التفسير الميسر
18.5K subscribers
5.43K photos
790 videos
149 files
2.89K links
☀️☀️☀️☀️☀️☀️☀️☀️

﴿الَّذينَ آتَيناهُمُ الكِتابَ يَتلونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ أُولئِكَ يُؤمِنونَ بِهِ وَمَن يَكفُر بِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الخاسِرونَ﴾[البقرة:

‏لله قومٌ أحسنوا التّـرتيلا..
ورعوا كتاب الله والتّـنزيلا ..


👇هنا الملتقى👇
@thamar11
Download Telegram
📚

[#تفسير_سورة_الناس]

🔼{ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ}
وهو الله عز وجل وهو ربُّ الناس وغيرهم ؛ و ربُّ الملائكة، ورب الجن، ورب السموات، ورب الأرض، ورب الشمس، ورب القمر، ورب كل شيء لكن للمناسبة خص الناس


🔼{مَلِكِ النَّاسِ}
اي : الملك الذي له السلطة العليا في الناس ، والتصرف الكامل هو الله عز وجل


🔼{إِلَهِ النَّاسِ}
اي : مألوههم ومعبودهم ، فالمعبود حقاً الذي تألَهُه القلوب وتحبه وتعظمه هو الله عز وجل


🔼{مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ}

*الْوَسْوَاسِ*،، قال العلماء إنها مصدر يراد به اسم الفاعل،، أي :الموسوس
والوسوسه هي : ما يلقى في القلب من الأفكار والأوهام والتخيلات التي لا حقيقة لها
*الخناس* الذي يخنس وينهزم ويولِّي ويدبر عند ذكر ﷲ عز وجل وهو الشيطان


🔼{مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ}
اي : أن الوساوس تكون من الجنِّ ، وتكون من بني آدم ، أما وسوسة الجن فظاهر ؛ لأنه يجري من ابن آدم مجرى الدم ، وأما وسوسة بني آدم فما أكثر الذين يأتون إلى الأنسان يوحون إليه بالشَّر ، ويزيِّنونهُ في قلبه حتى يأخذ هذا الكلام بلُبِّه وينصرف إليه


📚 #منتقى_من_تفسير_جزء_عم
#للشيخ_ابن_عثيمين_رحمه_الله_تعالى
#ص_٤١٣
#سورة_الناس


┈┉┅━❀🍃🌸🍃❀━┅┉┈
📚

[#تفسير_سورة_المسد]


🔼*{تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ}*
هذا ردٌ على ابي لهب حين جمعهم من النبي صلى الله عليه وسلم ؛ ليدعوهم الى الله فبشر وأنذر ، قال ابو لهب : تباً لك ألهذا جمعتنا قوله (ألهذا جمعتنا) إشارة للتحقير ، يعني هذا أمر حقير لا يحتاج ان يجمع له زعماء قريش ، وهذا كقوله {أَهَٰذَا الَّذِي يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ} والمعنى تحقيره فليس بشيء ولا يهتم به كما قالوا {وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَٰذَا الْقُرْآنُ عَلَىٰ رَجُلٍ مِّنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ}
فالحاصل : أنا أبا لهب قال : تباً لك ألهذا جمعتنا ؟ فرد الله عليه بهذه السورة {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} والتباب : الخسار ، كما قال تعالى : {وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبَابٍ} أي : خسارٍ ، وبدأ بيديه قبل ذاته ؛ لأن اليدين هما آلتا العمل والحركة ، والأخذ والعطاء وما أشبه ذلك.

🔼*{مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ}*
مَا : هذه يحتمل أن تكون إستفهامية والمعنى : أي شيء أغنى عنه ماله وما كسب ؟ والجواب : لا شيء ويحتمل أن تكون (مَا) نافية، أي : ما أغنى عنه، أي لم يغن عنه ماله وما كسب شيئا ، وكلا المعنيَيْن متلازمان ، ومعناهما : أن ماله وما كسب لم يُغنِ عنه شيئاً ، مع أن العادة ان المال ينفع ، فالمال يفدي به الإنسان نفسه لو تسلط عليه عدو وقال : انا اعطيك كذا و كذا من المال وأطلقني. يطلقه. ولكن قد يطلب مالاً كثيراً أو قليلاً ولو مرض انتفعَ بماله ، ولو جاع انتفعَ بماله ، فالمال ينفع ، لكن النفع الذي لا ينجي صاحبه من النار ، ليس بنفع، ولهذا قال{مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ} يعني : من الله تعالى شيئاً.
{وَمَا كَسَبَ} قيل : المعنى : وما كسب من الولد. كأنه قال : ما أغنى عنه ماله وولده كقول نوح :{وَاتَّبَعُوا مَن لَّمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَارًا} فجعلوا قوله :{وَمَا كَسَبَ} يعني بذلك الولد ، وأيدوا هذا القول بقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم : (( إن أطيب ما أكلتم من كَسبِكُمْ، وإن أولادكم من كسبكم))
والصواب أن الآيه أعمُّ من هذا وأن الآيه تشمل الأولاد، وتشمل المال المكتسب الذي ليس في يده الآن، وتشمل ما كسبه من شرف وجاهٍ، كل ما كسبه مما يزيده شرفاً وعزاً فأنه لا يغني عنه شيئا

