم فلان أي أنه أوجب دمه

ومن هنا كانت معناه اللغوي دالا على معناه الشرعي فكما أن النذر هو الإيجاب في اللغة هو شرعا وليس اصطلاحا لأن النذر لفظ شرعي فيعبر عنه بالشرع لا بالاصطلاح

والفرق أن ما كان له تعريف في الشريعة أو ما كان عبادة شرعية يجب أن يعرف بالشرع فيقال النذر شرعا ويقال الصلاة شرعا، وما كان حادثا من الألفاظ فيقال اصطلاحا، فنقول مثلا المرابحة في البيع اصطلاحا هي كذا، ونقول التولية في البيع كذا، النثار في النكاح المقصود به ما يرمى في العرس هذا اصطلاحا، لكن النكاح لفظ شرعي ينبغي أن يعرف بمعناه في الشريعة ، وكذلك النذر يعرف في الشرع

🔸 النذر شرعا: هو إلزام المكلف نفسه شيئا لله جل وعلا  - لم يكن واجبا عليه بأصل الشرع،

فمثلا صلاة الفجر والمغرب والعشاء هذه واجبة بأصل الشرع فليست واجبة بالنذر،
أما النذر فهو أن يوجب المكلف نفسه ما ليس بواجب عليه في الأصل، كأن يقول الله على نذر أن أصول الاثنين والخميس فهذه في الأصل ليست من الواجبات، لله على نذر أن أتصدق بمائة ريال ... لله على نذر أن أصلي مائة ركعة، هذا نذر يلتزمه المرء على نفسه وليس واجبا عليه في أصل الشرع، هذا هو النذر

والواجب بالنذر ملحق بالواجب بالشرع كما يعبر العلماء في القاعدة الفقهية عندهم، فيكون الواجب بالنذر يلحق بالواجب في الشرع. إذا كان هذا النذر على هذا الوجه الشرع،

📌 هل هذا النذر محمود أم أنه مذموم في الشريعة ؟
إذا ما نظرنا في قوله تعالى: ( يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا )
نجد أن النذر جاء في سبيل المدح، فامتدح الله جل وعلا أهل الإيمان أنهم يوفون بنذورهم، وأنهم يخافون ربهم سبحانه وتعالى ويخافون يوم الحساب، فكان هذا على وجه المدح والثناء ونجد أن النبي ﷺ صح عنه في الصحيحين أنه نهى عن النذر فقال: " إنه لا يرد شيئا ولكن يستخرج به من البخيل " وقد جاء في البخاري عن ابن عمر رضي الله عنه أنه قال: أولم ينهوا عن النذر إن النبي ﷺ قال:" إن النذر لا يقدم شيئا ولا يؤخر وإنما يستخرج النذر من البخيل "

إذن هذا النذر نجد أن آية مدحت من أتى به وكان موفي بنذره ونجد أحاديث تنهى عنه ولا ترغب فيه،

📌 ما وجه الجمع بين هذه النصوص؟ ذهب جماعة من العلماء إلى أن النذر مكروه قالوا نهي النبي ﷺ عن النذر فيكون مكروها ويكون الوفاء به واجبا، فهذا قالوا مما يستغرب في العلم أن يكون الفعل مكروها والوفاء يكون واجبا، فإذا نذر قلنا له فعلت مكروها وإذا وفي به نقول له أتيت بالواجب عليك، واستشكل بعض العلماء هنا هذا الحكم قالوا كيف تكون عبادة مكروهة النذر ؟ ألم نقل إنه عبادة لا يصرف لغير الله جل وعلا

📌 فكيف يكون هذا النذر مكروها؟
هنا جمع بعض العلماء جمعا آخر وهو موجود عند المالكية في قول لهم واختاره القرطبي وجماعة من أهل العلم قالوا بموجب هذا القول، قالوا بأن النذر ينقسم إلى قسمين: نذر تبرر ومطلق، ونذر معلق أما المدح الذي جاء في كتاب الله فهو مدح للنذر المطلق الذي يكون منجزا وليس معلقا على أمر، كأن يقول المرء لما يأتيه خير من الله جل وعلا هذا رجل قد رزقه الله بمائة ألف فيقول لله على نذر أن أتصدق بألف ريال، أو بعشرة آلاف

