هذا النضج الذي أرتديه لم تلبسني إياه الأيام كهدية لقد نسجته من تجارب قاسية وأخرى كادت أن تكون الأخيرة، وهذا الهدوء الذي يعلو ملامحي قد سبقه اندفاع كلفني كثيرًا وقبل أن أقف بثبات هكذا تأرجحت وسقطت مرات وعدت من حافة الهاوية، كل خيط في هذا الثوب قد دفعت ثمنه بعضًا مني.
- مدين حقًا بالاعتذار لقلبي على كل مرة لم أصدقه فيها، على كل غصة شعرت بها تجاه شخص ولم أكترث لها، مدين على كل الإرشادات والدلائل التي حاول أن ينير لي بها الطريق وأعميت بصري وبصيرتي عنها حينها، ولم أفق إلا بعد أمورًا عظيمة فتكت بي تاركة ندبات لا تمحى، ولم أعد بعدها كما كنت أبدًا.
"أكثر ما يَستنزف الروح هو مُحاولتنا استبقاء من يُريد الرحيل، نتمثّل له بكل الصّور التي يحبّها، تتآكل ذواتنا ببطء في تلك المعركة الخاسرة، وحين نستفذ كل شيء، يرحل هو، فيما نبقى نحن نحدّق في أنفسنا، أنفسنا المكتظة بأشياء كثيرة خالِية من الرّوح."
"كان لازم نفهم إن دوري ممكن يمشي لغيري فأي لحظة، إن مكانتي عند النّاس ممكن تتغير بيوم وليلة، كان المفروض نعرف إنه العشم يلي بقعد سنين نبني فيه بينهدم بمجرّد موقِف واحد، شعور صَعب إنك تعيش بعلاقات مش مفهومه وملامحها مش واضحه، بأي ثانية فيها بتنتسى وبترجع شَخص غريب بدون أي مكسَب وحامل معك هزايم وخسارات بحياتك ما كُنت متوقعها".
لم أحرص على تلميع صورتي لأبدو جديرًا بالمحبّة، لن أتنازل عن غضبي لأثبت لك حناني، لن أتوقف عن فعل ما أؤمن به لأنه لا يتوافق معك ،لن أترك هدوئي وأنخرط في الزحام لأظهر بصورة الإجتماعي المحبوب، لن أصدّ عن رصد السعادات الصغيرة التي تصنع لي طمأنينة لأطمح بسعادة أكبر•
في منزلنا لا نبدي اهتمامًا واسعًا لمن ينهار ويبكي نُشيح عنه وكأننا لم نرى شيئًا، وفي الليل لا أحد منا ينام ندعي جميعنا الأرق بسبب القهوة وحده الباكي من ينام في تلك الليلة.
"حتى الآن لم يفهمني أحد في حياتي كلها
لا أحد يعرفني على حقيقتي ..
لطالما اعتقدت أنني وجدت ذلك الشخص الذي يفهم الحزن الذي خلف إبتسامتي، القلق الذي خلف هروبي والخوف الذي خلف عزلتي حتى أيقنت أن لا أحد يعرفني معرفةً كاملة، أنا هنا وحدي لا أملك إلا خوفي".
لا أحد يعرفني على حقيقتي ..
لطالما اعتقدت أنني وجدت ذلك الشخص الذي يفهم الحزن الذي خلف إبتسامتي، القلق الذي خلف هروبي والخوف الذي خلف عزلتي حتى أيقنت أن لا أحد يعرفني معرفةً كاملة، أنا هنا وحدي لا أملك إلا خوفي".
لقد كنت أحاول و أنا أعرف مسبقًا مصير هذه المحاولات، كنت أريد أن أهزم حظي هذه المرة، أن أحظى بشيء حقيقي و أنتصر به أمامه، أن أصدق لمرة واحدة فكرة أن الأشياء تأتي على مقاس قلبك و تستمر معك كيفما كنت، كنت أريد كل هذا و أنا متأكد بأنني سأفشل كالمعتاد وأخرج أجرّ خيبتي خلفي •
1
لم يلاحظْ أحد من عائلتي نوبات أرقي المتكررة في الفترة الأخيرة ولم يستطعْ أحدّ من أصدقائي تفسير نبرة صوتي المُختلفة أو تعاملي الحاد قليلاً، لم يفهم أحدٌ أنّي مُتعب ولا أقوى على حَملي، لم يُدرك أحد علي رغم مجهوداتي في تصنع الابتسامة أن الحُزن قد إتّخذ من صدري مسكناً ولم يُميز أحد أنا بخير الكاذبة التي لا زلتُ أُرددها وأنا على حافة الانهيار، أشعرُ بالوحدة تماماً وتمنيتُ لو أتشاركها مع أحد•
دموعي تنهمر كأنهارٍ من أسى، تسألني بصوتٍ غريبٍ: ألم تَعلَم أن الأمل قد فرَّ من بين يديك؟ أمـا عيناي فهما مرآتا الوجع، تعاتباني بصمتٍ قاتـل: ألم تَفهم أن قلبك قد ضـاع بين خيوط الزمن؟ وتظل الأسئلة تلاحقني في هذا الليل الذي لا ينتهي، يفتح جراحًا لا تندمل، ويترك قلبي يتألم في صمتٍ لا يُحتمل.