🔼*{سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ}*
السين في قوله {سَيَصْلَى} للتَّنفيس المفيد للحقيقة والقرب ، يعني أن الله تعالى توعده بأنه سيصلى ناراً ذات لهبٍ عن قريب لأن متاع الدنيا والبقاء في الدنيا مهما طال فان الآخرة قريبه، حتى الناس في البرزخ وإن مرت عليهم السنون الطوال فكأنها ساعةٌ قال تعالى {كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوٓاْ إِلَّا سَاعَةً مِّن نَّهَارٍ ۚ بَلَٰغٌ ۚ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا ٱلْقَوْمُ ٱلْفَٰسِقُونَ} وشيء مقدَّر بساعةٍ من نهار فإنه قريبٌ

🔼*{وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ}*
يعني : كذلك امرأته معه ، وهي امرأةٌ من أشراف قريش لكن لم يغن عنها شرفها شيئاً ؛ لكونها شاركت زوجها في العداء والإثم ، والبقاء على الكفر

🔼*{فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ}*
الجيدُ : العنُق ، والحبل معروف ، والمسد :الليف، يعني : أنها متقلده حبلاً من الليف تخرج به إلى الصحراء لتربط به الحطب الذي تأتي به ؛ لتضعه في طريق النبي صلى الله عليه وسلم. نعوذ بالله من ذلك.



📚 #منتقى_من_تفسير_جزء_عم
#للشيخ_ابن_عثيمين_رحمه_الله_تعالى
#ص_٤٠٣
#سورة_المسد
📚
[#تفسير_سورة_النصر]


🔼{إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ}
الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم {نَصْرُ اللَّهِ} النصر هو تسليط الله الإنسان على عدوه بحيث يتمكَّن منه ويخذلُه ويكبِته ، والنصر أعظم سرور يحصل للعبد في أعماله ؛
وقوله : {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ} أي :نصر الله إيَّاك عدوَّك {وَالْفَتْحُ} أي : الفتح المعهود المعروف في أذهانكم ، وهو فتح مكَّة ؛
وكان فتح مكة في رمضان من السنه الثامنه للهجره ، وسببه ان النبي صلى الله عليه وسلم لما صالحَ قريشاً في الحديبية في السنة السادسة _ الصلح المشهور _ نقضت قريش العهد ، فغزاهم النبي صلى الله عليه وسلم و خرج إليهم من المدينه بنحو عشره آلاف مقاتل خرج مُخْتَفِياً وقال ( اللَّهُمَ عمَّ أخبارَنا عَنْهُم) ، فلَمْ يفاجئهم إلا وهو محيط بهم ، ودخل مكه في العشرين من رمضان من السَّنةَ الثامنه للهجره ، مظفراً منْصوراً مؤيداً ، حتى انه في النهايه أجتمع عليه كفار قريش حول الكعبه فوقَفَ على الباب وقريش تحته ينتظرون ما يفعل ، فأخذ بعضادتي الباب وقال : ( يا معشر قريشٍ ، ما تظنون أنِّي فاعلٌ بكم؟) وهو الذي كان قبل ثمان سنوات هارباً منهم ، وصاروا الآن في قبضته وتحت تصرُّفه قال : ، (ما تظنون أنِّي فاعلٌ بكم؟) قالوا : خيراً ، اخٌ كريم وابن اخٍ كريم. قال ( فإنِّي أقول لكم كما قال يوسف لإِخوته) : { لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ ۖ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ} ، إذهبوا فأنتم الطلقاء فعفا عنهم عليه الصلاة والسلام

🔼{وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا}
فصار الناس {يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا} أي : جماعاتٍ بعد أن كانوا يدخلون فيه أفراداً ، ولا يدخل فيها الإنسان في بعض الأحوال إلا مُخْتفِياً ، وصاروا يدخلون في دين الله افواجاً وصارت الوفود تَرِد على النبي عليه الصلاة والسلام في المدينه من كل جانب حتى سمي العام التاسع ( عامَ الوفُودِ )

🔼{فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا}
يقول الله عز وجل اذا رأيت هذه العلامة {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ} كان المتوقع ان يكون الجواب فاشكر الله على هذه النِّعمة واحمد الله عليها ولكن {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا} وهذا نظير قوله تعالى : {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنزِيلًا *فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ}، إذاناً بأنه سوف ينال أذًى بواسطة إبلاغ هذا القرآن ونشره بين الأمه.

