Forwarded from Yousef Saadeh Taqatqeh
(7) لن يتوقف أبو الفداء هنا، فهو يسلم بأن ابن تيمية استخدم النظر والقياس في النقض، ولكن هل استخدمه في التأسيس؟ "حتى ولو قدرنا أنه وقع منه -رحمه الله- ذلك كلام في بعض كتبه سلك في طريقة الفلاسفة مسلما لمن يرد عليهم بأنهم لا يعرفون الحق كما يزعمون فهذا لا نوافقه عليه -رحمه الله- ونقول أنه كان فيه من أصحاب الأجر الواحد لا الأجرين... قد اجتهد فأخطئ" [16]!!! لكن مهلا، هذه جملة شرطية، فهل وقع ابن تيمية في ذلك؟ يعترف أبو الفداء على مضض بأن ابن تيمية "قد قاس في الصفدية مثلا وقاس بالأكملية" [17]، فقد حصل لابن تيمية "شيء من التوسع في محاكاة طريقة كلام القوم [يقصد الفلاسفة والمتكلمين] واحتجاجهم في مواضع لا غير فيما هو تأسيس للمعرفة على طريقتهم" [18]. إذًا، فابن تيمية قد خالف أهل السنة والسلف في هذا الموضع، ووافق الفلاسفة والمتكلمين، وإن تحرج أبو الفداء من رميه بذلك!!! سأترك للقارئ الحكم في هذا الكلام.
ولكن مهلا، ما هو مبلغ علم أبي الفداء بأقوال السلف حتى يصحح ويخطئ بناءً عليها؟
يقول أبو الفداء: "قال الشافعي نفسه مؤسس علم أصول الفقه عند المسلمين: «ما جهل الناس واختلفوا إلا بتركهم مصطلح العرب وأخذهم مصطلح أرسطوطاليس»، هذا كلام الشافعي -رحمه الله- مؤسس أصول الفقه" [19].
الرد: هل قال الشافعي هذا الكلام؟
يقول الذهبي: "هذه حكاية نافعة، لكنها منكرة، ما أعتقد أن الإمام تفوه بها، ولا كانت أوضاع ارسطو طاليس عربت بعد البتة. رواها أبو الحسن علي بن مهدي الفقيه، حدثنا محمد بن هارون، حدثنا هميم بن همام، حدثنا حرملة. ابن هارون: مجهول." [20].
لو روقت يا "د." حسام بدلا من الخوض فيما لا تجيد لأرحتني وأرحت نفسك 🌹.
====
[1] سلسلة التحذير من السلفية الفلسفية - في قولهم نظرية المعرفة عند ابن تيمية (الجزء الثاني) 49:58.
[2] معيار النظر عند أهل السنة والأثر، أبو الفداء حسام بن مسعود، شركة الروضة للنشر والتوزيع، الطبعة الأولى: ١٤٤١ه-٢٠٢٠م، ج١ ص٩٦.
[3] سلسلة التحذير من السلفية الفلسفية، 51:30.
[4] المرجع السابق، 53:00.
[5] تنبيه الرجل العاقل على تمويه الجدل بالباطل، أحمد بن تيمية، تحقيق: علي بن محمد العمران ومحمد عزير شمس، دار الفوائد للنشر والتوزيع، مكة-المملكة العربية السعودية، الطبعة الأولى: ١٤٢٥ه، ج١ ص١٢.
[6] سلسلة التحذير من السلفية الفلسفية، 01:03:05.
[7] مجموع فتاوى أحمد بن تيمية، جمع وترتيب: عبد الرحمن بن قاسم، وساعده ابنه محمد، طبع بأمر: فهد بن عبد العزيز آل سعود، طبع في المدينة في مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، تحت إشراف: وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، ١٤٢٥ه- ٢٠٠٤م، ج١٢ ص٨١.
[8] منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة والقدرية، أحمد بن تيمية، تحقيق: محمد رشاد سالم، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، الطبعة الأولى: ١٤٠٦ه-١٩٨٦م، ج١ ص٣٦٥.