📌 ما هو النذر المعلق؟
هو الذي ينذره المرء ويعلقه على حصول سبب ما كأن يقول مثلا لله على نذر أن شفى الله مريضي أن أصوم شهرا .. لله على نذر إن نجحت في دراستي أن أتصدق بمائة ريال  .. لله على نذر إن شفيت زوجتي أن أحج هذا العام، هذا نذر علقه المرء على حصول أمر ما، هذا مكروه بل إنه ربما يصل إلى التحريم في بعض صوره وقال بعض العلماء بتحريمه.
#تلخيص
#مادة_الفـقـه
#الدورة_الثانية
#المستوى_الرابع
#المحاضرة_الخامسة_والثلاثون

                " أحكام الأطعمة  "

أحكام الأطعمة الطعام والشراب له في هذه الشريعة مكانة عظيمة إذ إن النبي ﷺ قال: ( أي ما جسم نبت على السحت النار أولى به ) وإن المرء يتأثر بغذائه لذلك نجد أن انواعا من الأطعمة نهي المرء عنها لأن المرء يتأثر بها.  ومن لطيف ما يذكر أن النبي ﷺ أمر بالوضوء من لحم الإبل. قال طائفة من أهل العلم من العلماء هذا الأمر تعبدي لا يعقل معناها وقال بعضهم بل إن العلة والحكمة في ذلك مستشعرة واضحة ذلك أن لحم الإبل الغلظة والإبل فيها طبع شيطاني فيتغذى المرء عليها ربما غلى دمه وتأثر بهذا الطعام. شرع له أن يتوضأ بعد ذلك كما شرع لمن كان غضبانا أن يتوضأ. واعلم أيها المرء أن الطعام له أثر عليك ولذلك ينبغي للمسلم أن يعتني بمطعمه ومشربه وليس الحديث عن المطعم والمشرب من فضول الكلام ومن نكت ، الفقهاء وملحهم بل إن الحديث عن المطعومات والمشروبات هذا من أعظم الأصول وجاء رجل إلى الإمام أحمد رحمه الله فقال: يا أبا عبد الله دلني على أمر اذا فعلته رق قلبي فقال إمام أهل السنة رحمه الله عليك بأكل الحلال فانصرف الرجل من عند أبي عبد الله وأتى إلى يحيى بن معين فقال دلني على أمر إذا فعلته رق قلبي فقال له. فدله على امر من الأمور التي يفعلها كقراءة القرآن ونحو ذلك فقال الرجل لكني قد أتيت من عند أبي عبد الله وقال لي قولا غير ذلك قال ما قال لك. قال. قال: عليك بأكل الحلال قال : أتاك بالأصل، أتاك بالأصل. ثم ذهب هذا الرجل لرجل ثالث من أقران أبي عبد الله رحمه الله فقال له دلني على أمر اذا فعلته رق قلبي، قال عليك بمسح رأس اليتيم وزيارة القبور. فقال لكن أبا عبد الله يعني أحمد بن حنبل قال لي غير ذلك: وما قال لك؟ قال: قال لي عليك بأكل الحلال. قال: أتاك بالجوهر، أتاك بالجوهر.

وخير من ذلك قول النبي ﷺ في شأن الرجل الذي يرفع يديه إلى السماء أشعث أغبر أن النبي ﷺ قال يمد يديه إلى السماء فأنى يستجاب له ومطعمه حرام وشربه حرام وغذي بالحرام المرء إن لم يعتني بما يدخل لبدنه وجوفه فإنه لا يخرج من هذا البدن شيء من الطيبات ولا يرتفع إلى السماء. وذلك أن المطعوم أخص الاستعمالات وذكرنا لكم في ما سبق أن أنواع الاستعمالات متفاوتة. فأخص الاستعمالات ما كان مطعوما أو مشروبا ويليه ما كانوا ملبوسا ويليه في مرتبة الثالثة في المرتبة الثالثة ما كان مركوبا ويليه في المرتبة الرابعة ما كان طعاما للدواب والبهائم فعليك أيها المسلم أن تنتقي لما يدخل جوفك أطيب ما تجد، وأحل لك ما يكون من مالك ذلك لأن دعواتك وأن عملك وأن علمك رهين هذا الطعام الذي تأكله وأن رقة قلبك مرتهنة بذلك.

أقسام الأطعمة:
١- إما أن تكون الأطعمة نباتية من النبات.
٢- وإما أن تكون حيوانية.

فإذا كانت الأطعمة نباتية
فالأصل أن كل نبات ينبت في الأرض من أشجار وأغشاب وحبوب وغيرها أنها مباحة: والله قال: ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا ) ولا نستشن من هذا الأصل إلا كان ضارا بالبدن أو العقل.