🔼{فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ} أي سبِّحه تسبِيحاً مقروناً بالحمد ، والتسبيح تنزيه الله تعالى عمَّا لا يليق بجلاله ، والحمد هو الثَّناء عليه بالكَمال مع المحبَّة والتعظيم ، اجمع بين التنزيه وبين الحمد
{وَاسْتَغْفِرْهُ} يعني اسأله المَغفِرة
{إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا} أي : لم يزل عز وجل توَّاباً على عِباده فإذا استغفرته تاب عليك ،


📚 #منتقى_من_تفسير_جزء_عم
#للشيخ_ابن_عثيمين_رحمه_الله_تعالى
#ص_٣٩٨
#سورة_النصر
📚

[#تفسير_سورة_قريش]




🔼*{لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ * إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ}*
والإيلاف بمعنى الجمع والضَّم ، ويراد به التاجرة التي كانوا يقومون بها مرَّةً في الشتاء ، ومرَّةً في الصيف ، اما في الشتاء فيتَّجهون نحو اليمن للمحصولات الزراعية فيه ، ولأن الجوَّ مناسب ، وأما في الصيف فيتَّجهون إلى الشام ، لأن غالب تجارة الفواكه وغيرها تكون في هذا الوقت في الصيف مع مناسبة الجوِّ البارد، فهي نعمه من الله سبحانه وتعالى على قريش في هاتين الرحلتين ؛ لأنه يحصل منها فوائد كثيرة ومكاسب كبيرة من هذه التجارة ،

أمرهم الله أن يعبدوا ربَّ هذا البيت ؛ قال
🔼*{فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ}*
شكراً على هذه النعمة ، والفاء هذه إما أن تكون فاء السَّببية، أي : فبسبب هاتين الرحلتين ليعبدوا ربَّ هذا البيت ، أو أن تكون فاء التفريع ، وأيًّا كان فهي مبنيَّة على ما سبق ، أي فبهذه النعم العظيمة يجب عليهم أن يعبدوا الله
والعبادة هي التذلل لله عزوجل محبَّةً وتعظيماً ، أن يتعبَّد الإنسان لله يتذلل له بالسمع والطاعة فإذا بلغه عن الله ورسوله أمر قال : سمعنا وأطعنا. وإذا بلغه خبرٌ قال : سمِعنا وآمنَّا. على وجه المحبة والتعظيم ؛ فبالمحبَّة يقوم الإنسان بفعل الأوامر ، وبالتعظيم يترك النواهي خوفاً من هذا العظيم عز وجل، هذا معنى من معاني العبادة وتطلق العبادة على نفس المُتَعبَّد به ،
وقد حدَّها شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله بهذا المعنى فقال : ( إن العبادة اسمٌ جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة.)
وقوله {رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ} يعني به الكعبة المعظَّمه


🔼*{الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ}*
بيَّن الله نعمته عليهم ، النعمة الظاهرة والباطنة ، فإطعامهم من الجوع وقاية من الهلاك في أمر باطن ، وهو الطَّعام الذي يأكلونه ، {وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ} وقاية من الخوف في الأمر الظاهر ؛ لأن الخوف ظاهر ، إذا كانت البلاد محوطةً بالعدوِّ ، وخاف أهلها وامتنعوا عن الخروج ، وبقوا في ملاجئهم ، فذكرهم الله بهذه النعمة