[9] درء تعارض العقل والنقل، أحمد بن تيمية، تحقيق: محمد رشاد سالم، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، الطبعة الثانية: ١٤١١ه-١٩٩١م، ج٥ ص٣١٤.
[10] سلسلة التحذير من السلفية الفلسفية، 01:11:07.
[11] الرد على المنطقيين، أحمد بن تيمية، المحقق: عبد الصمد شرف الدين الكتبي، مؤسسة الريان - بيروت، الطبعة الأولى: ١٤٢٦ه-٢٠٠٥م، ص٥٥.
[12] مجموع الفتاوى، ج١٦، ص٣٢٨.
[13] سلسلة التحذير من السلفية الفلسفية، 01:20:00.
[14] معيار النظر، ج١ ص٩٤-٩٦.
[15] المرجع السابق، ج١ ص٥٧، وكرره في الصوتية. الكلام هنا ليس في قوة القياس المعين بل جواز مطلق الأقيسة.
[16] سلسلة التحذير من السلفية الفلسفية، 01:21:18.
[17] المرجع السابق، 01:21:44.
[18] المرجع السابق، 01:23:52.
[19] المرجع السابق، 09:16.
[20] سير أعلام النبلاء، محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي، أشرف على تحقيق الكتاب وخرج أحاديثه: شعيب الأرنؤوط، حقق هذا الجزء: محمد نعيم العرقسوسي، مؤسسة الرسالة، الطبعة الأولى: ١٤٠٢ه-١٩٨٢م، ج١٠ ص٧٤.
ولكن مهلا، ما هو مبلغ علم أبي الفداء بأقوال السلف حتى يصحح ويخطئ بناءً عليها؟
يقول أبو الفداء: "قال الشافعي نفسه مؤسس علم أصول الفقه عند المسلمين: «ما جهل الناس واختلفوا إلا بتركهم مصطلح العرب وأخذهم مصطلح أرسطوطاليس»، هذا كلام الشافعي -رحمه الله- مؤسس أصول الفقه" [19].
الرد: هل قال الشافعي هذا الكلام؟
يقول الذهبي: "هذه حكاية نافعة، لكنها منكرة، ما أعتقد أن الإمام تفوه بها، ولا كانت أوضاع ارسطو طاليس عربت بعد البتة. رواها أبو الحسن علي بن مهدي الفقيه، حدثنا محمد بن هارون، حدثنا هميم بن همام، حدثنا حرملة. ابن هارون: مجهول." [20].
لو روقت يا "د." حسام بدلا من الخوض فيما لا تجيد لأرحتني وأرحت نفسك 🌹.
====
[1] سلسلة التحذير من السلفية الفلسفية - في قولهم نظرية المعرفة عند ابن تيمية (الجزء الثاني) 49:58.
[2] معيار النظر عند أهل السنة والأثر، أبو الفداء حسام بن مسعود، شركة الروضة للنشر والتوزيع، الطبعة الأولى: ١٤٤١ه-٢٠٢٠م، ج١ ص٩٦.
[3] سلسلة التحذير من السلفية الفلسفية، 51:30.
[4] المرجع السابق، 53:00.
[5] تنبيه الرجل العاقل على تمويه الجدل بالباطل، أحمد بن تيمية، تحقيق: علي بن محمد العمران ومحمد عزير شمس، دار الفوائد للنشر والتوزيع، مكة-المملكة العربية السعودية، الطبعة الأولى: ١٤٢٥ه، ج١ ص١٢.
[6] سلسلة التحذير من السلفية الفلسفية، 01:03:05.
[7] مجموع فتاوى أحمد بن تيمية، جمع وترتيب: عبد الرحمن بن قاسم، وساعده ابنه محمد، طبع بأمر: فهد بن عبد العزيز آل سعود، طبع في المدينة في مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، تحت إشراف: وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، ١٤٢٥ه- ٢٠٠٤م، ج١٢ ص٨١.