أما ما كان ضارا في البدن فهذا هو السم وما يجري مجراه من الطعام الذي والحبوب التي تضر بالمرء. فبعض الحبوب لو أكل منها المرء ربما أدت إلى وفاته، أو أتلفت كبده أو أتلفت عضوا من أعضاء بدنه هذه يحرم أكلها لأن النبي ﷺ قال: " لا ضرر ولا ضرار " . ويستدل بعض العلماء على هذا الحكم بقوله تعالى ( وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ) ويدخل في ذلك أن طائفة من العلماء ما يكون ضارا ببعض الأفراد دون غيرهم فإنه يكون محرما على من يكون به دون غيره فإذا قال الطيبيب: يافلان، مثلا إن هذا الطعام يضر بك فإنه يكون على هذا المرء ممنوعا دون غيره.  ولهذا نص ابن تيمية على مثل هذا في الطعام الذي يورث المرء تخمة أنه يحرم عليه إذا كان يودي به إلى الضرر.

من هنا قال العلماء رحمهم الله بأن الأصل في الحبوب والنباتات أنها مباحة ويستثنى منها ما كان ضارا بالبدن

ثم نأتي الحديث عن اللحوم
والطعام الحيواني ينقصه إلى قسمين:
١- إما يكون هذا الحيوان من الحيوانات المائية
٢- و إما يكون هذا الحيوان من الحيوانات البرية أو البرمائية
الحيوانات المائية كالسمك مثلا والحوت هذه حيوانات تريد في الماء لها حكم خاص ولها أصل خاص وثمة حيوانات برية لها أحكام خاصة.

الأصل العام لجميع الحيوانات البرية والبحرية أنها حلال وأنها مباحة
ألم نقل الأصل في الحيوان الحل نعم بلى قلنا هذا الأصل فإذا قلناه فإنه شامل للحيوان البري والحيوان البحري والأدلة على ذلك مستفيضة ولو لم يأت دليل يدل على حل حيوان البحر أو يدل على حل حيوان البر فإن نستصحب الأصل كيف قد جاءت الأدلة على حل حيوان البحر وحل حيوان البر في عدة نصوص من الكتاب والسنة.

حيوان الماء فقد جاءت الأدلة على ذلك بجلاء وضوح فالله جل وعلا امتن على العباد بما يكون في البحر قال جل وعلا:
#تلخيص
#مادة_الفـقـه 
#الدورة_الثانية 
#المستوى_الرابع
#المحاضرة_السادسة_والثلاثون_والأخيرة

             " أحكام الأطعمة  "

قلنا بأن ثمة قواعد يستفاد منها التحريم فيما لا نعلم حكمه على وجه التخصيص.

من هذه القواعد...
١- ما كان له ناب من السباع أو له مخلب من الطير، قد جاء في صحيح مسلم أن النبي ﷺ " نهى عن كل ذي ناب من السباع وعن كل ذي مخلب من الطير ". وهذا الحديث أخذ به جمهور الفقهاء رحمهم الله، رأوا أن ذا الناب من السباع و ذا المخلب من الطير محرم.
وأخذوا بهذا القول خلافا للمالكية رحمهم الله وهذا القول هو الصحيح في ثبوت الحديث في صحيح مسلم عن النبي ﷺ، وضابته أن كل ذي ناب يفترس فيه يكون محرما وكل ذي مخلب من الطير يفترس به فإنه محرم.

أما ما كان لا يفترس به فإنه ليس محرم من هنا وقع الخلاف بين العلماء رحمهم الله في حكم الضبع. قبل نذكر الضبع نذكر أمثلة لما له ناب من السباع فالأسد يحرم أكله، وكذلك الذئب يحرم أكله والكلب يحرم أكله والبازي والشاهين يحرم أكلهما لأنها حيوانات لها ناب وتفترس به وطيور لها مخالب تفترس بها.
فما كان له ناب من الحيوان أو مخلب من الطير حرم أكله وعلة ذلك وحكمته عند العلماء أن المرء كما قالوا يتأثر بمطعومه فإذا تغذى على الوحوش وتغذى على السباع فإن طبعه سيسوء وسيكون فيه وسيكون في هذا المسلم من انطباع هذه الحيواناتالمفترسة ما يجعله غليظ الطبع يجعله سيء الخلق لذلك نهته الشريعة الغراء عن أكل هذا الطعام لا تضييقا عليه وإنما إحسانا وإنما إحسان إليه وينبغي على المسلم أن يعلم ما نهي عنه إنما يكون لمصلحته لا للتضييق عليه وكل ما أمر الله به لمصلحتنا وكل ما نهى عنه لمصلحتنا وما كانت مصلحته راجحة أبيح، ما كانت مصلحته راجحة أبيح و ما كانت مصلحته مرجوحة فإنه يحرم في الشريعة من حرم النبي ﷺ ما له ناب من السباع كالأسد والفهد والكلب ونحوها وحرم ما له ناب من الطير كالبازي والشاهين و نحوها