🔼{وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ} آمن مكان في الأرض هو مكَّة ، ولذلك لا يقطع شجرها ، ولا يحش حشيشها ، ولا تلتقط ساقطتها ، ولا يصاد صيدها ، ولا يسفك فيها دمٌ ، وهذه خصائص لا توجد في البلاد الأخرى حتى المدينة محرمة ولها حرَمٌ لكن حرمها دون حرم مكة بكثير ، حرم مكة لا يمكن أن يأتيه أحدٌ من المسلمين لم يأتها ولا مرة إلا محرماً ، والمدينة ليست كذلك ، حرم مكة يحرم حشيشه وشجره مطلقاً وأما حرم المدينه فرُخِّص في بعض شجره للحرث ونحوه ، صيد مكَّة حرامٌ وفيه الجزاء ، وصيد المدينة ليس فيه الجزاء ، فأعظم مكان آمن هو مكة ، حتى الأشجار آمنة فيه وحتى الصيود آمنة فيه ، ولولا أن الله تعالى يسَّر على عباده لكان حَتَّى البهائم التي ليست صيوداً تُحرَّم ، لكن الله تعالى رَحِم العباد وأذِن لهم أن يذبحوا وينحروا في هذا المكان


📚 #منتقى_من_تفسير_جزء_عم
#للشيخ_ابن_عثيمين_رحمه_الله_تعالى
#ص_٣٧٧
#سورة_قريش
📚

[#تفسير_سورة_المسد]


🔼*{تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ}*
هذا ردٌ على ابي لهب حين جمعهم من النبي صلى الله عليه وسلم ؛ ليدعوهم الى الله فبشر وأنذر ، قال ابو لهب : تباً لك ألهذا جمعتنا قوله (ألهذا جمعتنا) إشارة للتحقير ، يعني هذا أمر حقير لا يحتاج ان يجمع له زعماء قريش ، وهذا كقوله {أَهَٰذَا الَّذِي يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ} والمعنى تحقيره فليس بشيء ولا يهتم به كما قالوا {وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَٰذَا الْقُرْآنُ عَلَىٰ رَجُلٍ مِّنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ}
فالحاصل : أنا أبا لهب قال : تباً لك ألهذا جمعتنا ؟ فرد الله عليه بهذه السورة {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} والتباب : الخسار ، كما قال تعالى : {وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبَابٍ} أي : خسارٍ ، وبدأ بيديه قبل ذاته ؛ لأن اليدين هما آلتا العمل والحركة ، والأخذ والعطاء وما أشبه ذلك.

🔼*{مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ}*
مَا : هذه يحتمل أن تكون إستفهامية والمعنى : أي شيء أغنى عنه ماله وما كسب ؟ والجواب : لا شيء ويحتمل أن تكون (مَا) نافية، أي : ما أغنى عنه، أي لم يغن عنه ماله وما كسب شيئا ، وكلا المعنيَيْن متلازمان ، ومعناهما : أن ماله وما كسب لم يُغنِ عنه شيئاً ، مع أن العادة ان المال ينفع ، فالمال يفدي به الإنسان نفسه لو تسلط عليه عدو وقال : انا اعطيك كذا و كذا من المال وأطلقني. يطلقه. ولكن قد يطلب مالاً كثيراً أو قليلاً ولو مرض انتفعَ بماله ، ولو جاع انتفعَ بماله ، فالمال ينفع ، لكن النفع الذي لا ينجي صاحبه من النار ، ليس بنفع، ولهذا قال{مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ} يعني : من الله تعالى شيئاً.
{وَمَا كَسَبَ} قيل : المعنى : وما كسب من الولد. كأنه قال : ما أغنى عنه ماله وولده كقول نوح :{وَاتَّبَعُوا مَن لَّمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَارًا} فجعلوا قوله :{وَمَا كَسَبَ} يعني بذلك الولد ، وأيدوا هذا القول بقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم : (( إن أطيب ما أكلتم من كَسبِكُمْ، وإن أولادكم من كسبكم))
والصواب أن الآيه أعمُّ من هذا وأن الآيه تشمل الأولاد، وتشمل المال المكتسب الذي ليس في يده الآن، وتشمل ما كسبه من شرف وجاهٍ، كل ما كسبه مما يزيده شرفاً وعزاً فأنه لا يغني عنه شيئا

🔼*{سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ}*
السين في قوله {سَيَصْلَى} للتَّنفيس المفيد للحقيقة والقرب ، يعني أن الله تعالى توعده بأنه سيصلى ناراً ذات لهبٍ عن قريب لأن متاع الدنيا والبقاء في الدنيا مهما طال فان الآخرة قريبه، حتى الناس في البرزخ وإن مرت عليهم السنون الطوال فكأنها ساعةٌ قال تعالى {كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوٓاْ إِلَّا سَاعَةً مِّن نَّهَارٍ ۚ بَلَٰغٌ ۚ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا ٱلْقَوْمُ ٱلْفَٰسِقُونَ} وشيء مقدَّر بساعةٍ من نهار فإنه قريبٌ

🔼*{وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ}*
يعني : كذلك امرأته معه ، وهي امرأةٌ من أشراف قريش لكن لم يغن عنها شرفها شيئاً ؛ لكونها شاركت زوجها في العداء والإثم ، والبقاء على الكفر

🔼*{فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ}*
الجيدُ : العنُق ، والحبل معروف ، والمسد :الليف، يعني : أنها متقلده حبلاً من الليف تخرج به إلى الصحراء لتربط به الحطب الذي تأتي به ؛ لتضعه في طريق النبي صلى الله عليه وسلم. نعوذ بالله من ذلك.