[8] منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة والقدرية، أحمد بن تيمية، تحقيق: محمد رشاد سالم، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، الطبعة الأولى: ١٤٠٦ه-١٩٨٦م، ج١ ص٣٦٥.
[9] درء تعارض العقل والنقل، أحمد بن تيمية، تحقيق: محمد رشاد سالم، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، الطبعة الثانية: ١٤١١ه-١٩٩١م، ج٥ ص٣١٤.
[10] سلسلة التحذير من السلفية الفلسفية، 01:11:07.
[11] الرد على المنطقيين، أحمد بن تيمية، المحقق: عبد الصمد شرف الدين الكتبي، مؤسسة الريان - بيروت، الطبعة الأولى: ١٤٢٦ه-٢٠٠٥م، ص٥٥.
[12] مجموع الفتاوى، ج١٦، ص٣٢٨.
[13] سلسلة التحذير من السلفية الفلسفية، 01:20:00.
[14] معيار النظر، ج١ ص٩٤-٩٦.
[15] المرجع السابق، ج١ ص٥٧، وكرره في الصوتية. الكلام هنا ليس في قوة القياس المعين بل جواز مطلق الأقيسة.
[16] سلسلة التحذير من السلفية الفلسفية، 01:21:18.
[17] المرجع السابق، 01:21:44.
[18] المرجع السابق، 01:23:52.
[19] المرجع السابق، 09:16.
[20] سير أعلام النبلاء، محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي، أشرف على تحقيق الكتاب وخرج أحاديثه: شعيب الأرنؤوط، حقق هذا الجزء: محمد نعيم العرقسوسي، مؤسسة الرسالة، الطبعة الأولى: ١٤٠٢ه-١٩٨٢م، ج١٠ ص٧٤.
يُعرف فقه الرجل من سؤاله.
وليس من ذلك بداية لما تسأل شخصًا وتناظره، مثلًا: ما قولك في كذا، تجيب، فيقول: ولكن قد يقال، فتجيب، قد يقال! هذا يا صديقي ما اسمه؟ هذه مناظرة! والتي قد تأخذ من الوقت ما لا يفيد أحدًا.
الأمر الآخر، أولويات السؤال في اهتمام الرجل، يعني لا تأتِ بسؤال مرة من الشرق وأخرى من الغرب، لا يعقل أن اهتمامك منصَب في الأمرين معًا في الوقت نفسه.
عندك أسئلة حفلة التبضع، لما يأتيك من يقول: لو سمحت أريد أن أطلع على الفلسفة مثلًا، لو تضع لي برنامجًا قد تكتبه في أسبوع وهو قد ينظر إليه وقد لا يفعل، لكنه يريد برنامج تعليم على تشكيلة مداخل للفلاسفة، على رشة محاضرات! على أفضل الطبعات، أحسن الترجمات، هذا المتبضع غالبًا لا يعنيه شيء غير تمضية وقت، أنت ينبغي أن تسأل عن كتاب فإن أنهيته سألت وهكذا.
الأسئلة فيما لا يمكن بحثه بضربة زر على جوجل، فالشبكة التي تصلك بمن تسأله تصلك بجوجل، ابحث وبعدها اسأل، أما أن تقعد وأنت الطاعم الكاسي فما اسمه هذا؟
الأسئلة المحروقة، التي يضج الكوكب بمن يتكلم فيها، فهذه لا ينبغي أن يصدق المسؤول أن قوله سيقلب كيانك ويقرّب ضالتك.
الأسئلة الشخصية العائمة، تزوجت امرأة ووالدها كان عنده محل، وفصل رجلًا من عنده لأن البواب قال فيه ثم هو ثم هي! يا رجل يكفي صداعًا فلا أقدر على حل مشكلاتك!
الأسئلة فيما لا يريد المسؤول الجواب عنه، لا ينشط لها فتتابع الإلحاح يميت الحرص على الإفادة.