🔹 و ما له ناب لكن لا يفترس به كالضبع، هل يجوز أكله؟
اختلف الفقهاء في هذه المسألة فمن أهل العلم من حرم أكل الضبع مستندا على أنه مما له ناب و أنه يحرم أكله لأنه له ناب وهو سبع يحرم أكله والعامة تقول بأن الضبع سبع السباع هكذا يقولون. وبعضهم قال لا بل إن أكل الضبع لا يجوز لأن الضبع ليس بسبع ولذا يقال ضبع أم سبع ولذلك ليس الضبع سبعا من هنا قالوا هو له ناب نعم لكنه ليس بسبع وهذا توجيه ابن القيم رحمه الله.

النبي ﷺ جاء عنه في حديث جابر رضي الله عنه أنه جعل الضبع صيد وفيه كبش وهذا في فدية الصيد في الحج فلما جعل النبي ﷺ فيه الكبش دل على أنه يحل ، لأن الفدية في الصيد في الحج لا تجب إلا في الحيوان الذي يؤكل لحمه. هكذا قال الفقهاء رحمهم الله وذهب جمهور بحل الضبع.

قال بعض العلماء بأن الضبع ينقسم إلى قسمين:
١- ضبع يتغذى على الحشائش فهذا يحل أكله
٢- وضبع يتغذى على الجيف والحيوانات هذا يحرم أكله
وسألت بعض العامة فذكروا ذلك من أهل الصيد، قالوا ثمة ضبع نسميه ضبع الحمار وهذا يتغذى على اللحوم ونحوها والجيف. وضع آخر يتغذى على الأعشاب هو طيب اللحم قالوا هذا نصيده و نأكله بمثل هذا التقرير قرر الشيخ الفوزان في كتابه في كتابه ( أحكام الأطعمة ) وكذلك سمعت هذا من بعض مشايخنا يقررونه ويفرقون بين أنواع الضبع فيجعلون ما جاء من النهي وإن لم يصح يحملونه على ضبع الذي يأكل الجيف وما جاء من الجواز والصيد يجعلونه على ضبع الذي يتغذى على الحشائش ونحوها والله أعلم.

اذا الأول مما يحرم من قواعد التحريم كل ذي ناب من السباع وكل ذي مخلب من الطير.

٢- ثانيا من القواعد التي تستفاد والتي يعتمد عليها في المطعومات أن ما أمر الشارع بقتله لا يحل أكله من الحيوانات، لأن الأمر بالقتل يدل على عدم طيبه و ما أمر بقتله يدل على أن الذكاة لا تعمل فيه وإلا لأمرنا بتذكيته وكل حيوان أمر الشارع بقتله حرم أكله وقد جاء عن النبي ﷺ أنه أمر بقتل عدد من الحيوانات منها أنه قال ﷺ ( خمسُ فواسِقَ يُقتَلْنَ في الحِلِّ والحَرَمِ - وذكر منها - الفأرةُ والعَقْرَبُ والحِدَأَةُ والكَلبُ العَقورُ والغُرَابُ )
والكلب العقور والغراب والحدأة والفأرة هذه التي لا يحل أكلها ذلك أنها من الفواسق التي أمر بقتلها. ولذلك فإن أكل الحيات لا يجوز لأن النبي ﷺ أمر بقتلها ولما فيها من الضر. وحتى لو نزع السم عنها فإن النبي ﷺ أمر بقتلها والقاعدة أن ما أمر بقتله حرم أكله هذا ما نص عليه العلماء.

٣- الثالثة بضد الثانية ما نهت الشريعة عن قتله حرم أكله، ذلك لأن النهي عن القتل يدل على تحريم الأكل لأنه كيف يؤكل إلا أن يقتل فلما نهي عن قتله دل على فساد القتل وفساد الذكاة فكل حيوان جاء النهي عن قتله حرم أكله

ومن ذلك ما جاء عن النبي ﷺ ( نهى عن قتل أربع من الدواب النملة والنحلة والهدهد والصرد )
فالنملة حرم قتلها فحرم أكلها والنحلة حرم قتلها فحرم وكذلك الصرد .