📚 #منتقى_من_تفسير_جزء_عم
#للشيخ_ابن_عثيمين_رحمه_الله_تعالى
#ص_٤٠٣
#سورة_المسد

┈┉┅━❀🍃🌸🍃❀━┅┉┈
📚
[#تفسير_سورة_النصر]


🔼{إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ}
الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم {نَصْرُ اللَّهِ} النصر هو تسليط الله الإنسان على عدوه بحيث يتمكَّن منه ويخذلُه ويكبِته ، والنصر أعظم سرور يحصل للعبد في أعماله ؛
وقوله : {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ} أي :نصر الله إيَّاك عدوَّك {وَالْفَتْحُ} أي : الفتح المعهود المعروف في أذهانكم ، وهو فتح مكَّة ؛
وكان فتح مكة في رمضان من السنه الثامنه للهجره ، وسببه ان النبي صلى الله عليه وسلم لما صالحَ قريشاً في الحديبية في السنة السادسة _ الصلح المشهور _ نقضت قريش العهد ، فغزاهم النبي صلى الله عليه وسلم و خرج إليهم من المدينه بنحو عشره آلاف مقاتل خرج مُخْتَفِياً وقال ( اللَّهُمَ عمَّ أخبارَنا عَنْهُم) ، فلَمْ يفاجئهم إلا وهو محيط بهم ، ودخل مكه في العشرين من رمضان من السَّنةَ الثامنه للهجره ، مظفراً منْصوراً مؤيداً ، حتى انه في النهايه أجتمع عليه كفار قريش حول الكعبه فوقَفَ على الباب وقريش تحته ينتظرون ما يفعل ، فأخذ بعضادتي الباب وقال : ( يا معشر قريشٍ ، ما تظنون أنِّي فاعلٌ بكم؟) وهو الذي كان قبل ثمان سنوات هارباً منهم ، وصاروا الآن في قبضته وتحت تصرُّفه قال : ، (ما تظنون أنِّي فاعلٌ بكم؟) قالوا : خيراً ، اخٌ كريم وابن اخٍ كريم. قال ( فإنِّي أقول لكم كما قال يوسف لإِخوته) : { لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ ۖ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ} ، إذهبوا فأنتم الطلقاء فعفا عنهم عليه الصلاة والسلام

🔼{وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا}
فصار الناس {يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا} أي : جماعاتٍ بعد أن كانوا يدخلون فيه أفراداً ، ولا يدخل فيها الإنسان في بعض الأحوال إلا مُخْتفِياً ، وصاروا يدخلون في دين الله افواجاً وصارت الوفود تَرِد على النبي عليه الصلاة والسلام في المدينه من كل جانب حتى سمي العام التاسع ( عامَ الوفُودِ )

🔼{فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا}
يقول الله عز وجل اذا رأيت هذه العلامة {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ} كان المتوقع ان يكون الجواب فاشكر الله على هذه النِّعمة واحمد الله عليها ولكن {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا} وهذا نظير قوله تعالى : {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنزِيلًا *فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ}، إذاناً بأنه سوف ينال أذًى بواسطة إبلاغ هذا القرآن ونشره بين الأمه.

🔼{فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ} أي سبِّحه تسبِيحاً مقروناً بالحمد ، والتسبيح تنزيه الله تعالى عمَّا لا يليق بجلاله ، والحمد هو الثَّناء عليه بالكَمال مع المحبَّة والتعظيم ، اجمع بين التنزيه وبين الحمد
{وَاسْتَغْفِرْهُ} يعني اسأله المَغفِرة
{إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا} أي : لم يزل عز وجل توَّاباً على عِباده فإذا استغفرته تاب عليك ،


📚 #منتقى_من_تفسير_جزء_عم
#للشيخ_ابن_عثيمين_رحمه_الله_تعالى
#ص_٣٩٨
#سورة_النصر

┈┉┅━❀🍃🌸🍃❀━┅┉┈