الأسئلة المكتفية ذاتيًا، من عينة: ما قولك فيما قاله الفاجر فلان المستحل للحرام أن ذاك حلال، هنا أنت تحدد الجواب فلم تسأل!
الأسئلة التي تنبئ بعدم اهتمامك بما قاله المسؤول من قبل، مثل من يكرر الكلام في مسألة ويكتب فيها ويخطب ويصنّف فتعيد عليه السؤال فيها!!
وليس من ذلك بداية لما تسأل شخصًا وتناظره، مثلًا: ما قولك في كذا، تجيب، فيقول: ولكن قد يقال، فتجيب، قد يقال! هذا يا صديقي ما اسمه؟ هذه مناظرة! والتي قد تأخذ من الوقت ما لا يفيد أحدًا.
الأمر الآخر، أولويات السؤال في اهتمام الرجل، يعني لا تأتِ بسؤال مرة من الشرق وأخرى من الغرب، لا يعقل أن اهتمامك منصَب في الأمرين معًا في الوقت نفسه.
عندك أسئلة حفلة التبضع، لما يأتيك من يقول: لو سمحت أريد أن أطلع على الفلسفة مثلًا، لو تضع لي برنامجًا قد تكتبه في أسبوع وهو قد ينظر إليه وقد لا يفعل، لكنه يريد برنامج تعليم على تشكيلة مداخل للفلاسفة، على رشة محاضرات! على أفضل الطبعات، أحسن الترجمات، هذا المتبضع غالبًا لا يعنيه شيء غير تمضية وقت، أنت ينبغي أن تسأل عن كتاب فإن أنهيته سألت وهكذا.
الأسئلة فيما لا يمكن بحثه بضربة زر على جوجل، فالشبكة التي تصلك بمن تسأله تصلك بجوجل، ابحث وبعدها اسأل، أما أن تقعد وأنت الطاعم الكاسي فما اسمه هذا؟
الأسئلة المحروقة، التي يضج الكوكب بمن يتكلم فيها، فهذه لا ينبغي أن يصدق المسؤول أن قوله سيقلب كيانك ويقرّب ضالتك.
الأسئلة الشخصية العائمة، تزوجت امرأة ووالدها كان عنده محل، وفصل رجلًا من عنده لأن البواب قال فيه ثم هو ثم هي! يا رجل يكفي صداعًا فلا أقدر على حل مشكلاتك!
الأسئلة فيما لا يريد المسؤول الجواب عنه، لا ينشط لها فتتابع الإلحاح يميت الحرص على الإفادة.
الأسئلة المكتفية ذاتيًا، من عينة: ما قولك فيما قاله الفاجر فلان المستحل للحرام أن ذاك حلال، هنا أنت تحدد الجواب فلم تسأل!
الأسئلة التي تنبئ بعدم اهتمامك بما قاله المسؤول من قبل، مثل من يكرر الكلام في مسألة ويكتب فيها ويخطب ويصنّف فتعيد عليه السؤال فيها!!
"كثير من الناس لا يعرفون أن الماسونية ازدهرت في العهد الإسلامي وكان لها الفضل في نشر الحضارة الإسلامية، وإليها يرجع بناء مدينتي بغداد وقرطبة... وحسبنا أن نذكر المنصور وعبد الرحمن الأول والوليد بن عبد الملك وصلاح الدين الأيوبي"!
(روح الماسونية، أحمد زكي أبو شادي، تحت رعاية المحفل الأكبر الوطني المصري، الطبعة الأولى: ١٩٢٦م، ص٨.)
إنها المخدرات! هذا في محفل ماسوني مصري، وبعدها نسب إلى الماسونية قطعة وافرة من الهراء الذي كذبوه على أنفسهم.
(روح الماسونية، أحمد زكي أبو شادي، تحت رعاية المحفل الأكبر الوطني المصري، الطبعة الأولى: ١٩٢٦م، ص٨.)
إنها المخدرات! هذا في محفل ماسوني مصري، وبعدها نسب إلى الماسونية قطعة وافرة من الهراء الذي كذبوه على أنفسهم.
