يعيل «أبو علي» عائلة مكونة من ستة بنات وزوجة مريضة، أما «موفق» فقد كتب كتابه قبل أسبوعين، يعرف «أبو البنات» الذي بلغ من العمر ٥٩ عاماً، والعريس الذي طرق باب الحياة في زمن الإبادة، أنه لا وجبة غذاء ساخنة ولا رغيف خبزٍ ينتظرهما في الخيمة بعد نهار عملٍ شاق، وهما مثل ١٣٠ عاملاً في بلدية بيت لاهيا أقصى شمال القطاع، يمارسون مهامهم تحت القذائف وطائرات الكواد كابتر، رغم أنهم لم يتلقوا أي راتب
منذ ثلاثة شهور: «لما بتصل المية للناس بحس حالي مبسوط» قال موفق واصفاً حافز العمل لديه ..
هذا التسامي ونكران الذات جدير بالإشادة والتقدير، لكن الإعجاب والشعور والتعاطف لا يطعم الجوعى خبزاً، هذه دعوة للمبادرين وأهل العطاء بتقديم مكافأة وعرفان جميل لهؤلاء الرجال، ودعوة لكل بلديات القطاع أن تقتفي أثر بلدية بيت لاهيا التي تواصل العمل تحت النار، بالأيادي والأظفار واللحم الحي بعدما دمرت كل آلياتها ومقدراتها


الصحفي يوسف فارس - غزة - فلسطين