كان التخلي عني سهل جدًا ،كأني لم أكن يومًا كلمة طيبة ، ولا حضن حنين ، ولا سند صادق ولا لهفة مُحِب ، ولا ضحكة حقيقية ، ولا شخص غالي ، ولا قلب معطاء ، ولا لمعة عين ولا يد دافئة من وقتها وأنا لا أهب نفسي دُفعةً واحدة من وقتها وأنا شحيح حتى بالدقائق التي أعطيها فما أشنع أن تبخل بظنك على كريم .
ما فائدة "أنا بجانبك" بعد التعافي، أو "أنا أحبّـك" وأنت لا تتقبَّل عيوبي، ما فائدة "أسف" بعد أسبوع من الخصام! وما فائدة "فخور بك" وأنت لم تشاركني مُعاناة الوصول، أو "لا تحزن" بعد أن تركتني للحزن يأكلني؟ لا فائدة، لا فائدة تأتي من كلمات باردة في غير وقتها."
1
لا أريد استعادة أي شيء، لا الأشخاص الذين انتهوا من حياتي، لا شعوري الذي أهدرته فيما مضى، ولا مُحاولاتي كيفما كانت، أُريد أن أبدأ من جديد دون غضب، دون ضغينة، دون خوف وتردد، دون ندم، هادئ ومستقر لا يُعرقل خطواتي ماضٍ ولا خوف من المستقبل، أنا بكامل سكينتي واللحظة الراهنة فقط .
"لقد كبرت وأنا أُفتش عن الحُب في الجميع من يمشي تِجاهي خطوة، أركض لأجله بلاداً دون تعب كنت أبحث دوماً عن بيت،مكان آمن أستطيع الركض إليه هربًا من ثقل الحياة لكنني وبالرغم من حُبي لم أحصد في المقابل سوى الألم والوحدة الآن فقط أدركت أن كل طرقي لم تقُدني إلى النهاية التي أتمناها وبدلا من العثور على الحُب لإحتمال الحياة صرت لا أخاف سواه".
"لا أعرف شيئًا عن الوصول،لا أعرف كيف هو شعور الإنسان الذي ينال ما يُريده والذي يجعله يكتب أن جدران الغرفة لا تسع أجنحته نظرًا لأنني ما خطوت خطوة في طريق إلا ووقفت الدنيا في وجهي كانت دائمًا تُغلق كُل طرقي إلى ما أُريده لكنني أعرف جيدًا الذي ينام ويده على قلبه أعرف الذي لا يستطيع التنفس أحيانًا في ليالٍ ما في غرفته أعرف تمام المعرفة المنتصفات، هُنا تقبع قدمي هُنا بالتحديد ينتهي طريقي، وأُدير وجهي وأعود خائبًا بقلبي يبكي بين يديّ".
#لكلِّ مُجتهدٍ نصيب، ولِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى
_وَأَنْ لَيْسَ لِلإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى.
_وَأَنْ لَيْسَ لِلإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى.
أعرف كم يبدو الأمر موحشًا، أن ترحل بلا أيادٍ تلوِّح لك، وأن لا تتمكَّن من منح أحدهم القُبلة الأخيرة، والعناق الأخير، أن تلتفت فلا تجد من يتبعك بعينيه. تلك كانت آخر رغباتي، حينما كنت أرحل، في كلِّ مرَّة، كنت أترك طريقًا واسعةً للوصول إليَّ، وآثار لتتبُّعي. بيد أنِّه كان خالٍ من أيُّ كائن، وآثاري تمحوها الرِّياح، لتربِّت علىٰ قلبي، وتقنعني، أنَّه ما من أحدٍ سيمسك بيدي، ما من أحد. وتهمس لي، وحدها الرِّياح:"اذهب بسلام، لا رُفعت عنك الرَّحمة ولا وُضع في طريقك عذاب •
"كل شيء في حياتك درس، من لجئت له من كم خوفًا ولم تجد طمأنينة، من أحببته بدفء وأحال دفئك إلى صقيع، من لم تستطع النوم يومًا من أجل خيبته التي تحولت إلى أرق، من كان البريق في عينيك واليوم هو سبب إمتلائها المفاجئ بالدموع. دروس، وإن سحقتك، تأخذ روحك، لتضع بك روحًا أشد قوّة للمواجهه، والنسيان."
"أنها الثانية عشر وأربعون دقيقة في منتصف الليل كان من الممكن أن الجأ إليك في ليله ارق كهذه لتخبرني أنه لا داعي للخوف وان ما كُسر يمكن اصلاحه أو ربما تعويضه بأشياء جديده فأطمئن، ويعود كلانا إلي النوم شاعرين بسخافه ما يحدث في العالم لأننا معا لكن الحياه ليست بهذه البساطه وانت لست هُنا."