"نحن نسلّم أن المحسوس موجود، لكن ما الدليل على أن غير المحسوس غير موجود؟ إن الحس أضعف من أن يكون معيارًا للموجودات، مما يدل على ذلك أن الحس قد يخون صاحبه ... فالحس إذن لا ينبغي الاعتماد عليه ذاك الاعتماد، وليُربع الملاحدة على أنفسهم"
(الالحاد؛ وسائله وخطره وسبل مواجهته، صالح بن عبد العزيز بن عثمان سندي، دار اللؤلؤة، بيروت-لبنان، الطبعة الأولى: ١٤٢٤هـ-٢٠١٣م، ص٤٢.)
(الالحاد؛ وسائله وخطره وسبل مواجهته، صالح بن عبد العزيز بن عثمان سندي، دار اللؤلؤة، بيروت-لبنان، الطبعة الأولى: ١٤٢٤هـ-٢٠١٣م، ص٤٢.)
كتاب من ٨٩ ورقة شاملًا العد غلافه! يتكلم في كل شيء من الدين، وأسئلة الكاتب التي تؤرقه: "هل الدين يجعلنا أقل ذكاءً، أم أننا متدينون لأننا أقل ذكاء بالأصل؟" [ص٤٣]، وتوجعاته "ما زلنا نواجه أزمات كبيرة مع الدين" [ص٧٦] إلى المرأة، إلى النظام السياسي، والثورة، والإصلاح، والثقافة والذكاء والجنس والزواج والإنجاب والتحرر والعيب.. وتكتب دراسة اجتماعية!!
في مقطع يكشف جوانب أخلاقية فرعونية قبل نحو ٣٠ قرنًا:
"لم أسرق ... لم أفعل الخبث ... لم أنطق بالأكاذيب ... لم أستلب الطعام ... لم أفسد الحقول المحروثة ... لم أنبس بكلمة ضد إنسان... لم أغضب بلا سبب ... لم أضرم النزاع ... لم أنتقم لنفسي ... لم أحكم دون رويَّة ... لم أكثر في الحديث ... لم أنطق باللعنات ... لم ألوث المياه ... لم أختَل متكبِّرًا ... لم أزد ثروتي إلا بما حق لي"
(كتاب الموتى الفرعوني؛ عن بردية آنى بالمتحف البريطاني، برت إم هرو، مكتبة مدبولي، الطبعة الأولى: ١٩٨٨م، ص١٢٤- ١٢٨.)
"لم أسرق ... لم أفعل الخبث ... لم أنطق بالأكاذيب ... لم أستلب الطعام ... لم أفسد الحقول المحروثة ... لم أنبس بكلمة ضد إنسان... لم أغضب بلا سبب ... لم أضرم النزاع ... لم أنتقم لنفسي ... لم أحكم دون رويَّة ... لم أكثر في الحديث ... لم أنطق باللعنات ... لم ألوث المياه ... لم أختَل متكبِّرًا ... لم أزد ثروتي إلا بما حق لي"
(كتاب الموتى الفرعوني؛ عن بردية آنى بالمتحف البريطاني، برت إم هرو، مكتبة مدبولي، الطبعة الأولى: ١٩٨٨م، ص١٢٤- ١٢٨.)
"خالد بن يزيد التجييي ... كان ظالمًا.
قال له عبد الحميد بن كعب بن علقمة: أتحبُ أن لك مائة ألف دينار وأنت من أهل النار؟
قال: لا!
قال: فأنت من أهل النار وليس لك مائة ألف دينار"😂
(كتاب الولاة وكتاب القضاة، محمد بن يوسف الكندي المصري [٣٥٠هـ]، صححه: رفن كَست، مطبعة الآباء اليسوعيين، بيروت، ١٩٠٨م، ص١٢٧.)
قال له عبد الحميد بن كعب بن علقمة: أتحبُ أن لك مائة ألف دينار وأنت من أهل النار؟
قال: لا!
قال: فأنت من أهل النار وليس لك مائة ألف دينار"😂
(كتاب الولاة وكتاب القضاة، محمد بن يوسف الكندي المصري [٣٥٠هـ]، صححه: رفن كَست، مطبعة الآباء اليسوعيين، بيروت، ١٩٠٨م، ص١٢٧.)
أحد الدروس التي ينادي بها التاريخ، أن المعارضة السياسية التي تعادي السلطة لكل صغيرة وكبيرة، ولا تفرّق بين أخطاء محتملة من مثلها، وأخرى لا تحتمل، أنها في النهاية المنطقية تنادي بإمامٍ معصوم، ثم لمّا تُسأل عن البديل سيكون غائبًا، ولما تسأل عن ظهوره تحيل الأمر إلى الله: عجّل الله فرجه، ثم لما تمارس السلطة لا تختلف عن تلك التي عارضتها، أو تحوّل قضيتها إلى عقيدة دينية يتداولها الأتباع دون تغيير سياسي فعّال.
في علاقات السلطة
ما أن تذكر أمامه كلمة سلطة، حتى يسارع بعض الناس إلى حصر هذا المفهوم في الحكومة القائمة، ويبدأ بمحفوظات الدعاية السياسية المعارضة، الحديث عن السلطة شامل، ليس مقصورًا على أجهزة الدولة، بل يشمل المؤسسات الخارجة عن التدخل الحكومي المباشر، يشمل حتى الأحزاب المعارضة، الشرعية منها وغير الشرعية.
حين يدخل شخص في علاقة اجتماعية مع توجه، تجمع، على أسس معينة يبدأ بالدخول في علاقة سلطة، من جهته ومن جهة محيطه، على سبيل المثال: الذي يصبح مريدًا لشيخ طريقة صوفية، ويكون مع شيخه كالميت بين يدي المغسل ذا دخل في أوضح علاقات السلطة! بذلك الخضوع، الذي يدخل في علاقات تلمذة على شيخ سلفي [حتى لا يمتعض الصوفية] يدخل كذلك في علاقة سلطة.
علاقة الأب بأبنائه هي علاقة سلطة، على أنها سلطة طبيعية، الدخول فيها والخروج عنها محكوم بالعجز عن منازعتها حين يكون الطفل صغيرًا، وما أن يكبر حتى يكون الأب ضعيفًا لتقدمه في العمر، وبهذه الصورة يكون الانتقال طبيعيًا، ولذا لا تقاس عليها علاقات السلطة الأخرى! رغم الإصرار على تشبيه الشيخ أو رئيس الدولة بالأب عند كثير من الناس! فالعلاقات خارج الإطار الأسري كثيرًا ما تكون طوعية، ولا مجال لانتقالها بصورة طبيعية.
في السياسة مثلًا لما يجري الحديث عن كيفية تغيير السلطة، أو نقدها، لا بد من استحضار أن الأحزاب المعارضة هي سلطة تمامًا، فمبحث الخروج عن الدولة هو نفسه مبحث الخروج عن الحزب، الحريات في الدولة هي نفسها في الحزب وهكذا، ضمانات المراقبة هو كذلك فيها.
أما أن يكون نقده منصبًا مثلًا على تقييد حرية الصحافة، وهو حزب قائم على الظلام الفكري بين أعضائه وما أن يسمع نقدًا عليه حتى تدور عيناه من الغيظ، فما البديل الذي يظهر حينها؟ علاقات السلطة قد تختبئ خلف معجم لا تكاد توجد له نهاية من المصطلحات، فمن يتحدث عن رشاوى في الحكم، عليه أن يستحضر تسامحه مع ذات المبدأ وهو يحامي عن أشخاص مثلًا بحجة زكاه فلان من الصالحين! هي نفسها العقيد فلان يعرفه، لكن بطريقة ملتوية.
الذي يطالب غيره بالاعتراف بالأخطاء ولو سئل عن ثلاثة أخطاء وقع فيها حزبه، الذي قد يكون تأسس قبل حكومة بلاده القائمة، لا يكاد يبين! ما الذي تتوقعه منه حينها لو صار السلطان؟ ونحن نرى من فيهم من ضيق الأفق في أي حوار على صفحات الفيس، ما يدفع للقول كيف لو كانت بيدهم ترسانة البلد العسكرية؟
ولو نلاحظ أن كثيرين ممن يسمون أنفسهم معارضة، لا يرون إمكانية في معارضتهم! وينفجر الواحد منهم بتهديداته وجبروته لخلاف لم يصل بعد إلى ثروات وجغرافيا وحدود، وما أن يسمع اسمه على لسان حتى يكشر عن أنيابه منتظرًا المدح أو دونه القتال، فهل مثل هؤلاء يمكنهم ألا يكونوا وجهًا آخر للسلطة التي يلعنونها؟
ما أن تذكر أمامه كلمة سلطة، حتى يسارع بعض الناس إلى حصر هذا المفهوم في الحكومة القائمة، ويبدأ بمحفوظات الدعاية السياسية المعارضة، الحديث عن السلطة شامل، ليس مقصورًا على أجهزة الدولة، بل يشمل المؤسسات الخارجة عن التدخل الحكومي المباشر، يشمل حتى الأحزاب المعارضة، الشرعية منها وغير الشرعية.
حين يدخل شخص في علاقة اجتماعية مع توجه، تجمع، على أسس معينة يبدأ بالدخول في علاقة سلطة، من جهته ومن جهة محيطه، على سبيل المثال: الذي يصبح مريدًا لشيخ طريقة صوفية، ويكون مع شيخه كالميت بين يدي المغسل ذا دخل في أوضح علاقات السلطة! بذلك الخضوع، الذي يدخل في علاقات تلمذة على شيخ سلفي [حتى لا يمتعض الصوفية] يدخل كذلك في علاقة سلطة.
علاقة الأب بأبنائه هي علاقة سلطة، على أنها سلطة طبيعية، الدخول فيها والخروج عنها محكوم بالعجز عن منازعتها حين يكون الطفل صغيرًا، وما أن يكبر حتى يكون الأب ضعيفًا لتقدمه في العمر، وبهذه الصورة يكون الانتقال طبيعيًا، ولذا لا تقاس عليها علاقات السلطة الأخرى! رغم الإصرار على تشبيه الشيخ أو رئيس الدولة بالأب عند كثير من الناس! فالعلاقات خارج الإطار الأسري كثيرًا ما تكون طوعية، ولا مجال لانتقالها بصورة طبيعية.
في السياسة مثلًا لما يجري الحديث عن كيفية تغيير السلطة، أو نقدها، لا بد من استحضار أن الأحزاب المعارضة هي سلطة تمامًا، فمبحث الخروج عن الدولة هو نفسه مبحث الخروج عن الحزب، الحريات في الدولة هي نفسها في الحزب وهكذا، ضمانات المراقبة هو كذلك فيها.
أما أن يكون نقده منصبًا مثلًا على تقييد حرية الصحافة، وهو حزب قائم على الظلام الفكري بين أعضائه وما أن يسمع نقدًا عليه حتى تدور عيناه من الغيظ، فما البديل الذي يظهر حينها؟ علاقات السلطة قد تختبئ خلف معجم لا تكاد توجد له نهاية من المصطلحات، فمن يتحدث عن رشاوى في الحكم، عليه أن يستحضر تسامحه مع ذات المبدأ وهو يحامي عن أشخاص مثلًا بحجة زكاه فلان من الصالحين! هي نفسها العقيد فلان يعرفه، لكن بطريقة ملتوية.
الذي يطالب غيره بالاعتراف بالأخطاء ولو سئل عن ثلاثة أخطاء وقع فيها حزبه، الذي قد يكون تأسس قبل حكومة بلاده القائمة، لا يكاد يبين! ما الذي تتوقعه منه حينها لو صار السلطان؟ ونحن نرى من فيهم من ضيق الأفق في أي حوار على صفحات الفيس، ما يدفع للقول كيف لو كانت بيدهم ترسانة البلد العسكرية؟
ولو نلاحظ أن كثيرين ممن يسمون أنفسهم معارضة، لا يرون إمكانية في معارضتهم! وينفجر الواحد منهم بتهديداته وجبروته لخلاف لم يصل بعد إلى ثروات وجغرافيا وحدود، وما أن يسمع اسمه على لسان حتى يكشر عن أنيابه منتظرًا المدح أو دونه القتال، فهل مثل هؤلاء يمكنهم ألا يكونوا وجهًا آخر للسلطة التي يلعنونها؟
هناك كلمة لنيتشه يقول فيها إن الجنون هو حالة استثنائية في الأفراد، لكنه في التجمعات هو الأصل والعقل هو الاستثناء، ذا هو الوصف المناسب للترند، مهما كانت لغته أو لهجته.
مسلم بن خالد [الزنجي] شيخ الشافعي، وهو الذي درس عليه الفقه، وهو الذي أذن له بالفتيا.
قال ابن أبي حاتم الرازي: "أصله من الشام والزنجي لقبه، كان أبيض"، وقال ابن حبان: "كان أبيض مشربًا بحمرة، فلذلك قيل الزنجي"!
قال ابن أبي حاتم الرازي: "أصله من الشام والزنجي لقبه، كان أبيض"، وقال ابن حبان: "كان أبيض مشربًا بحمرة، فلذلك قيل الزنجي"!
تنبه الجاحظ ٢٥٥ هـ قديمًا إلى ارتباط الكلام والأحداث بأصحابها، وأنه بمعرفتهم يكون للكلام وقع يزيد على ما لو جرّدتْ من أسماء قائليها، كأن تنسب كلامًا لمن عرف بالفكاهة، فحينها يضحك الناس وقد يكون كلامًا عاديًّا لو ذكر بدون صاحبه لمجته الأذواق، فقال مفتتحًا كتابه [البخلاء] بقوله عن طرائفه: "ليس يتوفر أبدًا حسنها إلا بأن يعرف أهلها".
"لو اتبع الحاكم طريق الفضيلة في حكم رعيته، فسيطيعه الشعب ولن يحتاج إلى مواجهة أي عصيان، ولا إلى اللجوء إلى الشدَّة والقمع.
ويمكن تشبيه إهمال الحاكم لحاجات الشعب بإهمالك أمر الاعتناء بصحة جسدك الأساسية، فكما ننتظر من أفراد الشعب الذين يعانون من إهمال الحاكم إعلان الثورة، وكما أن اللجوء إلى العنف لن يلامس جذور المشكلة ولن يحلها حتى لو نجح في إيقاف مظاهرها لأمد معين، كذلك إن معالجة ثورة الجسد بواسطة العقاقير والإبر والكي ليست الحل المثالي."
(يوجوكون؛ دروس في الحياة بقلم ساموراي، كايبارا إكيكن [١٦٣٠م]، ترجمة: أمال الحلبي، المركز الثقافي العربي، بيروت-الدار البيضاء، الطبعة الأولى: ٢٠١٩م، ص٦١.)
ويمكن تشبيه إهمال الحاكم لحاجات الشعب بإهمالك أمر الاعتناء بصحة جسدك الأساسية، فكما ننتظر من أفراد الشعب الذين يعانون من إهمال الحاكم إعلان الثورة، وكما أن اللجوء إلى العنف لن يلامس جذور المشكلة ولن يحلها حتى لو نجح في إيقاف مظاهرها لأمد معين، كذلك إن معالجة ثورة الجسد بواسطة العقاقير والإبر والكي ليست الحل المثالي."
(يوجوكون؛ دروس في الحياة بقلم ساموراي، كايبارا إكيكن [١٦٣٠م]، ترجمة: أمال الحلبي، المركز الثقافي العربي، بيروت-الدار البيضاء، الطبعة الأولى: ٢٠١٩م، ص٦١.)